مشاهدة النسخة كاملة : احتكار الحق؟!
أمير المعالي
04-07-2007, 06:41 PM
من الأمور المهمة والتي تحتاج إلى نوع من التوضيح ولو بشكل عاجل في بدء هذه المقال ، هو ما نطلق عليه ( الاختلاف ) والذي يوحي في معناه القرآني بشيء من التكامل والتناغم كما في قوله تعالى { فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها } [ فاطر ] . فهو ظاهرة كونية جمالية ، وهو لا ينفك عن إرادة الإنسان وتركيبه ؛ لذا قال ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين : " وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت أغراضهم وأفهامهم وقوى إدراكهم ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه " ، والاختلاف أيضا من رحمة الشريعة الغراء ، كي تستمر في العطاء بحسب الظروف والأحوال والبيئات .
ومع أن الاختلاف أمر ضروري ابتداء كما ذكرت ، ومظهر جمالي في الكون والإنسان ، ومعلم من معالم الشريعة وسعة لها ؛ إلا أن ما ذكره ابن القيم في كلامه : " ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه " هو بيت الداء كما يقال ، والبغي في الاختلاف يتخذ صورا كثيرة متعددة ، أبرزها ما تدور عليه هذه المقالة وهو موضوع (( احتكار الحق )) .
إن أصول الدين الأصلية ، وما هو معلوم من الدين بالضرورة ، أمور متفق عليها بحمد الله تعالى ، وفيها آيات بيّنات ، وأحاديث صحيحة ، وإجماع من كل الأمة عليها ، وليس فقط الإجماع من أهل العلم . ولكن الاختلاف يكون إما في فرعيات هذه الأصول ، وإما في فروع الشريعة ، وما يدخل في دائرة الاجتهاد الشرعي بضوابطه وأصوله .
واحتكار الحق في هذه الأخيرة ـ أي الفروع ـ ( مرض خطير ) إن وجد في أمة من الأمم حكمت على نفسها بالتقوقع والهلاك ، فكيف لو وجد في خير أمة أخرجت للناس ، والتي حمّلها الله أمانة هذا الدين وتبليغه للناس كافة ، لا شك أن المرض ستكون آثاره وتوابعه أكثر وأعمق .
ولابد أن نجعل لهذا المفهوم (( احتكار الحق )) معنى واضحا جليا كي نقدر على فهمه ومعالجته ووصفه ، ويمكن أن نقول ، احتكار الحق هو : زعم المرء أو الجماعة أو المجتمع أنه يمتلك الحقيقة والصواب في رأيه ، وهدرها لدى الطرف الأخر، و ممارسة السلوكيات العملية التابعة لهذا الزعم ، بما يعمق فكره أنه على الحق ، وغيره مجانب له .
و وجود هذا المرض ابتداء في أي فرد أو مؤسسة أو مجتمع ، مانع من بناء أي أرضية للحوار أو الرقي بهذا الفرد أو المجتمع أو الجماعة ، والقرآن الكريم يعلمنا كيف نبني هذه الأرضية في أول الطريق حتى مع الذين يخالفوننا في أصل الدين ، وليس في الفروع ، قال تعالى : { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } [ سبأ:24 ] .
فإن وجد هذا المرض الفكري والنفسي فلن نأمل بأي تطوير أو نهضة أو تماسك في البنيان الداخلي للأمة أو المجتمع ، بل لن نقدر على مواجهة حملة العولمة القادمة بشراسة .
إن محتكر الحق لسان حاله ومقاله يقول : رأيي صواب لا يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب ، وهذا من البغي الذي ذكره الله تعالى في كتابه : { وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ } والذي يقود لمزيد من التفرق النفسي والفكري في الأمة وفي كل مؤسسة يظهر فيها هذا الاحتكار .
ولظهور هذا المرض أسباب ، منها ما يتعلق بالجانب العلمي ، ومنها ما يتعلق بالأفراد، ومنها ما يتعلق بالبيئة الجماعة أو المجتمع .
أسباب تتعلق بالجانب العلمي :
* قلة الوعي بفقه الاختلاف في الشريعة الغراء ، وحمل الاختلاف الوارد في كتب أهل العلم على أنه كان قبل توفر الدليل على المسائل !
* الأخذ من النصوص مباشرة من قبل حديثي الطلب للعلم ، وترويج بعض المشايخ لهذا الأمر ، وعدم الرجوع إلى اجتهادات أهل العلم في المسائل .
* تهيمش ضوابط الاجتهاد التي تكلم عنها أهل العلم فيمن يتصدر للاجتهاد ، والجرأة على الاجتهاد من أيٍ كان .
* حصر الإفتاء في المسائل الفرعية في مذهب معين ، والزعم أن الدليل معه ، وعدم مراعاة اختلاف الأقطار والبيئات وعادات الناس وأحوالهم .
* الترويج لمسألة الأخذ بالدليل - وهذا حق - دون الترويج للتراث الفقهي والفكري الكبير لعلماء الأمة ، الأمر الذي حصر المستفيدين من هذا التراث في فئة معينة ، وتصدر الآخذين بالدليل بزعمهم للدعوة والإفتاء .
وأحسب أن هذه النقاط واضحة ، غير أني سأضرب مثلاً يؤرقني دائما ، وهو الإفتاء في حكم تارك الصلاة تكاسلا ؛ فمن المعروف أن هذه المسألة محل اختلاف بين أهل العلم ، فمنهم من قال فاسق ويستتاب ، ومنهم من قال يكفر بظاهر النصوص ، والذي قال بالقول الأخير ورجحه وروج له ، لم يتوقف عند هذا الحد - لأن تكفير المتكاسل عن الصلاة له تبعات - بل صاحب ذلك الترويج لتوابع هذا الحكم بالكفر على تارك الصلاة تكاسلا ، فصدرت الفتوى بالتفريق بينه وبين زوجه و إلا كان زنى ، وعدم دفنه في مقابر المسلمين ، ولا يرث ولا يورث ... وهذا نص الفتوى من أحد مشايخنا رحمهم الله : " تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً عن الملة ، وأنه يحكم عليه بما يحكم على المرتدين عن الإسلام من الأحكام الدنيوية والأخروية فلا تحل ذبيحته ولا يحل له أن يدخل مكة ولا حرمها ولا يحل له أن يتزوج بمسلمة وينفسخ نكاحه منها إن ترك الصلاة بعد العقد فتكون زوجته إذا كان لا يصلي حرما عليه ولا يغسل بعد موته ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين ولا يدعى له بالمغفرة والرحمة ولا يتصدق عنه ولا يكون مع المسلمين يوم القيامة ولا يدخل الجنة معهم نعوذ بالله من ذلك ولا يحل لأهله الذين يعلمون أنه مات على ترك الصلاة ولم يتب أن يقدموه للمسلمين ليصلوا عليه لأنهم بذلك يكونون قد قدموا كافرا يصلي عليه المسلمون " .
صحيح أن القول بكفر تارك الصلاة قول موجود في الفقه ، وهو في مذهب الإمام أحمد ، ولكن الأئمة الثلاث الآخرين على خلاف ذلك ، وقد قال النووي في شرحه لصحيح مسلم أن لفظ الكفر الوارد في ترك الصلاة : " وتأولوا قوله عليه الصلاة والسلام " بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة " على معنى أنه يستحق بترك الصلاة عقوبة الكافر ... أو أنه محمول على المستحل أو على أنه قد يؤول به إلى الكفر أو أن فعله فعل الكفار " وقد ساق الإمام النووي أدلة من تأولوا الأحاديث التي ظاهرها كفر تارك الصلاة ، وهي مسألة قديمة على أي حال ، لكن الذي يهمنا ؛ مَن هو الأولى بالإفتاء به في عصرنا ، وما هي المصلحة في أن نطبق تبعات الحكم بكفر تارك الصلاة على المسلمين اليوم ، وهل سيؤدي ذلك إلى مزيد تماسك لنا ، ومزيد نهضة وإعمار وبناء ! ، والأمر فيه خلاف بين كبار أهل العلم ، بل وبين الصحابة الكرام !؟ ولنا أن نتخيل كم هي أعداد المسلمين اليوم التي ينطبق عليها هذا الكلام ، وكم من أزواج لا يصليان أو لا يصلي أحدهما و لهم أولاد ، أولادهم - بحكم هذه الفتوى - أولاد زنا ، ولقاء الأزواج زنا ، وكم من كافر - بحكم هذه الفتوى قد ورث مسلما ، أو دفن بين ظهراني المسلمين ، ترك الصلاة من أكبر الكبائر ، وعلينا محاربة هذا الترك ، ولكن ليس بهذا الفقه والاحتكار ، بل والتكفير !
أسباب تتعلق بالفرد :
* نشأة بعض الأفراد على الاعتداد برأيه ، وهي مسألة نفسية صرفة ، وإن غطاها صاحبها بالدليل ونحوه ؛ ترجع لأصل النشأة والتربية ، ولا علاقة للنصوص بها .
* الحدية في الأمور ، فيكون المرء لا يعرف إلا الأبيض والأسود من ألوان الحياة ، بينما الألوان متعددة ، تتركب من 7 ألوان جميلة ، يحوطها موجات لا ترى بالعين المجردة !!
* الحماسة دون الوعي ، ومن يتحمس دون علم يفسد أكثر مما يصلح ، وتأتي نتائج حماسته في أحيان كثيرة مدمرة .
* الأمعية والتقليد ، بحيث ينشأ المرء على نمط معين ، لا يريد الفكاك منه ، ويصبغ به شخصيته .
* البساطة في الفهم ، وقلة العلم ، والتعلق بظواهر الأمور ، دون التعمق فيها .
من مثل هذه الشخصيات يأتي العجب العجاب ، فقد عمد أحد هؤلاء إلى جمع كتب ابن حجر ومنها فتح الباري ، وكتب النووي ومنها شرح صحيح مسلم ، وجمعها في مكان وصب عليها الوقود وأحرقهما ، بحجة أن الإمامين قد أخذا بمذهب الأشاعرة في بعض المواطن وأوّلا صفات الله عز وجل .
ومن مثل هذا التركيبة سمعت بأذني من يقول عن سلطان العلماء العز بن عبد السلام بأنه العنز بن عبد السلام !! لكونه ليس على رأيه ، وهو الغر الجديد في العلم والدعوة ، وأمام من؟ أمام سلطان العلماء رحمه الله .
ومن مثل هذه الخلطة النفسية العجيبة سالت اليوم دماء طاهرة ، وروعت أنفس زكية ، وأهدرت طاقات كثيرة ، بدعوى الجهاد في سبيل الله !! . وإن هو إلا تطرف نفسي بني عليه جهل بأحكام الشريعة وفقه الدعوة والجهاد .
أسباب تتعلق بالجماعة أو المجتمع ونرمز لهما بلفظ " الجماعة " :
* زراعة العنصرية في الجماعة فكرا وعملا ، والزعم أنها هي الأولى بالإتباع ، لما تملكه من خصائص ، وهذا أمر بعيد المنال إلا لأمة محمد عليه الصلاة والسلام في الجملة .
* تكوين عقلية أبناء الجماعة على الولاء التام لها دون قيد أنملة ، ومهما كانت الظروف ، دون أن يكون الولاء للشرع أولا وأخرا .
* تكبير خصائص الجماعة وما تتمتع به ، كمثل كون المجتمع الفلاني منه أهل العلم ، أو به مهبط الوحي ، أو فيه منارة للعلم لألف عام تنبض ، وغيرها ، وجعل هذه الخصائص هي المحور الأولي في عقلية الأفراد ومن ثم كل الجماعة .
* إشاعة روح التحقير المقصود وغير المقصود للآخرين ، وعرض العضلات الذاتية مقارنة بالغير ، ونسيان { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم } .
* التعصب لأفراد الجماعة مهما يكن الأمر ، ولو كان ليس له أي سند قوي ، بل ربما مجرد أوهام زرعها الإعلام أو الفكر الموجه .
لعل الأمر في أسباب الجماعات أو المجتمعات تتداخل فيه عوامل سياسية وتاريخية ، مما يجعلها أكثر تعقيدا في فهمها ومن ثم معالجتها .
نأخذ مثلا ما ذكره الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتابه مناقب الإمام أحمد رضوان الله عليه ، قال بسنده !! : " أن رجلا جاء من بحر الهند يريد الصين ، أصيب مركبه ، فأتاه راكبان على موجة من أمواج البحر ، فقال أحدهما له : أتحب أن يخلصك الله على أن تقرئ أحمد بن حنبل السلام؟ قلت : ومن أحمد ، ومن أنتما يرحمكما الله ، قال : أنا إلياس ، وهذا الموكل بجزائر البحر ، وأحمد بن حنبل في العراق . قلت نعم . فنفضني البحر نفضة فإذا أنا بساحل الأبلة فقد جئت أبلغك السلام " . مناقب الإمام أحمد/ 186 .
مثل الأخبار الأسطورية الخرافية هي التي ولدت اليوم مثلها من غير بحر هند ولا جزائر بحر ، وإنما بتضخيم أفراد وجماعات ودول على غير حقيقة ، وإنما لمجرد الإبراز ، ومثل هذه الأخبار - وهي كثيرة - هي الخميرة التي أنتجت ما نعانيه اليوم ، وهي سند من تخلف منا وضخم الأمور على غير حقيقتها ، بل بأساطير !
ونأخذ هذا الكلام من الإمام السبكي : " ومنهم أهل اليمن ، والغالب عليهم الشافعية ، لا يوجد غير شافعي إلا أن يكون زيدياً ، وفي قوله عليه الصلاة والسلام " الإيمان والحكمة يمانية " مع اقتصار أهل اليمن على مذهب الشافعي دليل واضح على أن الحق في هذا المذهب المطلبي " طبقات الشافعية 1/283 .
لنتأمل في هذا التحليل من الإمام السبكي ، ولكل مذهب قديم كلام مشابه ، المالكي والحنفي والحنبلي ، ولنتخيل كيف هي حالة الأتباع ؟ وما هي نفسيتهم ، وكيف يكون ولاؤهم حين يوجد من يحلل لهم مثل هذا التحليل المرفوض ؛ مرفوض ليس لكونه من الإمام السبكي رحمه الله ، ولا لكونه من أتباع الإمام الشافعي رضوان الله عليه ، وإنما نرفضه من كل زاعم له قديما وحديثا ، مهما تكن منزلته، ومهما يكن انتشاره والترويج له .
ومن معالجات هذه الآفة وهذا المرض :
* تربية الأفراد والجماعات وزرع قيمة أننا كي نصل لأعلى المراقي يجب أن نعتقد أننا لا زلنا في أوله ، وأن نتواضع ولا ندعي أكبر من حجمنا ، وهذا دأب سلفنا الصالح رضوان الله عليهم .
* التعمق في الدارسات التاريخية والاجتماعية والنفسية ؛ للكشف عن سنن الله في الكون وفي الآفاق والأنفس ، فنميز بين المقدمات والنتائج في حركة الكون والنفس ، ونعي مؤثرات كل منها ، ويكون عقلنا أنضج وقتها ، إفتاء ودعوة وفكرا وعلما .
* الانفتاح على الرأي الآخر ، وعلى مجتمعات أخرى ، وبيئات متنوعة ، وشخصيات مختلفة ، الأمر الذي يثري فينا ظاهرة الاختلاف الكونية بألوانها الجميلة ، ويبعدنا عن عقلية البعد الواحد العقيمة .
* التحلي بالعلم المنهجي لدفع الأهواء في الأنفس ، والجهل من العقول ، وشيوع هذه المنهجية ، بدلا من الترويج المستمر لما جلب لنا الخيبات الكبار .
* الحوار المستمر ، وعدم الظن أننا على الصواب فيه ابتداء ، فإن ذلك يمثل إغلاقا للعقل في أول أبوابه ، وهذا يعني أننا قد نتخلى ونفقد بعضا مما عندنا في سبيل شيء أهم وأعظم مصلحة .
* العدل في الميزان ، والقسط في الأحكام ، وتربيتنا على التقوى في هذا الباب ، تقوى العقول أولا بعلمها ووعيها ومعرفة مآلات كل فكرة ، ثم تقوى القلوب المراقبة لله تعالى .
إن علينا أن نفرق بين مسألتين ..
الأولى : أن يعتقد العالِم أو الداعية إلى الله تعالى أنه على الخير وأنه من الفرقة الناجية أو الطائفة المنصورة أو " منهاج النبوة " بحول الله ، وأن هذه الفرقة الناجية ليست محصورة فيمن يشاركه الرأي فقط في الفروع والاجتهاد ، وإنما مساحتها واسعة رحبة ، تجمع كل المتفقين على " أصول " أهل السنة والجماعة ، غير محتكر للحق والصواب في مسائل الاجتهاد ، رحب الصدر مبتسم الثغر ، لا يلمز غيره بأنه هو وهو فقط على الجادة .
الثانية : أن لا يبطن في نفسه ويضمر خلاف ما سبق ، بحيث يكون تعامله مع الناس ومع العاملين للإسلام - عمليا - مناقضا لما في النقطة الأولى من جانب نظري ؛ لأن الإدعاء سهل ميسر ، والممارسة العملية هي المحك ، والتربية الربانية هي التي ترشد المرء أن يكون عمله كقوله ، و إلا فهو " المقت الكبير " من الله تعالى .
إن مجالات الاجتهاد في الفروع وفي وسائل الدعوة وفي مناهج العمل للإسلام ، لا تعطي الأحقية لأحد أن يدعي احتكارا للحق ، بل في هذا رحمة بالناس ، ورحمة في توصيل هذا الدين لهم ، ولك أن تتأمل كيف رفض الإمام مالك رضوان الله عليه أن يلزم أمير المؤمنين الأمة بالموطأ ؟ّ ! وقال الإمام مالك في هذا تضييق على الناس! ، قائلا : " لا تفعل يا أمير المؤمنين معتبراً أن لكل قطر علماءه وآراءه الفقهية " . و بعض الدعاة اليوم لم يصل لعشر معشار علم الإمام مالك ، ويصر على تعميم الاجتهاد والفتوى ويراها الحق الذي لا يمكن أن يكون خطأ !
إن التعامل في الساحة الإسلامية بهذه الروح - روح الاحتكار - تفوت بداية على الداعية صاحب هذه الروح الكثير من الخير :
* فلن يقبل النصح والنقد .
* لن تكون في نفسه فكرة المحاسبة الذاتية .
* لن يتطور ويغير من وسائله وطرقه .
* يخسر المدعوين ولو بعد حين ، لأن روح الاحتكار مرض ، ولا يمكن أن يستمر تغطية الأمراض .
* يكون سببا في نفرة الناس ، لكون مغلق العقل ، مقلوب التفكير .
رحم الله علماء وربانيي هذه الأمة الذين كانوا في غاية التواضع وهضم النفس ، ونبذ " الكبر " بكل أنواعه ، ولو تأملنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم في تعريف الكبر ، وأنه " لن يدخل الجنة " من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، وعرّفه عليه الصلاة والسلام قائلا : ( بطر الحق ، وغمط الناس ) !! كما في صحيح مسلم .
غمط الناس : تحقيرهم ، تسفيههم ، عدم إنزالهم منازلهم ، الترفع عليهم ...
ومن كان يحمل الاحتكار في رأسه ، فهو يحمل هذه الأمور في قلبه ..
نسأل الله العفو والعافية ، وأن نكون جميعا مطهرين من هذا المرض الخطير ، وأن يكتب لنا العمل لدين الله خدما بكل إخلاص .
خليل حلاوجي
05-07-2007, 08:39 AM
الخطورة ان الزمك برأيي بحجة التحصين الشرعي
مع العلم ان روح التوحيد ... اجتماعي ... خان هذا المفهوم الساسة حينما اقنعونا بان شرعة السلطان هي شرعة القرآن
\
والحال هذه
لابد من فك اشتباك ماهو سياسي بما هو شرعي
وفك اشتباك ماهو مقدس بماهو بشري
وهذه مهمة الجهابذة الذي سيعيشون لتلك المهمة النبيلة
تقبل بالغ تقديري ايها الاخ النجيب
فتنة قهوجي
05-07-2007, 02:16 PM
استاذ أمير حقيقة مقالة رائعة و تحليل منطقي و تحتاج لقراءات فلا تكفيها قراءة واحدة
و دائما يراودني نفس السؤال وأرجو أن لاتجدوه مني تجاوز
هل الخطأ في هذا التعدد و الاختلاف _ المذاهب و الفتاوي ووو _ .. أم في هذه النفوس الضعيفة أمام هذه التعددية .. ؟!!!!!!!!!!!
و حقا لفت نظري مثال المتكاسل عن الصلاة .. !!!!!!!!!!!!!!!!
و حقيقة حين أقرأ كهذه الامثلة وغيرها و ارجو أن تعذروني لصراحتي أفكر ماذا ترك البعض للخالق من عقاب لعبده
التعددية هذه موجودة في كل الاديان بشكل عام و لكن لماذا أنتهى _ أو على الاقل تقزم _ موضوع التعصب و ايذاء الاخر وووو عند أبناء الاديان الاخرى .. و مازلنا نحن حتى يومنا هذا نجتهد و نفتي و نتعصب ونتنازع ووو ؟
و ما يتعلمه الطفل في البيت ييتناقض و ما يتعلمه من المجتمع ويتناقض و ما يتعلمه في المدرسة و هلم جرا
محبتي و تقديري واحترامي
أمير المعالي
06-07-2007, 05:45 PM
بارك الله فيك يا أخي خليل على تعقيبك
وصناعة الجهابذة يجب أن تكون مشاعة وعامة للكل
فلا ندري من أين يأتي الخير ..
وهذه الصناعة إنما تكون عبر فكر مميز
ووعي رصين ..
مرتكزه ما هو شرعي ملزم .. وبناءه ما هو حضاري متألق
خالص التحيات لك
أمير المعالي
06-07-2007, 05:59 PM
الأخ الكريمة فتنة ..
حياك الله وأشكرك على كلماتك الطيبة ..
اسمحي لي...
إنما الإشكال أيتها الذكية في هذه العقول والنفوس ، وليس في هذا الاختلاف
الذي جعله الله رحمة بنا ، وقلبه البعض عذابا على الناس
اختلف الصحابة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يصدر منهم ما يصدر اليوم من فقه هو من روح الشريعة في مكان بعيد
صحيح كلامك .. هناك من جعل لنفسه الوصاية على الناس ..
نسي أو تناسى أنه مجتهد يخطئ ويصيب !!
بل البعض دخل الاجتهاد وأفتى وأزبد ونشر فكره ..
وهو في حقيقة الأمر سطحي لأبعد الحدود !
إن مشكلنا في هذه العقول كيف تفهم؟ كيف تدرك؟ بل وكيف تبصر؟
مع أن الخلاف جميل ويعطي مساحات للنظر والتأمل والتنوع ..
لكن الجمال مختفي في القوالب التي تتعامل مع هذا الخلاف
وحكى لي صديق طبيب في أحد مستشفيات هيوستن في أمريكا ..
قال : تحاورت مع أحد الأطباء الأمريكان حول بعض أمور السياسة
وارتفعت الأصوات وملأ صدري غيظا وضيقا ، وخرجنا من الدوام وأنا متعب متضايق
وفي اليوم التالي دخل علي يضحك ويلقي التحيات ويقدم لي القهوة ، وأنا مصدوم من أمس
فقال لي ما بك؟ قلت من الحوار أمس ، فقال أنتهى أمره مع خروجنا من الدوام أمس !!
روح رائعة يملكها البعض منهم ، ويفقدها الكثيرون منا .. وهي من ديننا وأخلاقياتنا !!
لا علاقة للتعصب بالأديان ، إنما بطريقة التفكير ، وتحريف الأديان ..
ولا يزال الغرب يعاني من بعض صوره هنا وهناك ..
ولكن أيتها الأخت إنما هي عقول مفارقة وأوهام طارقة ، ليس من ديننا في شيء
جعل الله الدين سمحا ، وربنا جميل يحب الجمال ، ورسولنا داعية اليسر والتيسير
والمنبت ..( لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى )
ولا أمة صنع ..
مع شكري وامتناني لحواراتك الشيقة
أحمد سالم راشد
07-07-2007, 08:58 AM
'للأسف ليس فقط احتكار بل قمع وتكفير وهدر للنفس
فنحن المسلمين قد بلغنا خلال الألف سنة ما بلغه اليهود والنصارى من قبلنا في أمر قتل المخالف وتكفيره
فكما أصبح لليهود والنصارى معايير بشرية اتفقوا عليها ..من خالفها فهو مرتد مباح الدم
كذلك المسلمون اليوم قد بلغوا هذا وأصبح لديهم معايير بشرية وضعها بشر كالبخاري ومسلم وغيره من خالفها فقد كفر وأصبح مباح الدم
لذلك ارتعب العلماء والأفراد من النقد الحر خوفا من اعطاء الانتهازيين فرصة لتكفيرهم وقتلهم
أمير المعالي
08-07-2007, 03:09 PM
حياك الله أحمد راشد ..
الحقيقة التكفير من الأفكار والسلويكات الدسمة
وهذه المقالة تدفع قليل الدسم ، فكيف بكثيره !
صحيح أننا كمسلمين لا زال البعض منا يعاني من آفات
لكن التعميم يا أحمد ينافي الموضوعية تماما
والتعميم آفة قاتلة لكل نقاش موضوعي ..
لذا علينا أن نقول بعض المسلمين وليس كلهم ..
هذه واحدة ..
الثانية : مقارنة المسلمين بغيرهم في المعايير البشرية
أمر غير مسلم لك به ، فثمة فرق كبير بيننا وبين الديانات المحرفة الأخرى
ذلك بأن أصول ديننا ثابتة لا خلاف فيها ، سواء في جانب الاعتقاد أو العبادات
أما الديانات المحرفة الأخرى فقد نهش التحريف والزيف في كل جزء منها ـ تقريبا ـ ..
بقي لدينا الفروع وهي محل الاجتهاد ، وفي الاجتهاد سعة ورحمة بهذه الأمة ..
يقوم به أهل الاجتهاد ، ومن توفرت فيهم مواصفات معينة دقيقة وعالية ..
بعض من يلزق نفسه بالمثقفين ، لا يرى أي ضوابط للاجتهاد في الشريعة والدين الإسلامي
ويترك الباب على مصارعيه لكل غر صاحب بضاعة مجزاة ..
ويقبل أن يكون لأهل الكيماء والفيزياء شروط العالم فيها ..
ويفتح الأبواب والنوافذ في باب الاجتهاد الشرعي ..
والثالثة : قولك بأن المسلمين اليوم أصبح لهم معايير بشرية من خالها كفر وأبيح دمه
وضربت مثالا بالبخاري ومسلم ..
ما تقوله هنا يا أحمد غير صحيح في رأيي ، فما الذي فعله البخاري ومسلم
ومن هما البخاري ومسلم ؟
وكيف وضعا لنا هذه المعايير البشرية التي يكفر مخالفها ..
هذه نقاط أتمنى أن تجيب عليها بموضوعية ..
هذا إن أحببت النقاش .. وليس مجرد كلمات تكتب عابرة ..
تحياتي
فتنة قهوجي
08-07-2007, 07:56 PM
اسعد الله أوقاتك استاذ أمير
اشكرك لوصفي بالذكاء فهذا كرم منك و ووسام أتمنى أن استحقه
و لي سؤال يا سيدي الكريم
كثيرا ما رددنا أن الديانات الاخرى محرفة
فمتى حرفت هذه الديانات ؟
و ممكن تعطينا أمثلة على موضوع النهش و الزيف الذي اصابها ؟
محبتي و تقديري و احترامي
بابيه أمال
09-07-2007, 06:09 PM
سلام الله عليكم..
بعد أن تخرج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مدرسة النبوة - وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم - ، وبعد أن آل إليهم الأمر، اجتهدوا في بيان وتبيان أحكام جديدة للحوادث الجديدة، وغيروا أحكاما تطبيقية كانت معروفة فيما قبل، رغبة أصيلة منهم في تحقيق مصالح الناس، كونها أساس التشريع الإسلامي وغايته الأولى من غير تجاوز للنصوص الشرعية وبدون إفراط ولا تفريط فيها.. ثم سار على منوالهم من تابعوهم بإحسان من الفقهاء والعلماء المجتهدين.. إلى أن حصل انقلاب في المفاهيم وركود في الاجتهادات الشرعية ومفسدة في النفس والأرض في أمة خلقت لتكون نبراسا بين الأمم..
ومن دون أن نضع اجتهادات العلماء الشرعيين في حاضرنا اليوم في خانة المقارنة مع اجتهادات من سبقهم في ميدان هو إلى العدل والحق مساره بإذن الله مهما تكاثفت عليه الأيدي الممدودة بخير أو شر، نقول أن هناك حدودا فاصلة بين الأحكام المستقرة والأحكام المتغيرة، بحيث يكون التغيير في رحاب الشريعة الإسلامية وتحت ظلالها وفي اتجاه ما سنت له من مقاصد ومنافع لجميع خلق الله.
من هنا يمكن أن نفهم أيضا أن هناك نصوصا شرعية قد جزم ثبوتها عن الشارع، ونصوصا أخرى لم تبلغ هذه المرتبة اليقينية حيث تقف عند الظن والرجحان. بهذا قسمت هذه النصوص غير اليقينية والظنية إلى نصوص تدل على أحكام مستفادة منها قطعا ولا تحتمل معنى آخر، ونصوص أخرى لا تصل إلى هذه الدرجة، فترجحت كفة دلالتها على المعاني المأخوذة منها، وقد تحتمل غير هذا التعريف مما اختلفت فيه آراء الفقهاء الأولين والآخرين..
وحيث أن شريعتنا الإسلامية ثروة كبرى، فكافة العلماء الشرعيين معنيون باسثمارها وتنميتها وتكميلها باجتهادات جديدة لما جد في حياتنا من عادات وتطورات في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بالخصوص على ما نراه اليوم من زلات أودت بنا في مطمورة الذل بين قوم ما عرفوا عن ديننا القويم شيئا ليعلموا أننا بقايا أمة لم تعض على ما حباها الله به من خير بالنــــــواجذ.
وبما أن فقهنا الإسلامي شجرة مباركة لا شرقية ولا غربية يغمرها نور الله من فوق سبع سموات، فبدون استثمارها في جميع أمورنا الدينية والدنيوية ، وبدون استماثة أهل الحق والشرع على الاجتهاد فيها والمطالبة بتطبيقها في أيامنا السوداء هذه، سنكون كافة حكماء ومحكومين، رؤساء ومرؤوسين كمن يدور في حلقة مفرغة لا أول لها ولا آخر.. وستظل أحكام أيامنا الذليلة هذه أحكاما مرقعة بأثواب دنيوية تضم أنسجتها قطعا وخيوطا قديمة، وأخرى جديدة وخيوطا أجنبية وغربية..
فليرحمنا الله برحمته الواسعة قبل أن تضيع جهود من بقي من علماء حق وذمة فينا أمام طوفان التيارات الغربية المتوالية على بقايا أمة صارت تتنفس من ثقـــب إبرة..
سيد أمير المعالي.. شكرا لما قرأته لك هنا ولباقي الأعضاء المحترمين من أفكار بناءة..
ودمتم بخير.
أحمد سالم راشد
13-07-2007, 03:23 PM
هذا إن أحببت النقاش .. وليس مجرد كلمات تكتب عابرة ..
نعم أمير المعالي أحب النقاش ..وأرجو أن يتسع صدرك له ..
فالذين لا يغضبون من النقاش الحر الصريح قليل هم .. وأرجو أن تكون منهم
لذا علينا أن نقول بعض المسلمين وليس كلهم ..
نعم يا أخي أنا قصدت البعض ولكن هذا البعض هو الغالب
أما الديانات المحرفة الأخرى فقد نهش التحريف والزيف في كل جزء منها ـ تقريبا ـ ..
صدقت ..لكن لماذا لم يتحرف دين المسلمين ( طبعا عدا القرآن) ؟
ويترك الباب على مصارعيه لكل غر صاحب بضاعة مجزاة ..
وكذلك كل دين غير الإسلام لا يسمح بفتح الباب على مصراعيه ..
فمثلا الكنيسة لا تسمح لغير رجال الكنيسة أن تبطل كلام الكنيسة..فكيف اختلف المسلمون عن غيرهم ؟
وكيف وضعا لنا هذه المعايير البشرية التي يكفر مخالفها ..
البخاري ومسلم وأهل الحديث هم من اخترع هذا العلم وهم من عرفه وحدده
خليل حلاوجي
13-07-2007, 04:20 PM
المشكلة الحقيقية في احتكار المجتمع للحق هي ... الالزام
لاشك ان المسلمين شأنهم شأن باقي المجتمعات لهم نصيبهم من الحق بل والحق المطلق ماعاهدوا انفسهم على التمثل بقيم القرآن المجيد
العلة هي ان يلزم طرف ما طرفا ً آخر بحقيقة هو يراها ...
لم أجد في اي نص او أمر او توجيه من الله تعالى او من ةرسوله الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام يأمرنا ان نلزم الآخرين بالحق الذي بين ايدينا ...
وهنا يحضرني ماقاله الصحابي الجليل بن لبيد عندما كان الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم يتحدث عن زوال العلم فقال الصحابي : أو يزول العلم والقرآن بين ظهرانينا ؟
اجابه الحبيب : ثكلتك امك اوليس اليهود والنصارى وكلا م الله بين ايديهم ... او كما قال عليه الصلاة والسلام
المهم : والشاهد هنا
اننا لانختلف عن غيرنا ... فقرآننا يريده الله تعالى باسقاط قيمه الجليلة على واقعنا لايريده رسما ً وتلاوة في المساجد فحسب .
عقدة الالزام .... اليوم .... تعيق طريقنا في الدعوة الى الحق القرآني
والله اعلم
بالغ تقديري للجميع
أحمد سالم راشد
14-07-2007, 11:10 PM
عقدة الالزام .... اليوم .... تعيق طريقنا في الدعوة الى الحق القرآني
صدقت ..
وهذه العقدة هاجمها القرآن كثيرا ..
{قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} (29) سورة غافر
وقد وقع فيه اليهود من قبلنا فكفروا حتى الأنبياء لما خالفوا الأحبار وما شرعوه..
{ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ } (102) سورة البقرة
وكفروا عيسى لما خالف شريعتهم البشرية ..
{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ } (157) سورة النساء
ووقع فيه النصارى ..
وما أكثر من هرطقتهم الكنيسة وأحرقتهم أحياء من النصارى المخالفين لها
وكذلك نحن اليوم المسلمون ..
نكفر من خالف المذهب والمدرسة البشرية التي أسسها البخاري ومسلم والصحاح ..
وجعلنا هذه الكتب كأنها قرآن من الله ..من خالفها فقد كفر
حوراء آل بورنو
14-07-2007, 11:40 PM
الأخ الفاضل
بحق مقال قيم و فكر نير و همة عالية ، فبوركت و نفع الله بك .
كل التقدير .
أمير المعالي
15-07-2007, 05:54 AM
الأخت بابيه سالم ..
جزاك الله خيرا على مشاركتك الطيبة
لك تحياتي
أمير المعالي
15-07-2007, 05:55 AM
الأخت فتنة قهوجي ..
مشكورة على متابعاتك الشيقة
دعينا نكمل الحوار مع الأخ أحمد سالم
ونتناول ما تفضلتي به لاحقا وربما في موضوع مستقل
خالص الشكر لك
أمير المعالي
15-07-2007, 06:05 AM
حياكم الله أخي أحمد ...
أرجو أن تتسع صدورنا جميعا لحوار
أسعى أن يكون موضوعيا ..
وطوّل بالك علي :v1:
دعني أبدأ معك أخي من حيث انتهيت في كلامك.. تقول أخي :
البخاري ومسلم وأهل الحديث هم من اخترع هذا العلم وهم من عرفه وحدده
هل الاختراع مذموم في أصله ومجمله ؟
وعن أي علم تتحدث حضرتك ؟
ومن ذا الذي قال بأن من يرفض هذه المعايير يكفر؟
وما هي المعايير التي وضعها البخاري ومسلم كما تقول؟
وهل أمرنا من ربنا أن نتبع سنة النبي عليه الصلاة والسلام ؟
ولو كان ذلك واقعا ؛ فكيف نأخذ السنة ؟ وكيف نعلم صدقها من عدمه ؟
ثم هل البخاري ومسلم فقط من وضع علم الحديث؟ وهل هناك مدارس أخرى ؟
كيف يتعامل المسلم مع " علم " الحديث ؟ هل يتعلم أسسه أولا ثم يتوسع فيه ليفهمه
أم عليه الاكتفاء بالقرآن وكفى ؟
هذه المحاور أخي ربما تراها كثيرة ، لكن كلامك يحمل في طياته الكثير أيضا
أتمنى أن تشرح " على رواق " ويتسع صدرك كما طلبت مني ..
