مشاهدة النسخة كاملة : الإختيار..
بثينة محمود
26-06-2007, 02:15 PM
كان غباؤه ساطعاً .. وهو يلوح بيديه ممسكاً بخنجر فى يد ومسدس قبيح المظهر فى اليد الأخرى.. كان كلاعب سيرك مطرود لإفتقاده الرشاقة.. يتحرك فى خطوات مهددة وينظر بسخرية إلى ضحيته- أنا- مخيراً إياى بين الموت طعناً أو رمياً بالرصاص.. يا إلهى.. كم أكره هذه اللحظات.. وقفت أرقب اللص المتراقص أمامى فى ملل.. بينما يقف عقلى ضامراً كعادته فى مثل هذه اللحظات
***
كانت دائمة البكاء.. وأصبحت دائمة الصراخ.. وكان دائم الصراخ .. وأصبح دائم القسوة.. لم يثنهما وجودى عن كل هذا .. ولا عن إحالة البيت الذى لم أحسه دافئاً يوماً إلى أنقاض.. تزوج.. وتزوجت.. وقبل أن يفعلا خيرانى .. مع من تود البقاء.. لم يدركا أن الخيار بلا معنى.. فلم يكن أيهما يستحق الاختيار.. وكان الأمر برمته موجعاً لقلب طفل فاقد الحيلة.. اخترت كونى وحيداً.. فلم يكن بقائى مع أيهما يعنى شيئاً .. كان بقاء قسرى
***
ـ لننه هذه الجلسة البائسة فورائى أشغال عديدة.. ماذا تريد أن تدرس يا بنى؟ .. احسم أمرك الآن وأكتب أى شىء
ـ لا أدرى .. إننى فى حيرة..
ـ لماذا الحيرة؟ سأكتب أنا لك لينتهى الأمر واذهب لحالى.. لا تكن مثل أمك التى لم يكن يهمها غير اهتمام الآخرين بها.. ستدرس التجارة.. وستنال منى ما يكفيك حتى التخرج.. ما رأيك؟
ـ لكن دراسة الهندسة ممكنة.. ما رأيك؟
هل ترغب بهذا حقاً؟ إن كنت ترغب فلا مانع عندى..
ـ لا لا .. انتظر.. إننى فقط لا أدرى.. لا عليك.. اكتب ما تشاء
ودرست التجارة.. هرباً من لحظة اختيار صارت مؤرقى.. كنت اشترى حذاءاً واحداً وأرتديه حتى ينتهى تماماً حتى لا يعطلنى اختيار صباحى.. وكنت أكره الأسئلة ذات الاختيار من متعدد.. وكان لى صديق وحيد أدعه يحدد دوماً مواعيد وأماكن اللقاءات
***
استوقفنى يوماً ذلك الرجل الممسك بميكروفون فى يده وبجواره آخر يحمل كاميرا على كتفه سائلاً إياى: ماذا سيكون رأيك فى استفتاء الغد؟ نعم أم لا؟
هربت من الرجل راكضاً..
***
المشكلة فى امرأتى أنها تغار من الهواء الذى يلامسنى.. كم أحسد نفسى عليها.. كم ساعدتنى وأسعدتنى.. ولكنها ذلك اليوم وقفت تصرخ فى وجهى ساخطة: عليك أن تختار .. أنا أو السكرتيرة..
كم أمقتها لهذا اليوم.. لهذا اليوم فقط.. كان عليها أن تقول ببساطة : فلتذهب السكرتيرة.. ماذا كان يضيرها لو فعلت؟
***
مازال الرجل متراقصاً أمامى.. لم أكن أفكر فى مسدسه أو خنجره.. كان كل ما يشغلنى.. لماذا يخيرنى؟ لماذا لا يستخدم أيهما وينهى الأمر؟
كم كرهت غبائه الساطع...
ريمة الخاني
26-06-2007, 02:47 PM
احيانا نتغابى ...
واحيانا اخرى نتجمد ونحتار
وفي الحالين غباء
تحيتي لك
محمد سامي البوهي
26-06-2007, 02:50 PM
قصص رباطها القهر ، والظلم ، لاكت أوصالهما الكلمات ، وأشاحت عن دواخلنا الستار ، لنكشف عن حالة الفزع المتربعة بين عظامنا ...
الأستاذة بثينة ، أحييك على هذا الترابط ..
وهنا لي ان أقول ، بأنه يمكننا كتابة القصة القصيرة جداً ، ولكن بمجموع مترابط من القصص ، بحيث لا يختل الرباط الحكائي ، والذي هو أساس الإستمتاع السماعي ، أو القرائي لفن القص .
تحيتي لك
جوتيار تمر
26-06-2007, 02:51 PM
بثينة...
الاختيار عنوان ذا مغزى فلسفي بحت، فكانه منذ البدء يريد ان يحدد ماهية الكائن هذا، هل هو حر، ام انه قابع في اتون العبودية، اية عبودية كانت.
الاختيار يعني ابدا قدرة الانسان على الفصل بين ما هو مفروض عليه..وما هو من حاجاته الذاتية..
والاختيار يتطلب مقدرة فذة..لانه دائما يجابه عوائق كثيرة ..والحر..يختار..دون خوف..وهذا ما لم الامسه في النص الاختيار رغم كل شيء..لكني لم اتوقع النهاية..حيث بهذا الاصرار في بداية النص..
ظننت بان النسق يكتمل...لكن التساؤل جاء قاتلا فكانه بين اليد والخنجروالمسدس جعلنا نرى بان الاختيار لم يجدي هنا.
عذرا لهذه القراة السريعة
دمت بالق
محبتي لك
جوتيار
تقديري ومحبتي
جوتيار
سحر الليالي
26-06-2007, 05:46 PM
الغالية " بثينة"
أيتها الحبيبة هل تعلمين إني أنتظر روائع ــك بفارغ الشـــوق...؟!
مبدع ــة وربي...!!
لــ قلبك باقة من الاوركيدا
بثينة محمود
18-07-2007, 01:48 PM
ريمة
ما بين التغابى والغباء والحيرة نمضى دون ان نقهر لحظة التجمد
وندفع عنا سكوناً قسرياً
نتبلد
فى انتظار من يأخذ بدلاً منا أى قرار
تحياتى لك
بثينة محمود
18-07-2007, 01:50 PM
الاستاذ محمد
شكراً لك هذا التحليل
لكن
ألم تلاحظ كون البطل واحداً بطول تلك الحكايات؟
يقضى لحظة الاختيار الأخيرة فى تذكر لحظات الاختيار المميتة السابقة
ويفكر كيف تجمد أمامها قبلاً
ان لم تكن لاحظت.. فهو فشلى الذريع
تحياتى لك
بثينة محمود
18-07-2007, 01:55 PM
العزيز جو
حقاً.. لقد كان النص ذا منحنى هابط كثيراً.. لم تسعف البطل ذكرياته المتعددة لينأى بنفسه عن حالة انعدام الاختيار.. ترك نفسه لآخر لحظاته حائراً.. ساكناً.. ينتظر من يأخذ بيديه لينتقى وسيلة موته!!!
تلك سوداوية غير مشجعة أعتذر عنها
لكنك قلت الحر يختار.. وعذرى..أنه لم يشعرها تلك الحرية يوماً
تحياتى لك
بثينة محمود
18-07-2007, 01:57 PM
سحر الليالى
كم أحب الأوركيد
ولك مثلها أيتها العزيزة
تحياتى لك
ابن الدين علي
18-07-2007, 08:57 PM
و أنا أقرأ القصة الرائعة للأديبة زاهية لفت إنتباهي ردك عليها بقولك " قررت طرق بابك لأكتشف جديدك
فوجدت نفسى !!!" الأمر الذي دعاني لأطلع على موضوعك " الاختيار " فوجدته كما توقعت ..سوداوية ، كآبة ، حيرة ..قلق.. تردد...الخ
بثينة محمود
18-07-2007, 10:06 PM
يا إلهى
هذا من أقوى الردود التى وصلتنى وقعاً على نفسى !!!!!
هل أنا حقاً بهذه الصفات
نفسى.. التى عنيتها فى قصتها.. هى تلك المرأة التى صُنفت بالمتمردة.. لمجرد اختلافها ومطالبتها بحقها فى التعبير عن ذاتها
وأودعت فى كلمة نفسى رابطاً لأحد موضوعاتى فى مدونتى أناقش فيه جانباً من هذه النفس.. السوداء على حد قولك
شكراً لتكبدك عناء المرور
كنعان محمود قاسم
18-07-2007, 10:41 PM
اتمنا لكي دوام التئلق والنجاح النص غريب ويشد الانسان الى نهاية الموضوع
تقبلي تحياتي
عدنان أحمد البحيصي
21-07-2007, 01:34 PM
الاخت بثينة
الحياة هي مجرد خيار ، وكذلك الموت خيار آخر ، وربما لا يختار المرء منا متى يحيا ومتى يموت ، لأن ذلك بيد الله وحده
لكن من أصعب المواقف أن يختار الإنسان بأي شيء يموت
بوركت
قصتك كانت بالفعل رائعة ومعبرة برمزيتها الهادفة
شكراً لك
زاهية
21-07-2007, 06:25 PM
بثينة الغالية:0014:
بمقدرة فائقة استطعت تلخيص سيرة نفس منذ الطفولة تدرجا حتى بناء النفس والمركز والبيت والمكتب والسكرترةوالزوجة ..سيرة إنسان قد يكون بالقرب جدًا منا إن لم يكن أحدنا..الشخصية الداخلية للإنسان توضع أسسها منذ الطفولة ،وبقدر مانولي بناءها من اهتمام تعطي إنسان المستقبل ، وما نزرع في أرضها من خير أو شر، فسوف ينبت ويكبر ويطرح الثمار التي لن تكون إلا من فصيلة البذرة ..
من يُربى منذ الصغر على حرية الذات باختيار ماتريد اختيارًا موجهًا ،ولايبخس حقه في إبداء رأيه ، فسيظل ذلك مرافقًا له حتى الكبر مالم يصطدم بموانع قوية ،وقد ينمِّيه ويطوره نحو الأفضل مع أمور حياتية أخرى يكون هو سيد القرار فيها مادام قد نضج فكريًا وتعلم كيف يكون على قدر المسؤولية ..وهذا يجعل منه شخصية قادرة على اتخاذ القرار دون خوف أو ضعف يدفعه للاتكال على الآخرين ..ولكن في مجتمع مازال متخلفًا يربي أولاده على الانصياع لما يريد الكبار حتى لو كانوا جهلة لايمكن لهذا الشخص أن يكون قادرًا على اتخاذ القرار دون خوف مما يجعله يهرب إلى الاتكال على غيره تنصلا من المسؤولية، وهذا نراه كثيرًا في مجتمعاتنا المتخلفة ، بينما تجدين طفلا صغيرا من مجتمع آخر قادرًا على الاختيار بثقة ويجد من يحترم اختياره ، وهذا ماينقصنا الاحترام لما نختار ولما يختاره الآخرون لذلك يجد الكثيرون أن الهروب هو أفضل مليون مرة من التعرض لمعارضة الآخرين، وأحيانًا السخرية مما يختارون ..أرجو أن يتفهم الناس أن الحرية الفردية دون الإساءة للآخرين هي من علامات رقي المجتمع ..
لك الشكر والتقدير على فكر يسكن رأسك
أختك
بنت البحر
ربيحة الرفاعي
16-04-2014, 01:06 AM
مجموعة من القصص القصيرة جدا، اتفقت في محورها وتنوعت مشاهدها ، فجاءت باقة جليّة الغاية حلوة الأداء
دمت بخير أيتها الكريمة
تحاياي
نداء غريب صبري
11-06-2014, 12:45 AM
قصص قصيرة جميلة جسدتها شخصية واحدة
ما أبشع الغباء وما أصعب التغابي
شكرا لك أختي
بوركت
خلود محمد جمعة
17-06-2014, 10:23 AM
انغرست فكرة الاختيار في اعماقه روتها تجاربه المرة حتى اينعت رهاب من كل مقارنة او خيار
قصة عميقة في الفكرة جميلة في الطرح قوية في التأثير
اسجل شديد اعجابي
دمت بخير
مودتي وتقديري
ناديه محمد الجابي
11-04-2016, 10:17 PM
بثينة الغالية:0014:
بمقدرة فائقة استطعت تلخيص سيرة نفس منذ الطفولة تدرجا حتى بناء النفس والمركز والبيت والمكتب والسكرترةوالزوجة ..سيرة إنسان قد يكون بالقرب جدًا منا إن لم يكن أحدنا..الشخصية الداخلية للإنسان توضع أسسها منذ الطفولة ،وبقدر مانولي بناءها من اهتمام تعطي إنسان المستقبل ، وما نزرع في أرضها من خير أو شر، فسوف ينبت ويكبر ويطرح الثمار التي لن تكون إلا من فصيلة البذرة ..
من يُربى منذ الصغر على حرية الذات باختيار ماتريد اختيارًا موجهًا ،ولايبخس حقه في إبداء رأيه ، فسيظل ذلك مرافقًا له حتى الكبر مالم يصطدم بموانع قوية ،وقد ينمِّيه ويطوره نحو الأفضل مع أمور حياتية أخرى يكون هو سيد القرار فيها مادام قد نضج فكريًا وتعلم كيف يكون على قدر المسؤولية ..وهذا يجعل منه شخصية قادرة على اتخاذ القرار دون خوف أو ضعف يدفعه للاتكال على الآخرين ..ولكن في مجتمع مازال متخلفًا يربي أولاده على الانصياع لما يريد الكبار حتى لو كانوا جهلة لايمكن لهذا الشخص أن يكون قادرًا على اتخاذ القرار دون خوف مما يجعله يهرب إلى الاتكال على غيره تنصلا من المسؤولية، وهذا نراه كثيرًا في مجتمعاتنا المتخلفة ، بينما تجدين طفلا صغيرا من مجتمع آخر قادرًا على الاختيار بثقة ويجد من يحترم اختياره ، وهذا ماينقصنا الاحترام لما نختار ولما يختاره الآخرون لذلك يجد الكثيرون أن الهروب هو أفضل مليون مرة من التعرض لمعارضة الآخرين، وأحيانًا السخرية مما يختارون ..أرجو أن يتفهم الناس أن الحرية الفردية دون الإساءة للآخرين هي من علامات رقي المجتمع ..
لك الشكر والتقدير على فكر يسكن رأسك
أختك
بنت البحر
كنت قد كتبت ردا مطولا على قصتك التي راقت لي كثيرا
ولكني وجدت رد الأخت زاهية يغني عن كل رد.
فبارك الله فيكما أنتما الأثنتان
ودمتما من مبدعتان. :v1::0014:
ناديه محمد الجابي
11-04-2016, 10:23 PM
الاخت بثينة
الحياة هي مجرد خيار ، وكذلك الموت خيار آخر ، وربما لا يختار المرء منا متى يحيا ومتى يموت ، لأن ذلك بيد الله وحده
لكن من أصعب المواقف أن يختار الإنسان بأي شيء يموت
بوركت
قصتك كانت بالفعل رائعة ومعبرة برمزيتها الهادفة
شكراً لك
تأملوا معي رد الأخ/ عدنان وترحموا عليه
لقد نجح في إختيار بإي شيء يموت .. فمات شهيدا رحمة الله عليه
وياسبحان الله..:nj::0014:
آمال المصري
15-11-2016, 03:28 AM
مابين لقطة البداية وتتمة النص كانت حياة ملئية بالمواقف التي صنعت منه شخصا لا يجيد الاختيار بل يرفضه وينتظر من يخطط ويختار له
مجموعة ماتعة متفردة في طريقة العرض والترابط الزمني للأحداث أجدت أديبتنا الرائعة حبكتها وسردها فشكرا لك
ومرحبا بك في واحتك
تحية وتقدير
ناديه محمد الجابي
17-06-2025, 06:12 PM
"الاختيار مسؤولية". هذا يعني أن كل قرار نتخذه، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، له عواقب
ويترتب عليه مسؤولية. يجب أن نكون واعين لتلك العواقب وأن نتحمل مسؤولية اختياراتنا.
وهذا مالم يمارسه أبدا منذ طفولته فلم يستطع أن يختار مع من يعيش
وفي دراسته لم بستطع أن يختار الدراسة التي سيدرسها
وفي عمله لم يحب أن يجد نفسه في حالة إختيار بين الزوجة والسكرتيرة
فلماذا يخيره هذا اللص بأي شيء سيكون موته.
من المؤلم أن ننتظر دائما من يأخذ بدلا منا أي قرار.
أبدعت برائغتك المعبرة الهادفة
فلك تحياتي وتقديري.
:v1::nj::wow:
أسيل أحمد
23-07-2025, 12:27 PM
القرارات التي تعبِّر عن اختياراتنا وطريقة رؤيتنا لأنفسنا واحترامنا لها،
تلعب دورًا كبيرًا في رسم شخصياتنا، ونمط حياتنا ومستقبلنا.
الحياة اختيارات، لو اقتنع الناس اقتناعاً كاملاً أن نجاحهم وفشلهم ورضاهم عن أنفسهم
لابد أن يأتي من داخلهم هم أولا لا في اعتمادهم على غيرهم تحقيقه..
وهي يقينا عملية صعبة لمن ألف التواكل على الغير شب وشاب على ذلك
لإرضاء نفسه فتصبح مشاعره أسيرة لغيره طيلة حياته…
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir