غيداء الأيوبي
05-06-2007, 10:23 AM
رعـشـــــة
******************
قلتُ شـعـرًا زادهُ الإحـساسُ عــزّ ًا فاسـتـقـرّا=في قـلوب ٍلم تـشـأ للشــّعـر ِيومــًا أن يخــرّا
لا مديـحــًا أو هـجـاءً بل رجـاءً فـيه ِ ذكـْرى=يومَ غطــّت في سبات ٍرجفة ُالأشواق ِقـسْـرا
كنتُ يومــًا في فـؤاد ٍقد حـواني فـيهِ دَهـْــرا=كنتُ وردًا في ربوع ٍأرتدي الأطيابَ ذِخـْرا
إذ سقاني ملءَ نفسـي رعشة َالأوراق ِقــَطرا=فاشــتهـتني في صفـاء ٍقطــرة ُالأنـداء ِفجــْرا
كنتُ شــمســًا في سماء ٍأنشرُ الألوانَ سِحـْـرا=كنتُ في ليلي بريقــًا من شعاعي صرتُ بَدْرا
لا تــلمني يا حــبيبي إنـنــي لازلــتُ أقــْـــرا=إن حــوتـني ذكرياتي ذبتُ بالأطلال ِسـكرى
لستُ أرجو من شعوري أن أناجي فيكَ شِعـْرا=إنــّـما قـلبي يراعي أن أرى الأيــّـامَ سـَـطـْرا
قــد أداوي إرتعــاشــي إن بكيتُ الآنَ جـَـهـْـرا=حـيثُ أني من شهور ٍغاب دمعي صارَ صِفـْرا
أين حــسّي أين نبضي كيف غاب الوجــدُ فـَـرَّا=هاكَ عـذري...قد سباني جرحُ قلبي خرّ عذرا
إيهِ أنسى ؟ كيف أغــدو إن ألفتُ الحبَّ هـَجـْرا=قــد أ ُمنــّي صحـوة َ الأموات ِعـذرًا كي تكرَّا
لا تدعـني في خضمّي أنثني في الأرض ِقــَـفـْرا=حين تغـفو جوفَ روحي صفوة ُالإنسان ِكــُـفــْرا
دع شجوني في هوى الإحساس ِنبضًا مستمـرّا=قـد أصافي في حــياتي دولـة َ الأيــّـام ِفــَخـْـرا
ردّ روحـــًا تاهَ فيها النــّبـضُ إسرافــًا وهـَــدْرا=حين ترضى أرتوي من روضة ِالأنفاس ِنــَهـْرا
عـش بقلبي عش بروحي بل حياتي فيكَ بُشرى=كلُّ خطو ٍفي شروعي يستوي في الحبِّ جــِسْرا
خذ رحيقي من زهـوري واعطني دمعــًا وذِكرا=خذ طيوري من حقولي أرتضي في القرب فقرا
خــذ كنوزي أو عـتادي لا أريدُ العـيشَ تــَـتــْرى=ليس ينجــو من وداع ٍغــــيرُ إنس ٍتابَ عـُـمـْرا
ليتَ توْبي يصطفيني حيثُ أنــّي كنــتُ صُغـرى=مذ تــمــادى باطلٌ في الرّوح ِشنــّــًا مـُسْـتــَعرّا
أو يُنجــِّي من شحوب ٍ في أراضي العيش ِقـُطرا=جفَّ عـِـرْقي مثــلُ أشـلاء ٍبـقـبر ٍغــصَّ نحــْـرا
كلُّ رعــش ٍ في ربـوعي شعَّ إشراقــًا وتــِبـْرا=مذ تراءى في فــؤادي سحـــرُمـنـهــاج ٍ فــَسـَرّا
إذ أناجـي فارتـعـاشي ذاب فــيني سـاح شــَطـْرا=لو أغــنــّي ملءَ روحي كنتُ أرعــشتُ المَـقــَرّا
ربَّ قــولي في حـضور ٍ يزدهــي بالوردِ نــَـثــْرا =حيثُ غنــّى في ربوعي صوتُ طير ٍ رفَّ طيْرا
يا شجيَّ الهمس ِ قل لي كيف رفَّ الطيرُ نـِسْرا=في شموخ ٍ طار يسمو منذ أن جـنـّحتَ نــَصْـرا
