فاطمة أولاد حمو يشو
07-06-2007, 01:40 PM
السلام عليكم،
عزيزي جو.. شكرا لك على المجهود المبدول لنقل آخر ماجاء في سوق الفلسفة العربية.
وكل ما استنتجته، أن صاحب المؤلف يدافع مثلنا عن الفلسفة، ولكن عن فلسفة خاصة هي الفلسفة الإسلامية، التي يعتبرها نتاجا وثمرة للمنهج القرآني الذي يدعو إلى استخدام العقل، وتدبير الوجود الإنساني.
وأقترح عليك يا جو أن نبتعد عن استعمال لفظ الفلسفة، ونعطيها لفظا آخر قد يرضي الذين لا يملكون القدرة على سماع لفظ الفلسفة، لأنه يوحي لهم بأن صاحبه ملحد، او مجنون، أو ثرثار وغيرها من الأوصاف التي بها يحاربون ما هو جوهري فيهم وماهو أصيل، ويميزهم عن الحيوانات.
صحيح يا جو أن من الفلاسفة من أدى به التفلسف إلى الإلحاد، ومنهم من ساقه إلى الجنون، وآخر إلى الثرثرة، ولكن هل كل الفلاسفة مجانين، ملحدين، مثرثرين؟
لنتركهم يفكرون في الجواب .. هيا لنطلق على الفلسفة لفظ " اليقظة"، وعلى الفيلسوف لفظ " اليقظان"،
ولنأخذ يقظة ابن طفيل في كتابه "حي ابن يقظان".كموضوع للنقاش.
لنفترض أننا لم نقرأ الفلسفة، ولا نعرف عنها شيئا، وأردنا أن نقرأ كتاب ابن طفيل" حي ابن يقظان"،
فما الذي تتميز به يقظة ابن الطفيل ؟ هل كان ابن الطفيل يقظانا؟
نحتاج أولا إلى تعريف دلالة اليقظة، ومدلول اليقظان، وهل هناك يقظة واحدة أم اليقظة تتخذ أشكالا، مختلفة، متعددة ومتنوعة، لا يهمنا الإختلاف والتعدد والتنوع، ولكن ما يهم هو تحديد ما هو جوهري يشترك فيه سائر اليقظانيين، فما هي السمات الأساسية التي تميز هؤلاء اليقظانيين رغم اختلافهم وتعددهم باختلاف العصور والمجتمعات الإنسانية؟
يقال إن اليقظة توجد في الأدب بقدر ماتوجد في العلم، وتوجد في كل الفنون كالموسيقى والتشكيل والمعمار وغير ذلك من الحقول المعرفية التي أبدعها الإنسان.
وسأقول إن اليقظة قد تتخذ من الأدب حقلا لزرع بذور تفكيرها، وإضاءة الحالك من الدروب التي تسير فيها.
لكن كيف نميز بين يقظة الأدب ويقظة اليقظان، بين ماهو يقظي في الأدب وما هو أدبي؟
وقد تتخذ اليقظة أيضا من الدين موضوعا لها لحل ما يبدو عسير فهمه، وإشكالي حله، فكيف نميز بين ماهو يقظي وماهو ديني؟ بين ما هو نتاج ثمرة اليقظة وما هو ديني محض؟ بين النبي واليقظان؟
وفي العلم لا بد من وجود حدود بين يقظة العالم ويقظة اليقظان، فهل هذا يعني أن العالم لااتصال له باليقظان؟ أين ينتهي ما هو يقظي في العلم وأين يبدأ ما هو علمي؟
ونحن نميز بين مختلف هذه الحقول المعرفية، ألا نكون نحن أيضا بصدد ممارسة ما ينتمي إلى فعل اليقظة؟
إذن ما هي اليقظة؟
أليس هي ما أشار إليه الكندي في قوله:" الناس جميعا لابد لهم من موقف يقظي( فلسفي).......إلخ وبالتالي فخصوم اليقظة ( الفلسفة) لابد لهم من فعل اليقظة شاؤوا او أبووا..
إن اليقظة سيف ذو حدين إما ان تقدم ما يرضي أو ما لايرضي،
وكما قلت يا جو فإن مسألة اليقظة تتطلب التخلي عن إطلاق أحكام بالصواب أو الخطأ على ثمرة عمل اليقظة، فالذي سيحكم بالصواب سيكون تابعا غير مبدع، والذي سيحكم بالخطأ سيكون مضطرا إلى تبرير حكمه بواسطة البرهان، إن كان يحترم نفسه، وبالخطابة إن كان يريد تزييف الأقاويل،والتأثير على العواطف، وبالوعود إن كان يسعى إلى إغراء الناس والتشويش على حسهم الطفلي.
ألا ترى أني رشدية إلى الأعماق؟
لكني أومن أن اليقظة الحقيقية هي التي تتجرد من الخطابة والوعود وتلجأ إلى كسب الناس باحترام ما هو خالد وجوهري وضروري لوجودهم.
فما رأيك بيقظة ابن الطفيل التي حولها كما حول عبد الله ابن المقفع يقظته إلى حديقة يتحاور فيها الحيوانات؟ ما رأيك في اليقظتين يقظة ابن المقفع وابن الطفيل؟ هل كانا يقظانيان؟
كم كانت هذه الردود جميلة ..نحن ناس نعيش في الماضي لان لا مستقبل لنا..وحتى إن كان لنا مستقبلا فلن نختار العيش فيه لانه ليس ملك لنا..إنه ملك من يتحكم في مصيرنا..
عزيزي جو.. شكرا لك على المجهود المبدول لنقل آخر ماجاء في سوق الفلسفة العربية.
وكل ما استنتجته، أن صاحب المؤلف يدافع مثلنا عن الفلسفة، ولكن عن فلسفة خاصة هي الفلسفة الإسلامية، التي يعتبرها نتاجا وثمرة للمنهج القرآني الذي يدعو إلى استخدام العقل، وتدبير الوجود الإنساني.
وأقترح عليك يا جو أن نبتعد عن استعمال لفظ الفلسفة، ونعطيها لفظا آخر قد يرضي الذين لا يملكون القدرة على سماع لفظ الفلسفة، لأنه يوحي لهم بأن صاحبه ملحد، او مجنون، أو ثرثار وغيرها من الأوصاف التي بها يحاربون ما هو جوهري فيهم وماهو أصيل، ويميزهم عن الحيوانات.
صحيح يا جو أن من الفلاسفة من أدى به التفلسف إلى الإلحاد، ومنهم من ساقه إلى الجنون، وآخر إلى الثرثرة، ولكن هل كل الفلاسفة مجانين، ملحدين، مثرثرين؟
لنتركهم يفكرون في الجواب .. هيا لنطلق على الفلسفة لفظ " اليقظة"، وعلى الفيلسوف لفظ " اليقظان"،
ولنأخذ يقظة ابن طفيل في كتابه "حي ابن يقظان".كموضوع للنقاش.
لنفترض أننا لم نقرأ الفلسفة، ولا نعرف عنها شيئا، وأردنا أن نقرأ كتاب ابن طفيل" حي ابن يقظان"،
فما الذي تتميز به يقظة ابن الطفيل ؟ هل كان ابن الطفيل يقظانا؟
نحتاج أولا إلى تعريف دلالة اليقظة، ومدلول اليقظان، وهل هناك يقظة واحدة أم اليقظة تتخذ أشكالا، مختلفة، متعددة ومتنوعة، لا يهمنا الإختلاف والتعدد والتنوع، ولكن ما يهم هو تحديد ما هو جوهري يشترك فيه سائر اليقظانيين، فما هي السمات الأساسية التي تميز هؤلاء اليقظانيين رغم اختلافهم وتعددهم باختلاف العصور والمجتمعات الإنسانية؟
يقال إن اليقظة توجد في الأدب بقدر ماتوجد في العلم، وتوجد في كل الفنون كالموسيقى والتشكيل والمعمار وغير ذلك من الحقول المعرفية التي أبدعها الإنسان.
وسأقول إن اليقظة قد تتخذ من الأدب حقلا لزرع بذور تفكيرها، وإضاءة الحالك من الدروب التي تسير فيها.
لكن كيف نميز بين يقظة الأدب ويقظة اليقظان، بين ماهو يقظي في الأدب وما هو أدبي؟
وقد تتخذ اليقظة أيضا من الدين موضوعا لها لحل ما يبدو عسير فهمه، وإشكالي حله، فكيف نميز بين ماهو يقظي وماهو ديني؟ بين ما هو نتاج ثمرة اليقظة وما هو ديني محض؟ بين النبي واليقظان؟
وفي العلم لا بد من وجود حدود بين يقظة العالم ويقظة اليقظان، فهل هذا يعني أن العالم لااتصال له باليقظان؟ أين ينتهي ما هو يقظي في العلم وأين يبدأ ما هو علمي؟
ونحن نميز بين مختلف هذه الحقول المعرفية، ألا نكون نحن أيضا بصدد ممارسة ما ينتمي إلى فعل اليقظة؟
إذن ما هي اليقظة؟
أليس هي ما أشار إليه الكندي في قوله:" الناس جميعا لابد لهم من موقف يقظي( فلسفي).......إلخ وبالتالي فخصوم اليقظة ( الفلسفة) لابد لهم من فعل اليقظة شاؤوا او أبووا..
إن اليقظة سيف ذو حدين إما ان تقدم ما يرضي أو ما لايرضي،
وكما قلت يا جو فإن مسألة اليقظة تتطلب التخلي عن إطلاق أحكام بالصواب أو الخطأ على ثمرة عمل اليقظة، فالذي سيحكم بالصواب سيكون تابعا غير مبدع، والذي سيحكم بالخطأ سيكون مضطرا إلى تبرير حكمه بواسطة البرهان، إن كان يحترم نفسه، وبالخطابة إن كان يريد تزييف الأقاويل،والتأثير على العواطف، وبالوعود إن كان يسعى إلى إغراء الناس والتشويش على حسهم الطفلي.
ألا ترى أني رشدية إلى الأعماق؟
لكني أومن أن اليقظة الحقيقية هي التي تتجرد من الخطابة والوعود وتلجأ إلى كسب الناس باحترام ما هو خالد وجوهري وضروري لوجودهم.
فما رأيك بيقظة ابن الطفيل التي حولها كما حول عبد الله ابن المقفع يقظته إلى حديقة يتحاور فيها الحيوانات؟ ما رأيك في اليقظتين يقظة ابن المقفع وابن الطفيل؟ هل كانا يقظانيان؟
كم كانت هذه الردود جميلة ..نحن ناس نعيش في الماضي لان لا مستقبل لنا..وحتى إن كان لنا مستقبلا فلن نختار العيش فيه لانه ليس ملك لنا..إنه ملك من يتحكم في مصيرنا..