تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وعلى المتضرر



محمد نديم
15-05-2007, 05:18 AM
وعلى المتضرر ... ....
(حملت صحيفة الصباح ومشيت متثاقل الخطى .
( تجول عيناي بين السطور والنار وصور الأشلاء ووعود الساسة , وصراع الأمم .)
صرخته هزت كياني وأرعبتني ,مواطن هم بركوب الحافلة فمنعه الزحام المتراكم فوق عتباتها , ألقي بالرجل على الإسفلت الأسود الساخن , وعندما تحسس جيوب جلبابه الفضفاض .. اكتشف أن نقوده قد راحت. كان يهذي :
( ياعالم ... ياهوووه .... حأكل العيال منين؟ ).
تحسست حافظة نقودي في جيبي الخلفي ... على أية حال ... لا خوف لأنني أحتفظ بنقودي في جواربي.
غصة تنتابني حد الاختناق واجتاحتني وحشة لا أعرف سببا لها ووجه قميء يطل بين سطور خبر :
• بيع جميع الأشياء لتتقدم التنمية ويتحقق الرخاء.
• خصخصة الأمور لحماية المال السايب.
• الأحمق القوي , يؤكد : أن العرب أغنام جاهزة للتقديم على موائد اللئام)
تعثرت فيهم , افترشوا رصيف الشارع, يبيعون كل شيء .
(مش تفتحوا وانتو ماشيين؟ ... عالم مساطيل !).
في موجة الزحام , جـَفـَلتُ , عندما ربت أحدهم على كتفي فجأة, كان يكلمني بأدب شديد,و كان إلى جواره شرطي , بدا من ملامحه أنه لم يقصد أبدا أن يكون شرطيا . ولا بشرا. )
• الأستاذ فلان الفلاني؟
• نعم, أنا هو؟
• (أنت فين يا رجل؟ دوختنا عليك.)
• خير ؟
• خير إن شاء الله.
تقدم الشرطي ليمسك بذراعي,أطحت بيده بعيدا وتساءلت مندهشا , ما الأمر؟
• رد الشرطي بكل وقاحة : (جرى إيه ياروح أمك ؟ إحنا حنستعبط ؟)
التف الناس من حولنا والرجل الذي ربت على كتفي يهذي إليهم بكلام ليس مفهوما لي على الإطلاق !
اخترقتني نظرات عابري السبيل , بين خائف ومشفق وشامت ومندهش.
شقت الحشد سيارة شرطة , توقفت فجأة , اضطرب الناس , كاد بعضهم أن تأكله عجلات السيارة التي نزل منها ضابط صفيق الوجه.
• بادرته : ماذا فع .... لم يتح لي فرصة أن أتنفس.
.... أمسك بتلابيبي .. صفعني على وجهي في حماية من رجاله, وألقوا بي مشيعا بالشتائم والركلات في بئر مظلم في خلفية السيارة العسكرية المصفحة.
أمام ضابط المباحث, وقفت أنا وخصيمي الذي لا أعرف حتى الآن سبب مخاصمته لي .
كان الضابط يجلس واثقا يدون في أوراقه أشياء هامة و خطيرة, (علمت ذلك من ملامح وجهه التي كان يكتب بها الكلمات) هز رأسه لخصيمي في هدوء ونظر إلي نظرة مستريب إلى لص مخادع.
• الضابط : أين الشاري؟
• أنا يا باشا.
قالها الرجل السمين بثقة . مادا يده إلى الضابط بأوراق عديدة.
• الضابط : أين البائع؟
• هذا هو عقد البيع.وهذا توقيع البائع وختمه ووظيفته وعنوانه.
• الضابط : والشهود ؟
• هذه توقيعات الشهود ووظائفهم المحترمة .
• الضابط : أين تسكن؟
• هذا (وصل النور) واضح فيه العنوان .
• الضابط : بكم اشتريت ؟
• وهذه صورة شيك بالمبلغ الذي تم صرفه فوريا من أحد أكبرالبنوك.
• الضابط : والتراخيص؟
• هذه موافقة شرطة المرافق والإسكان والمحافظة ,
• وبطاقة الإقرار الضريبي .
• وعقد مسجل في الشهر العقاري.
• وشهادة تثبت الخلو من أنفلونزا الطيور والإيدز.
• وبطاقة عضوية في أكبر الأندية الرياضية والحزب الكبير.
• وشهادة حسن سير وسلوك.
• وتبرع لمعونة الشتاء.
وضع الأوراق واحدة تلو أخرى في تتابع منتظم , وترتيب دقيق ,
• و صاح : ( يا بيه أنا عاوز حقي.)
كان يهذي بكلام غريب غير مفهوم لي على الأقل . نظرت إلى الضابط نظرة يتيم ساذج , مفلس ,تائه في مدينة كبيرة.والأغرب أن الضابط لم يوجه لي أي سؤال,غير أنه لوح في وجهي بكومة من الوثائق مؤكدا :
- سعادة البك اشتراك فعلا,الأوراق كلها سليمة. أنت الآن ملك خالص له.
- أقسم أن لا علم لي بما حدث , وأن أحدا لم يأخذ رأيي في المسألة..... وأن ...
- قاطعني الضابط في حزم :( ...آسف, ما اقدرش أعمل لك أي حاجة , المستندات سيد الأدلة !)
غامت الدنيا والأصوات, والروائح, والأشياء ,والصور واختلطت الخطوط والألوان والاتجاهات في عيني. أفقت على إحساس بالتهاب في قفاي من جراء صفعات مخبر غبي,لأجدني مكوما في ركن الممر شبه المظلم أمام مكتب وكيل النيابة , ممسكا بقوة بصحيفة الصباح التي انمحت منها كل الحروف والخطوط والحدود والصور والألوان لتتسرب في دمي حبرا أسودا بدا لونه في جلدي وعيني.
لم يبق في الصحيفة سوى سطر واحد : (يبقى الوضع على ما هو عليه , وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء.)
الكويت فجر الاثنين 14 مايو 2007

