تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلاَّ قَلــيلا !



رقية علي الحارثية
21-06-2007, 09:48 PM
إلاَّ قَليلا !



/


عَنِ الوَقْتِ حينَ يُجَعِّدُ ثَوْبَ الْمَسافَةِ
وَيُوميءُ للحُزْنِ طيَّ الفُؤادِ بِما يَحتويه :
(خَلتْ سورَةُ البَعْثِ مِنْها
وكانَتْ لَها آيَةٌ طَهَّرتْ شَفَةَ الكَوْنِ بالمُعْجزاتْ
مَتى علَّقَ المَوْتُ في خصْلتَيْها اليَبابْ ؟
تَشيخُ الأماكنُ إلاَّ قليلا
وحاكِمُها يَمْضَغُ الصَّمْتَ / يَنْتَحِلُ الكِبْرِياءْ
وَظِلُّ المَدينةِ يُرْبِكُ نَوْرَسَهُ الحَجَريّْ
يُطارِدُهُ لِثمانِ قُرونٍ
تَدلَّتْ منَ التَّلِّ رَمْلاً خَفيفا !
أعِدْ للمَسافَةِ أعْشابَها
ومُتْ كالصَّعاليكِ يَحْتَقِنُ الليْلُ سُمًّا زُعافًا عَلى نَبْضِ قلبك)
شَددتَ عَلى [زَفْرَةِ العَربيِّ الأخيرةِ]
ثَوْبَ التَّصبُّرِ وَقْتَ رحيلك
وأزْهَقَكَ الحُبُّ بَيْنَ شَوارِعِها المُتْرعاتِ غيابا
لِماذا
عَصَبْتَ عرائِشَها في بَلاطِ الكَنيسَةِ
ثُمَّ بَكَيتْ ؟!
وكُنْتَ الصَّليبَ الَّذي أخْرسَ الرُّوحَ لمَّا استفاقَتْ عَلى بِضْعِ غَيْمٍ
وَحُلْمٍ
وَدَمعْ !

/
/
/

وَتأتي تُخَضِّبُ يُتْمَ السُّؤالِ بِحنَّائِها
لِتَدْرَأَ عَنِّي العَذاب
وَتَمْزُجَ روحيَ بالطُّهْرِ كالصَّالحين
تُدَغْدِغَ قَلْبيَ باللازَوَرْد :
(دَعي الَّليْلَ يُسْبِلُ ما يَشْتَهيهِ
وَيَقْتَرِفُ الجُرْحَ في مُقْلَتَيْكِ
وأنْتِ عليْكِ اقْتِرافُ الْقَصيدِ لِيَرْتَدَّ وَجْهُكِ بَعْدُ بَصيرا
وَقُصِّي عَلَى الرَّمْلِ تأويلَ رُؤْياكِ
نُبوءَتَكِ عَنْ خيامِ الْقَبيلَةِ
إذا أرْهَقَ الصَّمْتُ أحْلامَها )
تُسافِرُ عَنِّي الطُّفولةُ إلاَّ قَليلا
يُبَلِّلُني ما تَبقى ذُهولاً بِهِ أوقِظُ القلبَ من صَمْتهِ
لأعْبُرَ حيْثُ الزَّوايا أماطَتْ عَنِ العابِرينَ مَجازَ الوجودْ
وفي [ قَصْرِ حَمراءَ ] !!
نامَ صَهيلُ الغُيومِ عَلى غَيْرِ ما يَرْتجيه
فَمَنْ وَزَّعَ الماءَ بَيْنَ القَبائِلَ ذاتَ اغْترابْ ؟؟!
ومَنْ مَسَّني في هوايَ
وَباعَ إِلى غابَةِ المَوْتِ خُبْزي
وولَّى ؟!
ووحدي التي ما جَفتني التَّضاريسُ حينَ أوَيْتُ إِلى قَلْبِ " غرناطةٍ "
تلكَ العَروسُ التي تَنْهرُ المَوْتَ كَيْ لا يُراودَها عَنْ رُباها
تُهيِّؤها الرِّيحُ للرُدهاتِ العتيقةِ مُنْذُ أضاعَ الصَّبِيُّ الأميرُ مَداها
فَيَحْطبها القَلقُ المُستفيقُ عَنِ الصَّحْوِ إلاَّ قَليلا
ويَحْطبُني عَنِ الضَّوْءِ إلاَّ قليلا

/
،
/

وَتَبْقى تُسرِّحُ وِفْقَ الخَيالاتِ أحْلامَها
كأنَّ السَّماواتِ نامَتْ ولمْ تَسْتَرِقْ حُزْنَها
/

تَولَّتْ وفي رِئَتيْها اخْتمارُ الأَسى
وفِي رِئَتيَّ يَعُجُّ هَواها


مَتى يُوْعِزُ الشَّرْقُ للرَّملِ أنْ يَترجَّلَ عَنْها وَيَفْنى ؟!

نور سمحان
21-06-2007, 09:59 PM
جميل ما قرأت
ألف تحية معطرة
تقديري لك

محمد إبراهيم الحريري
21-06-2007, 10:58 PM
الأخت الشاعرة رقية
بدانا ندمن انتظار مرورك الطيب معنى ، الساكب من دموع المزون عصارة الألق
فكانت سحائب حروفك وابلا تغرق المعاني بفيض روح
واسمحي لي ببعض ترجل عن ناصية المعاني لساعة رملية الزمن :
ترجل عن الرمل هذا حصان غبارك فيف
وساقاه بيداء تغرق بالصبر إلا قليلا
وفي ليلة الشح تبكي ايامى اصطبارك ساعات
رمل وتلقى الأعنة إلا صهيلا
ترمل حرفك بين القوافي
فكان انثيال عروس المساء
لشعر تنثنى بكف الأماسي
إلا جديلا
وتمضي المساءات تحت عشاش نوارس عيد
تجدد بالغيم تهليل عهد وكانت
سويعات نور تحلى بميناء دهر
وبات ذليلا
ــــــــــــ
تحياتي أيتها المبدعة

عبدالملك الخديدي
21-06-2007, 11:18 PM
ماشاء الله
ما هذا البهاء وما هذا الجمال
درة جميلة وقطعة ادبية باهرة
شاعرتنا المبدعة
روعة الشعر وبلاغة الأسلوب وجمال العبارة
هذا باختصار ما قرأناه لديك.
تحيتي

رقية علي الحارثية
23-06-2007, 09:08 PM
جميل ما قرأت
ألف تحية معطرة
تقديري لك


شُكْرًا كَثيرًا لأنَّك هُنا



كُنْتُ هُنا / رُقَيّـة

د. عمر جلال الدين هزاع
24-06-2007, 01:57 AM
باهرة
باهرة
سأعود بعد طول تفكر
فلابد لحرفك من تدبر قبل أن أتجرأ بالرد
بوركت
وبك الاعتزاز

د. عمر جلال الدين هزاع
25-06-2007, 02:11 AM
لعلك تتقبلين شخبطتي الحزينة
فوق بياض صفحتك الكريمة
ــــــــــــــــــــــ


أندلس
تاريخ خائفْ
بعنا فيك دهوراً شتى
وتشرذمنا
مللاً
مللاً
ثم طوائف
ثم احتدَّ الأمرُ فصرنا
نهرب في الظلمات
زواحف
ليتك شعري
قد ألجمت الفاه
فلا
باح بحزن ليس له
صوت وشفاه
ماذا ينفع يا أختاه
شعب نائم
ملك حاكم
وضيائي
يفتقد سناه
طوبى
طوبى
للأمواتْ
مرحى
عدا الذئب و فاتْ
( و من دِيْلُو سبع لفَّاتْ )
هي ذي يا سيدة بكائي
أنشودات بنين
شقائي
فبمن تشتدُّ أيادينا
و لمن تهتزُّ معانينا
و ردود الأعراب
سوالفْ ؟؟

ــــــــــــــــــ
مرثية لعصر بائد
قضت مواجع المجد
وتاريخ الحزن المكبوت
بورك فيك
ولك الود

سحر الليالي
25-06-2007, 05:45 PM
العزيزة "رقية الحارثية":

رائــع ــة ،رائعة..!
لله ما أجمل شـع ــرك يا رقية..!

أين انت عنا ؟؟
أرجو أن تكوني بـ خير

لكــ خالص وألف باقة بنفســ ج

رقية علي الحارثية
27-06-2007, 10:41 PM
الأخت الشاعرة رقية
بدانا ندمن انتظار مرورك الطيب معنى ، الساكب من دموع المزون عصارة الألق
فكانت سحائب حروفك وابلا تغرق المعاني بفيض روح
واسمحي لي ببعض ترجل عن ناصية المعاني لساعة رملية الزمن :
ترجل عن الرمل هذا حصان غبارك فيف
وساقاه بيداء تغرق بالصبر إلا قليلا
وفي ليلة الشح تبكي ايامى اصطبارك ساعات
رمل وتلقى الأعنة إلا صهيلا
ترمل حرفك بين القوافي
فكان انثيال عروس المساء
لشعر تنثنى بكف الأماسي
إلا جديلا
وتمضي المساءات تحت عشاش نوارس عيد
تجدد بالغيم تهليل عهد وكانت
سويعات نور تحلى بميناء دهر
وبات ذليلا
ــــــــــــ
تحياتي أيتها المبدعة



الْعِمْلاقُ مُحَمَّد ، والأكفُّ تُشيرُ إليْكَ هُنا ( إشارةَ غرقى إلى ساحِلِ )

والسَّاحاتُ تُجففُ أحْداثَها للشَّمْسِ


والمَسافةُ للأمامِ أقْصرَ منْها إلى الوَراءِ

و( الرَّكْبُ أسْفلُ منَّا ) !!



ماذا بِربِكَ أقولُ في حَضْرةِ شِعْركَ الإرْتجالي وأنا عَلى شَفا رَحيلْ ؟؟!





كُنْتُ هُنا / رُقيَّـة

علي أسعد أسعد
28-06-2007, 01:22 PM
الأخت رقية ...


بستان كلماتك ... وخضار إلى آخر المدى


بارك الله بك

رقية علي الحارثية
29-06-2007, 12:51 PM
ماشاء الله
ما هذا البهاء وما هذا الجمال
درة جميلة وقطعة ادبية باهرة
شاعرتنا المبدعة
روعة الشعر وبلاغة الأسلوب وجمال العبارة
هذا باختصار ما قرأناه لديك.
تحيتي



يا عَبْدَ المَلِكِ


يا أخْضَرَ الحُروفِ



تَحيَّةٌ وَسلامٌ لِروحِكَ النَّضِرَةِ




كُنْتُ هُنا / رُقيَّـة

رقية علي الحارثية
03-01-2008, 11:15 AM
عُمَر جَلال الدِّينِ هَزَّاع

يا روحَ أمِّهِ


عُدْ يا صَفيَّ الشِّعْرِ !


النَّصُّ ما مَلَّ الانْتِظارَ مُنْذُ طَويْتَ خطْوَتَكَ الأخيرةْ .




كُنْتُ هُنا / رُقيَّـةْ

د. سمير العمري
28-01-2008, 02:22 AM
حروف أوغلت في أعماق تربة الألق فاعشوشبت بها معاني المسالك المخملية نحوا للصدف.

نص يستحق أن يتمطى ويتأتى له أن يشرئب.

للتثيبت تقديرا.


يوميء ... يومئ.



تحياتي

هشام مصطفى
28-01-2008, 07:48 AM
الشاعرة / رقية الحارثي
نص يستحق القراءة المتأنية
فهو مثال لشعر التفعيلة التي تجيد الشاعرة فيه استخدام مميزات السطر الشعري مع امتداد الصورة الشعرية من جهة ومن جهة أخرى المزاوجة بين الديالوج والمونولوج مما أضفى المسحة الدرامية للنص فخرجت بهية تأخذ النفس إلى أعماق لم تستطع اللغة وحدها اكتشافها والبوح عنها إلا بواسطة الصورة الشعرية المكثفة ومن جهة ثالثة القدرة على التوحد مع المكان ليصبح جزءا من كيان الشاعر يستطيع أن يعبر عنه به
أعتذر أيتها الشاعرة عن هذا المرور السريع فالنص به الكثير ليُقال انطلاقا من ( إلا قليلا ) عتبة للنص ومفتاحه
مودتي

عمر زيادة
28-01-2008, 02:59 PM
عملاااااااقة باهرة رااااائعة

حرفٌ رقراقٌ سيّالٌ

تستحق التثبيت

لا فض فوكِ
مودتي و احترامي

رقية علي الحارثية
31-01-2008, 09:21 PM
عُمَر جَلال الدِّين
تَحيَّةٌ أخْرى على شِعْركَ المَطليِّ بالدّموعِ والمُسْتَعِرُ بِحُمَّى الشَّوْقِ والحزْنِ


كُنْتُ هُنا / رُقَـيَّة

وفاء شوكت خضر
01-02-2008, 02:41 PM
لغة تبهر الأنفاس وكأنها كأس مترعة تثمل شاربها ..

رائعة وراقية ..

أبو مراد الجابي
01-02-2008, 09:02 PM
رائعة

باهرة

زاهرة

ساحرة كلماتك وبنات أفكارك

ننتظر المزيد
ولك الشكر والتقدير ......