مشاهدة النسخة كاملة : عندما يغضب التاريخ
محمد الحامدي
17-06-2007, 03:45 PM
قيل هذا النص عندما نصب الاحتلال في العراق رئيسا " كرديا " على حضارة العرب في بلاد الرافدين
يشهد الله أني لا أكن للأكراد إلا كل الاحترام ... ويكفي أنهم أحفاد صلاح الدين ... ولكن ذلك التنصيب كان طعنة ... أو أريد له ذلك ... وهذا ما حرك الحسرة في القلب على عراقة العراق وعروبتها ...
عندما يغضب التاريخ
شعر : محمد بن الطيب الحامدي
هلّلوا وزمّروا وطبّلوا
أتاكم صلاح الدين ، في الحرية يرفل
سيفه دبّابة وعطاياهُ قنابلُ
يزفّ التطوّر في عماهة
حجاج في نسخة جديدة
غير أنه لا يعلم ُ
يلفّ أحلامكم في علم
توشي حناياه الأنجمُ
ويغيّر لون بترولكم
فيجري في عروقكم كأنّه الدّمُ
أين من الفراتِ عروبةٌ
وقد غيضت زلالهُ
جرت في واديه جثثٌ حممٌُ
وأين دجلة ، والنخيلُ يطوف بها ؟
وأين القبائلُ ، وأين من كفروا ومن أسلموا ؟
هل تبرأت بعقوبة من رجالها ؟
وكذا خلا من الذكور الموصلُ ؟
وهل الفلوجة يزورها الكرى
وفي خدرها يعرج علج محجَّلُ ؟
جاء سيافكم من الشمال
كأنّ نساء العرْبِ لا تحملُ
أو لعلّ الجنوب خصيٌٌ ذكورهُ
وعمّ فحولتهم دمّلُ
فهم بين دعيٍّ يحكُّ جلدهُ
وبين مشدوه يفغر عقلهُ
ويسقي شاربيه عرقا ، ثمّ في الخلا يتبوّلُ
أو سمسارٍ يبيعُ خرْدة الكلام
يفقأ عين التاريخ ويتقوّلُ
بالأمس القريب ، تصايحتمْ طربا
والمعدن الثمينُ أمامكم يُجندَلُ
معدن من عظْمنا ، من دمعنا مُمَول
وبالكذبة الفصيحة مفوّهُ
وأعلنتم للأرض والسماء ومن يسمع ولا يسمع
بأنّ جزاءه ومن ولاه فأس ومعولُ
تراكضتم في الشوارعْ
وفتّشتم بين أعشاب المزارعْ
وفقه من تشيعوا أو تحنبلوا
وظفرتم به ، قائدا من غير جلدكم
روحه ليست من روحكم
أنصف داحس والبسوس والغبراء
فبايعته القبائلُ
وصار، وليس بأمركم
يبطل فيكم ما يشاءُ ويُعْملُ
طوبى لكم ، وألفُ مرْحى
بهذا التحرّر من السماء يهطلُ
وصوت الموت والدسائس
وتجارة النفائس
في عراقة بغدان يجلجلُ
وفي عروقها المسكينة ، وفي عروقكم
وفي خلائها وثكلها ، وفي فجوركم
يتمطّى ويتلكّأ التحوّلُ
طوبى لكم وألف مرحى
لأنتم دولة عظيمة ، بل دولٌ
وكم تدول الدول
هل يغضب التاريخ؟!
أيحق له أن يفعل!
ربما كان من الأجدى أن نثور نحن عليه..كونه يكرر نفسه دائما على هذا النحو البغيض ، أو ربما علينا أن تغضب من انفسنا نحن كوننا نسمح له دائما أن يتكرر أعتقد بأنه بعد كل شيء مر بنا نحن فعلا نسينا كيف نغضب ..وإلى محمود درويش اطيب "سلام" حين حذر من غضب عربي !!!!
القصيدة قوية وصادحة لاشك عندي أنها كتبت على وقع وتر حساس لدى الشاعر. واستطيع بما تبقى لي من ذاكرة محبَطة ان ابرر غضبتها وثورتها
لكن وتر العروبة على الأقل بالنسبة لي لم يعد بتلك الحساسية بعد كل ما مر بنا.
أطيب تحياتي واحتراماتي.
محمد الحامدي
17-06-2007, 06:49 PM
شكرا على مرورك الكريم سيدتي
أما أن يصبح وتر العروبة ليس بتلك الحساسية بالنسبة إليك بعد ما مر بنا ، فلذلك السبب - ربما - اختاروا أن يكون الرئيس من غير العرب ... أنا متأكد من أنهم يفهموننا أكثر مما نفهم أنفسنا ..
شكرا سيدتي وعسى ألا يحيط بنا اليأس من كل جانب ...
د. عمر جلال الدين هزاع
18-06-2007, 01:20 AM
أخي الكريم
حس وطني لاهب
وشعور غيرة نتمنى أن يتبلور لدى كل أبناء الأمة
خشية على مستقبلها
وذباً عن أرضها
................
النص قطعة نثرية جميلة
وباذخة
فاسمح لي بنقله لواحة النثر
تحيتي وتقديري
خليل حلاوجي
18-06-2007, 08:17 AM
شخصنة مفهوم الزعامة ... فيه الكثير من التجني
وقد نبهنا المصطفى عليه الصلاة والسلام الى ذلك بل وأمرنا ان نطيع العبد الذي رأسه كزبيبتنا إن هو راعى فينا الله ورسوله
ليس المهم ان يكون سين من المسلمين هو زعيمنا ... المهم ... هل يوافقنا على تحقيق مراد الله ورسوله فنعطيه البيعة ...
الحقيقة ان تاريخنا كله ... كان تاريخا ً عسكريا ً كتبه مؤرخوا السلطان فهم من حاشية سياسته
انا متأكد ان ثمة مخادعة تاريخية انطلت على اغلبنا من الذين صدقوا ان شرعة السلطان هي هي شرعة السلطان ...
\
والتاريخ نفسه كفيل بتصحيح ذاك الغبش
\
تقبل وافر تقديري ... ايها الشقيق
عبدالملك الخديدي
18-06-2007, 08:49 AM
بارك الله فيك أيها الأديب والشاعر المبجل
قد يقول قائل بأن التاريخ أنصف الأكراد أخيرا ..
ولكن التاريخ أضر بهم من حيث جعلهم في مواجهة الشقيق الأكبر العرب الإسلام والحضارة.
إذ لا مقارنة بين صلاح الدين الأيوبي الكردي الأصل العربي الاتجاه والقائد المسلم وبين قيادات التبعية.
هناك فرق كبير بين قائد مسلم نشأ في أحضان الفكر العربي المسلم وبين مقود نشأ في حضن الحقد على العروبة والأرض والوطن.
حتى الموجودين الان في الاعلام العراقي والمتنفذين في حكومته لا يتحدثون الا عن التخلف العربي والبداوة العربية ، ويشيدون بالتاريخ الكردي والفارسي ، والله المستعان .
محمد الحامدي
18-06-2007, 09:20 AM
شكرا ... لكني لم أفهم سبب نقل النص إلى باحة النثر ... وأنا عادة ما لا أفهم بسهولة ... عسى الخير فيما فعلتم
جوتيار تمر
18-06-2007, 02:34 PM
الحامدي...
هنا يجب علي ان اتوقف لأتامل..لا من مبدأ التعصب القومي، لكن من اجل الانصاف ذاته الذي تنادي به.
اذا كان لابد للتاريخ ان ينصف او يغضب، فان عليه اولا ان يغضب على من عادوا منذ البدء الرسالة المحمدية، واذا قوه الويل، فهولاء كانوا الاجداد لمن يرى بان الرسالة المحمدية رسالة عروبية،
والامر الاخر الذي يجب التوقف عنده هو اننا في حضارة الانسان والانسانية لانقيس الانتماء للقومية على انه الفاصل بين الافضل والاقوم، والامر الاخر هو الانصاف كل الانصاف في الكرد، اذا كان العراق عروبي فهل هذا تهميش للكرد، وللعلم همم يشكلون النسبة الاكبر في اربع او خمس محافظات في العراق، ولماذا هذه الرؤية الضيقة للعراق، واعذروني اذا كانت رؤيتكم صحيحة فاني لعمري ادعوا الكرد للانفصال التام للحفاظ على هويتهم القومية كما يحاول العربي فيها على الحفاظ على هويته الطائفية قبل القومية، وعلى حساب العراق ذاتهن وامانه، وحضارته.
النص يثير الكثير من التساؤلات، الطالباني رجل سياسي محنك وله باع طويل في ادارة الازمات، وله ثقافة واسعة قلما نجد شخصا في الحكومات العراقية المتعاقبة يملك حسه وادراكه ورؤيته الوطينة وهذا مات اثبته من خلال المجهود المتواصل من اجل المصالحة الوطينة في اعنف فترات الازمة، وبغض النظر عن كونه كردي فانه قدم للفكر السياسي كتب قيمة ورائعة مثل كتابه ( الديمقراطية) وبعض من الكتب الاخرى.
اننا هنا امام المؤهلات وليس امام الانتماء القومي، ولنقل ايهاالحامدي بان العراق عروبي، اذا هل نعاتب الكرد وانا منهم على طلب الانفصال، لاننا كرد ولنا قوميتنا ولنا تاريخنا، ربما نناهز تاريخ ابشرية في القدم، فهذه امبراطورية ميديا التي تحالفت قبل الميلاد مع بابل لصد التوسع الاشوري انذاك وانهيا دولة اشوةر، وتقاسما املاكها، اذا السيادة العروبية التي تتحدث عنها لم تكن من الامد قائمة انما التاريخ يؤكد لنا ان الكرد كانوا حاضرين هنا في العراق وفي كردستان بالذات، ولقد استغربت من احدى الردود التي تقول بان اتجاه صلاح الدين الكردي كان عروبيا، انا احتج على هذه المقولة، لانه كان اتجاها اسلاميا والاسلام ليست العروبة ابدا، لان الله اكرم العرب بالاسلام ولم يكرم الاسلام بالعروبة.
عذرا اذا كنت قد اطلت..
لكنها وجهات نظر ولاهي اكيد لاتنقص المودة
محبتي لك
جوتيار
محمد الحامدي
18-06-2007, 02:53 PM
:noc: لا يا أخي جوتيمار .. أنا ما قصدت ما ذهبت إليه إطلاقا
كل ما قصدته هو أن تعيين الرجل كان مقصودا من الاحتلال لإذلال العراق
أما أن تقول لي إنه سياسي محنك وتعدد إنجازاته ... فهل لذلك السبب عينه الاحتلال رئيسا على العراق
دفاعك عن قوميتك الكردية حق لا تنطح فيه عنزتان كما يقول العرب ... وأظن أن الأكراد لم يجدوا في أي دولة أخرى من الاحترام ما وجدوه في العراق ومع العرب ... وأنت تعرف قصدي
أما دفاعك عمن عينه الاحتلال لرئاسة العراق نكاية في العرب فهذا أمر لا أوافق عليه إطلاقا وهو إساءة إلى الأكراد قبل أن يكون إساءة للعرب في العراق ...
شكرا وأطل في الذب عن الأصل ما شئت فمن لا يذب عن أصله لا أصل له
أحييك يا حفيد صلاح الدين وأخي في كل شيء
جوتيار تمر
18-06-2007, 03:19 PM
الحامدي..
الكل يعلم باني لست مع الاحتلال ولا احد معه..
لكن الامور لاتحل من منطق الكلمة.. وقولها دون فعل..
والفعل هو الشيء الاخير الذي تعلمناه في الشرق ومن خلال الزعماء في الجامعة العربية بالذات
لانهم يقولون ما لايفعلون، وهذا ما حدا بالعراق الى ما هو عليه الان،
وانا احمل الزعماء هولاء مسؤولية ما وصل اليه حال العراق،
والنكاية لن تاتي بتعين رئيس كردي انما الامر اعمق نمن ذلك
فالكردي لن يوافق بعد الان ان يبقى حميع السلطات بيد العرب لانه يشاركهم في الوطن هذا،
وسياسة التهميش هذه لم تعد لها مكانة ولا مناصرين، لذا فهذا حق سواء التعين من قبل الاحتلال ام من قبل ابناء الوطن.
ثم الاحتلال اين بدأ حملته على العراق، أ لم يبداها على اراضي عربية، السعودية، والكويت، وقطر، ووووووووو...!
ما لايعجبني في مثل هذه المواضيع الرؤية الاحادية على ان الكرد دائما متهمون والبقية معصومون.
عذرا ايها الحامدي..
لست اثير زوبعة عنصرية هنا..
تعلم محبتي الباقية والدائمة
جوتيار
مأمون المغازي
18-06-2007, 03:22 PM
لن أقف أمام بنائية النص ، وإنما أقف أمام ما نحن فيه .
بالله عليكم ، هل هناك إجابة لكل التساؤلات التي تطرح نفسها ، لتنتج هذا النص ، وتنتج الردود عليه وتنتج الحادث في فلسطين ، وتنتج الحادث في العراق ، وتنتج الحادث في كل صقع رفعت عليه راية الإسلام ؟
إننا يا سادة في مأزق تاريخي ، ولكي نحصي أصل من حكموا دولة الإسلام ـ أيام كانت له دولة ـ لوجدنا أن فيها الحكمة التي نتغافل عنها ، والتي أدت بنا إلى الحال التي نحن عليها من انهيار وتفكك وعنصرية فاشلة ، نعم عنصرية فاشلة أدت إلى إفشالنا أجيالاً متعاقبة ، منذ عاد كل منا ينتصر لأبيه الذي رحل بسيئاته وحسناته .
أيها السادة إن هزيمة أي حضارة لا تأتيها من الخارج ، لا تأتيها من الحاضر ، فالدار لا تنهدم إلا بهلاك أساسها وجذرها في الأرض ، وقد تركنا الخط النقي ، وأكلنا جذر شجرتنا التي مدت أفياءها في بقاع الأرض ليأتي الآخر ـ ومن هو الآخر ؟! ـ لينال منا .
أي عرب ، وأي بربر ، وأي كرد ، وأي ألبان ، وأي فرس ، وأي .... وأي ..... ؟ إن هلاكنا بأيدينا لا يمكن أن نسقطه على الآخر ، وإن صعودنا من البئر بأيدينا ، فلن تمر علينا سيارة ينتشلوننا ، والذئب بريء من دمائكم ، لأنكم تهلكون أنفسكم بأنفسكم .
الأستاذ الأديب والناقد : محمد الحامدي ، النص بني بمهارة كما نعهد نصوصك ، لكن الفكر استوقفني ، ليس لأنه فكرك ، وإنما لأننا تعبنا يا سيدي ، وأرهقنا تفتتًا وتشتتًا ، واستهلاكًأ لتاريخ بناه أهله ليبقى ، وجئنا نحن لنرفع ألوية صنعناها من تمزيق راية كانت واحدة ، والآن تفرقنا شيعًا ، والتاريخ سيعلن تبرأه مما نكابده لأنه عايش مجدنا يوم كنا حزمة متغايرة الأعواد لكن كل عود كان قناة فاتحة ، وها هو الآن يرى كل قناة تكسر أختها قهرًا وتعاليًا .
أيها السادة إن كان هناك قانون قومي ، أو عرقي ، أو أصولي ، أو فقهي ، فعلى ولاة الأمر تعطيل كل هذا لتبقى الكلمة العليا للدستور الديني دون عرقية لأننا لم نجن من العروبة أي نصر ، ولم نجن من الفارسية أي مجد ، ولم نجن من الكردية أي مجد ، ولم نجن من العرقية أي شيء ، ولم نجن من الفرعونية أي شيء ، وإنما ساد رجال انتموا إلى هذه الأصول على رجال كانوا رجالاً ، واليوم أين فينا الرجال ؟ !!!!
أستاذي الحامدي ،
تقبل التحية والاحترام
مأمون
محمد الحامدي
18-06-2007, 03:54 PM
لا أستطيع إلا أن أوافقك فيما قلت ... فيه جميعا دون أي تحفظ أو احتراز ... ولكن الأسد أكل جميع الثيران التي كانت أبيض وأسود وأحمر ... فقط أردت أن أنادي كل ثور بلونه وأنبهه إلى أنه يؤكل وبسخرية .. لأني أؤمن بأن تعيين الرجل رئيسا في تلك الظروف لم يكن بريئا كما شنق صدام يوم العيد لم يكن بريئا ... دعنا من كل التلونات التئ ذكرت ولكن من هو المتخلف ومن عليه أن ينهض من تخلفه ؟ فقط ذاك ما قصدت ... أما التشرذم بأي لون حتى وإن كان داخل الإسلام نفسه فهو مرفوض مرفوض مرفوض
وشكرا سيدي على إيضاءاتك
راضي الضميري
18-06-2007, 05:18 PM
يا صاحبي
صوتك أخرس عباراتي ، ووجعك يجد له مكانًا في قلبي ، وهمّك هو همّ كل إنسان له قلب إنسان ، صرختك وضعت النقاط على الحروف ، فتحية لنبض قلبك ، ولحبر قلمك الرائع الذي نطق بالحق في زمن صودرت فيه أقلام الحق.
دمت بخير وبحفظ الله
تقبل تحياتي وتقديري
محمد الحامدي
18-06-2007, 05:27 PM
شكرا سيدي راضي .. أرضاك الله وأدام الخير بين يديك ..
القول عندما يكون مناطا بهمنا يثير آراء مختلفة لعلك لمست ذلك في ردود الجماعة
المهم أعجبني جدا هذا الذوق في التوقيع .. تلك النقطة هي ما نبحث عنه فعلا
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir