تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قطع الحياة الملونة..(إلى المغربية الأصيلة )



محمد الأمين سعيدي
30-05-2007, 07:13 PM
...وأنا أحاول أن أبرر موقفي من الناس و الحياة ..أقبلت في نظرة ناعسة و كأن رسولا خفيا أخبرها بمشروعي الذي كان على وشك الإكتمال ..كانت جميلة تتلون عيناها ببريق تمتزج فيه جميع ألوان الطبيعة بطريقة تعجز عنها ريشة أمهر رسام يحاول أن يصعد مرة واحدة إلى مقام العظماء ..
...أقبلت وقد مدت شمس النهار عليها يدها فزادتها على نورها الطبيعيّ نورا طبيعيا آخر ,,فأصبحت بطبيعتها في طبيعتين نورانيتين تبعث بأشعة لطيفة و كأنها تهمس إلى كل الموجودات بلغة سحرية تحمل كثيرا من معاني الحياة الجميلة و السريرة الصافية .
...وكان على الرغم من وسامتها يظهر على ملامحها حزن عميق ...تحاول أن تلبسه جلبابا يخفيه بجمالها الفاتن ..جلست قربي بعد أن ألقت التحية و قالت في صوت كئيب:آه منك أيها القلب البشري ,,تجمع في طياتك كل أصناف المشاعر و الأحاسيس ثم تغرق فيها و تغرقنا معك .
..حاولت أن أكلمها لكنها قالت مجددا :وأنت أيها المفكر العظيم ألا تزال تمارس تلك الطقوس الغريبة ,,ألا تزال تأكل من ثمار الهوى ,,و تسكر بكؤوس الجنون ,وتتسكع في مدائن الكلمات؟؟
أو لعلك في سبيل معجزة وهمية تريد أن تشربها من كؤوس الواقع مايجعلها واقعية أو قريبة من الواقع ..
كنت أستمع إليها و الدهشة تحملني على كفها إلى بلاد العجائب .و أتسائل ما خبر هذه الفتاة التي تسطو على افكاري و تحولها إلى رماد قبل ان أشعلها بنار التطبيق و أطفئها بماء الإنجازات العظيمة ..
سكتت مدة ثم قالت : كنت قد حدثت نفسي طويلا عن اشياء ترتبط بحقيقة النفس البشرية ..وكان قد شغلني منها الحب و ما يتصل به من العوارض و ما يحدثه من الأسباب ’’وقد أخذني السير و ألهاني التفكير حتى وجدت نفسي امامك في هذا المكان ’’
نظرت إلي في ذبول و كأنها تنتظر جوابا شافيا من مجنون لا يزال فيه بقية من رائحة العقل و التفكير ..
قلت في لغة الخائف الغريب الذي يشعر بعظمة الأشياء :إذا كانت علاقات الناس ببعضهم تختلف حسب نظرة كل واحد منهم إلى الآخر ’’فتجمعهم عدة مشاعر تتلون بالأخوة و الصداقة و الشفقة والأبوة و غيرها فمهما كثرت هذه الألوان العاطفية وتعددت يربطها حبل واحد :هو ذلك الشاغل الذي جاء بك إلى هنا ..
ارتسمت على وجهها بسمة ذابلة ثم أطرقت وهي تقلب أصابعها و تشابكها وإذا بدمعة خجولة تنحدر على خدها ’’وقالت في كآبة شديدة :أتراني بعلتي هذه التي صاحبتني طيلة سنواتي سأنال شيئا من ذلك الشاغل الذي جاء بي إليك؟فلقد بدأ اليأس يتسلل عبر نوافذ بيتي ..و يحتله شبرا شبرا .أترى هذا الحب سيربطني بشخص كريم ؟أم انه سيظل سرا يولد في داخلي ثم يموت وقد خلّف وراءه كل ازهاري رمادا تهوي به الريح في مكان سحيق؟؟
تنهدت حتى كأنها تعبر عن وجه آخر لتلك الطبيعة الفاتنة ,التي تضم في طيّاتها كثيرا من معاني السخط و الغضب ..معاني الزلازل و البراكين و الرياح ..
تبسمت من جديد ثم قالت :ما أغرب الحياة ,لونها الله بمختلف ألوان المقادير و قسمها إلى قطع بعدد المخلوقات ,وقد أخذ كل واحد نصيبه من هذه القطع ,وأظنني حصلت على القطعة السوداء المظلمة …
همت بالإنصراف وهي تحبس شلالا من الدموع لو تركته لأغرقت الأرض و من عليها ,,أمسكتها من يدها و قلت :اعلمي أن الله تعالى عدل بين عباده و قدر عليهم رزقهم منذ الأزل ,ولون الحياة كما قلتِ بألوان المقادير و قسمها على عباده ,وأنت أخذت القطعة السوداء المظلمة ,لكن حظك السيّئ من تلك القطع إنما كان في ذاك الشاغل الذي جاء بك إلى هنا ,ألم تعُدّي عدد القطع البيضاء و الحمراء و الخضراء التي أخذتها في مشاغل غير هذا الذي جاء بك ؟
ألم تشعري أن الله قد منحك ما لم يمنحه لغيرك من نساء هذا العالم؟ فحصلت على قطعة الأخلاق التي هي تاج لا يراه إلا من ضل عن سبيل الرشاد ,و حصلت على قطعة العقل ,,وحصلت على قطعة الجمال فكنت ملاكا يرفرف بجناحيه في سماوات الحسن و البهاء ,يسحر الأنظار ويأسر الأفكار ,وكنت نهرا يتدفق على بقاع النفوس يسقيها زلالا و ينقيها من شوائب الغرور الكبر و التعالي وكنت كما قال الشاعر:

تولد نور النور من نور وجهها=فمازج طيب الطيب من خالص العطر
وكنت كما قال المتنبي:

نشرت ثلاث ذوائب من شعرها =في ليلة فأرت ليالي أربعا
واستقبلت قمر الزمان بوجهها=فارتني القمرين في وقت معا
أبعد هذا كله و تبكيبن و تقنطين ؟ يجب أن تفهمي أهم حقيقة في حياتنا و هي أن الله تعالى يبتلي عباده بالخير و الشر فتنة و اختبارا..ليرى أعمالهم .
و اعلمي أن الله تعالى قد لون الآخرة كذلك بألوان الجزاء و العقاب,وقسمها إلى قطع بعدد المخلوقات كذلك, و أنا أرجو أن تحصلي على أكبر عدد من قطع الجزاء التي ستحملك على بساط من نور إلى فسيح الجنان.

مجذوب العيد المشراوي
30-05-2007, 07:53 PM
أمين هو شكل آخر في الكتابة ..

قرأت ووجدته أقرب لأسلوب المقالة منه إلى أسلوب الخاطرة أو الهمسات ..

ربما هو انطباع أولي سأتابع رأي المختصين ..

جوتيار تمر
30-05-2007, 09:59 PM
السعيدي..
حوارية جميلة..امتزج فيها طابع المقال بالخاطرة، فتشكلت لو حة حياتية جميلة.

سأل زارا:ماذا يريد الحكماء عندما يضعون الفضلية فوق الناس ؟ استمع اليهم يقولون:لاينبغي اكثر من طمأنينة الروح لاولئك الذين اتموا واجبهم على اكمل وجه،وأيعنوا كلمة السر المقدسة(ينبغي عليك) فعلى المرء ان يتحلى بالفضيلة كي يحلم ثانية بالمثل العليا التي حققها حسبما يقتضي الواجب هربا من عضة الضمير، ان انسانا ينهشه ضميره،هكذا يقولون،اشبه ما يكون بنائم تعكر احلام مزعجة هناء نومه.


اتمنى ان تروق لك هذه الهمسة النشتوية

محبتي لك
جوتيار

محمد الأمين سعيدي
31-05-2007, 04:19 AM
أمين هو شكل آخر في الكتابة ..
قرأت ووجدته أقرب لأسلوب المقالة منه إلى أسلوب الخاطرة أو الهمسات ..
ربما هو انطباع أولي سأتابع رأي المختصين ..

المجذوب شكرا على مرورك هنا أخي الفاضل ..

وعلى ملاحظاتك الرائعة .

تقبل تحياتي...

محمد الأمين سعيدي
01-06-2007, 08:20 PM
السعيدي..
حوارية جميلة..امتزج فيها طابع المقال بالخاطرة، فتشكلت لو حة حياتية جميلة.
سأل زارا:ماذا يريد الحكماء عندما يضعون الفضلية فوق الناس ؟ استمع اليهم يقولون:لاينبغي اكثر من طمأنينة الروح لاولئك الذين اتموا واجبهم على اكمل وجه،وأيعنوا كلمة السر المقدسة(ينبغي عليك) فعلى المرء ان يتحلى بالفضيلة كي يحلم ثانية بالمثل العليا التي حققها حسبما يقتضي الواجب هربا من عضة الضمير، ان انسانا ينهشه ضميره،هكذا يقولون،اشبه ما يكون بنائم تعكر احلام مزعجة هناء نومه.
اتمنى ان تروق لك هذه الهمسة النشتوية
محبتي لك
جوتيار

أخي جو ..

شكرا على مرورك هنا و على ملاحظاتك الرائعة ..

هذي هي الحياة ..حاولت أن أعالج بعض مشاكلها من نظري ..

تقبل خالص تحياتي

محمد الأمين سعيدي
03-06-2007, 01:36 AM
أعيدها إلى الأعلى لعلها تجد حقها هناك ..

شكرا ..

حسنية تدركيت
05-06-2007, 01:23 AM
اخي محمد امين اجدت واحسنت ’ نص جميل جدا
شكرا لك

وفاء شوكت خضر
05-06-2007, 08:54 PM
أخي الفاضل / محمد أمين ..

نعم جيد أنك أعدتها للأعلى لعلها تأخذ حظها ، فلم يعد أحد يبحث عن الأمل ، والكل غرف فيالمه ، حتى ظن أنه هالك لا محالة ، فقنط ونسي رحنة الله ، ونسي أن الأجر على قدر المشقة ، وأن الصبر عاقبته فرج ، وأن الرضى مفتاح السعادة ..

حوارية هي أقرب للمقالة ، ابتعدت عن التشبيه والسجع والصور ، فطانت فيها الحكمة ، وكان فيها الموعظة ، والفكر النير والتذكرة ..

أسجل إعجابي بقطعك الملونة التي فتحت أمام ناظري نوافذ مشرعه على رحمة الله التي وسعت كل شيء .


تقديري الكبير لفكرك أيها الأديب الشاعر .

محمد الأمين سعيدي
13-06-2007, 02:28 AM
اخي محمد امين اجدت واحسنت ’ نص جميل جدا
شكرا لك
شكرا على مرورك أختي و على ملاحظاتك ..

تقبلي تحياتي ..

محمد الأمين سعيدي
01-07-2007, 01:56 AM
أخي الفاضل / محمد أمين ..
نعم جيد أنك أعدتها للأعلى لعلها تأخذ حظها ، فلم يعد أحد يبحث عن الأمل ، والكل غرف فيالمه ، حتى ظن أنه هالك لا محالة ، فقنط ونسي رحنة الله ، ونسي أن الأجر على قدر المشقة ، وأن الصبر عاقبته فرج ، وأن الرضى مفتاح السعادة ..
حوارية هي أقرب للمقالة ، ابتعدت عن التشبيه والسجع والصور ، فطانت فيها الحكمة ، وكان فيها الموعظة ، والفكر النير والتذكرة ..
أسجل إعجابي بقطعك الملونة التي فتحت أمام ناظري نوافذ مشرعه على رحمة الله التي وسعت كل شيء .
تقديري الكبير لفكرك أيها الأديب الشاعر .


وفاء شكرا على مرورك هنا و على ملاخظاتك الرائعة ..


تقبلي تحياتي.

يمنى سالم
01-07-2007, 07:10 AM
ينتابنا اليأس ليقتات الصبر والحياة فينا..
وأنت هنا تعيدنا إلى رحاب واسعة من الرحمة والأمل..

تحية لك بحجم رقي حرفك

كن بخير

محمد الأمين سعيدي
02-07-2007, 05:25 PM
ينتابنا اليأس ليقتات الصبر والحياة فينا..
وأنت هنا تعيدنا إلى رحاب واسعة من الرحمة والأمل..
تحية لك بحجم رقي حرفك
كن بخير


يمنى ..

شكرا على مرورك هنا و على ملاحظاتك الجميلة ..حقيقة ينتابنا اليأس فيلعب الصبر فينا بسحره إذا كنا على مستوى هذا اليأس و على طول ذاك الصبر..

شكرا

خليل حلاوجي
06-07-2007, 01:02 PM
الاستاذ امين :

هل تريد ان امدحك وامدح النص وانت تعلم مابيننا من صراحة ؟

طبعا ً انا أعترف انك الاديب الاريب

ولكن

هنا ايها الحبيب افتقد النص لوحدة الموضوع فانت أخذتنا من ألف الحيرة الي ياء العبث

تتحدث الى زائرتك عن الاشياء والأفياء والأخلاء وعن كل شي

فما تركت لنا صغيرةى ولاكبيرة الا واحصاها نصك

يقول شيخ الحكماء سقراط وهو سقراط

انا متأكد جدا ً من جهلي ...

واراك تذهب مثلما ذهب هو ....

الحق اقول : ان الحياة هي مدرستنا

والحزن هو المعلم

\

دمت َ سامقا ً .... على اما انتظار المزيد من روائعك

علي أسعد أسعد
06-07-2007, 01:36 PM
عرفتك أديباً

وشاعراً


وعرفتك
بستانا ًملوناً

بارك الله بك

محمد الأمين سعيدي
06-08-2007, 03:38 AM
الاستاذ امين :
هل تريد ان امدحك وامدح النص وانت تعلم مابيننا من صراحة ؟
طبعا ً انا أعترف انك الاديب الاريب
ولكن
هنا ايها الحبيب افتقد النص لوحدة الموضوع فانت أخذتنا من ألف الحيرة الي ياء العبث
تتحدث الى زائرتك عن الاشياء والأفياء والأخلاء وعن كل شي
فما تركت لنا صغيرةى ولاكبيرة الا واحصاها نصك
يقول شيخ الحكماء سقراط وهو سقراط
انا متأكد جدا ً من جهلي ...
واراك تذهب مثلما ذهب هو ....
الحق اقول : ان الحياة هي مدرستنا
والحزن هو المعلم
\
دمت َ سامقا ً .... على اما انتظار المزيد من روائعك

خليل ..

صراحتك هي ما يعجبني فيك دائما

شكرا على ملاحظاتك و على انطباعاتك ..

تقبل تحياتي.

شيماء وفا
21-03-2009, 01:44 PM
...ارتسمت على وجهها بسمة ذابلة ثم أطرقت وهي تقلب أصابعها و تشابكها وإذا بدمعة خجولة تنحدر على خدها ’’وقالت في كآبة شديدة :أتراني بعلتي هذه التي صاحبتني طيلة سنواتي سأنال شيئا من ذلك الشاغل الذي جاء بي إليك؟فلقد بدأ اليأس يتسلل عبر نوافذ بيتي ..و يحتله شبرا شبرا .أترى هذا الحب سيربطني بشخص كريم ؟أم انه سيظل سرا يولد في داخلي ثم يموت وقد خلّف وراءه كل ازهاري رمادا تهوي به الريح في مكان سحيق؟؟

دائما ما نحتاج لما لانحصل عليه , لكن رحمة الله ليس لها نهاية , أعتقد أنها لم تقنط من رحمة الله , لكنها
احتاجت لمن تفضي إليه بمافي قلبها من حزن , عَلها تريح عقلها من كثرة الإحتقان , فتعود لرشدها مما يهديء من روعها , ويقل من كآبتها التي لايد لها بها.
أستاذي العزيز
نص به من الألم الكثير , ومن المعاناة أكثر , ومن الحقائق مانخفيه كثيرا ,أحتاج للعودة مرة أخرى .
خالص تحياتي