تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الخاسرون؟!



مردوك الشامي
21-05-2007, 11:34 AM
نتوغّلُ في الألفية الثالثة سنةً بعد أخرى،..
نتراجعُ ويتقدمون!..
نخسرُ كثيراً ويربحون!..
كل شيء في بلاد العرب إلى إلتباس،.. وفي بلاد الآخرين إلى وضوح،..
الشرق إلى مزيد من العتمة،.. والغرب إلى فائض من الشروق!.
كيف تنقلب الجهات هكذا؟!.
كيف البوصلة دائماً تشير إبرتُها اللاسعةُ إلى جهة غير الشمال؟!.
ثمة ذبذباتٌ تتصاعد من مساقط الشمس،.. تسحبنا جميعنا إلى هاوية أكيدة، لكي تطهّر أرواحنا بالحرق،..
الشرق الذي كان حالماً وحاكماً ومصدراً لإلهام الشعراء والقصاصين والباحثين عن المغامرة،.. غدا شرق الزلازل والكوارث والحروب،.. وما بين تسونامي سومطرة،.. وزلزلة كشمير،.. كل مدينة في شرق الأرض تجلس قلقةً إما على بركان أو هزّة قادمة!.
كل رجالاتنا مشبوهون وإرهابيون،. والغرب شرطي الحضارة الجديد،.. وفي أرضنا متسع لمزيد من الأقفاص!..
غالبية حكامنا الذين أرتدوا على عقالاتهم العربية قبعة (العم سام)،.. وسواها من قبّعات ملونة ومختلفة،.. ومارسوا الانحناءات على كل أنواعها خلال سنوات تسلطهم على رقاب شعوبهم،.. لم يدركوا أبداً أن مكافأة "العملاء" إما الإطاحة بهم،.. أو زجهم في قفص إتهام أكيد،.. أو رجم تماثيلهم بالصواريخ!..
المسكين صدام حسين،.. التقطوه من حفرة في باطن الأرض التي مشى فوقها بكل خيلاء،.. وملأ ترابها بجثث خصومه،.. كفأر تجارب أجلسوه أمام قضاة من صناعتهم،.. وتحت مشنقة هم حاكوا حبلها المتين!..
وثمة آخرون على الطريق،.. القضايا الملفقة كثيرة،.. والحبال التي يصنعونها لرقابنا تمتد من المحيط إلى الخليج!.
يا الله، كيف تنسانا هكذا فجأةً،.. ألسنا عبادك الطائعين الطيبين،.. ألسنا خير أمة أخرجت للناس؟!.
كيف فجأة تخليت عنا،.. فجاءت كل الأمم لإخراجنا من لوائح الناس؟!.
يا الله كيف لا يفهم أولو الأمر منا،.. أن حبل الظلم قصير،.. فيتمادون إلى أن يلتف حول رقابهم،.. بعد أن تتساوى كل رقابنا والتراب؟!.
كل عربي في العالم هو في موضع المشكوك فيه،.. هو متهم لمجرد أنه يحمل هوية تصرح بأنه ينتمي إلى الشرق العربي،.. ولمجرد أن ملامحه سمراء،.. أو أنه مسلم،.. أو ينطق بلغة الضاد!
كيف تتحول اللغة التي أنزلت بها قرآنك الكريم على خير المرسلين وخاتم الأنبياء،.. إلى لعنة تصيب الناطقين بها،.. فيصبحوا لمجرد النطق بها مسؤولين عن تفجيرات أديس أبابا، وأبراج نيويورك،. وكل مذابح التاريخ؟!.
هل المتفجرات التي توضع سراً في دهاليز الموت،.. تتقن العربية،.. يا الله، نحن لا نتقن صنعها،. كل مانتقنه أن نموت من جرّاء القصف بها،.. فهل الأموات قادرون على صناعة الموت؟!.
أي إلتباس نعيش؟!.
أمس فقط،.. أوقف حاجز طيّار عند أحد مفارق الوطن العربي،.. سيارة مشبوهةً،.. كان يقودها رجل ملتحٍ، قبل أن يستفسروا عن اسمه ومن يكون أطلقوا عليه النار،.. حين أخذوه معفراً بالتراب وبدمه الحار،.. اكتشفوا اسمه من أوراقه الشخصية،.. كان اسمه: المعتصم بالله!..
بعد اليوم، ليس بوسع أي إمرأة عربية أن تصرخ: وامعتصماه!..

مرآة النفس
21-05-2007, 08:08 PM
الشامي....

آه من كلماتك الموجعة رغم البلادة التي وصلنا إليها...لازال بإمكاننا على الأقل أن نحس بهذا الذل العجيب الذي يأبى إلا مصاحبتنا...

نعم....غريب كيف تنقلب المقاييس وتغيب المعايير في هذا الزمن المخنّث البريء من كل تصنيف وتعريف...

ولكني وفجأة يطلّ عليّ الرّندي من قبره ليذكّرني بعد زمان بعيد:
لكل شيء إذا ما تمّ نقصان ....فلا يغرّ بطيب العيش انسان
هي الأمور كما شاهدتها دول...من سرّه زمن ساءته أزمان

نعم سيدي....ما بعد التمام إلا النقص....ولا بعد الصعود إلا الهبوط....كان قدرنا أن نكون من أهل الانحطاط والهبوط....بعد أزمان قدنا فيها العالم إلى الرفعة والحضارة...

فهل نلوم الزمن والقدر على ما يبدو لنا أنه أمر غير منصف؟!....أم نحاول إنصاف نفوسنا أولاً...والقصاص من جشعنا وأهوائنا التي أودت بنا إلى الهاوية....

هم بشر مثلنا.......والكون لا يعمره إلا بشر.....فلننهض بمسؤولياتنا......ولنكن أهلاً أولاً للقدوة ثم نطلب بعدها أتباعاً ....

وتبقى العبرة في الأمل والإيمان....

ومهما اشتدّ الظلام لابدّ لليل أن ينجلي....ولابدّ للنور أن يتجلّى في أرواحنا قبل السماء.......

تحيتي لقلمك الغيور الشريف الذي لابدّ أن ينزف كثيراً في زمن أضحت فيه الرجولة مسبة....

جوتيار تمر
21-05-2007, 10:48 PM
الشامي..
اهلا بك في الواحة الخضراء..اتمنى لك طيب الاقامة
واقول لك شكرا لك على هذا النص المنتمي لهموم وطنك..
وكل مايرافق هذا الهم من اسلاك شائكة وحواجز اسمنتية..
ودبابات ومدرعات بشرية..
ورجال مدججين بالاسلحة..
لقد عبرت بلغة بسيطة وسلسلة عن هموم نعيشها كل منا في وطنه وارضه
هموم جعلتنا لانعي ماهية وجودنا..
هل خلقنا لنكون عبيدا ..؟
هل خلقنا لنظل هكذا متفرقين ..؟
هل خلقنا هكذا لنبقى اذلاء نحاسب ونقتل على الهوية..؟
هل خلقنا لنكون مجرد طريق يسلكه الغير ليصل الى مبتغاه..؟
هل خلقنا لنكون عبيد المجون والفضائح والخيانة والتخاذل والجبن..؟

لقد اثرت في اسئلة كثيرة...
نعم الزمن لايتوقف وهو يمضي..
وما نعلمه جيمعا بان الزمن لايحمل معه الا مت يجاريه ويسايره قوة وارادة
وليس تخاذلا وجبنا ومجونا...
وكأننا بلاشك اصبحنا نركض خارج الزمن...
اليوم قتلوا معتصم فلم يعد من يقول وامعتصماه...
وقبل اليوم قتلوا محمد حتى لايناديه احد
وقبلها قتلوا عمر
وقبلها قتلوا صلاح الدين
وغدا يقتلون فاطمة حتى لاتلد
ومريم يذبحونها حتى لاتشكو
ووووووووووو

ولاشيء لنا سوى في هذه اللعبة القدرية سوى اننا كومبارس
داخل المشهد..
ليس لنا الا ان نشاهد..

دمت بخير
واهلا من جديد بك
محبتي لك
جوتيار

وفاء شوكت خضر
22-05-2007, 12:44 AM
الأخ الفاضل الأديب / مردوك الشامي ..

أثخنت جراحاتنا بنصك هذا ...
قد قال سبحانه وتعالى وهو الحق وقوله الصدق في كتابه الكريم " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " .
ولكنا شيعا وأحزابا أرخت أيديها عن حبل الله فسقطت ..

خليل حلاوجي
22-05-2007, 08:08 AM
احييك ... أخي الحبيب

ولاتعلم كم هي سعادتي بوجود حرفك هنا بيننا ... ايها الصادق


لاأوافقك فيما تقوله هنا
يا الله، كيف تنسانا هكذا فجأةً،.. ألسنا عبادك الطائعين الطيبين،.. ألسنا خير أمة أخرجت للناس؟!.
كيف فجأة تخليت عنا،.. فجاءت كل الأمم لإخراجنا من لوائح الناس؟!.

لاني قرأت في قرآن ربنا المجيد
انه قال بماهو معناه ان مايصيبنا من خير من الله ومايصيبنا من شر فهو من عند أنفسنا

انت طرحت موضوعا ً بالغ الاهمية

ياليتنا نحن خاسرون اليوم
نحن مخدرون عن وعي حقيقة وجودنا...
إقرأ ان شئت ماقاله السعودي ابراهيم البلهيهي في كتابه بنية التخلف وستدهشك رؤاه الناضجة

وبعد ان تتمك قراءته ... سنعود انا وانت لنناقش هذه الجراح الفكرية التي فتحتها هنا


تقبل محبتي لقلبك ... خالصة ايها السامق

بابيه أمال
22-05-2007, 02:27 PM
سيد مردوك الشامي سلام الله عليك..

يا الله، كيف تنسانا هكذا فجأةً،.. ألسنا عبادك الطائعين الطيبين،.. ألسنا خير أمة أخرجت للناس؟!.
كيف فجأة تخليت عنا،.. فجاءت كل الأمم لإخراجنا من لوائح الناس؟!.

يا من علمه في السموات والأرض غير محدود وغير مقيد ولا مشروط، يا من يعلم الماضي والحال والمستقبل على حد سواء.. يا رب نحن نعرف الحال معرفة غير كاملة، والماضي معرفة أقل والمستقبل لا نعرفه مطلقا.. وحالنا يقول أنا اليوم لسنا أهلا لرسالة الإسلام ولــــــن نكــــون إلا إذا ما رجعنا لشريعتنا وعضضنا عليها بالنواجذ..
يا رب نحن خسرنا أنفسنا وخسرنا شرف حمل راية الإسلام على أرضك اليوم وهــــم وربحــــوا..
ربحوا دنيــــا فانيــة لن تدوم لهـم ولنـــا..
وبين الربح والخسارة في الدنيا الفانية نحن اليوم نعيش علـى أنقاض الذل والهوان والحسرة والتناقض والتلاعــب.. ولا أحد منا يلتفت بكامل كيانــه إلى ربح تلك الدار الباقيـــــــة..

شكرا لأفكار واعية قرأتها هنا..

أحمد عبدالرحمن الحكيم
22-05-2007, 07:51 PM
الاديب السامق

نص لا يقرء مرة واحده

لذي لي حق البقاء مع النقاء

فاسمح لي بالبقاء معك

مردوك الشامي
25-05-2007, 01:24 PM
مرآة النفس
لهذا المرور العاطر بالطيبة والتشظي ، التحايا والشكر .
كلنا في الخندق نفسه ، العالم يركض ، ونحن قلة تفعل ذلك ، واظن بمقدور الحبر تصويب الاعوجاج .
محبة بيضاء