مشاهدة النسخة كاملة : حياة أسفل الطاولة
محمد سامي البوهي
21-07-2007, 07:00 PM
http://img182.imageshack.us/img182/9305/dsfssdfhc5.jpg
حياة من أسفل الطاولة
عندما ألقت إليه بابتسامتها ، أيقن أن هذه الضربات المتفرقة تأتيه عن عمد ، تجاهلها بإدارة بصره نحو أوراقه المستلقية على طاولة الإجتماعات ، قلص قدمه بعد أن تلقى ضربة أخرى من مقدمة حذائها المدبب ، افتعل التمعن بأرقامه المشبعة بالربح الوفير ، كانت دفة المفاوضات تتأرجح بين يديه ، يحرك بها المجلس كيفما شاءت له رياحه الصيفية ، كقبطان ماهر يتقن اللعب بتلابيب المناورات التجارية ، كانت نظرات المنافسين تنزح من بحر العجائب دفقات الإعجاب نحوه ، كلما ابتسم بانت عليهم وسامته ، وحينما يقطب أهابهم وقاره ، دائرة الحديث تنغلق عنده بالتودد الدائم ، لكن في كل مرة كان ذكائه المعهود يفرض عليهم سلطاته ، لا يخطىء ، لا تترجج أنفاسه ، تسير كلماته كما الخط المستقيم – أنت مكسب كبير لشركتك – كان يبدى شكره المتوازن كلما كركر أحدهم بهذه الجملة ، ثم يواصل سريعاً الإمساك بالدفة ، حنكة التجار تحاول أن تتخلله ، تبحث لنفسها عن ثقب أسود تسطيع أن تنفذ منه إليه ، لكنه مازال صامداً ...
حوار الضربات يكرر نفسه من أسفل الطاولة ، حدق في وجهها الغض المتمايل مع الأضواء الساطعة ، هواجس الألوان تنعجن بأرقامه الصارمة ... ابتسم ...
أصوات تأتيه من بين أكوام الزمن ... إنها عصا أبي تحاصرني بكل مكان ، مازلتُ أبحثُ بين أشياء المنزل عن مخبأ يؤويني ... هنا تحت الكرسي ؟؟ ، لا لا .. سبق وعثر على هناك ، خلف باب غرفتي ؟؟ ، لالا .. سبق ودق عظامي هناك ، نعم هي الطاولة ...الطااااولة ،هرعت أسفل الطاولة بجسدي الصغير (أخرج يا جبان ، تعال هنا أيها الفأر) فشلت محاولات أبي من الوصول إليّ ... ابتسمَ ..
****** ***** *****
- أين ذهبت هذه الملعونة هذا النهار؟!
-أكيد خبأتها (ماما) من طغياننا الشيطاني.
- أين خبأتها ؟!!
-...............
- ابحث عنها فوق سطح المنزل .
- ................
- وأنتِ ابحثي عنها بالغرف.
-................
- أما أنا فسأبحث عنها بكل مكان.
استاغثت بموائها بعد أن جذبتُ ذيلها بقوة من أسفل الطاولة .. ابتسمَ..
****** ****** ******
اليوم سأصعد للقمر ، جهزت كل معداتي وأجهزتي ، تأكدت تماماً من صيانة المركبة الفضائية ، الوقت حان للإنطلاق ، (دن دن دن دجن دجنننننننن ششششششش) ، انطلقت السفينة بنجاح ، أصافح السحب ، النجوم ، السماء الأولى ، الثانية ، الملائكة ، الشمس ، وأخيراً الهبوط على سطح القمر ،أصبحت الدنيا كلها ملكي وحدي ، أستطيع أن أرى كل شىء من هنا ، و اتحكم في كل شىء ، الآن أنا أكبر مما يجب ... لكن ، مَنْ هؤلاء القادمون من بعيد ؟ معقول أنهم كائنات الفضاء ، لابد وأن أهبط ، أختبىء ، أن أهرب ، لكن أين ؟ لا يوجد أي شىء أستتر خلفه ، الفضاء شاسع ، الفراغ يحاصرني ، يقتربون .. إنهم قادمون ... سيقبضون علىّ بكل تأكيد ، أريد الهبوط إلى الأرض ، بدت ملامحهم الغريبة ، أشكالهم مخيفة ، أعينهم من زجاج أحمر ، أنوفهم معقوفة، أرجلهم ، أياديهم ... لا تقترب مني أيها الأحمق ..
- من أنت أيها الغازي الصغير ؟
- أ أنا .... ؟
سحبتني يد أمي من أسفل الطاولة لتناول العشاء .... ابتسمَ ...
****** ****** ******
- زلزاااااااااال .
