تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشوق والصراف والحرية.



معاذ الديري
20-06-2007, 03:07 AM
كنت اليوم في المصرف ...واقفا في الطابور الممل .. انتظر دوري .
كان الصراف المسكين يستقبل النقد كلما جاءه احدهم بمال تولاه بالرعاية من عد ورص وتصنيف .. ثم يعطيه سندا بما استلمه منه .
هذا الصراف الطيب الذي يبدو عليه الارهاق.. يعد نقودا لا يملكها .. ويعطي وعودا لا يملكها .. ويحفظ خلاصة اعمار لا يدري عنها شيئا .. كم ترى تعب هذا المودِع حتى يحصل على المودَع ؟ وذلك المترف الذي يجلس بالجوار: هل تعب فيها ؟؟
لا علينا ..

فكرت كيف يشبهني هذا الصراف المسكين ..
انا مثلا لا املك شوقي اليك .. لكنه يتدفق علي من كل حدب وصوب ..
واصدر في كل مرة سندا على ورقة ابثها شعري ونثري .. ودموعي .. وافراحي ..
تتلون اوراقي فيك تلون النقود .. فبعضها زرقاء .. وبعضها خضراء .. وبعض كبير .. وصغير .. وبعضها عملات جديدة لا اعرف اسماء ألوانها ..
الفرق ان اشواقك يا سيدتي كلها غالية .. لانها كلها تحمل صورتك ..وغير قابلة للصرف .. لانها لك وحدك وتصرف للملهمة الإولى فقط.
وكلها عليها توقيع من قلبي بانني مملوك من قبلك حسب قانون جائر اسمه الحب .

الله يا حبيبتي ..
ما اجمل المصرف الذي اعمل فيه .. انه مصرفك .. وما اجمل النقود التي اجمعها لك .. لانها عنك وفيك ومنك واليك ..
احب الوقوف بالمصارف .. رغم جفاف وجوه الصرافين .. وملابسهم الغارقة في الجدية .. كما اغرقت في النشا ..
احبها لان طوابيرها الطويلة تمنحني فرصة جديدة للتفكير فيك بطرق اخرى .. وفرصة لاعرف انني اكثر الصرافين تقاضيا للاجر في العالم..

وفي حين تلزم المصارف موظيها بلباس موحد وابتسامة موحدة .. وحركة موحدة .. اجدك تمنحينني مطلق الحرية في اللباس والفرح والحزن وحتى الاضراب عن العمل ..
فانا اعمل لديك مرة مرتديا ثوبا مغربيا مبهجا .. واخرى ثوبا سودانيا مريحا .. واخرى ثوبا عربيا مطرزا .. او بدلة رسمية ,او سروالا قصيرا عليه رسومات لهاواي .. وقميصا بدون أردان ..

اشتاق اليك في فرحي .. كما تسمحين مشكورة بالشوق اليك في حزني ..

مواعيد الشوق اليك مفتوحة .. اتذكر ذلك اليوم اشتقت اليك عندما وجدت قطة عمارتنا ولدت اربعة صغار كزغب الغمام .. عيونها لم تفتح بعد بعكس افواهها .. اشتقت اليك لانها تذكرني بعدد القطط الصغيرة التي كان يمكن ان ننجبها ونلعب معها ..

وذات يوم اشتقت اليك اثناء طعامي .. تخيلت انني اصنعه لك .. واطعمك اياه كما تفعل الطيور التي على شباكك بصغارها ..

شكرا لانك تمنحينني حرية الشوق .

ورغم انك لا تمنعين الاجازات .. الا انني اجدني مضطرا للشوق اليك كل يوم .. والكتابة عنك كل يوم .. هل تصدقين ان فكرة بعض اجمل ابياتي فيك اخذتها من خطب الجمعة .
بربك هل هذا حلال ام حرام ؟

اطالب ببعض الدكتاتورية .. ليس اكثر .. فالحرية المفرطة يا سيدتي قاتلة ..
لا سيما ان كانت من ذلك النوع المسبب للادمان .

وصل دوري الان .. فاسمحي لي فديتك.

ليلك ناصر
20-06-2007, 08:18 AM
الله .. الله .. الله ..

ما أجمل الحروف أخي معاذ الديري عندما تخط من يديك

و ما أجمل الأشياء العادية الرتيبة المملة عندما تكتب عنها

تعطي لكل شي لون و لكل شيء ميزة جميلة مختلفة عن الواقع

تجعلنا ننظر حتى للألم من منظور جميل ممتع و إن كان يفقد هذا المنظور ..

أشكرك جدا على هذا النص وبوركت يداك ..

همسة لك أخي .. كم هي محظوظة صاحبة الكلمات ..

تقبل مروري مع أجمل معاني الأخوة ..

خليل حلاوجي
20-06-2007, 08:46 AM
لاعجب على شاعر الارتجال

هذه الخريدة النثرية ...

لو أدري فقط من أين تأتي بهذه الافكار ... ؟؟؟

فتأسر قلوبنا وتدغدغ عقولنا .... الحرية والحب ... موضوع غير مطروق بهذا الشكل العجيب من الروعة




بدأت أحسدك على النقاء


خليلك الى الابد

منى الخالدي
20-06-2007, 12:38 PM
ما كلّ هذا الشوق ؟ وكل أمواج الحنين تتقاطر من بين حروفكَ ، فتنسج لنا بها أجمل لوحة عاشقة..
لم تكن خاطرتكَ إلّا امتدتداً لجمال روحك والأبداع والذي تعودناه بين كلماتك الرائعة..

معاذ الديري

سلم نبضك الجميل
ودام فيك هذا الحسّ الراقي..

جوتيار تمر
20-06-2007, 01:11 PM
الديري..
هل تنوي ان تداهمنا في عقر دارنا...؟
لابأس نترصد بك ايها السامق..
جاء النص فيه نكهة البوح الذاتي، وكاني بك تريد ان تسطر هنا مذكراتك معها، هي من الهمتك..
بحثت موضوعا حساسا وربما هو الامل الوحيد المواسي للعاشقين، في ترحالهم العشقي بين الذات الداخلية والاخرى الخارجية، الشوق، وكم وصفك ومقارنتك واقعية،من حيث الدلالة، وربما اجدت في انهاء النص لكونك كنت مطالبا بحق تريد ان يمنحك بعض الوجود الاسمى.
الحب في الحقيقة ليس نزوعا نحو الامتلاك الجسمي بل هو رغبة في الاستيلاء على حرية الاخر من حيث هي حرية،والحق ان مايريد الحب امتلاكه انما هو الشعور او الضمير لا الجسد او الحقيقة المادية،واطرف ما في الحب ان لاينشأ الا بين حريتين لكنه لايتحقق الا بمحاولة احدى الحريتين استلاب الحرية الاخرى.

ايها الرائع لك مني اطيب الاماني
ومحبتي لك خالصة
جوتيار

وفاء شوكت خضر
20-06-2007, 02:22 PM
الأخ معاذ الديري ..

ما هذه الروعة الشاعرية ، وهذا الفيض المتدفق من شكوى الكرية ، والمطالبة ببعض الدكتاتورية ،
حين يكون المحب صادقا ، يسلم حتى الروح لمن يحب ، فلا عجب أن لا تفارق خيالك ، وقد استولت على كل جزء من كيانك ، فباتت هي عصب الحس لديك ، لتكون في كل ما ترى وتسمع وتشم وتتذوق .

لا لن نحسدها ، فما أظنها إلا جديرة بقلب مثل قلبك .
لعل لهفة الشوق جعلت يدك تجري على لوحة المفاتيح ، لتبث لواعج الفؤاد ، فسقطت منك بعض الحروف .

رائع أنت بهذا الفيض من المشاعر الصادقة ..
وهنيئا لهـــــــــــــا ..

تحية واحترام لعاشق صادق .

سحر الليالي
20-06-2007, 09:01 PM
أخي العزيز "معاذ":

لكمــ سعدت بمعانقة نبضك..!!

حروف كتبت بدهشة / بروعة..!!

سلمت ودام نبضك الفريد

لك خالص تقديري وباقة بنفسج

معاذ الديري
21-06-2007, 12:50 AM
الجمال موجود حيثما تنظرين . لكن المسالة كيف تنظرين ؟
عندما نتخلص من رتابتنا نجد الامور الرتيبة من حولنا تغيرت وتخلصت هي ايضا من رتابتها .
يقول برناردشو : نحن لا نتوقف عن اللعب لاننا كبرنا . بل نكبر لاننا نوقفنا عن اللعب .
همسة لك اختي : ليس بالضرورة ان يعبر الكاتب عن نفسه .فالكاتب الفذ في رايي صائد افكار فذ وممثل بارع الاقناع .

شكرا لمقصك الذهبي . وتعليقك الماسي .

تحيات لاعبة .

معاذ الديري
24-06-2007, 01:43 AM
لاعجب على شاعر الارتجال
هذه الخريدة النثرية ...
لو أدري فقط من أين تأتي بهذه الافكار ... ؟؟؟
فتأسر قلوبنا وتدغدغ عقولنا .... الحرية والحب ... موضوع غير مطروق بهذا الشكل العجيب من الروعة
بدأت أحسدك على النقاء
خليلك الى الابد

لا اعرف .. الافكار تأتي وحسب !:011:
ثم لو وقفت مثلي في الطابور لخطرت لك كل الافكار التي لا تخطر بالبال ..

كان وقتا طويلا .

خليل :001:

معاذ الديري
29-06-2007, 01:40 AM
ما كلّ هذا الشوق ؟ وكل أمواج الحنين تتقاطر من بين حروفكَ ، فتنسج لنا بها أجمل لوحة عاشقة..
لم تكن خاطرتكَ إلّا امتدتداً لجمال روحك والأبداع والذي تعودناه بين كلماتك الرائعة..
معاذ الديري
سلم نبضك الجميل
ودام فيك هذا الحسّ الراقي..

اين هي من اصابعك المترفة !!
عاشت اصابعك .

معاذ الديري
04-07-2007, 11:49 PM
الديري..
هل تنوي ان تداهمنا في عقر دارنا...؟
لابأس نترصد بك ايها السامق..
جاء النص فيه نكهة البوح الذاتي، وكاني بك تريد ان تسطر هنا مذكراتك معها، هي من الهمتك..
بحثت موضوعا حساسا وربما هو الامل الوحيد المواسي للعاشقين، في ترحالهم العشقي بين الذات الداخلية والاخرى الخارجية، الشوق، وكم وصفك ومقارنتك واقعية،من حيث الدلالة، وربما اجدت في انهاء النص لكونك كنت مطالبا بحق تريد ان يمنحك بعض الوجود الاسمى.
الحب في الحقيقة ليس نزوعا نحو الامتلاك الجسمي بل هو رغبة في الاستيلاء على حرية الاخر من حيث هي حرية،والحق ان مايريد الحب امتلاكه انما هو الشعور او الضمير لا الجسد او الحقيقة المادية،واطرف ما في الحب ان لاينشأ الا بين حريتين لكنه لايتحقق الا بمحاولة احدى الحريتين استلاب الحرية الاخرى.
ايها الرائع لك مني اطيب الاماني
ومحبتي لك خالصة
جوتيار

شكرا ايها الفيلسوف .. طبعا لا يفتى ومالك في المدينة ..
ليس بالضرورة ان يتحدث الكاتب عن نفسه دائما كما اسلفت ..
ربما هي افكار تبدأ ركاما ثم ترى الودق يخرج من خلالها ..
الحرية في الحب .. ام الدكتاتورية ؟
فكرة لعبت باكبر مساحات فكري وانا اتفرج مندهشا .. دون ان افهم قوانين لعبتها .
صدقني لست اعرف !

تحيات حائرة

ليال
05-07-2007, 12:08 AM
أهي اشواق مهدورة أم ممنوعة من الصرف؟!
أيا يكن الأمر فأكتب وأكتب وأكتب
لا تتوقف عن الكتابة مطلقاً
أجعل من كل قصة عشق تمر بها ملحمة
وأصنع لكل امرأة تلتقيها تمثال
فتش عن الحرف التاسع والعشرين
فتش عن امرأة ليس لها عنوان
فإن وجدته أو وجدتها
هناك حينها قد تلتقيان.

خاطرة لايشبهها شيء
اطيب تحية

عطاف سالم
05-07-2007, 12:25 AM
أهنئك أخي معاذ على هذا النثر التبر..
لقد وقفت على شرفته أتأمله فقط بينما أشرعة المشاعر تطوِّف بي هنا وهناك
راق لي العنوان والفكرة ........
وبدا نصك جديدا تتناوشه الروعة من كل مكان بهذا الاندياح الذي بالكاد انتهى ونحن منطلقين معه دون نهاية ودون حد
تقبل أخي كل تقديري وكل تحيتي

مينا عبد الله
05-07-2007, 08:20 AM
معاذ .. دلني من هي أرجوك !!
كي أتعلم منها كيف جعلتك أسيرا ً لديها .. وصرافا ً وتعد اصناف الحب !!

بحاجة للدرس .. كي أجعله يكتب عن المتسولين والعتالين .. وعن ما لا يخطر ببال !!

معاذ اشكرك جدا .. وأشكرها

وبانتظار العنوان .. لا تنسى أرجوك !!

تحيات منتظرة

ميــــــنا

معاذ الديري
10-07-2007, 01:00 AM
الأخ معاذ الديري ..
ما هذه الروعة الشاعرية ، وهذا الفيض المتدفق من شكوى الكرية ، والمطالبة ببعض الدكتاتورية ،
حين يكون المحب صادقا ، يسلم حتى الروح لمن يحب ، فلا عجب أن لا تفارق خيالك ، وقد استولت على كل جزء من كيانك ، فباتت هي عصب الحس لديك ، لتكون في كل ما ترى وتسمع وتشم وتتذوق .
لا لن نحسدها ، فما أظنها إلا جديرة بقلب مثل قلبك .
لعل لهفة الشوق جعلت يدك تجري على لوحة المفاتيح ، لتبث لواعج الفؤاد ، فسقطت منك بعض الحروف .
رائع أنت بهذا الفيض من المشاعر الصادقة ..
وهنيئا لهـــــــــــــا ..
تحية واحترام لعاشق صادق .


شكرا لتوقيعك الكريم..
صدقت فقد كتبتها مباشرة بدون تحضير مسبق .. وليست لدي نسخة مكتوبة .. وعليه فلا تعتبي على بعض الاخطاء العارضة ..
تحياتي الكبيرة .

أحمد الرشيدي
10-07-2007, 01:43 AM
الأخ الأديب القدير معاذ

تجلة تلميذ وتحية محب

أنا أشفق على نفسي من مثل هذه النصوص تتعبني جدا ، وترهقني جدا ، وذلك إني أزعم أن مثل هذه النصوص تلامس سويداء قلبي حتى أجد نبضه يتردد مع كل حرف فيها ، وأنا حين أقول : أزعم أعني المُتَأثر لا المُؤَثِر ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لا أستطيع الفكاك من النص الذي يتملكني إلا أن أبوح له بما فعله بي ، وقد قال لي أحد أساتذتي : " إن البيان عن البيان صعب " . وقد تأكد لي ذلك حين أردت أن أبين عما أعتلج في حنايا القلب ، وساور العقل حتى وجدت نفسي سارحا .. وكأنني أنا الآخر في طابور طويل إلا أني لا أملك من سحر البيان ما متعك الله به ..


***

أتسمح لي أيها الأديب الكبير أن أتطفل على مائدة نصك التي وسعت الأساتذة الكبار الذين سبقوني إليها ..

تروقني الفكرة المبتكرة وذلك القياس البديع الذي لا يتنبه له إلا أمثالك ، وهو أمر أطنب الإمام عبد القاهر الجرجاني في بيان إقتدار ومنزلة من يحسن انتزاعه والتنبه له ، وعده دليلا وشاهدا على رحابة الأفق ، وشدة الذكاء ، وسرعة اللمح ... وهل الأدب إلا هذا ؟

ثم جاءت انتقالاتك كمسرى النسيم انسيابا ولطفا حتى أني لم أشعر بأي وقفة تعوق حركتي مع النص ...


***

أستاذي الكريم لست أدري لم لا تروقني النصوص المتكئة على الرمز الغامض المتدثر بالضباب ، لا أقرأه ، وإن قرأته لا أفهمه ... ، ولذا ألفيت نصا عربيا خالصا ليست فيه هجنة النصوص التي كتبت بالعربية - مع التحفظ - وهي أجنبية فكرا ووجدانا ورؤية ومنهجا ...

أستاذي الكريم كنت أود أن أقف طويلا أمام نصك كوقوفك الطويل عند ذلك المصرف - وليته كان أطول - ولكني لا أسمح لنفسي بالتطفل أكثر .

ولك الإكبار والتوقير