تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل أحبته حقاً ؟



شريف المهندس
27-05-2007, 12:07 PM
هل أحبته حقاً ؟


عندما إلتحقت صفاء بالمعهد العالى للموسيقى أحست بأنها فى طريقها لإيجاد نغم حياتها الذى ولدت من أجله وقد شعرت منذ فجر أنوثتها بميل شديد نحو الرومانسية في كل تصرفاتها وقد نشأت فى أسره مكونه من أب وأم يشغلهما السعى وراء الرزق وكل ما يعرفانه عن تربية الأبناء هو أن يتبعا الجموع المستهلكه لكل ما هو جديد فيقوما بالشراء لأبنائهم حتى لا يشعر أى منهم بالحزن !! ؛ وكان لصفاء أخت أكبر منها وأخ أصغر منها؛ وكان تدليل الأبناء هو عنوان وأساس حب والديها.....
ولم تمض أيام قلائل على ولوجها المعهد حتى رأته وأعجبتها جرأته وعلى الرغم من أنه كان بعيداً عن الوسامه بكل المقاييس إلا أنها كانت تراه (بعين الحب) أجمل شاب فى العالم بشعره الأكرت المجعد وبشرته السمراء الكالحه وعيناه اللا مباليه وأنفه المعوج من أثر حادث قديم ترك أيضاً علامه فى جبهته ،كانت ملامحه تدل على النشأه فى حى شعبى حيث تحفر المعاناه اثارها على وجوه الأطفال،
ولكنه كان منطلقاً بعبث يضحك بمجون ويتحدث بسخريه تغلفها الوقاحه، صفاء نفسها لا تعرف ما الذى أعجبها فيه؟ يبدو أن التباين الكبير بينهما هو ما جذبها إليه مثل الأقطاب المختلفه للمغناطيس التى تتجاذب فى حين تتنافر المتشابهه منها.
وتوطدت علاقتهما بدءاً من لمسة اليد ثم القبله الأولى والتى شعرت معها وكأن نارا ًقد أُشعلت داخلها وامتدت لكل أطرافها وقد شعرت بأن كل خلايا جسدها انطلقت تجرى هنا وهناك لتطفىء النار دون جدوى وقد أعجبها إحساس اشتعال النار داخلها,
وأطلقت لمشاعرها العنان واندفعت بجموح تتبع ما يطلبه منها حبيبها فإذا تحدث سمعت وإذا أراد لها التدخين والمخدرات والخمر فهي تنفذ حتى عندما حصد منها ما تبقيه البنت لرجلها الأول كانت سعيدة وتعزى ذلك لما في الحب من عطاء وتشعر أنها لا تريد من الدنيا إلا أن ترضيه ويظل معها دائماً لذلك بدأت تهتم بشراء ملابس النوم المثيرة والملابس التحتية المستفزة لرغبات الرجل حتى أنها أصبحت تهتم ببيت أزياء فيكتوريا سيكريتس (التي أطلقت في السنوات الأخيرة أحدث موضات الملابس التحتية النسائية والتي تعتمد على الخيوط أكثر من النسيج) أكثر من اهتمامها بأي شيء آخر,ولما لا فهي تراه حبيبها ورجلها بل كل الرجال هو,
وقد طلب منها أن يراها متجددة دائماً فصارت تغير تسريحة شعرها ولونه باستمرار...........
ثم كانت سنة التخرج وقد فاجأها بالتخلي عنها وقد أحست بصدمه شديدة , فكيف يتخلى عن كل هذا الحب الذي منحته إياه وقد فسرت لنفسها تخليه عنها بأن ذلك هو طبع كل الرجال , خونه , لايُقدرون المشاعر الصادقة والعطاء بلا حدود ...
وقد شعرت صفاء بإهانة شديدة فكيف وهى الجميلة جداً بشهادة كل من يراها حتى أنها اعتادت أن تسمع دائماً تعليقات تتعجب من تشابهها الشديد بالمطربة الجديدة التي اشتهرت بأنوثتها الطاغية وملابسها الساخنة , كيف يترك كل هذا؟ ما هو الشيء الذي ينقصها ؟تساؤلات كثيرة أخذت تعصف بها وتكونت لديها عقدة فاندفعت تثبت لنفسها أنها مرغوبة من الجميع ودائماً ما كانت تحكى أن حبيبها خانها مع صديقتها المقربة , فهل كان حبيبها حقاً؟ وهل كانت صديقتها حقاً؟
وأصبحت مثل الرجل الذي يحب أن يتذوق أنواع مختلفة من النساء, نعم أصبحت تحب أن تتذوق الرجال فكلهم هو وهو يجب أن يُقر بأنه يحبها , كذلك فإنها كانت قد أدمنت النار التي تشتعل وتجرى كل خلايا جسدها هنا وهناك لإطفاء تلك النار دون جدوى ..........
وصارت مثل ورقة شجر انقطعت وأخذ الهوى يطير بها بلا هدف لتستقر كل فتره في فراش رجل,
وعاشت لفترة ليست بالقصيرة حياه مزدوجة فهي في الصباح مدرسه في مدرسة أطفال تمضي فترة العمل دون اعتناء وعندما يأتي المساء تنطلق لتستمتع بالنار ومن يوقدها ودائما ما تذكر قصة حبها الوحيد وخيانته لها في بداية كل علاقة جديدة.
---------------------------------------------------------------
صفاء الآن في السادسة والعشرين وقد تزوجت من صديق والدها وهو ثري جاوز الخمسين, أحبها وغفر لها الخطأ الصغير مع حبيبها الأول في مقابل أن تمنحه شبابها, وهى راغبة في أن تلتزم بكونها زوجه ولكنها كثيرا ما تشتاق لتلك النار,
ويبقى دائماً السؤال الذي لا تفكر به صفاء :
هل أحبته حقاً ؟
-----------------------------------

م. / شريف البلتاجي
الكويت مايو 2007

ليال
27-05-2007, 12:29 PM
يخطيء الكثيرون باعتقادهم بأن المحبة عطاء" فقط" فالحب يكون بالعطاء كما بالمنع، كلا الأمرين على ذات القدر من الأهمية، والأشقياء في الحب هم الذين يمسكون ما ينبغي ان يعطوه لمحبيهم ويعطون ما ينبغي أن يمسكوه عنهم.
تقبل مني كل الأحترام والتقدير في مروري الأول .

جوتيار تمر
27-05-2007, 12:52 PM
المهندس..
جاءت القصة مستفزة منذ البدء، اقصد من العنوان ، وكأني بك تعمدت العنوان هذا لتغرس في القارئ ملكة الفضول لمعرفة الحقيقة الكامنة وراء اسؤال هذا، هل احبته حقا...؟
وجاءت القصة كما يشتهيها القارئ جاءت لتتبنى واقعا لايمكن لاحد ان ينكره..واقع اصبح ملازما لنا حيث ما ذهبنا، حيث مثل هذه القصة تتكرر بشخوص اخرى، ومكانية اخرى وزمانية ليست باخرى، انما في نفس الزمن ، حيث لايفرق بين الواحدة والاخرى سوى اللاشيء الممتدد بين الشيء والاخر.
لقد اظهر ببراعة ماهية الحب الشهواني، الجسدي فقط، ذلك الحب الذي لايتعدى كونه وسيلة لارضاء رغبات الجسد دون الروح، وابدعت في اظهار سذاجة الفتاة التي تركض وراء الزينة، ومظاهر الحياة ومباهجها، دون ان تفكر في ماهية ما يحدث لها ومعها.
اشواق الروح بطبيعتها لاتنتهي، فيعارضها الجسم بجعل حاجاته غير منتهية،يحاول ان يطمس بهذه على تلك،وان يغلب الحيوانية على الروحانية.
الحب في الحقيقة ليس نزوعا نحو الامتلاك الجسمي بل هو رغبة في الاستيلاء على حرية الاخر من حيث هي حرية،والحق ان مايريد الحب امتلاكه انما هو الشعور او الضمير لا الجسد او الحقيقة المادية،واطرف ما في الحب ان لاينشأ الا بين حريتين لكنه لايتحقق الا بمحاولة احدى الحريتين استلاب الحرية الاخرى.

لكنها لم تدرك هذا الشيء ابدا، لذا كان مصيرها باسم العطاء ما كان.

دمت بالق ومحبة

جوتيار

صبيحة شبر
27-05-2007, 02:09 PM
الاخ العزيز شريف المهندس
لا أظن انها احبته حقا ، لقد نشأت الفتاة في اسرة توفر الحاجات
المادية بكثرة دون ان تلبي الحاجات الروحية ، وحين وجدت البطلة
من يلبي لها نداء الروح اتبعته دون تفكير فيما يجب ان تفكر فيه فتياتنا
والانسان روح وجسد وسوف يظل تعيسا ان جعل احدى الكفتين تطغى على الاخرى

محمد سامي البوهي
27-05-2007, 02:47 PM
الأستاذ / شريف
سلام الله عليك
أحببت فقط أن أحييك على جهدك المبذول لإخراج النص ، لكن النص كقصة يفتقد إلى عنصر الحدث ، وهو من العناصر الأساسية في بناء القصة ، كما أن إدارة السرد حادت بعض الشىء عن الترابط ، فشعرت بالتشتت بعض الشىء ، كما أحببت ان أقترح عليك أن ذكرك لانواع الملابس كان يمكن الإيحاء عنه بنقاط الحذف (...) ، فأنت تعلم جيداً ظروف الشابكة المفتوحة ، على عكس الكتاب المطبوع ...
أرجو تحملي
تحيتي

حسام القاضي
03-12-2007, 08:23 PM
أخي الفاضل الأديب / م. شريف البلتاجي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن أضيف جديداً إلى مضمون العمل بعد من تحدث قبلي , وخاصة أخي / جوتيار
فقد أفاض في شرحه للقصة بحيث يصعب إضافة شيء بعده..
نجحت في طرح فكرتك ـ حتى ولو لم تكن جديدة ـ إلا انك أجدت في توصيلها للمتلقي
فجاءت واضحة لا لبس فيها، والأحداث متسلسلة ومنطقية إلى حد بعيد، وهذا يحسب لك بدون شك..
ولكن ـ ولتسمح لي أخي الفاضل ـ لدى وجهة نظر أرجو أن يتسع صدرك لها:
دارت أحداث القصة في حوالي ثماني سنوات، وجاء ذلك في ترتيب زمني تصاعدي ( من البداية إلى النهاية )
وهذا يجعل العمل يقع زمنياً في نطاق الرواية بينما جاء حجم العمل ( عدد الكلمات ) كحجم القصة القصيرة،
وهكذا يكون النص متأرجحا ما بين هذه وتلك؛ فيصبح أميل إلى كونه ملخصاً لرواية، أو حكاية.

بدأت تهتم بشراء ملابس النوم المثيرة والملابس التحتية المستفزة لرغبات الرجل حتى أنها أصبحت تهتم ببيت أزياء فيكتوريا سيكريتس (التي أطلقت في السنوات الأخيرة أحدث موضات الملابس التحتية النسائية والتي تعتمد على الخيوط أكثر من النسيج)في الفقرة السابقة ذكرت اسم دار أزياء معينة ، وهذا لا يهم القارئ في شيء ولا يؤثر في أحداث القصة ، وأيضاً
ذكرك لتفاصيل تلك الملابس لم يكن له داع؛ فبداية الفقرة أغنت عن هذا.

وتوطدت علاقتهما بدءاً من لمسة اليد ثم القبله الأولى والتى شعرت معها وكأن نارا ًقد أُشعلت داخلها وامتدت لكل أطرافها وقد شعرت بأن كل خلايا جسدها انطلقت تجرى هنا وهناك لتطفىء النار دون جدوى وقد أعجبها إحساس اشتعال النار داخلها,في الفقرة السابقة ، وبرغم أنني لم أر فيها ما يخدش الحياء إلا أنه كان الأفضل فيها التلميح بدلاً من التصريح؛
ففي الأدب بشكل عام يفضل التلميح على التصريح ، وبعض الكتاب يلجأ أحياناً إلى وضع نقاط دليلاً على وجود محذوف ويمكن فهم ما حذف من سياق الكلام.

ويبقى دائماً السؤال الذي لا تفكر به صفاء :
هل أحبته حقاً ؟كنت أتمنى ألا توجد " لا" هنا.
وفي النهاية يبقى ما قلته مجرد وجهة نظر من محب للقصة .
تقبل تقديري واحترامي.

د. مصطفى عراقي
08-12-2007, 08:20 AM
هل أحبته حقاً ؟
عندما إلتحقت صفاء بالمعهد العالى للموسيقى أحست بأنها فى طريقها لإيجاد نغم حياتها الذى ولدت من أجله -----------------------------------

م. / شريف البلتاجي
الكويت مايو 2007

صديقي الغالي الأستاذ شريف
تحية من أعماق القلب لهذه الافتتاحية القصصية الموحية التي دلت على حسٍّ فني راقٍ حيث جمعت بين دراسة البطلة وجمالية التعبير .

وبالغ الشكر لأخينا الأستاذ حسام
وفي انتظار جديدك دائما أيها الغالي
مصطفى