المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مهاتفة من امرأة مجهولة



يحيى السماوى
09-06-2007, 12:36 AM
مَنْ أنتِ يا مَجْهولـة َ المـطــر ِ
زَخّــتْ فأزْهَرَ ماؤها شجري ؟
أيْقــظــت ِ قـنديــلا ً وقــافيــة ً
وأضأت ِكهــفَ مـشـرّدٍ حَصِرِ(1)
أيكــون طــيفا ً ؟ أيّ زائـــرة ٍ
من قبـــل ِ هذا الـلـيل ِ لم تزُر ِ ؟
أمْ تلك يقظــة ُ عاشــق ٍ تعِبَتْ
أجفانه ُ مـن مِــرْوَدِ الضجَـر ِ؟(2)
قــد كان أيقـظ بـين أضلعِــهِ
وطـنـاً وداعـب َ هودج َ السَفَرِ
يستعطِفُ الماضي لعـلّ رؤىً
خـضراءَ تُعْـشِبُ جثة َ الحَجَر ِ
وأطـالَ تحديــقــا ً بنــافِــــذة ٍ
شــلّـتْ سِــتارَتَها يـــَدُ القــَدَرِ
وأنــا وأوراقي : يُحاصِرُنــا
ليـــلٌ عـقيمُ النجم ِ والقمَــــــر ِ
مُــتلازمان ِِ رؤىً فمـا افـترقا
إلآ ليلتقيــا عــلى كِـبَــــــــر ِ
ورثا عن "الضــليل ِ" محبرة ً(3)
ومكارمَ الأخـلاق ِ عن "مُضَرِ"
واسْـتنطـقا شـفة َالهوى لغــــة ً
تشدو بحـبّ البــدو ِ والحَـضَر ِ
مَنْ أنت ِ؟قــد أتعَــبْت ِ ذاكرتي
لا تـحرمـيني نشـــوة َ الخــدَر ِ
طـحنتْ رُحى الأيام ِأشــرعتي
مــُدّي حــبـالَ يـَــد ٍ لمُحتَضــر ِ
إنْ تسْــتري الأزهارَ عن مُقـلي
فعـبـيرُ زهـرِك ِ غــيـرُ مُستَتــِر ِ
***
أخطأتُ ـ قالتْ ـ رقـــمَ مـنزِلِنا
عــفوا ً.... تقـبـّلْ عُــذرَ مُعْـتَذِر ِ
فأجَبْتُها : لا.. لـسـتِ مُخطِــئة ً
لا تُغلِقي الأبــوابَ فانتظــري
لـكِ منــزِلٌ عندي ومـنزِلـــة ٌ
ونديــمُ صوت ٍ ساحـر ٍعَـطِر ِ
فـيمَ اعْـتذارُك؟ واصلي نَغَـماً
ليطــيبَ عـند ضفافـه ِ سَهَـري
منْ أنتَ؟قلتُ:صداكِ! فارتبكتْ
قـــيثـارةُ الأشــذاءِ والخَفَـــــــر ِ
قالتْ: أراكَ ـ إذا رغــبْتَ ـ غدا ً
في الطـيفِ أو ترنــيمة ِ الوَتَــر ِ
نجـمي بعـيد ٌ.. فالتَمِـسْ لهـوى ً
غيري..أخــافُ عليكَ مـن خُسُرِ
فأجَـبـْتُها والكأسُ يومئ لـــــيْ
شغَـفَا ً بكوثــرِ نهـرها الخَصِر ِ(4)
ماذا سـأخسرُ؟قد أضعْتُ غــدي
ومشتْ بيَ الأحزان من صِغَري
وخسـرتُ بـدءَ يفاعــتي وطـنا ً
قدْ كـنتُ فـيه ِ مُجَنـّحَ الفِكََــــر ِ
وُشِـمـَتْ بِسَعْـفِ نخـيــله ِ مُقـلي
ونقـشــتُ فـوق جذوعِـه ِ أثـري
إنْ كــنتُ في العـشـاق ِ مُــبـْتَدَأ ً
فهــواه ُ يا أختَ الهوى خَـبَـري
ويُقــالُ إنّ ميــــــاه َ " ساوتِه ِ "(5)
غسلتْ جبينَ الأرضِ من كـدَر ِ
حتى أتــاهُ الغـيُّ فانـطــفأتْ
شمسُ الحبور ِ وأنجمُ السَـــمَر ِ
قُـدّتْ به ِ الأعــيادُ من قِــبَـل ٍ
كيدا ً وخـبزُ القــوم ِ مـن دُبُـر ِ
فِنجانه ُ جــرح ٌ... وقهـوتُـــه ُ
دمعٌ هــتونٌ غــيــرُ مُنــحـدِر ِ
أصحرْتُ حتى جـفّ في شفتي
صوتي .. فكوني شهقة َ المطر ِ
صَدَقَ"البصيرُ" عسى مُحَدثتي
تأتي ليصدقَ هاجــسُ البـَـصَر ِ (2)
الصّمْت ُ كاد يُـشِـلّ حــنجرتي
لولا رنيــنٌ غـيـرُ مُـــنتَظـَــر ِ
ليـكادُ يرقصُ هاتــفي طرَبـا ً
بهــديل ِ صوتِك ِ مطلعَ السَـحَر ِ
***
ضحِكتْ وفاض عبيرُها نغما ً
وتنهّـدتْ لكــنْ عــلى حــذر !
قالتْ : عرفتكَ.. فاستحيتُ وقدْ
فضحَ الهوى سِــرّي على كِبَر ِ
***
(1) الحصر : الذي يشكو حبسة في الكلام .
(2)المرود : ما يكحل به الجفن او العين
(3) الضليل : امرؤ القيس
(4) الخصر : البارد
(5) ساوة : بحيرة في صحراء السماوة ورد في كتب الاقدمين
انها فاضت قبل الاف السنين فاغرقت الارض
(6) البصير هو بشار بن برد .. اشارة الى قوله ( والاذن تعشق قبل العين احيانا )

وفاء شوكت خضر
09-06-2007, 12:53 AM
ما أروع ما قرأت هنا ..
لله درك من أديب سامق أريب ..

اسمح لي بالنزول على ضفاف حرفك تلميذة تنهل من هذا الفيض العذب ..

محمد البدري محمد
09-06-2007, 04:13 AM
بساطة عرض الموقف لم تخفي عبقرية الشاعر وقدرته على محاكاة حدث ربما يتكرر كثيراً
لكنّ الإبداع دائماً غالياً وبعيداً ..
قصيدة
أدركت بها أن للكلمات صوتاً وصورة

خليل حلاوجي
13-06-2007, 08:19 AM
يكاد يكون السماوي .... ظاهرة ادبية ... نفاخر بها ادب الالفية الثالثة


لافض فوك يابن العراق

د. عمر جلال الدين هزاع
13-06-2007, 02:49 PM
نص من الجمال والجزالة بمكان
لا يسمح لنا بالاقتبس منه
فهو وحدة تتألق حروفها كماً واحداً
بشعور خلااااااااااااب
دمت للشعر يا سماوي البيان
تحيتي

علي أسعد أسعد
13-06-2007, 04:34 PM
ياسماوي

لك حرف كأنه الطوفان ..


مسكر أنت ..

محمد الأمين سعيدي
17-06-2007, 03:38 PM
الله أكبر ..

جميل يا شاعرنا الكبير ..

شكرا

إكرامي قورة
18-06-2007, 07:43 PM
هنا الجمال بعينه

أما الشاعرية فمن يحكم على الأستاذ


أصفق انبهارا

محبتي واحترامي

جوتيار تمر
20-06-2007, 11:36 AM
السماوي..
من عمق الفجيعة تولد الكلمة
ومن عمق الصدق تترنم في افواهنا

دمت بهذا الألق

محبتي لك
جوتيار

د. سمير العمري
04-08-2007, 11:01 PM
حتى أتــاهُ الغـيُّ فانـطــفأتْ
شمسُ الحبور ِ وأنجمُ السَـــمَر ِ
قُـدّتْ به ِ الأعــيادُ من قِــبَـل ٍ
كيدا ً وخـبزُ القــوم ِ مـن دُبُـر ِ
فِنجانه ُ جــرح ٌ... وقهـوتُـــه ُ
دمعٌ هــتونٌ غــيــرُ مُنــحـدِر

هنا الإبداع الذي يتلعثم أمامه لسان المدح.

لا تزال الشاعر العاشق الذي يجيد نسج مشاعر عشقه كشاعر مشاعل شعره كعاشق ينصهر في احتدام حرفه عشق الحبيبة والوطن.

لا فض فوك أيها الشاعر الكبير!



تحياتي

سلطان السبهان
05-08-2007, 06:10 AM
لافض فوك

أستاذ يحيى ، لا ندري ما نقول بحضرة نصوصك إلا أننا نخرج منبهرين

دمت لمحبك

مجذوب العيد المشراوي
05-08-2007, 12:21 PM
مَنْ أنتِ يا مَجْهولـة َ المـطــر ِ
زَخّــتْ فأزْهَرَ ماؤها شجري ؟
أيْقــظــت ِ قـنديــلا ً وقــافيــة ً
وأضأت ِكهــفَ مـشـرّدٍ حَصِرِ(1)
أيكــون طــيفا ً ؟ أيّ زائـــرة ٍ
من قبـــل ِ هذا الـلـيل ِ لم تزُر ِ ؟
أمْ تلك يقظــة ُ عاشــق ٍ تعِبَتْ
أجفانه ُ مـن مِــرْوَدِ الضجَـر ِ؟(2)
التساؤلات حاصرتك وكانت لها في أبياتك الأربعة من ومن هيَ الحمامة التي أيقظت أسئلة وأيقظت شاعرا
وأيقظت شعرية ...
قــد كان أيقـظ بـين أضلعِــهِ
وطـنـاً وداعـب َ هودج َ السَفَرِ
يستعطِفُ الماضي لعـلّ رؤىً
خـضراءَ تُعْـشِبُ جثة َ الحَجَر ِ
وأطـالَ تحديــقــا ً بنــافِــــذة ٍ
شــلّـتْ سِــتارَتَها يـــَدُ القــَدَرِ
وأنــا وأوراقي : يُحاصِرُنــا
ليـــلٌ عـقيمُ النجم ِ والقمَــــــر ِ
مُــتلازمان ِِ رؤىً فمـا افـترقا
إلآ ليلتقيــا عــلى كِـبَــــــــر ِ
ورثا عن "الضــليل ِ" محبرة ً(3)
ومكارمَ الأخـلاق ِ عن "مُضَرِ"
واسْـتنطـقا شـفة َالهوى لغــــة ً
تشدو بحـبّ البــدو ِ والحَـضَر ِ
وهنا انطلق في كل شيئ فكان جميلا جدا - الوطن -السفر-الليل -الماضي -القدر- الكبر-الضليل - مضر-البدو الحضر هيَ استحضارات جد عجيبة بعد حرمان أكل شفتا الشاعر ، تخيلت لغة المهاتفة كانت دارجة عراقية لأن الاستحضارات تؤكد ظني ..
مَنْ أنت ِ؟قــد أتعَــبْت ِ ذاكرتي
لا تـحرمـيني نشـــوة َ الخــدَر ِ
طـحنتْ رُحى الأيام ِأشــرعتي
مــُدّي حــبـالَ يـَــد ٍ لمُحتَضــر ِ
إنْ تسْــتري الأزهارَ عن مُقـلي
فعـبـيرُ زهـرِك ِ غــيـرُ مُستَتــِر ِ
هنا عودة للأسئلة من جديد عن هذا الصوت الذي ولّد كل هذا الامتداد العميق للشاعر
***
أخطأتُ ـ قالتْ ـ رقـــمَ مـنزِلِنا
عــفوا ً.... تقـبـّلْ عُــذرَ مُعْـتَذِر ِ
فأجَبْتُها : لا.. لـسـتِ مُخطِــئة ً
لا تُغلِقي الأبــوابَ فانتظــري
لـكِ منــزِلٌ عندي ومـنزِلـــة ٌ
ونديــمُ صوت ٍ ساحـر ٍعَـطِر ِ
فـيمَ اعْـتذارُك؟ واصلي نَغَـماً
ليطــيبَ عـند ضفافـه ِ سَهَـري
منْ أنتَ؟قلتُ:صداكِ! فارتبكتْ
قـــيثـارةُ الأشــذاءِ والخَفَـــــــر ِ
قالتْ: أراكَ ـ إذا رغــبْتَ ـ غدا ً
في الطـيفِ أو ترنــيمة ِ الوَتَــر ِ
نجـمي بعـيد ٌ.. فالتَمِـسْ لهـوى ً
غيري..أخــافُ عليكَ مـن خُسُرِ
محاورةتك إلى هنا تدلل على تشبثك بصوت فجّر فيك وطنك بامتياز
فأجَـبـْتُها والكأسُ يومئ لـــــيْ
شغَـفَا ً بكوثــرِ نهـرها الخَصِر ِ(4)
ماذا سـأخسرُ؟قد أضعْتُ غــدي
ومشتْ بيَ الأحزان من صِغَري
وخسـرتُ بـدءَ يفاعــتي وطـنا ً
قدْ كـنتُ فـيه ِ مُجَنـّحَ الفِكََــــر ِ
وُشِـمـَتْ بِسَعْـفِ نخـيــله ِ مُقـلي
ونقـشــتُ فـوق جذوعِـه ِ أثـري
إنْ كــنتُ في العـشـاق ِ مُــبـْتَدَأ ً
فهــواه ُ يا أختَ الهوى خَـبَـري
ويُقــالُ إنّ ميــــــاه َ " ساوتِه ِ "(5)
غسلتْ جبينَ الأرضِ من كـدَر ِ
حتى أتــاهُ الغـيُّ فانـطــفأتْ
شمسُ الحبور ِ وأنجمُ السَـــمَر ِ
قُـدّتْ به ِ الأعــيادُ من قِــبَـل ٍ
كيدا ً وخـبزُ القــوم ِ مـن دُبُـر ِ
فِنجانه ُ جــرح ٌ... وقهـوتُـــه ُ
دمعٌ هــتونٌ غــيــرُ مُنــحـدِر ِ
أصحرْتُ حتى جـفّ في شفتي
صوتي .. فكوني شهقة َ المطر ِ
صَدَقَ"البصيرُ" عسى مُحَدثتي
تأتي ليصدقَ هاجــسُ البـَـصَر ِ (2)
الصّمْت ُ كاد يُـشِـلّ حــنجرتي
لولا رنيــنٌ غـيـرُ مُـــنتَظـَــر ِ
ليـكادُ يرقصُ هاتــفي طرَبـا ً
بهــديل ِ صوتِك ِ مطلعَ السَـحَر ِ

وهنا عاد تحليقك ثانية واستحضاراتك الماضية و قصة الشاعر المبعد بالاجبار
***
ضحِكتْ وفاض عبيرُها نغما ً
وتنهّـدتْ لكــنْ عــلى حــذر !
قالتْ : عرفتكَ.. فاستحيتُ وقدْ
فضحَ الهوى سِــرّي على كِبَر

ههههههههههههه يا لك من شاعر ِ حتى هي َ حتى هيَ الله أكبر ..
***
(1) الحصر : الذي يشكو حبسة في الكلام .
(2)المرود : ما يكحل به الجفن او العين
(3) الضليل : امرؤ القيس
(4) الخصر : البارد
(5) ساوة : بحيرة في صحراء السماوة ورد في كتب الاقدمين
انها فاضت قبل الاف السنين فاغرقت الارض
(6) البصير هو بشار بن برد .. اشارة الى قوله ( والاذن تعشق قبل العين احيانا )[/size][/QUOTE]

محمود فرحان حمادي
31-07-2010, 09:49 PM
نحن أمام قامة فارهة يُشار لجودتها بالبنان
نقف واجمين عن يميننا انبهار وعن شمالنا دهشة
تحية للحرف الآسر وللشاعر الكبير

ربيحة الرفاعي
31-07-2010, 10:14 PM
نص مميز باهر وحرف مموسق ساحر
في أفياء شعرك يطيب الوقوف لاغتراف الحس والمعاني

دمت متألقا