حنان الاغا
15-05-2007, 10:22 AM
تزداد قناعتي كل يوم بأن من يتذوق الشعر هو فنان بالمعنى الشمولي للمفردة
وها أنت أيها الشاعر تبهرنا بفنك
من قصيدة إلى قصة إلى منثورة ، ومن جمال إلى جمال إلى جمال
الكلمة رغم قربها الشديد من الأذن العربية في كل مواقعها وأقطارها ، نراها تنهل من معين الشعب العذب الصادق.
محمد نديم
جعلتنا هذه القصة شهودا على رخص الإنسانية في زمن ارتهان الحقائق وتملك البشر

في زمن قانون القوة الجائر

محمد سامي البوهي
15-05-2007, 11:15 AM
قراءة في قصة (وعلى المتضرر )
للأديب الكبير الدكتور / محمد نديم
الدخول المباشر في الحدث:
(حملت صحيفة الصباح ومشيت متثاقل الخطى .
اتسمت القصة بالدخول المباشر في الحدث ، وهذه السمة تقوم ببسطرة نفس القارىء وضغطها لتنفصل عن المجرة الحولية الواقعية ، بمفاجأة الذهن ، وتنبيهه بأداة سردية ترغمه على المواصلة دون تشتت ، وهنا رأيت ان أديبنا الرائع برع أيما روعة في هذه النقطة ، وهذا تمكن واضح ، وذكاء كاتب يحسب له .
تلاحم الأحداث :
حملت صحيفة الصباح ومشيت متثاقل الخطى .
( تجول عيناي بين السطور والنار وصور الأشلاء ووعود الساسة , وصراع الأمم .)
صرخته هزت كياني وأرعبتني ,مواطن هم بركوب الحافلة فمنعه الزحام المتراكم فوق عتباتها , ألقي بالرجل على الإسفلت الأسود الساخن , وعندما تحسس جيوب جلبابه الفضفاض .. اكتشف أن نقوده قد راحت. كان يهذي :
لقد بدأ الحدث بالمباشرة ، ثم بعد ذلك اتخذ منهج الإستمرارية ، والنمط المستقر للحكي ، لكن ما لاحظته هو تلاحم الحدث ، فكانت البداية حول الجريدة التي يحملها في يده ، والتي تنقل إليه تعبيرات عدة ، ودلالات كثيرة ، من سطور ، وساسة ، وأشلاء ، وصراع ، والتمكن هنا هو ان هذه الأحداث التي جاءت بشكل إخباري بالجريدة قد تلاحمت مع واقعه الراهن بشكل مستو ، دون احساس القارىء بالخط الفاصل المتعرج بين المكتوب والواقع ، عندما تمدد إليه صراخ احد المواطنين في الحافلة ، وكأنه جزء لا يتجزأ عن هذه السطور المكتوبة ، فأشعرنا ان الجريدة هي سيناريو قد كتب مقدماً لفيلم كبير يراه كل يوم بشوارعنا .

بين الشارع ، والحق المشروع ، والكف المُشرع :
هكذا بدأت أحداث الفيلم بشخصيات متعددة ، متجمعة كلها ككومة لحم في حافلة ، مجتمع صغير متحرك من مجتمع كبير حافل ، ليصور لنا شكل الشارع من الخارج بالأسفلت الساخن ، ويا حبذا لوكان أتبعها الدكتور الرائع (بالأسفلت الساخن المتكسر ) فهذا هو الحال الراهن ، والواقع الجائر على شخص ضعيف أراد اللحاق بالركب المتحرك ، دون خلفية واعية ، أو تأميناً لإنسانيته الغالية المكرمة ، ليتعلق بالباب المزدحم ببروز اللحم ، لكنه يفشل ويسقط ليصطدم بالأسفلت الساخن المتحجر في القلوب الصدئة المبلطة بخلايا ميته ... تجلس على كراس مخدرة بهواء المبرد المثلج ، لا تشعر ولو للحظة بما يلاقيه هؤلاء البشر كل يوم من أجل الوصول للقمة العيش ، بعد ذلك ينقلنا الكاتب الرائع إلى سطر آخر وصورة أخرى من صور الجريدة ، صورة لبؤس متحرك يكمن في نقود قليلة مدخره لشراء كيس من الخبز ، أو زجاجة دواء ، أو... ، لكن المطحون الآخر يأكلها ، نعم مطحون آخر ولا تستغربون من ذلك ، فهو جان ومجني عليه ، سارق مسروق ، أراد العيش من حاجة لعيش آخر ، لكن السارق هذه المرة في نفس القارب المنجرف عن السفينة االضخمة التي سرقها القراصنة الكبار ، فحاول أصحاب السفينة أن ينجوا بقليل من القوت لسد حاجة عيشهم ، ومن لم يستطع أن يحمل معه حبة بر صغيرة يطفىء بها لهيب جوعه جار على أخيه الآخر المنهوب ، متوالية ، بها السمك الصغير ياكل من السمك الصغير هذه المرة ، لتشذ عن القاعدة البحرية المعهودة ، وكنت قد كتبت في إحدى قصائدي القليلة مصوراً هذا المشهد :
أتوبيس
كتل من لحم البؤس ونشال .....
الوقت المقتول وصوت نفير صوال....
العرق اللزج الجو الخانق والنار ..
حسناء تركب (بورشاً)، ويجاورها وغد ..
يعرف كيف يطيع هواه ...
الحافي العاري فقد القرش ...
وويل تعيس ... أتوبيس ....
هكذا تسير المشاهد المتتالية ، والصور المطحونة ، لينقلنا الرائع إلى منطقة أخرى من التجبر ، منطقة النسور السود ، المحلقة بنجوم ذهبية لامعة ، وعصى شامخة ، منطقة يشرع فيها الكف على قفى الآخر ، وبئر سحيق أشبه بجب يوسف ، لكن هذه المرة غابت القبيلة بتحرك الجب إلى سوق النخاسة ، ليباع الصيد لفرعون من فراعين مصر ، بل قدموه قرباناً للصفح يأكل منه لحماً مشوياً، فقد تعلم الدرس من فراعين العصور الماضية فبات لا يحتفظ بصيده ليربيه و ينميه ، ثم بعد ذلك يكون أداة لقتله ، بل يشتريه ليأكله وينهش من جسده فيطمئن أنه بمعدته ، لا بمكان آخر بعيداً عن عينه ، فلا يمنحه الفرصة مرة أخرى ليدبر مكيدة البحر ، فهو بات قابعاً في معدته الآن ، يهضم ، وتصب عليه العصارات وعلى المتضرر ..........
تحيتي

