تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عندما يحلم البؤساء



فاطمة جرارعة
04-07-2007, 05:19 PM
عندما يحلم البؤساء

وقف متنهدا ً و جداول التعب تنساب فوق جبهته السمراء, رفع رأسه و حدق في الأفق ليعدل وضع عنق اعتاد على الانكسار, بغتة ً وقع نظره على زجاج السيارة اللامع ليعكس على عينيه وجها ً يعلوه لون الشؤم و المذلة‘ انتابه شعور غريب خلق في مقلتيه بريقا ً من الأسى و الحسرة
إنه وقت خروج الطلاب من المدارس, بدأت تلك الصورة الكئيبة الباهتة تعيد رسم معالمها في ذهنه لتزيد مرارة الأوجاع المتراكمة فوق حطام أحلامه, إنه يرى بأم عينيه توق الصبيان إلى أن يصبحو رجالا ً و يذكر في خاطره ذلك اليوم الذي فتحت فيه أبواب المدرسة أمامه , دخل هناك بملابسه الرثة التي تفوح منها رائحة الفقر,شعر بالألوان المبهجة الجديدة تملأ المكان حوله ,و لكنه تغاضى ؛ لأنه كان يعلم أن اليوم الذي سيرتدي فيه هذه الثياب لم يأت بعد, و لكنه كان على يقين بأن هذا اليوم سيأتي ؛ سيحمل حقيبة جديدة تحوي كتبا ً و دفاتر و أقلاما ً و مساطر, يلوح بها لأمه حين يعود من مشوار الكد و العناء , و هي تنتظره على شرفة المنزل, لكن براثن البؤس انتزعته من ذلك الحلم الجميل, وحفته بكابوس ٍ لا يستفيق منه إلا حين يرقد تحت لحده, تذكر أن منزله ليس له شرفة ,و أن والده مقعد,و والدته تذهب للعمل في منازل الناس لتجلب لقمة العيش, لن يشتري حقيبة, و لن يرتدي ملابس جديدة, ولن........,و لن ........, و لا بأس بذلك عنده..
ثم تلاشت الصورة الأولى لتحل محلها صورة داكنة جديدة, عادت به إلى ذلك اليوم الذي رجع فيه إلى المنزل و جلس إلى جانب أمه قائلا ً: أماه.. لماذا لا يكون لنا بيتٌ كبير و سيارة جميلة؟
_: لأننا لا نملك من النقود ما نشتري به ذلك .
_: و لماذا لا نملك النقود؟
_: لأننا فقراء
_: ولماذا نحن فقراء؟
_: لأن الله قسم الرزق بين عباده و شاء لنا بأن نكون على ما نحن عليه, و لا اعتراض على حكم الله.
_: أماه.. أتعلمين؟.. حين أكبر و أصبح مهندسا ً سوف أشتري لنا بيتا ً كبيراًو أجمل سيارة في العالم.
_:لن تصبح مهندسا ً, أنت لن تعود إلى المدرسة بعد اليوم, منذ هذا اليوم أنت الرجل في هذا المنزل, سوف تعمل من أجل أن تعيش؛ قالتها و هي تحبس خلف كلامها نهرا ً من الدموع..
و هذا ما صنعته الرجولة بالرجال, حيث هو الآن يقف أمام أجمل سيارة في العالم لينظف زجاجها و يصلح ما أتلفه طيش مستخدميها؛اولئك الطائشون ذوو السواعد البيضاء الحريرية التي لا تحتمل الاتساخ ,تلك الأيدي التي خلقت لتزدان بالفضة و البلاتين و الماس, كان يطمح إلى أن يملك العالم ليمتع البؤساء بحق حرمو منه منذ زمن بعيد؛ لكنه علم أن مستواه لن يصل إلى ذلك الأوج و قد رماه قدره في الحضيض, و لوّث يديه باللون المشؤوم اللزج,
لماذا؟؟؟؟!!!!.....
لأن ضميره أبعد تلك اليد عن أموال الغير في زمن تفشى فيه بيع الضمير للحصول على المال, فراح يتأرجح بين الخشية و الندم على شباب أفناه في الشقاء للحصول على قوت يومه, و قد كانت الأموال تجري أمامه لكنها ليست ملكا ً له , و أي أسى ً ينتابه حين يرى أطفال الأثرياء ينالون أضعاف ما ينال .. و هو رجل ألقت الحياة على كاهليه هم أسرة ٍ و عيال. ما قي إلا بضع دقائق جعلته يشعر بأن أحلامه التي شيدها غدت مداسا ً للأقدام المارة على قارعة الطريق, أحس بغصة في حلقه و اقترب كثيرا ً من البكاء , حتى شعر أن أحدا ً ما يربت على كتفه, أدار وجهه فإذا بطفل أنيق الهيئة و الملبس يرتدي ثيابا ً مدرسية ً جديدة, و حقيبة ملونة,يقول له: هيا يا والدي, لا بد و أن أمي تنتظرنا الآن على شرفة المنزل, فلنذهب إليها . ارتسمت على محياه الأسود علامات التأثر و الرجاء و فأخرج من جوفه قهقهة ً غريبة ممتزجة ببعض العبرات , ضحك , ضحك , و ضحك , حتى أضحك الطفل, و نسي حطام أحلامه الملقاة على قارعة الطريق...

2005

جوتيار تمر
05-07-2007, 01:36 PM
العزيز فاطمة...
النص جاء من وضاحا من خلال وضوح العنوان الذي كشف الغطاء عن المضمون حتى قبل الخوض فيه، والعنوان بلاشك كان قيمة تضاف الى قيمة العمل من خلال هذه الرؤية الواقعية للواقع العياني لحياة الناس بل لحياة الاغلبية من ابناء المعمورة هذه،والبؤساء هنا ربما ذكرتنا بما كتبه فيكتور هوجو ، وبلاشك رحلة البؤس مستمرة على الارض مادام الانسان مستمرا، ولقد اجدت رسم ملامح الشخوص في القصة ،وكاني بك قمتِ بأستصال هذه الوجوه من الواثع، وهنا ايضا تحضرني لوحة لفنان يصور لنا طفلا بثياب رثة يقف على باب صف طلابي وكان السماء هنا تريد من خلال ملامح وجهه ووقفته الف شيء وشيء.
النص احالنا الى الواقع العياني بلا رتوش، وقد ابدعتِ من خلال لغتك البسيطة ورؤيتك العميقة ان تحددي المدلولات الكمية والنوعية ومن ثم الزمنية والمكانية لنا بصورة اكثر من دقيقة.

دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

محمد سامي البوهي
05-07-2007, 01:45 PM
:NJ: :NJ:
الأستاذة الأديبة/فاطمة
أرحب بك معنا في واحتنا الغناء ....
قرأت قصتك ، وقد أوقفتني البنائية كثيراً ، و الحبكة النفسية التي عبرت عنها بكل براعة اليراع ، إلى جانب الوصف المرسوم بدقة ، لتخرج لنا صوراً ناضجة ....

توقفت عند لعبة الزمن بالنص ، والتي أديرت بعنصر الاستحضار الزمني ، ولكن بطريقة مشوقة ، تحملنا معها دون أن نشعر بأننا نرتفع ، ثم بعد ذلك نهبط فنعلم من الهبوط أننا ارتفعنا ...

كانت البداية مبهمة ، تتحدث عن شخص أسمر ، ووجهه المنعكس على زجاج السيارة ، وبدأت المعالم تنكشف شيئا فشيئاً ، إلى أن وصلنا إلى صورة كاملة ، عن هذا الشخص الفقير ، وماضيه الحالم الذي أجبر على خوضه رغماً عنه ، وما أسوأ الماضي الذي عشناه رغماً عنا بسسب ظروف مسيطرة ...

جاءت النهاية بمفارقة غريبة ، وغير مفهومة إلى حد ما ... وهي كينونة الطفل ، فإذا كان طفله فعلا ، فينبغي أن يرتدي ملابس متواضعة ، وذلك للتماشي مع الظروف العامة لأبيه ، وإذا كان ليس ابنه ، فتلك المنطقة بها ضبابية ، وكانت تحتاج إلى تعميق الصورة أكثر ... كما أنني أود إعادة النظر في العنوان ..

تحية لك
ومرحباً بك مرة أخرى معنا
قلمك يكشف عن مهارة فائقة ، وقاصة متمكنة .
محمد

محمد الحامدي
05-07-2007, 02:01 PM
نص مؤلم مقض لمضاجع الإحساس .. وأكثر وقعاته ألما حوار الطفل مع أمه ... أسئلة الأطفال التي لا نجد لها جوابا .. إلحاح البراءة الذي يطرق الرأس طرقا حتى لا نوم ولا راحة .. منذ زمن لم يهز مشاعري نثر مثلما فعل بي هذا النص .. لا أستطيع أن أقول إلا أن هذه القصة من الأدب المزعج الذي يحرك من يأبى الحراك ...
لأنت يا سيدتي مبدعة ... ولقصتك رسالة أرجو أن يكون لها ذاك الصدى
( أنبهك إلى الألف الفارقة وأنت تطبعين النص فقد سقطت منك مرتين ... رحم الله أيام القلم )

فاطمة جرارعة
06-07-2007, 12:12 AM
العزيزة فاطمة...
النص جاء من وضاحا من خلال وضوح العنوان الذي كشف الغطاء عن المضمون حتى قبل الخوض فيه، والعنوان بلاشك كان قيمة تضاف الى قيمة العمل من خلال هذه الرؤية الواقعية للواقع العياني لحياة الناس بل لحياة الاغلبية من ابناء المعمورة هذه،والبؤساء هنا ربما ذكرتنا بما كتبه فيكتور هوجو ، وبلاشك رحلة البؤس مستمرة على الارض مادام الانسان مستمرا، ولقد اجدت رسم ملامح الشخوص في القصة ،وكاني بك قمتِ بأستصال هذه الوجوه من الواثع، وهنا ايضا تحضرني لوحة لفنان يصور لنا طفلا بثياب رثة يقف على باب صف طلابي وكان السماء هنا تريد من خلال ملامح وجهه ووقفته الف شيء وشيء.
النص احالنا الى الواقع العياني بلا رتوش، وقد ابدعتِ من خلال لغتك البسيطة ورؤيتك العميقة ان تحددي المدلولات الكمية والنوعية ومن ثم الزمنية والمكانية لنا بصورة اكثر من دقيقة.
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار


الغالي جوتيار

حضورك بهي و يبعث في نفسي السرور

لا تحرمنا منه

رائع أنت

مودتي و تقديري

فاطمة جرارعة
06-07-2007, 12:28 AM
:NJ: :NJ:
الأستاذة الأديبة/فاطمة
أرحب بك معنا في واحتنا الغناء ....
قرأت قصتك ، وقد أوقفتني البنائية كثيراً ، و الحبكة النفسية التي عبرت عنها بكل براعة اليراع ، إلى جانب الوصف المرسوم بدقة ، لتخرج لنا صوراً ناضجة ....
توقفت عند لعبة الزمن بالنص ، والتي أديرت بعنصر الاستحضار الزمني ، ولكن بطريقة مشوقة ، تحملنا معها دون أن نشعر بأننا نرتفع ، ثم بعد ذلك نهبط فنعلم من الهبوط أننا ارتفعنا ...
كانت البداية مبهمة ، تتحدث عن شخص أسمر ، ووجهه المنعكس على زجاج السيارة ، وبدأت المعالم تنكشف شيئا فشيئاً ، إلى أن وصلنا إلى صورة كاملة ، عن هذا الشخص الفقير ، وماضيه الحالم الذي أجبر على خوضه رغماً عنه ، وما أسوأ الماضي الذي عشناه رغماً عنا بسسب ظروف مسيطرة ...
جاءت النهاية بمفارقة غريبة ، وغير مفهومة إلى حد ما ... وهي كينونة الطفل ، فإذا كان طفله فعلا ، فينبغي أن يرتدي ملابس متواضعة ، وذلك للتماشي مع الظروف العامة لأبيه ، وإذا كان ليس ابنه ، فتلك المنطقة بها ضبابية ، وكانت تحتاج إلى تعميق الصورة أكثر ... كما أنني أود إعادة النظر في العنوان ..
تحية لك
ومرحباً بك مرة أخرى معنا
قلمك يكشف عن مهارة فائقة ، وقاصة متمكنة .
محمد


