المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عودة الاثافي



مأمون احمد مصطفى
10-06-2007, 03:34 PM
عودة الأثافي

لم أكن اعرف، ولم أكن أتصور، بان مقالة الأثافي ستحدث من ردود الفعل ما أحدثت، وبأنها ستحذف من المواقع موقعا خلف الموقع، مع أني وبقرارة ذاتي، كنت أدرك تمام الإدراك، وأوقن تمام اليقين، بأنها ستغضب أكثر مما ترضي، وستشعل في نفوس الكثيرين نارا يصل أواراها إلى الحد الذي وصلني عبر البريد الالكتروني بأبشع الشتائم وأرذل الصفات.

أما الشتائم والوصم بصفات ما، فهذا أمر اعرفه ولا استهجنه، بل ويشعرني برضا وحبور، فالحاقد والجاهل، لا يملك من أدوات الحوار سوى الشتم والسب والقذع، ويكفيه من جوهره، انه لا يخرج إلا ما يعمر نفسه ويملأ قلبه.

ولكن المفاجأة، غير المفاجئة، أن أضع مقالتي في موقع أو منتدى، لأعود بعد دقائق أو ساعات لأجدها محذوفة، ثم أجد حظرا على اسمي يمنعني من دخول الموقع أو المنتدى.

والحقيقة ألتي لا تقبل الشك مطلقا، أنني لست بحاجة إلى تلك المواقع أو المنتديات، ليس تصغيرا من شانها أو حطا من قدرها، بل لانتشار المواقع والمنتديات إلى حد يغني عن الحاجة أو الضرورة.

ولكن المؤسف والمثير، أن تجد المواقع التي يعلن أصحابها انتماءهم إلى جانب وصف الحقيقة، والى جانب الاعتدال والحرية، والى جانب الحق في الاختلاف، تنقلب على نفسها ومدعياتها، إلى درجة أنها تضيق بمقالة تتناول اغتيال الرئيس الشهيد صدام حسين بالصورة التي بثتها قنوات العالم، والتي تشهد على وحشية لم تعهد في حيوانات الغاب وبدائية الإنسان.

وللحقيقة فان بعض الرسائل التي وصلتني، كانت تحمل أنفاس العتب والتساؤل والاستفسار والاستهجان، وكانت – كما فهمت – تستغرب من موقفي المخالف لنمط تفكيري المعهود – حسب رأيهم -.

لذلك فقط، عدت للأثافي ، لأبين وأوضح، ولأرفع العتب، وأمزق الاستهجان وأجيب على الاستفسار.

وسأعود للأثفتين، الأولى والثانية، فعليهما دار الخلاف، وحولهما ثار الاختلاف.

أما بالنسبة للأولى، وهي اثفية الشهيد صدام حسين، فأول ما ابدأ به، هو تركيز قاعدة فكرية أتبناها واتواخاها، وعليها أدير فكري، ومن نواتها انسج مواقفي، وهي قاعدة تقول " بان الظلم لا يستبدل بالخيانة ".

طبعا مع التحفظ على كلمة الظلم القابلة للاختلاف، ودون التحفظ على كلمة الخيانة التي لا تحمل سوى مدلولا واحدا لا يعرف طريقا نحو خلاف أو تفارق.

ولنقل- فرضا – وليس تسليما أو إيمانا أو اعترافا أو قبولا- بان الشهيد صدام حسين كان ظالما، بل وكان أكثر أهل الأرض ظلما، وانه مارس من الظلم أنواعا وأشكالا، فهل علينا من اجل التخلص من "ظالم" أن نعلن خيانة الوطن والدين والوحدة والتاريخ والأمانة والماضي والحاضر، وان نقدم تراب العراق العريق، وتاريخ العراق الزاخر بكونه مفصلا من أهم مفاصل الأحداث، في التاريخ العربي والإسلامي، إلى دولة تشكلت من مجموعة من العصابات، والى طغمة من خيانة أرخت ذقونها وعرضها ودينها ووطنها وتاريخها إلى قادة العصابات الاستعمارية.

ما حدث في العراق، أذهل الذهول، وأدهش الدهشة، واستهجنه الاستهجان، بل وتبرأت منه الغرابة وتبرأ منه المجهول.

ما حدث في العراق، لم يحدث في التاريخ إلا في العراق، واستبعد أن يحدث في تاريخ زمن قادم.

العراق العريق بالعراقة والأصالة والشموخ، عراق التاريخ والرؤى المتوثبة، قفز من مكانته العالية الشامخة، ليسقط في وحل الخيانة والاستعمار، على أيدي مجموعة من عصابات مرتزقة أحلت دماء الشعب من اجل عاهرة تمسح بحذائها في سجن أبي غريب كرامة المقهورين المغلولين، ومن اجل شواذ جاءوا من تاريخ منسي ليهتكوا عرض الرجولة في شخصية العراقي الذي يعاف طنين الذباب قرب أذنه.

خرج الشهيد صدام من الحكم، فماذا على الأرض الآن؟ غير القتل والسفك والاغتصاب والسحل وتفجير المساجد وحرق المصاحف والاختطاف؟ ماذا يوجد في العراق اليوم؟ غير المثاقب والنيران وخلع الفك والأضراس وسمل العيون وبقر البطون.

ماذا يوجد في العراق اليوم؟ غير الموت المنبعثة رائحته من كل ذرة من ذرات ترابه الزكي الطاهر؟ ماذا يوجد في العراق اليوم؟ غير الأنين والشكوى والترقب والتحصن خلف الرجاء واللوعة من مداهمة للمنازل والمساجد والشوارع والأرصفة والأعشاب، ماذا يوجد في العراق اليوم غير بكاء ونواح دجلة، وغير أنين حضارة العباسيين.

ومن يقود العراق اليوم؟ حفنة من مرتزقة، قتلة، انشأوا فرق الموت والاغتيال والحرق والسلب والنهب، ووضعوا جباههم تحت بساطير الاحتلال، واستباحوا عرض العراق وبكارته، دون أن يرقبوا بتاريخه العريق النابض بالحضارة إلا ولا ذمة.

كان العراق في زمن الشهيد عراقا آخر، يغص بالأمان، بالحضارة، بالعلم، بالشموخ، بالأنفة، بالقدرة على الرفض والمقاومة، واستطاع العراق، عراق الشهيد، أن يوقف حلم فارس والرافضة بإمبراطورية جديدة، واستطاع أن يمرغ جباه سادتهم بوحله الطاهر، بل ووقف سدا منيعا بين انهيار الأمة وبين سقوطها، واستطاع أن يرسم مستقبلا ارق سادة فارس وصلف الرافضة.

والمراقب البسيط، البسيط جدا، يستطيع الآن أن يعرف، بوضوح تام كذب ادعاء من اتهموا صدام بالظلم والاستبداد.

والإفرازات الحالية، للوضع القائم في العراق الآن، تكشف تماما مدى علم الشهيد بالخطط والنوايا التي كانت تستتر في نفوس من روجوا اتهامات المظلومية والاستبداد.

هؤلاء هم ، سادة العراق وسدنته، وهؤلاء هم من رسموا الطريق للإطاحة بالعراق قبل الإطاحة بالشهيد ذاته، الآن عرف العالم مدى قدرة الشهيد على قراءة الواقع الخفي لمن كانوا يذرفون دموع التماسيح تظلما من استبداد مزعوم ومدعى.

الآن رحل الشهيد، رحل من قاد العراق إلى مراتب الرفض والكرامة، فليأت عراقي منصف، أو عربي منصف، أو عالمي منصف، ليخبرني بمقارنة الواقع، أيهما اشد ظلما واستبدادا، الشهيد المفترى عليه، أم المرتزقة الذين باعوا العراق بكل ما فيه.

الظلم لا يستبدل بالخيانة.
هل الصراخ بأذن الكون يكفي لإزالة المبرر لخيانة لا يمكن أن تبرر؟ خيانة الدين، وخيانة الوطن، أمران يصعب على الكون بكل ما فيه من امتدادات أن يصوغ لهما مبرر.