ولك الشكر ..:011:
أحمد سالم راشد
15-07-2007, 10:57 AM
هل الاختراع مذموم في أصله ومجمله ؟
لا ..
ولكن طبعا نحن نتكلم في اختراع محرم ..
وهو اختراع مالم يشرع به الله :
{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ } (21) سورة الشورى
ولا نخترع في دين الله أسماء وتعريفات :
{أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } (71) سورة الأعراف
ولا نتقول على الله :
{إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (68) سورة يونس
وعن أي علم تتحدث حضرتك ؟
علم الحديث ومتعلقاته وأعني أهل السنة ..وأما الشيعة فهم كنفس أهل السنة أو هم أظلم وأطغى
ومن ذا الذي قال بأن من يرفض هذه المعايير يكفر؟
التكفير أوضح من الشمس لكل من يغلط البخاري ومسلم والصحاح..
فقد أصبح البخاري مثلا أصح كتاب بعد كتاب الله ..
وأصبح الكتاب الذي تلقته الأمة كلها بالقبول ..وأصبحت الأمة معصومة لا تجتمع على ضلالة ..وإذن أصبح البخاري معصوما عن الغلط بعصمة الأمة التي قبلته ..وبالتالي فمن خالف البخاري فقد خالف السنة ومن خالف إجماع الأمة فقد كفر
والنتيجة أن العلماء وغيرهم سلموا للبخاري ومسلم والصحاح فزاد التقديس وأصبح الفرق ضئيلا بين البخاري وبين الرسول ..هذا إن لوحظ الفرق
وتجد نفس الأمر لدى الشيعة فهم مسلمون لرواتهم ..ومن خالفها كفروه
ولا أحد ينقد أو يغلط الرواة وكتب الحديث ..الا اذا كان من مذهب آخر ..يعتبرونه مذهبا ضالا منحرفا عن الحق
وما هي المعايير التي وضعها البخاري ومسلم كما تقول؟
معايير تصحيح الرواة واختراع تعريف السند وطريقة إثبات أنه كلام الرسول واختراع الحديث النبوي عموما سواء من السنة أو الشيعة
وهل أمرنا من ربنا أن نتبع سنة النبي عليه الصلاة والسلام ؟
نعم
ولو كان ذلك واقعا ؛ فكيف نأخذ السنة ؟ وكيف نعلم صدقها من عدمه ؟
هذا أمر اختلفت فيه الأمة اختلافا عظيما ..
فلن نحله في بضع عبارات ..
وإذا أردت أن نستفيض في نقاشه فلا مانع لدي ..
فقط أعلمني وحدد النقطة المعينة لكي لا نتشعب كثيرا ..وأنا رهن إشارتك
ثم هل البخاري ومسلم فقط من وضع علم الحديث؟ وهل هناك مدارس أخرى ؟
أنا قصدت علماء الحديث عموما قبل البخاري وبعده ..
ولكن أستخدم البخاري ومسلم والصحاح كرمز لذلك ..لأنهم هم الأئمة في هذا الأمر
كيف يتعامل المسلم مع " علم " الحديث ؟ هل يتعلم أسسه أولا ثم يتوسع فيه ليفهمه
أم عليه الاكتفاء بالقرآن وكفى ؟
هذا أيضا موضوع كبير نستطيع أن نفصل فيه كما تشاء ..
لأن بضع عبارات قليلة لن تشبع الجواب..
فيا حبذا حددنا النقاط أكثر
هذه المحاور أخي ربما تراها كثيرة ، لكن كلامك يحمل في طياته الكثير أيضا
أتمنى أن تشرح " على رواق " ويتسع صدرك كما طلبت مني ..
ولك الشكر ..
نعم سأشرح لك مادام صدرك رحباً يتحمل الخلاف في الرأي ..
وأنا في انتظار أسئلة محددة إن أردت
شكري وتقديري
أمير المعالي
15-07-2007, 11:17 AM
جزاك الله خيرا ...
اسمح لي ..
كلامك الذي ذكرته عن الاختراع والآيات الي سقتها
استشهاد في غير محله . لماذا؟
لأننا نتكلم عن أحاديث وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام
ولابد أن نفرق بين أمرين ..
الأول : هو أن حديث النبي عليه الصلاة والسلام وسنته جزء من الدين ، وهذه اختراع فيها .
الثاني : ضوابط وأسس ومعايير قبول صحة الحديث الوارد من عدمه ، وهذه محل اجتهاد ( عند أهل العلم المختصين ) .
الأول : محل اتفاق ، ولا أظن أننا نختلف فيه .
الثاني : مَن الذي يحدد هل هذه المعايير ـ التي وضعها أهل الأختصاص من علماء الحديث ـ صحيحة ودقيقة ومقبولة ، أم لا؟
هل يحدده ذلك الرجل العامي ؟ أم يكفي أن يكون أحدنا مثقفا كي يقوم بذلك ؟ أم يكفي أن يدرس الشريعة في كلية ما ؟
هذه واحدة ..
الثانية :
فقد أصبح البخاري مثلا أصح كتاب بعد كتاب الله .. وأصبح الكتاب الذي تلقته الأمة كلها بالقبول ..وأصبحت الأمة معصومة لا تجتمع على ضلالة ..وإذن أصبح البخاري معصوما عن الغلط بعصمة الأمة التي قبلته ..وبالتالي فمن خالف البخاري فقد خالف السنة ومن خالف إجماع الأمة فقد كفر
* من ذا الذي يقول بأن من يخالف إجمال الأمة من المجتهدين يكفر؟؟ من قال بهذا من أهل العلم المعروفين؟
* هناك قاعدة أصولية تقول ( لازم القول ليس بقول ) وأنت تقول من لازم مخالفة البخاري تساوي التكفير!! فمن يقول بهذا في علم المنطق؟
* لماذا لا نفرق بين البخاري كعالم ، وبين الأسس التي وضعها ، فإن كانت الأسس التي وضعها صحيحة مقبولة ، وحكم عليها أهل الاختصاص بذلك ، فلماذا نرفضها ؟ لمجرد الرفض !! أم خشية على دين الله من التحريف ؟
الثالثة ..
إذا أمرنا أن نتبع سنة النبي عليه الصلاة والسلام ، فكيف نعرفها ؟ وكيف نحكم أن هذا النص يصح نسبته للنبي عليه الصلاة والسلام ؟ هل نأخذ بالمعايير التي وضعها أهل الاختصاص ، أم نحن أحرار نأخذ كما نحب ونترك كما نحب ؟ وهل نملك بعد ما يزيد عن ألف عام من موت البخاري ـ مثلا ـ أن نضع معايير دقيقة مقبولة لقبول الحديث وبيننا وبين الرواة هذا الانقطاع الزمني الكبير ، فضلا عن الانقاطع العلمي !
هذه نقاط ثلاث أتمنى أخي أن تجيب عليها ولك حرية الإطالة والاسهاب كما تشاء ..
شكري لك
خليل حلاوجي
15-07-2007, 11:38 AM
سأظل منصتا ً لهذا الجمال وهذا البهاء في حروفكما ... اخواي ... الكريمين
امير واحمد
لاحرمنا ربنا ... رضاه
واقول لكما ... ماقاله قرآننا المجيد
ياامير
{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ }النمل79
يااحمد
{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ }النمل79
خليل حلاوجي
15-07-2007, 02:12 PM
للتثبيت
حتى ينتفع الاحبة في واحة الحكماء الفضلاء
أحمد سالم راشد
18-07-2007, 12:32 AM
الأول : هو أن حديث النبي عليه الصلاة والسلام وسنته جزء من الدين ، وهذه اختراع فيها .
هذه مقدمة قد تكون غير صحيحة ..
أقصد عبارتك ( حديث النبي عليه الصلاة والسلام ..جزء من الدين) .. عدا كلمة ( وسنته) ..
وبالتالي ستترتب عليها نتائج غير صحيحة
فكثير من العلماء ان لم يكن أكثرهم ..لا يعتقدون بقطعية ما يسمى بحديث النبي
وأسوق شاهدا واحدا على ذلك من ابن حزم في كتابه ( الإحكام في أصول الأحكام ) يلخص الأمر برمته :
[وقال الحنفيون والشافعيون وجمهور المالكيين وجميع المعتزلة والخوارج إن خبر الواحد لا يوجب العلم ومعنى هذا عند جميعهم أنه قد يمكن أن يكون كذبا أو موهوما فيه واتفقوا كلهم في هذا ] أه.
وأرجو أن تلاحظ أنه لم يذكر أهل الحديث ولا الحنابلة
فإن صح هذا القول ..
فكيف نجعل كتب الحديث جزءاً من الدين ومعظم علماء السنة (كالحنفية والشافعية وجمهور المالكية) لا يعلمون قطعا إن كان الرسول قد قال تلك الاحاديث ..
لكن في المقابل ..
لا يستطيع أي عالم مسلم أو أي عامي أن يقول أننا لا نعلم قطعا أن هذا القرآن كلام الله ؟
أما السنة فنعم هي جزء من الدين ..
ومعظم المسلمين إن لم يكن جميعهم متفقون عليها كالصلوات الخمس والحج مثلا
*
الثاني : ضوابط وأسس ومعايير قبول صحة الحديث الوارد من عدمه ، وهذه محل اجتهاد ( عند أهل العلم المختصين ) .
أوافقك أنها مجرد اجتهاد ورأي وتعريف بشري
الأول : محل اتفاق ، ولا أظن أننا نختلف فيه .
اتفاق محدود وليس شاملا ..
كاتفاق الشيعة مثلا على ما اتفقوا عليه ..بينما يخالفهم على اتفاقاتهم بقية طوائف المسلمين ..
وكاتفاق اليهود على ما عندهم وكاتفاق النصارى على ما عندهم ..بينما المسلمون مثلا يخالفونهم
الثاني : مَن الذي يحدد هل هذه المعايير ـ التي وضعها أهل الأختصاص من علماء الحديث ـ صحيحة ودقيقة ومقبولة ، أم لا؟
كما سبق ..اتفاق محدود ..لأنه اتفاق أقصى بقية علماء الأمة وطوائفها
فالشيعة مثلا تخالف اتفاق علماء حديث أهل السنة ..
وكذلك يخالفهم المعتزلة والخوارج ..
كما كان يخالفهم أهل الرأي وعلى رأسهم أبو حنيفة وتلامذته
هل يحدده ذلك الرجل العامي ؟ أم يكفي أن يكون أحدنا مثقفا كي يقوم بذلك ؟ أم يكفي أن يدرس الشريعة في كلية ما ؟
نعم لا يدخل في هذا الأمر من لا علم له كالرجل العامي الذي لا يعلم في القرآن ولا في الحديث ولا في الفقه ..
ولكن أهل الحديث صدوا حتى الفقهاء ومنعوا بقية الطوائف من أن يدلوا بدلوهم في نقد الحديث...فلم يعترفوا بنقدهم
تماما كما يصد اليهود والنصارى ويمنعون عالما مسلما يبغي نقد التوراة والإنجيل ..فلم يعترفوا بنقده
وكما يصد ويمنع الشيعة عالما مسلما بيقد أحاديثهم التي صححوها فلم يعترفوا بنقده ..وهكذا.
ولا تنس أن القرآن هو المهيمن على كل حديث وكذلك الفقه والعقل وغيره ضروري لنقد الحديث ..
بينما أهل الحديث معروف قلة علمهم بالقرآن والفقه ومع ذلك احتكروا أمر الحديث لأنفسهم
من ذا الذي يقول بأن من يخالف إجمال الأمة من المجتهدين يكفر؟؟
كثير من الفقهاء قال بذلك ..
فالقول بتكفير مخالف وخارق ومنكر الإجماع قد كثر واشتهر حتى تكلم في ذلك العلماء ،وعلى سبيل المثال لا الحصر:
يقول الشوكاني : ولا يهولنك قولهم : من خالف الإجماع فقد كفر ..
