تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ذكريات مبعثرة !!



مينا عبد الله
03-07-2007, 05:01 PM
http://www.moveed.com/data/media/190/butterfly%20(11).jpg



ذكريات مبعثرة

هي ذكريات هشة هشاشة اجنحة فراشة غافية على اوراق أيام ماضية ..تعزف أنغاما ً سعيدة أو حزينة لا فرق فكلها عزف على أوتار الزمن الماضي , وكلها صور لذكريات مرت
وأيام مرقت , وأشخاص بعضهم مازالوا معنا وبعضهم طواه الموت وبقيت ارواحهم خالدة في ذاكرتنا ترسم الصور وتعيد اللحظات..

ولكنها ذكريات ..
وللذكريات رغم المرور ..مذاق خاص كالقهوة !!

مينا عبد الله
03-07-2007, 05:04 PM
-1-

كنتِ هنا مذ كان عمركِ عام او اكثر ربما بشهرين , هكذا تردد لها جدتها لأمها حين تسأل الطفلة الصغيرة !!
ومن أتي بي جدتي ؟؟
أهلك يا ابنتي ..
وهذا ما يثير قلق وحيرة الطفلة , ويدعها تتوه في دوامات فكرها عن معنى كلمة " أهلكِ " ؟! كل من معها من أقرانها يعيشون مع أهلهم ومن تكون هذه المرأة التي تجاوز عمرها الخمسين عاما ً أن لم تكن أهلها ؟!
وتنسى الطفلة سؤالها لتخرج تلعب وتلهو على رمال البحر في صيدا ..
وهناك تخبرها إبنة خالها التي تقاربها في السن : إن أهلك ِ قادمون ... ياللحيرة , " أهلكِ " من جديد !!!
هذا ما كان يحدث حين كان عمرها أكثر من ثلاث سنوات بقليل ..

ويأتي الصيف ومعه أم جميلة ذات عيون زرقاء بلون البحر وأب أسمر الملامح حنون القلب رقيق المشاعر وأخ صعب المراس وأختين ..
وابتدأ شريط الذكريات يسجل معنى كلمة الأهل وبدأت الذاكرة تعبق بعطرهم .

مينا عبد الله
03-07-2007, 05:07 PM
-2-

تعيش الطفلة في بيت يطلقون عليه " بيت الحاج علي " وهو من ست شقق متماثلة في التصميم ,تقيم العائلة كلها فيه جدتها واخوالها الاربعة وليس للبنات من مكان كما هي العادات الشرقبة في كل البلدان , الا شقة واحدة كان يسكنها شخص مع إبنه الشاب وإبنته التي في مرحلة الدراسة وعرفت الطفلة فيما بعد إنه صديق لخالها الصغير جاء نازحا ً من بيروت من سنوات بعيدة حتى خيل لها إنه احد اخوالها .ولكنه بالتأكيد ليس كذلك فالجميع هنا عنده اطفال كثيرة أقلهم ست اطفال وأكثرهم ثمانية وبأعمار مختلفة .
يبدأ اليوم في الصباح الباكر حيث تذهب جدتها إلى المدرسة القريبة والتي كانت مديرتها واخوالها وبعض زوجاتهم إلى العمل وتبقى بعض النسوة والأولاد والبنات إلى مدارسهم ويبقى أقرانها أو من يدانونهم في السن ,حتى الصغار جدا كانوا أحيانا ً يضعونهم في عرباتهم في باحة الدار الامامية وبين الحين والحين تطل أحد النساء من الشرفة لتطمئن عليهم , والعائلة كلها كانت مسالمة لم يسجل شريط الذكريات عند الطفلة اي معارك عائلية أو مشاكل تذكر ..
أول العائدين هي الجدة .. الكل يترك اللعب وينظر لها وهي تلقي عليهم التحية بسكونها المعتاد وتدلف إلى شقتها بعد أن تعطي للطفلة إنذارا ً بوجوب العودة ولم تذكر تلك الطفلة ذات الجديلة المتدلية خلف ظهرها والتي تمارس كل شقاوة الاطفال بأنها استجابة للامر ولو مرة ..
ثم تنادي الامهات أطفالهن قبيل آذان الظهر بقليل للإنتهاء من اللعب والعودة .. وتبقى هي لوحدها .
تجلس على دكة باب شقتهم او شقة جدتها بالتحديد بعد أن تركت الجدة الباب مواربا ً .. تترقب العائدين .
وتدخل البيت مسرعة ..
- جدتي خالي فلان عاد ومعه كيس برتقال وهذه واحدة !!
وتضع البرتقالة او الشوكولا او أي شيء أخر على الطاولة وهي تنظر لجدتها التي تكتفي بهز رأسها يإيماءة بسيطة فهي قد تكون مشغولة في اعداد طعام الغداء او الإستعداد للصلاة .
وتستمر الطفلة بذلك لحين عودة آخر اخوالها ..وتخبر جدتها بالتفاصيل ولا تدري إن كانت الجدة مهتمة أم لا .. إلا هذا الرجل الغريب حين يعود كانت تتخفى خلف الباب إلى حين صعوده على السلم لتسمع خطواته تبتعد وتعود هي للخارج مرة أخرى .
ثم تدخل البيت منهكة .
وكانت هذه عادتها كل يوم من أيام العمل وفي العطلات هناك طقوس اخرى لليوم ومواسم اللعب إلى أن تجاوزت الرابعة من عمرها وصارت ممن يذهبون الى رياض الأطفال كل يوم

مينا عبد الله
03-07-2007, 05:18 PM
http://www.moveed.com/data/media/55/AB_ibz_coast.jpg



-3 -

في داخل الشقة كان هناك كتاب وحيد تراه الطفلة في الصالة دائما ما تقرأه الجدة , وكان هو المصحف الشريف , حتى ظنت هذه الطفلة الصغيرة ان كل الكتب التي تحويها مكتبة جدها المتوفي مصاحف ُ , وفي احد الغرف كانت اول مرة تسأل عن صورة رجل ينظر بعيون واثقة متطلعة, فأجابتها الجدة : أنه جدك عزيزتي وقد رحل عنا منذ عشر سنوات وهذا هو مكتبه الخاص , وإياكِ أن تعبثي بكتبها , ( حتى صارت الطفلة تخاف الدخول إلى هذه الفرفة من كثرة تحذيرات جدتها وإن تسللت خلسة كانت تظن إن جدها يراقبها بعيونه ) , وقد كان محاميا ً معروفا ً على مستوى البلد , أجمل ما فيه عيونه إنها تشبه تماما عيون أمك ِ ! وقد كان ......... ومن ثم ..... وتستمر الجدة تسرد للطفلة ذكرياتها عن زوجها الذي تحب .. إنه رحل عنهم ولم يرحل عني ولم تغادرني كلماته ولم أشعر يوما ً إني وحيدة , فكل ما أحتاجه فقط هو أن أنسى هذا العالم الذي أنا فيه ليكون ذلك الطيف البعيد معي ... وتحكي الجدة الكثير الكثير ما لا تعيه الطفلة ولكنها كانت صامتة بانتباه لذلك الصوت العميق , وفجأة تصرخ الطفلة بعد أن سمعت من يناديها من الخارج : ها قد جاءت !! وتقفز فرحة , فتشدها الجدة من يديها متسائلة : وما الذي جاء ؟ .. فتهرب خارج الشقة وتصعد مهرولة مع أقرانها من أولاد وبنات أخوالها إلى سطح الدار ليراقبوا السفن التي تأتي إلى الميناء بعد أن كانوا قد سمعوا صفارتها التي تطلقها من بعيد وقد كان سطح الدار هو فنارهم الخاص , ورغم إن الاهل قد منعوهم من ذلك خوفا ً عليهم من تدافعهم على السلالم لكنهم استمروا عليها خلسة ً فقد كانوا يخلعون احذيتهم ويتأبطونها ويتسللون الواحد تلو الاخر ليكونوا أول الذين يشاهدون السفن كما كان يصور لهم ذلك بساطة مداركهم وطفولتهم .. وكانت هذه احد الالعاب الصيفية , اضافة للعب على رمل البحر والبحث عن القواقع والاستماع الى صوت البحر الذي يأتيهم من داخلها واللعبة الاثيرة لدى الجميع وهل تسلق شجرة التوت العتيقة التي لا احد يعرف عمرها ليختبأوا بين اغصانها إلى أن تراهم الجدة لتصرخ بهم من نافذة المطبخ مهددة ً إياهم بالنزول أو قطع الشجرة غدا ً .. ولم يكفوا هم عن التسلق ولم تقطع الشجرة الى هذا اليوم .

