تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إليكِ أكتب



مأمون المغازي
10-07-2007, 05:36 AM
أَكْتُبُ إِلَيْكِ في عيدِكِ يا عيدَ الدُنْيا ، أَكْتُبُ إِلَيْكِ حَرْفًا لَيْسَ كَأَيِّ حَرْفٍ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ قَلْبٍ لَيْسَ كَأَيِّ قَلْبٍ ، وَمِنْ روحٍ لَيْسَتْ كَكُلِّ روحٍ ، هُوَ حَرْفِيَ الَّذي هُوَ أَنا ، أَنْظِمُهُ مَنْظومَةَ اللَّحْنِ الْمَعْزوفِ عَلى أَنْغامِ الْعُيونِ الَّتي تَحْتَفِلُ بِكِ كُلَّما الْتَقَتْكِ وَأَنْتِ لَحْنُ الْوُجودِ الَّذي عَزَفَهُ الْكَوْنُ حينَ اسْتَقْبَلَكِ نورًا ، وَقَدْ كانَ الضِّياءُ مَرْهونًا لِجَبينِكِ ، وكانَ الْهَمْسُ مَرْهونًا لِعِيْنَيْكِ ، وَالسَّحْرُ مَرْصودًا لِصَوْتِكِ الآتي مِنْ أَعْماقِ يَنابيعِ الْغَرامِ . كانَ الْكَوْنُ يَتَرَقَّبُ ، وَكانَ الْقَمَرُ يَتَبَصَّصُ مِنْ بَعيدٍ مُرْسِلاً النُّجَيْماتِ يَتَرَقَّبْنَ اللَّحْظَةَ ، وَقَدْ غارَ عِنْدَما أَعْلَمَتْهُ الشَّمْسُ أَنَّ ضِياءً حَلَّ يُنْبِئ ُبِالَّتي سَتُزَفُّ لِلْكَوْنِ ، هذا الْكَوْنُ الَّذي اشْتاقَها أَزْمِنَةً وَأَزْمِنَةً ، وَقَدْ شاغَلَتْهُ الْحَسانُ ، وَسَعَيْنَ إِلِيْهِ كُلَّ مَسْعًى ، وَبَذَلْنَ لَهُ كُلَّ الْبَذْلِ ، وَالْكَوْنُ لا يَحْلُمُ إِلا بِها ، أَتَعْلَمينَ مُنْذُ مَتى حَلُمَ بِكِ الْكَوْنُ ؟ مُذْ كانَ الضِّياءُ يَتَكَوَّنُ ، وَالنّورُ يَتَهَيَّأُ لِلانْسِيابِ عَبْرَ الْمِساحاتِ الشّاسِعَةِ ، وَالْجَمالُ يَتَشَكَّلُ ، يَرْقُبُكِ الْكَوْنُ مُذْ كانَتْ الْحِكْمَةُ في رَحِمِ التَّكْوينِ ، وَالْيَقينُ يَنْعَجِنُ في مُخَيَّلاتِ الْفَلاسِفَةِ لا يَعْرِفُ بَعْدُ ما هُوَ الْيَقينُ ، لَقَدْ تَمَنّاكِ الْكَوْنُ وَهُوَ يُلَمْلِمُ شَتاتَهُ لِتَكونَ الْمَجَرّاتُ وَتَكونَ الْعَوالِمُ ، وَيَكونَ الْبَقاءُ والْفَناءُ ،
هَلْ كانَ الْكَوْنُ يَعْلَمُ أَنَّكِ الْمِحْرابُ الَّذي تَرَهَّبَ فيهِ الْجَمالُ يُصَلّي شاكِرًا أَنَّهُ لَكِ مِنَ الْمُريدينَ ، يُحَلِّقُ في مَداراتِكِ وَقَدْ وَدَّعَ كُلَّ الْمَداراتِ وَوَدَّعَ كُلَّ الْمَجَرّاتِ ، وَفَرَّ مِنْ كُلِّ الشُّموسِ مُطَلَّقًا النُّجومَ وَالْكَواكِبَ ؛ لِتَكوني أَنْتِ غايَتَهُ ، وَكُنْتُ سَأَلْتُهُ ذاتَ يَوْمٍ عَنْ حالِهِ في هِواكِ فَابْتَسَمَ ابْتِسامَةَ الْعارِفِ بِحالي حينَ أَسْأَلُهُ ، وَلَكَمْ سَأَلْتُهُ عَنْ أَحْوالِ الْعاشِقينَ وَالْهائِمينَ في الْغرامِ ، وَلَطالَما أَمْضَيْتُ مَعَهُ اللَّيالِيَ نَتَرَقَّبُكِ قَبْلَ أَنْ تَأْتي إِلِيْهِ ، كُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّكِ آتِيَةٌ قَبْلَ أَنْ تَكوني أَنْتِ ، لكِنَّني كُنْتُ أَضِنُّ عَلى الْكَوْنِ بِالْبَوْحِ لَهُ بالسِّرِّ الَّذي يَتَمَنّاهُ ، كُنْتُ أَضِنُّ عَلَيْهِ بِتَفْسيرِ حُلْمِهِ ، كُنْتُ أَنا وَ هُوَ في حِواراتٍ ؛ كُلٌّ مِنّا يَتَرَفَّعُ عَنِ الإِجابَةِ بابْتِسامَةِ الْعالِمِ بِما يَجولُ في خَلَدِ الآخَرَ ، كُنْتُ أَنا وَ هُوَ يا أَميرَتَهُ لا نَهْجَعُ عَنِ التَّرَقُّبِ ، لكِنّي كُنْتُ الأَقْرَبَ إِلى الْمَعْرِفَةِ ، لا لِأَنَّ لَدَيَّ مِنَ الْعِلْمِ ما يَجْعَلُني الْفَيْلَسوفَ أَوْ الْعالِمَ ، أَوْ الرّاجِمَ بِالْغَيْبِ ، وَلكِنْ لِأَنَّني أَعْرِفُكِ مُنْذُ لَحْظَةِ التَّكْوينِ ، كُنْتُ أَعْرِفُكِ قَبْلَ أَنْ نَكونَ ، وَقَبْلَ أَنْ يَكونَ الْكَوْنُ ، لِأَنَّنا في بِدايَةِ الْخَلْقِ كُنّا مَعًا ، كُنّا مَعًا لَحْظَةَ الانْعِجانِ ، حينَ كانَ الْجَمالُ يَتَرَقَّبُ ، وَالسِّحْرُ يَتَرَقَّبُ ، وَالنّورُ يَتَرَقَّبُ ، وَ حينَ كانَتْ البِحارُ تَتَلاطَمُ ، والأَرْضُ خاشِعَةً تَنْتَظِرُ ، كُنْتُ أَعْرِفُكِ وَكُنْتِ تَعْرفينَني ، كُنّا هُناكَ ، يَوْمَ كانَ الْعالَمُ يَتَشَكَّلُ في اللَّوْحَةِ الْأَبَدِيَّةِ الَّتي لَمْ تَتِمْ إِلاّ يَوْمَ احْتَفَلَ بِكِ آتِيَةً مِنْ عَوالِمِ الْوُجودِ إِلى عَالَمِ الْمَوْجودِ ـ ما أَغْرَبَنا مِنْ مَخْلوقاتٍ ، تَنْسى يَوْمَ كانَتْ في الْعالَمِ الرَّحيبِ ، وَتَذْكُرُ لَحْظَةَ دُخولِها للْعالَمِ الضَّيِّقِ ؛ لِتَحْلُمَ مِنْ جَديدٍ بِالرَّحابَةِ ، وِالْعالَمِ الطَلْقِ ، وَالْفَضاءاتِ الْمُتَرامِيَةِ بِلا حُدودٍ ، بِلا مَنْعٍ ، وَبِلا بَحْثٍ عَنِ الْجَمالِ ؛ لِأَنَّ الْجَمالَ هُناكَ مُطْلَقٌ ، وَالنّورَ مُطْلَقٌ في الْمُطْلَقِ ـ وكُنا نُدْرِكُ ما لا نُدرِكُهُ الْيَوْمَ .
ابْتَسَمَ لِيَ الْكَوْنُ مَرَّةً أُخْرى ، لِأَنَّهُ لا يَبْحَثُ إِلاّ عِنْكِ ، وَيَحْتَفِلُ الْيَوْمَ بِكِ ، أَما أَنا فَباحِثٌ فيكِ ، أَجوبُ عالَمَكِ الَّذي تَحْتَوينَهُ ، وَأَحْلُمُ فيكِ ؛ لأَنَّ كائِناتِكِ مِنْها ما هُوَ مِنْ كائِناتِ الكون ، وَمِنْها أُخَرٌ لا يَعْرِفُها في عالَمِكِ إِلا أَنا ، أَيَّتُها الإِنْسِيَّةُ الْمَسْكونَةُ بِالْجِنِّيِّ ، وَالْجِنَّيَةُ الْمَسْكونَةُ بِالإِنْسِيِّ ، وَالطّينَةُ الْمَلائِكِيَّةُ ، أَيَّتُها الْمُدْرِكَةُ كَيْنونَةَ الْحُبِّ ، هذا الْحُبُّ الَّذي تَبْنينَ مِنْهُ جَنّاتٍ مُدَرَّجَةً تُهْدينَها لِلإنْسانِ ، وَتَنْظِمينَ مِنْهُ تَرْنيمَةَ التَّكْوينِ ، وَتَرْنيمَةَ اللِّقاءِ ، وَتَرْنيمَةَ التَّوْديعِ ، وَتَرْنيمَةَ الذِّكْرى . أَمّا كَوْنُ جَنّاتِكِ مُدَرَّجَةً ، فَلأَنَّكِ تَعْلَمينَ أَنَّ الإِنْسانَ مَطْبوعٌ عَلى النُّكْرانِ وَالنِّسْيانِ ، فَلَيْسَ الْحُبَّ في قُلوبِ الْمُحِبينَ بِواحدٍ ، لِذلِكَ لَمْ تَجْعَلي الْكُلَّ في مَرْتَبَةٍ واحِدَةٍ ، وِإِنَّما تُسْكِنينَ كُلاً في مَرْتَبَتِهِ ، وَأَما تَرانِيمُكِ ، فَلأَنَّكِ اسْتَأْثَرْتِ بِالنَّقاءِ ، هذا النَّقاءُ الَّذي أَتاكِ واهِبًا نَفْسَهُ لَكِ ، وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ هذا النَّقاءِ ؟!
أَكْتُبُ إِلَيْكِ في عيدِكِ ، مُسْتَمِدًا مِنْ رَوْعَتِكِ بَعْضَها ، وَمِنْ سُمُوِّكِ بَعْضَهُ ، وَمِنْ روحِكِ بَعْضَ طُهْرِها ؛ لأَنْظِمَ مِنْكِ إِلْيْكِ بِطاقَةَ مُعايَدَةٍ ، وَقَدْ اخْتَرْتِ الْكَوْنَ رَفيقًا ، وَأَنْتِ كَوْنٌ وَسِعَ الْكَوْنَ حُبًا .




