تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ابنة صيدا



د.الشاعر أوس المبارك
30-06-2007, 12:57 AM
دعوتكِ يا ابنة آخر تلك الحروب
إلى الحبِّ ..
قلتِ : انتظر في سماء الوعودِ ..
لعلَّ حروباً جديده
تُعَدُّ لنا في الغد المنتَظَرْ
أو لعلَّ وراء القدرْ
ما يُخَبَّأ للموت في شرفات القصيده

* * *

هنالك في بحر صيدا
عشقتُ اختصار الإناثِ
رميتُ على روجها الماءَ كي أتلذَّذ طعما لتوتٍ يسيل على ثغرها
كنتُ كفًّا تمرُّ على شعرها ..
وتشيل الملاقط عنه
وتقذفها في المياه لينسابَ بحراً على ظهرها
كانت الشمسُ تغرب ..
والأنجم البيض تصحو ..
تشعُّ ائتلاقا على ظفرها
كان من شفقٍ في المغيبِ احمرارُ المُقَبَّلِ
والنور سورٌ على خصرها
كان حلمي إليها .. وكنت أسُلُّ كما الطفل من يدها حلمي
لا وعودَ تجيءُ إليَّ بها ..
ليس إلا افتكارٌ بماضٍ أليمٍ
وشعرٌ لها سطَّرتْهُ دماً بدمِ
تقول : يذكِّرني ما مضى ألمي
.. هل نسيتَ ؟؟

- نسيتُ الحروبَ .. وأبقيتُ في القلبِ ما يستحيل على عدمي
هو الحبُّ أبقيتُ .. هل كان فعلكِ مثلي ؟؟

- وما كان فعلي بذاك الزمان سوى أن أحبكَ .. ؟
يا عاشقاً إحمرارَ فمي
كالدمِ
يا ناسياً ألمي
ولكنَّ داء الحروبِ يذكِّرني بغدي
قد يكون كماضيَّ في سقمِ
وداء الحروبِ يلوِّح فعلي ببعدِ غدي
قد يكون كحاضريَ اليوم في ندمِ
فكيف تراني .. فكيف تراني أحبكَ ؟؟

- لا .. لا تخافي من الشَّعرِ إن كنتُ قربك في الليل وحيَ نديمٍ
أعلِّقُ فوقك قلبي سراجاً
لأيِّ ملاكٍ يجيءُ إليك بشعر الإلهِ
فعاليةٌ للهوى لم تزلْ هممي
ولم تزلِ الكفُّ تمشي على برِّ عينيكِ
تمشي كأيِّ نسيم يمرُّ على الحقلِ قِدْماً
ليمسح كلَّ رحيقٍ بزهرِ
وما زلتُ أهديكِ طهري .. وعهري
لكي تكتبيهِ على ناهديكِ
وتمسين شاعرةً من مساماتِ صدري
لكِ العهدُ باقٍ وفاءً بنذري ..
سيمضي لعينيكِ شعري
ودون النساءِ .. لأجلكِ أرسمُ زرقةَ بحري
لك الشِّعرُ يُكتَبُ .. حرفاً يُمَدُّ بساتينَ زهرِ
وليس لغيركِ هذي القوافي
وليس لغيركِ دفقٌ بنهري
ولن يُرسَمَ الثغرُ إلا كما عندَ ثغركِ
لن يُؤخَذَ العقلُ إلا بسحركِ
أنت التسامي .. وليس لغيركِ
ثغري وسحري .. وليست لغيري
عيونكِ .. واللاعباتُ بشعرِ
لكِ القلبُ .. وحَّدَ كلَّ النساء بأنثى كمُهْرِ
لكِ النفسُ والهمسُ .. والكأسُ - كي أتملَّى بوصف لجفنيكِ - .. تُغري
لك الآن يا كبرياء الخيولِ رحيلٌ بسِفرِ
سأكتُبُ عن خصلةٍ إن تدلَّتْ
كشلاَّلِ طيب على طول ظهرِ
ساكتبُ عن ناعسيك .. وعن لامسيكِ ..
وعن ناظرينِ مضى راحلينِ كسيفٍ بنحري
.. وإني أحبكِ يا ابنةَ صيدا
على موج أبيضها المتوسِّطِ
أستنشقُ الشعرَ من رئتيه
واُشْرِبُهُ من حلاوةِ قطري
فينشرهُ في شواطئِ لبنانَ
يُنسيهِ طعم المرارةِ .. يملأُ أصدافَهُ بقلائدِ دُرِّ
ولستُ غريباً على موجِ صيدا ..
أنا من حريرِ مداهُ
ومن أغنياتِ الهوى في صباهُ
وكنتُ رفيقاً له في الليالي
وكنتِ السمرْ
لدينا من الحبِّ ما تشتهيهِ ملائكة العرشِ للربِّ
والظفرُ حنَّ للمسِ الوترْ
هنالكَ خلفَ المحيطِ خيوطٌ تُحاكُ على جسدينا
لتمنعَنا أن نلامسَ جلدَ دمانا
وتمنعَ نشوتَنا أن تُسرّْ
فلا تُملكي القلبَ للواشياتِ .. ولا تَخْدَعَنْكِ لُحونُ الغجرْ

.. فقالت : لديَّ انتظارٌ على دربِ روما
فآراؤها قد تكون سديده
سأجلسُ حتى هطولِ المطرْ
لأغسلَ دمعي بدمعِ السماءِ
لعلَّ الغيومَ ستأتي إليَّ بصدق الخبرْ
وأنت انتظرني على شرفةٍ في بلادٍ بعيده
.. وناجِ القمرْ

* * *

رحلتُ على مركبٍ من سرابٍ
وغنيتُ أرجوزةً في السفرْ
وربَيتُ لاسمك خمسَ لغاتٍ :
شراعاً مددتُ عليها دوامَ السحرْ
ووحَّدْتُ فيها هدى اسمكِ ..
لبنانُ حيًّا سيبقى .. ويعلو برمزِ صمودِ العروبةِ
مجداً ونصراً أغرّْ
سأنتظرُ اليومَ ما توعدينَ
لعلَّكِ أخطأتِ درب الحقيقةِ عن ساعديَّ
وضاع الأثرْ
سأبقى على باب قلبكِ منتظراً أن تجيئي
فلا خاب من للحبيبِ انتظرْ

.. وظِلْتُ على موعدي منذُ عامٍ
وهأنذا قد وصلتُ لآخر هذي القصيده ..
ولم يبدُ أن القدرْ
كان سِرًّا يُخَبِّئُ موتاً لنا
غير أنِّي تعلَّمتُ أن فؤاد النساءِ ....
يحبُّ اقتفاءَ الخطرْ

* * *

محمد إبراهيم الحريري
30-06-2007, 01:11 AM
وألقيت تحت عيائي نشيدا
فبت أغني القيان طريدا
وحبك يغزل نوء الوتر
أراك بألغام عصري مدد
وبين ضلوع جراح بياني
شعورا تأقلم مع ذي خفر
وراءك أمشي الهوينا جريح انصاف
ليالي القصيدة
وكنت لشعر الأثير نداء
يناجي بخد الأصيل المساء
وعيناك ......... آه
لمى ناظريك يعيد إلي انكساف القمر
فيرسم طيف الأماني
لها شباك البلاغة
حتى تكون بصيدا
بحر
ألوك فتات نجوم الظهيرة
كفا ، بلوم ٍ
وتحت لسان المعاني فريدة
عصر الخبر
وأوس يشرف
ميناء قلبي
بغادات شهر
وريم الشعر
ــــــــــــــــــ

أحييك شاعرنا
وفقك الله
هيجت المشاعر لصيدا .......... آه
عشت فيها
لكن ............
تركتني بين قلعة وحجر

عمر زيادة
26-05-2009, 12:22 PM
إي و اللهِ ..
لصيدا الحنين ... كلّ الحنين ..
و الجمال لشاعرية رائعة
محبتي الكبيرة

محمود فرحان حمادي
25-06-2010, 12:58 AM
وصف ماتع جميل
وألق عذب شاعري
بورك الأحاسيس وبورك النبض الشاعري
تحياتي

د. سمير العمري
22-11-2012, 01:36 PM
حرفك جميل ومعبر أيها الشاعر وفيه لمسة مخملية.

أحسنت التعبير هنا بأسلوب متمكن.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

ربيحة الرفاعي
24-11-2012, 12:17 AM
شاعرية غلفت بألقها الحروف، وتصوير جميل ملفت ولغة رائقة
أهلا بك شاعرنا في واحتك

تحاياي

نداء غريب صبري
22-12-2012, 07:24 PM
هنالك في بحر صيدا
عشقتُ اختصار الإناثِ
رميتُ على روجها الماءَ كي أتلذَّذ طعما لتوتٍ يسيل على ثغرها
كنتُ كفًّا تمرُّ على شعرها ..
وتشيل الملاقط عنه
وتقذفها في المياه لينسابَ بحراً على ظهرها
كانت الشمسُ تغرب ..
والأنجم البيض تصحو ..
تشعُّ ائتلاقا على ظفرها
كان من شفقٍ في المغيبِ احمرارُ المُقَبَّلِ
والنور سورٌ على خصرها

شعر حالم وجميل
أثرت الحنين والذكريات أخي

شكرا لك

بوركت

أحمد رامي
22-12-2012, 11:29 PM
بدت صيدا و كأنها سيدة نساء البحر ,
تتهادى على الشاطئ , فاتحة ذراعيها للبحر ,
تاركة خصلاتها التي فككتَ مشابكها تعوم فوق مياه البحر ,
و أنت العاشق الولهان , يلتف حولها ,
يدغدغ جسمها , و يهصر خصرها بذراعي حبه الصادق السامق ,

كانت صيدا الحبيبة , و كنت انت الشاعر المتيم , و كانت قصيدة فارهة .


محبتي لك .