تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ســــيدات في قطـــــار الشـــــــــرق السريع.....



لميس الامام
06-06-2007, 11:48 AM
العالمة التي انصفت المسلمين والعرب
زيجريد هونكه والحقيقة الغائبة


العلاقة بين الشرق والغرب علاقة لها طابع خاص منذ زمن طويل ، فكل من الطرفين رسم في مخيلته صورة معينة للطرف الاخر، وعلى أساسها تم وضع معايير لفهم ثقافة الاخر ودينه ومجتمعه وحضارته بغض النظر عن واقعية هذه الصورة وصحتها التي غالبا لا تتطابق مع الحقيقة.

وهناك عوامل ساعدت على تأكيد سوء الفهم المتبادل بين الطرفين – عوامل سياسية ، وتاريخيــــــــــــة ، ومذهبية ،ولغوية- كان لها أثرها في تباعد الشقَة بين الطرفين ، على الرغم من أنهما مؤهلان بحكم التجاور الجغرافي على الأقل – لأن يفهم كل منهما الاخر وان يعيشا في جوار حسن.

لا يخلو الامر برغم ذلك من محاولات أنجريد هونكة المخلصة التي حاولت ان تعملها على فهم الاخر كما هو لتقدمه الى مجتمعها ولتساعد بذلك هذا المجتمع على التقييم الصحيح بعيدا عن التعصب والاراء الخاطئة ومحاولات الدسيسة التي يقوم بها أفراد واتجاهات من صالحها ان تظل العلاقة بين الشرق والغرب مسممة ملغمة.

في ظل هذه المحاولات المخلصة تبرز ثلاث سيدات - من المانيا- اخذن على عاتقهن تقديم الحقائق كماهي عن الشرق – الجزء المسلم منه خاصة – وكانت وسيلتهن في ذلك كالكتب والمقالات والمحاضرات.

لقد بدأت هذه المحاولة منذ نصف قرن تقريبا، ومازلن منذ ذلك التاريخ يحاولن تعبيد الطريق الشاق الذي يأملن ان يسير عليه الاخرون من اوربا وامريكا؟

هولاء السيدات هن:

زيجريد هونكه او شمس الله كما اسماها محبوها بعد صدور كتابها ذائع الصيت "شمس الله على الغرب" فضل العرب على اوروبا (1960) والذي صجر منه الا الان ما يزيد عن مليون ونصف نسخة بالالمانية فضلا عن ترجمته الى ثلاث عشر لغة اجنيبة، ثم صدر لها بهد ذلك كتاب " ابل فوق معطف القيصر (1976) ، ثم اخيرا كتابها الصغير ( الله مختلف تماما) عام 1990) وعنه وعن الكاتبة هذا حديث طويل..

• ثانيتهن "شهاب الاسلام" : إذا أجيز ان يطلق على أنا ماري شيمل هذ الاسم، فقد مهدت الطريق من خلال ابحاثها وكتبها ومحاضراتها في أنحاء متفرقة من العالم خاصة امريكا حيث درست هناك، وألمانيا حيث عملت استاذه غير متفرغة في جامعة بون لمعرفة كنوز الشرق وواقعه وحقيقته بموضوعية وحياد كاملين.

وإذا علمنا ان هذه السيدة العالمة تتقن بجانب لغتها الام – وهي الالمانية – الانجليزية والعربية والفارسية والتركية والارديه والسندية ، فإنه ليس بغريب على عالمة مثلها ان تعلن انها تتحمل مسئولية كبيرة فينقل تراث العرب والمسلمين الى الغرب، وهذا ما فعلته حين ترجمت الموضوعات الصعبة على الترجمة مثل الشعر من اللغات الشرقية التي تتقنها الى الألمانية.

لقد ترجمت مثلا أشعار محمد اقبال وكتبت عنه كتابا عام 1975 وكتبت ايضا عن جلال الدين الرومي (1964) كما نقلت مختارات من الشعر التركي من القرن الثالث عشر الميلادي الى القرن العشرين (1974) ، ومن الشعر العربي المعاصر (1975) ، كما ألفت كتبا عن الاسلام (1980) ، و " محمد رسوله صلى الله عليه وسلم " (1981) بالالمانية واعادت كتابته بالانجليزية (1986) ، ورأست الجمعية الدولية لتاريخ الأديان، وقد كرمت من هيئات عالمية كثيرة ، كما حصلت على عدة جوائز عالمية.
ثالثتهن (عاشقة جوتة والعالم العربي) : وهي البروفيسور "كاترينا ستانفورد بكاليفورنيا الامريكية، وقد ذاعت شهرتها بسبب تخصصها في أعظم شعراء المانيا وكتابها، حوتة . ولقد كرست هذه الكابتة جهدها فيالبحث عو علاقة جوته بألف ليلة وليلة عام 1960، جوتة والمعلقات (1961) ، "جوتة والاسلام" (1964) ، وأهمية القرآن الكريم لجوته في أعماله (1988) التي تحدثت فيه بالتفصيل عن علاقة شاعر الديوان الغربي الشرقي بالعالم العربي والاسلامي من خلال عرض مفصل لأعماله.
• وقد حاولت من خلال ابحاثها وكتبها التي تزيد عن مئة عمل في الأدب الالماني عامة وجوتة خاصة ان توضح للقارئ الالماني طبيعة العلاقة بين الشرق والغرب، كما فعلت ذلك ايضا في رحلاتها للبلاد العربية والاسلامية.
• وقد حصلت الكاتبة على جوائز كثيرة منها جائزة جامعة هومبلت في برلين الشرقية لعلوم وادب اللغة الالمانية منذ عام (1975) الى 1\(1980).


وسأنابع معكم بإذن الله هذه الرحلة تفصيليت والعالمة انجريد هونكة لاحقا ...


تحياتي


لميس الامام

وفاء شوكت خضر
06-06-2007, 07:57 PM
الأديبة الرائعة / لميس الإمام ..

شكرا لك أيتهاالرائعة على هذه الإفادة الجميلة ، وليتنا نجد بين النساء العربيات ممن يقمن بمثل هذا العمل ، ليكون هناك دليل على أن المرأة العربية عامة والمسلمة خاصة ، قد وصلت لمراحل متقدمة من العلم ، وأنها ليست في سجن الدين والتقاليد ، بل هي تتمتع بحريتها بشكل يضمن الحفاظ على أنوثتها وكرامتها ، وحقوقها الشرعية والمدنية .

تحية إكبار لشخصك الكريم ..

لميس الامام
06-06-2007, 10:39 PM
الاخت الرائعة وفاء شكوت

اشاركك التمني اختي ..على الرغم من وصول المرأة العربيه لأعلى مراتب العلم والابحاث والدراسات ولكنها ما زالت للاسف على هامش الاعلام الثقافي العالمي...نتمنى ان ترقى وان تقدر كما يجب..

مودتي الخالصة

لميس الامام