المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على شفا همسة..



بثينة محمود
25-05-2007, 12:30 PM
يكاد لسانها ينطق.. فتقيده.. تخبئه وتغلق ثغرها تماماً.. ليس هناك ثمة ما يُقال
شعور حاد بالوحشة يلازمها لغيابه تلك الأيام.. تبحث عنه بين أرجاء المكان .. لا تجده..لكنها تشعر به يلازمها فيتبدد إحساس الوحشة قليلاً.. توارى إحساسها بخجل بين طيات تفكيرها.. وتلهى عينيها بين اوراق كثيرة .. فتطالعها عيناه فى كل صفحة.. تزهد الصفحات
تلملم أشياؤها المبعثرة وتغلق أدراجها بمفتاح وحيد وتتركه مُتدلى من الدرج.. تنظر إليه متمعنة .. هل تضمه إلى حقيبتها حيث يرقد فى سكون اعتيادى.. تقرر تركه وتنسحب من يوم عمل يخلو من كلماته
تنهار هناك.. فى بيتها .. حيث تحاول بث الحديث فى أرجاء الصمت المحيط.. يأتيها الرد مقتضباً كعناوين نشرة الأخبار.. يتحرك الخط البيانى الذى تراه على شاشة افتراضية جانبية متذبذباً لأعلى قليلاً.. ثم يعاود الثبات.. مُصدراً صفيراً قاتماً ينبهها إلى نضج الطعام على الموقد
تتحرك كتمثال.. تحيا كتمثال.. وتطالع بسأم شديد عقارب الساعة العتيقة المعلقة فى تابوت رأسى.. يتحرك بندولها بسأم مماثل..تمر من أمامها لتذهب إلى إعداد طعام يبقيهما على قيد المسماة.. حياة
تغمض عينيها قليلاً.. فتدفئها حوارات مستفيضة.. تظن الحروف قد أصابها حريق.. الحروف المُستعادة تبثها دفئاً مُحبباً.. تصرخ.. لقد لسعتها النيران.. لا يهتم أحداً بسؤالها عن سبب صرخة.. كأنها مُفترض فيها الألم الدائم.. تواجه بقايا الحنين بالنوم
توقظها لمسة على شفتيها.. فتنفرجان فى تساؤل مُجاب عنه.. وتستكمل النوم
صباح آخر يخلو من وجوده.. لماذا تفكر بوجوده.. إنه لا يمنحها إلا كلمات.. حديث.. لا يريحها الحديث بل فى أغلب الأحوال يستنفر أفكارها .. جدل دائم.. نقاش مستمر.. كلمات رغم عاديتها تحسها دافئة..تُقصى إحساسها بدفء الكلمات وتستعيد دفء الأمس.. فتبين لها الشاشة الجانبية بخط ثابت معتاد
صباحات متتالية تخلو من وجوده.. تحاول بث الروح فى ذاكرة الإحساس.. تستجلب من الكلمات القديمة دفئاً
تحيا بدفء مُستعاد
عندما أتى ذلك الصباح إلى مكانه الشاغر منذ عصور .. حاولت الكلام..يكاد لسانها ينطق.. فتقيده.. تخبئه وتغلق ثغرها تماماً.. ليس هناك ثمة ما يُقال

سحر الليالي
25-05-2007, 01:20 PM
العزيزة "سنبلة ":

قصـــة تقطر روعة ...!

سعيدة لأني أول من صافح نبضك ..

سلمت ودام إبداعك الجميل
لك حبي وباقة ورد

مأمون المغازي
25-05-2007, 01:28 PM
أديبتنا : سنبلة

تحية بجهر لقصة صيغت بهمس

أديبتنا ، استوقفني هذا العنوان الرومانسي ، الذي بدا لي وكأنه عنوان لنص نثري ـ وكم أحب النصوص النثرية في هذا الاتجاه ـ ودخلت إلى ما توج بالعنوان الرائع ( على شفا همس ) لأجد قصة تحمل من حالة الشوق تمردها الذي بني في العالم الذاتي للبطلة ، ولازم هذه الحالة تصوير لحالة أخرى ، وهي العادة ، فكم اعتدنا من المقربين أن يكونوا حولنا ، حتى تصبح العادة سيدة الموقف ، إلا أننا نشعر بهم أكثر إذا غابوا عنا .