فـيـكَ فخــري فــيكَ بستاني رحــيقٌ حـــيثُ ذرّا=فـي شجـوني أرتــويهــا قبــلــة ً بالـحـقِّ بَحــْـرا
في الحـنايا حـطــَّ سربٌ كالزّغــاليـل ِ اسْـتصَرّا=باعــتـناء ٍ واشـتـياق ٍ عــانق الأركانَ حــِـجــْرا
أو فــَراشٌ جـاء يزهــو في حــبـور ٍ ذرَّ شـَـذرا=فاستهلــّتْ في عيوني ومضـة ُ الإغداق ِ خـَـزْرا
سالَ قطــْرٌ من شفاهي حين ذقتُ القطرَ سِــدْرا=من ربيــع ٍزان بيتي صار في الأشــذاء قــَصْرا
يا عــيــوني لا تـنــامي إنْ نـمــا نــوْرٌ فــَـزَرّا=واسـْـتشفــّي من وصال ٍ أيـنعَ الإحــساسَ ثمـْرا
يا مــدادي لم تخــُـنـّي حــينَ لفَّ الحــبُّ حـِـبْرا=منذ زادتْ في ودادي سلــوة ُ الأنـفـــاس كبرى
صافحـيني يا مـُـناتي أنت ِ في الأعمـاق ِ نـَـوْرا=كلُّ غــرس ٍ ملءُ ذاتي رقّ وجـدي فـيك ِيـُسْرا
في ســمائي هــامَ طــيـفٌ يرتـدي الأقـمـارَ دُرّا=بين غــيـم ٍ في سـرور ٍ يقطرُ الأمطــارَ خــَـيْرا
جــاءَ يحـنو في هـدوء ٍ حـطــّ في قـــلبي وقــَرّا=رفَّ وجـدي من حنون ٍ يهـمسُ الأصواتَ سِـرّا
سـربلـتـني في حـرير ٍ هـمسـة ُ الأصـداء ِ ثـــَرّا=واحــتوتني في مـزون ٍلا تجــافي النــّـضحَ تــَرّا
جاء صوتٌ فــيهِ شــوق ٌيا خــفـيقي قـد تحـَرّى=مــالَ يــروي من تجــاويد ٍ بعــذب ٍ سالَ تــَوْرا
زاحَ همــّي من دروبي فاسـتهـلّ الخــطوُ جــَرّا=واستطابت في ربيـع ٍدوحــة ُالأطيــاب ِ جــَدْرا
كلُّ نـبت ٍ في حــقولي جـادَ بالخـيرات ِ سـِـتــْرا=فاستقامت في الأراضي تربة ُ الأشجار ِ زَخــْرا
واستراحت في ربوعي مهـجـة ُالإرعاش ِغــَرّا=يومَ فـاقــت في الحــنايا شعــلة ُالأنــوار ِ فِـكـْرا
لم أدنــدن مــلءَ وجــدي إذ فــؤادي أنّ زحـْـرا=ليت أصدو من عـظـامي مثـلَ زرع ٍ شــدَّ أزْرا
كادَ يبكي مـن نحـيـبي قـاهــرُ الأشـجــان ِ ثـأرا=فاستـهامت جـوفَ إنسي غـنوة ُ الأرواح ِ بــِـرّا
واستـلـذت في رحـيق ٍ صبَّ شـلالا ً بمجـْـرَى=بعدَ حـرب ٍ في جـنوح ٍ سالَ فيهـا الدّمعُ مــُـرّا
كان دمعي مثلَ عزفي ماجنــًا في الذوق ِ عـَـكرا=ذقـتُ دمعي صار شـهدي يومَ غابَ الهـمُّ جـَزرا
بـيـن حـزني واعـتـكافي شــاردٌ يجـتاحُ عـَصـْرا=يحـتريني جـوفَ عـقـلي مـثـلَ سيـف ٍ أجَّ إثـــْرا
ثابَ عــقـلي ثــجَّ فـكري مــدّ بالإثـمـار ِ ثـجــْـرا=ليسَ أصـفى مـن عـقـول ٍ تـقـتدي بالخـير ِسيـْرا
إن تمـادى شـائـبٌ في الوجـد ِ إدمـانـــًا وغــَـوْرا=لن يـذوقَ الرّغــدَ حـتى ينتـهي كالشــّهد ِ شـَـوْرا
لا يعـاني عــقــلُ إنــس ٍ في صـفاء ٍ لفَّ صَـدْرا=إذ تنـشــّى نهــجَ ديــن ٍ شــعَّ إسـلامــًا وطــُـهْـرا
في حــروفــي إشـتـيـاقٌ زادهُ الإيمــانُ صَـبــْرا=حيثُ هاجـت في شجـوني نبرة ُالألحان ِ جـَـمْرا
في ربـوعي رحـمـة ٌ تسـقي شـآبـيـبــًا وعــِـتــْرا=سـرمـديُّ إعــتـناقي رقَّ وجـدي صـرتُ حــُــرّا
مـنـذ قـلــتُ الله ربــّي يـا جــمال القــول ِ طــَرّا=من يـوازي في عطــاء ِ الله إحــسـانــًا وأجــْـرا
ضـوّع َالأطـيابَ عندي في لـدُنّ ٍ حـيثُ أسـرى=في صلاتي في هجـودي قد حباني القربُ سمرا
ويــح ذاتــي يا إلهـي مـــدّ بالإحـــسـان ِ وفــْـرا=إنــّـني عــبـدٌ خـشـوع ٌ لا أقـاسـي مـنـكَ أمــْـرا
إن تـلـظــّى في دروبـي مــاردٌ للحـَـظــِّ دحـْـرا=قلتُ حـُسْنى سـخــّـرَ الأقدارَ أحـكامــًا ونـــذرا
لا يـعـاني مـن بـذكـر ِاللهِ حـمـْـدًا شـدَّ ظــهــْـرا=سوفَ يجـزي بالمصافي سابلات ٍ حيث أوْرى
ما تهنــّى من بكنز ِ الأرض ِ يجني ملءَ صحرا=قـد تعـرّى كلُّ جــسم ٍ إن حــوتـه ُالأرضُ قـبـْرا
من تـهـاوى في المعاصي يشتـهي إثـمــًا ووزرا=سوف يكبــــو مـوبـقــات ٍ يصطلي بالنــّار ِ أرّا
دثـــّـريني يا صـفاتَ الخـير ِ إذعـانــًا وجــَـوْرا=قد يحينُ الموتُ في لحـظ ٍ كرمش ِ العين ِ هـرّا
من يظن ُّ المـوتَ حــدّ ًا للمآسي غـصَّ هـتــْـرا=كيف ينجـو من عذاب ٍ في التـــّـلاقي من تـبَـرّا
صافـحـتـني بارتعـاشي رعـشـة ٌ بالآه ِ أخــْرى=عـبــّـقـتـني ألــّـقـتـنـي في جـمال ٍ هلَّ حــَصـْـرا
مـذ تـفانى في استـقامي وزنُ قسـطاس ٍ فـأثــْرى=كلُّ سـدْف ٍ في المآقي شـفَّ نـورًا صرتُ حــوْرا
نـزَّ عِـرْق ٌ من جـلودي مثـلَ بــرق ٍ فــزَّ فــزْرا=ما تلاشى من جـذوري أصلُ عِـرْقي ظلَّ حَـكرا
كبــِّـري يا دولة َ الإســلام ِ نهــْجــًـا ما تـفـــَرّى=في رضاء ِ الله يسمو كلُّ جــهـد ٍغـضَّ غـضـْرا
واعـتـقـيني من ذليـل ِ العيـْـش ِهشَّ القلبُ هَصْرا=أثـلِجي صدرَ المُعـنــّى في ارتـئـاد ٍزاحَ صَخــْرا
كتــّـفـيـني في حـِـمَى الرّحمن ِ إنســًا ليـسَ فــأرا=لا لعـقــل ٍ ما تـعــافــى أنـْـكرَ الـفـرْقــانَ نـكـــْرا
يا إلـهـي يا حــبـيـبي أنــْــزلْ الأنـعــامَ هـَـبـــْـرا=يســْـتـلذ ُّ الثــّغــْرُ بالأرزاق ِ إن عـطــّرْتَ تـمـْرا
جــذ ّفي يا صرخـة َالوجـدان ِ إصـرارًا ووَقــْـرا=واســتـمدّي من نزيـفي كلَّ حـسّ ٍ حـــدَّ شـفــْــرا
جــرِّدي ألوانَ جــدْس ٍ ناشــف ٍ إن جـاء نـبــْـرا=كلُّ شـكل ٍ من ضروبي ضـرّجَ الألفاظــَ هَـمـْرا
نسّــقيني في اشتياقـي واردفي في القلب ِ جــَـبْرا=لا تخـرّي في ابتعادي رعشـة ً في الصّدر ِجـأرا
إنَّ قــولي ضربُ سكــّين ٍ بعـزم ٍ زاحَ قــِـشــْـرا=يوم تصـفـو مدلهـاتي تدلصُ الصـّيحاتُ ثــغــْـرا
عـسْجـديّ ٌ كلُّ حرف ٍ يزدهي بالنــّور ِ غـمــْـرا=مثـلُ شـمس ٍ شعـشـعَ الإشـراقُ منها شـقّ بئــْرا
فاسـتـفاضتْ من سيول ِالحبِّ نبعــًا كان حـَسـْرا=واستراحتْ دمعـة ٌ نامت بعين ِالقحـْط ِ حــَـتــْرا
مذ تجـلــّى عــنـفواني في ازدهـار ٍ كان وعــْـرا=في جنان ِ الرّوح ِ إكليلُ الهـدى قـد لــفَّ كــوْرا
هـكذا تصـفـو الأمـاني مثـلَ مـاء ٍ سـالَ فــَـتــْرا=لا صقـيعــًا أو لهــيبـًا يـُـغــرقُ الأزهــارَ هــوْرا
كلُّ رعـش ٍ في خشوعي زاحَ أحزانــًا وخــَشرا=في صفاء ٍصـدَّ صدري كلَّ نــَزق ٍ كان وغــْرا
طابَ وجــدي في جـناني أيـقـظ الإيـمانُ جـذرا=كـوثــريّ ٌ إرْتــوائي مـنــذ أن أزفــرتَ زفــــرا
يا عظيمَ الشــّـأن ِ ربــّي عـافني باليوم ِ شــَهــْرا=كــلُّ فـضـــل ٍ يســتويــنــي قــانعــًا واللهُ أدرى
هـــاتـها لي يا حـبيبي رعـــشةَ َ الإيـمان ِ تــأرا=والتـحــفني في صــلاة ٍتـقـطرُ الآيــاتَ زهــْـرا
فيكَ نهجي واعتزازي فيكَ عمري فاحَ عـِـطرا=طــابَ قــلبي يا إلهي رعـشــة ً ترتــاحُ شـُـكرا
*****************
شعر
غيداء الأيوبي
******************
قلتُ شـعـرًا زادهُ الإحـساسُ عــزّ ًا فاسـتـقـرّا=في قـلوب ٍلم تـشـأ للشــّعـر ِيومــًا أن يخــرّا
لا مديـحــًا أو هـجـاءً بل رجـاءً فـيه ِ ذكـْرى=يومَ غطــّت في سبات ٍرجفة ُالأشواق ِقـسْـرا
كنتُ يومــًا في فـؤاد ٍقد حـواني فـيهِ دَهـْــرا=كنتُ وردًا في ربوع ٍأرتدي الأطيابَ ذِخـْرا
إذ سقاني ملءَ نفسـي رعشة َالأوراق ِقــَطرا=فاشــتهـتني في صفـاء ٍقطــرة ُالأنـداء ِفجــْرا
كنتُ شــمســًا في سماء ٍأنشرُ الألوانَ سِحـْـرا=كنتُ في ليلي بريقــًا من شعاعي صرتُ بَدْرا
لا تــلمني يا حــبيبي إنـنــي لازلــتُ أقــْـــرا=إن حــوتـني ذكرياتي ذبتُ بالأطلال ِسـكرى
لستُ أرجو من شعوري أن أناجي فيكَ شِعـْرا=إنــّـما قـلبي يراعي أن أرى الأيــّـامَ سـَـطـْرا
قــد أداوي إرتعــاشــي إن بكيتُ الآنَ جـَـهـْـرا=حـيثُ أني من شهور ٍغاب دمعي صارَ صِفـْرا
أين حــسّي أين نبضي كيف غاب الوجــدُ فـَـرَّا=هاكَ عـذري...قد سباني جرحُ قلبي خرّ عذرا
إيهِ أنسى ؟ كيف أغــدو إن ألفتُ الحبَّ هـَجـْرا=قــد أ ُمنــّي صحـوة َ الأموات ِعـذرًا كي تكرَّا
لا تدعـني في خضمّي أنثني في الأرض ِقــَـفـْرا=حين تغـفو جوفَ روحي صفوة ُالإنسان ِكــُـفــْرا
دع شجوني في هوى الإحساس ِنبضًا مستمـرّا=قـد أصافي في حــياتي دولـة َ الأيــّـام ِفــَخـْـرا
ردّ روحـــًا تاهَ فيها النــّبـضُ إسرافــًا وهـَــدْرا=حين ترضى أرتوي من روضة ِالأنفاس ِنــَهـْرا
عـش بقلبي عش بروحي بل حياتي فيكَ بُشرى=كلُّ خطو ٍفي شروعي يستوي في الحبِّ جــِسْرا
خذ رحيقي من زهـوري واعطني دمعــًا وذِكرا=خذ طيوري من حقولي أرتضي في القرب فقرا
خــذ كنوزي أو عـتادي لا أريدُ العـيشَ تــَـتــْرى=ليس ينجــو من وداع ٍغــــيرُ إنس ٍتابَ عـُـمـْرا
ليتَ توْبي يصطفيني حيثُ أنــّي كنــتُ صُغـرى=مذ تــمــادى باطلٌ في الرّوح ِشنــّــًا مـُسْـتــَعرّا
أو يُنجــِّي من شحوب ٍ في أراضي العيش ِقـُطرا=جفَّ عـِـرْقي مثــلُ أشـلاء ٍبـقـبر ٍغــصَّ نحــْـرا
كلُّ رعــش ٍ في ربـوعي شعَّ إشراقــًا وتــِبـْرا=مذ تراءى في فــؤادي سحـــرُمـنـهــاج ٍ فــَسـَرّا
إذ أناجـي فارتـعـاشي ذاب فــيني سـاح شــَطـْرا=لو أغــنــّي ملءَ روحي كنتُ أرعــشتُ المَـقــَرّا
ربَّ قــولي في حـضور ٍ يزدهــي بالوردِ نــَـثــْرا =حيثُ غنــّى في ربوعي صوتُ طير ٍ رفَّ طيْرا
يا شجيَّ الهمس ِ قل لي كيف رفَّ الطيرُ نـِسْرا=في شموخ ٍ طار يسمو منذ أن جـنـّحتَ نــَصْـرا
فـيـكَ فخــري فــيكَ بستاني رحــيقٌ حـــيثُ ذرّا=فـي شجـوني أرتــويهــا قبــلــة ً بالـحـقِّ بَحــْـرا
في الحـنايا حـطــَّ سربٌ كالزّغــاليـل ِ اسْـتصَرّا=باعــتـناء ٍ واشـتـياق ٍ عــانق الأركانَ حــِـجــْرا
أو فــَراشٌ جـاء يزهــو في حــبـور ٍ ذرَّ شـَـذرا=فاستهلــّتْ في عيوني ومضـة ُ الإغداق ِ خـَـزْرا
سالَ قطــْرٌ من شفاهي حين ذقتُ القطرَ سِــدْرا=من ربيــع ٍزان بيتي صار في الأشــذاء قــَصْرا
يا عــيــوني لا تـنــامي إنْ نـمــا نــوْرٌ فــَـزَرّا=واسـْـتشفــّي من وصال ٍ أيـنعَ الإحــساسَ ثمـْرا
يا مــدادي لم تخــُـنـّي حــينَ لفَّ الحــبُّ حـِـبْرا=منذ زادتْ في ودادي سلــوة ُ الأنـفـــاس كبرى
صافحـيني يا مـُـناتي أنت ِ في الأعمـاق ِ نـَـوْرا=كلُّ غــرس ٍ ملءُ ذاتي رقّ وجـدي فـيك ِيـُسْرا
في ســمائي هــامَ طــيـفٌ يرتـدي الأقـمـارَ دُرّا=بين غــيـم ٍ في سـرور ٍ يقطرُ الأمطــارَ خــَـيْرا
جــاءَ يحـنو في هـدوء ٍ حـطــّ في قـــلبي وقــَرّا=رفَّ وجـدي من حنون ٍ يهـمسُ الأصواتَ سِـرّا
سـربلـتـني في حـرير ٍ هـمسـة ُ الأصـداء ِ ثـــَرّا=واحــتوتني في مـزون ٍلا تجــافي النــّـضحَ تــَرّا
جاء صوتٌ فــيهِ شــوق ٌيا خــفـيقي قـد تحـَرّى=مــالَ يــروي من تجــاويد ٍ بعــذب ٍ سالَ تــَوْرا
زاحَ همــّي من دروبي فاسـتهـلّ الخــطوُ جــَرّا=واستطابت في ربيـع ٍدوحــة ُالأطيــاب ِ جــَدْرا
كلُّ نـبت ٍ في حــقولي جـادَ بالخـيرات ِ سـِـتــْرا=فاستقامت في الأراضي تربة ُ الأشجار ِ زَخــْرا
واستراحت في ربوعي مهـجـة ُالإرعاش ِغــَرّا=يومَ فـاقــت في الحــنايا شعــلة ُالأنــوار ِ فِـكـْرا
لم أدنــدن مــلءَ وجــدي إذ فــؤادي أنّ زحـْـرا=ليت أصدو من عـظـامي مثـلَ زرع ٍ شــدَّ أزْرا
كادَ يبكي مـن نحـيـبي قـاهــرُ الأشـجــان ِ ثـأرا=فاستـهامت جـوفَ إنسي غـنوة ُ الأرواح ِ بــِـرّا
واستـلـذت في رحـيق ٍ صبَّ شـلالا ً بمجـْـرَى=بعدَ حـرب ٍ في جـنوح ٍ سالَ فيهـا الدّمعُ مــُـرّا
كان دمعي مثلَ عزفي ماجنــًا في الذوق ِ عـَـكرا=ذقـتُ دمعي صار شـهدي يومَ غابَ الهـمُّ جـَزرا
بـيـن حـزني واعـتـكافي شــاردٌ يجـتاحُ عـَصـْرا=يحـتريني جـوفَ عـقـلي مـثـلَ سيـف ٍ أجَّ إثـــْرا
ثابَ عــقـلي ثــجَّ فـكري مــدّ بالإثـمـار ِ ثـجــْـرا=ليسَ أصـفى مـن عـقـول ٍ تـقـتدي بالخـير ِسيـْرا
إن تمـادى شـائـبٌ في الوجـد ِ إدمـانـــًا وغــَـوْرا=لن يـذوقَ الرّغــدَ حـتى ينتـهي كالشــّهد ِ شـَـوْرا
لا يعـاني عــقــلُ إنــس ٍ في صـفاء ٍ لفَّ صَـدْرا=إذ تنـشــّى نهــجَ ديــن ٍ شــعَّ إسـلامــًا وطــُـهْـرا
في حــروفــي إشـتـيـاقٌ زادهُ الإيمــانُ صَـبــْرا=حيثُ هاجـت في شجـوني نبرة ُالألحان ِ جـَـمْرا
في ربـوعي رحـمـة ٌ تسـقي شـآبـيـبــًا وعــِـتــْرا=سـرمـديُّ إعــتـناقي رقَّ وجـدي صـرتُ حــُــرّا
مـنـذ قـلــتُ الله ربــّي يـا جــمال القــول ِ طــَرّا=من يـوازي في عطــاء ِ الله إحــسـانــًا وأجــْـرا
ضـوّع َالأطـيابَ عندي في لـدُنّ ٍ حـيثُ أسـرى=في صلاتي في هجـودي قد حباني القربُ سمرا
ويــح ذاتــي يا إلهـي مـــدّ بالإحـــسـان ِ وفــْـرا=إنــّـني عــبـدٌ خـشـوع ٌ لا أقـاسـي مـنـكَ أمــْـرا
إن تـلـظــّى في دروبـي مــاردٌ للحـَـظــِّ دحـْـرا=قلتُ حـُسْنى سـخــّـرَ الأقدارَ أحـكامــًا ونـــذرا
لا يـعـاني مـن بـذكـر ِاللهِ حـمـْـدًا شـدَّ ظــهــْـرا=سوفَ يجـزي بالمصافي سابلات ٍ حيث أوْرى
ما تهنــّى من بكنز ِ الأرض ِ يجني ملءَ صحرا=قـد تعـرّى كلُّ جــسم ٍ إن حــوتـه ُالأرضُ قـبـْرا
من تـهـاوى في المعاصي يشتـهي إثـمــًا ووزرا=سوف يكبــــو مـوبـقــات ٍ يصطلي بالنــّار ِ أرّا
دثـــّـريني يا صـفاتَ الخـير ِ إذعـانــًا وجــَـوْرا=قد يحينُ الموتُ في لحـظ ٍ كرمش ِ العين ِ هـرّا
من يظن ُّ المـوتَ حــدّ ًا للمآسي غـصَّ هـتــْـرا=كيف ينجـو من عذاب ٍ في التـــّـلاقي من تـبَـرّا
صافـحـتـني بارتعـاشي رعـشـة ٌ بالآه ِ أخــْرى=عـبــّـقـتـني ألــّـقـتـنـي في جـمال ٍ هلَّ حــَصـْـرا
مـذ تـفانى في استـقامي وزنُ قسـطاس ٍ فـأثــْرى=كلُّ سـدْف ٍ في المآقي شـفَّ نـورًا صرتُ حــوْرا
نـزَّ عِـرْق ٌ من جـلودي مثـلَ بــرق ٍ فــزَّ فــزْرا=ما تلاشى من جـذوري أصلُ عِـرْقي ظلَّ حَـكرا
كبــِّـري يا دولة َ الإســلام ِ نهــْجــًـا ما تـفـــَرّى=في رضاء ِ الله يسمو كلُّ جــهـد ٍغـضَّ غـضـْرا
واعـتـقـيني من ذليـل ِ العيـْـش ِهشَّ القلبُ هَصْرا=أثـلِجي صدرَ المُعـنــّى في ارتـئـاد ٍزاحَ صَخــْرا
كتــّـفـيـني في حـِـمَى الرّحمن ِ إنســًا ليـسَ فــأرا=لا لعـقــل ٍ ما تـعــافــى أنـْـكرَ الـفـرْقــانَ نـكـــْرا
يا إلـهـي يا حــبـيـبي أنــْــزلْ الأنـعــامَ هـَـبـــْـرا=يســْـتـلذ ُّ الثــّغــْرُ بالأرزاق ِ إن عـطــّرْتَ تـمـْرا
جــذ ّفي يا صرخـة َالوجـدان ِ إصـرارًا ووَقــْـرا=واســتـمدّي من نزيـفي كلَّ حـسّ ٍ حـــدَّ شـفــْــرا
جــرِّدي ألوانَ جــدْس ٍ ناشــف ٍ إن جـاء نـبــْـرا=كلُّ شـكل ٍ من ضروبي ضـرّجَ الألفاظــَ هَـمـْرا
نسّــقيني في اشتياقـي واردفي في القلب ِ جــَـبْرا=لا تخـرّي في ابتعادي رعشـة ً في الصّدر ِجـأرا
إنَّ قــولي ضربُ سكــّين ٍ بعـزم ٍ زاحَ قــِـشــْـرا=يوم تصـفـو مدلهـاتي تدلصُ الصـّيحاتُ ثــغــْـرا
عـسْجـديّ ٌ كلُّ حرف ٍ يزدهي بالنــّور ِ غـمــْـرا=مثـلُ شـمس ٍ شعـشـعَ الإشـراقُ منها شـقّ بئــْرا
فاسـتـفاضتْ من سيول ِالحبِّ نبعــًا كان حـَسـْرا=واستراحتْ دمعـة ٌ نامت بعين ِالقحـْط ِ حــَـتــْرا
مذ تجـلــّى عــنـفواني في ازدهـار ٍ كان وعــْـرا=في جنان ِ الرّوح ِ إكليلُ الهـدى قـد لــفَّ كــوْرا
هـكذا تصـفـو الأمـاني مثـلَ مـاء ٍ سـالَ فــَـتــْرا=لا صقـيعــًا أو لهــيبـًا يـُـغــرقُ الأزهــارَ هــوْرا
كلُّ رعـش ٍ في خشوعي زاحَ أحزانــًا وخــَشرا=في صفاء ٍصـدَّ صدري كلَّ نــَزق ٍ كان وغــْرا
طابَ وجــدي في جـناني أيـقـظ الإيـمانُ جـذرا=كـوثــريّ ٌ إرْتــوائي مـنــذ أن أزفــرتَ زفــــرا
يا عظيمَ الشــّـأن ِ ربــّي عـافني باليوم ِ شــَهــْرا=كــلُّ فـضـــل ٍ يســتويــنــي قــانعــًا واللهُ أدرى
هـــاتـها لي يا حـبيبي رعـــشةَ َ الإيـمان ِ تــأرا=والتـحــفني في صــلاة ٍتـقـطرُ الآيــاتَ زهــْـرا
فيكَ نهجي واعتزازي فيكَ عمري فاحَ عـِـطرا=طــابَ قــلبي يا إلهي رعـشــة ً ترتــاحُ شـُـكرا
*****************
شعر
غيداء الأيوبي