قال الزركشي في المنثور : " أطلق كثير من أئمتنا القول بتكفير جاحد المجمع عليه
قال إمام الحرمين الجويني في البرهان في أصول الفقه : " فشا في لسان الفقهاء أن خارق الإجماع يكفر
كما يقول الرازي في المحصول عن تكفير الفقهاء لمخالف الإجماع : والعجب من الفقهاء أنهم أثبتوا الإجماع بعمومات الآيات والأخبار وأجمعوا على أن من أنكر ما تدل عليه العمومات لا يُكَفَّر ولا يُفَسَّق إذا كان ذلك الإنكار لتأويل ثم يقولون الحكم الذي دل عليه الإجماع مقطوع ومخالفه كافر وفاسق
الأحكام للآمدي: المسألة السابعة والعشرون اختلفوا في تكفير جاحد الحكم المجمع عليه، فأثبته بعض الفقهاء،
موسوعة الفقه الإسلامي: وبعضهم جعلوه موجبا للكفر لأن الإجماع حجة قطعية كآية من الكتاب، قطعية الدلالة، أو خبر متواتر قطعى الدلالة، فإنكاره يوجب الكفر لا محالة ".
يقول ابن تيمية في مجموع فتاويه الْإِجْمَاعَ الْمَعْلُومَ يَكْفُرُ مُخَالِفُهُ ]، وقال في المسودة :" مسألة من خالف حكما مجمعا عليه فهل يكفر بذلك قال ابن حامد وغيره انه يكفر " .
فتاوي السبكي: وَوَقَعَ الْإِجْمَاعُ عَلَى تَكْفِيرِ كُلِّ مَنْ دَافَعَ نَصَّ الْكِتَابِ أَوْ خَطَّأَ حَدِيثًا مُجْمَعًا عَلَى نَقْلِهِ مَقْطُوعًا بِهِ مُجْمَعًا عَلَى ظَاهِرِهِ كَتَكْفِيرِ الْخَوَارِجِ بِإِبْطَالِ الرَّجْمِ ،
كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى ، للقا ضي عياض : فأما من أنكر الإجماع المجرد الذي ليس طريقه النقل المتواتر عن الشارع فأكثر المتكلمين من الفقهاء و النظار في هذا الباب قالوا بتكفيركل من خالف الإجماع الصحيح الجامع لشروط الإجماع المتفق عليه عموماً . و حجتهم قوله تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونص له جهنم وساءت مصيرا . و قوله صلى الله عليه و سلم : من خالف الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه . و حكوا الإجماع على تكفير من خالف الإجماع .
بل أن التكفير لمجرد مخالفة طائفة لإجماع طائفة أخرى كما نرى ذلك في قول أبي حامد الغزالي : " وقد وقع التكفير لطوائف من المسلمين يكفر بعضها بعضا فالأشعري يكفر المعتزلي زاعما أنه كذب الرسول في رؤية الله تعالى وفي إثبات العلم والقدرة والصفات وفي القول بخلق القران والمعتزلي يكفر الأشعري زاعما أنه كذب الرسول في التوحيد فان إثبات الصفات يستلزم تعدد القدماء ،
من قال بهذا من أهل العلم المعروفين؟
ليس واضحا ولا أريد أن أتهم أحدا ..ولكن طامة تكفير مخالف الإجماع موجودة بوضوح مما سبق
ومخالفة الإجماع قد يختلط بمعنى مخالفة الجماعة أو مفارقتهم كما نرى ذلك في فتح الباري: وقال ابن دقيق العيد : قد يؤخذ من قوله " المفارق للجماعة " أن المراد المخالف لأهل الإجماع فيكون متمسكا لمن يقول : مخالف الإجماع كافر , وقد نسب ذلك إلى بعض الناس
وربما قاد مثل ذلك لتكفير الخوارج لمفارقتهم الجماعة ( الإجماع) صَرَّحَ بِالْكُفْرِ الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ فِي شَرْحِ التِّرْمِذِيِّ فَقَالَ : الصَّحِيحُ أَنَّهُمْ كُفَّارٌ .. وَمِمَّنْ جَنَحَ إلَى ذَلِكَ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ السُّبْكِيُّ ]
هناك قاعدة أصولية تقول ( لازم القول ليس بقول ) وأنت تقول من لازم مخالفة البخاري تساوي التكفير!! فمن يقول بهذا في علم المنطق؟
لا أقول بهذا عند العلماء المنصفين ولكن أقول به عند أكثر الناس الذين يعتقدون بالبخاري أنه كلام الرسول وأنه بعد القرآن وأنه الوحي الثاني ..وربما أقول به حتى عند من لا يؤمن بالبخاري ولا بالقرآن ولكنه يستغل إيمان العوام بالبخاري ليوقع بخصومه ومن يبغضهم
لماذا لا نفرق بين البخاري كعالم ، وبين الأسس التي وضعها ، فإن كانت الأسس التي وضعها صحيحة مقبولة ، وحكم عليها أهل الاختصاص بذلك ، فلماذا نرفضها ؟ لمجرد الرفض !! أم خشية على دين الله من التحريف ؟
لا نرفضها لمجرد الرفض بل لمخالفتها القرآن والعقل والحقائق والواقع ..
فالمطلوب ليس وضع تعريفات بشرية ..بل وضع أدلة وبراهين .. وإلا فالحوار والنقد الحر
قال ابن حزم في كتابه السابق : [وليعلم أن كل من قلد من صاحب أو تابع أو مالكا أو أبو حنيفة والشافعي وسفيان والأوزاعي وأحمد وداود رضي الله عنهم متبرئون منه في الدنيا والآخرة ويوم يقوم الأشهاد]
فكيف من قلد البخاري ومسلم ورواة الحديث؟
إذا أمرنا أن نتبع سنة النبي عليه الصلاة والسلام ، فكيف نعرفها ؟
نعرفها بالحوار الصريح الحر بين كل الطوائف والعلماء ..وليس بالحجر والغلق والتبديع والحكر
وكيف نحكم أن هذا النص يصح نسبته للنبي عليه الصلاة والسلام ؟
لم يستطع حتى الجهابذة من العلماء علم ذلك
هل نأخذ بالمعايير التي وضعها أهل الاختصاص ، أم نحن أحرار نأخذ كما نحب ونترك كما نحب ؟
يحق للبخاري وغيره وضع معاييرهم ويحق لغيرهم نقدها
وهل نملك بعد ما يزيد عن ألف عام من موت البخاري ـ مثلا ـ أن نضع معايير دقيقة مقبولة لقبول الحديث وبيننا وبين الرواة هذا الانقطاع الزمني الكبير ، فضلا عن الانقاطع العلمي !
هذا لا يعني الجمود عند عقل البخاري وعلمه ..
وإلا جمدنا جمود اليهود والنصارى على كتبهم المحرفة ..
بل لابد من الاستمرار في التقد
وأخيرا ..
أشكر أخي أمير على سعة صدره :0014:
وأشكر أخي خليل على كلماته اللطيفة :0014:
عبدالصمد حسن زيبار
18-07-2007, 06:09 PM
تحياتي
متابع للحوار
الشيق بينكما
محبتي
أمير المعالي
19-07-2007, 07:48 PM
حياكم الله مجددا أخي أحمد .. ومرحبا بك يا عبد الصمد العزيز:v1:
أخي أحمد .. اسمح لي ببعض النقاط أرى أنها يجب أن تكون في الحوار بيننا
وهي في نظري لازمة كي يكون الحوار منهجيا وموضوعيا
فإن وافقتني عليها نكمل الحوار بحول الله تعالى ..
وإن كانت الأخرى فيصعب الحوار المتشتت في نظري ..
1/ أنا وأنت مسلمين ، ونتحاور في مسألة يختص بها أهل السنة ، وهي علم الحديث والسند وكتب الحديث ... ألخ .
2/ لا مجال لإدخال اليهود والنصارى في مسألة لا علاقة لهم بها ، وتناول الأديان له موضوع آخر ، ليس هنا مكانه .
3/ لا مجال للحديث عن الفرق الأخرى ، إلا من باب ذكر أقوالهم التي تخالف رأي أهل السنة والجماعة ، دون الخوض في فكرهم ، والحديث عن رأيهم والتعمق فيه ، له كذلك موضوع آخر .
فإن ألتزمنا بذلك نكمل الحوار بكل موضوعية ونقطة نقطة ، أما التشتت فلا وقت لي والله ، وأرجو أن تعذرني أخي الكريم ..
واستغلالا للوقت في مشاركتي هذه ، أطرح بعض الكلام حول ماذكرته أو نقلته حضرتك آحاديث النبي عليه الصلاة والسلام ..
أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام تنقسم إلى قسمين من حيث السند ، أحاديث متواترة ، وأحاديث آحاد ، الأول يفيد الثبوت ، والثاني يفيد الظن .
والآحاد الذي يفيد الظن أختلف أهل العلم فيه ، هل يوجب العلم والعمل ، أم يوجب العمل فقط ..
قال ابن القاص: لا خلاف بين أهل الفقه في قبول خبر الآحاد.
وقال القاضي أبو يعلى: يجب عندنا سمعاً، وقاله عامة الفقهاء والمتكلمين، وهو الصحيح المعتمد عند جماهير العلماء من السلف والخلف.
قال في شرح الكوكب المنير: ومنع قوم من قبول أخبار الآحاد مطلقا، منهم: ابن أبي داود، وبعض المعتزلة، وبعض القدرية والظاهرية، وكذلك الرافضة.
وقال ابن القاص أيضا: وإنما دفع بعض أهل الكلام خبر الآحاد لعجزه عن السنن، زعم أنه لا يقبل منها إلا ما تواتر بخبر من يجوز عليه الغلط والنسيان، وهذا ذريعة إلى إبطال السنن، فإن ما شرطه لا يكاد يوجد إليه سبيل.
وماذكرته يا أخي أحمد عن ابن حزم ، غير مسلم لك وله ، فالإمام الشافعي عدق فصلا كاملا في كتابه الأصولي بعنوان " الحجة في تثبيت خبر الواحد " ، هذا إمام المذهب فكيف يقول أصحابه بخلاف ذلك !! ولاحظ أن التشكيك في السنة والحديث ، بضاعة قديمة جدا !! ، وقد تصدى لها أهل العلم سابقا ولاحقا ، ومستقبلا بحول الله .
كما أن حديثك العام عن الأحاديث دون تفريق بينها ، ودون نقل الرأي والرأي الآخر ، فيه تدليس واضح ، فحضرتك تختار من النقول ما تريد ، ولا تنقل ما من شأنه أن يجلي المسألة محل الحوار ...
قولك أخي
السنة فنعم هي جزء من الدين .. ومعظم المسلمين إن لم يكن جميعهم متفقون عليها كالصلوات الخمس والحج مثلا لم أستوعبه ، الصلوات والحج فرائض من أصول الدين وليست سنة أيها الأخ ، إن كنت تقصد تفصيلات الصلاة وعدد ركعاتها وطريقة حج النبي عليه الصلاة والسلام ... فهذه أثبتتها السنة ، ولم يرد شيء في القرآن بعدد ركعات الظهر مثلا .. فأرجو أن تكون دقيقا في كلام أخي أحمد ..
انتظر ردك الكريم ..
أحمد سالم راشد
21-07-2007, 04:39 AM
فإن وافقتني عليها نكمل الحوار بحول الله تعالى ..
وإن كانت الأخرى فيصعب الحوار المتشتت في نظري ..
أرجو يا أخي أن تكون أسئلتك أو نقاطك في شيء محدد .. حتى أجيبك بشكل محدد ومركز
1/ أنا وأنت مسلمين ، ونتحاور في مسألة يختص بها أهل السنة ، وهي علم الحديث والسند وكتب الحديث ... ألخ .
هذه المشكلة يا أخي..
أن كل طائفة اختصت نفسها بالدين وكأنها موكلة به من الله ..
كأن الله أوصاها بالدين وأورثهم إياه دون غيرهم ..
فكانت النتيجة أن أقصت كل فرقة الفرق الأخرى وكأنهم غير مسلمين
فوقعنا في نفس مشكلة الأحبار والرهبان وأهل الكتاب الذين اعتبروا دين الله حكرا عليهم ولا ينبغي لغيرهم :
{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (29) سورة الحديد
2/ لا مجال لإدخال اليهود والنصارى في مسألة لا علاقة لهم بها ، وتناول الأديان له موضوع آخر ، ليس هنا مكانه .
القرآن نفسه أدخل اليهود والنصارى وكل الأمم الوثنية السابقة في مسألة الإسلام ودين الله بشكل واضح ومستمر ..
وأحد أعظم الأسباب لذلك هو أننا سنحذو حذوهم إن لم نتعلم من أخطأئهم ..
{وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (135) سورة البقرة
فقلنا كونوا سلفيين شيعة إباضية شافعيين مالكيين حنفيين حنبليين حديثيين بخاريين أثريين زيديين صوفيين …الخ كما قيل من قبل كونوا هودا أو نصارى
3/ لا مجال للحديث عن الفرق الأخرى ، إلا من باب ذكر أقوالهم التي تخالف رأي أهل السنة والجماعة ، دون الخوض في فكرهم ، والحديث عن رأيهم والتعمق فيه ، له
هذا أساس المشكلة أصلا ..وهو إقصاء الطوائف الأخرى وطردها حتى تفاقمت الأخطاء والانحرافات
فإن ألتزمنا بذلك نكمل الحوار بكل موضوعية ونقطة نقطة ، أما التشتت فلا وقت لي والله ، وأرجو أن تعذرني أخي الكريم ..
هذه مشكلتنا يا أخي أمير أننا لا نحاور من يخالف مدرستنا ورجالها ونضيق بهم ذرعا ..
فانغلقنا على ما انغلق عليه من قبلنا من اليهود والنصارى
الدليل يا أخي يجب أن يكون عاما ً لكل الناس ويتحدى كل الناس كالقرآن
أما أن أخترع تعريفات وأسانيد وأوثق فلانا وأجرح علانا ..
ثم أقنع نفسي أن ما فعلته حقا وبرهانا فهذا ليس بدليل ولا ببرهان
ان ضقت ذرعا بالحوار وأردت أن تنسحب فلا تتردد
واستغلالا للوقت في مشاركتي هذه ، أطرح بعض الكلام حول ماذكرته أو نقلته حضرتك آحاديث النبي عليه الصلاة والسلام ..
كما ذكرت لك يا أخي الكريم عبارة (أحاديث النبي) ليس لأكثر العلماء علم بها ..
فكتب الحديث لم تبدأ في الظهور إلا بعد أكثر من قرن من الهجرة ..
فأول من أمر بتدوين الحديث ( كما يقول أهل الحديث أنفسهم) هو عمر بن عبدالعزيز في 100 هـ
ولم يظهر أي كتاب حديث اسمه صحيح ( صحيح البخاري) إلا بعد أكثر من قرنين بعد الهجرة
أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام تنقسم إلى قسمين من حيث السند ، أحاديث متواترة ، وأحاديث آحاد ، الأول يفيد الثبوت ، والثاني يفيد الظن .
التواتر في الحديث يا أخي مشكوك فيه جدا حتى أن العديد من العلماء أنكر وجوده مثل :
الكتاني يقول أن المتواتر نسبي :
نظم المتناثر من الحديث المتواتر، للكتاني : وقد يحصل التواتر عند قوم ولا يحصل عند آخرين ..
وابن حبان يقول أن المتواتر معدوم :
نظم المتناثر من الحديث المتواتر، للكتاني : وزعم ابن حبان والحازمي أنه معدوم بالكلية لا يوجد له مثال قال ابن الصلاح ..
نظم المتناثر من الحديث المتواتر، للكتاني : وذكر ابن الصلاح والنووي ومن تبعهما أن مثال المتواتر على التفسير السابق يعز وجوده ..وقال الحافظ ابن حجر في توضيح النخبة ما ادعاه ابن الصلاح من العزة ممنوع وكذا ما ادعاه غيره من العدم
نيل الأوطار : قال العراقي: وأهل الحديث غالباً إنما يريدون بالمتواتر المشهور انتهى.
ابن الصلاح يقول أن المتواتر لا يكاد يوجد عند أهل الحديث وأن من يطلب المتواتر أعياه ذلك :
مقدمة ابن الصلاح : ومن المشهور المتواتر الذي يذكره أهل الفقه وأصوله. وأهل الحديث لا يذكرونه باسمه الخاص المشعر بمعناه الخاص، وإن كان (الحافظ الخطيب) قد ذكره، ففي كلامه ما يشعر بأنه اتبع فيه غير أهل الحديث، ولعل ذلك لكونه لا تشمله صناعتهم ولا يكاد يوجد في رواياتهم، فإنه: عبارة عن الخبر الذي ينقله من يحصِّل العلم بصدقه ضرورة، ولا بد في إسناده من استمرار هذا الشرط في رواته من أوله إلى منتهاه.
ومن سُئل عن إبراز مثال لذلك فيما يروى من الحديث أعياه تطلبه.
وماذكرته يا أخي أحمد عن ابن حزم ، غير مسلم لك وله ،
لا بأس .. سنظلم ابن حزم وسنتعبره رجلا عاميا لا يدري ما يقول .. فأرجو أن يسامحنا ابن حزم
رغم أنك قد أقررت أن الآحاد يفيد الظن
فقلت :
أحاديث متواترة ، وأحاديث آحاد ، الأول يفيد الثبوت ، والثاني يفيد الظن .
ولكن مع ذلك سنسأل العلماء إن كانوا يقرون بما قاله ابن حزم أن كثير من العلماء لا يعلمون أن الآحاد كلام الرسول :
صحيح مسلم بشرح النووي: قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح -رحمه الله-: جميع ما حكم مسلم -رحمه الله- بصحته في هذا الكتاب فهو مقطوع بصحته، ..وقال في جزء له: ما اتفق البخاري ومسلم على إخراجه فهو مقطوع بصدق مخبره، .... وهذا الذي ذكره الشيخ في هذه المواضع خلاف ما قاله المحققون والأكثرون فإنهم قالوا: أحاديث الصحيحين التي ليست بمتواترة، إنما تفيد الظن فإنها آحاد، والآحاد إنما تفيد الظن على ما تقرر، ولا فرق بين البخاري ومسلم وغيرهما في ذلك. وتلقي الأمة بالقبول إنما أفادنا وجوب العمل بما فيهما وهذا متفق عليه، فإن أخبار الآحاد التي في غيرهما يجب العمل بها إذا صحت أسانيدها ولا تفيد إلا الظن فكذا (الصحيحان).
وإنما يفترق(الصحيحان) وغيرهما من الكتب في كون ما فيهما صحيحاً لا يحتاج إلى النظر فيه، بل يجب العمل به مطلقاً وما كان في غيرهما لا يعمل به حتى ينظر، و توجد فيه شروط الصحيح ولا يلزم من إجماع الأمة على العمل بما فيهما إجماعهم على أنه مقطوع بأنه كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقد اشتد إنكار ابن برهان الإمام على من قال بما قاله الشيخ وبالغ في تغليطه. .. وأما (الصحيحان) فاحتمال الحنث فيهما في غاية من الضعف، فلا تستحب له المراجعة لضعف احتمال موجبها والله أعلم....وأمَّا من قال: يوجب العلم فهو مكابر للحسِّ، وكيف يحصل العلم واحتمال الغلط والوهم والكذب وغير ذلك متطرّق إليه، واللَّه أعلم.
التقريب والتيسير للنووي: الخامسة: الصحيح أقسام: أعلاها ما اتفق عليه البخاري ومسلم، ثم ما انفرد به البخاري، ثم مسلم، ثم ما على شرطهما، ثم على شرط البخاري، ثم مسلم، ثم صحيح عند غيرهما، وإذا قاولوا صحيح متفق عليه أو على صحته فمرادهم اتفاق الشيخين، وذكر الشيخ تقي الدين أن ما روياه أو أحدهما فهو مقطوع بصحته والعلم القطعي حاصل فيه، وخالفه المحققون والأكثرون، فقالوا: يفيد الظن ما لم يتواتر، والله أعلم.
الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي: باب ذكر ما يقبل فيه خبر الواحد وما لا يقبل فيه خبر الواحد لا يقبل في شيء من أبواب الدين المأخوذ على المكلفين العلم بها ، والقطع عليها ، والعلة في ذلك أنه إذا لم يعلم أن الخبر قول للرسول صلى الله عليه وسلم ، كان أبعد من العلم بمضمونه ، فأما ما عدا ذلك من الأحكام التي لم يوجب علينا العلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قررها ، وأخبر عن الله تعالى بها ، فإن خبر الواحد فيها مقبول ، والعمل به واجب ، ويكون ما ورد فيه شرعا لسائر المكلفين أن يعمل به ، وذلك نحو ما ورد في الحدود والكفارات وهلال رمضان وشوال وأحكام الطلاق والعتاق والحج والزكوات والمواريث والبياعات والطهارة والصلوات وتحريم المحظورات ، ولا يقبل خبر الواحد في منافاة حكم العقل وحكم القرآن الثابت المحكم ، والسنة المعلومة ، والفعل الجاري مجرى السنة ، وكل دليل مقطوع به ، وإنما يقبل به فيما لا يقطع به ، مما يجوز ورود التعبد به كالأحكام التي تقدم ذكرنا لها ، وما أشبهها مما لم نذكره
فتح الباري : كتاب الآحاد. باب مَا جَاءَ فِي إِجَازَةِ خَبَرِ الْوَاحِدِ الصَّدُوقِ فِي الْأَذَانِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْفَرَائِضِ وَالْأَحْكَامِ. ..قال الكرماني ليعلم إنما هو في العمليات لا في الاعتقاديات "
المحدث الجرجاني في تعريفاته : وجاحد خبر الواحد لا يكفر بالاتفاق..وخبر الآحاد: هو ما نقله واحد عن واحد، وهو الذي لم يدخل في حد الاشتهار، وحكمه يوجب العمل دون العلم، ولهذا لا يكون حجة في المسائل الاعتقادية.
فيض القدير، شرح الجامع الصغير، للإمامِ المناوي : <تنبيه> أخذ الكرخي من هذه الأخبار أنه لا يجب العمل بخبر الواحد في الحدود لما أنه لا يفيد العلم إلا بقرينة وذلك شبهة وألزم بأن ذلك موجود في شهادة الواحد.
الذهبي في تذكرة حفاظه : ففي هذا دليل على ان الخبر إذا رواه ثقتان كان اقوى وارجح مما انفرد به واحد، وفي ذلك حض على تكثير طرق الحديث لكى يرتقي عن درجة الظن إلى درجة العلم، إذا الواحد يجوز عليه النسيان والوهم
وهنا نجد أبن الصلاح كان يعتقد أن الصحيحين لا يفيدان العلم وكان يحسب أن ذلك قويا ..
ابن الصلاح في مقدمته : صحيح متفق عليه. يطلقون ذلك ويعنون به اتفاق البخاري ومسلم، لا اتفاق الأمة (18) عليه. لكن اتفاق الأئمة عليه لازم من ذلك وحاصل معه، لاتفاق الأمة على تلقي ما اتفقا عليه بالقبول. وهذا القسم جميعه مقطوع بصحته والعلم اليقيني النظري واقع به. خلافاً لقول من نفى ذلك، محتجاً بأنه لا يفيد في أصله إلا الظن، وإنما تلقته الأمة بالقبول لأنه يجب عليهم العمل بالظن، والظن قد يخطئ. وقد كنت أميل إلى هذا وأحسبه قوياً، ثم بان لي أن المذهب الذي اخترناه أولا هو الصحيح، لأن ظن من هو معصوم من الخطأ لا يخطئ. والأمة في إجماعها معصومة من الخطأ، ولهذا كان الإجماع المبتني على الاجتهاد حجة مقطوعاً بها، وأكثر إجماعات العلماء كذلك.
فتاوي الأزهر ( موقع وزارة الأوقاف المصرية) : ومهما يكن من شىء فإن العقائد لا تثبت إلا بالنص القطعى فى ثبوته ودلالته ، والحديث الصحيح الذى دل على نعيم القبر وعذابه اعتبره بعض العلماء من قطعى الثبوت الذى يفيد العلم اليقينى ، واعتبره آخرون ظنى الثبوت الذى لا يفيد العلم اليقينى، ومن هنا كان الخلاف فى الحكم على من أنكر نعيم القبر- وعذابه ، هل هو كافر أو غير كافر .
الغزالي في مستصفاه: وَإِذَا عَرَفْت هَذَا فَنَقُولُ : خَبَرُ الْوَاحِدِ لَا يُفِيدُ الْعِلْمَ ، وَهُوَ مَعْلُومٌ بِالضَّرُورَةِ فَإِنَّا لَا نُصَدِّقُ بِكُلِّ مَا نَسْمَعُ ، وَلَوْ صَدَّقْنَا وَقَدَّرْنَا تَعَارُضَ خَبَرَيْنِ فَكَيْفَ نُصَدِّقُ بِالضِّدَّيْنِ وَمَا حُكِيَ عَنْ الْمُحَدِّثِينَ مِنْ أَنَّ ذَلِكَ يُوجِبُ الْعِلْمَ فَلَعَلَّهُمْ أَرَادُوا أَنَّهُ يُفِيدُ الْعِلْمَ بِوُجُوبِ الْعَمَلِ ؛ إذْ يُسَمَّى الظَّنُّ عِلْمًا ، وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُهُمْ : يُورِثُ الْعِلْمَ الظَّاهِرَ وَالْعِلْمُ لَيْسَ لَهُ ظَاهِرٌ وَبَاطِنٌ وَإِنَّمَا هُوَ الظَّنُّ .
البحر المحيط للزركشي: مَسْأَلَةٌ [ إفَادَةُ خَبَرِ الْوَاحِدِ الْعِلْمَ ] إذَا ثَبَتَ أَنَّهُ يَجِبُ الْعَمَلُ بِهِ ، فَهَلْ يُفِيدُ الْعِلْمَ ؟ اخْتَلَفُوا فِيهِ ، .. وَأَهْلِ الرَّأْيِ وَالْفِقْهِ أَنَّهُ لَا يُفِيدُ الْعِلْمَ ، ثُمَّ قَالَ : وَقَالَ أَقَلُّهُمْ : يُفِيدُ الْعِلْمَ ، وَلَمْ يَخْتَرْ شَيْئًا ، وَاحْتَجَّ بِإِمْكَانِ السَّهْوِ وَالْغَلَطِ مِنْ نَاقِلِهِ كَالشَّاهِدَيْنِ يَجِبُ الْعَمَلُ بِقَوْلِهِمَا لَا الْعِلْمُ ، وَنَقَلَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ عَنْ الْكَرَابِيسِيِّ وَنَقَلَهُ الْبَاجِيُّ عَنْ أَحْمَدَ ، وَابْنِ خُوَيْزِ مَنْدَادٍ . وَقَالَ الْمَاوَرْدِيُّ وَالرُّويَانِيُّ : لَا يُوجِبُ الْعِلْمَ الْبَاطِنَ قَطْعًا بِخِلَافِ الْمُسْتَفِيضِ وَالْمُتَوَاتِرِ ، .. وَجَزَمَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ الصَّيْرَفِيُّ فَقَالَ : خَبَرُ الْوَاحِدِ يُوجِبُ الْعَمَلَ دُونَ الْعِلْمِ . وَقَالَ : يَعْنِي بِالْعِلْمِ عِلْمَ الْحَقِيقَةِ لَا عِلْمَ الظَّاهِرِ . وَنَقَلَهُ عَنْ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ مِنْهُمْ الشَّافِعِيُّ . ..وَحَكَى عَبْدُ الْوَهَّابِ فِي الْمُلَخَّصِ " أَنَّهُ هَلْ يُفِيدُ الْعِلْمَ الظَّاهِرَ أَمْ لَا ؟ ثُمَّ قَالَ : إنَّهُ خِلَافٌ لَفْظِيٌّ ؛ لِأَنَّ مُرَادَهُمْ أَنَّهُ يُوجِبُ غَلَبَةَ الظَّنِّ ، فَصَارَ الْخِلَافُ فِي أَنَّهُ هَلْ يُسَمَّى عِلْمًا أَمْ لَا ؟ وَقَالَ الْهِنْدِيُّ : إنْ أَرَادُوا بِقَوْلِهِمْ : يُفِيدُ الْعِلْمَ ، أَنَّهُ يُفِيدُ الْعِلْمَ بِوُجُوبِ الْعَمَلِ ، أَوْ أَنَّهُ يُفِيدُ الْعِلْمَ بِمَعْنَى الظَّنِّ ، فَلَا نِزَاعَ فِيهِ ؛ لِتَسَاوِيهِمَا ، ..وَقَالَ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ : قَدْ أَكْثَرَ الْأُصُولِيُّونَ مِنْ حِكَايَةِ إفَادَتِهِ الْقَطْعَ عَنْ الظَّاهِرِيَّةِ ، أَوْ بَعْضِهِمْ ، وَتَعَجَّبَ الْفُقَهَاءُ وَغَيْرُهُمْ مِنْهُمْ ؛ لِأَنَّا نُرَاجِعُ أَنْفُسَنَا فَنَجِدُ خَبَرَ الْوَاحِدِ مُحْتَمِلًا لِلْكَذِبِ وَالْغَلَطِ ، وَلَا قَطْعَ مَعَ هَذَا الِاحْتِمَالِ ، لَكِنَّ مَذْهَبَهُمْ لَهُ مُسْتَنَدٌ لَمْ يَتَعَرَّضْ لَهُ الْأَكْثَرُونَ ، وَهُوَ أَنْ يُقَالَ مَا صَحَّ مِنْ الْأَخْبَارِ فَهُوَمَقْطُوعٌ بِصِحَّتِهِ ، لَا مِنْ جِهَةِ كَوْنِهِ خَبَرَ وَاحِدٍ ، فَإِنَّهُ مِنْ حَيْثُ هُوَ كَذَلِكَ مُحْتَمِلٌ ؛ لِمَا ذَكَرْتُمُوهُ مِنْ الْكَذِبِ وَالْغَلَطِ .
التقرير والتحبير: ( وَالْأَكْثَرُ ) مِنْ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ ( لَا ) يُفِيدُ الْعِلْمَ ( مُطْلَقًا ) أَيْ سَوَاءٌ كَانَ بِقَرَائِنَ أَوْ لَا ( لَنَا )
شرح الكوكب المنير: قَالَ ابْنُ عَقِيلٍ وَابْنُ الْجَوْزِيِّ وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْبَاقِلَّانِيِّ وَأَبُو حَامِدٍ وَابْنُ بُرْهَانٍ وَالْفَخْرُ الرَّازِيّ وَالْآمِدِيُّ وَغَيْرُهُمْ : لَا يُفِيدُ الْعِلْمَ مَا نَقَلَهُ آحَادُ الْأُمَّةِ الْمُتَّفَقُ عَلَيْهِمْ إذَا تُلُقِّيَ بِالْقَبُولِ ، وَقَالَ الْأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ الْإسْفَرايِينِيّ : يُفِيدُهُ عَمَلًا لَا قَوْلًا ( وَيُعْمَلُ بِآحَادِ الْأَحَادِيثِ فِي أُصُولِ ) الدِّيَانَاتِ ...وَقَالَ أَبُو الْخَطَّابِ وَابْنُ عَقِيلٍ وَغَيْرُهُمَا : لَا يُعْمَلُ بِهِ فِيهَا( وَلَا يُكَفَّرُ مُنْكِرُهُ ) أَيْ مُنْكِرُ خَبَرِ الْآحَادِ فِي الْأَصَحِّ .
فالإمام الشافعي عدق فصلا كاملا في كتابه الأصولي بعنوان " الحجة في تثبيت خبر الواحد " ، هذا إمام المذهب فكيف يقول أصحابه بخلاف ذلك !!
ليس فقط يخالف التلاميذ معلمهم كما خالف أبو يوسف أبو حنيفة مثلا ..
ولكن ينسبون إليهم كثيرا مما لم يقولوه ..كما ينسب رواة الحديث الأخبار للصحابة والرسول
ولاحظ أن التشكيك في السنة والحديث ، بضاعة قديمة جدا !! ، وقد تصدى لها أهل العلم سابقا ولاحقا ، ومستقبلا بحول الله .
صدقت .. الشك في الحديث قديم جدا ..
ولذلك نشأ علم الجرح والتعديل للتخلص من الحديث الكاذب
وظهرت الأسانيد حيث لم تكن معروفة للتخلص من الكذبة على الرسول
فقد قيل أن الأحاديث نحو بلغت المليون زمن البخاري ومع ذلك لم يصحح البخاري سوى أقل من ثلاثة آلاف
يقول مسلم في مقدمة صحيحه : عن ابن سيرين؛ قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد. فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكم. فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم.
كما أن حديثك العام عن الأحاديث دون تفريق بينها ، ودون نقل الرأي والرأي الآخر ، فيه تدليس واضح ، فحضرتك تختار من النقول ما تريد ، ولا تنقل ما من شأنه أن يجلي
هذا ما أقوله أنه المشكلة ..منذ البداية..
أن أهل الحديث لا يعترفون بالرأي الآخر ..بل ويدلسون على الآخرين ..
وخذ مثالاً من أكبر عالم حديث ( البخاري ) يقصي أكبر فقيه ( أبا حنيفة) ويدلس عليه:
قال البخاري في تاريخه ( وهو أعظم كتب الجرح والتعديل) :
759 - محمد بن مسلمة أبو هشام المخزومى المدنى، قال لى عبد الرحمن بن شيبة حدثنا محمد بن مسلمة المدنى سمع مالكا عن نافع عن ابن عمر نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن القزع، وقيل لمحمد ابن مسلمة ما لرأى فلان (1) دخل البلاد كلها الا المدينة ؟ فقال انه دجال من الدجاجلة وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخلها الطاعون ولا الدجال.(1) في نسخة اخرى ما لرأى ابى حنيفة " كذا قال.
2198 - سليم بن عيسى القارئ الكوفي، سمع الثوري وحمزة الزيات، روى عنه أحمد بن حميد وضرار بن صرد، قال لي ضرار بن صرد حدثنا سليم سمع سفيان: قال لي حماد بن أبي سليمان أبلغ أبا حنيفة المشرك أني برئ منه، قال: وكان يقول: القرآن مخلوق ، وهو مولى لبني تيم بن ثعلبة بن ربيعة.
2253 - نعمان بن ثابت أبو حنيفة الكوفي مولى لبني تيم الله بن ثعلبة روى عنه عباد بن العوام وابن المبارك وهشيم ووكيع ومسلم بن خالد وأبو معاوية والمقري كان مرجئا سكتوا عنه و عن رأيه وعن حديثه، قال أبو نعيم مات أبو حنيفة سنة خمسين ومائة .
3463 - يعقوب بن ابراهيم أبو يوسف القاضي سمع الشيباني وصاحبه أبو حنيفة تركوه .
1723ـ سمعت إسماعيل بن عرعرة يقول قال أبو حنيفة جاءت امرأة جهم إلينا ههنا فأدبت نساءنا
1724 ـ سمعت الحميدي يقول قال أبو حنيفة قدمت مكة فأخذت من الحجام ثلاث سنن لما قعدت بين يديه قال لي استقبل القبلة فبدأ بشق رأسي الأيمن وبلغ إلى العظمين
1725ـ قال الحميدي فرجل ليس عنده سنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه في المناسك وغيرها كيف يقلد أحكام الله في المواريث والفرائض والزكاة والصلاة وأمور الإسلام
فنجد أن البخاري أعظم إمام في الحديث قد نسب لأبي حنيفة كل روايات القبائح من شرك وإرجاء وجهمية ( حتى لأهله) وجهل فاضح بالسنة ( وهو أعظم فقيه عند أهل السنة وفي الإسلام ) حتى تعلم ثلاث سنن من حجام بمكة كما افترى الحميدي شيخ البخاري ..
ولم يذكر البخاري حسنة واحدة لأبي حنيفة..
بل أن البخاري نفسه قد حكم على أبي حنيفة أنه متروك وأنهم قد سكتوا عنه وعن رأيه ..
فليت شعري كيف أصبح أبو حنيفة أعظم فقيه في الإسلام ..
وأصبح رأيه أشهر رأي في الإسلام ..
وأصبح إمام أكبر مذهب سني في الإسلام ..
هذا دون أن نذكر الكثير من الشتم والسب والتكفير والارتداد الذي صبّه أهل الحديث الأقدمون على رأس أبي حنيفة
قولك أخي ( السنة فنعم هي جزء من الدين .. ومعظم المسلمين إن لم يكن جميعهم متفقون عليها كالصلوات الخمس والحج مثلا ) لم أستوعبه ، الصلوات والحج فرائض من أصول الدين وليست سنة أيها الأخ ،
هل معنى كلامك أن السنة ليست من أصول الدين ؟
وهل تقول أن الصلاة ليست سنة ؟
ثم تقول :
إن كنت تقصد تفصيلات الصلاة وعدد ركعاتها وطريقة حج النبي عليه الصلاة والسلام ...فهذه أثبتتها السنة ، ولم يرد شيء في القرآن بعدد ركعات الظهر مثلا ..
فهل يا أخي (تفصيلات الصلاة وعدد ركعاتها ) ليست من الصلاة ..
وهل يا أخي (عدد ركعات الظهر ) ليست من صلاة الظهر؟
فلا أدري كيف تقول أن الصلاة ليست سنة؟
اعلم يا اخي الكريم أن الصلاة قرآن وسنة ..
جزء منها من القرآن وجزء منها من السنة
إن كنت تقصد تفصيلات الصلاة وعدد ركعاتها وطريقة حج النبي عليه الصلاة والسلام ...فهذه أثبتتها السنة ، ولم يرد شيء في القرآن بعدد ركعات الظهر مثلا ..
صدقت أخي .. السنة وضحت ذلك ..
وأما الحديث فلا..
فأرجو يا أخي أن تميز بين السنة التي يجب أن تكون في متناول كل مسلم كحال القرآن الذي يستطيع أي مسلم أن يجده بسهولة ( في مسجد قريته أو حتى في بيته) دون أن يفني عمره في البحث عنه ..
وبين الحديث الذي يحتاج أكبر عالم حديث (كالبخاري) أن يفني عمره في السفر من أرض إلى أرض ..
وأن يسأل عن حياة فلان وعلان ودينه ومذهبه وأخلاقه وشيوخه ..
وبعد أن مضى على الإسلام أكثر من قرنين ..
من أجل جمع وتصحيح أقل من ثلاثة آلاف حديث ..
ثم بعد ذلك ..
نطلب من العامي البسيط ( الذي وجد القرآن بسهولة ودون عناء) أن يصدق أحاديث لم يقبلها جهابذة الحديث..
إلا بعد أن أفنوا أعمارهم في البحث عنها ..
وجابوا الأرض من خراسان لمصر ومن الشام لليمن ..
وراقبوا ( كالرقيب العتيد) حياة عشرات الآلاف من الرواة عبر قرنين من الزمان.
وأخيرا أسوق هذا المثال من صحيح البخاري ومسلم لكي نرى أن المتن لا معنى له رغم تصحيح أهل الحديث:
حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء، أو بدأت الجيش، انقطع عقد لي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق، فقالو: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم والناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فجاء أبو بكر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فقالت عائشة: فعاتبني أبو بكر، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم فتيموا، فقال أسيد بن الحضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، قال: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فأصبنا العقد تحته.
فلا أدري كيف صححوا هذا الحديث فجعلوا أبا بكر يؤذي الرسول فيتكلم أبو بكر معاتبا ابنته ( بينما الرسول نائم) ويطعنها بيده ( بينما الرسول نائم ورأسه على فخذ عائشة ) !!!!!!!!!!!
فتريد عائشة أن تتحرك لولا رأس الرسول على فخذها !!!!!!
فكيف لم يدرك ذلك أبو بكر وهو أقرب وأطوع وأحب الرجال للرسول ؟؟؟؟؟؟
فانظر كم يعارض متنه آيات القرآن !!!!!!!!!!!!!
{إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} (3) سورة الحجرات
{إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} (4) سورة الحجرات
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} (2) سورة الحجرات
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (1) سورة الحجرات
كل مسلم منصف عاقل يعلم أن هذا الحديث لا يمكن أن يكون صحيحا
فلا يمكن أن يفعل أبو بكر ( أعقل الصحابة وأعظمهم) هذا
ولكنه التسليم للأسانيد والشيوخ
{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ } (31) سورة التوبة
تحياتي لكل محب للنقاش الحر لا يعبد العلماء :0014::0014::0014:
أمير المعالي
21-07-2007, 10:56 AM
أعذرني يا أخي فقد دخل الحوار في طريق لا أحبه ..
حين قلت لك لا ندخل الأديان الأخرى أو الفرق الإسلامية الأخرى ، كنت أقصد أننا نتحاور في محور محدد جدا
وهو حديث النبي عليه الصلاة والسلام عند أهل السنة والجماعة ، لأنك ذكرت في كلامك الأول البخاري تحديدا .
فلم ندخل الأديان الأخرى ؟! وتكرر الأيات وأن القرآن تكلم عن اليهود والنصارى !! ، طيب القرآن تكلم عن أشياء كثيرة ، فهل كل ما تكلم به القرآن الكريم ندخله في الحوار ؟ عجبا !!
شفت كيف الحوار حين لا تكون أسسه واضحة ومحددة ، يكون مشتتا ؟؟؟؟
لو كنا نتحاور في أي الأديان أحق بالاتباع فمجال الأديان للحوار ..
لو كنا نتحدث في أي الفرق على الصواب وكيف نقرب بينها ، فمجالها للحوار ..
لكنا نتحاور في مسألة محددة واضحة ( علم الحديث وتدوين السنة ومدى صحة منهجية أهل الحديث ) .
وأنت تقول :
القرآن نفسه أدخل اليهود والنصارى وكل الأمم الوثنية السابقة في مسألة الإسلام ودين الله بشكل واضح ومستمر .. وأحد أعظم الأسباب لذلك هو أننا سنحذو حذوهم إن لم نتعلم من أخطأئهم .. {وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (135) سورة البقرة . فقلنا كونوا سلفيين شيعة إباضية شافعيين مالكيين حنفيين حنبليين حديثيين بخاريين أثريين زيديين صوفيين …الخ كما قيل من قبل كونوا هودا أو نصارى
أيش هذا بالله ؟؟؟
أليس من شروط الحوار الناجح المثمر أن يكون محوره واضحا.
أليس من شروط الحوار الناجح المثمر أن يكون طرفي الحوار على وضوح في هدف الحوار .
هذه مشكلتنا يا أخي أمير أننا لا نحاور من يخالف مدرستنا ورجالها ونضيق بهم ذرعا ..
فانغلقنا على ما انغلق عليه من قبلنا من اليهود والنصارى
الدليل يا أخي يجب أن يكون عاما ً لكل الناس ويتحدى كل الناس كالقرآن
أما أن أخترع تعريفات وأسانيد وأوثق فلانا وأجرح علانا ..
ثم أقنع نفسي أن ما فعلته حقا وبرهانا فهذا ليس بدليل ولا ببرهان
ان ضقت ذرعا بالحوار وأردت أن تنسحب فلا تتردد
والله يا أخ أحمد أمرك عجيب ، لا أعرف في أيش أحاورك ، شوي من هنا وشوي من هنا ... حالة !!
لن أضيع ذرعا بالحوار الهادف المنهجي ، ولا تنس أصل الحوار أنه حول احتكار الحق ، لكن لا يعني أننا لا نحتكر الحق أننا نشتته !! ونقبل أي كلام .. العجيب يا أخ أحمد أننا نقبل التخصص في كل العلوم إلا في علوم الدين ، علوم الدين ، وليس الدين !! انتبه . لم نقبل التخصص في غيرها من العلوم ولا نقبل التخصص في علوم الدين ؟؟ أم ليس للدين علوم ومنهجية وأسس ؟؟
وللتدليل أنك مشتت في حوارك معي أنقل قولك
وهل تقول أن الصلاة ليست سنة ؟
نعم الصلاة فرض ومن المعلوم من الدين بالضرورة وأحد أركان الإسلام ، وليس سنة ، والذي قلته أنا هنا يعلمه عامة المسلمين فضلا عن مثقفيهم !!!!
فكيف ترى الحوار مستمر؟؟ عجيب !!
ولا عبادة يا أخي المحترم أحمد إلا لله ، ولكنه احترام أهل التخصص ، ياليت الواحد منا يدقق في كلامه أولا ثم يتكلم عن عباده العلماء ، وقولك بأن الصلاة سنة أكبر دليل على علمك وثقافتك ..!
حدد محور الحوار بدقة بدقة ، ولا تشتته ، وكن منهجيا موضوعيا ، وأنا معك :005: غيرها لا :020:
أحمد سالم راشد
21-07-2007, 04:44 PM
لا بأس يا أخي أمير..
تلومني أن أجبتك عن أسئلتك ومحاورك الكثيرة ..
وعن توضيحي لك أن مسلماتك العديدة ليست كذلك..
رافقتك السلامة أخي..
في حفظ الله ورعايته
نصيحتي لكل مسلم صادق أن لا ينغلق ولا يجمد ولا يتحجر ..
ولا يتخذ رجال مدرسته أربابا ..
ولا يصم أذنيه عن سماع المخالف حتى ولو كان يهوديا
فالدليل لا يكون نسبيا ( كدليل اليهود والنصارى وأهل الحديث) ..
بل عاما شاملا ..ينبغي أن تواجه وتتحدى به كل العالم ..
كالقرآن تماما يتحدى العالم بإسره..
فالقرآن أنا أؤمن أنه حق اليقين فلا أخشى أن أتحدى به كل من يخالفه
فدين الله دليله عام وشامل .. ويتحدى به كل إنسان
فلماذا يخشى أهل الحديث المواجهة مع مخالفيهم الحجة بالحجة ..(إلا بالقمع أو النكوص والإعراض والتبديع والتفسيق والتكفير والطرد) ..
إن كانوا يعلمون يقينا ( كما يقولون) أن صحيح البخاري هو كلام الرسول ؟
تحياتي للجميع :0014::0014::0014:
أمير المعالي
22-07-2007, 09:24 PM
حيا الله أحمد سالم راشد
لم تنسحب يا أخي ؟؟ ألا يمكن أن نتحاور في موضوع محدد وبشكل منهجي وموضوعي !!!
لماذا نتهم الغير وننسى أنفسنا ؟
فلماذا يخشى أهل الحديث المواجهة مع مخالفيهم الحجة بالحجة ..(إلا بالقمع أو النكوص والإعراض والتبديع والتفسيق والتكفير والطرد) ..
لم اتهمك بشيء من هذا ، بل طلبت حوارا موضوعيا متحضرا أيها الأخ .
في هذا الرابط تجد أخي أحمد ردودك في مواضيع أخرى واحكم أنت هل كنت محاور ، أم طارحا للشبهات فقط ، وكل من يطلع على حواري معك هنا مدعو لاطلاع على ردودك في المواضيع الأخرى
https://www.rabitat-alwaha.net/search.php?searchid=22743
المحاور الجاد أخي أحمد يكون هدفه من الحوار الوصول لحقيقة ما ، في محور الحوار ، وليس طرح الشبهات فقط ..
حديث السيدة عائشة الذي سقته حضرتك كنموذج على رفض بعض الأحاديث ، كلامك عليه غير علمي ، وغير عقلي أيضا ، رغم أنك سقته محاكاة للعقل ..
على أي حال أتمنى أن نتعلم من بعضنا وأنا استفدت منك ومن طريقة تناولك للمواضيع ، سواء في الموضوع هذا أو مشاركاتك الأخرى ، وإني أنصحك أن تكون أكثر علمية وأكثر عمقا ، وأكثر مصداقية في الحوار ..
وأعتذر لك لو خرج حرف لا يليق بك أو بالحوار الحضاري ..
ولك دعوة بالتوفيق والسداد :0014:
أحمد سالم راشد
25-07-2007, 01:15 PM
حديث السيدة عائشة الذي سقته حضرتك كنموذج على رفض بعض الأحاديث ، كلامك عليه غير علمي ، وغير عقلي أيضا ، رغم أنك سقته محاكاة للعقل ..
أخي أمير ..
هذا الحديث شيء محدد ..
دعنا لا نتعداه حتى نفرغ
******
وضح كيف يمكن أن يحدث ..
دون أن يخالف القرآن والعقل والواقع
****
تحياتي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir