محمد الحامدي
06-06-2007, 10:16 PM
قد وعدتُ بنص أكثر رقة ... وها أنا أفعل
لست أكثر من إنسان
شعر : محمد بن الطيب الحامدي
غامضة أنتِ هذا المساءْ
وهادئة جدًّا
كما الأحزانْ
والرِّجلُ ثقيلةٌ
والصّوتُ مجروحٌ
كالنّورس الحزنانْ
والشَّعْرُ في أغلالهِ
حبيسٌ مثْقَلٌ سكرانْ
فكّي قيدهُ
أرسلي جندهُ
إنّي أراك اليوم
قد أعلنتِ السِّلْمَ
قيّدْتِ الجنْد والفرسانْ
إنّي أراكِ اليومَ
كأنّك إنسانْ
إنّي أنا هنا
أرْقبُ الرِّمشَ ، طرْفهُ
وأرْقُب الشُّهْبَ عندما
تلمعُ الأسنانْ
وأحسب الأنفاسَ
أقيسُ خفْقها
أدقَّ قيسٍ ، وبالميزانْ
بلْ إنّي هنا
أشمُّ ريحَ الحرْفِ
يقطر الصّمْتُ منهُ
فاتراً ، رقراقاً ، وحيرانْ
أحْجيةُ الدّهْرِ أنتِ
ونحتٌ في ذاكرتي ...
يحيِّرُ التاريخَ والمكانَ والزَّمانْ
وعجيبتان جدًّا
تلكما الأخْتانْ
فما أحْلى حمْرة العنّابْ
وما أحْلى أنْ يُركَّب للعنابِ
من الشِّفاهِ توأمانْ
فلا تعجبي ، عصفورتي
عندما للمرّة المليونِ أصرخْ
إنّكِ أنتِ أنتِ ....
أنتِ لستِ من بني الإنسانْ
إنّي ها هنا
أجمعُ أغصان نفسي
وأُوجِزُ الكيانْ
حتّى لا يبْقى منِّي إلاّ
دمٌ ، حبْرٌ موجع الألوانْ
وقرْطاسٌ وعينانْ
لا همَّ لي سوى
أن ألهبَ في جيدكِ النّيرانْ
دعيني مرّةً أغامرْ
عسى أن يستيقظ النّهْدانْ
عندها ،، فلْتُشْعلُ الدّنيا جميعُها
ولْتغْمُر الكون كلَّهُ
مهالكُ الطّوفان
ولْيُحَرّر الشيطانْ
فأنا يا سيدتي كما قد جرّبْتِ
لستُ أكثر من إنسانْ
إنّي أنا هنا
ملَطَّخٌ بذنْبي
تغمرني الأدرانْ
لكنّي كفرْتُ مذْ رأيتُ
نقاءَ قدّك الفتّانْ
بعبادة النساءِ
والصّلاة للأوثانْ
قدْ عِشْتُ دهْرا
أعْبُدُ العيون
أعدُّ رموشها
غمضها وفتحها
نومها و صحْوها
ومازلْتُ كما أنا
لم تطفِئْ ظمئي في الورى عينانْ
مذْ وُلدتُ عشْتُ
أعْشق الشُّعورَ
توقظني كلَّ صبْحٍ
شعْرةٌ على صدري عريانةٌ
أو شعرتانْ
لكنِّي حين أرى شطّكِ
والبحْر في عينيكِ
والفلَّ والورْد والرّيْحانْ
والحدائقَ الغنّاءَ
في ليْلِ شعركِ الوسنانْ
وحين ترتجُّ أرضي
ويُمْحى تاريخي الملوَّثُ كلُّهُ
لمجرّد أن يخفق الرّمشان
أحرقُ ذاكراتي
وأحرق الوثائق والخزائنْ
والياطرَ والربّانْ
وأحرقُ نساءَ مملكتي جميعاً
وأحرق أمام جواريَّ
كلَّ كلماتي وبدلةَ السلطانْ
وأخْرس كلَّ صوتٍ
وأقطع ألفَ لسانْ
بل أقلعُ من جذورهِ
حتّى تلعثمَ النّسْيانْ .
فأنا يا سيدتي
آتيك اليومَ حاجًّا
لا يطْلُب الغفرانْ
آتيكِ مُكبَّلَ الإحْساسِ
مُقَيَّدَ الوثاقِ
ولا أطلبُ الأمانْ
فما أنا سوى محاربٍ
لا يحبُّ أن يموتَ
بمحارمِ التّحْنانْ
فاقْتلي ما شئتِ
وانْتفي ريشي
فأنا عصفورٌ محْمرَّةٌ عيناهُ
يعشقُ أقفاصَ العاجِ والمرجانْ
وأنا يا درّتي
مذْ رأيْتُك
صرْتُ كالفراشِ
يهوى محارقَ النّيرانْ
فما تقتلي ... إذْ تقتلي
سوى لوْثةَ التعقُّل والجنانْ
ألمْ أقلْ يا سيدتي
في كلِّ مرّةٍ تعجبين
من مَواتي أو حياتي
وبعْثي أوِ احتراقي
إنّي مجرِّدُ إنسانْ
مجرَّدُ إنسانْ محمد بن الطيب الحامدي –
الكويت 2006
لست أكثر من إنسان
شعر : محمد بن الطيب الحامدي
غامضة أنتِ هذا المساءْ
وهادئة جدًّا
كما الأحزانْ
والرِّجلُ ثقيلةٌ
والصّوتُ مجروحٌ
كالنّورس الحزنانْ
والشَّعْرُ في أغلالهِ
حبيسٌ مثْقَلٌ سكرانْ
فكّي قيدهُ
أرسلي جندهُ
إنّي أراك اليوم
قد أعلنتِ السِّلْمَ
قيّدْتِ الجنْد والفرسانْ
إنّي أراكِ اليومَ
كأنّك إنسانْ
إنّي أنا هنا
أرْقبُ الرِّمشَ ، طرْفهُ
وأرْقُب الشُّهْبَ عندما
تلمعُ الأسنانْ
وأحسب الأنفاسَ
أقيسُ خفْقها
أدقَّ قيسٍ ، وبالميزانْ
بلْ إنّي هنا
أشمُّ ريحَ الحرْفِ
يقطر الصّمْتُ منهُ
فاتراً ، رقراقاً ، وحيرانْ
أحْجيةُ الدّهْرِ أنتِ
ونحتٌ في ذاكرتي ...
يحيِّرُ التاريخَ والمكانَ والزَّمانْ
وعجيبتان جدًّا
تلكما الأخْتانْ
فما أحْلى حمْرة العنّابْ
وما أحْلى أنْ يُركَّب للعنابِ
من الشِّفاهِ توأمانْ
فلا تعجبي ، عصفورتي
عندما للمرّة المليونِ أصرخْ
إنّكِ أنتِ أنتِ ....
أنتِ لستِ من بني الإنسانْ
إنّي ها هنا
أجمعُ أغصان نفسي
وأُوجِزُ الكيانْ
حتّى لا يبْقى منِّي إلاّ
دمٌ ، حبْرٌ موجع الألوانْ
وقرْطاسٌ وعينانْ
لا همَّ لي سوى
أن ألهبَ في جيدكِ النّيرانْ
دعيني مرّةً أغامرْ
عسى أن يستيقظ النّهْدانْ
عندها ،، فلْتُشْعلُ الدّنيا جميعُها
ولْتغْمُر الكون كلَّهُ
مهالكُ الطّوفان
ولْيُحَرّر الشيطانْ
فأنا يا سيدتي كما قد جرّبْتِ
لستُ أكثر من إنسانْ
إنّي أنا هنا
ملَطَّخٌ بذنْبي
تغمرني الأدرانْ
لكنّي كفرْتُ مذْ رأيتُ
نقاءَ قدّك الفتّانْ
بعبادة النساءِ
والصّلاة للأوثانْ
قدْ عِشْتُ دهْرا
أعْبُدُ العيون
أعدُّ رموشها
غمضها وفتحها
نومها و صحْوها
ومازلْتُ كما أنا
لم تطفِئْ ظمئي في الورى عينانْ
مذْ وُلدتُ عشْتُ
أعْشق الشُّعورَ
توقظني كلَّ صبْحٍ
شعْرةٌ على صدري عريانةٌ
أو شعرتانْ
لكنِّي حين أرى شطّكِ
والبحْر في عينيكِ
والفلَّ والورْد والرّيْحانْ
والحدائقَ الغنّاءَ
في ليْلِ شعركِ الوسنانْ
وحين ترتجُّ أرضي
ويُمْحى تاريخي الملوَّثُ كلُّهُ
لمجرّد أن يخفق الرّمشان
أحرقُ ذاكراتي
وأحرق الوثائق والخزائنْ
والياطرَ والربّانْ
وأحرقُ نساءَ مملكتي جميعاً
وأحرق أمام جواريَّ
كلَّ كلماتي وبدلةَ السلطانْ
وأخْرس كلَّ صوتٍ
وأقطع ألفَ لسانْ
بل أقلعُ من جذورهِ
حتّى تلعثمَ النّسْيانْ .
فأنا يا سيدتي
آتيك اليومَ حاجًّا
لا يطْلُب الغفرانْ
آتيكِ مُكبَّلَ الإحْساسِ
مُقَيَّدَ الوثاقِ
ولا أطلبُ الأمانْ
فما أنا سوى محاربٍ
لا يحبُّ أن يموتَ
بمحارمِ التّحْنانْ
فاقْتلي ما شئتِ
وانْتفي ريشي
فأنا عصفورٌ محْمرَّةٌ عيناهُ
يعشقُ أقفاصَ العاجِ والمرجانْ
وأنا يا درّتي
مذْ رأيْتُك
صرْتُ كالفراشِ
يهوى محارقَ النّيرانْ
فما تقتلي ... إذْ تقتلي
سوى لوْثةَ التعقُّل والجنانْ
ألمْ أقلْ يا سيدتي
في كلِّ مرّةٍ تعجبين
من مَواتي أو حياتي
وبعْثي أوِ احتراقي
إنّي مجرِّدُ إنسانْ
مجرَّدُ إنسانْ محمد بن الطيب الحامدي –
الكويت 2006