تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لم أقاتل



عصام عبد الحميد
06-06-2007, 11:27 AM
قبل يوم النصر بخمسة أيام

كانت الروح المعنوية لزملائى فى الوحدة عالية جدا بعد أن رأينا قائدنا المظفر فى لقاءه مع قيادته وجنوده على شاشة التلفاز واثقا قادرا على أى شئ , كل شئ ألم يمرغ أنف الاستعمار فى التراب ألم يدحر جيوش ثلاث دول دفعة واحدة وخرج منتصرا كنا نشعر دائما من خطب الزعيم الخالد أننا سندخل فى نزهة لا حرب وكان لنا زميل يحلم دائما بأن يسبى امرأة من جيش العدو فقد رأى فى الجريدة صورة لكتيبة من النساء فى جيش العدو وكان يحتفظ بها فى طيات ملابسة كان يتأمل واحدة منهن يتمنى أن يأسرها لم يعكر صفو هذه الروح المعنوية سوى أن التعيين جاء اليوم عبارة عن رغيف وبصلة صغيرة وحبة طماطم فقط .

أربعة أيام قبل الملحمة الكبرى

لم تنخفض روحنا المعنوية أبدا برغم أن التعيين لليوم التالى كان كما هو فقد كان صوت الزعيم يخترق جوانحنا وكأنه وحى من السماء كنا نشعر أحيانا كثيرة بأننا لو دخلنا الحرب فقط بصوته لكان كفيلا بدحر العدو الجبان , تأخرت عربة الماء اليوم وجاءت بالقليل من الماء مما جعل المزاج العام للجنود متقلب وخصوصا أن شهور الصيف قد بدأت والحرارة شديدة للغاية.

ثلاثة أيام قبل افتراس العدو

مازال صوت الزعيم يزأر والأغاني الوطنية تمجد بهدية الزمان لنا وللتاريخ وللعالم ونحن معه نحلق فى السحاب لم يحدث جديد سوى أن زميل لنا أخذ يبكى بشدة لأن حبة الطماطم سرقت من تعينه وأخذ يرجو سارقها أن يعيدها فإنه فى جوع شديد منذ ثلاثة أيام له ولما لم يجبه أحد منا أخذ يسبنا ويسب البلد وحضرة الصول وكأن صمتنا يحفزه ويستثيره أكثر فأخذ يسب الزعيم الملهم هكذا بدون خوف وفزعنا بشدة من كلامه لخوفنا من العواقب وأخذنا نهدئه وتطوع بعضنا بإعطائه بعض القطع من الطماطم المتبقية رجاء أن يسكت , وفى الصباح لم نجده ولم يسأل عليه أحد وجاء التعيين اليوم بدون حبة الطماطم.

يومان قبل إلقاء العدو فى البحر

المعسكر هذا اليوم فى حالة نشاط غير عادى , قائد الوحدة وقف فى طابور الصباح يتمم بنفسه على عتاد الجنود والأسلحة الخفيفة والثقيلة ثم ألقى على مسامعنا خطبة قوية دارت كلها حول قوة الزعيم وقدرته وحكمته وبلغنا تحية القائد والزعيم لنا و أنه كان يتمنى أن يكون معنا فى هذه اللحظات الحاسمة فى تاريخنا المجيد غير أن ظروف هذه الأيام الصعبة تحول بينه وبين تحقيق هذه الأمنية , صفقنا بشدة ولم يسكتنا إلا إشارة من قائد الوحدة إيذانا بالانصراف احتضنت بندقيتى الآلية وتأملت فى نفسى ملامح الزعيم أستلهم منها القوة والعزم.
لم يحدث جديد سوى أن عربة الماء لم تأت فحافظ كل فرد منا على جرعة الماء التى يمتلكها وكذلك على لسانه ,وسهرنا هذه الليلة وسهر الوطن كله على صوت الست تتغنى ( للصبر حدود ) .