تم التثبيت بموافقة الإدارة
محمد

محمد نديم
15-05-2007, 01:06 PM
الكلمة أداة ...
ولها أن تأتي في أي وقت وعلى أية صورة تشاء....
فنراها قصة أحيانا وشعرا أحيانا وخاطلرة نثرية أخيانا
وهي في الحقيقة صور متعددة لمشاعر متنوعة لا تخرج إلا في صورتها المناسبة وزيها اللائق بها.
وفي كل هذا هي التي تكتبنا ولسنا نحن.
حنان الأغا ...
ومرور واثق واع وقراءة أعتز بها لأعمالي التلقائية .
لك الود سيدتي ودمت هنا.
وسلمت مبدعة وبخير.

محمد نديم
15-05-2007, 01:14 PM
أخي الحبيب الأستاذ محمد سامي البوهي
وقراءة مبتكرة اللغة والطرح والزاوية.
سعدت بها جدا....
ويسعدني دائما أن نقرأ الأعمال كي نفتح أمام المبدع أبوابا جديدة من الرؤى ونوافذ التنوير.
سيدي القصة ببساطة أن خصخصة كل شيء تشعرني بخوف شديد أن أصحو يوما ما لأجد من يمتلك الوثائق الحكومية والقانونية بأنه يمتلكني شخصيا ... ربما كما بيعت الأرض ووسائل الانتاج ... أن يباع الإنسان نفسه حقيقة لارمزا أو خيالا !!!
مجهودك الطيب أسعدني وفي انتظار أن يكتمل ... إحساسي أن لديك الكثير تود أن تقوله هنا.
سلمت بخير يا محمد.
واهلا بك وسهلا.

محمد نديم
15-05-2007, 01:27 PM
الأستاذ الشاعر
أخي الحبيب شاهين أبو الفتوح
نعم سيدي يعلو البناء القائم على الوهم
نفرح به
ثم نشهدانهياره الحتمي
ربما بأيدينا أيضا.
في زمن بيع فيه كل شيء
قد يستسهل فيه الباعة من أصحاب النفوذ بيع الإنسان البسيط الذي لا حول له ولا قوة.
سعدت بك أيما سعادة.
أعد الآن قراءة لرباعياتك التي أجمعها من صفحات المنتدى... أنتظر مني هدية لك تليق بكم.
أخوك النديم.
.

جوتيار تمر
15-05-2007, 11:35 PM
النديم..
تكاد تكون الاجواء هذه هي العادية التي يمكن ان يواجهها أي شخص في اوطاننا العظيمة، وتحت سلطة ابطالنا صانعي المجد للامة، ومدخري اموالها في خزائنهم الشخصية ليس كناية بنا انما حفاظا عليها من السرقة والتسيب والاختلاس والسرقة، وربما خوفا من العدو الذي يمكنه في اية لحظة ان يلتهمنا وطنا وشعبا بلا شك ليس قيادة لان القيادة ستمتلك وسيلة للهرب خارج البلاد بعد ان تقبض ثمن بيعها.
القصة من العنوان تظهر لنا بان هناك متضرر وهذا المتضرر بلاشك لن يكوت الا فردا من عامة الشعب، والشعب هذا بلا شك سيكون قريبا منا ان لم يكن نحن.. اما مادار من في اتون القصة من احداث فوجدتها متسلسة سلسلة غير معقدة تقدم وجبة دسمة من الصور الحية والتي تنبعث في مخيلة المرء وهو يقرأها لاسباب ربما تكون متعلقة بالعامل النفسي للقارئ لكونه يرى هذه الاحداث كل يوم امام ناظره، لذا فهي لم تكن معقدة وغريبة ابدا لديه، اما المضمون فجاء على سياق متقن، ليقدم لنا الحالة المتردية والفساد المنتشر والغباء المتفشي في تعامل الانظمة المصلحوية مع الناس عامة الناس، بحيث تكون الاحكام قبل الرؤية والاستماع، ويكون البيع قبل الوثائق،ويكون الحكم لمن هو الاقوى والاكثر مالا وبنونا،ولعل ورود الجريدة في سياق الاحداث له مدلولات فكرية بحيث يلمح النديم هنا الى كون المثقف ليس له مكان وسط هذه العاصفة المادية المصلحوية وهذه الدناءة في التعامل من الانسان لان المثقف دائما يبحث عن المكان الذي يشعر فيه بقيمته كأنسان وليس كأداة بيد السلطان والعابثين بالانسان.
وما يمارسه هولاء الزبانية مع الانسان بصورة عامة ومع المثقف بوجه خاص من اهانة وعدم احترام واسليب غابوية من صفع وركل وسب وشتم تدل على قلة ثقافة وغباء حاد لدى هولاء، وغياب تام للقيم الانسانية.
النهاية جاءت متوقعة نوعا ما لكون الامور والاحداث كانت تسير بخطا متتالية لبلوغ الهدف النهائي من القصة، ولكن ربما نقف عند جملة وعلى المتضرر اللجوء الى القضاء، حيث تظهر لنا هذه العبارة ازدواجية هذه السلطات التي دائما تبرر عملها اعلاميا على كونه عمل من اجل مصلحة الشعب.

دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

محمد نديم
16-05-2007, 03:07 PM
أخي الخبيب جو
في زمن البيع
يباع كل شيء
والمهم هو صحة الوثائق
وليس أخلاقية الحديث.

لك مني خالص الود
وسأصحو هنا ربما أجدني قد تم بيعي.

وفاء شوكت خضر
23-05-2007, 02:08 PM
(يبقى الوضع على ما هو عليه , وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء.)

لا أملك كلمات للمديح ، فمثلك لا يحتاج مديحا ..
القدير الرائع / د. محمد نديم ..
كتاباتك أرواح فيها الحياة ، شعرا أو نثرا أو قصة .
لسان الأرض والناس والجمال والعواطف ، أصوات مسموعه ، وحركات نراها نشعر بانفعلات الأجساد وحتى ما يطرأ من تغيرات على الجماد ، ونحن نعبر عالمك الأدبي .

ليس جديدا أن أعلن إعجابي الكبير بفنك الأدبي الراقي .

تحيتي وكل الود وطاقة ورد ..



نص يستحق التثبيت أطول فترة ممكنه .

محمد نديم
23-05-2007, 02:34 PM
(يبقى الوضع على ما هو عليه , وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء.)
لا أملك كلمات للمديح ، فمثلك لا يحتاج مديحا ..
القدير الرائع / د. محمد نديم ..
كتاباتك أرواح فيها الحياة ، شعرا أو نثرا أو قصة .
لسان الأرض والناس والجمال والعواطف ، أصوات مسموعه ، وحركات نراها نشعر بانفعلات الأجساد وحتى ما يطرأ من تغيرات على الجماد ، ونحن نعبر عالمك الأدبي .
ليس جديدا أن أعلن إعجابي الكبير بفنك الأدبي الراقي .
تحيتي وكل الود وطاقة ورد ..
نص يستحق التثبيت أطول فترة ممكنه .
الفاضلة
وفاء شوكت خضر
إنما الهموم تكتبنا سيدتي
وتأتي كيفما شاء لها أن تأتي هنا :
قصيدة,
قصة,
أو خاطرة.
ربما نحن فقط نوصلها للقاريء بشكل فني ما.
نوحي إليه أن هناك إنسان بعض إنسان ما زال يشعر ... وينفعل...ويألم.
امتناني لكل حرف لك هنا.
وشهادة لي أعتز بها منك.
لك الود.
أخوك النديم.

