المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا ذاهبٌ...



زيد خالد علي
03-06-2007, 11:01 AM
أنا ذاهـبٌ عنـي وعنـكِ فإننـي
ضاقتْ عليَّ - بما حملتُ - الأضلعُ

أنا سائـرٌ لا البـرقُ يُدْرِكنـي ولا
خيلُ الريـاحِ ولا الدجـى المتقنِّـعُ

لا تسألي عني ولا عـن موضعـي
فيكـادُ يجهـلُ وجنتـيَّ الموضـعُ

أنا سائرٌ لا الصوتُ يُدركُ خطوتي
فوق الدروبِ ولا الضياءُ المُسْـرعُ

أنـا سائـرٌ والكبريـاءُ يقـودنـي
صوبَ الخلاصِ وقلبـيَ المتقطِّـعُ

مُتأسِّفٌ ما عدتُ أحملُ مـا تـرى
عينايَ ثـمَّ تصـدُّ عنـكِ وتخشـعُ

يكفي الذي عانيتُ منكِ فقد مضـتْ
أيـامُ كنـتُ لأيِّ أمـرٍ أخـضـعُ

سُبلُ البقـاءِ أمامنـا سُـدَّتْ ولا..
يُجدي البقاءُ.. ولا المشاعـرُ تنفـعُ

لا تطلُبي منـي الرجـوعَ بدمعـةٍ
فأنـا وفائـي لا تفـيـهِ الأدمــعُ

أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ

**************

تحياتي


سراب الوصول: زيد خالد علي

د. حسان الشناوي
03-06-2007, 12:26 PM
الأخ الكريم

زيد خالد علي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرنس أن أكون أول من يصافح عينيتك التي تكشف عن اعتداد بالنفس يستحق التقدير ، واعتزاز

بالوفاء في الحب يتطلب الرجوع حين ينتهي تعب الفؤاد .

وسينتهي حتما ، لتعود مغردا بهذه الألحان النبيلة الإيقاع .

وحين يعتصم الفؤاد بكبريائه التي لا تصطدم وتقطع القلب ، يكون الإبداع على موعد لروعة فريدة

وأغاني شجية ، تمتزج فيها لإشراقة الروح إلى غدها المطل بآلام المحب الذي يود أن تنتهي أوجاعه

في اقرب وقت ممكن .

عينية رائعة تمضب في ثقة متمكنة ، وتكشف عن مخبوء شعري وفير لديك .

واسمح لي بتساؤل حول البيت :

مُتأسِّفٌ ما عدتُ أحملُ مـا تـرى
عينايَ ثـمَّ تصـدُّ عنـكِ وتخشـعُ

جعلت الفاعل ضميرا مستترا في كل من " تصد " ، و " تخشع " ؛

مع أن السياق يفهم منه أن الحديث عن العينين ؛ ومن ثم قد يكون الصواب نحويا :

تصدان عنك وتخشعان .

فهل من الممكن تخريج مثل هذا على أنه من قبيل الضرورة الشعرية ؟

أو أن البيت يحتاج إعادة صياغته بما يتسق مع صحة الوزن والقاعدة معا ؟

أنتظر منك إجابة شافية حرصا على الفائدة .

ولك تقديري وتحيتي .

زيد خالد علي
03-06-2007, 05:24 PM
الأخ الكريم
زيد خالد علي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرنس أن أكون أول من يصافح عينيتك التي تكشف عن اعتداد بالنفس يستحق التقدير ، واعتزاز
بالوفاء في الحب يتطلب الرجوع حين ينتهي تعب الفؤاد .
وسينتهي حتما ، لتعود مغردا بهذه الألحان النبيلة الإيقاع .
وحين يعتصم الفؤاد بكبريائه التي لا تصطدم وتقطع القلب ، يكون الإبداع على موعد لروعة فريدة
وأغاني شجية ، تمتزج فيها لإشراقة الروح إلى غدها المطل بآلام المحب الذي يود أن تنتهي أوجاعه
في اقرب وقت ممكن .
عينية رائعة تمضب في ثقة متمكنة ، وتكشف عن مخبوء شعري وفير لديك .
واسمح لي بتساؤل حول البيت :
مُتأسِّفٌ ما عدتُ أحملُ مـا تـرى
عينايَ ثـمَّ تصـدُّ عنـكِ وتخشـعُ
جعلت الفاعل ضميرا مستترا في كل من " تصد " ، و " تخشع " ؛
مع أن السياق يفهم منه أن الحديث عن العينين ؛ ومن ثم قد يكون الصواب نحويا :
تصدان عنك وتخشعان .
فهل من الممكن تخريج مثل هذا على أنه من قبيل الضرورة الشعرية ؟
أو أن البيت يحتاج إعادة صياغته بما يتسق مع صحة الوزن والقاعدة معا ؟
أنتظر منك إجابة شافية حرصا على الفائدة .
ولك تقديري وتحيتي .