ومن يبحث عن مبرر للخيانة باسم إزالة الظلم، فله طريق واحد فقط، يقود نحو كرازاي ونحو قادة العراق، هناك يمكنه أن يجد ضالته.

لان الشرف والأمانة والرجولة لن تقوده إلا نحو ضريح شهيد في العوجا، رفض عروض العرب الخفية لمغادرة العراق، وظل فيها يقاتل حتى وقف يوما في المهزلة التي قادها حاقدون موظفون بادراة الاستعمار، قال " يستطيع الشعب العراقي أن يقول صدام مستبد، ولكن لن يستطيع احد ما أن يقول بان صدام كاذب".

نعم، كلمات رجل يعرف ما يواجه، وأدرك حجم المؤامرة، لكنه كان يسخر منها ومن قادتها بابتسامته المعهودة.

من يريد أن يتحدث، فليتحدث عن الواقع، المسيطر على الأرض، عندها فقط سيكون لنا أذن تسمعه لو تحدث عن ظلم الشهيد واستبداده، أما من يبرر الخيانة بإزاحة الظلم وجلب الاستعمار، فنحن والصخر والحجر في غنى أن نكلف أنفسنا عناء الاستماع له والرد عليه.

وما ورد في الاثفية الثانية، يدل وبوضوح، على أني لا أوالي ولا امالىء، فوطني المذبوح من الوريد إلى الوريد، فيه من الخيانة ما يوازي خيانة من ركبوا على دبابات أمريكا وارو ربا، وهم عندي سواء.

وحتى حماس التي كانت قبل فترة من الزمن تمثل قلب المقاومة وعمقها، أتت نحو قلمي دون مواربة أو تملق، لان الحقيقة فوق كل المشاعر والانفعالات.

أما المواقع، فلتحذف ما شاءت، ففي القلوب مساحات تتسع لقول تأباه إداراتها وأصحابها الذين رضعوا الاستبداد والإقصاء لكل قول مغاير لقولهم أو لرأي يوجع عقولهم وأفئدتهم.

مأمون احمد مصطفى
فلسطين- مخيم طول كرم
النرويج 4- 4 -2007

ليال
10-06-2007, 03:43 PM
لا أملك إلا أن أوافقك بكل نبض عربي صادق ومنصف
كن بخير.

حوراء آل بورنو
10-06-2007, 04:53 PM
كما يقولون ؛ عين الشمس لا يغطيها غربال !

و الشمس - الحق - يراه كل ذي بصر .. أقصد بصيرة ، و لا زلت أذكر قولاً لعامي أمي يدرك الحق بحسه : اعلم أن من يقف ضد أمريكا فهو رجل صاحب مبدأ .

لا بأس على أثافيك .. على قلمك .

كن بخير أينما دار قلمك .

حسنية تدركيت
10-06-2007, 05:15 PM
صدقت أخي المقصود ليس ابعاد الظالم عن المظلومين ولكن أن تكسر شوكة المسلمين
والمحزن أن هناك من صدق الأكذوبة , وصار في ركب الخائنين لدينهم ووطنهم وأمتهم
أسأل الله أن يتقبل صدام بقبول حسن على شهادته بالتوحيد , وأن يفرج هموم المسلمين في كل بقاع الأرض.
جزاك الله خيرا , ودمت بخير

منهل العراقي
10-06-2007, 06:50 PM
رائع هذه النص بنبضه الحي


تحياتي

وفاء شوكت خضر
10-06-2007, 08:21 PM
أخي مأمون ..

أحب أن أقرأ مقالاتك ..
لك وجهة نظر لا أشك أن بها ما يحيد عن الصواب ..
وإن كان عندي ما أختلف به معك ، لكن ما هو إلا رأي شخصي ينبع من عاطفة وليس حنكة سايسية .

لك التحية والتقدير ..
دمت بخير .

جوتيار تمر
10-06-2007, 10:22 PM
مامون العزيز..
ربما انا احيد بالفكرة نحو افق اخرى واجعلها اكثر وضوحا لكوني من الذين يمكن ان تضعهم على خانة المظلومين جراء حكم الرئيس السابق للعراق، وفي الوقت نفسه المنددين بطريقة تنفيذ الحكم، من حيث المكان والزمان، اللذان تعارضا مع كل بنود حقوق الانسان، واحترام الحريات، وحتى الاديان والاعراف.
الظلم عزيزي، لم يكن كذبا ملفقا، على ممارسات النظام السابق، لان الظلم بلاشك بلغ اقصاه، لكن معك الظلم لايستبدل بالخيانة، ولكن مفهوم الخيانة هنا يحتاج الى رؤية اعمق ربما لان، لفظة الخائن تجرنا جميعا من نعيش في العراق تحت ظلها، فليس هناك الا قلة قليلة رفضوا الحكم، لانهم كانوا وبلاشك من المستفيدين لحد الان من استغلال اسم المذهبية، لتحقيق مصالح ذاتية.
ايها العزيز، نصك بلاشك يعطي للحقيقة اوجه، ويعطي للمقابل ان يبدي رأيه دون تخاذل،وهذا ما الامسه دائما منك ومن طروحاتك، لذا اسمح لي ان اقول رأي هنا دون ان اكون من هذا الطرف او ذاك، حيث ما نشاهده الان على الساحة العراقية وعن قرب لكوننا نعيش الوضع ولسنا نتامله او نراه من خلال وسائل المنفعة والمصلحة المادية او حتى الشوفينية العنصرية، التابعة لهذا الطرف او ذاك، فان الوضع ليس الا امتداد طبيعي لتربية الارهاب والتسلط الذي خلفه النظام السابق في نفوس العراقيين،وما نراه الان هو من مخلفات تلك التربية التي طالت جميع مؤسسات المجتمع،
حيث الانتقام والطائفية والمذهبية، والنعصرية القومية، كلها امور كانت تمارس تحت ظلها ابشع الامر، ونحن الان نجد ما زرعته تلك السنوات من هذه التربية، حيث طفت الى السطح هذه الامور بحيث اصبحت وبلاشك مسألة انتقام وتصفية حسابات باسم المقاومة، والمقاومة ، ربما بريئة اسما من هذه الاعمال.
ايها العزيز..
لسنا مع الظلم نرفضه ، ولسنا بلاشك مع الخيانة، لكن الخيانة هنا لاتطال الجميع، لان البعض من من صدق على الحكم انما فعل اكراما للاسنان العراقي الذي طالته الة النظام السابق بشتى انواع العنف والاضطهاد.
لذا...اقول..لست مع حكم الاعدام اصلا، لكن ان كان ولابد، فالكيفية مرفوضة تماما لانها خدشت مشاعر الانسان أي كان.

دمت بخير
وعذرا ان خالفت
محبتي لك
جوتيار

مأمون احمد مصطفى
11-06-2007, 01:43 AM
الاخت الكريمة ليال:-

اشكرك على هذا المرور العطر.

مع كل المودة.

مأمون احمد مصطفى
11-06-2007, 01:46 AM
الاخت الكريمة حوراء:-

نعم الشمس لا تغطى بغربال، ولكن الاعين تغطى بمنخل صغير صغير، والى ان نكبر كعرب، وتتطاول قامتنا فيصبح المنخل واطئا والهامة عالية، لا نعلم ماذا في جعبة الزمن لنا.

صدق الامي العامي

مع كل الشكر والمودة لكرم ردك

مأمون احمد مصطفى
11-06-2007, 01:48 AM
الاخت حسنية تدركيت:

ليس امامهم الا التصديق، فمن لا يملك القدرة على الرفض يملك القدرة على الانصياع والتصديق.

مع كل المودة

مأمون احمد مصطفى
11-06-2007, 07:59 PM
الاخ منهل:-

تحية طيبة لمرورك الكريم.

مأمون احمد مصطفى
11-06-2007, 08:26 PM
العزيز جوتيار:-

"ولكن مفهوم الخيانة هنا يحتاج الى رؤية اعمق ربما لان، لفظة الخائن تجرنا جميعا من نعيش في العراق تحت ظلها، "

هكذا قلت في ردك.

ولكني انأى بنفسي عن اتهام الشعب العراقي برمته بالخيانة، فليس من طبعي التعميم والاطلاق، ولكني رغم ذلك فصلت معنى الخيانة بالجمل التي طرحت، حين ذكرت كرازاي ومن هم مثلة، ولاوضح الامور اكثر اقول ومن انضوى تحت لواء من جاءوا على الدبابات الامريكية، وكذلك من جاء الى فلسطين بارادة امريكا والصهيونية، وكل من انضوى تحت لوائهم باي عذر او مسمى، سواء كان عذر الجوع او مسمى الامن.

والثورة التي تطيح بزعيم بسواعد الشعب وارادته هي ثورة تستحق الاحترام والتقدير، حتى لو اختلفنا معها وتباعدنا بوجهات النظر، ولكن استمراء الخيانة من اجل ازاحة " ظالم او ظلم " امر لا يمكن تسميته سوى بمسمى واحد وهو مسمى الخيانة.

يمكن وكأي امر في الوطن الاسلامي، ان نخلق التعابير والصيغ والمبررات، ولكن الذي شك فيه ان الاطاحة بصدام حسين تمت عن طريق امريكا واوروبا، وليس عن طريق الشعب، ومن تسلموا بعده اثبتت التجربة البسيطة عمق خيانتهم وارتباطهم بالمصالح الامريكية والاوروبية والصفوية، ولم تكن العراق ولو للحظة لا يمكن حسابها في الزمن يهمهم بشيء، سوى بما فيه من نفط ومن ثروات ومن تقسيم وتقطيع، والواقع المشهود السائد المتفجر دليل يؤكد في كل يوم بان العهد السابق" بكل ما فيه من ظلم " افضل من عهد يؤطر العراق في مجموعة من الدويلات الخاضعة لطمع الاقليات.


العزيز جوتيار:-

ليس من الطبيعي ان تكون الرؤى متوافقة بل الاختلاف يقود الى احيانا الى توضيح الغامض وتبيان المستور، لك الحق كل الحق في ان تصف المرحلة السابقة بما تشاء من الوصف، ولك علينا ان نحترم رأيك، ولكن ليس لك علينا ان نؤمن به. وهذا هو منهج الخلاف والاختلاف.

لم اكن يوما ممن يؤيد سياسة الرئيس عرفات، بل وكنت في كل محفل اتهم مرحلته بالتخاذل والتهاون والتفريط، ولكن عندما خرج بوش ليخيرنا كشعب بين الدولة وبين اقصاء عرفات عن الحكم، تحولت بكل ما املك من طاقة لمناصرة الرئيس ياسر عرفات، بل واستبسلت في الدفاع عن شخصه والذود عنه " في تلك المرحلة"

اتدري لماذا؟

لان الظلم اهون من الخيانة، فلو وافقت حتى في النية السليمة على طرح بوش، ماذا ترى الفرق بيني وبين من يبيع ذاته وعرضه من اجل هوى او ضغينة او كره، الى مستعمر لا يمكن ان يقبل العقل او يتصور، ولو للحظة واحدة بانه يود مصلحة الوطن والمواطن.

العقل والشرف والامانة والصدق والحرية والانسانية كلها تابى ذلك.

العراق وطني كما هو وطنك، يوجعني ما يوجعه ويؤلمني ما يؤلمه،

ولك مني تحية الاقصى، ولي منك تحية دجلة والفرات

يا اخي يا ابن العروبة فلنختلف على كل شيء ولنتفق انا وانت على الوطن والانسان.

مع كل التحية

مأمون احمد مصطفى
12-06-2007, 12:36 AM
العزيز جوتيار:-

قلت في ردك:-
ولكن مفهوم الخيانة هنا يحتاج الى رؤية اعمق ربما لان، لفظة الخائن تجرنا جميعا من نعيش في العراق تحت ظلها، "

هذا ليس ديني ولا ديدني، وربما في المقالة ما يوضح ذلك، وقد تكون لم تصل الى المعنى الذي اردت، على اية حال، فالعراق ليس بمجموعه خائن، وليس من صفتي التعميم والاطلاق، ولكني كعربي غيور، وكمسلم يحمل امانة وجع الاهل في العراق الحبيب، قلت، " بان الظلم لا يستبدل بالخيانة " وانا هنا اعني كل حرف بكل ما فيه من حياة ودلالة، فالثورة التي يفجرها الشعب بسواعد اهله، ليسقط النظام الذي يرى فيه الظلم والاستبداد، هي ثورة تستحق التقدير والاحترام، سواء اتفقنا معها ام اختلفنا.

ولكن النظام المسوم بالظلم، والاستبداد، لم يسقط نتيجة ثورة شعبية عارمة، ولم ينهار بايدي اناس ظلمهم النظام ذاته " مع تحفظي المجازي على الظلم والاستبداد التي استخدمها كالفاظ للدلالة وليس للاثبات واليقين والقبول"، بل قامت طغمة من لفائف الخيانة بالتحالف مع الاستعمار من اجل اسقاط العراق ونبش عزته وكرامته، وكان جل همها تركيز التقسيم والتفتتيت للعراق تمشيا مع رؤية المستعمر، وليس تمشيا مع مصلحة الوطن والمواطن.

وما على الارض لا يستر كما قالت الاخت حوراء لا بغربال ولا بجبال ولا بآفاق، وما على الارض اقوى دلالة من الكلمات وسوق الادلة والبراهين التجريدية، ومن ينكر الواقع او يحاول تحويره، فانما كمن يحاول ان يوقف زحف الشمس باوردة الكون.

انا لا اتهم الشعب العراقي، ولا املك الحق بذلك، ولكني اتهم الطغم التي جاءت لتفتت العراق وتجعله دويلات ، وجاءت لتغير العلم العراقي وتضع على النسخة المحدثة الوان الصهيونية، واتهم كل من والاهم واصطف بصفهم دون قبول عذر الحاجة والامن، لان الحاجة التي تدفع بالانسان للوقوف في صف المستعمر للتخلص من " الظلم " هي حاجة الخيانة التي لا تبرر.

انا لم احب ياسر عرفات يوما، بل وكنت من اكثر الناس طعنا بمرحلته كلها، وهي مرحلة التفريط والهزيمة باجلى صورها، وقاسيت بسبب ذلك الكثير، ولكن حين خرج بوش ليخاطب الشعب الفلسطيني ويخيرة بين الالتزام بالنهج العرفاتي او الدولة الموعودة، تحولت بدافع الواجب الوطني الى صف الرئيس عرفات مكافحا ومنافحا، لان الخيار واحد، اما ان اكون من اتباع بوش وخدمه وطابوره الخامس والسادس، واما ان اكون مع الوطن المذبوح بسكين الاحتلال وسكين التنازل والتفريط، ولكن الالتزام بالوطن اسمى واعلى من التخلص من نهج لم احبه ولم ارضاه

والعراق بلدي، شاء من شاء وابى من ابى، ولست بحاجة الى اذن من احد لاكون وطنيا وعروبيا واسلاميا، لذلك فما يؤلمه يؤلمني، وما يوجعه يوجعني، تماما مثلك، ومثل اي عراقي حر، وهذا حق طبيعي اعيش فيه دون اذن او تصريح من اي كائن كان.

لك الحق المطلق في الكتابة عن النظام السابق باي صورة تشاء، ولك علينا حق احترام رأيك وتقديره، ولكن ليس لك الحق ابدا ان تجبرنا على الايمان بما تعتقد وما ترى، وهذا ليس طبعك كما عهدت من ردودك المتزنة والهادئة.

ما دمنا قد اتفقنا على ان الظلم لا يستبدل بالخيانة، فكل الذي نختلف فيه لا يعتبر خلافا يستحق ان ياخذ من عروبتنا وحميتنا الا الخلاف والاختلاف على الوطن والمواطن.

فتعال اخي العربي نختلف ونفترق على كل التفاصيل، ما دمنا لا نختلف على تراب القدس او اتراب بغداد.

لك من كل الود والمحبة