مينا عبد الله
03-07-2007, 05:27 PM
- 4 –

وفي الصيف الذي قاربت فيه الطفلة عمر الست سنوات , كان للصيف هذا عبيرٌ خاص , فقد قال لها أحد أخوالها : سنذهب غدا ً إلى بيروت لإستقبال إمك ِ وستأتين معي يا حلوتي .. فرحت الطفلة كفرحها بالعيد خاصة وإن الجدة أخاطت لها ثوبا ً جميلا ً وتخيلت كيف سترى أمها .. وهنا توقفت في التفكير وباغتها الحزن .. أمي ؟! , أمي فقط ؟! وأين بقية أهلي فنامت من كثر اللعب والتعب وفي قلبها شيء من الخوف لا تعي معنى ً له.
وأتى الغد وذهبت مع جدتها وخالها وبنت خالها التي عادت من اسبوع من بيروت حيث كانت تدرس هناك في الجامعة وهي تحاول أن تجد جوابا ً لما أخافها في ليلة أمس !
أوصلوا بنت خالها إلى بيت الطالبات العائد للجامعة وكان يبدو الحزن غائرا ً في عيونها وصوتها , وذهبوا للمطار وهناك بعد انتظار ربما قليل او كثير لم تدركه هي لانها كانت لاهية في التفرج على اشياء لم تعرفها من قبل حتى إنها أختبأت خلف جدتها من كثر الناس الغرباء بعضهم ترى وجهه وبعضهم ظهره وبعضهم منتشر بشكل مخيف بالنسبة لطفلة كل عالمها هو دار جدها وناسه !! وجاءت أمها وقد عرفتها بين كل الوجوه وأول ما راقبته فيها هو عيونها لتتأكد بنفسها هل هي ذات عيون ذلك الرجل الذي في الصورة المعلقة على جدار الغرفة ؟! وقفزت فرحة : جدتي انظري .. تلك هي أمي . واخذوا أمها معهم الى السيارة بعد نقل أغراض كثيرة , وفي السيارة سألت البنت أمها :ماما هل بقية أهلي ماتوا مثل جدي ؟! فضحكت الأم ضحكة هادئة كعادتها دوما ً كما عرفتها فيما بعد , وأجابتها بصوت منخفض : حبيبتي أنا أقيم في بلد غير البلد الذي سيأتي منه بابا وأخوتك , أنا أدرس لأجعلك فخورة حين تكبيرين بأمك وتحكين لصغاركِ عنها .. سيأتي بابا واخوكِ وأخواتك ِ بعد ثلاث أيام وستأتين معي لأستقبالهم .

و بعد ثلاث أيام أجتمعوا أهلها كلهم في شقة جدتها وكان لحضورهم سعادة صارت تملأ القلب وتفيض على الجميع هنا هدايا جميلة ولكنهم هذا الصيف لم يأتوا لها بهدايا كثيرة ولا ألعاب , فقد كان هذا صيفها الاخير هنا كمقيمة وليس الاخير كضيفة بين فترة وأخرى على مكان كل ركن فيه لها فيه ذكرى ومع كل ناس هذا المكان الذين كانوا اهلها وعائلتها التي وعت فيه معنى الانتماء والوفاء للأرض . فقد كانت تروي لجدتها حين تنام بالليل معها مَن ينام في الغرفة التي فوق غرفتهم والغرفة التي بعدها وهكذا كل بقية الغرف رغم انها حين تكون السهرة واجتماع العائلة كلها في احد الشقق عند نهاية الاسبوع لم تكن لتتحرك ولا متر واحد بعيدا ً عن جدتها ولم يدفعها فضولها الطفولي أن تتجول في بقية الغرف حرصا ً منها على وصية جدتها بأن لا تقوم بأي حركة إلا بأمر من جدتها .

وكان هذا أطول صيف يقضيه أهلها هنا , وابتدأ موسم المرح والسعادة و اللعب الكثير والقيام بسفرات قصيرة إلى مناطق أخرى برفقة الجميع وكان أجمل صيف في حياتها .
وعادت بنت خالها من بيروت ولازال الحزن مستوطنا ً فيها رغم إن لها حكاية مع تلك البنت الجميلة الانيقةذات العيون البراقة وقد كانت حين تعود في فترة العطلة الصيفية تضفي جو خاص على المكان ولكن ..!!

مينا عبد الله
03-07-2007, 05:28 PM
وللذكريات المبعثرة تكملة ..

مودتي واحترامي لكل من يمر هنا متصفحا ً

ميــــــــنا

مادلين يوحنا
03-07-2007, 05:40 PM
الاخت مينا

هي ذكريات حفرت نفسها فيك وفينا بعمق

جميل ان نسطرها

مودتي

مينا عبد الله
03-07-2007, 11:21 PM
العزيزة مادلين ..
كجناح عصفور مرهف رقيق كان مرورك
وكعطر ورد ندي

دمتِ بخير
ولكِ الود

ميــــــــنا

جوتيار تمر
03-07-2007, 11:37 PM
مينا الغالية...
أتسلق مرهقا ذاكرتي المتعبة، المثخنة بالجراح، ذاكرة الوجع المزمن، اراني في الزمن الاول، الى جوار العجوز التي كانت تبوح لي باسرار الخليقة بفكرها البسيط، وكانت تضم رأسي لحضنها وهي تقول لي سيأتي يوما ويجيئ ابواكِ يعتمرون هذا الشعر، ولا زاد لهم غير براءتك الدائمة وطهارتك الابدية، وانت ِ ايتها النقية ابقي ها هنا ادعي معي دعاءً حميماً، حيث لم يعد لي معك سواه في هذا الزمن الزنيم الأثيم.
مينا اسمع الانين يتكسر صداه عند الشاطئ البعيد، اقصد شاطئ الذاكرة، يجيئ كأنه التحنان المندى، اتطهر من موبقات هذا الزمن العربيد بماء عينين تمنيت لو انها كانت منذ البدء ما تطهرني، ادخل طقس عشقي الاول، اراني عند مدخل الحرمان، كهفي الحميم، وقد آويت اليه فرارا من البعد والرحيل الحتمي.
مينا نصوصك اذهلتني حد اني قرأت ونسخت فعدت وقرأت لاني وجدتها تحكي لي عن سيرة انسانة اعرفها، نعم اعرفها، اعرف نقاءها، اعرف صفاء روحها، اعرف عمق وجعها الانساني، اعرف مدى ما غرس الحرمان في قلبها من وجع والم،
لذا اردت ان اعيد واعيد قرأته.
النص جاء مكثفا وفيه لغة جميلة سلسلة بسيطة سلهة الفهم والادراك، ومع اللغة وجدت النص اشبه بالمذكرات الشخصية التي تحكي عن يوميات المرء، او ما نسميه بالسير الذاتية، حيث استطعتِ بحرفية ان تعمقي الحدث وتنثريه هنا لوحات جميلة تعالت فيها المشاعر الانسانية الراقية.
مينا...
ابقى انتظر البقية...
محبتي لك
جوتيار

علي أسعد أسعد
04-07-2007, 12:24 AM
أجمل مافي الذكريات

أنها تبعثرنا

ولا تتبعثر ,,,


جميل ماخطه هذا القلم

وعذبة هذه الروح

قراءة ثانية لنصك


وقد أعود

سحر الليالي
04-07-2007, 12:52 AM
الغالية " ميــنا":

ذكريات .... ونزف .... وحرف ..!!
رائع حد الدهشة..!!
صمتــ هنا قليل ...قليل جدا..!!


دمت ودام إبداعك وتألقك

لكـ من القلب كل لحب
ومن الورد أعطر شذاهـ

حسنية تدركيت
04-07-2007, 02:09 AM
مينا وابداع متجدد
مساء المحبة والاخاء مينا

عطاف سالم
04-07-2007, 07:58 AM
مينا الحبيبة الغالية
ماأجمل صباحي اليوم عندما مررت على هذه الذكريات المبعثرة
كم هي آخاذه
لقد أخذتنا إلى أجواء حلوة وبعيدة وكأننا خلف رواق الأفق نغيب هناك بين أوراق الشجر وعلى ربا الياسمين لا نشعر إلا بالعبير والحب والسهر تحت ضوء القمر
كم أسكرتني سطورك هنا........... كم وكم
يالله
أحمد الله أني مررت هنا لأجدد يومي ببوحك الشهي البهي هذا
محبتي الرقراقة من نمير الشوق أبعثها لك مع نسيم الذكريات الجميلة :0014:

مينا عبد الله
04-07-2007, 01:08 PM
العزيز جو ..
دائما ردودك محملة بالهموم .. وثقل الكلمات

جو , هل أخبرك أحدهم إن ردودك تصلح مواضيع قابلة للحوار والنقاس لما تحويه من عميق الفكر

رائع كما أنت .. ونقي كما أعرفك

محبتي لك

ميــــــــنا

مينا عبد الله
04-07-2007, 01:11 PM
اخي الكريم علي الأسعد .. بل انتظر عودتك
كم هو جميل ورقيق تواجدك

دمت بخير

ميـــــنا

خليل حلاوجي
04-07-2007, 03:19 PM
الاخت الغابية الاستاذة مينا

1\

مبارك هو نجاحك في الماجستير

ورفعك الله في درجات الدنيا والآخرة

2\

هذه الذكريات لم تكن مبعثرة انها تصنع لنا غدنا الانور

3\

لاتحرمينا من ابداع حبرك الباهر

مينا عبد الله
04-07-2007, 10:10 PM
الغالية سحر الليالي / منار
لكم يسعدني تعليقكِ ويجعل قلبي يبتهج
دمتِ بخير ومودة

ميـــــــنا

مينا عبد الله
04-07-2007, 10:12 PM
حسنية / ندى الصبار
ومرور له من الروعة ما لا يحد بحد

مودتي

ميـــــــــنا

مينا عبد الله
04-07-2007, 10:14 PM
عطاف الرقيقة
يالله وما اسعد مسائي بكِ
يا الله لو كنتِ معي .. لسمعتِ نبض قلبي يرقص طربا ً بكلماتك والسعادة التي شعت هنا

مودتي

ميـــــــنا

مينا عبد الله
04-07-2007, 10:19 PM
خليل البهاء والنقاء / اخي العزيز
1-
لك جزيل شكري وامتناني بتهنئتك الرقيقة . ربنا يسعدك بنجاحات إيناس

2-
هي مبعثرة لانها شهدت موانيء عديدة وسترى فيما بعدها كم من العطر تنفست في كل ميناء .

3-
ولا تحرمني من الق مرورك ايها الأخ الحنون

ميــــــــــنا

يسرى علي آل فنه
05-07-2007, 05:45 AM
مينا الرقيقة الراقية:-

اشراقة صباحي أخذتني إلى نبض قلبك هنا لأجد عزف على وتر الجمال وذكرياتٌ من حنين وابتساماتٌ دموعٍ ومنى

سعدت بدفء يشع من حروفك

محبتي لكِ وبارك الله في عمرك الطيب وجعله عامراً بكل خير

مينا عبد الله
06-07-2007, 10:25 AM
يسرى .. بصمتك أعرفها ويسعدني وجودها هنا
وهذا صباح أخر ندي نلتقي فيه

وجمعة مباركة

ميــــــــنا

مينا عبد الله
06-07-2007, 10:28 AM
واكمل بعض من الذكريات المبعثرة ..

ورسالتي له : وحدك أنت كائن قابل للتنفس .. ووحدي انا من تجيد هذا الفن

ميـــــــــنا

مينا عبد الله
06-07-2007, 10:30 AM
- 5 –

]" دانية " هي ابنة خالها ,كانت الشابة التي تملأ البيت حيوية ونشاط وتضفي جو المرح والسعادة ليس لعائلتها الصغيرة بل للعائلة الكبيرة كلها حين تكون هنا في العطلة الصيفية , كانت كل يوم تنادي على البنت لتصعد لها وهي سعيدة بإنها ستقوم بمهمة يشوبها شيء لا تعرف الصغيرة ما هو ؟! لكنه شيء يبدو جميلا ً , لتعطيها كتابا أوراقه سمراء وغلافه ملون وعليه كتابة ورسومات ,هذه قصة !! دانية من قالت لها ذلك حين سألتها وشرحت لها معنى القصة بشكل موجز , وهنا ابتدأت تعرف إن هناك كتب آخرى , غير التي تعرف ,لتأخذ الكتاب إلى الشقة التي في الطابق الاخير لذلك الشاب الذي جاءت عائلته من بيروت نازحة وتعود لها بقصة أخرى , وكان هناك علاقة حب بينهما لكنها نقية وجميلة فهي لم تكتب له رسالة بورقة ولا هو ولكن كان الكتاب مرسالهم والبنت رسولهم , دانية تختار من عبارات الحب الذي في القصة لتضع عليها خطوطا وتعلوها نجمة وعليها حرف " د " وكذلك هو لتكون هذه هي رسائلهم .. وحين قالت دانية لأمها عن طلب ذلك الشاب أن يخطبها من أهلها حين تنهي دراستها في ذلك الصيف الأخير أسكتتها الأم وقالت لها لا تفضحينا فلن يقبل أبوك بذلك ولا تحاولي إقناعه فهذا مستحيل وكم بكت وحاولت ولكنه جدار أصم ذلك الذي يرتطم رأسها به , فالأم لا تقبل أن تقول للأب حتى مجرد القول بحجة إنهم مختلفون في المذاهب وهذا أمر مستحيل أن يقبله ,وكم توسلت البنت أمها حين حاولت أن تضع لها حقائق , أليس عيدنا واحد ؟! , ألسنا نأكل من طبيخهم ونبادلهم الزيارات ؟! أما كنتِ تقولي لأمه حين تشكو لكِ عن غربتها و كلنا لك ِ أخوات ؟! ولكن هيهات أن تسمع الأم شيئا من محاولاتها , فتعاهد الأثنان على الوفاء لبعضهما وأن يبقوا ذكرياتهما سرا ً دفينا ً إلى أن يلتقيا مرة أخرى وعاهدته على أن لا تكون لغيره وهو كذلك وسافر هو الى بلاد أجنبية بعد أشهر من هذا الحدث وبقيت هي إلى هذا اليوم وفية على العهد رغم كثرة عدد من طلبوها للزواج , ولا يعلم إلا الله وفائه .. رغم إن دانية هي الوحيدة التي حُرمت من أن تعيش حلم حياتها فالعديد من الشباب والبنات من عائلتها الكبيرة قد تزوجوا بمن يحبون فيما بعد .. ..[/SIZE]

مينا عبد الله
06-07-2007, 10:32 AM
- 6 -



ما أسرع ما أنتهى ذلك الصيف وشرع القادمون في حزم حقائبهم وأغراضها وألعابها , والجدة تنظر إليهم بعيون حائرة , وهي تسرح جديلة البنت الصغيرة لآخر مرة ... ربما !! وهي تذكّرها .. صغيرتي هل تذكرين كيف كنت أروي لكِ كل حكايات أمك وشقاوتها حين كانت بعمرك ِ وقصص عن الجميع ؟!
وتتسلل الطفلة وسط فوضى الاستعداد للسفر لتهرب إلى سطح الدار لتودع البحر ربما !! أو تتنفس عطر البحر الذي عشقته كيف ما يكون هادئا ً أو هائجا ً حزينا ً أو سعيدا ً .. كانت تهرب إليه حين شقاوتها البريئة وتهرب إليه حين تكون في احتياج لشيء لا تعرفه... لكنها تهرب إليه حين تفتقد شيئا من داخل أحاسيسها فقط !!

ومن هناك أرسلت له بعيونها تحية وداع طفولية ... ودمعة
ثم أحست إن هناك من يبحث عنها .. فنزلت مهرولة كما هي تعودت دائما ً .. لترى أن الجميع يودعها وعرفت بمداركها الطفولية أنه وداع أخير .. بل هي متأكدة لأن أهلها أول مرة يأخذونها معهم .. ومن هنا ربما صار عندها حزم الحقائب والاستعداد للسفر شيئا مخيفا أكثر من السفر ذاته وهو ما كانت تحاول ان تنساه حين تفكر بحزم الحقائب للعودة كي لا تفقد متعة السفر ..
وفي طريقهم الى بيروت حيث المطار .. جلست بقرب أختها الوسطى إذ امتزج لديها شعورا خاصا أن هذه الأخت هي أكثر من يحبها من بين عائلتها الحبيبة أو هي إلاقرب إلى روحها .. وفعلا ً كان إحساسها صادقا ً حقيقيا ً فمنذ هذه اللحظة كانت هذه الأخت هي توأم الروح ..

وفي المطار حيث لثاني مرة تعرفه هذا الصيف .. ولأول مرة تجرب ركوب الطائرة بمداركها الحقيقية فقبلها كانت من الصغر بحيث لا تفهم شيئا ً , كل ما هو هنا يثير الخوف فيها ومن حيث لا تدري إختارت النوم سبيلا ً للهروب ..

ومرت الساعات وهي نائمة حيث وصلوا إلى بلادهم .. ليجدوا هناك من ينتظر.... وقال لها أبوها : سلمي على عمك ِ وعمتكِ .... إقتربت منهم بحذر وهم يقبلونها .. لم تحب العم... ولكنها أحست بدفء العمة ..
وفي البيت الجديد الغريب بالنسبة لها كان هناك عجوزان سلم الجميع عليهما وقبلوا أياديهم إلا هيّ .. فكل شيء فيهم يدعوها للاستغراب , كلامهم وملبسهم وجلوسهم على الأرض لكنهما دعوها إليهما بحنو ورقة جعلتها تعرف بالفطرة أنهما يحبونها وإنها منهما
وابتدأت مرحلة جديدة ... وحياة مفصلية بالنسبة لها وليس أسلوب عيش روتيني !!
ولكن ما أسعدها هنا ... هو البحر وقواربه وسفنه ونوارسه
ولكن عطره ولونه يختلف عما كان هناك .. حتى الشمس فيه تختلف والهواء
ورغم هذا أحبته بعشقها الطبيعي للبحر والقوارب والسفن والنوارس
وحده البحر هذا وأختها توأم روحها من خفف عنها رحلة الغربة الجديدة !!