أخي محمد

لعل كلمة (الأستاذة) كبيرة على سني الصغير و يراعي الغرير

لكنها إكليل ورد أتوج به حروفي حين تكون الأصالة أصالتكم هي منبعها

أشكرك أولا على القراءة المتمعنة للنص


أما بالنسبة للمفارقة التي جاءت في الختام

فأنا أعتقد أن الآباء يؤثرون أبناءهم على أنفسهم

و يبذلون الكثير من أجل راحتهم ... و ذلك لاريب فيه

و الحلم الذي لم يحققه هذا القانع لذاته أفناه الدهر

و لكنه سعى لكي يحققه لأولاده من بعده حتى لا يحرمهم ما حرمه القدر منه

آمل أن أكون قد وفقت في نقل الصورة و تفصيل مغزى العنوان


بمروركم تحلو الكلمات

مودتي و تقديري

فاطمة جرارعة
06-07-2007, 12:42 AM
نص مؤلم مقض لمضاجع الإحساس .. وأكثر وقعاته ألما حوار الطفل مع أمه ... أسئلة الأطفال التي لا نجد لها جوابا .. إلحاح البراءة الذي يطرق الرأس طرقا حتى لا نوم ولا راحة .. منذ زمن لم يهز مشاعري نثر مثلما فعل بي هذا النص .. لا أستطيع أن أقول إلا أن هذه القصة من الأدب المزعج الذي يحرك من يأبى الحراك ...
لأنت يا سيدتي مبدعة ... ولقصتك رسالة أرجو أن يكون لها ذاك الصدى
( أنبهك إلى الألف الفارقة وأنت تطبعين النص فقد سقطت منك مرتين ... رحم الله أيام القلم )

ياااه يا أستاذ محمد

ما أروع مديحك القادح

( الأدب المزعج)

و أنا أقرأ ردك شعرت بنشوة لست أدري كنهها

ربما كانت لأن النص هز مشاعرك الى الحد الذي وصفت

لكن صدّقني

في نظري .. هو أقل نصوصي تأثيرا

قد يكون ذلك لمبالغتي في وصف المعاناة

على كل ... أراني أتحدث عن ذاتي كثيرا

لا عليك ... فأنا شعرت ببعضها مذ قرأت ردك

و بالنسبة للأخطاء

فسأنتبه اليها لاحقا بمشيئة الله

مودتي و تقديري

سحر الليالي
06-07-2007, 12:55 AM
المبدعة "فاطمة":

قصة مؤلمة ،ولكنها رائعة ..!!

بحق رائع ـة ..!

سلمتــ ودمتـ بخير

بإنتظار ج ــديدكــ دوما

لكــ ودي وباقة ورد

أحمد الرشيدي
06-07-2007, 04:03 AM
أختي الكريمة

أسلوبك في سرد القصة ينم عن مقدرة فذة في الخيال والفكر ، واللغة التي تنتقينها لا سيما في الحوار بين الشخوص تدل على مقدرتك الفريدة في التقمص ، وقد كان تدخلك قريبا جدا من النص ، فلم أشعر بأني خرجت من جو القصة ، وإنما كانت كالظلال التي تتبَّع الأحداث ..
نعم كثير من الناس تتلهف نفوسهم للثروة ، القصر ، السيارة الفارهة ، لكنك استطعت ألا تجعلي ذلك نهما حين جعلتيها أمنية طفل ، أو أب لأبنائه .. ، وهذا فيه حذق وحصافة

***
وقد عنَّت لي ملاحظة حين جعلت الطفل يحلم بحقيبة جديدة تحتوي على ( مساطر ) بالجمع ، فلما أعدت النظر ، وجدتك أني غير محق ، لأن هذا الجمع متسق مع الرغبة الجامحة للتملك التي تلبس الطفل بنقيضها ، وفي هذا تناسق نفسي عجيب على الرغم من المعهود أن الطفل ، وإن كان ثريا ، فهو في الغالب لا يحمل إلا مسطرة واحدة ، أو اثنتين ...
ولست أدري ففي نفسي شيء من الخاتمة ، فالسياق القريب جدا : " هو أن الرجل شعر بأن أحلامه التي شيدها غدت مداسا ... حتى أقترب كثيرا من البكاء " فإذا ابنه يربت على كتفه ، فكيف يشعر الرجل هذا الشعور ، ولديه ذلك الابن المنعم ، وزوجه تنتظره على الشرفة .
هل يسوغ لي بأن أفترض افتراضا ماذا لو كان ذلك الطفل هو ابن صاحب السيارة مثلا ...
وأيضا ثمة شيء غير منطقي ، فالطفل الصغير لا يستطيع أن يربت على كتف والده ، فلو قلتي مثلا : يجر ثيابه ، لكان أنسب فيما أحسب .
وتبقى كلماتي زبد سرعان ما تزل مع خفق أمواج بحرك المتدفق رفعة وجمالا ، وما كنت لأكتب حرفا ، لولا أن النص تملكني وجعلني أتبعه حرفا حرفا ، فكم أنت رائعة حقا

ولك من أخيك الإكبار والإعتذار

خليل حلاوجي
06-07-2007, 01:30 PM
أديبة عزيزة تحل بيننا في واحة القصة

ورؤى جديدة

وأدب رفيع

\

مرحبا بك أختاه

فاطمة جرارعة
07-07-2007, 12:28 AM
المبدعة "فاطمة":
قصة مؤلمة ،ولكنها رائعة ..!!
بحق رائع ـة ..!
سلمتــ ودمتـ بخير
بإنتظار ج ــديدكــ دوما
لكــ ودي وباقة ورد

الرائعة سحر الليالي

لا حرمنا من هذا الحضور العذب

انتظرت مرورك طويلا

و لكن كما يقال

"أبطأ الدلاء أكثرها فيضا"

بوركت أختاه

مودتي و تقديري

فاطمة جرارعة
07-07-2007, 12:50 AM
أختي الكريمة
أسلوبك في سرد القصة ينم عن مقدرة فذة في الخيال والفكر ، واللغة التي تنتقينها لا سيما في الحوار بين الشخوص تدل على مقدرتك الفريدة في التقمص ، وقد كان تدخلك قريبا جدا من النص ، فلم أشعر بأني خرجت من جو القصة ، وإنما كانت كالظلال التي تتبَّع الأحداث ..
نعم كثير من الناس تتلهف نفوسهم للثروة ، القصر ، السيارة الفارهة ، لكنك استطعت ألا تجعلي ذلك نهما حين جعلتيها أمنية طفل ، أو أب لأبنائه .. ، وهذا فيه حذق وحصافة

***
وقد عنَّت لي ملاحظة حين جعلت الطفل يحلم بحقيبة جديدة تحتوي على ( مساطر ) بالجمع ، فلما أعدت النظر ، وجدتك أني غير محق ، لأن هذا الجمع متسق مع الرغبة الجامحة للتملك التي تلبس الطفل بنقيضها ، وفي هذا تناسق نفسي عجيب على الرغم من المعهود أن الطفل ، وإن كان ثريا ، فهو في الغالب لا يحمل إلا مسطرة واحدة ، أو اثنتين ...
ولست أدري ففي نفسي شيء من الخاتمة ، فالسياق القريب جدا : " هو أن الرجل شعر بأن أحلامه التي شيدها غدت مداسا ... حتى أقترب كثيرا من البكاء " فإذا ابنه يربت على كتفه ، فكيف يشعر الرجل هذا الشعور ، ولديه ذلك الابن المنعم ، وزوجه تنتظره على الشرفة .
هل يسوغ لي بأن أفترض افتراضا ماذا لو كان ذلك الطفل هو ابن صاحب السيارة مثلا ...
وأيضا ثمة شيء غير منطقي ، فالطفل الصغير لا يستطيع أن يربت على كتف والده ، فلو قلتي مثلا : يجر ثيابه ، لكان أنسب فيما أحسب .
وتبقى كلماتي زبد سرعان ما تزل مع خفق أمواج بحرك المتدفق رفعة وجمالا ، وما كنت لأكتب حرفا ، لولا أن النص تملكني وجعلني أتبعه حرفا حرفا ، فكم أنت رائعة حقا
ولك من أخيك الإكبار والإعتذار

أخي الغالي

تقييم رائع و نقد واقعي

فعلام الاعتذار؟؟!!:004:

لكن .. إليك ما عندي

أولا و حين يكون الإنسان محروما يتمنى أن يحوز على عدد لانهائي مما حرم منه
و لكن عندما يكون مستغنيا لا حاجة له فالأمنيات غبار و التعداد لا يهمه و لا يعلي من شأنه

ثانيا بطل القصة يزاوج بين ماضيه المؤلم و حاضره البهيج أو بالأحرى حاضر إبنه
و أقولها ثانيةً فتلك غريزة في الآباء يحرمون أنفسهم ليحققوا رغبات أطفالهم

ثالثا فالإنسان يغيّر وضعه بين الفينة و الأخرى فإن كان صاحبنا في بداية الأمر -وقف متنهدا-
فلعله تعب من وقفته و اتكأ بقرب السيارة فكان يسيراً على ولده الوصول إلى كتفه
وأعتقد أن ذكر التغيرات التي تحدث على موضع الجسم من الجزئيات التي بذكرها يشوب النص بعض الملل
أليس هذا منطقيا أيضا؟

و أخيرا يا أخي حياك الرحمن على أديم حروفي وبارك الله فيك على التعقيب

مودتي و تقديري

فاطمة جرارعة
07-07-2007, 12:54 AM
أديبة عزيزة تحل بيننا في واحة القصة
ورؤى جديدة
وأدب رفيع
\
مرحبا بك أختاه


أخي

ترحيب عسجدي

آمل أن أكون عند حسن ظنكم

دائما

مودتي و تقديري

نور سمحان
07-07-2007, 02:19 AM
حرقت قلبي يا فاطمة
أتراك التقيت الوجع وجها لوجه حتى حفظت ملامحه ونقلتها لنا بهذه الصورة
يااااااااااااه كم أبكاني نصك
محترفة
مبدعة رائعة
أديبة متمكنة
لله درّك
محبتي لك دائمة

فاطمة جرارعة
07-07-2007, 05:46 PM
حرقت قلبي يا فاطمة
أتراك التقيت الوجع وجها لوجه حتى حفظت ملامحه ونقلتها لنا بهذه الصورة
يااااااااااااه كم أبكاني نصك
محترفة
مبدعة رائعة
أديبة متمكنة
لله درّك
محبتي لك دائمة

نور

أأبكاك النص حقا ً؟؟

تملّكتني نشوة حزينة أمام ردّك

حال بحال

فلكم بكيت في حرم كلماتك

:001: :001: :001:

محبتي و أشواقي

عدنان أحمد البحيصي
08-07-2007, 05:05 PM
الأستاذة فاطمة

أعذري صمتي الآن

لكن أعدك إن شاء الله أن أعود

فاطمة جرارعة
10-07-2007, 04:20 PM
الأستاذة فاطمة
أعذري صمتي الآن
لكن أعدك إن شاء الله أن أعود


الأخ الغالي و ابن فلسطين الغالية

في انتظار عودتكم

و في النفس أوام

مودتي و تقديري

ابن الدين علي
04-08-2007, 01:30 AM
أختنا فاطمة : و أنا أجول في واحتنا الغناء لفت انتباهي عنوانك اللافت" البؤساء......" ذكرني ب"فيكتور هيجو" و قصته الشهيرة " البؤساء" فصممت على قراءتها و قد أثارت إعجابي خاصة و أنت في بداية مشوارك. لك مني الف تحية.

فاطمة جرارعة
17-08-2007, 04:20 PM
أختنا فاطمة : و أنا أجول في واحتنا الغناء لفت انتباهي عنوانك اللافت" البؤساء......" ذكرني ب"فيكتور هيجو" و قصته الشهيرة " البؤساء" فصممت على قراءتها و قد أثارت إعجابي خاصة و أنت في بداية مشوارك. لك مني الف تحية.


أخي الغالي...

عذرا ً أولا ً لتأخري في الرد...

أشكرك من أعماقي على هذا المرور...

و سرّني أنها نالت إعجابك...

لك ودي و تقديري