أشكرك يا سيدي على هذا المرور
وما قلته صحيح
وأنا لدي مشاكل في اللغة
وأقبل أي نصيحة أو ملاحظة
وصدري بحر لقولك وقول غيرك أيها الشاعر الشناوي الكبير
صحيح ما قلت
لم أكن أعرف هذا
وسأقوم بمعالجة البيت مستقبلاً
أنا ممتن لك لهذه النصيحة الذهبية
أشكرك من كل قلبي
تحياتي


سراب الوصول: زيد خالد علي

عارف عاصي
03-06-2007, 08:21 PM
أخي زيد خالد علي

رائع ماتكتب هنا
صدق العاطفة
يخرج بك إلى حدود
بالغة الجمال

تحاياي
عارف عاصي

ماجد الغامدي
04-06-2007, 12:36 AM
أنا ذاهـبٌ عنـي وعنـكِ فإننـي
ضاقتْ عليَّ - بما حملتُ - الأضلعُ
أنا سائـرٌ لا البـرقُ يُدْرِكنـي ولا
خيلُ الريـاحِ ولا الدجـى المتقنِّـعُ
لا تسألي عني ولا عـن موضعـي
فيكـادُ يجهـلُ وجنتـيَّ الموضـعُ
أنا سائرٌ لا الصوتُ يُدركُ خطوتي
فوق الدروبِ ولا الضياءُ المُسْـرعُ
أنـا سائـرٌ والكبريـاءُ يقـودنـي
صوبَ الخلاصِ وقلبـيَ المتقطِّـعُ
مُتأسِّفٌ ما عدتُ أحملُ مـا تـرى
عينايَ ثـمَّ تصـدُّ عنـكِ وتخشـعُ
يكفي الذي عانيتُ منكِ فقد مضـتْ
أيـامُ كنـتُ لأيِّ أمـرٍ أخـضـعُ
سُبلُ البقـاءِ أمامنـا سُـدَّتْ ولا..
يُجدي البقاءُ.. ولا المشاعـرُ تنفـعُ
لا تطلُبي منـي الرجـوعَ بدمعـةٍ
فأنـا وفائـي لا تفـيـهِ الأدمــعُ
أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
**************
تحياتي

سراب الوصول: زيد خالد علي


الله الله يا ابا خالد

أنـا سائـرٌ والكبريـاءُ يقـودنـي
صوبَ الخلاصِ وقلبـيَ المتقطِّـعُ

لافُض فوك..

العنوان أعاد للذاكرة قول المبدع أبي العلياء

أنا ذاهبٌ للبحرِ كي أبكي هناك !!


القصيدة رائعة وتستحق التثبيت

وربما أعود بمزيد من الإعجاب

عطاف سالم
04-06-2007, 01:27 AM
أنا ذاهـبٌ عنـي وعنـكِ فإننـي
ضاقتْ عليَّ - بما حملتُ - الأضلعُ
أنا سائـرٌ لا البـرقُ يُدْرِكنـي ولا
خيلُ الريـاحِ ولا الدجـى المتقنِّـعُ
لا تسألي عني ولا عـن موضعـي
فيكـادُ يجهـلُ وجنتـيَّ الموضـعُ
أنا سائرٌ لا الصوتُ يُدركُ خطوتي
فوق الدروبِ ولا الضياءُ المُسْـرعُ
أنـا سائـرٌ والكبريـاءُ يقـودنـي
صوبَ الخلاصِ وقلبـيَ المتقطِّـعُ
مُتأسِّفٌ ما عدتُ أحملُ مـا تـرى
عينايَ ثـمَّ تصـدُّ عنـكِ وتخشـعُ
يكفي الذي عانيتُ منكِ فقد مضـتْ
أيـامُ كنـتُ لأيِّ أمـرٍ أخـضـعُ
سُبلُ البقـاءِ أمامنـا سُـدَّتْ ولا..
يُجدي البقاءُ.. ولا المشاعـرُ تنفـعُ
لا تطلُبي منـي الرجـوعَ بدمعـةٍ
فأنـا وفائـي لا تفـيـهِ الأدمــعُ
أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
**************
تحياتي

سراب الوصول: زيد خالد علي
أما أنــا فما عدت أعي كيف أقول أمام هذا النص الذي يفوق ذوب الشموع وحرقة المآقي والدموع ..
زيد خالد علي
عضو جديد ؟؟!!:020:
يبدو أنه شاعر متمرس قد عجم الشعر عوده وعجمته الحياة فأبدع وأوجع هنا
وربما سنقرأ له الأروع ..
لافوض فوه !!
بدأ النص بمطلع له في النفس وقع كالنصل يوجع ويدمي
ثم بدأ النزف الشعري يتقاطر قطرات كذوب الشموع كما أسلفتُ ويتناثر حمما هنا وهناك على رياض نفس ألفت الأمان فجاء الذي بعثرها وأفسد عليها رياضها وأمنها وأمانها..
كل شيء تقطع فجأة .. اشتعل واحترق بسرعة!!
كل شيء.. كل شيء!
ولا شيء يعيد ماكان.. لاشيء مجدي.. لاشيء ينفع!!
تعبت أعين ومشاعر ومسالك وأظلع !!
كل شيء يثير القشعريرة هنا ..
يثير الخشوع.. بل وأفزع !!
ثم انتهى النص وقد انهى معه قلب الشاعر واحساسه واستهلك نبضه وأعصابه !!
فهاهو يقف منهكا ويقول :
سُبلُ البقـاءِ أمامنـا سُـدَّتْ ولا..
يُجدي البقاءُ.. ولا المشاعـرُ تنفـعُ
لا تطلُبي منـي الرجـوعَ بدمعـةٍ
فأنـا وفائـي لا تفـيـهِ الأدمــعُ
أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
***************

أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
اسمح لي بتكرار هذا المقطع أيها الشاعر فهو السلاف الأخير أتى في الرمق الأخير..
لكن لعلك ترجع..
فنقرأ لك الأروع وقد أمتلأت نفسك هذه المرة فرحا وسرورا وأمنا وسكينة وطمأنينة وأمانا
تقبل تحيتي وكل تقديري
وحفظك الله ورعاك..
أختك / عطاف

د. عمر جلال الدين هزاع
04-06-2007, 02:16 AM
تشرفت بحضوري في متصفحك
وبمصافحة بيانك
..
قصيدة حافلة بالجمال
وشاعر تشي به حروفه
تحيتي

علي أسعد أسعد
04-06-2007, 03:51 AM
الشاعر الرائع زيد


تحياتي لقلمك الفياض

لك في الشعر عالم يازيد

بندر الصاعدي
04-06-2007, 05:57 AM
أخي الشاعر الكريم : زيد خالد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا ومرحبًا بك
قصيدك مجنح , وشعورك ثائر , ونحن مستمتعون وربما إلى الانبهار .

اسمح لي بعد أيامي أعود لها أقرؤها قراءةَ تأنٍّ .



دمت بخير

زيد خالد علي
04-06-2007, 09:46 AM
أخي زيد خالد علي
رائع ماتكتب هنا
صدق العاطفة
يخرج بك إلى حدود
بالغة الجمال
تحاياي
عارف عاصي


جمال مرورك أيها الأخ الكبير أدهشني
بارك الله فيك
وأعزك
وادامك قارئاً لي
أشكرك على وردك المنثور هنا
تحياتي


سراب الوصول: زيد خالد علي

زيد خالد علي
04-06-2007, 09:56 AM
الله الله يا ابا خالد
أنـا سائـرٌ والكبريـاءُ يقـودنـي
صوبَ الخلاصِ وقلبـيَ المتقطِّـعُ
لافُض فوك..
العنوان أعاد للذاكرة قول المبدع أبي العلياء
أنا ذاهبٌ للبحرِ كي أبكي هناك !!
القصيدة رائعة وتستحق التثبيت
وربما أعود بمزيد من الإعجاب


أشكرك أخي ماجد الغامدي على هذه الحروف الذهبية
وأشكرك على مرورك الكريم
أما تثبت القصيدة فلا أعرف طريقة الشكر كيف تكون لك
على هذا العمل الرائع الذي يدفعني للأمام
يا أخي وصديقي
أنا لست أكثر من مبتدئ ما زال في خطوته الأولى
أمنتى أن أكون بمستوى كلامكم
تحياتي

سراب الوصول: زيد خالد علي

إكرامي قورة
04-06-2007, 07:04 PM
أقف مصفقا لروعة الشعروعذوبته هنا

رائعة أخي زيد

سلمت ودام الألق

حوراء آل بورنو
04-06-2007, 08:12 PM
رائعة و رائعة ؛ فما كنت هناك إن لم ترجع ، و و ما غادرت إن رجعت !

أهلاً بك ومرحباً في واحتنا ، و ما أظننا إلا حظينا بشاعر مجيد و أديب بارع .

ترحيبي و تقديري .

محمد نديم
04-06-2007, 08:58 PM
تطلُبي منـي الرجـوعَ بدمعـةٍ
فأنـا وفائـي لا تفـيـهِ الأدمــعُ

أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ

ما أروعك أيها الشاعر. الفذ زيد
ترنيمة شجن
ووعد بالعودة وفتح أبواب أمل جديد.
سلم قلبك وقلمك أيها الرائع.

النديم

غيداء الأيوبي
05-06-2007, 10:01 AM
زيد خالد علي
سراب الوصول
شاعر القلوب والأفئدة
إسم يتلألأ في عالم الشعر
بدأ كبيرًا..وسيضوي قمرًا في السماء
تبارك من أعطاك ووهبك روعة صياغة الحرف العربي
قصيدة تذوب معها ألحان الوجدان والفؤاد
عافاك أيها الشاعر الشاعر
لك مودتي وأزهاري
أيها العراقيّ الأنباري
تحياتي

ابراهيم سعيد الجاف
06-06-2007, 08:06 AM
أنا ذاهـبٌ عنـي وعنـكِ فإننـي
ضاقتْ عليَّ - بما حملتُ - الأضلعُ
أنا سائـرٌ لا البـرقُ يُدْرِكنـي ولا
خيلُ الريـاحِ ولا الدجـى المتقنِّـعُ
لا تسألي عني ولا عـن موضعـي
فيكـادُ يجهـلُ وجنتـيَّ الموضـعُ
أنا سائرٌ لا الصوتُ يُدركُ خطوتي
فوق الدروبِ ولا الضياءُ المُسْـرعُ
أنـا سائـرٌ والكبريـاءُ يقـودنـي
صوبَ الخلاصِ وقلبـيَ المتقطِّـعُ
مُتأسِّفٌ ما عدتُ أحملُ مـا تـرى
عينايَ ثـمَّ تصـدُّ عنـكِ وتخشـعُ
يكفي الذي عانيتُ منكِ فقد مضـتْ
أيـامُ كنـتُ لأيِّ أمـرٍ أخـضـعُ
سُبلُ البقـاءِ أمامنـا سُـدَّتْ ولا..
يُجدي البقاءُ.. ولا المشاعـرُ تنفـعُ
لا تطلُبي منـي الرجـوعَ بدمعـةٍ
فأنـا وفائـي لا تفـيـهِ الأدمــعُ
أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
**************
تحياتي

سراب الوصول: زيد خالد علي
أنـا سائـرٌ والكبريـاءُ يقـودنـي
صوبَ الخلاصِ وقلبـيَ المتقطِّـعُ
سيدي العزيز إذا كنت تريد القول بما معنى : صوب الخلاص وصوب قلبي المتقطع تكون مفردة قلبي مجرورة وصفتها المتقطع ايضا مجرورة .وإن كنت تقصد انت سائر بمعية قلبك
تكون مفردة قلبي منصوبة وتابعها ايضا.
مع تحياتي

زيد خالد علي
06-06-2007, 09:12 AM
أما أنــا فما عدت أعي كيف أقول أمام هذا النص الذي يفوق ذوب الشموع وحرقة المآقي والدموع ..
زيد خالد علي
عضو جديد ؟؟!!:020:
يبدو أنه شاعر متمرس قد عجم الشعر عوده وعجمته الحياة فأبدع وأوجع هنا
وربما سنقرأ له الأروع ..
لافوض فوه !!
بدأ النص بمطلع له في النفس وقع كالنصل يوجع ويدمي
ثم بدأ النزف الشعري يتقاطر قطرات كذوب الشموع كما أسلفتُ ويتناثر حمما هنا وهناك على رياض نفس ألفت الأمان فجاء الذي بعثرها وأفسد عليها رياضها وأمنها وأمانها..
كل شيء تقطع فجأة .. اشتعل واحترق بسرعة!!
كل شيء.. كل شيء!
ولا شيء يعيد ماكان.. لاشيء مجدي.. لاشيء ينفع!!
تعبت أعين ومشاعر ومسالك وأظلع !!
كل شيء يثير القشعريرة هنا ..
يثير الخشوع.. بل وأفزع !!
ثم انتهى النص وقد انهى معه قلب الشاعر واحساسه واستهلك نبضه وأعصابه !!
فهاهو يقف منهكا ويقول :
سُبلُ البقـاءِ أمامنـا سُـدَّتْ ولا..
يُجدي البقاءُ.. ولا المشاعـرُ تنفـعُ
لا تطلُبي منـي الرجـوعَ بدمعـةٍ
فأنـا وفائـي لا تفـيـهِ الأدمــعُ
أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
***************

أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
اسمح لي بتكرار هذا المقطع أيها الشاعر فهو السلاف الأخير أتى في الرمق الأخير..
لكن لعلك ترجع..
فنقرأ لك الأروع وقد أمتلأت نفسك هذه المرة فرحا وسرورا وأمنا وسكينة وطمأنينة وأمانا
تقبل تحيتي وكل تقديري
وحفظك الله ورعاك..
أختك / عطاف


أخت عطاف
ماذا أفعل أمام هذا الكلام
يا إلهي
أهذا الكلام كله لي..؟؟
لا أعتقد أنني بحجم كلامك الرائع هذا
أشكرك على كل حرف شرفتِ به صفحتي هذه
مرورك أعجزني عن الشكر
لا عدمتُ مرورك الرائع أيتها الأخت الفاضلة
تحياتي

سراب الوصول: زيد خالد علي

زيد خالد علي
06-06-2007, 09:40 AM
تشرفت بحضوري في متصفحك
وبمصافحة بيانك
..
قصيدة حافلة بالجمال
وشاعر تشي به حروفه
تحيتي


عزيزي د.عمر جلال الدين هزاع
مرورك حافل بالجمال والأخوة الصادقة
بارك الله فيك
لا عدمت مرورك
تحياتي


سراب الوصول: زيد خالد علي

زيد خالد علي
06-06-2007, 09:48 AM
الشاعر الرائع زيد
تحياتي لقلمك الفياض
لك في الشعر عالم يازيد


ولك عالم من مرور رائع

تحياتي لك يا صديقي الحبيب


سراب الوصول: زيد خالد علي

زيد خالد علي
06-06-2007, 09:55 AM
أخي الشاعر الكريم : زيد خالد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا ومرحبًا بك
قصيدك مجنح , وشعورك ثائر , ونحن مستمتعون وربما إلى الانبهار .
اسمح لي بعد أيامي أعود لها أقرؤها قراءةَ تأنٍّ .
دمت بخير


الأخ بندر الصاعدي
أشكرك على ترحيبك الجميل
وعلى رأيك بقصيدتي المتواضعة
أنا بانتظار عودتك أيها الارائع
تحياتي


سراب الوصول: زيد خالد علي

زيد خالد علي
06-06-2007, 10:06 AM
أقف مصفقا لروعة الشعروعذوبته هنا
رائعة أخي زيد
سلمت ودام الألق


إكرامي قورة
أقف مصفقاً لمرورك الرائع عندي
أدامك الله قارئاً لشعري
تحياتي


سراب الوصول: زيد خالد علي

زيد خالد علي
06-06-2007, 10:11 AM
رائعة و رائعة ؛ فما كنت هناك إن لم ترجع ، و و ما غادرت إن رجعت !
أهلاً بك ومرحباً في واحتنا ، و ما أظننا إلا حظينا بشاعر مجيد و أديب بارع .
ترحيبي و تقديري .


الأخت الفاضلة حوراء
أشكرك على ترحيبك الجميل
وعلى هذا المرور الرائع
تحياتي


سراب الوصول: زيد خالد علي

زيد خالد علي
06-06-2007, 10:29 AM
تطلُبي منـي الرجـوعَ بدمعـةٍ
فأنـا وفائـي لا تفـيـهِ الأدمــعُ
أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
ما أروعك أيها الشاعر. الفذ زيد
ترنيمة شجن
ووعد بالعودة وفتح أبواب أمل جديد.
سلم قلبك وقلمك أيها الرائع.
النديم


أيها النديم العذب
أشكرك لروعة هذه الحروف
التي تنم عن قارئ رائع
تحياتي لك بحجم مرورك يا صديقي

سراب الوصول: زيد خالد علي

زيد خالد علي
07-06-2007, 11:01 AM
زيد خالد علي
سراب الوصول
شاعر القلوب والأفئدة
إسم يتلألأ في عالم الشعر
بدأ كبيرًا..وسيضوي قمرًا في السماء
تبارك من أعطاك ووهبك روعة صياغة الحرف العربي
قصيدة تذوب معها ألحان الوجدان والفؤاد
عافاك أيها الشاعر الشاعر
لك مودتي وأزهاري
أيها العراقيّ الأنباري
تحياتي


الشاعرة الكبيرة الفاضلة

منبع الجمال

غيداء الأيوبي
والله لهذا اكلام - بالرغم من أنه أكبر مني- يفرحني كثيرا
ويحملني فوق القمر
شهادة كبيرة من كبيرة عزيزة
سأعلقها على صدر طموحي
وإذا اعترض أحد على شاعريتي
سأقول له إذهب لما كتبت منبع الجمال عني
ولكن .. أنا بدأت كبيراً..؟؟
هل هذا الكلام أستحقه
أنا هنا محروج جداً
لأنني لا أعرف كيف أرد على هذا الكلام الذهبي
أشكرك أيتها الفاضلة على هذا المرور الرائع
الذي اكمل جمال القصيدة
أنت الكبيرة ومنك نتعلم
أنت شاعرة من الطراز النادر
تحياتي لك ولكل حرف طرزت به صفحتي
تحياتي


سراب الوصول: زيد خالد علي

زيد خالد علي
07-06-2007, 11:10 AM
أنـا سائـرٌ والكبريـاءُ يقـودنـي
صوبَ الخلاصِ وقلبـيَ المتقطِّـعُ
سيدي العزيز إذا كنت تريد القول بما معنى : صوب الخلاص وصوب قلبي المتقطع تكون مفردة قلبي مجرورة وصفتها المتقطع ايضا مجرورة .وإن كنت تقصد انت سائر بمعية قلبك
تكون مفردة قلبي منصوبة وتابعها ايضا.
مع تحياتي

يا عزيزي ابراهيم سعيد الجاف

هذا كلام ذهبي
ورائع
أشكرك على مرورك الكريم
وعلى الملاحظة الذهبية
ولكني أظن أن جملة: وقلبيَ المتقطع
هي جملة استئنافية يا صديقي العزيز
هذا ما أظنه
فأنا لست من أهل النحو واللغة
أنا أكتب بالفطرة
ولست مختصاً باللغة العربية
المهم
أشكرك أيها الكبير على مرورك عند الصغير
تحياتي

سراب الوصول: زيد خالد علي

مجذوب العيد المشراوي
07-06-2007, 01:27 PM
جميلة جدا هذه التحفة وجد موسيقية لله درك ..

د. سمير العمري
14-07-2007, 08:49 PM
أبيات شعرية متألقة حقا ولامعة جدا.

إنها إرهاصات شاعر على أبواب التميز الكبير وهذا مما يسعدنا.

أنا كذلك أعجبني البيت الثاني والبيت الأخير.


أهلا بك شاعرا مميزا في أفياء واحة الخير.



تحياتي

زيد خالد علي
18-07-2007, 10:00 AM
جميلة جدا هذه التحفة وجد موسيقية لله درك ..


ومرورك أجمل يا أخي مجذوب
وآسف على تأخري بالرد
فوقتي ضيق جدا ً
أعدكم بأنني سأعود لكم قريبا
تحياتي

سراب الوصول: زيد خالد علي

زيد خالد علي
18-07-2007, 10:10 AM
أبيات شعرية متألقة حقا ولامعة جدا.
إنها إرهاصات شاعر على أبواب التميز الكبير وهذا مما يسعدنا.
أنا كذلك أعجبني البيت الثاني والبيت الأخير.
أهلا بك شاعرا مميزا في أفياء واحة الخير.
تحياتي


وأهلا بك د.سمير العمري في صفحتي المتواضعة
أشكرك على هذا الثناء الجميل يا عزيزي
وأتشرف بك معلقا واخا ً كريما في صفحتي
شكرا جزيلا يا عزيزي على المرور
تحياتي
سراب الوصول: زيد خالد علي

بندر الصاعدي
28-07-2007, 07:09 AM
المقطع الأول من القصيدة يُختصرُ في جملةِ الهروب للخلاص , وتأتي أبيات المقطع لتبين لنا نوع هذا الهروب من أين إلى أين ولمَ وكيف , كذلك لتبيِّن كيفية الخلاص وبماذا وما هي الدوافع , ويستخدم الشاعر أسلوبَ التكرار في جملة " أنا سائرٌ " ليُؤَكِّدَ على اتخاذ القرار بالمسير بل المضيَّ في المسير باستخدام اسم الفاعل ( سائرٌ ) وبتتبع أبيات القصيدة نجد في البيت الأول :
أنا ذاهـبٌ عنـي وعنـكِ فإننـي
ضاقتْ عليَّ - بما حملتُ - الأضلعُ
نلحظ تقديم شبه الجملة " عنِّي " وعطف " عنِّكِ " عليها , رغم أنَّ الخطاب موجهٌ إليها وذلك لتبرير الذهاب عنها وتركها بسبب قويٍّ يغفر له عمله هذا , فهو قبل أن يهرب منها هرب من نفسه لما بها ضيق وما في قلبه من ألمٍ و ثقل همٍّ , إذْ أثَّر ما بينهما عليه تأثيرًا بالغًا وجعل منه غيرَ الذي يعرف كما سيأتي معنا لا حقًا .
أنا سائـرٌ لا البـرقُ يُدْرِكنـي ولا
خيلُ الريـاحِ ولا الدجـى المتقنِّـعُ
( البرق , خيل الرياح , الدجى المتقنع ) لا تدركه في مسيره كإشارة إلى سرعة اتخاذ القرار والمضي فيه دون تراجعٍ وتباطؤٍ منه , فهو يريد أن يصل إلى الخلاص مما هو فيه بأسرع مما يتصوره العقل ليكون في مكان بعيدٍ عنها وعن مواضع جمعتهما ببعض , كما أنَّ الدجى المتقنع وما يحمله من خفاء وإبهامٍ لا يدركه لما يؤثر في أمره مما يعثر مسيره .
لا تسألي عني ولا عـن موضعـي
فيكـادُ يجهـلُ وجنتـيَّ الموضـعُ
هذا البيت أعدُّه عنوان القصيدة وباب الموضوع , فالعاشق وقد أنف حاله اضطر إلى الهروب منه دون علمٍ بمآلهِ , فها هو يخرج من ذاته ويحيل المواضع أناسًا تعقل وتعرف فهو لا يهمه معرفتها أو الجهل بها بقدر ما يهمه الخروج مما عرف من مواضع إلى ما يجهل , فجعل الموضع الذي سار إليه ينكره ويجهله ليثبت أنه وصل إلى مكانٍ جديد أراده لا بعينه إنما بصفته خاليًا من أي إشارةٍ يمكن أن تذكره بحبيبته أو توصلها إليه .
أنا سائرٌ لا الصوتُ يُدركُ خطوتي
فوق الدروبِ ولا الضياءُ المُسْـرعُ
الصوت والضياء على ما بهما من سرعة هائلة وقد قدم الصوت وعضد بالضياء كونه أسرع ليثبت سرعته في المضي كما عبر عن ذات المعنى في بيتٍ سابقٍ والجميل هنا قوله " فوق الدروب " أي في مكان يدركه الصوت والضوء ليؤكد أنَّ عدم الإدراك لم يكن إلا بسبب سرعته هو لا شيءٍ آخر , غير أنَّ صفة المسرع جاءت لتملأ القافية لا غير .
أنـا سائـرٌ والكبريـاءُ يقـودنـي
صوبَ الخلاصِ وقلبـيَ المتقطِّـعُ
لا يوحي موضوع القصيدة بكبرياءٍ قطُّ , وأعتقد أنَّ الذي قاده إلى الخلاص ثوبه إلى رشده من حيث العقل وتقطع قلبه من حيث الشعور , ربما يكون الكبرياء هنا هو الإباء والأنفة واللتلان هما متعلقتان بالوضع السيِّئِ غير المحمود .
مُتأسِّفٌ ما عدتُ أحملُ مـا تـرى
عينايَ ثـمَّ تصـدُّ عنـكِ وتخشـعُ
يكفي الذي عانيتُ منكِ فقد مضـتْ
أيـامُ كنـتُ لأيِّ أمـرٍ أخـضـعُ
ليس التأسف هنا من حسرته على ذنبٍ اجترمه في حقِّها بل من حسرته على نفسه وحبٍّ نبض لها بهِ لا تستحقه , وإذا كانت العين ترى الجمال وتقرأ سطور الحبِّ في ملامح المحبوب فتحمل المحبَّ الشوق والتوق ليرسل بصره إلى الحبيبة يراها حقيقةً وخيالاً فقد خلا قلبه من كلِّ هذا وربما ملئَ بضده مما جعل العين تصدُّ وتحاول إبعاد من كانت حبيبته عن مجال بصره , وفي البيت الذي يليه يعلن اكتفاءه بالعناء الذي سببته له فيما مضى حين كان خاضع لها دون تقديرٍ منها لهذا الخضوع مما جعله يطوي تلك الأيام المشحونة بالعناء والخضوع لينتقل إلى صفحة جديدٍ من حياته على أن تكون خاليةً من كلِّ ما يتعلق بها وبما مضى .
سُبلُ البقـاءِ أمامنـا سُـدَّتْ ولا..
يُجدي البقاءُ.. ولا المشاعـرُ تنفـعُ
ليس للبقاء طريقة واحدة بل عدة طرق وهي المحاولات التي من خلالها يمكن أن يدوم الوصال بين الحبيبين ويستمر البقاء , فإذا استنفدت هذه الطرق فلا محالة من الفراق ولا مناص عنه حتى البقاء نفسه أضحى لا يجدي ولربما زاد المسألة تعقيدًا وسبب ذلك أنَّ المشاعر تغيرت من حبٍّ إلى كراهية وخير لهما الفراق الذي ربما يحدث في الأمر حلًّا لهما قد يعيدهما إلى بعض .
لا تطلُبي منـي الرجـوعَ بدمعـةٍ
فأنـا وفائـي لا تفـيـهِ الأدمــعُ
أخر ما يملكه المرء وخصوصًا الأنثى للندم والاستعطاف هو الدمع وقد يكون مرققًا لقلب المستعطَفِ فيغفر ويحتضن مستعطِفَه , غير أنَّ المحبَّ تحت أثر العناء وتقدير الوفاء الذي قدمه بحيث لا يرى للدموع قيمةً مقابل وفائهِ المبذولِ لها , إنما ما يوازيه هو وفاءٌ مثله وصدقُ مشاعرٍ تربطها بهِ , المحبَّ يترك للمحبوب أملًا في استرجاعه على ألا يكون بالدموع فهو يحتاج إلى أمرين هما نسيان ما عاناه منها وتقديمها لبرهانِ ندمٍ وإثباتِ حبٍّ يشفعان لرجوعه لها .
أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
الملاحظ في القصيدة من مطلعها إلى ما قبل خاتمتها هو الإصرار على الفراق والضيق بالبقاء لما في المحبِّ من شحناتٍ ألمٍ واختناقٍ بسوءِ حالٍ كانت من يحبُّ هي السبب الأول في ذلك فنجده يترك للعاطفةِ البوحَ والحديث حتى إذا وصل إلى أخر ما يقول وقد هدأت عاطفته أخذ بحديث العقل وقال لبَّ الموضوع في خاتمة القصيدة , ففي قوله " أنا ذاهبٌ " قرارٌ متَّخَذٌ بالفراق , وفي قوله " تعبت لديك عواطفي " سببٌ لهذا القرار , وفي قوله " إذا انتهى تعب الفؤاد " إشارةٌ إلى ابتغاء الراحة والخلاص من هذا التعب فيكون بعد ذلك الرجوع في قوله " سأرجع " , لكن هل سيكون الحال كما كان , كلُّ ما أقول أنَّ المشاعر ليست بيد صاحبها بل هو بيدها , وأصعب ما على المرء إذا جرحت مشاعره حتى وإن شفيت جراحها بقي الأثر وتأثيره بالغٌ .
القصيدة بشكلٍ عام تحكي حال الكثير من المحبين وهي أنموذج مصغر لواقعٍ معاشٍ وفيها من صدق العاطفة ما يجعلها متنفسًا للمفارقين أحباءهم بأسباب عدم تقديرهم للوفاء وتأذيتهم لمشاعر محبيهم بقصدٍ أو دون قصدٍ . وقد جمعت بين صوت العاطفة القوي وصوت العقلِ المطلوب سماعه لحلِّ مثل هذه الشقاق .

