تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مُناوَرَةُ الْمَوْتِ !



رقية علي الحارثية
12-05-2007, 10:12 PM
(المسافةُ الفاصلةُ بينَ الميلادِ والنزع الأخيرِ هيَ ذاتُها بينَ النفسيْنِ ! )


إهْداء : إلى الذاتِ التي سأصيرُ لها ذات يومٍ مُجرّد ذكرى وكنتُ حُلمها الجميل .




مَخابىءُ الوَجَعِ المَدْسوسِ ذاكِرَةٌ = فيها هباءُ الأماني البيضِ مُنتَشِرُ
مَفْقوءةُ الضَوْءِ مَصَّ الدّهرُ أنْجُمَها = والحالمونَ بِها وقتَ الدُّجى سَكِروا
أصابعُ الهمِّ شقّتْ وجهَ أغنيتي = كأنما أضرمتْ نيرانَها سَقَرُ
أنّى تلفَّتُّ ألقى بعضَ ما نفثتْ = باقٍ وينْصبُ من تحديقيَ البَصَرُ
ويلفظُ الدَّربُ شجوي كلمّا عصفتْ = في صدرهِ الرّيحُ أوأملى لهُ الخَطَرُ
يحومُ حولي شواظُ النّارِ في حَنقٍ = فأصطلي وبوهمِ العيشِ أعتمرُ
وكلمّا انعتقتْ عنْ غيّها وَجَلا = نَفْسي أؤوبُ وما تنهانيَ العِبَرُ
لم يبقَ إلا شظايا .. فوقها فرحاً = أولئكَ القومُ في ليلِ الهوى عَبَروا
يُناورُ الموتُ وجها غابَ من زمنٍ = معَ المُنى قدْ دَعاهُ للمُنى الوَطَرُ
يَمْتصُّ فرْحَتهُ الخرساءَ دون أسىً = فيختفي لونُهُ الزاهي ويندثرُ
ويُطْفِىءُ النَفَسَ المرّجوَ في عَجَلٍ = ويبدأُ العدَّ والأرواحُ تنتظرُ
كأنَّ روحي بقعرِ البحرِ ينهشها = هَدْرٌ وتعصرُها الأمواجُ والغيرُ
يا ليتني وأنا في جَوْفِ سكْرَتهِ = يا أمُّ ما كانَ لي يوما هُنا خَبَرُ
ضُمّي فؤاديَ عنْدَ البيْنِ واحتسبي= فذاكَ ما خطّهُ ما بيننا القَدَرُ
وزمِّليني عِناقا يا حبيبةُ إنْ = آنَ النّوى ونأى بي عنكمُ السَّـفَرُ
تأرجحَ العُمْرُ قُربَ المَوْتِ فانتثرتْ= مِنّي الأضالعُ إنَّ الشهقةَ العُمرُ!

الشريف عبد الله آل جازان
12-05-2007, 11:14 PM
الأخت الكريمة الشاعرة رقية الحارثية

أبيات تصف طريق كل حي ، فهي فلسفة حياة
حياة هي أنفاس معدودة تنتهي بشهقة .. إيذانا بالدخول في حياة وعالم آخر ..

نسأل الله حسن العمل في الدنيا وحسن الخاتمة .


تحياتي لك وتقديري

سلطان السبهان
12-05-2007, 11:22 PM
رقية الحارثية

الحرف المخملي
البدعة في التراكيب والاستعارات

لاجديد عندي إلا ماشاء الله يارقية

حوراء آل بورنو
12-05-2007, 11:23 PM
يا حارثية !

صدقت و الله في وصف مناورة الموت يوم تنسل الروح من أعطاف روح ، و غداة بين تتناثر فيه الأضلاع جزعاً .

يا حارثية !

لا فض الله فاك .

كل ودي .

أسماء حرمة الله
13-05-2007, 01:43 AM
سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه

تحيـة تقطر دعاءً


الكريمـة رقيّـة،

يا ليتني وأنا في جَـوْفِ سكْرَتـهِ
يا أمُّ ما كانَ لي يوما هُنـا خَبَـرُ
ضُمّي فؤاديَ عنْدَ البيْنِ واحتسبي
فذاكَ ما خطّهُ مـا بيننـا القَـدَرُ
وزمِّلينـي عِناقـا يـا حبيبـةُ إنْ
آنَ النّوى ونأى بي عنكمُ السَّفَـرُ

ما تركتِ لهذا القلبِ المتأرجحِ بينَ نبضي ونبضي إلاّ خطوةً بينَ النّفَسَيْـن ! خطوةً أكادُ أسمعُ صوتَ خلخالهـا، بعدَ أنْ سمعتُ همسَ دمعهـا !
ليرحمنـا الرحمنُ برحمتـه يا رقيّـة ! رزقكِ ربّي وإيّانا حسنَ الخاتمـة والفوزَ بـه سبحانـه، ورحيلاً راضياً مرضيّاً ..


حماكِ ربّي
لكِ دعائي الغزيـر:0014:
وألف طاقة من الورد والندى

سحر الليالي
13-05-2007, 02:12 AM
الحبيبة "رقية ":

لله ما أروعك وما أروع نبضك..!!!

رائعة ،رائعة بكل معنى الكلمة..

سلمت ودام ابداعك
لك ودي وألف سوسنة

محمد إبراهيم الحريري
13-05-2007, 05:19 PM
مالي وللوهم من أحلافه سقر =والحلم ينسجه من باطل أثر
من قبل كنت شجي السهد ألحظه =عتبى لجفن بطيف النوم يعتمر
واليوم بت كسيف البال مطرحا=بين الهموم وغصن البوح منكسر
لا حيلة طوِّفت رغما بعاذلتي =قلبا ولا سحرت والنبض مدكر
حيث المواجع نزف البين يحملني =والآن تحلف أن الهجر تقتدر
طوبى لرحلة إيمان تحث بنا=سير الحقيقة صدقا ما به كدر ــــــــــــــــــــــ
تحياتي أختي رقية

رقية علي الحارثية
14-05-2007, 09:40 PM
الأخت الكريمة الشاعرة رقية الحارثية
أبيات تصف طريق كل حي ، فهي فلسفة حياة
حياة هي أنفاس معدودة تنتهي بشهقة .. إيذانا بالدخول في حياة وعالم آخر ..
نسأل الله حسن العمل في الدنيا وحسن الخاتمة .
تحياتي لك وتقديري


الشَّريف عَبْدَالله

فَلْسَفَةُ الْحياةِ / الْجِراحِ / الوجودِ

الْفَلْسَفَةُ الوَحيدةُ الَّتي نَفْهَمُها دونَ غَرَقٍ !!




أشْكُرُكَ


كُنْتُ هُنا / رُقيَّـة

د. سمير العمري
28-03-2010, 03:27 PM
هي نفس الديباجة من ذات الديباج المخملي سندس كلم بديع.

ما أجمل هذا النسيج البديع ، وما أسمع هذا الشعر!

لعلني وأنا غارق في نشوة اللذة في الحرف والصورة والمعنى الرشيق وجدتني أصحو على بعض وخزات أستأذنك بود أن أشير إليها:

مَخابىءُ الوَجَعِ المَدْسوسِ ذاكِـرَةٌ
فيها هباءُ الأماني البيضِ مُنتَشِـرُ
أما الأولى فترسم "مخابئ"
وأما الثانية فلا أحسب إلا النصب على الحالية أصوب لها فتخريجها على غير هذا قد لا يخدم المعنى ، وربما أجد مخرجاً سهلاً في أن تكون "ينتشر".

أنّى تلفَّتُّ ألقى بعضَ مـا نفثـتْ
باقٍ وينْصبُ من تحديقيَ البَصَـرُ
استثقلتها هنا لغوياً خصوصاً بعد ن تبعها الفعل "ألقى" فالمعروف أنه يمكن حذف التاء في الفعل متى كان الخطاب مباشر كأن تقولي "أنى تلفتُ تلقَ" ، وهنا أمكنك وضع بديل مناسب كأن تقولي "أحدق ، أيمم ... إلخ"
ثم إن أنى هنا تجزم الفعلين ولذا توجب عليك أن تقولي "أنى تلفت تلقَ" وهذا بالطبع سيكسر الوزن عندها.
وأما الثالثة فهو أن باق هنا حقها النحوي النصب "باقيا" والحق النحوي أراه هنا المقدم على الحق العروضي.

ويُطْفِىءُ النَفَسَ المرّجوَ في عَجَـلٍ
ويبـدأُ العـدَّ والأرواحُ تنتـظـرُ
بل ويطفئ.

ضُمّي فؤاديَ عنْدَ البيْنِ واحتسبي
فذاكَ ما خطّهُ مـا بيننـا القَـدَرُ
أما الأولى فهي وإن تكررت وإن كانت مجازة في الشعر إلا أن شعراً بهذا المستوى أخلق به أن يبتعد عن مثل هذا التحريك إلا في ضرورة حقيقية.
وأما الثانية فهي ما زائدة بل لا مكان لها ووجودها أضعف التركيب كله والصورة الجميلة.
ما رأيك بمثل هذا الاقتراح للتعديل؟
ضُمّي فؤادي غداة البيْنِ واحتسبي
فذاكَ ما خطّهُ في لوحه القَـدَرُ.

أهلاً بك شاعرة مبدعة في أفياء واحة الخير.



تحياتي