الشربينى خطاب
11-06-2007, 07:23 AM
الأستاذ الفاضل / د0 محمد نديم
ترددت كثيراً قبل الكتابة وبعد تفكير عميق أقنعت نفسي بأن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
وطالما أن عنوان القصة قرار نيابة متعارف عليه بل " أكلشيه الدعاوي المدنية " فلا ضرر ولا متضرر ولا متضرر من رأئي
الإتجاه الحديث للكتابة القصصية من خلال الأنا يتطلب السرد بأسلوب السير الذاتية قيقل عنصر التشةيق تختفي الحبكة الدراميه
{( تجول عيناي بين السطور والنار وصور الأشلاء ووعود الساسة , وصراع الأمم .)
غصة تنتابني حد الاختناق واجتاحتني وحشة لا أعرف سببا لها ووجه قميء يطل بين سطور خبر :
• بيع جميع الأشياء لتتقدم التنمية ويتحقق الرخاء.
• خصخصة الأمور لحماية المال السايب.
• الأحمق القوي , يؤكد : أن العرب أغنام جاهزة للتقديم على موائد اللئام)
تعثرت فيهم , افترشوا رصيف الشارع, يبيعون كل شيء . }
فالسارد في مثل هذه النوع من الكتاية القصصية هو الوحيد الذي يعرف نهايته قصته التي طرح فكرتها
بعيداً عن مفهوم القص المتعارف عليه { القصة التي توازي الواقع أو الممكن حدوثها } وبالتالي تفتقد الصدق الفني و يقفد المتلقي متعة الوصول مع المبدع إلي لحظة الكشف في آن واحد أو كما يقول النقاد لحظة التنوير، أضف إلي ذلك ما يريد المؤلف أن يضمنه القصة من أراءه أو رؤية فلسفية أوأسئلة تحرك مناطق الوعي عند المتلقي من خلال رؤيته هو للعالم وعلي المتلقي البحث والتنقيب لا التمتع بالحكاية
كل قراءة احتمال 000
خالص تقديري واحترامي

نها عامر
11-06-2007, 10:55 AM
الأستاذ الفاضل / د0 محمد نديم
ترددت كثيراً قبل الكتابة وبعد تفكير عميق أقنعت نفسي بأن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
وطالما أن عنوان القصة قرار نيابة متعارف عليه بل " أكلشيه الدعاوي المدنية " فلا ضرر ولا متضرر ولا متضرر من رأئي
الإتجاه الحديث للكتابة القصصية من خلال الأنا يتطلب السرد بأسلوب السير الذاتية قيقل عنصر التشةيق تختفي الحبكة الدراميه
{( تجول عيناي بين السطور والنار وصور الأشلاء ووعود الساسة , وصراع الأمم .)
غصة تنتابني حد الاختناق واجتاحتني وحشة لا أعرف سببا لها ووجه قميء يطل بين سطور خبر :
• بيع جميع الأشياء لتتقدم التنمية ويتحقق الرخاء.
• خصخصة الأمور لحماية المال السايب.
• الأحمق القوي , يؤكد : أن العرب أغنام جاهزة للتقديم على موائد اللئام)
تعثرت فيهم , افترشوا رصيف الشارع, يبيعون كل شيء . }
فالسارد في مثل هذه النوع من الكتاية القصصية هو الوحيد الذي يعرف نهايته قصته التي طرح فكرتها
بعيداً عن مفهوم القص المتعارف عليه { القصة التي توازي الواقع أو الممكن حدوثها } وبالتالي تفتقد الصدق الفني و يقفد المتلقي متعة الوصول مع المبدع إلي لحظة الكشف في آن واحد أو كما يقول النقاد لحظة التنوير، أضف إلي ذلك ما يريد المؤلف أن يضمنه القصة من أراءه أو رؤية فلسفية أوأسئلة تحرك مناطق الوعي عند المتلقي من خلال رؤيته هو للعالم وعلي المتلقي البحث والتنقيب لا التمتع بالحكاية
كل قراءة احتمال 000
خالص تقديري واحترامي