يوم واحد وندوس بنعالنا رأس المحتل الغاصب

على عكس الأيام السابقة كانت قلة الماء سبب فى تجاوز الجميع حدودهم مع القيادات الوسطى من الشاويشية والصولات ولم يخرج علينا قائد الوحدة ولا أى من الضباط , أسر لى أحد الصولات بأنهم خائفين جدا من تذمر الجنود وأن أمرا سيصدر بعد قليل بسحب السلاح من الجنود لم أصدقه فهو معروف بنشر الإشاعات والكذب .
كان المعسكر هذه الليلة ساكن سكون العاصفة قبل هبوبها , لم يأت الماء وسحبوا السلاح خوفا من حالة تذمر بين لحظة وأخرى يمكن أن تحدث بين جنود أضناهم العطش والحر , فتحت الراديو الصغير وخفضت صوته ووضعته على أذنى لعلى أسمع شيئا من الزعيم لم يكن هناك سوى الأغانى الوطنية ومقابلات مع مسئولين راحوا يبثوا الطمأنينة فى قلوب المواطنين ويتكلموا عن قدرات قواتنا المسلحة القتالية وأننا قادرون على سحق العدو وأن الحرب بالنسبة لنا نزهة صغيرة سيعرف العالم بعدها أننا نمتلك أقوى سلاح وهو إيماننا بقائدنا وبقدرته وأن وجوده فقط فى صفوف الجماهير هو النصر لا محالة.

اليوم الأول من معركة المصير

استيقظ الجميع متحفزين لمشكلة قلة الماء وتجمع الجنود فى أرض الطابور بغير نظام وبعد لحظات خرج علينا قائد الوحدة مع الضباط وسط حراسة مشددة وأخذ يطمئن الجنود أن عربة الماء قادمة بعد قليل وأخذ يتكلم عن البلد وأمنها وحمايتها وأن العدو المتربص بنا يريد أن تنهار روحنا المعنوية وتكلم وأفاض وأطال الحديث عن الزعيم الملهم وبدأ الجنود يتململون من طول الوقوف والحر وفى لحظة خاطفة كان أزيز أسراب كثيرة من الطائرات يدوى فى السماء وقبل أن نسأل هذه طائراتنا أم طائرات العدو كانت الإجابات تنهال على رءوسنا وجرى كل واحد فى الكتيبة فى أى اتجاه بأقصى سرعة , ظللت أجرى وأجرى والطائرات لاتنتهى ولا تتوقف عن القصف ,لا أدرى كم من الساعات مر وأنا أعدو إلى أن تعثرت فى شئ .. يا للهول كان هناك عدد هائل من الجثث وقفت للحظة لاهثا مذهولا من هول المشهد , كان من السهل تماما التعرف على أن هذا الكم من القتلى وهذه الأسلحة المدمرة من جيشنا لم أحتمل فسقطت مغشيا على.
أفقت على أصوات قريبة منى هممت بأن أقف لأستنجد بهم غير أن الدماء تجمدت فى عروقى كانوا كتيبة من العدو يأخذون الأسلحة الخفيفة الملقاة بجوار القتلى ويضربون كل قتيل بعيار نارى ليتأكدوا من موته قلت فلتكن موتة شريفة ما على سوى أن أسحب أجزاء سلاحى وأقتل منهم ما أستطيع غير أنى لم أفعل فلم يكن معى سلاحى فقد سحبوه بالأمس وانتظرت الموت على هذه الحالة وتذكرت أمى وأبى وإخوتى الصغار حتى كدت أن أصرخ راجيا منهم أن يتركونى ولكنى لم أستطع الحركة ووصل أحد الجنود إلى وصوب مسدسه إلى رأسى وضغط على زناده فلم تخرج الطلقة فقد كانت آخر طلقة فى مسدسه ساكنة فى رأس الجثة التى بجوارى.
عندما حل الليل بدأت أتحرك وسط الجثث وتحت وطأة العطش اضطررت لأن أسلب القتلى زمزميات الماء وشربت وجلست بعيدا أفكر كيف أتصرف وجدت نفسى بلا شئ تقريبا بحثت فى جيوبى فعثرت على الراديو الصغير فوضعته على أذنى وأدرت مؤشر فإذا بصوت المذيع يعلن عن تقدم لقواتنا إلى ما وراء تحصينات العدو وأن مجموع ما أسقطناه من طائرات العدو بلغ أربعمائة طيارة فى اليوم الأول من الحرب , ظللت ساكنا لا أعرف كيف أفكر هل نحن منتصرون أم مهزومون ربما نكون مهزومون هنا ومنتصرون هناك ... هناك ... أين هناك هذه ؟

اليوم الثانى من الانتصار الكاسح

قابلت فى الصباح الباكر عددا من الجنود من كتيبتى وأخبرونى أن جميع من فى الكتيبة قد قتلوا وأن الأسلحة الثقيلة دمرت تماما , أخذتهم إلى كتيبة القتلى وعثرنا على كميات وفيرة من الطعام والماء والسجائر قال أحدهم أن هناك سيارة كبيرة صالحة للاستعمال وأنه يعرف الطريق إلى العودة فرحنا وحدانا الأمل فى النجاة .
كانت السيارة مسرعة غير عابئة بالجنود المحملين فوقها وكذلك كنا سعداء بهذه السرعة التى ستوصلنا الى مرادنا وجاءت كذلك طائرات العدو بأسرع مما نتخيل وصبت علينا وابلا من النيران بدد منا من بدد وقتل من قتل.
وفى الليل وضعت الراديو على اذنى مستمعا للبيانات العسكرية التى تصف قوات العدو بالجبن والهلع أمام تقدم قواتنا الباسلة وأن العدو يطلب الاستسلام ولكننا لن نقف حتى نحرر آخر شبر من أرضنا السليبة وأن عدد الطائرات التى أسقطناها تجاوز الألف , لا أدرى لماذا يذكرون أرقام الطائرات التى أسقطناها بالذات؟

اليوم الثالث من أيام النصر

عثرت على ستة أفراد من باقى كتيبتى الممزقة فوق السيارة واتفقنا أن نكمن بالنهار ونسير بالليل وفى الليل سرنا بغير هدى تائهين فى صحراء لا نهاية لها ولا بداية مزدحمة بالجثث والأشلاء الممزقة وفجأة وجدنا أنفسنا محاصرين بأضواء رهيبة من عدة سيارات حولنا وأمرا صادرا من مكبر للصوت بالتوقف فورا أسرع خمسة منا بالهرب تحت جنح الظلام وقفز السادس للاختباء داخل نباتات طويلة العيدان أما أنا فوقفت رافعا يدى لأعلى مستسلما , أخذنى الجنود إلى قائدهم فأوقفنى بجانبه مبتسما ابتسامة ساخرة وفى لحظات كانوا قد أتوا بالخمسة الهاربين وجعلوهم يخلعون ملابسهم كاملة وأمروهم بسب الزعيم فسبوه بلا تردد فانهالت عليهم الطلقات من كل جانب تمزقهم فصرخت فزعا فصفعنى القائد على وجهى صفعة أسقطتنى على الأرض ثم أمرنى بالوقوف فوقفت وأنا أنتفض من الخوف فقال لى أدع زميلك المختبئ فى الزرع فناديت عليه عدة مرات فلم يجب فانهالت الطلقات على الزرع بإشارة صغيرة من القائد ثم فتشنى القائد بنفسه تفتيشا ذاتيا مهينا إلى حد جعلنى أبكى فابتسم قائلا كيف حال الزعيم الخالد أمازلت تحبه؟ ثم أردف قائلا إذهب إلى زميلك المختبئ فى الزرع وأحضر ما معه من الماء فذهبت وأنا لا أشك لحظة واحدة فى قتلى وعندما وصلت إليه كانت جثته ممزقة تماما بدون أن ينزل منها قطرة دماء واحدة .

اليوم الرابع من سحق عدونا

ترك لى قائد كتيبة العدو الراديو الصغير لأستمع إلى أخبار الزعيم الملهم وعرفت منه أن جيشهم قرر من كثرة أسرى جيشنا أن يأسر يوما من يجده ويقتل يوما وأن هذه الليلة كانت مخصصة للقتل ولكنه تركنى لأن طريقة استسلامى أعجبته غامزا لى بإحدى عينيه , أعطانى بعض الماء وقال لى أمش هكذا وستصل ومشيت كما قال لى تماما وأنا لا أعرف إلى أين سأصل ولكنى خفت أن أغير طريق السير التى حددها لى .
سرت من الليل مسافة طويلة لا أعرف لى اتجاها أو طريق حتى سقطت من الإعياء وما استيقظت إلا على مس الشمس الحارق على وجهى وأسراب كثيرة من الذباب الصغير تقف على وجهى أكملت المسير هائما على وجهى لاأدرى إلى أين أمضى وليس أمامى سوى السير إلى المجهول إستمعت إثناء إستراحة لى قصيرة إلى صوت الزعيم الملهم القوى القادر وهو يعلن للجماهير عن تنحيه عن الزعامة والنزول إلى صفوف الجماهير بكيت لماذا يتركنا الآن سنضيع تماما بدونه فهو الملجأ والملاذ كنت أريد أن أصرخ فى وجه قائد العدو بأننى أحبه نعم أحبه أكثر من أى شئ فى الوجود أعترف بأننى جبنت عن ذلك ولكنى أحبه ثم مسحت دموعى ووقفت لاستكمال سيرى إلى أين ؟ لا أدرى وبعد سيرى عدة خطوات رفعت يدى بجهاز الراديو وبكل ما تبقى لى من قوة قذفته بعيدا وأكملت سيرى.