مينا عبد الله
12-07-2007, 03:24 PM
- 7 –

وتغادر الأم بعد أيام , حيث تترك صغيرتها لتسافر من جديد إلى هناك حيث تحلم بأن تحقق طموحها بأن تكون طبيبة في أحد التخصصات النادرة في حينها , تودعها الطفلة بأسى متكرر إذ أنها تعودت منها تلك المغادرة , وبرغم الخوف الذي بداخلها وبرغم شعورها بغربة مبطنة إلا أنه فوق ذلك بدا في الأفق أن ما هنا يختلف عما هناك .. ...
كل يوم في الصباح تفتقد جدتها والشرفة المليئة بالياسمين الشامي التي كانت تتمتع برش الماء عليه وقطف الزهور مع الجدة , وحين تعبث به تقول لها الجدة : : يا صغيرتي هذه مثلك صغيرة وتحب من يحبها , أحبيها وستعطيك أجمل الزهور ... ومن شدة شوقها لحضن جدتها صارت ترفض الفطور اليومي وتبقى جالسة في فراشها إلى أن يحين موعد الغذاء , وعندما يحين لا تأكل شيئا ً !! فطعم الاكل ورائحته تختلف كثيرا ً عما تعودت عليه كما وأنها لا تجد هنا العديد من الصغار كما هناك... لتلعب معهم... وليس هناك من سلالم تتسابق عليها... وليس هناك من يأتي عند الظهيرة لتسعد بعودته, ومرت الأيام وهي على هذا الحال .. وحدها العمة من تنبه لهزال الطفلة ربما بغريزة الأمومة الكامنة فيها أو ربما لأنها أحست أن الطفلة أحبتها , فصارت تحاول أن تعيد توازن تلك الطفلة الغريبة عن جو أهلها فتنادي عليها حين تعد الطعام وتسألها : حبوبتي !! كيف كنتم تعدون هذا ؟...
هل تأكلين هذا ؟...
ربما هذا يعجبكِ فتذوقيه ؟ ....
خذي هذه الحلوى واجلسي عند تلك الشجرة.. الشجرة التي يلعب حولها الأطفال والعبي معهم .. وهكذا إلى أن تمكنت تلك المرأة الرائعة بحق من جذب الطفلة إلى عالمهم وأسلوب معيشتهم... ليس بشكل تام ... ولكن !!!!!
إنكمشت الطفلة على حالها وصارت تخاف من الغرباء وتقوقعت مع ذكرياتها وعطر أيامها السابقة وصار عالمها الجديد هو الجد والجدّة وأباً حنوناً حائراً... ما الذي يجب أن يفعله لها كي تتعودهم , وعمة وولديها , وأخا وأختين , وعماً متمرداً رافضاً غريب الأطوار لم تفهمه ولم تكن تود أن تراه لفظاظة طبعه أو لخشيتها من غضبه غير المبرر !! عائلة تعد على أصابع اليد في حين أنه هناك عبر الأفق كان في كل بيت أكثر من هؤلاء أحيانا ..
وبين هنا وهناك عاشت في صراع مرير .. كل ما تراه يضعه عقلها اللاواعي بمقارنة بين هنا وهناك !!
شيئاً وحيداً وجدته مشتركاً ..هو صوت قراءة القرآن الذي يرتله جدها عند الظهيرة .. ذلك الصوت الذي جذبها واستولى على فؤادها فصارت تلعب قرب داره وتثير الضجة البسيطة وتحاول أن تعبث في قفل الباب كي تثير إنتباهه , ونجحت , فصار كل يوم بعد شوط عبثها هذا , يناديها لتجلس قربه ثم تغفو على قدميه الذي يمدها لكبر سنه وهو جالس على الأرض .

هدى توفيق
13-07-2007, 07:51 AM
عزيزتى "مينا"
ذكرياتنا ما هى الا لقطات سريعة تعبر مخيلتنا فى ثوان
بينما هى تمثل عمرا بأكمله
كم كنتِ ساحرة ،،
فى البداية .. شد انتباهى العنوان ..
وماهى الا كلمه ، ثم عبارة ، ثم سطر .. ووجدتنى اجلس وكأن على رأسى الطير
اغوص وابحر بين سطورك و صورك ،، حتى تخيلتنى اعيشها كفرد من افرادها ..
وجدتنى هناك على شاطىء البحر ارقب الصغيرة تلهو وتلعب ،،
وجدتنى اسقى شجرة الياسمين الذى اعشقه ،، واجمع ازهارها واشم عطرها ,,
وجدتنى ارقب السفن واسمع صفيرها من فوق سطح المنزل
وجدتنى امزج ذكرياتى بذكريات تلك الطفلة الجميلة واسترجع طفولتى فى طفولتها
ماقرأ ت هنا يا عزيزتى هو ابهار بمعنى الكلمة..
اسلوب مميز ، بسيط ، سهل ، سلس، لكنه رغم البساطه لا يخلو من الجمال
لقلمك عطر مميز اظن انى سأدمنه ..
فى انتظار البقية بكل الشوق..
تقبلى مودتى .. ولك كل الحب والتقدير ..:0014:
.
.
"همس"

مينا عبد الله
14-07-2007, 07:52 AM
همس .. عزيزتي

أظننا نعزف احن واحد .. أو نهمس بنفس الكلمات

ابقي معي .. تسعدني رفقتك

وطاقة ورد الياسمين مع الصباح هدية ...

مودتي

ميـــــــــنا

مينا عبد الله
14-07-2007, 07:54 AM
- 8 -



صار موعدها مع جدها هو أحد طقوسها الذي تنتظره كل يوم .. أثر فيها وجذب روحها فصارت مشدوهة له لذلك عندما طواه الموت بعد أكثر من سنة بقليل ,بكته بحرقة شديدة لوحدها, وصارت تجد بعد ذلك بين ثنايا روحها حنينا له ولصوته الشجي , وكانت تلوذ بنفسها في الليل حيث كانت تبتهل لله ببعض ابتهالات طفولية فترجو الله أن يعيده لهم .. أما عن منظر موته وصورته وهو ممد على سريره فقد انطبعت في ذاكرتها وصارت تسكنها لوقت لا تعرفه أما الناس التي كانت تأتي إليهم بعد ذلك بشكل روتيني لأيام من موت جدها وملامحهم فقد صارت جزءً من ذاكرتهابل وأصبحوا ضيوفا على أحلامها الليلية !! وكان من الطبيعي أن تشعر بها جدتها لأنها صارت تختبئ خلفها من الخوف من هؤلاء الغرباء الذي يلفهم المكان , وعقلها اللاواعي يعيد لها صورة المطار .. بعضهم يأتي وبعضهم يرحل وبعضهم ينتشر هنا وهناك , وأشياء أخرى لا تفهمها , فحرصت جدتها على احتضانها لمدة أطول وقربتها إليها بعد ذلك حتى صارت لها أما ً جديدة .... لجدتها صورة رائعة فقد كانت ملكة بكل ما في هذه الكلمة من معنى , إمرأة يغلب عليها الطبع البدويّ لم تنل حظا من التعليم ــ وكذلك جدها ــ سوى ما تعلموه على أيدي شيوخ تحفيظ القرآن , رغم هذا كان جدها كثير القراءة يجلس في داره التي هي جدران ثلاثة تغطيها رفوف للكتب وجدار أصم عليه لوحة كبيرة لآية الكرسي وشباك وبساط شعبي محلي الصنع مما صار فيما بعد يعد من التراث لكنها كانت أجمل الغرف عندها حتى صارت بعد موته تنظر من الشباك عند موعده القديم لربما كان قد عاد ؟!
والجدة / الملكة هذه كانت حكاياتها حكم... وأقوالها مأثورة فكم تعلموا منها حين كانت تجلسهم في الليل, كم حرصت على تعليمهم الموروث من عاداتهم : لا تلعب مع أخواتك يا محمد هذا لا يليق بالرجال !! .. وانتِ يا بنيتي لا يصح ان تمشي كاشفة الرأس حتى وإن كان هذا أمام عمكِ !! .. يا صغيرتي نامي مع العصافير !! ومازال قولها الذي تردده عليهم كل يوم يتردد في ذهنها حين تسهر حتى الصباح لتنام عند شروق الشمس : عليكم ان تناموا مع الدجاج وتصحوا مع الديكة !! هذا يجعل اجسامكم وعقولكم صحيحة !!
عاشت الجدة طوبلا بعد وفاة الجد واصيبت بالخرف بعدها وهي لم تغادر بيتها الا لتذهب إلى حيث الموت يسكن , وتسكن الارواح معه .

مينا عبد الله
16-07-2007, 11:29 PM
- 9 -


بيتهم الذي عاشوا فيه مع جدتهم كان من طراز البيوت الشرقية القديمة , باحة وسطية تفتح عليها كل أبواب وشبابيك الغرف إلا غرفة الضيوف أو ما تسمى عندهم " ديوانية الرجال " التي كانت شبابيكها وبابها تطل على الشارع مباشرة وهذا ينطبق على كل بيوت الزقاق والحي القديم و تتوسط الباحة شجرة نخيل عامرة تؤتي ثمارها كل عام .. كانوا وهم في عمر الزهور ينتظرون سقوط بعض حبات التمر ليتسابقوا إلى نيلها , وغالبا ً ما كانت تتنازل البنت الصغيرة لأخيها الكبير في التقاط تلك الحبة حين يكون معهم في اللعب خلسة عن جدته , أضيفت إلى هذه الشجرة نافورة ماء صغيرة وبعض أصص الزهر الذي أتت بها أمها من موطنها هناك , حين عادت لتعيش معهم لعام آخر في هذا البيت العتيق الذي يعبق بعطر ذكريات مبعثرة أخرى تكاد تشمها حين تأتي إليه بين الحين والحين .. وفي كل مرة عند الصيف حين تجلس بجوار جدتها في باحة الدار تفكر أن تركض لتلتقط حبة تمر تسقط ولكن لخشيتها من انتقادات جدتها اللاذعة هي من تعيقها في ممارسة ذكريات الطفولة .. فتكتفي بتأمل أولاد العائلة الصغار الجدد وهم يمارسون ذات الالعاب وكأنها جينات وراثية .
في هذا البيت عاشوا جميعا لسنة إضافية لحين انتهاء والدها من بناء بيت جديد لهم .. كانت البنت الصغيرة تتوسل أباها في كل مرة : قرب البحر ..قرب البحر يا أبي !! أريد أن ألعب بالرمل وأصنع قلعة وأبني بيوتا ً , وأريد البيت عاليا ً لأراقب السفن .. و .. و .. ويبتسم لها الأب صاحب القلب الحنون والنظرة الدافئة والصوت الهادئ : إطمئني سيكون لك حتى لو جلبت البحر كله بين يديكِ حبيبتي !! وتفرح هي ويضحك الأب لفرحها .

هدى توفيق
17-07-2007, 10:21 AM
الجميلة الساحرة "مينا"
اصبحت انتظر حلقات الذكريات المبعثرة
التى تحاولين لملمتها فى نسق بديع
كما انتظر حلقات المسلسلات التليفزيونية
فلا تتركينا ننتظر طويلا
لكى محبتى:001:

خليل العزاوي
17-07-2007, 11:23 AM
شكرا لك على هذا الابداع الشعري اخت( مينا )استطعت قراءة العنوان ؟وهل هي ذكريات خاصة ام مقتبسة من الخيال ؟ارجو الرد

خليل العزاوي
17-07-2007, 11:35 AM
الى المبدعة (مينا )ان في الذكريات شجون واحزان عندما نتجاوزها تسمى (ماضي)ولكن هي في الحقيقة ثمن يدفعه كل الناس وكلى الجنسين وها قد حركت فيا السكون

مينا عبد الله
17-07-2007, 11:51 AM
همس .. عزيزتي

ربما سيكون الإنتظار طويل .. ..

اعتذر منك .. سأتمتع بإجازتي

وقلبي معكم ينبض بالحب

اودعته هنا ..

ومحبتي الخالصة لك ِ

ميــــــــنا

خليل العزاوي
17-07-2007, 11:56 AM
انين الليل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ان لليل في نفوس العشاق حسرات يعيشها مع كل لحضة تمضي من الوقت ينتضر فيها بزوغ الفجر وقبل ذالك هو يطالع وجه القمر ويتامله هل انت اجمل ام ما احببت وهل هي تتاملني كما اتاملها ويقول اهأ لو تستطيع ان توصلني اياها وافرغ ما في قلبي بواسطة اللسان على ضفاف كفيها وتمسح هي الدموع لطالما هطلت وما زالت تهطل ويسئل نفسه هل انا مجنون ليلى ام هي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اترك الاجابة لكل من يطلع

مينا عبد الله
17-07-2007, 11:57 AM
الفاضل خليل العزاوي ..

في البدء مرحبا بك .. حللت أهلا ونزلت سهلا ً
يشرفني ان يكون متصفحي هذا أول بصمتك في ملتقى واحة الخير والإبداع .

ومن بعد .. كل ذكرياتنا نغمات نعزفها حين نكون بحاجة الى شيء من طفولتنا او مراحل اخرى حسب ما نكون نحن في أي نقطة من نقاط عمرنا ..

اخي الفاضل .. كلها من ارض واقع

وتحيتي واحترامي

ميـــــــــنا

د. سمير العمري
17-07-2007, 08:15 PM
قرأت هنا اليومك فوجدتني أستشعر ملامح الحالة السردية التي تبث في النفس السكينة والهدوء النفسي بمتابعة الأحداث بحرف جميل وأسلوب مشوق لا يخلو من إبداع في التعبير.

أشكر لك هذا التميز الأدبي.



تحياتي

هدى توفيق
17-07-2007, 08:17 PM
همس .. عزيزتي
ربما سيكون الإنتظار طويل .. ..
اعتذر منك .. سأتمتع بإجازتي
وقلبي معكم ينبض بالحب
اودعته هنا ..
ومحبتي الخالصة لك ِ
ميــــــــنا
مينـــــا...
اجازة سعيدة ان شاء الله يا قمر
استمتعى واسعدى وامرحى
وجددى نشاطك حتى تلملمى لنا
من جديد ذكرياتك المبعثرة وتسعدينا
فالى لقاء قريب ان شاء الله
بكل الحب استودعك من لا تضيع ودائعه
وبكل الشوق ننتظرك
سلالالالالام يا قمر:001:

مينا عبد الله
30-08-2007, 12:58 AM
قرأت هنا اليومك فوجدتني أستشعر ملامح الحالة السردية التي تبث في النفس السكينة والهدوء النفسي بمتابعة الأحداث بحرف جميل وأسلوب مشوق لا يخلو من إبداع في التعبير.
أشكر لك هذا التميز الأدبي.
تحياتي


الأستاذ والشاعر والاديب الفاضل د. سمير العمري
كلمات حضرتك ..وساما ً أتشرف بحمله
ولحضرتك الشكر البالغ مني لقراءتك ذكرياتي المبعثرة

تقديري واحترامي

ميــــــــنا

مينا عبد الله
30-08-2007, 01:01 AM
عزيزتي ... همس
عدت واتمنى ان تكوني لازلتِ بنفس الانتظار ..
عدت ونبض قلبي الذي تركته بينكم
يعزف على وتر حزين

مودتي

ميــــــنا

وفاء شوكت خضر
30-08-2007, 01:36 AM
مينا ..

تشرع أبواب الذاكرة ، لتخرج ما حفر فيها ..
أتابع بشغف هذه الضكريات التي نقشتها بحروف من نور ..


رائعة كما أنت دائما ..
لن أزيد حتى أستزيد ..

بانتظار ما سيأتي ..
كل الحب مينا ..
تحيتي .

مينا عبد الله
07-09-2007, 04:56 PM
الغالية دخون .. دائما احب كلماتك
واعانق حروفك بكل محبة الاخت

احبك جدا .. واحب حضورك

ميــــــنا

مينا عبد الله
07-09-2007, 05:01 PM
- 10 –







أول يوم مدرسة , كان بلا أمها , فقد كان في ذات السنة التي جاءت بها إلى هنا , جدتها من جدلت لها ضفيرتها وعمتها اشترت لها ملابس المدرسة والحقيبة واستعد الجميع لأول يوم مدرسة في عام جديد بالنسبة لها, أخاها الكبير له مدرسة وأختها الكبيرة كذلك , فقط هي وأختها الوسطى في مدرسة واحدة .. لم تكن تعرف ما هي الهالة التي يتحدث عنها الاخرون عن أول يوم مدرسة فقد كان يوما ً عاديا ً جدا ً .. وصلت سيارة المدرسة وصعدت هي بعد أختها لم تكن تشعر بالخوف ولا الرهبة من أي شيء ربما لان توأم روحها معها جلست في المقعد المجاور من أختها بعد أن اوصتها جدتها بذلك : ضعي اختك بجانب شباك السيارة واجلسي جوارها ولا تهتمي سوى بها وانسي إن لك رفيقات . كل ما تقوله هذه الملكة كان ينفذ بتفاصيله .
بعد دقائق نامت البنت على رجل أختها إلى أن وصلوا ,, النوم عندها ليس له طقوس ومنهج .. هي فقط تنام حين تشعر برغبتها في النوم أو حين ينتقل الخوف لقلبها الصغير في الأماكن الجديدة , وظلت على هذا الحال في كل يوم ذهاب للمدرسة النوم على رجل اختها او التظاهر بالنوم !! في المدرسة استغربت من كثرة عدد المعلمات فذاكرتها تخزن لها صورة روضة الاطفال التي كان عدد معلماته قليل جدا أو حين كانت تذهب في بعض أيام مرضها مع جدتها إلى مدرسة الجدة هناك حين كانت تخشى أن تتركها لانها بالتأكيد ستلعب كثيرا ُ , ولم تكن تعرف إن هذا العدد الهائل ما هو إلا أمهات الطالبات الجدد!! حتى انها كانت تستاء من أصوات من يبكين في الفصل .. وقررت يومها ان تبدأ عامها الجديد في نفس فصل اختها لكثرة ما كانت تبكي زميلتها بجانبها وظلت كذلك إلى أن تعودت تلك على الصمت وعدم البكاء فقررت هي أن تعود الى فصلها ..

أحمد الرشيدي
07-09-2007, 05:32 PM
الموقرة الأديبة مينا عبدالله

جميل جدا منكِ أيتها الأديبة تقمص شخصية الطفلة الصغيرة المستجدة في المدرسة ، نطقت بما يختلج في صدرها ، وما يعن في ذهنا بأسلوب سلس سهل يناسب الموضوع إذ جاءت الكلمات والصيغ متسقة مع الفكرة والغاية ، وهذا لا يتأتى لك أحد ...



*****

( أخاها )
( كان عدد معلماته قليل )

دمت بخير وسعادة

مينا عبد الله
12-09-2007, 01:19 AM
الاستاذ الفاضل احمد الرشيدي

من القلب لك التحية على جميل كلماتك

شرفتني ببصمتك ..

دمت بخير

احترامي

ميــــــــنا

مينا عبد الله
12-09-2007, 01:32 AM
- 11–

وانتقل الجميع إلى بيتهم الجديد إلا هي .. بقيت بالحاح من جدتها بعد أن صارت مصدر سلوى ومبعث للسعادة في قلب الجدة الحزين الذي فقد رفيق العمر الطويل وإبنها الثاني وهو ذلك العم المتذمر حيث غادرهم وهاجر الى بلاد أجنبية وصارت أخباره تأتيهم على فترات متباعدة ومن الأخبار من تقول إنه تزوج من إمراة غربية وصار له أولاد هناك وإن زوجته واولاده هجروه ايضا ً , طلبت الجدة من ابنها ترك الفتاة الصغيرة معها لكنها ظلت مرتبطة باهلها عن طريق إختها الوسطى التي تشترك معها في نفس باص المدرسة والمدرسة كذلك وصارت تنتظر زيارة أهلها في نهاية الأسبوع لتلهو مع إخوانها وبقيت الفتاة إلى ان بلغت عمر الثانية عشر وهي في كنف تلك الجدة البدوية الرائعة كانت تحاول أن توضح إنها لا ترغب بالعيش هنا معها ولكنها كانت تتحسس ذلك الألم الشفيف الخفي في عيونها وتقرأ معاني كلمات أشعار شعبية وأمثال ترددها بين الحين والحين عندما تكون في حالة حزن وتردد تلك الاشعار بنغمة ولحن يشجي القلب رغم إن بعض الكلمات تكون مجهولة بالنسبة لها ولازال بعض تلك الأشعار مخزون في دفتر الذكريات هذه وكأنها تنعي ولدها الذي أضاع نفسه وأضل الطريق والعتاب مع الزوج الذي تركها وحيدة بعد أن كانا رفيقين وحظ ابنتها العاثر الذي تزوجت من رجل غتي في منتهى الرجولة ومن غير جنسيتهم مقيم في بلادهم لغرض التجارة, ولكنه تركها أرملة ترعى إبنين تؤامين في عمر الثلاث سنوات , والذي أحدهم تزوج أختها الوسطى فيما بعد ,ولكنها كانت تحمد الله كثيرا ً على ما أنعم الله به ولدها الكبير والذي هو والد تلك الفتاة وما آل إليه حاله رغم إنه تزوج بغير رغبة منهم في بادئ الأمر ثم حظت تلك الزوجة الغريبة عنهم بكل شيء بمحبة أهله ورضى والدته التي صارت تمتدحها كثيرا ً حين تأتي على ذكرها بعد أن تعرفت إليها و عرفت إنها سيدة ناحجة وأم حنون ورفيقة عمر صالحة , ومضت الأيام وانتهت مرحلة الدراسة الإبتدائية وصار على الفتاة ان تنتقل إلى بيت أبيها لتعيش هناك في وضعها الطبيعي ...

محمودعبدالله سلامة
12-09-2007, 02:40 AM
أسجل مروري ومتابعتي لكلماتك وذكرياتك التي تحوي من عبق الذاكرة بديعه بسير قلمك
تحياتي
واحترامي

مينا عبد الله
09-10-2007, 10:52 AM
اخي الكريم .. محمود عيد الله

كم يشرفني ويسعدني هذا المرور وهذه المتابعة

تحيتي واحترامي

ميــــــــنا

مينا عبد الله
09-10-2007, 10:56 AM
- 12 -

وابتدأت مظاهر الأنوثة تظهر على الفتاة المراهقة بشكل ٍ واضح ,وحين تحركت بوصلة القلب بشكل ٍ عفوي وهي في الثالثة عشر من عمرها , فقد أشارت إلى هناك .. وتذكرت إبن خالها " سامر " ذلك الشاب الجامعي الوسيم الذي كان ينزل السلم كل صباح مبكرا ً ليمارس الرياضة على الساحل ليتوقف عند باب شقة الجدة,

ويسألها : هل تريدني أن اجلب لكِ شيئا ً حبيبتي!! ؟..

فتجيبه بخجل : شوكولا .

وعند عودته كان يأتيها بنوع من الشوكولا الذي معه قطع بلاستيكية تعيد تركيبها لتصبح شيء ما قد يكون سيارة صغيرة أو شكل حيوان أو بيت صغير وكانت تجمعها كلها وحين عادت لبيتهم وهي المرة الأولى التي تعيش في غرفتها الخاصة بمفردها وضعتها جميعها في مكان يؤمن لها رؤيتها في كل وقت لتعيش لحظات سعادة حين تتذكر تفاصيل سفرتها الأخيرة إلى هناك .
وقد استعجلت الشتاء أن ينتهي ليأتي الصيف لتذهب إلى هناك وللمرة الأولى لم يكن شوقها لجدتها وتفاصيل الطفولة هناك بل شيء يجعل قلبها ينبض مسرعا ً وللمرة الأولى أيضا ً كانت تسلم عليه بخجل حتى إنه تنبه لذلك ,

قال لها : يبدو إن صغيرتنا قد كبرت فعلا ً ونحن لا نعلم !!

لم تكلم إبن خالها بعد ذلك وصارت تتجنبه لاضطراب نبض قلبها وتلون وجنتها بحمرة الخجل .
لكنها لاحظت إن هناك شيء ما يحاك وإن والدتها تشترك فيه , إلى أن جاء موعد سفرهم حينها سلم عليهم إبن خالها .

وقال لأمها : عمتي ستحضرين بالتأكيد حفل زفافي فقد كان مجهودكِ كبيرا ً ؟! .

ذهلت الفتاة ووجف قلبها وشعرت إن الدنيا من حولها غريبة ولا تعرفها ولم تستطع التمييز بين الوجوه ولكنها تجلدت لتسلم على الجميع .
وفي الطائرة سألت اختها : هل " سامر" سيتزوج قريبا ً ؟! ومن هي ؟!

اجابتها الاخت : نعم , وإنه سيتزوج من فتاة من البقاع كانت زميلته في الجامعة وهو مرتبط معها بقصة حب من خمس سنوات !! ...

حزنت جدا وشعرت بالإنكسار وقررت أن لا تأتي مرة اخرى إلى هنا !!!

جوتيار تمر
09-10-2007, 03:23 PM
كأني بهذا الشجن المتواتر/ المتوالي المنكسب هنا/ يتضح يوما بعد / وكأن هذا التدفق الشفاف/ يتدلى على عنق ذكريات حفرت في وجدانك نفسها كنقش فرعوني/بابلي قديم/ وكأني بك/ وانت تروينها بهذا التدفق الشعوري الصادق/ تعيشن تلك اللحظات/ ولايمكنك نسيانها لانها اخذت منك الكثر/ وهذا ما يجعلنا امام سؤال / قد يتردد في ذهن المتلقي هنا/ كيف تستمرين وثقل هذه الذكريات لم يزل ينوح في ذاتك/ انت اسيرة لها/ فكيف تدعين التحرر منها ...؟

مينا خان..........

انت تؤرخين نفسك...............؟


محبتي لك
جوتيار

مينا عبد الله
27-10-2007, 08:44 AM
وهذا ما يجعلنا امام سؤال / قد يتردد في ذهن المتلقي هنا/ كيف تستمرين وثقل هذه الذكريات لم يزل ينوح في ذاتك/ انت اسيرة لها/ فكيف تدعين التحرر منها ...؟

مينا خان..........

انت تؤرخين نفسك...............؟

كاكا جوتيار ... ليس معنى ان نختزن في ذاكرتنا شيء يعني اننا نعيشه بالتفاصيل واانا لسنا احرار وان الماضي يمتلكنا !! ولكن هناك وخزات في الذاكرة تجبرنا احيانا على تذكر بعض هفواتنا واوهام الطفولة البريئة التي مر بها اغلبنا ..



كاكا جوتيار .. كلنا نؤرخ لانفسنا حين نكتب ..كل كلماتنا هي قطرات دمائنا التي ترسم لوحات على الورق

مودتي وحبي

ميــــــــــنا

مينا عبد الله
28-10-2007, 10:08 AM
13



وذات ليلة باردة حالكة الظلمة حين كانت تعيش مع جدتها لأبيها , كان كل من في البيت قد سكن للنوم وبقيت جدتها كعادتها تروي لها حكايات بل هي أقرب للذكريات عن عائلتهم وعن جدهم الكبير وعن الهجرة من حضرموت إلى هنا وبين دقائق الصمت التي تتخلل ذلك السرد الذي سمعته الفتاة عشرات المرات , تناهى إلى سمعها أصوات طرق وخطوات , ربما كانت هاجسا ً وربما حقيقة .

فقالت الفتاة : إنهم يعدون القهوة أو الشاي!!!

فالتفت إليها الجدة وسألتها باستغراب : من هم أولئك ؟!!!!!!!

- إنهم الجن جدتي.

وأعقبت ذلك بالكثير من البسملة .

- ومن أين لكِ أن تعرفي هذا بنيتي ؟!!

- إنها " نانا " هي من أخبرتني بهذا , حين كنت أسمع أصواتهم وخطوات تتناقل على السلالم فتقول لي يجب أن تكثري من قول " بسم الله الرحمن الرحيم " وتعرفي إنهم الجن !! , ومن هم " الجن " جدتي ؟ هل هم جار لنا , هل يسكنون معنا في البيت الكبير ؟
فكانت تضحك مني والخوف يسكن بين نظرات عيونها وتكثر من البسملة لتشرح لي عنهم من إنهم من خلق الله ولكن يختلفون عنا .
وأعيد عليها السؤال : جدتي , ولكنهم يشربون القهوة ؟! فتقول لي : دعكِ من كل التفاصيل وتقبلي ما قلته لكِ .
ومن يومها وأنا أنتظر الليل كي أراقبهم وأسمع اصوات تحركاتهم لأجد لها تفسيرا ً , فمرة كنت أظن إنهم يحركون أثاثهم , ومرة استمع لما أعتقد أنه صوت ماء ينزل من الصنبور لأقول ربما إنهم يغتسلون أو يغسلون أوانيهم .

وصارت الفتاة تروي لجدتها حكايات عنهم بل هي ذكرياتها بينهم , وغدت الجدة والفتاة تتبادلان الروايات يوميا ً وكأنهن يعشن في الماضي فقط ولم يرسمن ليومهن ولا للغد شيء .

رغم إنها لم تسافر إليهم مرة أخرى و لكنها تتابع اخبارهم وتتحرق شوقا ً لتقبل عيون جدتها لإمها وتستعيد يوميا ً تفاصيل صغيرة مرت هناك وكل ما يتعلق بسنين طفولتها الاولى التي عاشتها بينهم .
وكذا إنها ما عادت تعيش عند جدتها لأبيها لكنها لازالت تمارس عادتها اليومية في تذكرهم وتذكر قصص جدتها عن أجدادها السالفين

نور سمحان
28-10-2007, 01:45 PM
مــــــــــيـــــــــنـــ ــــــــــا
مازلت هنا أتنشق عبق الحرف المنثور
رائع حرفك
تقديري واحترامي

جوتيار تمر
28-10-2007, 02:51 PM
ميــــــــــنا..........

ربما اختلف معك في مسألة كلنا نؤرخ لانفسنا عندما نكتب / لاانكر بأننا نؤرخ لبعض منه / لكننا نحاول ان نؤرخ وقائع هي تمس العام منا / ام الخاص / فلست معه ان نؤرخه / لان لم يسمي بالخاص / الا لانه خاص / وهذه الكلمة مفهومة ولاتحتاج الى ان نعيد تشكيل مداليل جديدة ورؤى اخرى عنها / العام ما يمس الجميع نؤرخه لكوننا جزء منه / وهم يشاركوننا فيه / اما الاخر / فنحن عندما نؤرخه انما نعيد اليه الحياة / ونقول بكل صراحة بأنه لم يزل يشغل مساحة / وأن هذه المساحة لم تزل تبحث عن اجوبة / وانها كذلك لم تزل ذا تأثير على مجريات الحدث النفسي / وهذا يفرق كثيرا عن امور اخرى نحن بصدد توجيهها الى غايات اخرى / النظرة واضحة / مينا / والرؤية واضحة / لذا الانسان ليس مسرح / وليس قصة فلم / يروي التفاصيل للاخرين لانه اصلا غير ملزم بذلك / فالخاص به / يمكن اختزاله / والعام منه يمكن ترويجه / الا اذا كان الخاص رسالة نريدها ان تصل / لعل / او ربما .....................

دمت بخير
لم ازل اتابع

لك محبتي
جوتيار

مينا عبد الله
16-11-2007, 11:17 PM
نــــــــــــــــــــــــ ور

لبصمتك نبض وايقاع نغمات أحبها ..

نور .. أكاد اسمع وقع اقدامك حين تمرين ...

فلا تحرميني منها ..

مودتي واحترامي

ميــــــــنا

مينا عبد الله
17-11-2007, 07:44 AM
كاكا جوتيار ...

ربما لانه فقط تاريخ يروى ..

وربما لانها ذكريات ابسط من أن تسجل على انها من " الخاص " .. لانها مرت عليها السنين ولم تكن أكثر من خربشات طفولية ..

تحيتي لكل كلمة منك .. ولافكارك احترم

زور سوباس بو ته ..

ميـــــــــنا

مينا عبد الله
17-11-2007, 08:00 AM
- 14 -



ومرت ثلاث سنوات وحين كان يسافر الجميع كانت هي تقرر أن تبقى مع جدتها لأبيها التي كانت تفرح لقرارها هذا !!, عتب عليها الجميع لأنها لم تحضر زفاف " سامر" ولا خطوبة إبنة خالتها ولا أيّاً من المناسبات التي كان يتم ترتيبها لتقام في موسم حضورهم , وأرسلت لها جدتها لأمها العديد من كلمات العتب ورسائل الشوق ولكنها كانت تتجاهل كل هذا . إلى أن جاء يوم رأت فيه والدتها ترد على مكالمة هاتفية فإذا بها تصرخ وتبكي بحرقة واجتمع الجميع وحينئذ عرفت أن خالها " إبراهيم " مات بعد معاناة مع المرض, لم تكن الفتاة تذكر عن خالها غير أنه كان حنونا ً معها دافئا ً في مشاعره وتذكر أيضا ً أنه كان مصابا بضيق في التنفس .

من أجمل ما تذكره .. هي ملابس العيد التي كان يحضرها لها في ليلة العيد ويحذرها من أن تلبسها " خوفا ً من زعل العيد عليها " وتذكر قلقه حينما تمرض فكان يعطيها الدواء بنفسه.

فبكت بصمت وقررت أن تسافر مع والدتها ووالدها رغم رفضهما لكن دموعها التي تساقطت بغير إرادة منها هي من أجبرتهم على الموافقة , وبذلك كسرت الحاجز , ذلك الحاجز الذي رسمه خيالها .. بقرار عدم السفر مرة أخرى إليهم .. وحين وصولها بكت في حضن جدتها الحنون التي كان قلبها منكسرا ً لفقد إبنها الكبير ولكنها رغم هذا كانت شاكرة لله على ما حدث .

وهناك في احضان ذكرياتها التي كانت تبعث فيها الحنين والألم احيانا ً .. وبعض ومضات من أمل .. وبعض ضحكات طفولية تبعثر صداها على جدران المنزل .. أو ارتسمت كقطرات ندى على أوراق شجر الحديقة المجاورة .. أو تجمعت على ساحل البحر كمحاراته وقواقعه .. او كسفن ٍ راسية نسيت السفر .. او كطيور مهاجرة فقدت ذاكرتها حين ارتطمت بأرض الجمال والطفولة هنا ولم تعرف غير هذا وطن..

هناك عرفت انها لن تستطيع أن لا تأتي مجددا ً .. كل ما هنا تعرفه .. تلمسته يداها ... ومرت عيونها على بقايا الجدران .. وكل من هنا هم أحبة يسكنون القلب ....

زينب وليد
17-11-2007, 07:06 PM
أبدعت وأسأل الله أن يزرقني مثل ابداعك

ابدعت كثيرا ياعزيزتي

مينا عبد الله
17-11-2007, 11:05 PM
زينب وليد .. مرحبا ً بكِ

حياك الله اختي الكريمة ..

شاكرة لكِ من القلب تشجيعك ..

امنياتي لكِ بالخير .. والراحة هنا في واحة الخير

ميـــــــــنا

ضحى بوترعة
17-11-2007, 11:55 PM
الغالية مينا


ربما الصمت أبلغ من أفسد هذه الحروف المتوهجة والمنفلتة من ذات موجوعة

ببعض الكلمات..........

رائعة هنا

محبتي لك

مينا عبد الله
05-05-2009, 01:53 PM
الغالية مينا
ربما الصمت أبلغ من أفسد هذه الحروف المتوهجة والمنفلتة من ذات موجوعة
ببعض الكلمات..........
رائعة هنا
محبتي لك

عميق هو تاريخ مرورك هنا .. عمق محبتي لك يا ضحى

افتقدك دوما ... ولكن اجد عزائي بسعادتكِ يا غالية

مودتي

مينا

مينا عبد الله
05-05-2009, 02:08 PM
- 15 –


ومن دفتر الذكريات صورة للفتاة ومجموعة من أبناء وبنات أخوالها .. الذين هم أصدقاء الطفولة وعبثها الشقي المحبب ..وهم على سطح ذلك المنزل الذي شهد كل تفاصيل شقاوتهم وأحلامهم ,.. كانت هي في الثامنة عشر من عمرها وبعضهم أصغر منها بقليل وبعضهم أكبر حيث كانوا يمثلون مجموعة كبيرة من المشاغبين في ايام طفولتهم التي مر عليها اكثر من عشر سنين ... حيث كانوا يتسلقون شجرة التوت العتيقة وفي الطريق يقومون بابتداع المقالب لأطفال الجيران أو يتسابقون على ساحل البحر في الصيف أو أكل الكستناء في الشتاء أو يتبارون في إظهار محبتهم الحقيقية لجدتهم , هؤلاء هم ذاتهم من كانوا متواجدين ليتابعوا كما في الطفولة صور السفن القادمة إلى الميناء ويستعيدوا بعضاً من تلك الايام الجميلة , وصورة إبن خالها الذي يكبرها بعامين وهو يقترب منها لتشعر هي بطبيعة الأنثى أنه اقتراب مختلف عما تعودته منه محاولا ً أن يكلمها بشيء مختلف أيضا ً , وها هو فعلا ً يصارحها بحبه لها ويذكرها كيف كان ومنذ طفولتهما يعاملها بشكل مميز عن غيرها وكيف أنه كان ينتظرها كل عام حين تأتي في الصيف .

كل هذا وهي في حالة ذهول فلم تكن تلحظ أي شيء مما يقول ولم تكن لتشعر أنها مميزة عنده لكنها بالتأكيد كانت تحبه بل تحبه جدا ً حيث كانت تجد نفسها معه في حالة تناغم وانسجام خاصة في ألعاب الطفولة وباهتماماتهم في القراءة ونوع الكتب والكتّاب عند بلوغهما مرحلة الصبا والشباب والعديد مما هو مشترك بينهما...
لكنه ليس حبا ً !!
ولم يكن قلبها ينبض بنغمة له حين تكون معه ...

لكنه تابع كلامه في محاولة منه لإقناعها بأنها كانت تعي كل ما يقول .. " ألم تلاحظي هذه الجملة في رسالتي إليكِ ؟! ألم تفهمي معناها ؟! ألم تعني لكِ هذه كلمة حب ؟! "

فترد عليه بالنفي .. لتوغل الحزن في قلبه.

فيقول " عجبا ً لكِ لم أكن لأعرف أنك قاسية كما هو أنتِ في هذه اللحظة ؟!"

حاولت أن تخفف عنه وتفهمه أنها تحبه ولكن كأخ وصديق وليس حبا ً كما هو يريد !! و فشلت , ليقاطعها إلى يومنا هذا ولم يعد يحضر في أي مكان تكون هي فيه ,..لكنها كانت تعرف أنه لازال مهتما ً بها ويسأل عن كل أخبارها من أخته وأنه شكاها لجدتهما رغم محاولة الجدة بحكمتها ويقينهم جميعا ًبحبها لهم أن تفهمه إن هذا ليس حبا ً وانما هو نوع من تعوّده عليها ولكنه ظل مصرا ً على موقفه خافيا ً في طيات قلبه حزنه الشديد وأمله أنها ستفهم في يوم ما وتقدر كبير حبه وأنه لازال ينتظر ذلك اليوم الذي يبدو أنه لن يأتي ...

مينا عبد الله
05-05-2009, 02:15 PM
- 16 -
إختارت لدراستها الجامعية , جامعة في بيروت و لتكون محطتها الأولى في دراسة هندسة العمارة والديكور ,وسكنت في بيت الطالبات , ذلك المكان الذي لازالت كلما تذكرته يسبب لها الصداع والألم .. فالأغراب فيه كثر , والأفكار فيه متضادة , والنفوس لاتعرف الهوادة ولا التصالح و لا التسامح إلا فيما ندر !!
في الأسبوع الأول تعرضت لسرقة جزء كبير من أغراضها الشخصية , إحداهن قالت لها إن عليها إبلاغ المشرفة على البيت ولكنها اختارت الصمت خوفا ً من أن يسبب لها ذلك المشاكل مع الأخريات وهي بطبيعتها الحذرة تخاف هذا النوع من السلوكيات وتمنت لنفسها التعويض من عند الله وأن يخلف الله عليها بما يرآه سبحانه مناسبا ً .
تكرر هذا لمرات عدة فمن سرقة حقيبة يدها إلى سرقة أدواتها الهندسية أو الأقلام والورق الخاص بالرسم ... وغيرها كثير !!!,ولكنها ما عادت تخبر عن هذه السرقات أحد وتتصرف وكأنها لم تلحظ هذا , وكأن هناك من تكرهها أو تحقد عليها إلا أن فتاتنا لا تعرف لم تجد لهذا الكره سببا ً رغم أنها لم تكن من النوع الذي يسبب المشاكل , ربما لأنها بطبيعتها الإنعزالية وعدم اختلاطها بالأخريات فُسر من البعض على أنه نوع من التعالي وتجاهل الآخرين ؟!..
فزادت الهوة بينهن وصارت هي لا تعرف غير البحر صديقا ً تذهب إليه لتبثه حزنها وقسوة غربتها وتحمل طائر النورس رسائل إلى أهلها وجدتها لأبيها التي صارت تبكي حين تذكرها وتتمنى لو أنها تعلمت منها أكثر وأكثر لتكون مستعدة ليومها هذا , أو جدتها لأمها التي هي قريبة منها في البلد بعيدة عنها بسبب التزامها بالمحاضرات وكم تمنت لو أنها تعلمت منها كيف تجعل الآخرين يحبونها في صمتها ويحبونها أكثر حين تتكلم !!.
لم تكن لتعلم أن اختيارها هذا سيكون قاسيا ً عليها , فهي لم تحتمل قسوة الأخريات وقسوة الغربة فصارت تتمنى أن لا تشرق الشمس ولا يأتي الغد لتبقى قابعة في سريرها كي لا ترى الناس من جديد وتضع رأسها تحت وسادتها كي لا تسمع صرخاتهن حين يتنازعن على قلم تلوين شفاه أو دبوس شعر أو تبادلهن الشتائم فيما بينهن لأن فلانة خطفت صديق فلانة منها .. وما إلى ذلك مما تعرفت عليه لأول مرة في حياتها ,...
أما رفيقتها في الغرفة.. فقد كانت في المرحلة المنتهية وكم حاولت الفتاة التقرب إليها .. ولكنها كانت كثيرة التدخين شديدة التوتر والعصبية وذات مزاج حاد وغير مهتمة بهندامها ولا مظهرها ورائحتها كريهة ... ولا تعلم احيانا سبب ثورتها وتمردها .. والقسوة عليها في الكلام حين تحاول ان تشكو لها بعض ما تراه هنا .. وتتهمها بالسذاجة لانها لا تفهم ما يدور حولها .. ثم تسحب نفساً عميقا من سيجارتها وتشيح بوجهها عن الفتاة التي تترقرق الدمعة في عينيها من قسوة رفيقتها هذه .
فاشتدت عليها عواصف القسوة .. بين غربة وأغراب .. وغريبي طباع !!
في عطلة الفصل الأول من السنة ذهبت لبلدها تاركة كل أشيائها الخاصة خلفها .. ولم تعد وأنهت بذلك عذابها الذي عاشته هناك وقررت أن تكمل دراستها في جامعة بلدها ... لتترك هذه الشهور القليلة في نفس الفتاة ذكرى أليمة .. لعالم تخيلته أكثر جمالا ولكنها صدمة بصور مريرة ...
ربما لو تحملت أكثر من هذا .. لتعرفت على فتيات هن بالتأكيد يختلفن عما رأته في البداية .. وربما انها انطوت على ذاتها ولم تبحث عن رفيقات ممن يدانينها في شخصيتها ..
لكنها أختارت الطريق الأقصر .... الهرب من مكان لم تجد نفسها فيه ولم تحبه !!