كان أبي يلملمنا عندما انطلقت هذه الكلمة ، مع رقصات الأرض من تحت أقدامنا ، كانت كل الأشياء من حولنا تهتز ... تتساقط ، الثريا ، (التابلوهات ) ، المزهريات ، الحوائط تتعرى ... تتمزق ، صرخات أمي ، نداءات أبي ، جدي ، جدتي ، هيا بسرعة .. اخرجوا كلكم ( يا رب يا ستار )، انطفأت الأنوار ، أختى وفاء ، أين أختي وفاء ، إنهامازالت نائمة .. ماما ، بابا ...
السقوط يدلي بصوته من الشارع ، أعتقد أن العمارة التي أمامنا انهارت بالكامل ، يضيق الخناق ، الغبار ... لا استطيع التنفس ، أين الباب ؟؟؟ لقد سقطت حوائط الصالة الرئيسية ، انغلق المخرج ، لقد علقنا ، لن نستطيع الخروج – أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله –صوت أبي يصارع صوت الإنهيار : الطاولة ، هيا تجمعوا أسفل الطاولة ، سقط كل شىء ، صمت كل شىء ، إلا صوت أنفاسنا اللاهثة ، وتمتمات جدى بآيات قرآنية .... تنهدَ..
****** ****** ******
تلقى ضربة جديدة وسط اللغط القادم كهجمات النحل الطنان، نفض عن رأسه الغبار ، وعاد لغرفة القيادة ، أحكم قبضته على الدفة ، ابتسمت له بعد أن اطمأنت بأنه يبادلها الإبتسامات ، نظم أنفاسه ، تناول جرعة مياه من الكوب أمامه ، هندم قسورة قميصه ، نظر إليهم بهدوءه ، أعلن لهم إصرار شركته على موقفها التجارى تجاه شركاتهم ، بينما يستعد للإنصراف من بين براثن الصمت المحلق فوق رؤوسهم ، شعر بيدها تمتد إليه من أسفل الطاولة بورقة صغيرة عن يمينه ، ويد أخرى تلوح له (بشيك) مالي عن يساره......
محمد سامي البوهي
زاهية
21-07-2007, 07:22 PM
ترى أيها أكثر فائدة للإنسان ؟
أفكار جميلة تأتي بها أخي محمد أهنِّئك عليها
أختك
بنت البحر
ريمة الخاني
21-07-2007, 08:20 PM
ربما كان جانبا كبيرا من افراد نحسبهم واضحين امامنا...
لكنهم فعلا يعيشون تحت الطاولة...
ولن يخرجهم الشيك حتى....
تحيه لقلمك
ريم بدر الدين
21-07-2007, 11:19 PM
مساء الخير
أخي محمد سامي البوهي
اما ارى هذه القصة موفقة كثيرا
1-اعتماد تقنية الفلاش باك حيث انتقلت بنا بانسيابية من الزمن الحاضر الى ومن الطفولة دون ان نشعر بانقطاع و هذه نقطة جميلة جدا
2-رسم الشخصية و سماتها النفسية و الاجتماعية جاء ايضا موفقا حيث شعرت كانها امامي
و عودتك الى نفسية الطفل الصغير و رسمها بدقة وهو يمارس حياته الطفولية البريئة و احلامه اللامعقولة تحت تلك الطاولة \رسمتها ببراعة و جمال
3- الخاتمة جاءت مفاجئة و جميلة جدا و تناغمت مع اداء القصة كاملا
4- اللغة سهلة مطواعة لا فيها تقعر و لا هي بالركيكة
5- عند استخدام الصوت الذي يطلقه الطفل و هو يتخيل المركبة الفضائية نقلني لمحطة اطلاق المركبات الفضائية
هذه رؤيتي الشخصية
تقبل مني احترامي و تقديري
صبيحة شبر
22-07-2007, 12:29 AM
القاص القدي محمد سامي البوهي
بلغة واضحة ليست تلك التي اعتاد عليها الكاتب ( لغة المجاز)
يحدثنا السارد عن شخصية قيادية تحسن الامساك بالزمام وتصر على
الاتيان بالربح والفوز للشركة التي يمثلها
لغة التداعي استعملها الكاتب بمهارة ،
تحرش ينطلق من اسفل الطاولة يذكر بطل القصة بألعاب الطفولة
وأيام الحرب حيث يختبيء الجميع
نهاية القصة أعجبتني كثيرا ، اذ جعلها القاص مفتوحة
كي يساهم القاريء في وضع النهاية المناسبة للنص الجميل
محمد سامي البوهي
22-07-2007, 11:09 AM
ترى أيها أكثر فائدة للإنسان ؟
أفكار جميلة تأتي بها أخي محمد أهنِّئك عليها
أختك
بنت البحر
القديرة / زاهية
الفائدة هي ناتج المسخرات التي سخرها الله لخدمتنا ، لكن الإنسان جاحد بطبعه ...
أشكرك جداً على مداخلتك الرقيقة ، المكثفة .... والتي تنم عن فهم كامل للفكرة .
احترمي
جوتيار تمر
22-07-2007, 01:21 PM
البوهي الرائع..
حياة اسفل الطاولة..نص ادرت فيه دفة القيادة بحنكة وحرفية..واستخدمت لغتك البسيطة والغنية التي تمتاز بها نصوصك من اجل ترسيخ الفكرة عند المتلقي..بالاخص ان النصوص التي تعتمد على المشاهد ربما تجذب المتلقي اكثر..التنازع الطبيعي في الوجدان بين الرغبة والعمل.. قدر إنساني .. وقد قدمت بالفعل صورة جميلة عن عن هذه الحالة التي تجمع العمل بالرغبة..لدي ملاحظة أولية تتعلق بسردية النص ..ذلك أنه استرسل في الوصف لتحولات الحال ، دون التطور نحو الصراع الذي يثير المتلقي للانخراط في السؤال عن طبيعة تلك التحولات ، فغلب التحليل على التركيب في المشهد السردي..لكن هذا لم يقلل من قيمة العمل.. لكونه في النهاية قد وضعنا على المحك..من حيث عدم التوقع لكهذا نهاية.
دمت بألق
محبتي لك
جوتيار
محمد سامي البوهي
22-07-2007, 04:11 PM
ربما كان جانبا كبيرا من افراد نحسبهم واضحين امامنا...
لكنهم فعلا يعيشون تحت الطاولة...
ولن يخرجهم الشيك حتى....
تحيه لقلمك
الأستاذة ريمة
اشكرك اهتمامك ومرورك الدائم ، وقراءتك الواعية .
علي أسعد أسعد
22-07-2007, 04:50 PM
تم التعديل أخي الكريم
وفقك الله
أيها المبدع
عطاف سالم
22-07-2007, 05:09 PM
حياة تحت الطاولة .....
ما أبلغ هذا العنوان!
ربما أخي محمد لست من نقاد القصة , فما أنا غير متذوقة
إنما لله درك كيف استطاع قلمك أن ينقل لنا كل صور الحيوات المختلفة من تحت الطاولة
عنوانك كان يوحي بقصة واحدة لكنها ذكرتنا بأسلوب الجاحظ عندما يستطرد لكنه سرعان مايعود للخيط الأول ........
تداعيات من الصور أخذتنا معها وعشنا بها بكل لفتاتها وضجيجها ولهاثها حتى أصبحنا وكأننا نعدو كيما ننتقل من صورة إلى أخرى لنجد أنفسنا من بعد عند الطاولة الأخيرة التي هي الأولى وأدركنا حينها قصة البداية ........
واستفقنا من عملية شد أعصاب حقيقية وأنت ترهق أعيننا وأنفاسنا لتتبع أسطرك المبدعة حقا ..
أخي الأديب القدير / محمد البوهي
شكراً لهذا الإبداع المروع ....
أديب وقاص ماهر من وجهة نظري المختلفة ...... المتواضعة .
كن بخير
محمد سامي البوهي
23-07-2007, 01:03 PM
مساء الخير
أخي محمد سامي البوهي
اما ارى هذه القصة موفقة كثيرا
1-اعتماد تقنية الفلاش باك حيث انتقلت بنا بانسيابية من الزمن الحاضر الى ومن الطفولة دون ان نشعر بانقطاع و هذه نقطة جميلة جدا
2-رسم الشخصية و سماتها النفسية و الاجتماعية جاء ايضا موفقا حيث شعرت كانها امامي
و عودتك الى نفسية الطفل الصغير و رسمها بدقة وهو يمارس حياته الطفولية البريئة و احلامه اللامعقولة تحت تلك الطاولة \رسمتها ببراعة و جمال
3- الخاتمة جاءت مفاجئة و جميلة جدا و تناغمت مع اداء القصة كاملا
4- اللغة سهلة مطواعة لا فيها تقعر و لا هي بالركيكة
5- عند استخدام الصوت الذي يطلقه الطفل و هو يتخيل المركبة الفضائية نقلني لمحطة اطلاق المركبات الفضائية
هذه رؤيتي الشخصية
تقبل مني احترامي و تقديري
الأستاذة الكريمة / ريم
تحيتي إلى قراءتك ، وتحليلك الذي ينم عن ناقدة متذوقة ، أتمنى مرورك الدائم ....