لقد استخدمت الأديبة من الأساليب الحانية الهامسة ، والإسقاطات ما حمل القصة طاقات حبية وحميمية ، خدمها التصوير ، والنقلات الرشيقة ، والوصف .

وأهمس لأديبتنا مراجعة اللغة في النص ، حيث بدت بعض هنات أجزم أن لوحة المفاتيح قد تسببت في حدوثها .

أما هذا العمل الرقيق فلي عودة إليه .

أديبتنا ،

لكِ المحبة والاحترام

مأمون

سعيد أبو نعسة
25-05-2007, 06:28 PM
الأخت الكريمة سنبلة
رغم أن الفكرة عادية و مألوفة إلا أنك ألبستها ثوب الجدة من خلال أسلوبك الرشيق و مفرداتك المختارة بدقة و ما أسبغته عليها من عاطفة جياشة .
دمت مبدعة بلا هنات كيبوردية

أكرم الشرفاني
25-05-2007, 09:15 PM
سيدتي سنبلة
قصة جميلة بزي اجمل
دمتِ لنا

أكرم

د. نجلاء طمان
27-05-2007, 12:05 PM
القاصة الرائعة: بثينة محمود

إبحار رائع داخل ذات زوجة وحيدة تلتحف بلوح من الثلج بلا من أن تلتحف بدفء زوجها. فكرة القاصة المطروحة قد تتعدد أوجه قراءتها فتأخذ على أنها قصة زوجة تعيش مع زوج غائب عنها برغم وجوده معها, فتبدأ بالبحث عنه في ذكرياتها معه. أو قد تؤخذ على أنها زوجة وحيدة تعانى الوحدة من غياب زوجها الذي قد يكون سببه سفرا أو فراقا. في كلتا الحالتين الكاتبة تتفوق على نفسها في إظهار جوانيات بطلة قصتها التي تتأرجح بين الوحدة والسأم المتمثل في غياب دفء الزوج وبين الوجع الذي يتركه غيابه من ناحية والاحتياج الذي تبعثه الذكريات من ناحية أخرى. تمكنت القاصة من أدواتها القصية ابتدءا بعنوان يؤكد فكرتها المطروحة, ثم دخولا في افتتاحية موحية موجزة لكنها معبرة , ثم انسيابا رائعا في التسلسل الحبكى دون أن يفلت منها خيط القص , تستمر في التغلغل داخل مشاعر بطلتها , لتأتى النهاية في عبارة خاتمة مشابهة لعبارة الافتتاح , وشاملة لهدف القاصة من الطرح. تمتلك القاصة أدوات تعبيرية رائعة متمثلة فى تشبيهات ومكنيات موحية شيقة استولت على إحساس المتلقي وشدته مع إحساس البطلة حتى النهاية.

شذى الوردة لهذا القلم المبشر.


د. نجلاء طمان

جوتيار تمر
27-05-2007, 01:20 PM
بثينة...
كتابة لها تميزها الفني والموضوعي .. للوحدة أكثر من لغة للبوح.. وهنا اجدت انتِ لغة الوحدة هذه حتى رسمت لنا لوحة في غاية الروعة، استطعت ببساطة لغتك، ان توغلي في الذات، ومن الذات انبثقت لديك هذه الشرارة التي اودت الى انكسارها أمام الواقع ..ذلك الواقع الذي جعلك تداوين بالتي كانت هي الداء.
وردت إشارات دالة كان يمكن تجاوز المباشرة في الإيحاء بدوالها ، دفعا بالقارئ إلى تصورات أبعد.. لكنها مع ذلك خلقت جوا خاصا للقارئ بحيث تتوارد على ذهنه وتدهم مخيلته وهو يقرأ القصة هذه.

دمت بالق
محبتي لك
جوتيار

محمد البدري محمد
28-05-2007, 01:56 AM
أحياناً يكون الألم عاملاً من عوامل الرغبة في كسر قيود ما, فيتحرك عكس عقارب الروح وهناك يكتشف عمق المسافة وسهولة الطريق .. لكن الوصول محال دائماً
قصة لم تختلف عناصرها بين الحرفية والتمكن من جانب , ومن جانب آخر بين الصدق والإيمان بلحظات الحدث فجاء المزج بين الصورة المرئية والمسموعة مواكباً لحالة القارئ خاصة في بعض الوقت حيث يتطلب الأمر بعض التأمل وال.........

بثينة محمود
29-05-2007, 12:47 AM
العزيزة سحر الليالى
كلماتك هى من تقطر رقة.. شكراً لهذا المرور الجميل

تقبلى تحياتى

بثينة محمود
29-05-2007, 12:49 AM
أستاذى الفاضل مأمون المغازى
شكراً لك هذا الحضور البهى والتحليل الوافى للقطة صغيرة
ووعد بتغيير الكيبورد

تحياتى أخى الفاضل

بثينة محمود
29-05-2007, 12:52 AM
أستاذى الفاضل سعيد أبو نعسة
اعتيادية الأفكار لا تمنعنا من حق ممارستها على الورق
شكراً لك الكلمات المشجعة
تقبل فائق احترامى

بثينة محمود
29-05-2007, 12:54 AM
الأستاذ أكرم الشرفانى
خالص تقديرى لمرورك
وشكرى لكلماتك المشجعة
تقبل تحياتى

بثينة محمود
29-05-2007, 12:58 AM
العفاضلة د. نجلاء طمان

رغم اختلاف التأويلات فإن الحدث باق ..
سعدت بتعليقك سعادة كبيرة .. فتقبلى شكرى على ما أسبغتيه على النص من رؤية جميلة

محبتى وتقديرى

بثينة محمود
29-05-2007, 01:18 AM
العزيز جو
تحياتى لك اولاً
وشكرى لهذا التحليل الذى ربما لم أعيه وأنا فى فيض الكتابة

تقبل تقديرى

بثينة محمود
29-05-2007, 01:22 AM
الأستاذ الفاضل محمد البدرى
شكراً لكلماتك .. ولكن شغلتنى كلمة الحرفية .. رغم كل شىء لم أصل بعد لهذا المستوى
إنما محاولات
تحياتى وتقديرى

ناديه محمد الجابي
02-03-2023, 09:06 PM
شعور حاد بالوحشة يلازمها لغيابه.. تواري إحساسها بخجل
تنسحب من يوم آخر يخلو من كلماته.... هنا تتحدث عن زميلها في العمل
تعود إلى بيتها فتتحرك كتمثال وتطالع بسأم
تذهب إلى إعداد طعام يبقيهما على قيد المسماة حياة .. هنا تتحدث عن زوجها
تتذكر حواراته فتشرد فتلسعها النار فتصرخ ـ لا يهتم أحد بسؤالها عن سبب الصرخة
إذا فهى ليست وحيدة.يتملكها الحنين من جديد فتوا جهه بالنوم
توقظها لمسة على شفتيها .. هذا زوجها .. تسأل وتجاب وتستكمل النوم
مازالت تفكر في غيايه .. تسأل نفسها لماذا تفكر بوجوده مع إنه لا يمنحها إلا كلمات
كلمات عادية ولكن تمنحها الإحساس بالدفء
ولما عاد اخيرا .. حاولت الكلام ولكن وجدت أن ليس هناك ما يقال.
نسج محكم وحبكة تتمثل في انتقاء تفاصيل ذات مغزى بطريقة ماهرة.
قلمك رائع ونصوصك لها مذاق مميز.
:v1::nj::0014: