المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلا عنوان



سهيلة
12-07-2007, 04:08 PM
عندما صادر بابا حقي في الكلام…أرسلت يدي تبحث في كيس الأماني عن الأحلام
و حين تراجعت يدي ملتهبة ملسوعة صرخت من الفجيعة …تذكرت.. قلت لماما أن اللصوص سرقوا كل الأماني وسرقوا عمري …
وأن حدود زمني لم تعد تتجاوز حدود المساء في الصباح و حدود الصباح في المساء
عيني اليمنى تغافل بابا و عيني اليسرى على التلفزيون …تظهر طوابير من النساء أمام محلات بيع العطر و الورود…
ظهرت امرأة بشعرها القصير البرتقالي – و الله هكذا ـ حاولت أن أمد يدي لجهاز التحكم و لكنها لم تسعفني ..حاولت أن اصرخ في وجه المرأة أن اغربي لكن نظرة الرضى على وجه ماما ردعتني…
تكشر امرأة التلفزيون عن أسنان صفراء قليلا في ابتسامة مصطنعة تنشر على قائمة طويلة من طوابير النساء اللاهثات وراء قوارير العطر و باقات الورد …تزجي لهن التهاني بمناسبة العيد…و تسبح بأسمائهن جميعا بحمد صاحب القصر اسمي كان بين الأسماء و كذلك اسم ماما و معلمتي أيام المدرسة…
اشعر بالبرد…اكتم البكاء….في غفلة عن بابا و عن مدير التلفزيون ظهرت امرأة تلبس فستانا اسود مطرز بلون الأرجوان…تحمل ولدا صغيرا في عمر الأحلام…يطاردها جندي…يأكل الإسفلت من لحم قدميها…تحاول الوصول لعرض مناسب للشاشة …تحاول أن تقول لنا شيئا…يسبها الجندي…يضربها بمؤخرة رشاشته…تواصل الجري…ارفع يمناي و ارسم شارة النصر في الهواء…تنظر ماما إلي نظرة إشفاق..
تسقط المرأة ذات الفستان المطرز بالأرجوان على الأرض…كاميرا التلفزيون تغمض عيناها دونها…
يأمرني بابا بالذهاب لغرفتي للنوم…
و في الحلم رأيت أن الأرضة أكلت لائحة النساء الموعودة بعطر مصنع في المعامل، و أن اسمي تحول فراشة وسط ملايين الفراشات موعودة بموسم ربيع العطر فيه من هبات السماء…و رأيتني مع جميع الفراشات ننقل نداء سيدة الأرجوان التي سقطت إلى مليار معتصم ..

سعيد أبو نعسة
12-07-2007, 04:23 PM
أختي الكريمة سهيلة
لغة متينة خالية من الهفوات و أسلوب سلس مرن ضاعت فيه بعض خيوط الحدث في غمرة الاحتفاء بالرموز و الاتكاء على فهم القارئ و تواصله مع الكاتبة و هذا لا يحدث غالبا .
أرجو أن يتضح الحدث بشكل جلي في القصص القادمة حتى نفهم الحكاية .
دمت مبدعة

جوتيار تمر
12-07-2007, 07:38 PM
العزيزة سهيلة..
بلا عنوان قصة مزجت بين الرمزية والواقع، ومن خلال سردية متناسقة طرحت فكرة ذات ابعاد اجتماعية ذاتية تحتاج منا الى وقفة تأملية.
شوانج تزو(قال بانه مرة حلم بانه كان فراشة،الا انه لايعرف الان ما اذا كان انسانا وحلم بانه فراشة او فراشة حلمت بانها رات انسانا).
القصة دخلت منذ البداية في مصفات البوح الذاتي،وما يشبه سطر يوميات المرء، لكنه حمل فكرة ذا قيمة اجتماعية،وباسلوب تتداخل فيه الرمزية بالمباشرة في بعض الاحيان، والجمع بينهما جعل النص يحلق في فضاء واسع لكنه في نظري كان يحتاج منك الى جهد اكبر،لان مزج الرمزية بالواقع امر يحتاج المرء الى ادوات محترفة لسبك المعاني والابقاء على الفكرة متناسقة ذات انسيابية لنهاية النص.
واليك هذه الهمسة..
ايها الحلم حتى الانين هذا الصدى الكاوي الذي يعوي عواءه الفاجع في هذا الداخل المنهار..اصبح رهين القضبان...!
محبتي لك
جوتيار

أحمد الرشيدي
12-07-2007, 07:42 PM
الأستاذة الموقرة سهيلة

عندما يسبقني إلى قراءة النص أستاذين كبيرين ، لا أملك إلا أن أستمتع بالقراءة ، وأفيد مما كتباه ..

دمت بخير

محمد إبراهيم الحريري
12-07-2007, 09:13 PM
شاشة بعرض الأحلام تتسع لملايين النساء اللائي تشظت بهن الأمنيات ، وتلاحقت الصور خلفهن حتى سقطت امرأة وهي لاهثة البث ، تبحث عن إشارة التقط من سماء الأحلام لكن الجندي يكيل لها ضربات تسقط إلى مليار معتصم ولا أحد يجيب ، حتى كاميرا الرؤية أغضمت عينها عن تسجيل الألم .
أحلام تيبست على يد جرأة فطرية ، بعدما صودر حق الكلام ، مآساة حقيقية تعيشها الفتاة ممثلة لشريحة بعرض الحلم وطول الرجوع عنه ، وأخيرا تتحول إلى فراشة ومثلها معها ، هروبا من واقع . وكأنها تقول : الحلم لا يصادر ، وهو سلاح الضعفاء
أحيييك أيتها الأديبة
قلم يستحق التقدير
ورد خطأ كيبوردي : كاميرا التلفزيون تغمض عيناها دونها
والصحيح : عينيها
دمت أديبة

عصام عبد الحميد
13-07-2007, 08:13 PM
سهيلة قاصة وأديبة تتميز بالتميز والروعة والقدرة على إعادة صياغة مشاعرنا على مقامات النغم فى قصصها...
أبشركم جميعا بسطوع نجم متالق فى الواحة أرجو الاحتفاء به والانتباه إليه ليأخذ مكانه بين هذه الكوكبة المتألقة فى واحتنا الخضراء دائما وابدا إن شاء الله
دمت سهيلة مبدعة ومتألقة وشكرا على هذه القصة الجميلة...

ابن الدين علي
28-07-2007, 01:47 AM
اختي سهيلة لغتك سلسة و شاعرية لكن الغموض يكتنفها و تحتاج لاكثر من قراءة متانية

وفاء شوكت خضر
28-07-2007, 02:11 AM
الأخت الكريمة / سهيلة ..

بعد كل التعقيبات والتعليقات على نصك ، سأقول رأيي كقارئة ، التحمت بنصك بكلياتها ، حتى باتت جزء لا يتجزأ من السكور التي تراصت عليها حروفك ..
لعل النص بالنسبة للنقاد يحتاج جهد أكبر ، لكني قرأت النص بمشاعرك التي كتبت بها فلم أحس بأي غموض ، وأحسست أن الرمزية أتت مختصرة ، وهذا الإختصار ربما يكون أثر على النص كنصي أدبي ، لكنه لم يؤثر على الفكرة النبيلة التي أردت توصيلها لنا ..

أشد على يدك ، فاستمري كلنا معك .
لك من الحب باقات ومن الورد طاقات .

مأمون المغازي
28-07-2007, 11:30 PM
أديبتنا : سهيلة ،

لكِ قهوة الضيافة مع أول عمل تقدمينه بين الأحبة أدباء الواحة المباركة ؛ هنا حيث يجتمع الكبار أيتها الأديبة التي يبشر أول عمل تقدمه بغيث من الأعمال الرائعة القائمة على عناصر قوية ودعائم متينة ، لذلك آثرت أن أرحب بكِ في لقائنا الأول ، وسيكون للعمل نصيبه بإذن الله ففيه من الصور واللمحات ما يستحق المديح ، وبه من الهنات القليلة ما يستوجب المراجعة ، وما أجمل أن نعيد قراءة ما نكتب مرات ومرات .

أشكركِ لأنكِ بيننا وأشكر لكِ هذا العمل القائم على إحساس ذاتي يمتد إلى الكون العام ، وحالات تضفرت في نسق جميل .

محبتي واحترامي

مأمون