اليوم الأول بعد إحساسى بشئ غير الانتصار

كان الماء قد نفذ تماما وقفت متهالكا على أربع يداى وركبتى ألعق بلسانى قطرات الندى من على النباتات الصغيرة المنتشرة حولى كنت فى حالة شديدة من الإعياء يرثى لها أجتمع على الجوع والعطش والحر والريح السموم المحملة بالأتربة الناعمة التى تخترق كل فتحة فى جسدى وتنحى القائد الكبير ... هل هزمنا؟ أنا لم أهزم ... أنا لم أقاتل أصلا لم أحمل سلاحى ... فى مواجهة عدو... من هزم ... القائد؟ ... وهل يهزم قائد فى مثل قوته... ؟ ألم يهزم ثلاث دول كبرى مجتمعة ؟ ألم يرسل جيوشه يمنة ويسرة للمساهمة فى تحرير الشعوب؟ من هزم إذن؟ ربما أنا لم أستمع جيدا لخطاب التنحى ونحن منتصرون .. نعم منتصرون ... شددت من قامتى وأكملت سيرى نحو المجهول .

اليوم الثانى بعد ماذا ؟ ..لا أدرى

هل أتوقف عن السير منتظرا الموت أم أظل سائرا بما بقى لى من قوة متهالكة لعلى أجد ماء؟ وأين أجده ؟ جفت شفتاى تماما فلم أعد أستطيع إغلاقها أو فتحها تحول لسانى فى حلقى إلى كتلة يابسة ولو صغرت الصحراء كلها بقسوتها لكانت فمى ... هذه الصحراء الممتدة أمامى .. أين سأجد فيها الماء ؟ توقفت عينى عند ربوة مشيت نحوها ربما وراءها الأمل قطعت نصف النهار بالضبط حتى أصل إليها وصعدتها بيدى وقدمى وما إن شارفت على قمتها حتى رأيت بحيرة هائلة من الماء .. ماء ؟ ..لا هذا سراب ... ماء ... سراب إنه الماء أرى وجه الشمس المنعكس على صفحته ... والسراب يفعل ذلك أيضا ... العطش يحرق جوفى ... هو ماء ... ماء ... وسقطت من أعلى الربوة متدحرجا حتى سقطت فى الماء وأخذت أحمل الماء بكفى وأضعه على رأسى ووجهى وأبكى من الفرح صارخا انتصرنا ... انتصرنا .... وأخذت أشرب وأشرب حتى أوشكت على الاختناق فقد كنت أعب من السراب.

لا أستطيع الآن أن أروى لكم شيئا واضحا .... كل ما عشت فيه بعد هذه اللحظات كان غائما .. مبهما .. لم أعد أرى شيئا له ملامح ... لم أعد حتى أدرى من أنا ... أين أنا ؟ .. لماذا أنا هنا فى هذا الفضاء اللانهائى .... هل أنا إنسان أم كائن آخر ؟ ... ميت أنا أم حى؟ ... من هو القائد الملهم الذى يطن صوته فى أذنى ... هل هو أنا ... أم شخص آخر؟ صور تتراءى لى غير محددة الملامح ... امرأة ... امرأة تبكى ...تبكى تدعو لى بالنجاة ... من هذه المرأة ؟.. أطفال صغار يتعلقون بكتفي يمطروننى بوابل من التقبيل ... من هؤلاء ... ؟ لا أدرى ... صور لقتلى يضحكون ... هل هم قتلى .. أم يضحكون ...؟ رجل يفتشنى تمتد يده الخبيثة إلى كل شئ وأى شئ لماذا أنا عاجز هكذا ؟... لماذا لا أستطيع دفعه ؟...ألا يوجد من يحمينى ؟ يدافع عنى...؟ لماذا كيانى كله مستباح لهذه الدرجة ... ؟ كل ما كنت أعيه فى تلك اللحظة ... شئ واحد فقط ... صفير الرياح الرهيب ... الذى يحمل معه العاصفة الترابية التى ستغمر كل شئ بعد قليل.

ريمة الخاني
06-06-2007, 11:55 AM
رائعة ولكن تصلح ان تكون برعم رواية
تحية قلمك

جوتيار تمر
06-06-2007, 02:17 PM
العزيز عصام..
في غضون سير الاحداث التي تمثلت في حوار ذاتي اشبه بمونودراما حقيقية حيث الراوي هنا يمتلك زمام الامور ، بصعد الحدث ويهداه ..حيث تراءت الصور واستحضرت من الماضي والحاضر ورؤا للمستقبل..تمخضت اسئلة مهمة في ذهني..ولاانكر باني استحضرتها من الواقع الاليم الذي تمر به اغلب البلدان التي نحن ننتمي اليها..لانها لم تزل معقلة في لاوعي..والاسئلة هذه تحتاج الى وقفة عملية جدية..منها..الانسان الذي تعود وتخصص على النهل من الشعارات هل بامكانه مواجهة الواقع الحي ولو لحظة..؟
هكذا تمر اغلب قوافل الجند لدينا والنصر هكذا يكون دائما في اللاعلام لنا ، فعلنا كذا وكذا والحقيقة اننا لم نرمي رصاصة واحدة.
حيث الحاضر يدمينا ويجعلنا نتحسر على ذواتنا جراء الهوان الذي يلحق بنا في معركة خضناها ونحن لمك نزل نعلق الامال على منترة بن شداد وابو زيد الهلالي وووووو....؟
عزيزي نصك رائع
دمت بخير
محبتي لك
جويتار

محمد الحامدي
06-06-2007, 09:26 PM
السلام عليكم
العناوين رائعة والسرد رائع والتصوير رائع فعلا كأنك تنقل خبرا أو تروي قصة وقعت سواء في مخيلة كاتبها أو أمامه ... كل هذا رائع حقا ...
فقط أرى أن اللغة ( لفظا وتركيبا ) قد اعتراها بعض الوهن ... أنا مؤمن تماما أن الحدث هو الذي أوهننا ... جعلها عادية أحيانا إخبارية أخرى ... لو غصت في التلميح أكثر كان ذلك أقرب إلى لغة الأدبي
أنبههك إلى بعض الزلات النحوية من مثل ( لقاءه ) والصواب ( لقائه ) و ( منقلب ) والصواب ( منقلبا ) و ( زميل ) والصواب ( زميلا ) بالنسبة لنا و الصواب ( بالنسبة إلينا ) مهزومون ( والصواب ( مهزومين وكذا منتصرين ) إغلاقها والصواب : إغلاقهما ، فتحهما
قدرة فائقة عل التأثير في المتقبل تلك عذوبة الأدب
في انتظار المزيد
زدمت بخير

وفاء شوكت خضر
08-06-2007, 06:56 PM
هنا .. ألقيت متاعي ، واتخذت متكئي على ضفاف حرفك ، أتابع بشغف سرد مشوق ، وتأريخ لأيام معركة حسكمت سريعا بنصر مزعوم ، وهزيمة أضاعت بقية الوطن ..

عشت تلك الأيام وأنا أتابع أخبارها ، وكنت أرى دموع من فارقوا الأبناء والأزواج ، فرحا وحزنا ، فرحا بالنصر وحزنا وخوفاعلى الأحبة ، حملنا يافطات بأيدينا الصغيرة لنعبر عن سخطنا على العدو وبمآزرتنا لأبناء الوطن الواحد ، آمنا بالزعيم واحببناه ..

كبرنا ولا زالت هذه الذكرى تسقينا مرارتها ..

أسجل مروريوإعجابي الشديد .