مأمون المغازي
10 / 7 / 2007
مصر

حوراء آل بورنو
10-07-2007, 09:37 AM
الفاضل و الكريم الأستاذ/ مأمون المغازي

" أكتب إليكِ " بطاقة معايدة تحمل " لها " أجمل رسائل الود المعتق و أرق حس مطعم بأعذب أحرف البيان .. هكذا عرفناك ؛ عربياً فصيحاً و بلاغيّاً نعجز عن مجارة فصاحته و بلاغته .. و الآن محباً يسابق غيره إلى واحات الود .. و في هذه سبق .

لا أخفيك أيها الأستاذ الفاضل أنّا بحاجة إلى مثل نصوصك هذه نبراساً يسير عليه عامة النثريين ، و ما أفقرنا إلى الجديد الذي يترجم فن الكتابة النثرية الأصيلة ؛ فقد وجدت أن عقد الحرص عليها قد انفرط حتى شعرت باليأس .. و بمثل قلمك يحيا في بعض الأمل ، أفلا تجعله يتنفس الحياة أكثر !

شاكرة لك درساً في البيان و الفصاحة و الود .

و لك كل التقدير .

جوتيار تمر
10-07-2007, 09:58 AM
المغازي..
احيانا يلزمنا في فهم الاخر الخبرة الانساينة الواعية وترصدها الى ما لانهاية، من اجل خلق رؤية واضحة المعالم عنه وعن كتاباته،وهذا يولد في الفهم قصوراً، وهو قصور النهائي في ان يكون لانهائيا، وقصور اللانهائي في ان يكون نهائيا،وهنا يكمن في القصور الذي اعنيه قصور العلل والمعلولات في ان تقدم تفسيرا نهائيا لحالها، وهذا ما نسميه بقصور الارادة الانسانية في ان تفرض نفسها على قانون وحركة العلل.
لقد اجدت من خلال رسم هذه اللوحة البلاغية الوجدانية البيانية،معالم القصور الانساني، واجدت في سعيه المستمر لبلوغ الكمال الوجداني، وكنت ترسم في العيد الف عيد اخر من اجل فضح معالم العيد الحقيقي، الذي تمخض عنه الذكريات وربما وجود هذا الكون الشاسع، وحالات السعي والبذب الانساني، وحالات القلب بكل اصنافه، وحالات المد والجزر الوجودي.