أخي يزيد هذه عودة وتصور تحليلي بسيط للمضمون أمضيت فيه معايشةً لواقع وتجربة يشاركك فيها كثيرون .

لك التحية والتقدير
دمت بخير

زيد خالد علي
06-09-2007, 05:46 PM
المقطع الأول من القصيدة يُختصرُ في جملةِ الهروب للخلاص , وتأتي أبيات المقطع لتبين لنا نوع هذا الهروب من أين إلى أين ولمَ وكيف , كذلك لتبيِّن كيفية الخلاص وبماذا وما هي الدوافع , ويستخدم الشاعر أسلوبَ التكرار في جملة " أنا سائرٌ " ليُؤَكِّدَ على اتخاذ القرار بالمسير بل المضيَّ في المسير باستخدام اسم الفاعل ( سائرٌ ) وبتتبع أبيات القصيدة نجد في البيت الأول :
أنا ذاهـبٌ عنـي وعنـكِ فإننـي
ضاقتْ عليَّ - بما حملتُ - الأضلعُ
نلحظ تقديم شبه الجملة " عنِّي " وعطف " عنِّكِ " عليها , رغم أنَّ الخطاب موجهٌ إليها وذلك لتبرير الذهاب عنها وتركها بسبب قويٍّ يغفر له عمله هذا , فهو قبل أن يهرب منها هرب من نفسه لما بها ضيق وما في قلبه من ألمٍ و ثقل همٍّ , إذْ أثَّر ما بينهما عليه تأثيرًا بالغًا وجعل منه غيرَ الذي يعرف كما سيأتي معنا لا حقًا .
أنا سائـرٌ لا البـرقُ يُدْرِكنـي ولا
خيلُ الريـاحِ ولا الدجـى المتقنِّـعُ
( البرق , خيل الرياح , الدجى المتقنع ) لا تدركه في مسيره كإشارة إلى سرعة اتخاذ القرار والمضي فيه دون تراجعٍ وتباطؤٍ منه , فهو يريد أن يصل إلى الخلاص مما هو فيه بأسرع مما يتصوره العقل ليكون في مكان بعيدٍ عنها وعن مواضع جمعتهما ببعض , كما أنَّ الدجى المتقنع وما يحمله من خفاء وإبهامٍ لا يدركه لما يؤثر في أمره مما يعثر مسيره .
لا تسألي عني ولا عـن موضعـي
فيكـادُ يجهـلُ وجنتـيَّ الموضـعُ
هذا البيت أعدُّه عنوان القصيدة وباب الموضوع , فالعاشق وقد أنف حاله اضطر إلى الهروب منه دون علمٍ بمآلهِ , فها هو يخرج من ذاته ويحيل المواضع أناسًا تعقل وتعرف فهو لا يهمه معرفتها أو الجهل بها بقدر ما يهمه الخروج مما عرف من مواضع إلى ما يجهل , فجعل الموضع الذي سار إليه ينكره ويجهله ليثبت أنه وصل إلى مكانٍ جديد أراده لا بعينه إنما بصفته خاليًا من أي إشارةٍ يمكن أن تذكره بحبيبته أو توصلها إليه .
أنا سائرٌ لا الصوتُ يُدركُ خطوتي
فوق الدروبِ ولا الضياءُ المُسْـرعُ
الصوت والضياء على ما بهما من سرعة هائلة وقد قدم الصوت وعضد بالضياء كونه أسرع ليثبت سرعته في المضي كما عبر عن ذات المعنى في بيتٍ سابقٍ والجميل هنا قوله " فوق الدروب " أي في مكان يدركه الصوت والضوء ليؤكد أنَّ عدم الإدراك لم يكن إلا بسبب سرعته هو لا شيءٍ آخر , غير أنَّ صفة المسرع جاءت لتملأ القافية لا غير .
أنـا سائـرٌ والكبريـاءُ يقـودنـي
صوبَ الخلاصِ وقلبـيَ المتقطِّـعُ
لا يوحي موضوع القصيدة بكبرياءٍ قطُّ , وأعتقد أنَّ الذي قاده إلى الخلاص ثوبه إلى رشده من حيث العقل وتقطع قلبه من حيث الشعور , ربما يكون الكبرياء هنا هو الإباء والأنفة واللتلان هما متعلقتان بالوضع السيِّئِ غير المحمود .
مُتأسِّفٌ ما عدتُ أحملُ مـا تـرى
عينايَ ثـمَّ تصـدُّ عنـكِ وتخشـعُ
يكفي الذي عانيتُ منكِ فقد مضـتْ
أيـامُ كنـتُ لأيِّ أمـرٍ أخـضـعُ
ليس التأسف هنا من حسرته على ذنبٍ اجترمه في حقِّها بل من حسرته على نفسه وحبٍّ نبض لها بهِ لا تستحقه , وإذا كانت العين ترى الجمال وتقرأ سطور الحبِّ في ملامح المحبوب فتحمل المحبَّ الشوق والتوق ليرسل بصره إلى الحبيبة يراها حقيقةً وخيالاً فقد خلا قلبه من كلِّ هذا وربما ملئَ بضده مما جعل العين تصدُّ وتحاول إبعاد من كانت حبيبته عن مجال بصره , وفي البيت الذي يليه يعلن اكتفاءه بالعناء الذي سببته له فيما مضى حين كان خاضع لها دون تقديرٍ منها لهذا الخضوع مما جعله يطوي تلك الأيام المشحونة بالعناء والخضوع لينتقل إلى صفحة جديدٍ من حياته على أن تكون خاليةً من كلِّ ما يتعلق بها وبما مضى .
سُبلُ البقـاءِ أمامنـا سُـدَّتْ ولا..
يُجدي البقاءُ.. ولا المشاعـرُ تنفـعُ
ليس للبقاء طريقة واحدة بل عدة طرق وهي المحاولات التي من خلالها يمكن أن يدوم الوصال بين الحبيبين ويستمر البقاء , فإذا استنفدت هذه الطرق فلا محالة من الفراق ولا مناص عنه حتى البقاء نفسه أضحى لا يجدي ولربما زاد المسألة تعقيدًا وسبب ذلك أنَّ المشاعر تغيرت من حبٍّ إلى كراهية وخير لهما الفراق الذي ربما يحدث في الأمر حلًّا لهما قد يعيدهما إلى بعض .
لا تطلُبي منـي الرجـوعَ بدمعـةٍ
فأنـا وفائـي لا تفـيـهِ الأدمــعُ
أخر ما يملكه المرء وخصوصًا الأنثى للندم والاستعطاف هو الدمع وقد يكون مرققًا لقلب المستعطَفِ فيغفر ويحتضن مستعطِفَه , غير أنَّ المحبَّ تحت أثر العناء وتقدير الوفاء الذي قدمه بحيث لا يرى للدموع قيمةً مقابل وفائهِ المبذولِ لها , إنما ما يوازيه هو وفاءٌ مثله وصدقُ مشاعرٍ تربطها بهِ , المحبَّ يترك للمحبوب أملًا في استرجاعه على ألا يكون بالدموع فهو يحتاج إلى أمرين هما نسيان ما عاناه منها وتقديمها لبرهانِ ندمٍ وإثباتِ حبٍّ يشفعان لرجوعه لها .
أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي...
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ.. سأرجـعُ
الملاحظ في القصيدة من مطلعها إلى ما قبل خاتمتها هو الإصرار على الفراق والضيق بالبقاء لما في المحبِّ من شحناتٍ ألمٍ واختناقٍ بسوءِ حالٍ كانت من يحبُّ هي السبب الأول في ذلك فنجده يترك للعاطفةِ البوحَ والحديث حتى إذا وصل إلى أخر ما يقول وقد هدأت عاطفته أخذ بحديث العقل وقال لبَّ الموضوع في خاتمة القصيدة , ففي قوله " أنا ذاهبٌ " قرارٌ متَّخَذٌ بالفراق , وفي قوله " تعبت لديك عواطفي " سببٌ لهذا القرار , وفي قوله " إذا انتهى تعب الفؤاد " إشارةٌ إلى ابتغاء الراحة والخلاص من هذا التعب فيكون بعد ذلك الرجوع في قوله " سأرجع " , لكن هل سيكون الحال كما كان , كلُّ ما أقول أنَّ المشاعر ليست بيد صاحبها بل هو بيدها , وأصعب ما على المرء إذا جرحت مشاعره حتى وإن شفيت جراحها بقي الأثر وتأثيره بالغٌ .
القصيدة بشكلٍ عام تحكي حال الكثير من المحبين وهي أنموذج مصغر لواقعٍ معاشٍ وفيها من صدق العاطفة ما يجعلها متنفسًا للمفارقين أحباءهم بأسباب عدم تقديرهم للوفاء وتأذيتهم لمشاعر محبيهم بقصدٍ أو دون قصدٍ . وقد جمعت بين صوت العاطفة القوي وصوت العقلِ المطلوب سماعه لحلِّ مثل هذه الشقاق .
أخي يزيد هذه عودة وتصور تحليلي بسيط للمضمون أمضيت فيه معايشةً لواقع وتجربة يشاركك فيها كثيرون .
لك التحية والتقدير
دمت بخير


يا سلام على كرمك الثري

أهذا كله لي يا أستاذي بندر الصاعدي...؟؟!!!!

وربي إن القصيدة التي تقع في دائرة ضوئك صاحبها محظوظ

ويبدو أنني من المحظوظين الذين طوقوا بنقدك المتمكن يا سيدي

كل عباراتي مكسرة

لك ألف ألف شكر سيدي

لا عدمت نقدك البناء هذا

والذي يشرفني وأرفع رأسي به

تحياتي


سراب الوصول: زيد خالد علي

عمر زيادة
06-09-2007, 06:52 PM
الله الله

لا فض فوك
قصيدة جميلة رائعة مثل صاحبها

مودتي الكبيرة.....
و تقديري

عطاف سالم
06-09-2007, 11:27 PM
مرور تحية وتقدير وإعجاب شديد جدا بهذه القصيدة حقيقة التي ارتبطت في ذهني وعلقت كثيرا ...
لله درك لم يخب ظني حقيقة في شاعريتك أبدا بعدما قرأت لك هذه الفاتنة يوما ما...
ليتني أنا من كتبها
لله ما أروعها
دمت في تألق دائم أخي العزيز زيد

د. سمير العمري
18-09-2007, 05:25 PM
أنا ذاهبٌ.. تعِبتْ لديكِ عواطفي
فإذا انْتهى تعبُ الفـؤادِ سأرجـعُ

يا لك من شاعر راق رائق!

ويا لها من أبيات تكاد رغم ثورتها تذوب رقة وعذوبة!

مبدع كنت هنا ، وأجدني أشكر لك هذه الأبيات جدا.



تحياتي