د. نجلاء طمان
08-06-2007, 09:50 PM
الأديب الرائع : عصام
إسقاط حربي جاء سرده متناغم وانسيابي, وهادىء أكثر مما يحتاجه الحدث. امتلك القاص خيط الحبك ولم يفلت منه بالرغم من قفزاته للأمام وللخلف في الأزمنة, وامتلك في تمكن جميع أدواته القصية بدءا من العنوان, الافتتاحية, التصعيد الرائع للحدث, ثم انتهاءً بالخاتمة. لكن حدث هناك إطالة في الأحداث وكان من الصعب تكثيفها وتركيزها لتتناغم مع القصة القصيرة, ولا تزال الصعوبة كامنة , لأن التكثيف يضر الأحداث. لذا أقترح أن يكون هذا العمل الرائع مشروع رواية ويعالج ويقنن بزيادة في إظهار المشاعر الجوانية للشخوص أكثر مع إبراز المواقف الثورية وتفعيلها بما يناسب ثورية المواقف وتلاحمها, مع عدم نسيان تفعيل اللغة لتتناسب أكثر وتعبر عن الثورية والجو الحربي الذي لا تحده حدود المنطق.

شذى الوردة لتألقك

د. نجلاء طمان

محمد سامي البوهي
09-06-2007, 03:26 PM
الأديب الحبيب / عصام

أراك هنا تتخوض أدب الحروب ، الذي يسرد الحقائق بعين شاهده ، أوافق تماماً الدكتورة نجلاء في أن هذه الأحداث المسهبه ، تحتاج إلى رواية لتناسب الدقة ، خصوصاً انك لم تركز الضوء على موقف معين ، وسط أحداث الحرب المتعددة والتي اراك هنا ترويها يوما بيوم ... كما انني أشيد بقراءة الأديب الكبير محمد الحامدي في تسليط الضوء على المناطق التي تحتاج نوعا من الدعم في النص .

تحيتي

عصام عبد الحميد
13-06-2007, 11:33 AM
رائعة ولكن تصلح ان تكون برعم رواية
تحية قلمك
الأخت ريمة
أشكر لك مرورك الكريم على قصتى فقد ازدانت بتعليقك وشكرا لنصيحتك والتى تلقيت مثلها كثيرا والتى تجعلنى أفكر جديا فى تحويلها لرواية
دمت بخير..

عصام عبد الحميد
13-06-2007, 11:40 AM
العزيز عصام..
في غضون سير الاحداث التي تمثلت في حوار ذاتي اشبه بمونودراما حقيقية حيث الراوي هنا يمتلك زمام الامور ، بصعد الحدث ويهداه ..حيث تراءت الصور واستحضرت من الماضي والحاضر ورؤا للمستقبل..تمخضت اسئلة مهمة في ذهني..ولاانكر باني استحضرتها من الواقع الاليم الذي تمر به اغلب البلدان التي نحن ننتمي اليها..لانها لم تزل معقلة في لاوعي..والاسئلة هذه تحتاج الى وقفة عملية جدية..منها..الانسان الذي تعود وتخصص على النهل من الشعارات هل بامكانه مواجهة الواقع الحي ولو لحظة..؟
هكذا تمر اغلب قوافل الجند لدينا والنصر هكذا يكون دائما في اللاعلام لنا ، فعلنا كذا وكذا والحقيقة اننا لم نرمي رصاصة واحدة.
حيث الحاضر يدمينا ويجعلنا نتحسر على ذواتنا جراء الهوان الذي يلحق بنا في معركة خضناها ونحن لمك نزل نعلق الامال على منترة بن شداد وابو زيد الهلالي وووووو....؟
عزيزي نصك رائع
دمت بخير
محبتي لك
جويتار

العزيز جويتار

أنت من الشخصيات التى أنتظر على أحر من الجمر مرورها على كل ما أكتب... تحيتى الكبيرة لك على مرورك وقراءتك الرائعة الواعية لنصى...

أشكرك لمالانهاية...

عصام عبد الحميد
13-06-2007, 11:50 AM
السلام عليكم
العناوين رائعة والسرد رائع والتصوير رائع فعلا كأنك تنقل خبرا أو تروي قصة وقعت سواء في مخيلة كاتبها أو أمامه ... كل هذا رائع حقا ...
فقط أرى أن اللغة ( لفظا وتركيبا ) قد اعتراها بعض الوهن ... أنا مؤمن تماما أن الحدث هو الذي أوهننا ... جعلها عادية أحيانا إخبارية أخرى ... لو غصت في التلميح أكثر كان ذلك أقرب إلى لغة الأدبي
أنبههك إلى بعض الزلات النحوية من مثل ( لقاءه ) والصواب ( لقائه ) و ( منقلب ) والصواب ( منقلبا ) و ( زميل ) والصواب ( زميلا ) بالنسبة لنا و الصواب ( بالنسبة إلينا ) مهزومون ( والصواب ( مهزومين وكذا منتصرين ) إغلاقها والصواب : إغلاقهما ، فتحهما
قدرة فائقة عل التأثير في المتقبل تلك عذوبة الأدب
في انتظار المزيد
ودمت بخير

الأستاذ محمد الحامدى

تحية عطرة لك...
تعليقك على قصتى نظرت له بعين الاعتبار... وراجعت أخطائى النحوية وقمت بإصلاحها فى النص لدى ولم أستطع أن أقوم بتعديلها فى النص المدرج على الواحة ربما لجهلى بكيفية تعديل النص على الموقع...

من الملائم جدا أن تعرف كم يسعدنى جدا التوجيهات والملاحظات والتى تأتى من المتخصصين... والحقيقة أن هذا المنتدى ثرى بكل الأدباء والشعراء والنقاد... ثراء لاحدود له...

شكرا جزيلا أخى الفاضل واعدك بالمزيد إن شاء الله على أن تعدنى بمرورك الدائم...

محمد الحامدي
14-06-2007, 08:28 AM
هكذا يكون العظماء يقبلون النصيحة لأن نفوسهم لا ترضى إلا بالكمال ...
أحييك على سعيك للأفضل من الفضل
شكرا أديبنا الرائع ... وهل من مزيد

عصام عبد الحميد
19-06-2007, 09:41 AM
هنا .. ألقيت متاعي ، واتخذت متكئي على ضفاف حرفك ، أتابع بشغف سرد مشوق ، وتأريخ لأيام معركة حسمت سريعا بنصر مزعوم ، وهزيمة أضاعت بقية الوطن ..
عشت تلك الأيام وأنا أتابع أخبارها ، وكنت أرى دموع من فارقوا الأبناء والأزواج ، فرحا وحزنا ، فرحا بالنصر وحزنا وخوفاعلى الأحبة ، حملنا يافطات بأيدينا الصغيرة لنعبر عن سخطنا على العدو وبمآزرتنا لأبناء الوطن الواحد ، آمنا بالزعيم واحببناه ..
كبرنا ولا زالت هذه الذكرى تسقينا مرارتها ..
أسجل مروري وإعجابي الشديد .

الأخت الفاضلة والأديبة المبدعة وفاء شوكت

مرورك قطعة أدبية جميلة بالرغم من مرارات الحروف... وأحزان النفس... نعم مازالت تلك الذكرى تحمل لنا أحزان خاصة... ومعاناة وصدمة...

أشكر لك مرورك وإعجابك شكرا جزيلا أروع من طاقة ورد صباحية مغسولة بالندى...

عصام عبد الحميد
19-06-2007, 09:46 PM
الأديب الرائع : عصام
إسقاط حربي جاء سرده متناغم وانسيابي, وهادىء أكثر مما يحتاجه الحدث. امتلك القاص خيط الحبك ولم يفلت منه بالرغم من قفزاته للأمام وللخلف في الأزمنة, وامتلك في تمكن جميع أدواته القصية بدءا من العنوان, الافتتاحية, التصعيد الرائع للحدث, ثم انتهاءً بالخاتمة. لكن حدث هناك إطالة في الأحداث وكان من الصعب تكثيفها وتركيزها لتتناغم مع القصة القصيرة, ولا تزال الصعوبة كامنة , لأن التكثيف يضر الأحداث. لذا أقترح أن يكون هذا العمل الرائع مشروع رواية ويعالج ويقنن بزيادة في إظهار المشاعر الجوانية للشخوص أكثر مع إبراز المواقف الثورية وتفعيلها بما يناسب ثورية المواقف وتلاحمها, مع عدم نسيان تفعيل اللغة لتتناسب أكثر وتعبر عن الثورية والجو الحربي الذي لا تحده حدود المنطق.
شذى الوردة لتألقك
د. نجلاء طمان
د.نجلاء
راجعت تعليقك لمرات كثيرة وتلقيت تنويهات كثيرة على أن القصة يمكنها أن تكون مشروع رواية... أتمنى أن تسعفنى الحياة تلك اللحظة وخاصة أن لدى خلفية قوية عن أحداث هذه الأيام تلقيتها ممن عاشوا هذه التجربة وخاصة تجربة الأسر بكل مفرداتها..
أشكرك شكرا تضيق عنه كل مفردات اللغة على اطرائك ونصائحك الغالية ودعمك المتواصل لى...

عصام عبد الحميد
20-06-2007, 09:45 PM
الأديب الحبيب / عصام
أراك هنا تتخوض أدب الحروب ، الذي يسرد الحقائق بعين شاهده ، أوافق تماماً الدكتورة نجلاء في أن هذه الأحداث المسهبه ، تحتاج إلى رواية لتناسب الدقة ، خصوصاً انك لم تركز الضوء على موقف معين ، وسط أحداث الحرب المتعددة والتي اراك هنا ترويها يوما بيوم ... كما انني أشيد بقراءة الأديب الكبير محمد الحامدي في تسليط الضوء على المناطق التي تحتاج نوعا من الدعم في النص .
تحيتي
الأخ الحبيب محمد سامى البوهى
شعورى بالدفء وسط هذه النجوم الرائعة يسعدنى جدا مرور أحدكم وقراءته لنصى يزيده تشريفا وملاحظاتكم جميعا على العين والرأس
دمت بخير أيها الرائع

محمد الحامدي
22-06-2007, 04:39 PM
هكذا يكون الساعون للكمال والإبداع ... يقبلون النصيحة .. وكلنا أمام الإبداع قابعون نتعلم ونتعلم ... شكرا أخي على روحك السامية واخلاقك ، أخلاق أديب في قبولك النقد والتوجيه والرأي الآخر
لن أتركك .. وهل يترك مثل أدبك .. ستجدني أحدوك خلف كل عمل تتشرف به الواحة منكم
دمت بخير وبإبداع

عصام عبد الحميد
23-06-2007, 03:54 PM
هكذا يكون الساعون للكمال والإبداع ... يقبلون النصيحة .. وكلنا أمام الإبداع قابعون نتعلم ونتعلم ... شكرا أخي على روحك السامية واخلاقك ، أخلاق أديب في قبولك النقد والتوجيه والرأي الآخر
لن أتركك .. وهل يترك مثل أدبك .. ستجدني أحدوك خلف كل عمل تتشرف به الواحة منكم
دمت بخير وبإبداع

الأستاذ الفاضل محمد الحامدى
هكذا ياسيدى تعلمنا أن نستمع جيدا حتى نستطيع أن نصل للحظة كمال... تعرف استاذى أنا أشعر فى هذا المنتدى بروح جميلة تسرى... الاهتمام والنقد البناء والمنافسات الجميلة هذا شعورى من أول قصة وضعتها... هذا جو يساعد جدا على الابداع والارتقاء...
أشكر لك اهتمامك استاذى شكرا كثيرا وكبيرا وجميلا

ربيحة الرفاعي
02-03-2014, 12:43 AM
بحبكة ذكية وتنقلات استرجاعية مائزة نجح الكاتب بناء نص قصّي ماتع رغم اتساع المساحة الزمانية والحدثية التي غطاها النص والتي عانى بها بعض ما يمكن اعتباره إطاله وإن لم يؤد لترهل

العنوان ملفت ومتناغم والدخول موفق والبناء طيب

دمت بخير


تحاياي

ناديه محمد الجابي
06-04-2014, 08:32 PM
مؤلمة بقوة الألم الذي شعر به كل مصري ، بل كل عربي في تلك الفترة ( ألم النكسة)
أو حرب الأيام الستة ـ هزيمة بدون حرب حقيقية . ولكنك هنا صورتها من داخل صفوف
الجيش المصري ، وما حدث خلال تلك الأيام وكيف تحولت إسرائيل بعد تلك الحرب إلى
وحش كاسر يهدد أمن العرب جميعا.
الأخ / عصام عبد الحميد
نصك رائع ـ بناء درامي موفق جدا ـ براعة كبيرة في الإمساك بالخيوط
قدرة هائلة على السرد ، عمق وبناء محكم.
شكرا لعبق حرف ألفناه بهذا الجمال.
تحية لقلمك المبهر.

نداء غريب صبري
04-06-2014, 12:43 AM
قصة جميلة إشارات الحرب فيها واضحة وصوتها مرتفع
والأسلوب جميل ومميز بقدرة القاص ومهارته

أمتعتني قراءتها رغم أن فيها قليل من الإطالة

شكرا لك أخي

بوركت