ايها الرائع..
لقد ابدعت في رسم لوحة كونية انسانية وجدانية فكرية هنا..

دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

يمنى سالم
10-07-2007, 10:37 AM
أستاذي الفاضل مأمون


مررت/ بل سكنت هنا..

طاقة ياسمين معطرة بالفرح لوجودك

تحيتي النقية

ضحى بوترعة
10-07-2007, 04:25 PM
هنا أجد مبدعا متألقا ........... أنحني لهذه الصورة المكتملة ابداعا وجمالا
محبتي وتقديري

مأمون المغازي
10-07-2007, 07:48 PM
الراقية بكل ما تحمل الكلمة من دلالات ، الأستاذة : حوراء آل بورنو

إن ما كتبته هنا هو شهادة صلاحية لهذا النص .

سيدتي ، لقد احتفلت فكتبت هذا النص ، والآن لهذا النص أن يحتفل برأيكِ أيتها النقية .

يكفيني الصمت أمام أستاذة نتنسم النقاء في محراب أدبها .

امتناني وآيات الشكر لكِ .

مأمون

حسنية تدركيت
11-07-2007, 01:11 AM
كتبت فابدعت , نص رائع جدا
دمت بخير وسعادة

مأمون المغازي
11-07-2007, 12:24 PM
أديبنا الفيلسوف : جوتيار تمر

دائمًا كالسحابة تهطل بما يجعل النصوص تزهر ، ومرورك مرتقب ، أيها الباحث في الأعماق ، المفتق للأزهار تسقينا من رحيقها .

محبتي أيها الحبيب

مأمون

علي أسعد أسعد
11-07-2007, 03:34 PM
أَكْتُبُ إِلَيْكِ في عيدِكِ ، مُسْتَمِدًا مِنْ رَوْعَتِكِ بَعْضَها ، وَمِنْ سُمُوِّكِ بَعْضَهُ ، وَمِنْ روحِكِ بَعْضَ طُهْرِها ؛ لأَنْظِمَ مِنْكِ إِلْيْكِ بِطاقَةَ مُعايَدَةٍ ، وَقَدْ اخْتَرْتِ الْكَوْنَ رَفيقًا ، وَأَنْتِ كَوْنٌ وَسِعَ الْكَوْنَ حُبًا

أيها القلم الساكن في القلب



لا أعرف ماذا أقول


لا والله

أقسم أنك ألجمت لساني

وفاء شوكت خضر
11-07-2007, 08:48 PM
الأخ الأديب / مأمون المغازي ..

تألق لفت الأنظار ورسم الدهشة على الوجوه ، مفردات انتقيت لآلئ من بحر اللغة ، بيد غواص ماهر ، يعرف أين يكمن الجمال ، لتكون هدية عيد لمن تستحقها ..

نص أدبي تألق بلغته ومفرداته ..

تقبل مروري ..
تحيتي والود .

منى الخالدي
12-07-2007, 12:30 PM
وقفتُ كثيراً قبل أن أكتب ردي على هذه الرائعة الفصحى بقلمِ أديبنا الرائع (مأمون المغازي)
فتارة كنت أراني ما بين السطور غافية ، أو أحلق فوقها تارة أخرى ، أغوص في بحرها
وأغرق ، فتتوه مني قوارب الإنقاذ ، لأجد نفسي أخيراً معلقة ما بين سماء حرفهِ ويمّ إبداعهِ..

مأمون المغازي

تجاوزت حدّ الجمالِ كثيراً بإغراءٍ متعمد مع سبق الإصرار والترصد ، لذا سأقاضيك يوماً ، وأطلب من هيئة المحلفين التي تسكن شرايينك ، أن تهبني بعض صبرٍ إن طال انتظاري لبوحٍ آخر جديد .

هناك ستجدني دوما ، على مشارف البحر ، ممتطية صهوة الانتظار وبين يديّ باقة وردٍ ، يفوح منها عطر الاشتياق..


لله درّك
كنت أميراً للنثر هنا بحق
لستُ أجدُ قولاً يعلى على قولك

فقط لكَ مني باقة وردٍ مغلفة ببياض الإعجاب..

والتثبيت أعتزازاً بالفصاحة هنا

أحمد عبدالرحمن الحكيم
12-07-2007, 12:52 PM
هل تعلم

كنت من اوائل من حضروا ولاده هذه الرائعه

إلي الآن لم أجد ما أقوله


فقط تقبل وهني

احمد هادي الكنْدي
13-07-2007, 12:38 AM
أخي الأستاذ \ مأمون المغازي


نص عميق ومستغرق في الأعياد
والمعايدة لمن تحب ..


أسعدني مروري عليه حقيقة

تقديري لك

د. سمير العمري
14-07-2007, 10:33 PM
نص من النوادر في الأدب أخذ باللب واستحل القلب مكانا لكل حرف بخفق مشاعر زينها النقاء ثوبا دريا ، وأحالها طهر الحرف أفقا سرمديا لا حدود فيه لمدى ولا مكان فيه إلا لندى.

عرفتك أديبا متفردا منذ أول قراءة لك ولكني اليوم بهذا النص أؤكد على أنك صاحب مدرسة أدبية نثرية تتبلور ملامحها وتتألق أساليبها لتتخذ ثوبها البديع الأنيق المميز.

دعني أشكر لك ما قرات مما أغرقني بثمالة الأدب وأنارني بذبالة الحس الصادق ، وأشد على يدك التي ترسم لنا هذا الفضاء من النقاء والاجتباء.


تحياتي

عتيق بن راشد الفلاسي
15-07-2007, 09:25 AM
من النصوص النوادر التي تثبت في الذاكرة بين نبض القلب وأسوار العقل..هكذا أنت أيها الأديب الرائع لا تزيدنا إلا جمالا إذ لا تحيلنا إلا على أجمل ما خط قلمك ،ونفثت مشاعرك.

محمد إبراهيم الحريري
15-07-2007, 11:08 AM
مابين شرايين الكلم أسمع نبضات تتراقص حبا على أغصان العشق الطاهر ، تداعبها نسمات ألق ، تبعث فينا نشوة الأمل برسم صراط للحب بين ساحلي قلبين تناوبا الشوق على سفينة القرب حينا ، وبعد مرور أول عاصفة تجمدت حبيبات الهوى ، وتناقلت الرياح خبر الأوجاع .
هنا سيرة محب رفع سارية القلم ليعلن لبحارة العشق ميثاق الحياة على ظهر دنيا تنوس بين أيامها فترات تنحني بلمسة ود لتصبح نجمة وصل بين قلبين .
أحييك أيها السامق

مروة عبدالله
18-07-2007, 05:04 PM
قيثارتنا العازفة

ومن غيرها لتكتب لها

ومن غيرك لتقرأ لك

أستاذى مأمون المغازى

رسمت هنا وأبدعت فى خلق لوحة

رائعة المعالم والجمالية

تغلغلت كلماتك فى أوردتنا

فإلينا بالمزيد ولا تتركنا عطشى لمداد حرفك

تقديري لك

شاهين أبوالفتوح
19-07-2007, 11:40 PM
لا شك في أن مداد قلمك نهر حب !
أديبنا البليغ الأستاذ/ مأمون المغازي
سأعود كثيرا لأرتوي من هذا الجمال العذب... فكم نحن عطشى !
دمت مبدعا ، محبا ومحبوبا
محبتي واحترامي
شاهين

مأمون المغازي
19-07-2007, 11:55 PM
أستاذي الفاضل مأمون
مررت/ بل سكنت هنا..
طاقة ياسمين معطرة بالفرح لوجودك
تحيتي النقية

الأديبة الراقية الرائعة : يمنى سالم

اسكنيها تزدد روعة بروعتكِ أيتهتا ا لنور المنسكب من أواني النقاء .

يمنى سالم

كوني هنا دائمًا

مأمون

مأمون المغازي
21-07-2007, 01:40 AM
هنا أجد مبدعا متألقا ........... أنحني لهذه الصورة المكتملة ابداعا وجمالا
محبتي وتقديري


الأديبة الرقيقة : ضحى بو ترعة

أما أنا فأنحني لحضوركِ الرقيق أيتها الراقية حسًا وقولاً ، كل الشكر لكِ ، وكل الشكر للحب الذي يحدونا لأن نخط بعض ملامحه ، حتى وإن كان هذا الحب متهمًا في هذا الزمن الذي لا يقدره حق قدره .

محبتي واحترامي

مأمون

مأمون المغازي
24-07-2007, 11:05 PM
كتبت فابدعت , نص رائع جدا
دمت بخير وسعادة

حسنية تدركيت ، يا جميلة الروح .

أيتها النقية كالنهار ، الطيبة كالسماء

كل الشكر لكِ لهذا المرور الرقيق .

محبتي وتقديري

مأمون

عبدالله المحمدي
25-07-2007, 12:27 PM
سأكتب بصدق عن اجمل شيء راته عيناي في حياتي وعن اجمل باقة ورد قدمها لي القدر مصادفة
ودون سابق انذار فاليك سأكتب

يا من ملكتي روحي
قررت أن أكتب اليك هل سيصلك ندائي؟
هل تشعرين بي حين أناجيك ؟
حينما أكتب اليك
وكلي أمل أن تحمل هذه السطور شوقي إليك
أنت غرست حبك في قلبي .....ودون سابق إنذار

الاديب مأمون :

نثرت لنا ورود من عبير قلمك
أبدعت في وصفك..
أبدعت في إحساسك ....ابدعت في عشقك
سلمت يداك .. ننتظر نثر عبير قلمك.....فلا تحرمنا من ذلك
أدام الله عليك الصحة والعافية

دمت ودام إبداعك

د. نجلاء طمان
26-07-2007, 04:33 AM
الأديب الفذ: مأمون المغازي

سلمت لها وسلمت لك من وهبتك هذا الحب فولدت فيك هذا الفيض من مشاعر تسرى فى أبجدية نورانية من الخلود. حلقت هنا كثيرا فى سماء إحساس امتدت خلال الكون بساطا مضيئا, وهب الشمس تألقها . وكيف السبيل وأنا أطير بجناح واحد وأبحث عن الآخر فى خضم وشوشة حرف قبلت خد الجمال. كم يهفو الطير الصغير الاجىء الى نسمة بلاغة أدبك -كم يهفو الى أن يمتد به السفر! , أو يستحيل نجما عز مطلبه فى انصهار وعناق داخل بياض سحابة عين اإبداعك!.

لك من الوردة شذى يمتد كرقيق أديم عطر فردوسى , عساه لا يخدش جميلتك!.

د. نجلاء طمان

مأمون المغازي
28-07-2007, 11:16 PM
أَكْتُبُ إِلَيْكِ في عيدِكِ ، مُسْتَمِدًا مِنْ رَوْعَتِكِ بَعْضَها ، وَمِنْ سُمُوِّكِ بَعْضَهُ ، وَمِنْ روحِكِ بَعْضَ طُهْرِها ؛ لأَنْظِمَ مِنْكِ إِلْيْكِ بِطاقَةَ مُعايَدَةٍ ، وَقَدْ اخْتَرْتِ الْكَوْنَ رَفيقًا ، وَأَنْتِ كَوْنٌ وَسِعَ الْكَوْنَ حُبًا
أيها القلم الساكن في القلب
لا أعرف ماذا أقول
لا والله
أقسم أنك ألجمت لساني


الأستاذ الأديب : علي أسعد أسعد

كل الشكر والامتنان لك أيها الأديب الكريم لهذا المرور ، وأتوقف معك عند اقتباسك من النص ، فعندما تحاول إهداء معايدة تبحث عن أجمل وأرقى ما يمكن ، فلم أجد إلا بعضًا منها لأهديها .

محبتي واحترامي

مأمون

مأمون المغازي
29-07-2007, 01:43 AM
الأخ الأديب / مأمون المغازي ..
تألق لفت الأنظار ورسم الدهشة على الوجوه ، مفردات انتقيت لآلئ من بحر اللغة ، بيد غواص ماهر ، يعرف أين يكمن الجمال ، لتكون هدية عيد لمن تستحقها ..
نص أدبي تألق بلغته ومفرداته ..
تقبل مروري ..
تحيتي والود .

أديبتنا : وفاء شوكت خضر ،

كنا اتفقنا أن الكتابة الصادقة هي التي تأتي لا التي نسعى إليها ، وأن المعاني الصادقة التي تملك القدرة على الوصول إلى الآخر هي التي تأتينا نقية من نبعها ، طاهرة دون انتهاك لها لتحريف أو رفع قيمة ، وكنا اتفقنا أن الكاتب روح تحلق في أرواح الكل ، والكل بعض من نفس الكاتب يستحضرهم حين يستحضر العالم بكل مساحاته ليأتي بنسيج من الكلم كأنه الجسد الذي روحه المعاني والإحساس الصادق ، هذا الإحساس الذي يؤثر في المتلقي ليكون بقاؤه دليل جودته لأن المتلقي يشعر أحد شعورين : الأول أنه كاتب هذا الكلام ، الآخر أن يشعر المتلقي أن الكلام مكتوب له لا لغيره ، وعليه يا أديبتنا يكون نجاح النص متوقف على الرسالة التي حملها ، لا أعني التوجيه بقدر ما أعني الذوق والتبديل ، فالكلمة هي السلاح الذي يقهر أي سلاح مادي ، لذلك أسأل نفسي من حين إلى حين ، هل كل نص نكتبه لابد أن يكون موجهًا لذات بعينها ؟
وهل النص الناجح هو الذي يبدأ بذات فرد ليتحول إلى نص مطلق للجميع ؟

أديبتنا ، أختنا ،

دائمًا أحب أن نتهامس حول النصوص فأنتِ أخت لها منزلها بالقلب ، وأديبة لها مكانتها المقدمة لدينا .

لكِ المحبة أيتها الطيبة ،

مأمون

مأمون المغازي
05-08-2007, 01:58 AM
وقفتُ كثيراً قبل أن أكتب ردي على هذه الرائعة الفصحى بقلمِ أديبنا الرائع (مأمون المغازي)
فتارة كنت أراني ما بين السطور غافية ، أو أحلق فوقها تارة أخرى ، أغوص في بحرها
وأغرق ، فتتوه مني قوارب الإنقاذ ، لأجد نفسي أخيراً معلقة ما بين سماء حرفهِ ويمّ إبداعهِ..
مأمون المغازي
تجاوزت حدّ الجمالِ كثيراً بإغراءٍ متعمد مع سبق الإصرار والترصد ، لذا سأقاضيك يوماً ، وأطلب من هيئة المحلفين التي تسكن شرايينك ، أن تهبني بعض صبرٍ إن طال انتظاري لبوحٍ آخر جديد .
هناك ستجدني دوما ، على مشارف البحر ، ممتطية صهوة الانتظار وبين يديّ باقة وردٍ ، يفوح منها عطر الاشتياق..
لله درّك
كنت أميراً للنثر هنا بحق
لستُ أجدُ قولاً يعلى على قولك
فقط لكَ مني باقة وردٍ مغلفة ببياض الإعجاب..
والتثبيت أعتزازاً بالفصاحة هنا

أديبتنا : منى الخالدي ،

من المعتاد أن تسقط حبة المطر لتزهر بها الأرض ، أما حبة مطر هي أنتِ فتأتينا مزهرة تفوح عطرها وترتفع إلى عرش الجمال الذي تستمد من مساكنه مداد حرفها الذي هو سعادة للنص وكاتبه ، وما وجدته من من تفاعل مع النص يغري بأن أكتب وأكتب ، فهنا يا سيدتي دار محبة هي الواحة ، أهلها مدادها لذلك تأتي الروعة من الروعة ، وإذا كانت الخالدي تسكن ضفاف حرفي حينًا وتسبح فيه حينًا لتغفو وتفيق ، فقد نال الحرف من السعادة ما يجعله يتفتق عن أشباهه ، ويجيد .

سيدتي ،

كل الشكر لهذا الوجود المميز ،

ولكِ بمثله المحبة والاحترام والتقدير

مأمون

حنان الاغا
05-08-2007, 11:37 AM
أرى وميضا يصدر عن الحروف هنا
الأخ الأديب مأمون

ليس غريبا عليك هذا الألق
وما هو بغريب على قلمك أن يأتي لنا بالجمال حرفا وشكلا ومضمونا

لن أشير إلى اللغة والفصاحة والبيان فهي أمور لا نقبل الثناء عليها
هي لغتنا وحبنا وفكرنا منذ البدء

مودتي واحترامي

مأمون المغازي
06-08-2007, 02:20 AM
هل تعلم
كنت من اوائل من حضروا ولاده هذه الرائعه
إلي الآن لم أجد ما أقوله
فقط تقبل وهني

الأستاذ : أحمد الحكيم ،

دائمًا مرورك يسعدني أيها الطيب السابح في عالم جميل .

محبتي واحترامي

مأمون

مأمون المغازي
12-08-2007, 05:11 PM
أخي الأستاذ \ مأمون المغازي
نص عميق ومستغرق في الأعياد
والمعايدة لمن تحب ..
أسعدني مروري عليه حقيقة
تقديري لك



الأستاذ : أحمد هادي الكندي

كل الشكر لك لهذا المرور الطيب

تحياتي

مأمون

زياد موسى العمار
12-08-2007, 06:42 PM
الراقي جداً مأمون المغازي
أترك لك من القلب نبضات محبة وتقدير وإجلال لهذه البراعة الفنية المتناهية في صياغة النص،
واسمح لي أستاذي الفاضل أن أحتفظ بهذه الخريدة الرائعة لقراءتها في صحوة ما بعد الذهول.
فهل تعذر تطاولي أستاذي لسرقتها..؟
هههه ههههه هههه
أدام الله عليك فكرك، وأسدل عليك بردة العافية دائماً.
لك الحب والتقدير.

مأمون المغازي
13-08-2007, 12:28 AM
نص من النوادر في الأدب أخذ باللب واستحل القلب مكانا لكل حرف بخفق مشاعر زينها النقاء ثوبا دريا ، وأحالها طهر الحرف أفقا سرمديا لا حدود فيه لمدى ولا مكان فيه إلا لندى.
عرفتك أديبا متفردا منذ أول قراءة لك ولكني اليوم بهذا النص أؤكد على أنك صاحب مدرسة أدبية نثرية تتبلور ملامحها وتتألق أساليبها لتتخذ ثوبها البديع الأنيق المميز.
دعني أشكر لك ما قرات مما أغرقني بثمالة الأدب وأنارني بذبالة الحس الصادق ، وأشد على يدك التي ترسم لنا هذا الفضاء من النقاء والاجتباء.
تحياتي

الأستاذ الدكتور الشاعر : سمير العمري

وهل يرد على ما نثرت من ورد هنا بقول ؟!

فقط أقول : إن ما يكتبه المغازي قطرة في بحر الكبار في الواحة ، فإن كان له سمت فهذا لأنه من قلب عاشق للحب والجمال ، لا لشيء إلا لأن نكون .

كن بخير ، وحب أيها الفاضل الكرم .

محبتي والود ورد

مأمون

خليل حلاوجي
14-08-2007, 03:49 PM
مُسْتَمِدًا مِنْ رَوْعَتِكِ بَعْضَها

أكتب إليك ... نبض سطوري .... وهي مندهشة من هذا الزخم النوراني

يسرى علي آل فنه
14-08-2007, 11:26 PM
أَكْتُبُ إِلَيْكِ في عيدِكِ يا عيدَ الدُنْيا ، أَكْتُبُ إِلَيْكِ حَرْفًا لَيْسَ كَأَيِّ حَرْفٍ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ قَلْبٍ لَيْسَ كَأَيِّ قَلْبٍ ، وَمِنْ روحٍ لَيْسَتْ كَكُلِّ روحٍ ، هُوَ حَرْفِيَ الَّذي هُوَ أَنا ، أَنْظِمُهُ مَنْظومَةَ اللَّحْنِ الْمَعْزوفِ عَلى أَنْغامِ الْعُيونِ الَّتي تَحْتَفِلُ بِكِ كُلَّما الْتَقَتْكِ وَأَنْتِ لَحْنُ الْوُجودِ الَّذي عَزَفَهُ الْكَوْنُ حينَ اسْتَقْبَلَكِ نورًا ، وَقَدْ كانَ الضِّياءُ مَرْهونًا لِجَبينِكِ ، وكانَ الْهَمْسُ مَرْهونًا لِعِيْنَيْكِ ، وَالسَّحْرُ مَرْصودًا لِصَوْتِكِ الآتي مِنْ أَعْماقِ يَنابيعِ الْغَرامِ . كانَ الْكَوْنُ يَتَرَقَّبُ ، وَكانَ الْقَمَرُ يَتَبَصَّصُ مِنْ بَعيدٍ مُرْسِلاً النُّجَيْماتِ يَتَرَقَّبْنَ اللَّحْظَةَ ، وَقَدْ غارَ عِنْدَما أَعْلَمَتْهُ الشَّمْسُ أَنَّ ضِياءً حَلَّ يُنْبِئ ُبِالَّتي سَتُزَفُّ لِلْكَوْنِ ، هذا الْكَوْنُ الَّذي اشْتاقَها أَزْمِنَةً وَأَزْمِنَةً ، وَقَدْ شاغَلَتْهُ الْحَسانُ ، وَسَعَيْنَ إِلِيْهِ كُلَّ مَسْعًى ، وَبَذَلْنَ لَهُ كُلَّ الْبَذْلِ ، وَالْكَوْنُ لا يَحْلُمُ إِلا بِها ، أَتَعْلَمينَ مُنْذُ مَتى حَلُمَ بِكِ الْكَوْنُ ؟ مُذْ كانَ الضِّياءُ يَتَكَوَّنُ ، وَالنّورُ يَتَهَيَّأُ لِلانْسِيابِ عَبْرَ الْمِساحاتِ الشّاسِعَةِ ، وَالْجَمالُ يَتَشَكَّلُ ، يَرْقُبُكِ الْكَوْنُ مُذْ كانَتْ الْحِكْمَةُ في رَحِمِ التَّكْوينِ ، وَالْيَقينُ يَنْعَجِنُ في مُخَيَّلاتِ الْفَلاسِفَةِ لا يَعْرِفُ بَعْدُ ما هُوَ الْيَقينُ ، لَقَدْ تَمَنّاكِ الْكَوْنُ وَهُوَ يُلَمْلِمُ شَتاتَهُ لِتَكونَ الْمَجَرّاتُ وَتَكونَ الْعَوالِمُ ، وَيَكونَ الْبَقاءُ والْفَناءُ ،
هَلْ كانَ الْكَوْنُ يَعْلَمُ أَنَّكِ الْمِحْرابُ الَّذي تَرَهَّبَ فيهِ الْجَمالُ يُصَلّي شاكِرًا أَنَّهُ لَكِ مِنَ الْمُريدينَ ، يُحَلِّقُ في مَداراتِكِ وَقَدْ وَدَّعَ كُلَّ الْمَداراتِ وَوَدَّعَ كُلَّ الْمَجَرّاتِ ، وَفَرَّ مِنْ كُلِّ الشُّموسِ مُطَلَّقًا النُّجومَ وَالْكَواكِبَ ؛ لِتَكوني أَنْتِ غايَتَهُ ، وَكُنْتُ سَأَلْتُهُ ذاتَ يَوْمٍ عَنْ حالِهِ في هِواكِ فَابْتَسَمَ ابْتِسامَةَ الْعارِفِ بِحالي حينَ أَسْأَلُهُ ، وَلَكَمْ سَأَلْتُهُ عَنْ أَحْوالِ الْعاشِقينَ وَالْهائِمينَ في الْغرامِ ، وَلَطالَما أَمْضَيْتُ مَعَهُ اللَّيالِيَ نَتَرَقَّبُكِ قَبْلَ أَنْ تَأْتي إِلِيْهِ ، كُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّكِ آتِيَةٌ قَبْلَ أَنْ تَكوني أَنْتِ ، لكِنَّني كُنْتُ أَضِنُّ عَلى الْكَوْنِ بِالْبَوْحِ لَهُ بالسِّرِّ الَّذي يَتَمَنّاهُ ، كُنْتُ أَضِنُّ عَلَيْهِ بِتَفْسيرِ حُلْمِهِ ، كُنْتُ أَنا وَ هُوَ في حِواراتٍ ؛ كُلٌّ مِنّا يَتَرَفَّعُ عَنِ الإِجابَةِ بابْتِسامَةِ الْعالِمِ بِما يَجولُ في خَلَدِ الآخَرَ ، كُنْتُ أَنا وَ هُوَ يا أَميرَتَهُ لا نَهْجَعُ عَنِ التَّرَقُّبِ ، لكِنّي كُنْتُ الأَقْرَبَ إِلى الْمَعْرِفَةِ ، لا لِأَنَّ لَدَيَّ مِنَ الْعِلْمِ ما يَجْعَلُني الْفَيْلَسوفَ أَوْ الْعالِمَ ، أَوْ الرّاجِمَ بِالْغَيْبِ ، وَلكِنْ لِأَنَّني أَعْرِفُكِ مُنْذُ لَحْظَةِ التَّكْوينِ ، كُنْتُ أَعْرِفُكِ قَبْلَ أَنْ نَكونَ ، وَقَبْلَ أَنْ يَكونَ الْكَوْنُ ، لِأَنَّنا في بِدايَةِ الْخَلْقِ كُنّا مَعًا ، كُنّا مَعًا لَحْظَةَ الانْعِجانِ ، حينَ كانَ الْجَمالُ يَتَرَقَّبُ ، وَالسِّحْرُ يَتَرَقَّبُ ، وَالنّورُ يَتَرَقَّبُ ، وَ حينَ كانَتْ البِحارُ تَتَلاطَمُ ، والأَرْضُ خاشِعَةً تَنْتَظِرُ ، كُنْتُ أَعْرِفُكِ وَكُنْتِ تَعْرفينَني ، كُنّا هُناكَ ، يَوْمَ كانَ الْعالَمُ يَتَشَكَّلُ في اللَّوْحَةِ الْأَبَدِيَّةِ الَّتي لَمْ تَتِمْ إِلاّ يَوْمَ احْتَفَلَ بِكِ آتِيَةً مِنْ عَوالِمِ الْوُجودِ إِلى عَالَمِ الْمَوْجودِ ـ ما أَغْرَبَنا مِنْ مَخْلوقاتٍ ، تَنْسى يَوْمَ كانَتْ في الْعالَمِ الرَّحيبِ ، وَتَذْكُرُ لَحْظَةَ دُخولِها للْعالَمِ الضَّيِّقِ ؛ لِتَحْلُمَ مِنْ جَديدٍ بِالرَّحابَةِ ، وِالْعالَمِ الطَلْقِ ، وَالْفَضاءاتِ الْمُتَرامِيَةِ بِلا حُدودٍ ، بِلا مَنْعٍ ، وَبِلا بَحْثٍ عَنِ الْجَمالِ ؛ لِأَنَّ الْجَمالَ هُناكَ مُطْلَقٌ ، وَالنّورَ مُطْلَقٌ في الْمُطْلَقِ ـ وكُنا نُدْرِكُ ما لا نُدرِكُهُ الْيَوْمَ .
ابْتَسَمَ لِيَ الْكَوْنُ مَرَّةً أُخْرى ، لِأَنَّهُ لا يَبْحَثُ إِلاّ عِنْكِ ، وَيَحْتَفِلُ الْيَوْمَ بِكِ ، أَما أَنا فَباحِثٌ فيكِ ، أَجوبُ عالَمَكِ الَّذي تَحْتَوينَهُ ، وَأَحْلُمُ فيكِ ؛ لأَنَّ كائِناتِكِ مِنْها ما هُوَ مِنْ كائِناتِ الكون ، وَمِنْها أُخَرٌ لا يَعْرِفُها في عالَمِكِ إِلا أَنا ، أَيَّتُها الإِنْسِيَّةُ الْمَسْكونَةُ بِالْجِنِّيِّ ، وَالْجِنَّيَةُ الْمَسْكونَةُ بِالإِنْسِيِّ ، وَالطّينَةُ الْمَلائِكِيَّةُ ، أَيَّتُها الْمُدْرِكَةُ كَيْنونَةَ الْحُبِّ ، هذا الْحُبُّ الَّذي تَبْنينَ مِنْهُ جَنّاتٍ مُدَرَّجَةً تُهْدينَها لِلإنْسانِ ، وَتَنْظِمينَ مِنْهُ تَرْنيمَةَ التَّكْوينِ ، وَتَرْنيمَةَ اللِّقاءِ ، وَتَرْنيمَةَ التَّوْديعِ ، وَتَرْنيمَةَ الذِّكْرى . أَمّا كَوْنُ جَنّاتِكِ مُدَرَّجَةً ، فَلأَنَّكِ تَعْلَمينَ أَنَّ الإِنْسانَ مَطْبوعٌ عَلى النُّكْرانِ وَالنِّسْيانِ ، فَلَيْسَ الْحُبَّ في قُلوبِ الْمُحِبينَ بِواحدٍ ، لِذلِكَ لَمْ تَجْعَلي الْكُلَّ في مَرْتَبَةٍ واحِدَةٍ ، وِإِنَّما تُسْكِنينَ كُلاً في مَرْتَبَتِهِ ، وَأَما تَرانِيمُكِ ، فَلأَنَّكِ اسْتَأْثَرْتِ بِالنَّقاءِ ، هذا النَّقاءُ الَّذي أَتاكِ واهِبًا نَفْسَهُ لَكِ ، وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ هذا النَّقاءِ ؟!
أَكْتُبُ إِلَيْكِ في عيدِكِ ، مُسْتَمِدًا مِنْ رَوْعَتِكِ بَعْضَها ، وَمِنْ سُمُوِّكِ بَعْضَهُ ، وَمِنْ روحِكِ بَعْضَ طُهْرِها ؛ لأَنْظِمَ مِنْكِ إِلْيْكِ بِطاقَةَ مُعايَدَةٍ ، وَقَدْ اخْتَرْتِ الْكَوْنَ رَفيقًا ، وَأَنْتِ كَوْنٌ وَسِعَ الْكَوْنَ حُبًا .
مأمون المغازي
10 / 7 / 2007
مصر

تكتب إليها ؟!

بل ترسل إليها قطاف من جنان الوعي والذوق وشهد الكلم

الأديب مامون المغازي

سعدت كثيراً بجمال هذا النبض

حفظك الله وأسعدك بكل خير

إحترامي وتقديري

مأمون المغازي
07-09-2007, 04:01 AM
من النصوص النوادر التي تثبت في الذاكرة بين نبض القلب وأسوار العقل..هكذا أنت أيها الأديب الرائع لا تزيدنا إلا جمالا إذ لا تحيلنا إلا على أجمل ما خط قلمك ،ونفثت مشاعرك.

أديبنا الكبير : أحمد الفلاسي ،

وهذه شهادة من كبير يشرف بها النص ، ويعتز بها صاحبه .

لك المحبة والاحترام

مأمون

سحر الليالي
07-09-2007, 07:02 PM
أستاذي العزيز " مأمون المغازي":

آسرتنا بـ عزفك ..!
نثرت جمال همساتكـ على أوتار القلوب ،لتترك بصمه سح ــرية...!!

سلمـ احساسك ونبضكـودامت في دروب الجمال خطاكـ.

إكليل من عقود الياسمين لـ جمال وعطر بوحكـ

وتقبل خالص إحترامي وتقديري

مأمون المغازي
08-09-2007, 05:44 PM
مابين شرايين الكلم أسمع نبضات تتراقص حبا على أغصان العشق الطاهر ، تداعبها نسمات ألق ، تبعث فينا نشوة الأمل برسم صراط للحب بين ساحلي قلبين تناوبا الشوق على سفينة القرب حينا ، وبعد مرور أول عاصفة تجمدت حبيبات الهوى ، وتناقلت الرياح خبر الأوجاع .
هنا سيرة محب رفع سارية القلم ليعلن لبحارة العشق ميثاق الحياة على ظهر دنيا تنوس بين أيامها فترات تنحني بلمسة ود لتصبح نجمة وصل بين قلبين .
أحييك أيها السامق

أيها الحريري قولاً ومعنى ورقة ،

كل احترامي لك ولحرفك الندي الذي يساقط على أوراقنا فيبعث فيها النضارة والبهاء ، ولم لا وهو من قلب عاشق ، وروح محب ، وقلم شاعر ملك ناصية الحرف يستمد أناقة حرفه من بهي طلعته .

لك الحب المقيم أيها الحبيب

مأمون

سهير ابراهيم
08-09-2007, 07:35 PM
كم هو رائع بوحك
وما اجمل كلماتك وتعبيرك ووصفك
احترامي وتقديري

مأمون المغازي
09-09-2007, 12:34 PM
قيثارتنا العازفة
ومن غيرها لتكتب لها
ومن غيرك لتقرأ لك

أستاذى مأمون المغازى
رسمت هنا وأبدعت فى خلق لوحة
رائعة المعالم والجمالية
تغلغلت كلماتك فى أوردتنا
فإلينا بالمزيد ولا تتركنا عطشى لمداد حرفك
تقديري لك

مروة ،

كل الشكر لكِ لهذا المرور .

تحياتي

مأمون المغازي
10-09-2007, 06:04 PM
لا شك في أن مداد قلمك نهر حب !
أديبنا البليغ الأستاذ/ مأمون المغازي
سأعود كثيرا لأرتوي من هذا الجمال العذب... فكم نحن عطشى !
دمت مبدعا ، محبا ومحبوبا
محبتي واحترامي
شاهين

شاعرنا الجميل الكريم حسًا وخلقًا ولقيا : شاهين أبو الفتوح

أتعلم أيها الحبيب المصري حتى النخاع ، العربي الشامخ ، الإنسان ، أتعلم أنني كلما قرأت كلماتك هذه تجددت في الرغبة في الكتابة ، فأخشى أن يأتي نهري كدرًأ فتعرض عنه ؟

لنصي شرف أن تعود إليه ، وأن تعود إلي ساقيًا أملاً .

محبتي واحترامي

مأمون

مأمون المغازي
12-09-2007, 12:36 PM
سأكتب بصدق عن اجمل شيء راته عيناي في حياتي وعن اجمل باقة ورد قدمها لي القدر مصادفة
ودون سابق انذار فاليك سأكتب
يا من ملكتي روحي
قررت أن أكتب اليك هل سيصلك ندائي؟
هل تشعرين بي حين أناجيك ؟
حينما أكتب اليك
وكلي أمل أن تحمل هذه السطور شوقي إليك
أنت غرست حبك في قلبي .....ودون سابق إنذار
الاديب مأمون :
نثرت لنا ورود من عبير قلمك
أبدعت في وصفك..
أبدعت في إحساسك ....ابدعت في عشقك
سلمت يداك .. ننتظر نثر عبير قلمك.....فلا تحرمنا من ذلك
أدام الله عليك الصحة والعافية
دمت ودام إبداعك


الأستاذ : عبد الله المحمدي

وأنا أقول لها :

شوقي يسافر فيكِ رحالاً بأوردة الجمال مستسقيًا قلبكِ الوداد ، وأهجع في طيوف الذكريات والأمكنة ، واللحاظ الساحرة حارسنا ، والكون اليوم يغار ، بالأمس كان يغار عليك ، واليوم يغار مني .

أديبنا ،

كل الشكر لك ، وسعيد بما نثرت لها في صفحتي .

مأمون

مأمون المغازي
17-09-2007, 12:04 AM
الأديب الفذ: مأمون المغازي
سلمت لها وسلمت لك من وهبتك هذا الحب فولدت فيك هذا الفيض من مشاعر تسرى فى أبجدية نورانية من الخلود. حلقت هنا كثيرا فى سماء إحساس امتدت خلال الكون بساطا مضيئا, وهب الشمس تألقها . وكيف السبيل وأنا أطير بجناح واحد وأبحث عن الآخر فى خضم وشوشة حرف قبلت خد الجمال. كم يهفو الطير الصغير الاجىء الى نسمة بلاغة أدبك -كم يهفو الى أن يمتد به السفر! , أو يستحيل نجما عز مطلبه فى انصهار وعناق داخل بياض سحابة عين اإبداعك!.
لك من الوردة شذى يمتد كرقيق أديم عطر فردوسى , عساه لا يخدش جميلتك!.
د. نجلاء طمان

أديبتنا الدكتورة : نجلاء طمان ،

للحب مرحلة يتخطى فيها حدود الكونية والذاتية ، ويحلق من عالمه الضيق الطيني ، إلى عالم من التفكر في كنهه ، المقرون بكنه الوجود ، فيتسامى المحبوب في ذات المحب حتى يصير تأمليًا يفتح الحب من خلاله غوامض فكر المحب لتطل عيونها حتى تستشعر لحظة الانعجان والتكوين خيالاً لا يضارعه خيال ، وليتني أستطيع الرقي درجة واحدة في معراج التفكر في كنه الحب والمحبوب الذي لا تراه العين كائنًا بل أملاً من آمال الكون .


أديبتنا ،
أشكر لكِ هذا المرور الرقيق الهامس .

محبتي واحترامي

مأمون المغازي
01-10-2007, 01:33 PM
أرى وميضا يصدر عن الحروف هنا
الأخ الأديب مأمون
ليس غريبا عليك هذا الألق
وما هو بغريب على قلمك أن يأتي لنا بالجمال حرفا وشكلا ومضمونا
لن أشير إلى اللغة والفصاحة والبيان فهي أمور لا نقبل الثناء عليها
هي لغتنا وحبنا وفكرنا منذ البدء
مودتي واحترامي الأستاذة الأديبة المفتنة : حنان الآغا ،

كل الشكر لكِ لهذا المرور الرقيق .

محبتي واحترامي

مأمون

فاطمة جرارعة
25-04-2008, 07:42 PM
اشتقنا حرفك أيّها المبدع المبدع

تُرى أين أنت؟؟؟

تقديري لكَ أنّى كنت

سمو الكعبي
25-04-2008, 07:54 PM
الاستاذ القدير مأمون :
عصيٌّ وجود مثلك في ساحات الأدب
تحية لك أين ما كنت