تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حلم أم كابوس أم واقع أليم؟....للثوري الأديب : خليل حلاوجى



د. نجلاء طمان
15-06-2007, 10:32 AM
حلم أم كابوس أم واقع أليم؟

دراسة نقدية تحليلية عن قصة قصيرة جدا " حلم"

للثوري الأديب : خليل حلاوجى.


حـــــلم

من فوق الجبل تدحرجت جثتي فتناثرت أوراق كتبي وهي السرير الذي نمت ُ عليه منذ سنين ، فاستفقت ُ من حلمي ... لا جبل ... ولا أوراق ... ولا سرير ، سوى أقلاما ً صارت لنهاراتي سيوفا ً تقطع الحلم


الافتتاحية:

{من فوق الجبل تدحرجت جثتي}

بالرغم من كون الكاتب مهد للمتلقي الطريق لمشاهدة حلمه..إلا أن المتلقي اصطدم بكابوس مفاجىء وانتابته قشعريرة مبهمة وهو يشاهد بعينه تدحرج جثة الكاتب (الصدمة الأولى) .


في الحقيقة أخرج الكاتب المتلقي فورا بهذه الصدمة من حلم رسمه المتلقي في خياله في إبداع مطلق –أخرجه إلى كابوس كتمهيدية أكيدة لاصطدام أكيد بواقع مرير...لأن فن القصة القصيرة جدا المتبع هنا - أو الومضة من وجهة نظري- لا يحتمل معه السرد بقدر ما يتطلب التتابعية الومضية المتلاحقة


التلاحق الومضى:

{فتناثرت أوراق كتبي وهي السرير الذي نمت ُ عليه منذ سنين ، فاستفقت ُ من حلمي }


هنا الكاتب يمهد للمتلقي لحظة الخروج من كابوسه ليصدم بالواقع متبعا ذلك في نفس اللحظة بالاستفاقة الفورية.


{... لا جبل ... ولا أوراق ... ولا سرير ، سوى أقلاما }
ومضة تأكيدية يؤكد بها الكاتب للمتلقي استقرارية الاستفاقة .


الخاتمة:

{صارت لنهاراتي سيوفا ً تقطع الحلم}
أتت الخاتمة كصدمة أخرى فما أن حاول المتلقي التقاط أنفاسه حتى وجد نفسه يصطدم بواقع أكثر عاصفة من الكابوس (الصدمة الثانية).


التعقيب:

تحمل هذه القصة القصيرة جداً، والمكثفة، فكرةً مركزة، لا تتطرق بصورة مباشرة إلى إشاراتٍ واضحةٍ، وإنما تخفي في داخلها ما طبعته هذه الحياة في الفكر، وفي الوجدان، من قيمٍ فكريةٍ وحضاريةٍ ترنحت تحت ثقل وطن ممزق ، في ومضاتٍ كتابية وصلت بروعتها إلى الخاطرة، أو اللقطة الحية، أو الترنيمة أو اللمسة الحريرية الرقيقة التي تشبه تألّق الحلم.


تميزت القصة بما تحمله من خصائص القص الراقية التي تعتمد على الإدهاش والإثارة، وانتهاء القفلة بموقفٍ مؤثر غير متوقعٍ، وهو المزج بين الحلم والواقع الذي ينوء الإنسان بثقله. جاءت القصة هنا كومضة تحتضن الحزن والخيبة من منظور ذاتي للكاتب انفعل معها المتلقي بكل مشاعره حتى الوجع متناسيا للكاتب كل صدماته داخلها.


وقفت كثيرا أمام هذه الومضة (القصة القصيرة جداً) ، وجدت هنا الكثير من الغربة والألم ، وتأكيدا على قول العرب "البلاغة في الإيجاز" . في القصة تكثيفٌ وتكوينٌ وتشكيلٌ فنيّ يشبه تكثيف الغابة المثيرة التي تترك الإنسان –بعد أن يملأ ناظريه وعقله منها- يمضي في دروبها حائراً، يتلمس لقدميه مواطئ، ويستهدي لباصرته نوراً هادئاً مريحاً "ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور".


جاءت ومضة الحلاوجي هنا كاشفة لنا مرآة ترينا وجوهنا على حقيقتها ..مجردة بغير أصباغ، وتضع أصابعنا التي أحرقت .. أمام عيوننا مباشرة، وترينا أنفسنا التي فقدت كثيراً كثيراً من البراءة والحب والخير والجمال والحق تحت ضغط واقع ممزق مرير.


الخليل العزيز:

بالرغم من كل الوجع والألم في ومضتك الكابوسية إلا إنني سمعت هنا ضحكة ساخرة مريرة..فهل أخطأت أذني ؟


شذي الوردة لهذا الإبداع

د. نجلاء طمان

وفاء شوكت خضر
15-06-2007, 11:46 AM
الأديبة / د. نجلاء

بحق أبدعت في هذه القراءة العميقة ، لأقصوصة لم تتعدى الأربعة أسطر ، وكأنك عملت على فتح ملف مضغوط لتخرجي ما حواة .

سعدت بمتابعة قراءتك الرائعة .

مأمون المغازي
15-06-2007, 01:49 PM
أديبتنا الناقدة : نجلاء طمان ،

جميل هذا اللقاء بينك وبين الحبيب خليل حلاوجي .

قراءة نقدية موفقة تناولت أهم العناصر التي انطوت عليها القصة القصيرة جدًا من منظور تشريحي لا يعتمد على المصطلحات ، وإثبات أن النقد ليس مصطلحات صماء .

هنا تعاملت نجلاء طمان مع النص من خلال المكتوب سطرًا والشعور ، وإسقاط الحالات الشعورية والمحسوسات على الحلم الذي تراه كابوسًا ، وقد وفقت الناقدة في إدراك العلاقات بين عناصر الحلاوجي التي بنى عليها عمله الإبداعي المكثف ، وقد التزمت طمان عناصر الدخول إلى العمل القصي هنا وهذا مهم جدًا في تناول أي عمل إبداعي بالقراءة الناقدة فالدخول لا يختلف عن الإغلاق فأحدهما يسلم القارئ للحدث ، والآخر يخرجه منه إلى العوالم التي يحاول الكاتب إدخاله دروبها .

وبالإجمال ، لقد كانت الناقدة نجلاء طمان موفقة في تناول هذه القصة القصيرة جدًأ بالقراءة ، كما أرى أنها أجادت استخدام أدواتها التي اعتمدت عليها ، ووظفتها توظيفًا جاء خادمًا للنص وللمتلقي بالدرجة الأولى .

محبتي واحترامي وتقديري

مأمون

د. عمر جلال الدين هزاع
15-06-2007, 05:09 PM
بوركتما
فكراً
وأدباً
ونقداً
...........
نحتاج لمثل هذه الوقفات التحليلية
لكي نوسع بها آفاق الرؤى
فلكما الامتنان

خليل حلاوجي
18-06-2007, 08:00 AM
الاديبة النجيبة الاريبة : الاخت الدكتورة العزيزة نجلاء طمان

صباحك الورد ...

الحقيقة اني مندهش لهذا الكم المذهل من التحليل والتقويم ... فلقد وجدت قصة ( حلم ) هنا الروح بعد ان كانت قصة صامتة ...

اديبتنا الغالية :
فقط اردت ان اعرج على تساؤل ... كيف يمكن للجثة ان تتدحرج من فوق الجبل ثم تستفيق من الحلم

ذلك ان الكثير منا ينسى اننا جثة بروح نفخ الله تعالى فينا من روحه
قال تعالى
( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )
الجسد سموت ولكن الروح كالحلم .... لايموتان

\

ولي عودة مرات ومرات

تقبلوا بالغ تقديري ... وإمتناني

لميس الامام
18-06-2007, 11:09 AM
د. نجلاء
تحياتي لقلم ناقد راق ٍ واعٍ تدحرجت حروفه فوق شلال صغير يقع من مرتفع ليروي كليمات القصة القصيرة جدا..الرمزية جدا.. كالحلم الذي نسعى الى تفسيره...جاء ابحارك مدهشا...ولقد راقتني جداً تلك الومضات
المتلاحقة المتدحرجة من علٍ...
اهنئ نفسي على مروري هنا وقراءة هذا التحليل المنصف..
مودتي
لميس الامام

د. نجلاء طمان
20-06-2007, 12:21 AM
الأديبة / د. نجلاء
بحق أبدعت في هذه القراءة العميقة ، لأقصوصة لم تتعدى الأربعة أسطر ، وكأنك عملت على فتح ملف مضغوط لتخرجي ما حواة .
سعدت بمتابعة قراءتك الرائعة .



الأستاذة الأديبة : وفاء

ألاحظ اتجاهاتك النقدية مؤخرا, وردودك التى تحمل نظرة نقدية تفهمية.

كم أتمنى أن أرى لك محاولة نقدية قريبا .


شذى الوردة لتألقك

د. نجلاء طمان

د. نجلاء طمان
09-07-2007, 08:31 PM
أديبتنا الناقدة : نجلاء طمان ،
جميل هذا اللقاء بينك وبين الحبيب خليل حلاوجي .
قراءة نقدية موفقة تناولت أهم العناصر التي انطوت عليها القصة القصيرة جدًا من منظور تشريحي لا يعتمد على المصطلحات ، وإثبات أن النقد ليس مصطلحات صماء .
هنا تعاملت نجلاء طمان مع النص من خلال المكتوب سطرًا والشعور ، وإسقاط الحالات الشعورية والمحسوسات على الحلم الذي تراه كابوسًا ، وقد وفقت الناقدة في إدراك العلاقات بين عناصر الحلاوجي التي بنى عليها عمله الإبداعي المكثف ، وقد التزمت طمان عناصر الدخول إلى العمل القصي هنا وهذا مهم جدًا في تناول أي عمل إبداعي بالقراءة الناقدة فالدخول لا يختلف عن الإغلاق فأحدهما يسلم القارئ للحدث ، والآخر يخرجه منه إلى العوالم التي يحاول الكاتب إدخاله دروبها .
وبالإجمال ، لقد كانت الناقدة نجلاء طمان موفقة في تناول هذه القصة القصيرة جدًأ بالقراءة ، كما أرى أنها أجادت استخدام أدواتها التي اعتمدت عليها ، ووظفتها توظيفًا جاء خادمًا للنص وللمتلقي بالدرجة الأولى .
محبتي واحترامي وتقديري
مأمون

أستاذي العزيز: مأمون المغازي

تحية الإكبار والإجلال لك أيها السامق فى فكرك

أبحرت فى الدراسة النقدية بمركب عقل راجح, ومجدافي وعي متفرد, وشراع تفهم واثق.

سرني وشرفني مرورك على دراستي المتواضعة سيدي

شذى الوردة لمرورك الكريم

د. نجلاء طمان

أحمد الرشيدي
09-07-2007, 09:27 PM
أستاذتي الدكتورة القديرة
السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فقد حظيت بمتعتين الأولى بقراءة النص مجددا ، وكأني عيني تقع عليه للمرة الأولى على الرغم من تتبعي لإبداعات الأديب خليل التي شغفت بها ، والأخرى دراستك الفريدة التي أوصلتني إلى آفاق ما كنت لأصلها لولا تحليلك النافذ إلى أعماق النص .
فهل تأذنين أستاذتي الكريمة أن ألوذ بدراستك ، فأعلق عليه من وحي تحليلك :

أول ما يطرقنا في النص عنصر المفاجأة والصدمة والتشويق في قوله : " من فوق الجبل تدحرجت جثتي " بتأخير المبتدأ وتقديم متعلق الخبر ، وهذا من شأنه أن يجعلنا نستشرف المبتدأ ونتطلع له ، ثم إن ذكر الظرف ( المضاف ) إلى ( الجبل ) له وقع ذو بال في رسم الصورة التي أراد الأديب أن نتخيلها - من فوق قمة جبل - ها نحن تصورناه وأحضرناه في ذهننا ، فكان ماذا ؟ ( تدحرجت جثتي ) ولا شك أن تدحرج الجثة من فوق الجبل ، و لا حظ أنتقاء كلمة ( جثة ) وكأنه يقول أنا مت من قبل ، ولكني بقيت محتفظا بمكاني على قمة الجمل ، ولكن هذه الكلمة وهذا التركيب يكشفان عن خوالج نفس هذا الأديب وأنه مر بلحظة نفسية - أحسب أنها مريرة - بحيث إنها تمكنت من زحزحت جثة كانت محتفظة بمكان استقرت فيه ، ترى ما هو الشيء الذي زحزح الجثة وهوى بها بلا أدنى شفقة ، ولا أدنى اعتبار للمكان التي كانت مستقرة فيه ..؟
ثم جاء العطف بالفاء ، وهو في هذا السياق أشبه بالسحر ؛ لأنه يفيد سرعة وقوع الحدث - أليست هي جثة - ألم تهو من قمة الجبل - وهو ما يتسق مع السياق النفسي والمنطقي الذي حتم العطف بالفاء : وكذلك قوله : " فتناثرت أوراق كتبي " وهذه الجملة من بديع التصوير لاسيما اذا استحضرت " من فوق قمة الجبل " ثم جاءت الجملة - الواقعة موقع النعت لـ ( كتبي ) " وهي السرير الذي نمت ُ عليه منذ سنين " لتؤكد ما قيل في صدر الكلام عن إيحاءات ( جثتي ) فهذا المكان استقر فيه الأديب طويلا ، وهو ما توحي به كلمة السرير - أيضا ، وهذا التناسق يؤكد سيطرة الشعور الذي أملا على الأديب هذه القصة ..
ثم جاءت الجملة : " فاستفقت ُ من حلمي ... لا جبل ... ولا أوراق ... ولا سرير ، سوى أقلاما ً صارت لنهاراتي سيوفا ً تقطع الحلم " مصدرة بالعطف بـ الفاء - أيضا - وهذا العطف يشعر بهول ما نتج عن الحدث الأول ( تدحرجت ... ) وكأنها لحظة الارتطام في الأرض ..


***

ثمة ملاحظة لعل آفات الكتابة على هذا الجهاز ألمت بها ، وهي : ( سوى أقلاما ) .

دمتما مبدعين
ولكما من تلميذكما الإكبار والتوقير

د. نجلاء طمان
14-07-2007, 10:31 PM
بوركتما
فكراً
وأدباً
ونقداً
...........
نحتاج لمثل هذه الوقفات التحليلية
لكي نوسع بها آفاق الرؤى
فلكما الامتنان

الأديب الشاعر: د. عمر

الامتنان موصول لمن يقدر الكلمة والنقد وفائدة كلا منهما للآخر.

شرفنى مرورك أيها السامى فى الفكر.

د. نجلاء طمان

د. نجلاء طمان
30-07-2007, 06:52 PM
الاديبة النجيبة الاريبة : الاخت الدكتورة العزيزة نجلاء طمان
صباحك الورد ...
الحقيقة اني مندهش لهذا الكم المذهل من التحليل والتقويم ... فلقد وجدت قصة ( حلم ) هنا الروح بعد ان كانت قصة صامتة ...
اديبتنا الغالية :
فقط اردت ان اعرج على تساؤل ... كيف يمكن للجثة ان تتدحرج من فوق الجبل ثم تستفيق من الحلم
ذلك ان الكثير منا ينسى اننا جثة بروح نفخ الله تعالى فينا من روحه
قال تعالى
( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )
الجسد سموت ولكن الروح كالحلم .... لايموتان
\
ولي عودة مرات ومرات
تقبلوا بالغ تقديري ... وإمتناني

الخليل العزيز

ما زلت ثوريا مفكرا حتى فى ردك

أما عن سؤالك فهو أكبر من أن يستوعبه مجرد رد, بل يحتاج لمقالات تفكرية عديدة, لكن أكتفى وأقول , وكيف يمكن أن أن نرى الموتى ونحدثهم ويحدثونا, ونأخذ منهم ونعطيهم؟؟؟؟؟, عساك فهمتنى أيها العزيز!.

شذى الوردة لعقليتك وعساك تعود قريبا! فقد افتقدتك الواحة.

د. نجلاء طمان

د. نجلاء طمان
07-09-2007, 10:55 PM
د. نجلاء
تحياتي لقلم ناقد راق ٍ واعٍ تدحرجت حروفه فوق شلال صغير يقع من مرتفع ليروي كليمات القصة القصيرة جدا..الرمزية جدا.. كالحلم الذي نسعى الى تفسيره...جاء ابحارك مدهشا...ولقد راقتني جداً تلك الومضات
المتلاحقة المتدحرجة من علٍ...
اهنئ نفسي على مروري هنا وقراءة هذا التحليل المنصف..
مودتي
لميس الامام

لميس الإمام

وأستاذة في النقد

يفخر قلمي لشهادتك في حق دراستي المتواضعة.


شذى الوردة لمرور كالقمر

د. نجلاء طمان

د. نجلاء طمان
15-11-2007, 04:53 PM
أستاذتي الدكتورة القديرة
السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فقد حظيت بمتعتين الأولى بقراءة النص مجددا ، وكأني عيني تقع عليه للمرة الأولى على الرغم من تتبعي لإبداعات الأديب خليل التي شغفت بها ، والأخرى دراستك الفريدة التي أوصلتني إلى آفاق ما كنت لأصلها لولا تحليلك النافذ إلى أعماق النص .
فهل تأذنين أستاذتي الكريمة أن ألوذ بدراستك ، فأعلق عليه من وحي تحليلك :
أول ما يطرقنا في النص عنصر المفاجأة والصدمة والتشويق في قوله : " من فوق الجبل تدحرجت جثتي " بتأخير المبتدأ وتقديم متعلق الخبر ، وهذا من شأنه أن يجعلنا نستشرف المبتدأ ونتطلع له ، ثم إن ذكر الظرف ( المضاف ) إلى ( الجبل ) له وقع ذو بال في رسم الصورة التي أراد الأديب أن نتخيلها - من فوق قمة جبل - ها نحن تصورناه وأحضرناه في ذهننا ، فكان ماذا ؟ ( تدحرجت جثتي ) ولا شك أن تدحرج الجثة من فوق الجبل ، و لا حظ أنتقاء كلمة ( جثة ) وكأنه يقول أنا مت من قبل ، ولكني بقيت محتفظا بمكاني على قمة الجمل ، ولكن هذه الكلمة وهذا التركيب يكشفان عن خوالج نفس هذا الأديب وأنه مر بلحظة نفسية - أحسب أنها مريرة - بحيث إنها تمكنت من زحزحت جثة كانت محتفظة بمكان استقرت فيه ، ترى ما هو الشيء الذي زحزح الجثة وهوى بها بلا أدنى شفقة ، ولا أدنى اعتبار للمكان التي كانت مستقرة فيه ..؟
ثم جاء العطف بالفاء ، وهو في هذا السياق أشبه بالسحر ؛ لأنه يفيد سرعة وقوع الحدث - أليست هي جثة - ألم تهو من قمة الجبل - وهو ما يتسق مع السياق النفسي والمنطقي الذي حتم العطف بالفاء : وكذلك قوله : " فتناثرت أوراق كتبي " وهذه الجملة من بديع التصوير لاسيما اذا استحضرت " من فوق قمة الجبل " ثم جاءت الجملة - الواقعة موقع النعت لـ ( كتبي ) " وهي السرير الذي نمت ُ عليه منذ سنين " لتؤكد ما قيل في صدر الكلام عن إيحاءات ( جثتي ) فهذا المكان استقر فيه الأديب طويلا ، وهو ما توحي به كلمة السرير - أيضا ، وهذا التناسق يؤكد سيطرة الشعور الذي أملا على الأديب هذه القصة ..
ثم جاءت الجملة : " فاستفقت ُ من حلمي ... لا جبل ... ولا أوراق ... ولا سرير ، سوى أقلاما ً صارت لنهاراتي سيوفا ً تقطع الحلم " مصدرة بالعطف بـ الفاء - أيضا - وهذا العطف يشعر بهول ما نتج عن الحدث الأول ( تدحرجت ... ) وكأنها لحظة الارتطام في الأرض ..

***
ثمة ملاحظة لعل آفات الكتابة على هذا الجهاز ألمت بها ، وهي : ( سوى أقلاما ) .
دمتما مبدعين
ولكما من تلميذكما الإكبار والتوقير

بل أستاذ أنت وربي, لله در تلك الرؤية التي تناولت منها النص!. أعجبتني بلا حدود

أستاذ أخي الرشيدي, هل تكفيك تلك الشهادة من أختك؟؟

أظنها لا تكفي

شذى الوردة لك ولأخي الخليل, عساه يعود سريعا, فرج الله كربه.

د. نجلاء طمان

خليل حلاوجي
09-07-2008, 08:55 AM
قرأ هذه القطعة النقدية أخي وصديقي الأستاذ موفق محمد شريف فقال :

أرفض لقب الثوري ...


وشكراً

\

مودتي

د. نجلاء طمان
16-11-2008, 01:22 AM
وهذا رأي صديق الصديق, فما بالُ رأي الصديق !

يرعاكَ الله خليلًا

ثائر الحيالي
18-11-2008, 09:35 AM
الاستاذة د. نجلاء طمان

كان اختيارا موفقا ان تتمعن في حلم اخي الرائع خليل حلاوجي

نظرة تحليلية ناقدة موفقة في مضمونها

ادامكما الله ..ذخرا للادب الراقي

سلمت..وحماك الله

محبتي

د. سمير العمري
18-03-2009, 08:29 PM
قراءة نقدية مميزة لومضة أدبية خاطفة تلفقتها عين ناقدة ونفس واعية فأرصدت لنا مقومات جمالية مميزة.

أشكرك أيتها الناقدة المبدعة د. نجلاء ونشكر أديبنا المميز خليل ، ونتمنى أن نقرأ لك قراءات نقدية أكثر.



تحياتي

د. نجلاء طمان
19-06-2009, 02:55 AM
الاستاذة د. نجلاء طمان

كان اختيارا موفقا ان تتمعن في حلم اخي الرائع خليل حلاوجي

نظرة تحليلية ناقدة موفقة في مضمونها

ادامكما الله ..ذخرا للادب الراقي

سلمت..وحماك الله

محبتي

شكرًا لرأيكَ العبق

وشكرًا لمروركَ النابض من قلب الأوركيدا

تقديري الدائم أخي

د. نجلاء طمان
06-01-2010, 02:11 AM
قراءة نقدية مميزة لومضة أدبية خاطفة تلفقتها عين ناقدة ونفس واعية فأرصدت لنا مقومات جمالية مميزة.
أشكرك أيتها الناقدة المبدعة د. نجلاء ونشكر أديبنا المميز خليل ، ونتمنى أن نقرأ لك قراءات نقدية أكثر.
تحياتي

شكرًا أيها الكريم حتى الأفق

نحاول أن نصدق أقلامنا فيصدقنا النقد

تقديري

مازن لبابيدي
10-01-2010, 07:00 PM
الأخت الفاضلة د. نجلاء طمان
لا أبالغ إن قلت أن أسلوبك النقدي لهذه الـ ق.ق.ج. قد أعاد تعريفها في ذهني - ولست من المتخصصين بالقصة عموماً ولا الـ ق.ق.ج. على وجه الخصوص - بشكل أصبحت أقرأها فيه على نحو مختلف ، بل حتى أعانني على تقبلها أكثر من ذي قبل . فلك الفضل والشكر

د. نجلاء طمان
01-05-2010, 05:35 AM
الاستاذة د. نجلاء طمان

كان اختيارا موفقا ان تتمعن في حلم اخي الرائع خليل حلاوجي

نظرة تحليلية ناقدة موفقة في مضمونها

ادامكما الله ..ذخرا للادب الراقي

سلمت..وحماك الله

محبتي

وأدمكَ الله أخًا فاهمًا وراقيًا وواعيًا

شكري لمروركَ العبق

وتقديري

د. نجلاء طمان
13-07-2010, 11:03 PM
سلام الله ورحمته وبركته وهداه عليكم عباد الله الصالحين

شكرًا لكم لا تسعه البسيطة ولا يصل إليه أفق

شكرًا لردودكم الكريمة وأخص كل فرد رد هنا أو هناكَ بالشكر والتقدير

أحبكم الله وأكرمكم


أختكم في الله

ودي و محبتي وتقديري