تحيتي
حنان الاغا
23-07-2007, 02:35 PM
القاص الأخ البوهي
تحية
مراوحة بين حاضر يحمل وجوها مختلفة بعضها مزوق فوق الطاولة ، وبعضها غامض أحيانا ومزيف أحيانا تحت الطاولة .
ما بين الفوق والتحت يأخذنا النص أو هو كاتبه إلى محطات في الزمن كل منها تحمل ذكرى سعيدة أحيانا ، ومخيفة أحيانا أخرى ، ووحزينة في بعض الأحيان .
تجمعت الأزمنة هذه في مكان محصور يدور حول طاولة .
مفاهيم ومشاعر تتناوب الأحداث : الماديات ، وشاعرية الروح الطفولة ، والخوف والتوتر المرافق لأحداث لا علاقة للإنسان فيها .
سرد رشيق ونهايات جيدة .
تحياتي
محمد سامي البوهي
24-07-2007, 01:18 PM
البوهي الرائع..
حياة اسفل الطاولة..نص ادرت فيه دفة القيادة بحنكة وحرفية..واستخدمت لغتك البسيطة والغنية التي تمتاز بها نصوصك من اجل ترسيخ الفكرة عند المتلقي..بالاخص ان النصوص التي تعتمد على المشاهد ربما تجذب المتلقي اكثر..التنازع الطبيعي في الوجدان بين الرغبة والعمل.. قدر إنساني .. وقد قدمت بالفعل صورة جميلة عن عن هذه الحالة التي تجمع العمل بالرغبة..لدي ملاحظة أولية تتعلق بسردية النص ..ذلك أنه استرسل في الوصف لتحولات الحال ، دون التطور نحو الصراع الذي يثير المتلقي للانخراط في السؤال عن طبيعة تلك التحولات ، فغلب التحليل على التركيب في المشهد السردي..لكن هذا لم يقلل من قيمة العمل.. لكونه في النهاية قد وضعنا على المحك..من حيث عدم التوقع لكهذا نهاية.
دمت بألق
محبتي لك
جوتيار
جوووووووووووووو الرائع
تعلم جيداا انني عندما أنشر عملا هنا أبحث عنك ، ردودك بحق تعلمني أن أقف ، لكن ألا أسهبت في ايضاح وجهة نظرك من ناحية أن التحليل طغى على السرد ؟
تحيتي لك
محمد سامي البوهي
24-07-2007, 03:15 PM
القاص القدي محمد سامي البوهي
بلغة واضحة ليست تلك التي اعتاد عليها الكاتب ( لغة المجاز)
يحدثنا السارد عن شخصية قيادية تحسن الامساك بالزمام وتصر على
الاتيان بالربح والفوز للشركة التي يمثلها
لغة التداعي استعملها الكاتب بمهارة ،
تحرش ينطلق من اسفل الطاولة يذكر بطل القصة بألعاب الطفولة
وأيام الحرب حيث يختبيء الجميع
نهاية القصة أعجبتني كثيرا ، اذ جعلها القاص مفتوحة
كي يساهم القاريء في وضع النهاية المناسبة للنص الجميل
الأستاذة القديرة / صبيحة شبر
تحية لهذا الالق ، وهذا المرور الواعي على حرفي المتواضع ، منكم نتعلم دائما .
حوراء آل بورنو
24-07-2007, 03:27 PM
أعجبني الجمع بين كل تلك الصور لحياة تحت طاولة !
أنت بارع حقاً .
لكني وجدت شيئاً واحداً يجمع بين كل تلك الحيوات ؛ الخوف !
لكن ما أقبح تلك الحياة التي صورتها ليد تمتد بمال !
كل التقدير لقلمك المجيد .
د. نجلاء طمان
24-07-2007, 03:37 PM
الرائع: عاشق القصة
حياة أسفل الطاولة , إسقاط اجتماعى ذكى, ولعب على وتر الزمانية والمكانية فى إبداع. والعبقرية أنه بالرغم من كون الطاولة وهى المحور المكانى الرئيسى الذى تتقاطع معه جميع المحاور ويتعامد عليه المحور الزمنى - بالرغم من كونها مرآه عاكسة لكثير من البؤر الفسادية الظلامية , إلا أن القاص أتى بها أحيانا نجاة من الموت وهبة لحياة, كما فى فلاش الطاولة والزلزال. وهكذا كانت الطاولة هنا فى النص متتعددة الأوجه والأهداف لمصائر شخوص مختلفة فكانت النور أو الظلام وكانت الموت أو الحياة وكانت الهدف أو اللاهدف وكانت القرار أو اللا قرار وأخيرا كانت الفضيلة أو الرزيلة. طال السرد كثيرا من وجهة نظرى , لكن عناصر الحبك كلها اجتمعت هنا معبرة عن نفسها كالشمس, بدءً من عنوان لافت , صورة أكثر من رائعة, تدرج فى الحكى المعبر عنه حوار يعانق السرد ويوازيه , ثم نهاية قوية معبرة عن فكرة القاص , وهى تراجع الظلام فى كثير من الأحيان أمام شدة الضوء.
شذى الوردة لقلمك الواثق فى القص
د. نجلاء طمان
محمد سامي البوهي
24-07-2007, 09:06 PM
تم التعديل أخي الكريم
وفقك الله
أيها المبدع
الأستاذ علي القدير
تحية مدادها العطر
شكري لك
محمد الحامدي
24-07-2007, 09:38 PM
نص فيه جهد ،، بل جهود . وإنشاء تنشأ عنه حكايات ثلاث . تصرفت في الزمن كأنه المكان وجعلت المكان يضيق حتى يصير تحت طاولة في طفولة الفاعل الأساسي وفي زلزال الدنيا وفي يومه ... كل المكان أو تأثيره يأتي من تحت الطاولة .. وعبارة " تحت الطاولة " دال تحفه المدلولات .. هكذا يعذب نقيع الأدب عندما يكسب الأديب الدوالّ المعتقة استهلاكا مدلولات جديدة تعيد لها ألقها وبريقها ...
سأعود - بإذن الله - للقصة في دراسة نقدية شاملة
أدبك يفتح شهية القراءة والتحليل والقياس والاجتهاد ...
أعشق أدبك يا محمد
محمد سامي البوهي
26-07-2007, 12:23 PM
حياة تحت الطاولة .....
ما أبلغ هذا العنوان!
ربما أخي محمد لست من نقاد القصة , فما أنا غير متذوقة
إنما لله درك كيف استطاع قلمك أن ينقل لنا كل صور الحيوات المختلفة من تحت الطاولة
عنوانك كان يوحي بقصة واحدة لكنها ذكرتنا بأسلوب الجاحظ عندما يستطرد لكنه سرعان مايعود للخيط الأول ........
تداعيات من الصور أخذتنا معها وعشنا بها بكل لفتاتها وضجيجها ولهاثها حتى أصبحنا وكأننا نعدو كيما ننتقل من صورة إلى أخرى لنجد أنفسنا من بعد عند الطاولة الأخيرة التي هي الأولى وأدركنا حينها قصة البداية ........
واستفقنا من عملية شد أعصاب حقيقية وأنت ترهق أعيننا وأنفاسنا لتتبع أسطرك المبدعة حقا ..
أخي الأديب القدير / محمد البوهي
شكراً لهذا الإبداع المروع ....
أديب وقاص ماهر من وجهة نظري المختلفة ...... المتواضعة .
كن بخير
الأستاذة الشاعرة
الأديبة
عطاف
تحية إلى هذه القراءة ، والى هذا التواجد
الشكر الجزيل لك ، ويشرفني جدا أن يستحوز عملي على اعجابك ...
تحيتي
محمد سامي البوهي
26-07-2007, 10:06 PM
القاص الأخ البوهي
تحية
مراوحة بين حاضر يحمل وجوها مختلفة بعضها مزوق فوق الطاولة ، وبعضها غامض أحيانا ومزيف أحيانا تحت الطاولة .
ما بين الفوق والتحت يأخذنا النص أو هو كاتبه إلى محطات في الزمن كل منها تحمل ذكرى سعيدة أحيانا ، ومخيفة أحيانا أخرى ، ووحزينة في بعض الأحيان .
تجمعت الأزمنة هذه في مكان محصور يدور حول طاولة .
مفاهيم ومشاعر تتناوب الأحداث : الماديات ، وشاعرية الروح الطفولة ، والخوف والتوتر المرافق لأحداث لا علاقة للإنسان فيها .
سرد رشيق ونهايات جيدة .
تحياتي
القاصة الرائعة
حنان الأغا
تعلمين جيداً مدى اهتمامي برأيك ، فمنه أستنير ، وأقف على ارض صلبة .
تحيتي لك
محمد سامي البوهي
29-07-2007, 10:23 PM
أعجبني الجمع بين كل تلك الصور لحياة تحت طاولة !
أنت بارع حقاً .
لكني وجدت شيئاً واحداً يجمع بين كل تلك الحيوات ؛ الخوف !
لكن ما أقبح تلك الحياة التي صورتها ليد تمتد بمال !
كل التقدير لقلمك المجيد .
الأستاذة القديرة
هذه شهادة أحتفي بها ، وأقيم لها أفراحي ، فوق طاولتي بين أقلامي ، وأوراقي ..
تحية لك
محمد سامي البوهي
30-07-2007, 10:48 AM
الرائع: عاشق القصة
حياة أسفل الطاولة , إسقاط اجتماعى ذكى, ولعب على وتر الزمانية والمكانية فى إبداع. والعبقرية أنه بالرغم من كون الطاولة وهى المحور المكانى الرئيسى الذى تتقاطع معه جميع المحاور ويتعامد عليه المحور الزمنى - بالرغم من كونها مرآه عاكسة لكثير من البؤر الفسادية الظلامية , إلا أن القاص أتى بها أحيانا نجاة من الموت وهبة لحياة, كما فى فلاش الطاولة والزلزال. وهكذا كانت الطاولة هنا فى النص متتعددة الأوجه والأهداف لمصائر شخوص مختلفة فكانت النور أو الظلام وكانت الموت أو الحياة وكانت الهدف أو اللاهدف وكانت القرار أو اللا قرار وأخيرا كانت الفضيلة أو الرزيلة. طال السرد كثيرا من وجهة نظرى , لكن عناصر الحبك كلها اجتمعت هنا معبرة عن نفسها كالشمس, بدءً من عنوان لافت , صورة أكثر من رائعة, تدرج فى الحكى المعبر عنه حوار يعانق السرد ويوازيه , ثم نهاية قوية معبرة عن فكرة القاص , وهى تراجع الظلام فى كثير من الأحيان أمام شدة الضوء.
شذى الوردة لقلمك الواثق فى القص
د. نجلاء طمان
الأديبة الناقدة
الدكتورة نجلاء
هذه القراءة الغنية التي تعكس ثقافة ، وإخلاص واهتمام ، لابد وأن نقف أمامها كثيراً ، ونشيد بها بقدر ما منحتنا من إخلاص ورأي واع ..
تحيتي وشكري وتقديري
يسرى علي آل فنه
31-07-2007, 04:50 PM
http://img182.imageshack.us/img182/9305/dsfssdfhc5.jpg
حياة من أسفل الطاولة
عندما ألقت إليه بابتسامتها ، أيقن أن هذه الضربات المتفرقة تأتيه عن عمد ، تجاهلها بإدارة بصره نحو أوراقه المستلقية على طاولة الإجتماعات ، قلص قدمه بعد أن تلقى ضربة أخرى من مقدمة حذائها المدبب ، افتعل التمعن بأرقامه المشبعة بالربح الوفير ، كانت دفة المفاوضات تتأرجح بين يديه ، يحرك بها المجلس كيفما شاءت له رياحه الصيفية ، كقبطان ماهر يتقن اللعب بتلابيب المناورات التجارية ، كانت نظرات المنافسين تنزح من بحر العجائب دفقات الإعجاب نحوه ، كلما ابتسم بانت عليهم وسامته ، وحينما يقطب أهابهم وقاره ، دائرة الحديث تنغلق عنده بالتودد الدائم ، لكن في كل مرة كان ذكائه المعهود يفرض عليهم سلطاته ، لا يخطىء ، لا تترجج أنفاسه ، تسير كلماته كما الخط المستقيم – أنت مكسب كبير لشركتك – كان يبدى شكره المتوازن كلما كركر أحدهم بهذه الجملة ، ثم يواصل سريعاً الإمساك بالدفة ، حنكة التجار تحاول أن تتخلله ، تبحث لنفسها عن ثقب أسود تسطيع أن تنفذ منه إليه ، لكنه مازال صامداً ...
حوار الضربات يكرر نفسه من أسفل الطاولة ، حدق في وجهها الغض المتمايل مع الأضواء الساطعة ، هواجس الألوان تنعجن بأرقامه الصارمة ... ابتسم ...
أصوات تأتيه من بين أكوام الزمن ... إنها عصا أبي تحاصرني بكل مكان ، مازلتُ أبحثُ بين أشياء المنزل عن مخبأ يؤويني ... هنا تحت الكرسي ؟؟ ، لا لا .. سبق وعثر على هناك ، خلف باب غرفتي ؟؟ ، لالا .. سبق ودق عظامي هناك ، نعم هي الطاولة ...الطااااولة ،هرعت أسفل الطاولة بجسدي الصغير (أخرج يا جبان ، تعال هنا أيها الفأر) فشلت محاولات أبي من الوصول إليّ ... ابتسمَ ..
****** ***** *****
- أين ذهبت هذه الملعونة هذا النهار؟!
-أكيد خبأتها (ماما) من طغياننا الشيطاني.
- أين خبأتها ؟!!
-...............
- ابحث عنها فوق سطح المنزل .
- ................
- وأنتِ ابحثي عنها بالغرف.
-................
- أما أنا فسأبحث عنها بكل مكان.
استاغثت بموائها بعد أن جذبتُ ذيلها بقوة من أسفل الطاولة .. ابتسمَ..
****** ****** ******
اليوم سأصعد للقمر ، جهزت كل معداتي وأجهزتي ، تأكدت تماماً من صيانة المركبة الفضائية ، الوقت حان للإنطلاق ، (دن دن دن دجن دجنننننننن ششششششش) ، انطلقت السفينة بنجاح ، أصافح السحب ، النجوم ، السماء الأولى ، الثانية ، الملائكة ، الشمس ، وأخيراً الهبوط على سطح القمر ،أصبحت الدنيا كلها ملكي وحدي ، أستطيع أن أرى كل شىء من هنا ، و اتحكم في كل شىء ، الآن أنا أكبر مما يجب ... لكن ، مَنْ هؤلاء القادمون من بعيد ؟ معقول أنهم كائنات الفضاء ، لابد وأن أهبط ، أختبىء ، أن أهرب ، لكن أين ؟ لا يوجد أي شىء أستتر خلفه ، الفضاء شاسع ، الفراغ يحاصرني ، يقتربون .. إنهم قادمون ... سيقبضون علىّ بكل تأكيد ، أريد الهبوط إلى الأرض ، بدت ملامحهم الغريبة ، أشكالهم مخيفة ، أعينهم من زجاج أحمر ، أنوفهم معقوفة، أرجلهم ، أياديهم ... لا تقترب مني أيها الأحمق ..
- من أنت أيها الغازي الصغير ؟
- أ أنا .... ؟
سحبتني يد أمي من أسفل الطاولة لتناول العشاء .... ابتسمَ ...
****** ****** ******
- زلزاااااااااال .
كان أبي يلملمنا عندما انطلقت هذه الكلمة ، مع رقصات الأرض من تحت أقدامنا ، كانت كل الأشياء من حولنا تهتز ... تتساقط ، الثريا ، (التابلوهات ) ، المزهريات ، الحوائط تتعرى ... تتمزق ، صرخات أمي ، نداءات أبي ، جدي ، جدتي ، هيا بسرعة .. اخرجوا كلكم ( يا رب يا ستار )، انطفأت الأنوار ، أختى وفاء ، أين أختي وفاء ، إنهامازالت نائمة .. ماما ، بابا ...
السقوط يدلي بصوته من الشارع ، أعتقد أن العمارة التي أمامنا انهارت بالكامل ، يضيق الخناق ، الغبار ... لا استطيع التنفس ، أين الباب ؟؟؟ لقد سقطت حوائط الصالة الرئيسية ، انغلق المخرج ، لقد علقنا ، لن نستطيع الخروج – أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله –صوت أبي يصارع صوت الإنهيار : الطاولة ، هيا تجمعوا أسفل الطاولة ، سقط كل شىء ، صمت كل شىء ، إلا صوت أنفاسنا اللاهثة ، وتمتمات جدى بآيات قرآنية .... تنهدَ..
****** ****** ******
تلقى ضربة جديدة وسط اللغط القادم كهجمات النحل الطنان، نفض عن رأسه الغبار ، وعاد لغرفة القيادة ، أحكم قبضته على الدفة ، ابتسمت له بعد أن اطمأنت بأنه يبادلها الإبتسامات ، نظم أنفاسه ، تناول جرعة مياه من الكوب أمامه ، هندم قسورة قميصه ، نظر إليهم بهدوءه ، أعلن لهم إصرار شركته على موقفها التجارى تجاه شركاتهم ، بينما يستعد للإنصراف من بين براثن الصمت المحلق فوق رؤوسهم ، شعر بيدها تمتد إليه من أسفل الطاولة بورقة صغيرة عن يمينه ، ويد أخرى تلوح له (بشيك) مالي عن يساره......
محمد سامي البوهي
(أيقن أن هذه الضربات المتفرقة تأتيه عن عمد )
ضربات تركله ،تشده ، تكدسه تحت الطاولة يحاور أنفاسه ويختار في كل مرة وجهاً للخروج ووجهة ليعود بخير (ربما بخير)
القاص المبدع محمد سامي البوهي
استمتعت بقراءة قصتك الحية والعميقة في فكرتها وطريقة طرحها
دمت قاصاً مميزاً
طارق الدغيم
01-08-2007, 10:11 AM
ابداع
بحق
بورك في قلمك
محمد سامي البوهي
01-08-2007, 10:53 PM
نص فيه جهد ،، بل جهود . وإنشاء تنشأ عنه حكايات ثلاث . تصرفت في الزمن كأنه المكان وجعلت المكان يضيق حتى يصير تحت طاولة في طفولة الفاعل الأساسي وفي زلزال الدنيا وفي يومه ... كل المكان أو تأثيره يأتي من تحت الطاولة .. وعبارة " تحت الطاولة " دال تحفه المدلولات .. هكذا يعذب نقيع الأدب عندما يكسب الأديب الدوالّ المعتقة استهلاكا مدلولات جديدة تعيد لها ألقها وبريقها ...
سأعود - بإذن الله - للقصة في دراسة نقدية شاملة
أدبك يفتح شهية القراءة والتحليل والقياس والاجتهاد ...
أعشق أدبك يا محمد
الأستاذ المشاكس الحامدي
انتظرك ، بكل تاكيد ، وعيني مسهدة ولن تغفل حتى تكتحل بهذه الدراسة ..
ودي وتقدير واحترامي
د.مصطفى عطية جمعة
01-08-2007, 11:33 PM
القاص محمد البوهي
تحياتي وأهلا بك دائما
هذه القصة تعبر بجلاء عن تميزك في السرد القصصي بشكل عام ، من خلال المشهدية السردية التي تعتمد على تفكك الزمن بين الطفولة والحاضر ، فترة هروبه من أبيه إلى أسفل الطاولة ، والسرد التخيلي إلى سطح القمر وبحثه عما يختبئ أسفله ( طاولة ) ، وسرد حالي مع المرأة المفوضة التي تغازله أسفل الطاولة .
أستطيع القول إن هذه القصة تنطلق من المنظور الشيئي للقص ، حيث أضحت الطاولة علامة ( Sign) على الأمان والطمأنينة ، منذ الطفولة ، وفي الحلم في الفضاء ، وفي الزلزال ، لا تخص البطل فقط ، بل تخص أسرته أيضا . لذا ، لم يتعاطف ولم يتلذذ بمحاولات امرأة لإغرائه تحت الطاولة لأن الدلالة تخالف ما نشأ عليه الطفل / الشاب .
أستطيع أن أسجل إعجابي ببراعتك في القص عبر تقنية الارتداد والتداعي والحلمية ، فالقصة مزيج من التداخل الزمني ، ولا عجب أن يكون العنوان شاملا من الناحية الزمنية : حياة أسفل الطاولة ، فالحياة تعني عمرا ممتدا .
تحياتي ولك تقديري
د. سمير العمري
02-08-2007, 10:06 PM
الحقيقة أجد في قصتك هذه يا محمد تطورا واضحا في أسلوبك القصصي ، واجتهادا ظاهرا في استكشاف أساليب سردية جديدة تتكئ على منهج التأطير الجمعي للمتفرقات في قالب يخدم فكرة واحدة.
العنوان كان موفقا يلمح بشكل ذكي للمضامين ، وأسلوب القبسات المختلفة في مشاهد متباينة يجمعها العنوان باعتباره السبب وأحيانا الأرب من رسم تلك المشاهد المتباينة في أزمنة مختلفة وأبعاد نفسية مختلفة تدور كلها حول البحث عن الشعور بالأمان بالتوهم حينا وبالتزوير حينا آخر.
نعم أنت تبدع إذا تذكرنا بأن هناك حيوات كثيرة تحت الطاولة تجري في كل زمان وكل مكان تتخفى لمكسب أو لوجل أو لغرض. أحسنت حقا.
ورغم أن لغتك متماسكة إلا أنها تحتاج المزيد من السبك وقبل هذا تحتاج إلى تصحيح لبعض الأخطاء الإملائية خصوصا في رسم الهمزات.
تحياتي
محمد سامي البوهي
03-08-2007, 09:00 PM
ابداع
بحق
بورك في قلمك
بارك الله فيك أخي طارق ، ومرحبا بك دائما .
محمد سامي البوهي
09-08-2007, 11:24 AM
(أيقن أن هذه الضربات المتفرقة تأتيه عن عمد )
ضربات تركله ،تشده ، تكدسه تحت الطاولة يحاور أنفاسه ويختار في كل مرة وجهاً للخروج ووجهة ليعود بخير (ربما بخير)
القاص المبدع محمد سامي البوهي
استمتعت بقراءة قصتك الحية والعميقة في فكرتها وطريقة طرحها
دمت قاصاً مميزاً
القديرة الاديبة الاستاذة / يسرى
حضورك المميز له وده وحميميته التي تنشر شذاها على أوجه الأحرف ، فتنتش بك فرحاً ، وتتدثر من قدومك المهيب خجلاً .
تحيتي لك
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir