المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خارج حدود الفرح..



واحة أمان
11-06-2007, 06:21 PM
خارج حدود الفرح
الزمان ..عمري الذي بدأ بلقياك ...والمكان ..روحي..التي تراكمت فيها أجمل ذكرياتي معك ....
أقفلت أجفاني كي أغوي عيني بالرقاد ،فوجدتني أتأرجح بحبال الفكر ..ووجدت طيفك يحاصرني من كل الأبعاد..ويضحك ؟!يضحك أنه حرمني لذة المنام .
يتردد من أعماقي صدى السؤال عن شوقي إليك بلا انتهاء...فيرجع الصدى ...أن ذاكرتي ذهبت إليك ولم تعد..
أعيش معك رغم المسافات المعبدة بظلمة السفر ،وأعلل النفس بقرب اللقاء ..يرقد الجسد بعد أن أنهكه الإنتظار ..وأسمع صوت الريح ..تعتريني رجفة لا أدري أهي البرد أم الخوف ،وأجفل من المكان أتحسس ما يدور خلف زجاج النافذة بعد أن تحركت أغصان الشجر توحي للخائف أن هناك من يهمهم بسلب النوم من أجفانه ..ومرة تراني أختلس النظر من ثقب الباب فتفتر عزيمتي عندما أوقن أن ما أسمعه مجرد حركة قطة تبحث عن مكان يحمل لها شيئا من الدفء .
الناس في بلدتي يأوون إلى بيوتهم مبكرين كما تعهد ..وأكاد أذكرك تقول "الناس هنا ينامون قبل الدجاج "..نعم ..الشارع أمام البيت خال إلا من بعض ضحكات الشباب الذين ربما لم تتسع لهم بيوتهم ...أو ربما صدور ذويهم ..
وفجأة تمر سيارة يثير صوتها الرعب في نفوس الغافلين منذ حين .
بيت الجيران معتم ولا تكاد تميز الجدار من النافذة ،لأن جارنا أطفأ الأنوار واكتفى ببعض النور المنبعث من أعمدة الشارع .
تتراقص الأشجار حول المنزل حتى يتهيأ لك أنها أشخاص باتوا يرقصون حتى بزوغ الفجر ..ولا تدري أيرقصون فرحا أم ألما من قسوة الريح .
أنا ساهرة أرقب كل هذا ..يتسلل الخوف إلى نفسي ...في وحدتي تحيط بي الوحشة من كل صوب، أستجدي عقارب الساعة المتشبثة بالحائط أن تحث الخطا ،وتسرع المسير ..وعند يأسي أكاد ألقي بها أرضا كي لا أسمع تكاتها تثير أعصابي .
وأستعيذ برب الناس من كل وسواس يطاردني ،وأهم بركعتين، وتلاوة بعض آيات الرحمن علي أجد للنوم سبيلا، فأسمع صوت الفجر يكبر خالق هذا الكون ومدبره ..أأدي صلاتي ،وأقبع في فراش غادره الدفء منذ حين ولا أدري كم غابت عني الحياة حين أحسست بابني يدس جسده بجانبي ،..وهكذا تمر أيامي ،تطاردني وأغالبها لتطوي عني صفحة من كتاب غيابك المحمل بالوجع .
أتدري كم مرة تأملت صورتك أحدثها لظني أنها تحدثني ..؟!كم مرة ذكرتك ..بل قل كم لحظة لم أذكرك فيها ..وكم مرة فارق طيفك خاطري ..كم حملتني أشواقي إليك ..وتمزقت أشرعتي دون الوصول إلى برك.
كم مرة خرق صدى صوتك جدار صمتي ..وبخر حر النوى شلال أدمعي .
ومرة حلمت بك توقظ صحوي كي أشاطرك رزق الفجر..وتاهت كلماتي في دعاء الوتر أأمنه خلفك، وأنت تطلب العلي القدير لنا الأمان في الدنيا والغفران في الآخرة ...هو ذات السحر لا يبارح كلماتك .
تلك أيامي تجرفها رياح البعد إلى اللاقرار..وتتناثر ذكريات الماضي على تلال السنين ،وتراها فقدت ذاك البريق ،ولم يبق لقلبي المعذب سوى الشحوب والدموع .
هذي سنون أراها ضائعة من سني عمري ،يسطرها التاريخ رغما عني ،ويدون لحظاتها في كراسة أيامي ،ويحفر على وجهي بصمات تثبت أن الأسى قابع على شواطئي ..يلد في كل لحظة نهرا من وهم .
أتدري ..؟حين يقترب موعد قدومك يصافح الرجاء قلبي ..وترف فراشاته تدندن بأغنية نسيتها عند حافة الذكرى ..
أترك لنفسي عنان الفرح ..فترتطم بأوجاع السفر من جديد ..وإلى أن يموت السفر ..تبقى أحلامي خارج حدود الفرح.

وفاء شوكت خضر
11-06-2007, 06:53 PM
الأديبة الغائبة الحاضرة الحبيبة إلى النفس والقلب
واحة أمان ..

ما بين غياب وإياب ، تأتيني بحقائب متخمة بالهدايا ..
وقلب خاو ، تيبست فيه آخر نبتة شوق كنتُ غرستها ذات وداع .
على عتبات الوداع ، ضاعت ذكرياتنا ، ولم يبق إلا صورة تأطرت بالجمود بلاحياة .
تشبث بها حائط اصطبغ بلون الحزن ، صورة بهت لون الحياة فيها ..
وعقارب الساعة تقتات على أيام عمري ، تقرضها بملل يقتل بي معنى الحياة ..
وعلى شرفات انتظارك ، زرعتُ الأمل في أصص الحلم ، رويتها من سجم عين أدمنت السهر ،
أرقب موعد قدومك يصافح الرجاء قلبي ..
أترك لنفسي عنان الفرح ..فترتطم بأوجاع السفر من جديد .

أختي الغالية أم محمد ..
رسم قلمك الحزن بحروف جميلة ..
اشتقنا لهذا الألق الذي افتقدناه وقتا ليس بالقصير ..
فلا تطيلي علينا الغياب ..

أشتاق لك بحق ..
لك كل الحب وباقات الود وطاقات الورد .

جوتيار تمر
11-06-2007, 10:28 PM
واحة امان..

اهلا بك من جديد...

ذات يوم ارسلت لي صديقة هذه الكلمات فاعجبتني عساها تعجبك..

جوتيار في كل شريعة توجد مساحة للبوح الذاتي، ذلك البوح الذي يعلو فيه صوت انا خافتة، تهمس في اتون مغارات الانسان وقعها كوقع دبيب النمل، تمر فجأة فوق اغداق المرء فتشعره بوجودها، لكنها لاتظهر له ملامحها، فيعيش المرء في ذاته وقعها دون ادراك حتمي لملامحها، وهكذا تتوه في افقه الملوس لينتقل به الى الحدسي وهذا الاخير يبقى دائما ذا وقع ثقيل جدا، لانه لايعطي ابدا اجابة واضحة وصريحة، انما يعلق المرء بين الوضوح الغير مكمل واللاوضوح التام فيعيش حالة خوف وقلق وحزن دائم، وهذا هو ملخض الانسان الحالي من وجهة نظري خوف من المجهول وقلق على المصير وحزن يلازمه لانه بات على المحك في وضوح الاشياء لديه.


محبتي لك
جوتيار

مينا عبد الله
11-06-2007, 10:38 PM
واحة امان ..
بحثت في نصك الرائع عن واحة لامان روحي القلق فوجدت الشوق والخيارات الصعبة تنوء حزنا على اكتافي المرهقة
فهلا رحمتي بي .. نصلك لامس عذابات روحي واقترب من مسامات الجرح

مودتي لك ايتها الاديبة الرقيقة

ميــــــــــنا

عمر علوي
11-06-2007, 11:13 PM
لا أعلم لماذا اختلق النقاد إشكالية الكتابة النسوية، هل هو لخلق نظرية جديدة عن الأدب الذكوري و أخرى عن الأدب الأنثوي أم هي مجرد معركة كلامية لتحريك النقاش...
لا أستطيع أن أفرق بين أدب =كوري و أدب أنثوي إلا من خلال قراءة اسم صاحب النص..
كل هذه المقدمة.. لأقول بأن الجمال هو المعيار.. جمال التعبير و جمال المشاعر و جمال الأفكار..
و كل ذلك وجدته في نصك.. بوركت
تحياتي للأديبة أمان
أخوكم عمر.

مروة عبدالله
12-06-2007, 12:42 AM
واحة أمان

حلم الماضي وطلب الرجوع

فجوة صارخة في الفؤاد

وقاتلة تحرق الصبح والمساء

أوجاع قاسية لا ترحم صغير ولا كبير


ابقي كما أنتِ ولا تسألي عمن رحل

سعدت بمرورى هنا سيدتي

واحة أمان
12-06-2007, 09:03 AM
الأخت الحبيبة وفاء شوكت :
سعيدة بمرورك المحمل بالشوق ...هي أيامنا ترسمنا بلون الحزن ،ويأبى الفرح أن يزورنا دون دمعة أو قتام ....والمحبة كالموت لا تستطاع إلا مرة واحدة .

واحة أمان
12-06-2007, 09:19 AM
جوتيار :
أعجبني هذا السبر لأغوار النفس ...هكذا هو الحزن ..يحل ضيفا ثقيلا ولا يكاد يغادرنا حتى نتأهب للرحيل .
دمت بخير

واحة أمان
12-06-2007, 09:26 AM
مينا ..
أشكر لك مرورك عند حرفي ،وأتمنى لك السعادة والأمان ..
دمت بخير

واحة أمان
12-06-2007, 09:31 AM
الأخ عمر علوي :
نعم ..الجمال هو المعيار ..جمال النفس ..وجمال التعبير ....وجمال ردك .
دمت بكل الخير

واحة أمان
12-06-2007, 09:38 AM
الأخت الرائعة مروة :
سيزهر الأمل يوما ..ويأتي الفرح..وسيبقى القلب موطنا يعود إليه بعد طول السفر .

نور سمحان
12-06-2007, 01:03 PM
نص محكم
رقيق للغاية
عميق جدا
صدقا راق لي
محبتي لك

واحة أمان
13-06-2007, 06:44 AM
الأخت نور سمحان :
أشكر لك مرورك الرقيق عند نصي ..ولك فائق احترامي
دمت بكل خير

خليل حلاوجي
13-06-2007, 08:16 AM
ابحار في دهشة الوعي

وسطور تحمل من الحلم ... مايكفي لزاد السفر

وجدت هنا أدبا ً رفيعا ً ... تحسدين عليها

مأمون المغازي
14-06-2007, 01:10 AM
سيدتي أديبة المشاعر السامية ،

بين فضاءات التأمل ، وسياط الألم ، بين لحاظ الترقب وتكات الساعة ، بين الحلم والوهم ، بين الغد والذكرى كنت هنا .

نص انساب في رشاقة الجدول الرقراق بخريره الموحي بالشجن . كنت في بلدتنا أتأمل النهير ، وأنظر إلى أذياله وأتعجب كيف خلف تاريخه خلفه ، وهل كل منطقة مر عليها بكته في مروره ؟ ! وأعود فأبتسم عندما ألقي إليه بحصاة هشة أرقب الدوائر تنداح وكأنها الفراق المتجسد ، لكن الماء يبقى ماء كما هو وتستمر الحياة لأن المنبع يمد المجرى .

بين حركة النهر وألم الترقب ، ونشوة الحضور تنبني حياتنا الانفعالية ، وقد احتوى نصك من مساحات كل شيء ما جعله يتسلل إلى النفس رغم ما يحمل من حزن ، إلا أنه يأتي بخاتمة رائعة ، حين يكون الشيء خارج حدود الشيء .

سيدتي ،

دائمًا لنصوصك أثر عميق لعمقها المغلف بالبساطة . وهذه مهارة لا يتقنها الكثيرون .

احترامي وتقديري

مأمون

واحة أمان
16-06-2007, 09:26 PM
أخي الكريم خليل حلاوجي :
لمرورك وقع خاص ..ودائما ما تسعدني قراءتك لنصوصي ...
دمت بكل الخير أخي... وأطلب من الله العلي العظيم أن يبدل أحزانكم فرحا وفرجا إنه على ذلك قدير ...أخوتنا في العراق الحبيب .

واحة أمان
16-06-2007, 09:33 PM
أديبنا الفاضل الأستاذ مأمون :
جميل أن تتداخل أفكارك مع نص تقرأه ..والأجمل أن تضفي عليه قراءتك وشاحا من جمال
دمت رائعا ..أشكر لك هذا الإطراء .