الأستاذ الفاضل
الشربينى خطاب

ربما يقف البعض عند الشكل التقليدي للقصة من تتابع الحدث الواحد في المكان الواحد نقطة زمنية ما للوصول إلى الإشكالية ثم لحظة التنوير التي يعدة ما تفاجيء القاريء.وهي في الشكل التقليدي أيضا نهاية لا يعرفها سوى الكاتب نفسه.

أما السرد الدرامي فهو نوع متعارف عليه وراسخ في ذهنية القاريء العربي والناقد أيضا
,هذاالشكل التقليدي رغم بقائه في أسلوب الكتابة لدي الكثرين من الكتاب , إلا أنه تم تجاوزه منذ زمان بعيد.وتم الخروج بأشكال عدة منذ بداية الانقلاب الصناعي !!!! مرورا بالثورةالاشتراكية , ثم الحرب العالمية الثانية , ومرحلة ما بعد الحرب الثانية وأدب العبث Absurd Literature , ثم الأدب الوجودي عند سارتر وسيمون دي بيفوار, ثم وصولا إلى عصر القطب الواحد , وسيادة القوة الواحدة الغاشمة.
.
وهناك كما تعلمون , وأنتم أهل علم وفضل ولا تغيب هذه المعلومات عنكم , أنواع عديدة من استخدام التداعي الحر. ( Free Association ) وهذا ليس جديدا إذ بدأه دانيال دييفوو وغيره , وتيارات االوعي واللا وعي والديالوج والمنولوج الخارجي والداخلي
والحوارات هذه قد لا تكون مع شخوص آدمية بل مع رموز في الواقع تأخذ دور الشخوص في القصة.
ولا غرو في أن الأحداث الواقعية الآن في حد ذاتها وبكل عبثيتها تأخذ دور البطل ومحرك الأحداث لقوة تأثرها فينا إضافة لفظاعتها ولا معقوليتها.وكلها تصب في وعي البطل وعقله ووجدانه. وتسوقه إلى خيالات وأفكار ونهايات ربما هو محق فيها نظرا لمخاوفه التي تسكنه بسبها.
في لحظتنا الآنية يا أخي الفاضل , جُمع العبث والقلق الوجودي , والتشرذم الوجداني .. واختلاط الخطوط الوعي واللا لوعي , وانكسار الحدود بين الخيال والواقع , وانفصام عرى التواصل الإنساني في حمأة اركض وراء المصالح الشخصية.
ولعل النقاد ,ونحن في بدايات القرن الواحد ولعشرين , قد ذهبوا إلى أن عنصر التشويق في القصة بشكلها التقليدي , ربما لم يعد أداة سهلة وطيعة في يد القاص كما كانت عليه من قبل... ويرجع هذا إلى لا معقولية الواقع الذي قد يفوق في سوداويته وغرابته حدود الخيال.إضافة إلى توافر عناصر أخرى قد تشد القاريء ,غير أن يركن إلى قراءة قصة قصيرة في زمن كالذي نحياه.

أخي الفاضل :
اسعد أن هناك دائما من يقرأ قراءة مختلفة ومن زاويا متعددة لإثراء ما نكتبه , والذي لم يخرج عن كونه تجارب يمكن الأخذ منها والرد عليها. علنا جميعا نفيد ونستفيد.

لك الود خالصه.

وباقة ورد.

محمد الحامدي
11-06-2007, 11:00 AM
أهلا أديبنا محمد نديم ... قد حرمني ثراء نصكم من ذلك القول العام السهل ... بلب وجدته يستفزني ويتحدى أدوات تتبع العمل الأدبي الرائع / القصصي المحكم . لذلك أستسمحكم في أن أقول في جانب وحيد يتيم مما كتبتم .... هو جانب اللغة ، واللغة فقط :
1 - لغة سمراء أصلها ضارب في أصالة العرب ببشرتهم المصرية اللامعة ... وفرعها متصل بحداثة القضية وغباء الواقع ... وشرائط الانضباط للفوضى ...
2 - مفردات كأنها قُدّت من صخرة الواقع الصلدة الملساء ... يا لقلمكم كيف فلّها فلولا ..
3 - مصطلحات بلهاء حق البله التقطتها عين أديب يعرف كيف ينظر إلى الأشياء من ملفات قوانين أقل ما يقال فيها إنها تتجاوز كل القوانين.
4 - كاد يجرم صاحب " الجريمة والعقاب " كما تعلمون بسبب صدق لغته ودقتها ، وشك جمهور النقاد في أنّ " شكسبير " قد اشتغل بكل المهن والحرف والوظائف والمناصب ... المتاحة في عصره لدقة عبارته وصدق لغته ... ,انا أجد في لغتكم في هذا الأثر ما يجعلني أكاد أجزم بأن المتكلم في النص ليس من صنعكم بل هو من صنعكم حقا أديبا ألمعيا صادقا ...
5 - لغة حاكت لغة القانون الجافة عندما لزم ذلك ، ولغة رجل الشارع البسيط عندما أتيح ذلك ولغة المحلل النفسي الخبير عندما توجب ذلك ومع كل ذلك بقيت لغة قصصية يصنعها الحدث ولا تلفه بغموضها ... بل شفت حتى كنا نرى الشخوص أكثر مما نقرأ عنها .. ونتابع الحدث أكثر مما يرويه لنا راو .. شكرا سيدي ولي عودة إن شاء الله إلى مستويات العمل الأخرى ..

ربيحة الرفاعي
10-02-2014, 06:36 PM
لقد وضعوا الإنسان على قائمة السلع المعروضة للبيع
وازداد الأمر سوءا بحلول هذا الربي العربي إذا نقلوه لمتاجر السلع الأرخص

نحمد الله أن أنعم علينا بالقدرة على نفث ما بنا حروفا تخفف الغصة

قص موفق وأداء متأنق

دمت بخير

تحاياي

خلود محمد جمعة
10-04-2014, 10:27 AM
مشهد تصويري للطحن اليومي على اسفلت الواقع المتكسر
بيراع جاد وفكر عميق وسرد سلس بأسلوب مائز
ونهاية تختصر كل ما يمكن ان يقال ( يبقى الوضع على ما هو عليه , وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء )
دمت بكل الرقي
مودتي وتقديري

آمال المصري
09-11-2015, 08:02 PM
عودة بنا لزمن امتهان الإنسان والعبودية لايقل عما نعانيه الآن في ظل الظروف الحالية جاءت بأسلوب مائز وسرد ماتع ولغة شعرية بديعة
وجاءت القراءات حول النص لتبرز جمالياته وتثري الحوار
بوركت واليراع شاعرنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ناديه محمد الجابي
01-02-2016, 10:08 AM
برؤية فلسفية سوداوية تأتي هذه القصة
لتبلور أحداث واقع مر ـ بتقنية وحرفية عالية
ونقد لزمن أصبح كل شيء فيه يباع ـ وخوف
من أن يصبح الأنسان هو الآخر سلعة تباع
ليصبح ملكا لشخص آخر مادامت الأوراق
الرسمية كلها موجودة.
ويبق الوضع على ما هو عليه ـ وعلى المتضرر
اللجوء إلى القضاء.
قصة هادفة في قالب مشوق
أجدت وأبدعت
ونتمنى عودة قلمك بالجديد. :001: