تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لالن يموت-قصيدة مهداة لروح الشهيد إسماعيل أبو شنب



فارس عودة
23-08-2003, 10:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلوب ملؤها الأسى والحزن وعيون ملؤها الدمع نودع شهيدنا الغالي أبا حسن الشيخ إسماعيل أبو شنب وعزاؤنا في فقده أن الله أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله في ظلال عرش الرحمن يسرح في آفاق الجنان , الحمد لله الذي جعل في حقد أعدائنا وبغضهم طريقا إلى الجنة فلا يشمت بنا الأعداء الله لو علم اليهود والحاقدون ما أعد الله لهؤلاء الأبطال ماقتلوهم لكنها حكمة الله فله الحمد والمنة, وإن قتل اليهود أبا شنب فسيولد ألف أبي شنب ففلسطين ولود.
أحبابي الكرام أكتب لكم من هنا من بلادي أحمل إليكم من خلال هذه القصيدة مشاعر إخوانكم وعزاءهم بفقد الشهيد وتهنئتهم له بالشهادة وقلوبنا تنبض بحبه وحناجرنا تهتف:

لالـن يموت
جلَّ المُصَابُ فهَلَّ الدمعُ ينسكبُ = وخيّمَ الصمتُ وانهارتْ بنا الرُّكَبُ
منْ أرضِ غزةَ لمّا جاءنا خبرٌ = باتتْ لهُ الأرضُ والأحياءُ تنتحبُ
باتتْ لهُ الصّيدُ في غزه ملوعةً = كأنَّ أدمعـَهَا منْ حِنْقِـهَا اللهَـبُ
باتت له الأُسْدُ في القسّامِ زائرةً = كَلْمَى تَئِنُّ وفي أنَّاتِهَا غَضَبُ
ناديتُ حِبِّيَ إسماعيلَ هلْ سكنتْ = منكَ الجوارحُ أمْ حلت بك النوبُ
فلمْ يجبنِي ولمْ يحفلْ بِمَنْ سألوا = وكيفَ ينطقُ منْ دارت به القطبُ
وهلْ يجيبكَ منْ في اللهِ قدْ سُفِكَتْ = منهُ الدماءُ وسالَ الجرحُ ينثعبُ؟!
وكيفَ يحفلْ بي منْ نالَهُ شَرَفٌ = ومنْ تَحَقَّقَ باستشهادهِ الأَرَبُ
منْ باتَ ينعمُ بالفردوسِ يسكنُهَا = بينَ الحِسَانِ وقصرٍ زانَهُ القَصَبُ
إني رأيتكَ قبلَ الأمسِ مبتسماً = أوقدْ عرفتَ بأنَّ الفوزَ يقتربُ؟!
كأنَّ قلبِي- وقدْ قالوا أبو شَنَبٍ- = أطلالُ قبرٍ عفتْ آثارَهُ الكَُربُ
كأنّ عيني وقدْ فاضتْ بأدمعِهَا = سيلٌ تَحَدَّرَ تُجْرِي دَفْقَهُ السّحُبُ
منْ لي بصبرٍ يريحُ القلبَ يؤنسُهُ = إنَّ الفؤادَ بنارِ البينِ يلتهبُ
كمْ آلمتنَا سياطُ الغدرِ منْ زُمَرٍ = مثلِ العقاربِ يحوي سمَّهَا الذنبُ
قدْ أوجعتنَا بقتلِ الحِبِّ شرذمةٌ = مِنَ الحثالةِ لاأصلٌ ولا حسبُ
منْ نسلِ قردٍ بغيضٍ منتنٍ دنسٍ = يَهْوَى القذارةَ ممسوخاً لهُ ذَنَبُ
لا للأعاجمِ قدْ مُدَّتْ أواصرهُ = ولا إلى العُرْبِ قدْ سامَى بهِ النسبُ
مدّ العدوُّ أكفَ الشرِّ غادرةً = إنّ اليهودَ إلى الحياتِ تنتسبُ
هذي ثعالبُ إسرائيلَ قدْ وثبتْ = في غفلةِ الليثِ كمْ منْ ثعلبٍ يثبُ
فاليوم َيصلونَ ناراً فيحُهَا لَهَبٌ = يشوي الوجوهَ ليُجْزَى القومُ مااكتسبوا
نارٌ تلظتْ يُذِيبُ الصخرَ جاحمُهَا = وَقُودُهَا الناسُ والأحجارُ والحَطَبُ
يامنْ غدرتُمْ باسماعيلنا ارتقبوا = يوماً تُرَجُّ لهُ الأغوارُ والنَقَبُ
يوماً تظلُّ له الأقيالُ واجفةً = ولاتقيها لهولِ العاصفِ الحُجُبُ
يوماً تدكُّ حصونَ البغي دمدمةٌ = ويُنْزَعُ الهامُ والأطرافُ والعصبُ
يوماً تبيتُ له الأنذالُ صاغرةً = تعفرُ الوجهَ يعلو هامَهَا الحَصَبُ
فليرقبِ القومُ إعصاراً وزلزلةً = إنّ الفرائصَ في يافا ستضطربُ
غداً نزعزعُ أرضَ التلِّ نرجفُهَا = وفوقَ عكا غداً تَسَّاقطُ الشُهُبُ
لنْ يحلمَ القردُ بعدَ اليومِ في دَعَةٍ = إلاّ تجلّى على أحلامِهِ الرُّعُبُ
لنْ يصبحَ القومَ بعدَ اليومِ غيرُ أذَى = مثلُ الصواعقِ منها يُقْذَفُ اللهبُ
والممطراتُ لظى القسّامِ منهمراً = الناسفاتُ وفيها يَكْمُنُ العَطَبُ
سنجعلُ الأرضَ منْ حيفَا إلى صَفَدٍ = بِما نُعِدُّ منَ الأشواظِ تنشعبُ
هاقدْ غدرتمْ بليثٍ كانَ ذا شَنَبٍ = لهُ مخالبُ في الذؤبانِ تنتشبُ
فسوفَ يظهرُ منْ أمثالِهِ عددٌ = ذوو نيوبٍ لها فَتْكٌ لها شَنَبُ
لالنْ يموتَ وفينَا حبُّهُ شُعَلٌ = يحي القلوبَ وفي الأرجاء ينسربُ
لالنْ يموتَ وفينَا ذكرُهُ أبداً = لا لنْ يموتَ وفينَا يصدحُ الأدبُ
سيكتبُ الدهرُ والتاريخُ سيرتَهُ = سِفْراً ترتلُهُ الأعصارُ والحِقَبُ
سفرٌ أتمتْ يدُ الأقدارِ قصتَهُ = الدرُّ صفحتُهُ وحبرُهُ الذَّهَبُ
للهِ دركَ إسماعيلُ منْ بطلٍ = رُمْتَ المَعَاليَ حتّى طالَكَ السَّبَبُ
يامنْ بصبرا كتبتَ اليومَ ملحمةً = بها تفاخرُ كلَّ العالمِ العربُ
عشْ في الجنانِ فذاكَ الفوزُ ياأبَتِي = منْ عانقَ الشُّمَّ لمْ يَشْمُتْ بِهِ تَرِبُ
=======
ملاحظة: كلمة شنب تعني الحدة في الأسنان وهذا ما قصدته بقولي لها شنب وليس ماقد يتبادر الى الذهن من المعنى المبتذل
والى لقاء قريب مع الرد القادم إن شاء الله
أخوكم فارس عودة

سامح
23-08-2003, 04:12 PM
فارس نكئت الجرح

ليس ثمة أصدق من الرثاء

قكيف ونحن نرثي أباشنب

نعم يافارس

جـــلَّ الـمُــصَــابُ فــهَـــلَّ الــدمـــعُ يـنــســكــبُ
وخــيّــمَ الـصــمــتُ وانــهــارتْ بــنــا الــرُّكَــبُ

خانتنا الكلمات

واستوقفتنا العبارات

وظلت الدموع هي بطلة المشهد

مات إسماعيل ؟؟

لالم يمت (( أحياء عند ربهم يرزقون ))

نحن من مات جبناً وذلاً وضياعاً

قالوا بأن إسماعيل مات .. ولكن :

لالـــــنْ يـــمــــوتَ وفــيـــنَـــا ذكــــــرُهُ أبــــــداً
لا لـــــنْ يـــمـــوتَ وفــيــنَـــا يـــصــــدحُ الأدبُ

سـيــكــتــبُ الـــدهـــرُ والــتــاريـــخُ ســيــرتَـــهُ
سِـــفْـــراً تــرتــلُـــهُ الأعـــصــــارُ والــحِـــقَـــبُ

لم يبقَ لنا إلا أن نقول

رحمك الله ياإسماعيل .. وأنزلك في دار الشهداء
في مقعد صدق عند مليك مقتدر
وألحق بك جبناً وذلاً علق بنفوسنا
لعلنا نلحق بك في ركاب الشهداء ..

عدنان أحمد البحيصي
23-08-2003, 09:34 PM
ورائعة أخرى من روائعك اخي الكريم

عبد الوهاب القطب
23-08-2003, 10:07 PM
اخي صاحب القلم الثائر

المحب للوطن وثوار الوطن فارس

جزاك الله عنا كل خير

ما اصدق الالم منبعثا من اعماقك

إنــــي رأيــتـــكَ قــبـــلَ الأمــــسِ iiمـبـتــســمــاً
أوقــــدْ عــرفـــتَ بــــأنَّ الــفـــوزَ iiيــقــتــربُ؟!
كـــأنَّ قـلــبِــي- وقـــدْ قــالـــوا أبــــو iiشَــنَـــبٍ-
أطـــــلالُ قـــبـــرٍ عـــفـــتْ آثـــــارَهُ iiالـــكَُـــربُ
كــــأنّ عــيــنــي وقــــدْ فــاضـــتْ iiبـأدمــعِــهَــا
ســيــلٌ تَــحَـــدَّرَ تُــجْـــرِي دَفْــقَـــهُ iiالــسّــحُــبُ
مــنْ لــي بـصـبــرٍ يــريــحُ الـقــلــبَ iiيـؤنــسُــهُ
إنَّ الـــفـــؤادَ بـــنــــارِ الــبـــيـــنِ iiيــلــتــهـــبُ

تحياتي لك يا مؤرخ التضحيات

المخلص

ابن بيسان

خالد عمر بن سميدع
24-08-2003, 09:12 AM
رحم الله الشهيد وأسكنه فسيح جناته ..


قصيدة رائعة في كل جوانبها ..

أحسنت اخي الكريم وبارك الله فيك ..


:010:

القلم
28-08-2003, 10:37 AM
كذا نزل القلم من قمته إلى رأسه كاتبا ومشاركا في الرد على هذه القصيدة التي تستحق التكريم في ذلكم البطل الشهم والشهدي نحسبه والله حسيبه نالها مقدما ولم ينحني إلى شراذم الأرض وفساقها

فارس عودة
28-08-2003, 11:39 AM
شكرا لكم أحبابي على ردودكم وتعليقاتكم
شكرا أخي سامح
شكرا أخي ابن بيسان
شكرا أخي المغترب
شكرا أخي القلم
شكرا لك أخي عدنان الإسلام
أسأل الله أن يقدرني على مواكبة الجديد بالجديد والمفيد
أخوكم فارس عودة
دعواتكم أحبابي

د. سلطان الحريري
31-08-2003, 04:23 PM
أخي العزيز فارس عودة :
كنت فارسا بحق أيها العائد من تأبين العظيم ..
شدتني كلماتك المجروحة .. وأسلمتني إلى عالم الشهيد .. عالم العظماء .. وما أرجوه أن تكون أقلامنا موقظة لعقلية الناس الحالمة .. بعد أن خدرها مألوف الاستكانة ..والله أسأل أن يكون عملك في عين رضاه ، وفي يد النفع لخلقه .. دمت شاعرا متألقا ..
ولك حبي وتقديري

فارس عودة
01-09-2003, 06:57 PM
شكرا جزيلا أخي د-سلطان وجزاك اله كل خير على دعواتك الرائعة وتعلقك الجميل
ولك حبي وتقديري
وأتركك مع بعض النكد في نشيد الطغاة -القصيدة الجديدة فإلى هناك
أخوك فارس عودة

د. سمير العمري
03-09-2003, 05:02 PM
أخي الحبيب فارس:

الجرح واحد والدمع واحد وحسبنا من أبطالنا أنهم سعوا إلى حياة وتركونا مواتاً فهل سنعيش كما عاشوا؟؟

رحم الله شهيدنا البطل فقد كان أخاً عزيزاً ورجلاً غير كل الرجال.

أحييك يا مؤرخ التضحيات.

تحياتي وودي
:0014:

عبدالكريم شكوكاني
02-05-2012, 01:40 PM
رحم الله الشهيد الصنديد إسماعيل أبو شنب
وأسكنه فسيح جنانه


نص رائع

اسعدني قراءته

تحياتي لك
أدامك الله
ودمت بخير

ربيحة الرفاعي
02-05-2012, 05:55 PM
شعر جميل وشعور نبيل وألم نطقت به الحروف فأنطقت العيون دمعا

رحم الله الشهيد وأنعم علينا بمثل ما أنعم به عليه

تحيتي