المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فثورتي عنوانها...انتصار



بنت القمر
20-07-2007, 09:47 AM
http://www.watan.com/photogallery/galleryphoto_4_lg.jpg
وكأنني اليوم اوقع وثيقة من الخسائر المتتالية
وكأنني افقد ذاتي وقدرتي على السير
وكأنني كأي حلم آخر لن يستمر
اخاف من الغد ان ياتي
فيحمل اللي مزيدا من هدايا القدر
ويرديني هناك ابكي بالم
انتظر كما كل مرة دون ان ياتيني احد
وافقد ثقتي بالامل
وانه هناك شمعة مضيئة في كل درب
واعود مجددا وهذه المرة اكتفي بالاستلقاء هناك
انظر للسماء ويدي تعانق صدري بحزن
تذرف الدموع فوق جسدي وتهمس في اذني
انني هذه المرة لن استطيع استعادة نظري
وحينها اكتفي بالصمت فقط
استلقي فوق ارض قدري
وانتظر نورا من السماء
يعيد اللي كل اشيائي التي فقدتها مع علمي
ويخبرني انني كنت الوحيدة صاحبة القرار
وانني اخترت توقيع وثيقة وفاتي وبكل قوة سقطت
لاشهد اليوم حصاد خسائري واغمض عيني وارحل للابد
وكانني اليوم اوقع وثيقة وفاتي فوق رفاتك
وانت من هناك تراقب غيابي وتشهد ساعة اختفائي
لتعود اليهم محملا ببقايا اشيائي لتخبرهم
اني كنت ساذجة بما يكفي
لاعتقد ان خائنا قد يعيد اليّ الوطن
وتعلق فوق صورتي شريطا اسود ليظن الجميع انك بطل
وانني كنت وحيدة بما يكفي
لاشعر بالضجر
واختار الرحيل سريعا
حيث ارض لا تحمل عنوانك
ولا تجيد تلاوة اسمائك
ولا تعترف بوثائق السفر
وكانني اليوم اودع ذاتي
وافقد نكهة اشيائي
واضيع في عتمة عينيك احلامي
واستفيق في كل ليلة لابحث عن شيء ما
واحاول ان احصي اصوات انفاسك
لاجد فيها نكهة كل شيء
الا رائحة عطري وتاريخ ميلادي
واستمع الى كل شيء
الا صوت انفاسي
علمتني ان الموت في حضرتك حياة
وطلبت مني ان امارس في مسرحيتك دور صنم
واردتني ان ارتدي حزنك والمك وفرحك
لاستيقظ ذات عمر وانا بين يديك
فلا اجد ذاتي
واقف بصمت في حضرتك
ابحث في جريدة يومياتك عن ذكرياتي
ابحث عنك
عن صوري
عن دميتي وعن حقيبة اقلامي
اقف بصمت لتظن اني فقدت ذاتي
واني ما عدت اجيد رسم الصور
وما عدت اجيد تلاوة القدر
اقف بصمت لتظن اني فقدت الابتسام
واني ما عدت اعبأ بالامل
واني ساكتفي ان اكون كما انت
ظلا لا يجيد الولادة في النهار
يعشق الاختباء هربا من قلم
وتغمض عينيك وتظن اني قد اهزم
واني ان انحنيت قد اهرم
واني ان فقدت اوراقي سافقد الكلام
واني ان كسرت قلمي ساخسر الرهان
كم كنت مخطئا سيدي
فمثلي لا يعرف الانكسار
ولا يجيد الموت في وضح النهار
وان فقدت ذات ليلة قدرتي على التنفس بانسجام
فذلك لاني اكره التشابه ولا اجيد مثلكم الاحتضار
ولا اعبأ بالتفاصيل الصغيرة حين تجتاح حياتي
لتربكني وتشعرني بحاجتي للانتظام
من اخبرك اني دونك لا اقبل بالحياة
واني دون اوراقك افقد قدرتي على الكلام
من اخبرك
اني احلم ان اكون اشبهك
او ان اتعلم لغتك
اما اخبروك عني اني اجيد الصمت اكثر
وان صمتي ثورة
واني ان فقدت ذات عمر ذاتي
او اعلنت وفاتي
فذلك لاني ساعود
احمل بيدي تلك القيود
لاعيدها اليك واخبرك
اني اجيد العيش دون اوراقك
دون لغتك وتفاصيل اشجانك
واني ان فقدت قمح ارضك
لا اشعر بالجوع
واني ان مت عطشا
فلن اطلب ماءك
وان انحنيت غضبا
ساعود الى ديارك
اشتعل صمتا
واضيء حلما
واخبرك
اني ان مت اليوم ساعود
احمل بين يدي القيود
واخرج من صمتي
واخبرك
ان مثلي لا يموت
وان ارضي لا تلد حين تدوسها الظلال
وان شعبي لا يموت حين يفقد قمحك
وان مثلي لا يعرف الرهان
فثورتي...عنوانها انتصار
_________________________
غادة الصبيح

جوتيار تمر
20-07-2007, 01:16 PM
العزيزة غادة..
الثورة كائن متمرد في اصله..والانتصار نسبي فيهما..في الثورة والتمرد..لكن هناك بينهما دائما خيط رفيع يقودهما في حركة انسيابية منتظمة..كالموت نفسه..انه يسير في حركة منتظمة..لايمكن ان يتجاهل احد.. ولايمكن ان يفرق بين احد..وكذا الثورة والتمرد..وها انا اجد في نصك مزجا..دراميا..بديعا بين التمرد والثورة.. الكلمة الغاضبة..الثائرة..وتمرد واضح على الواقع المخزي الاليم المفجع..وبينهما..الامس ذاتاً رقيقة..تحرطها العاطفة في الاعماق..تدير دفة القيادة في امركب السائر بلا هوادة الى اعماق الواقع..
فاجد توهجا ساطعا يتدافع من بين الاسطر هنا..واجد انسكابا عفويا تلقائيا تظهر براعتك على الاحكام والتصميم..ومن الامس في اتون النص والذات توترا جدليا مستمرا بين تعدد الاصوات في نجوى الذات ومخاطبة الاخرين.

العزيزة غادة..

نص محكم ورائع وليس الا قول ذلك

محبتي لك
جوتيار