المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتافيت امرأة



عصام عبد الحميد
22-07-2007, 10:40 PM
هواء الخريف يلفح وجهى وأنا أتطلع إلى السحب الرمادية التى تتجمع فى السماء بكثافة منذرة بشتاء طويل قارس وبارد... وبحر المعمورة يودع بقايا حرارة الصيف بوحشية... أغلقت زجاج الغرفة لأحمى نفسى من برودة الهواء المبكرة... مغمضا عينى فى محاولة للملمة شتات ذهنى... والتفكير بعمق كبير... ما أصعب أن يتحول إنسان إلى مجموعة من الأوراق... مجرد أوراق نقرأ نبحث فيها عن ملامحه... أحاول منذ يومين بكل خبراتى كطبيب نفسى أن ألملم أشلاء إنسان تبعثرت أيامه... وتمزقت أحلامه وانتثرت فى رياح وعواصف الحياة السموم... أمسك بتلابيب الأوراق مستغرقا فى كل حرف فيها لفهم مشاعر هذه المرأة الراقدة فى سرير المستشفى تتسرسب فى شرايينها كمية من المهدئات تكفى فقط لجعلها هادئة هدوء بلورة انكسرت وتناثرت... وعلى أن ألملم شظايا روحها وأعيد ترتيب نفسها.
أوراق حياتها كانت الشئ الأساسى الذى وجدناه فى حقيبة يدها بجوار أغراضها الأخرى ولكنها كانت كفيلة لقراءة هذه المرأة... ولكن هل تكفى وحدها القراءة والفهم؟... أم أن قنبلة زمنية ظلت تعد دقائقها وثوانيها ولم ندركها إلا عندما انفجرت وتناثرت شظاياها معلنة انتحار حلم وموت روح تسكن جسد عليل منكسر... جسد ربما نستطيع تداركه... ولكن حتى لو أدركناه ولحقنا به ماذا يفيد لو حققنا له كل أمانيه وقد فات أوانها... وانتهت... وماتت.
على الآن قراءة بوحها بعناية ولملمة شظاياها المتناثرة فى أرجاء الحياة وضمها بعضها إلى بعض لنخرج ببقايا إنسان وأشلاء روح... يعيش ويتنفس ويذهب ويجيئ منكسرا... هشا... تذروه أقل ريح...

عيد ميلاده...
كنت مسرعة وأنا صاعدة على سلم البيت لابد أننى تأخرت عليه كثيرا اليوم ولكن كان على أن أحضر الهدية... بالتأكيد سبقنى فى العودة... تمنيت أن أكون فى استقباله ولكن شراء هديته استغرق منى وقتا طويلا... أدرت المفتاح فى الباب ودخلت فلفحتنى نسمة رطبة لطيفة... قذفت حذائى بقدمى فى الهواء ووضعت يدى على زر تشغيل المسجل الموضوع دائما بجوار الباب لتخرج منه قطعة موسيقية بديعة تجعلنى أفرد ذراعاى فى الهواء وأدور راقصة متمايلة كأننى نورس يسبح فى الفضاء مهاجرا إلى مواسم الدفء... وأدور وأدور بحركات منسجمة مع ذاتى حتى أجدنى أمامه فاردا جناحيه كما كائن خرافى... فيضمنى ويرفعنى فى فضاء العشق... ويدور بى يمطرنى بوابل من القبل على وجهى وجبينى وشفتاى فأنتبه متخلصة من ذراعيه القويتين قائلة لالا ليس الآن على إعداد الطعام لعلك جائع فأنت لم تتناول شئ منذ الصباح... هاهاها معقول ذلك ترانى أنسيك الطعام والشراب والدنيا كلها... لا ياحبيبى لاتبالغ هكذا لايستطيع المرء أن يعيش بدون طعام وشراب... هاهاها نعم ولا النساء فنحن نور الحياة وبهجة القلب نشتاق إلى الرجال خاصة لمن مثلك ياحبيبى حنونا ودودا دافئا... دقائق وسيكون الطعام جاهزا...
أعددت المائدة كأروع مايكون كل شئ فى مكانه وأولها طاقة الورد التى تملأ الحياة بالأمل... والشمعتان الحمراوان اللتان سيضيئان ليلة حبنا... يتسابقان معنا فى الاحتراق... تخلصت من ذراعيه بصعوبة وقلت له حتى نأكل طعامنا... لاتتهمنى بالبرود فلا يعلم مدى شوقى لك إلا الله ولكنى أريد أن أطعمك... أمامنا الليل بطوله سأكون كهذه الشمعة تحترق لتشعل ليل أشواقك... إفعل بى ماتشاء... هيا بيبى أحك لى أثناء تناولنا الطعام كل ماحدث لك هذا اليوم ولاتنسى شيئا وإلا ستحكى لى العصفورة... هاهاها... لالا أرجوك لاتثر غيرتى بحكاياتك عن النساء... فلن أبدى لك ماصيبنى من الغيرة حتى لايصيبك الغرور... ماهذا ألم يعجبك طعامى؟... لقد سهرت عليه حتى أعده لك لالا لن أتركك حتى تأكل كل مافى الطبق... ليس بالكثير حبيبى... لأجلى... هل سأدور وراءك بالملعقة فى البيت كالأطفال... عموما أنا أعد لك مفاجأة لو لم تأكل لألغيت المفاجأة... لالا لن أقول لك عليها حتى تأكل كل ما أعددته لك من طعام... لا لا لاتحملنى هكذا... قلت لك ليس الآن... ليس الآ.... إنه... إنه... جر... جرس البا.... الباب...من هذا المغفل الذى يأتينى الآن... الآن بالذات وفى هذا الوقت؟؟... بالتأكيد ليس سوى هادم اللذات ومفرق الجماعات أخى...
سألنى أخى ببرود خبيث معتاد أرى على المائدة وليمة كبيرة من ياترى سيأكل كل هذا الطعام معك؟ غاصت الكلمات مع حلم جميل مستحيل فى حلقى... جلس ببلادة يلتهم الطعام... نظرت للشمعتان وهما تنتحران دون فائدة... دون جدوى... دون ليل ما تضيئه... دون عاشقان يتعانقان... يتسابقان مع الشمعتان أيهما يسبق الآخر للاحتراق...

أمى...
أمى لاترحلى... فأنا أخاف الوحدة فى غيابك... أبقى معى... بالله عليك لاتتركينى... قاومى... لقد تحملت ماهو أصعب... تحملت خيانات أبى وتخليه عنك فى عز شبابك... كنت قوية صامدة حتى بعد مماته... تجاوزت كل الأزمات من أجلنا... لماذا الآن تستسلمين للمرض هكذا وترفعين راية الرحيل... دافعى عنى... أسراب الفجيعة ستلتهمنى... جيوش الفقد ستدمرنى... سنين الوحدة تتربص بشبابى... لاترحلى... لاترحلى...

أفتقدها
قلبى ليس سوى جزيرة خاوية تحيط بها المياه المالحة من كل مكان... يفتقد الأمان... راحة البال... إنه قلبى... يدق بدون حياة... فارغ من نور الحياة من طول انتظاره لمن يسكنه... لم يبق لى سوى العيش وحيدة... حتى تجرفنى أمواج النسيان... حتى بعد موتى... لا أحد سيتذكرنى... لا أحد سيتنهد ويقول أفتقدها... أفتقدها...

عيد ميلادى...
اليوم كان عيد ميلادى... جعلته على غير العادة عيدا استثنائيا... كنت على يقين منذ ليلة أمس أنه لن يتذكرنى أحد... ولكنى تحديت الجميع... وجعلته مميزا... أعددت تورتة عيد الميلاد بيدى كأروع مايكون... وشمعة جميلة غرزتها فى وسط التورتة... ومشروبات كثيرة مثلجة بهيجة... وهدايا كثيرة... أحضرت عدة مرايا... ووضعتها حول المائدة... شعرت فى هذه اللحظة أننى عروس فى ليلة زفافها أحسست أننى أقف فى حفلة يحضرها أشخاص كثيرون من أجلى أنا... كلهم يضحكون ويبتسمون يتبادلون أطراف الحديث... يهنئوننى بعيد ميلادى... كانت الشموع متألقة تنعكس أضواؤها فى كل مكان... شيئ واحد لم أستطع أن أفعله... هو أن أضم هؤلاء الأشخاص إلى حضنى... شيئ واحد لم أنله... شعورى بالدفء...

الحب الحقيقى
منذ اللحظة التى وقعت عيناى عليه وأنا أعيش محنة جميلة... هذا الودود المبتسم دائما... الوسيم... لا لا ليست مسألة وسامة... إنه طاغية... رجولة مستفزة إلى أبعد حد... لأول مرة يثيرنى عطر رجالى إلى هذا الحد... لأول مرة أشعر أن العطر الرجالى يمكن أن يفتك بامرأة ويبعثرها هكذا... تقافزت المدرسات حوله... خاصة ممن لم يتزوجن بعد... أما أنا فقد سلكت طريقا آخر إلى قلبه... اتخذته صديقا أستشيره فى مشكلات أختلقها عن أناس ليس لهم وجود فى الحياة... فعشت لحظات بقربه جميلة... لم ينافسنى فيها أحد...
اكتشفنا بعد فترة وجيزة أنه متزوج... كانت مفاجأة للجميع... انهارت شبكة النساء من حوله... كم هن غبيات... أما أنا فقد تخليت من أجل نظرة عينيه التى يستقبلنى بها عن مبدئى فى الحياة ألا أكون زوجة ثانية أبدا... معه يمكننى أن أكون حتى الزوجة الثالثة عشر... فقط يضمنى إلى صدره... يمنحنى من ذراعيه هوية أنثوية... صار هذا الرجل هو أنيس غربتى ودفء ليالى وحدتى... من أجله أعيش... من أجله أرتب البيت... واشترى له وحده ملابسى... أنتقيها بعناية... أحادثه... أطعمه بيدى... وأضيئ ليلى بشمعتين حمراوان... أمنحه كل مايشتهى... أحتفل بعيد ميلاده... وعيد أول لقاء لنا... وأعياد كثيرة أختلقها ليكون معى... ولايقطع هذه السعادة عادة إلا هذا الثور... أخى الذى يمر على فى أوقات متفرقة ومفاجئة ليكتشف أننى أعد البيت لضيف... لن يأتى..

قبلة
بخجل يبعثرنى أريد أن أسأل... ياترى ماهو طعم القبلة؟... هل يمكن أن يجيبنى أحد؟... بل هل يمكن أن أتجرأ وأسأل أحد هذا السؤال؟... ومن من الممكن أن أسأله؟... وكيف سيجيبنى؟... كيف سيصف تلك اللحظة التى تلتقى مواسم الدفء والحنان؟... هذا التوحد والانصهار؟... كيف سيصف التلاشى فى حبيب يقبلنى؟... ألا يمكن أن أجربها؟... أجربها مرة واحدة... مرة واحدة فى الحياة... حبيب ما من كل من أحببتهم يتعطف ويذيقنى طعمها فقط... وأعدكم أننى لن أطلب أكثر منها... ولن أتعدى حدود الأدب... وأطلب المزيد... ولارجل فى الكون يعرف على وجه الحقيقة مالذى تعنيه القبلة للمرأة... أبتسم لنفسى الآن متسائلة ماهو حجم الفضيحة التى يمكن أن أتعرض لها لو قرأ أحد هذه الكلمات؟... يجب أن أمزق هذه الورقة من يومياتى...

أحبك...
أحبك... يامن لاتعرف أنى أحبك... ومشغول بغيرى ولاتشعر بوجودى... أحبك يامن أضاء لى أيامى المظلمة... أحبك يامن لاتعلم أنى أحبك... أحبك ياحياتى وروحى أحبك... أحبك يامن أعدت نبضات قلبى المسافرة إلى قلبى... أحبك ولن تعرف يوما أنى أحبك... عيناك شعاع من نور أضاء حياتى وجعل لها معنى... صوتك يهمس لى بقصائد شعر لم أسمعها من قبل... عيناك قصائد من نور... بحر الحياة وروحها... عيناك عبير الزهر... ضوء الشمس... عطر بحرى هفهاف... عيناك... آه منهما... أحبك يامن لاتعلم أنى أحبك ومشغول بغيرى... أحبك.

البحث عن كارثة...
تسيل دمعة معتادة على خدى... وأنا أتطلع إلى الليل من نافذتى... لماذا كل الليالى متشابهة... ألا يمكن أن يحدث تغيير ما يكسر هذا الملل... لماذا لاتحدث مصيبة مثلا؟... كارثة... شيئ ما يغير هذا السكون الساكن أجزائى... هؤلاء الرجال السائرين فى الشارع ألا يرانى أحد منهم ... ألا يشعر بى أحد... هذا الحمار القابع فى ورشة السيارات المواجهة للنافذة ألا يتطلع مرة واحدة إلى... وأنا المصلوبة على النافذة منذ أكثر من ساعة... لا أريد منه شيئ آخر... يرفع وجهه فقط ويتطلع فى... لماذا لا يفكر أحد من هؤلاء الرجال فى اغتصابى مثلا؟... سأقاوم بكل ذرة فى كيانى... لن يأخذ منى شيئ... جاءتنى فكرة لماذا لا أحاول الانتحار؟... لربما تركت أخواتى مشاغلهن وجئننى... ألن يحضرن إلا إذا مت؟.. كم أنا غبية... ستتعفن جثتى وأتحول إلى هيكل عظمى قبل أن يتذكر أحد زيارتى.

سكين...
جز مشاعرى بسكين بارد فترشرشت دمائى فى كل مكان على وجهى وملابسى والأرض والسقف وكل أنحاء الحياة... أصعب مافى الأمر أن ضحكتى جلجلت وكأنى أستمع إلى نكته منه... من بعدها مزقته بداخلى... مسحته من حياتى... طردته من البيت... مزقت الهدايا التى اشتريتها له... غسلت شفتى مائة مرة حتى أمحو آثار قبلاته... مزقت ملابسى التى اشتريتها من أجله هو... مسحت من ذاكرتى ماكينة الأحلام التى تأتينى به كل ليلة... كل الأعياد التى اختلقتها له مزقتها من أوراق النتيجة... وعندما عاد أخى هذه الليلة وجد الطعام بالكاد يكفى فردا واحدا ومع ذلك تعامل بكل غباء وجلس لالتهامه...

خوف...
أشعر منذ عدة أيام عندما أدخل إلى البيت أن أحدا ما معى فى البيت أقف خائفة... أتسلل بحذر... ولكنى لا أجد أحد... وفى نافذة المساء لاحظت أن جارنا يطيل النظر إلى... ويختلس النظرات من آن لآخر... هذا الوغد يستحق التأديب... صفعت الشباك وأنا أغلقه لعله يفهم أننى لايمكن أن أنظر إلى رجل مثله ولو كان آخر رجل فى الكون....فى اليوم التالى وأنا عائدة للبيت شعرت أن كل الرجال من أول الشارع يتناوبون التهامى بأعينهم... هؤلاء السفاحين... ألا يعرفون لجارتهم حرمتها...
مررت بجوار محل السيارت إختلست بعينى فلم أجده... دق قلبى بعنف... أيكون قد اختبأ فى البيت... نظرت إلى بلكونة البيت كان بابها مفتوح... صعدت إلى البيت بسرعة أدرت المفتاح ببطء حبست أنفاسى وتسللت بهدوء قاتل على أطراف أصابعى... بحثت عنه فى أرجاء الشقة... أعيانى التعب... لم أجده... فتحت دولاب الملابس... أسفل السرير... فى المطبخ... فى الثلاجة... فى فرن البوتاجاز... فى الحمام... ثم وقفت فى الصالة وقد امتلأت غيظا وحقدا... وناديت عليه... اعرف أنك هنا لن أفعل شيئا ولكن أخرج... أرجوك لاتتركنى هكذا أخرج... ثم انخرطت فى بكاء حار... لم أفهم له معنى...

أين عقلى؟
كلما عدت إلى البيت وفى أى وقت يسيطر على شعور طاغى أن هناك من يختبئ لى فى البيت.. أجد متعة خاصة فى تخيل ذلك... ومتعة أكبر فى البحث... وأكبر منها فى تخيلى لمشهد الانقضاض على رجل لأوسعه ضربا بعصا خيزران اشتريتها خصيصا لهذا الغرض... كيف يجرؤ ويتسلل إلى البيت... كيف يتصور أننى سأكون لقمة سائغة... سهلة المنال... أجز على أسنانى... آه لو أجده... آه لو أجده…

هل يكون هو؟؟؟…
شغلنى شاغل جديد خفف حكاية البحث هذه وإن لم أوقفها… رجل بهى الطلة فى منتهى الأناقة والوسامة يرتدى نظارة شمسية جميلة تبرز أنف فخم جميل كأنه يدافع عن شفتيه المدملجتين المنفرجتان قليلا وكأنهما على وعد بقبلة تنتظرهما... آه لو كسرت هذا الأنف لفزت ووفيت بهذا الوعد المنتظر... يتأبط دائما ذراع صديق له لايفارقه... رأيته عدة مرات فى الترام يركب من محطة سيدى جابر قبضت عليه عدة مرات يختلس إلى النظرات من خلف نظارته الشمسية ويبتسم... ثم يلتفت لصديقه ليسر له بكلمات لم أفهم محتواها…أول مرة أشعر أن رجل يتطلع إلى بشوق ولهفة… شعور قوى امتلكنى وسيطر على بأن هذا الرجل سيكون لى… وأن القدر أخيرا قد فك عقدتى.
هذا الرجل أصبح فى لحظة واحدة نديم أحلامى وعلى قمة هرم أمنياتى... قفز مرة واحدة إلى الصدارة... متجاوزا كل رجل تمنيته يوما ما... ولكن جملة أحلامى به اختلف شكلها... انشغلت بتفاصيل كثيرة من أول تعارف سيتم بيننا... وكيف سينمو حبنا... وحتى ليلة زفافنا وفستان الفرح والمدعوين وحفل زفافنا...... وعندما يغلق علينا الباب... سأطير عليه وأضمه بقوة... لالالا المفروض أن يعترينى الخجل... نعم يجب أن يعترينى الخجل... سأتدرب على أن يعترينى الخجل سأقاوم هذا الشلال الهادر بداخلى... عيب أن تبادر امرأة رجلها حتى ولو كان عقلها على وشك الجنون... أسير فى شارعنا متأبطة ذراعيه أتطلع لهؤلاء الحشرات وهم يتطلعون إلى والحسد يأكل قلوبهم… والغيرة من وسامة حبيبى تحرقهم… يملؤنى الفخر والاعتزاز وقد تكورت بطنى من أثر الحمل فأسير بتؤدة وهو يسير بجوارى على مهل رفقا بى… سأنجب ثلاثة أولاد... أربعة... خمسة... أريد أن أملأ بيتى بالأولاد حتى لا أعيش هذه الوحدة البغيضة مرة أخرى… من الغد سأمنحه فرصة للاقتراب منى ولكن بحذر حتى لا يظن أننى رخيصة… لن أضيع هذه الفرصة مهما كان ثمنها من الغد سأتعمد الوقوف بجواره… سأشعل ناره بجمالى وابتسامه عذبة مرحبة سأضعها على وجهى… تقول له مالذى يمنعك تفضل... ابتسامة توحى بالممانعة الراغبة... آه ياحبيبى ما أطول الليل... إلى اللقاء المرتقب ياحبيب العمر وبهجته...

قال شهود العيان أنها ركبت الترام من محطة سيدى جابر ثم وقفت قبالة شاب يرتدى نظارة الشمسية وبعد فترة والجميع منشغل بذاته فوجئوا بها تمسك بتلابيبه صارخة بحرقة فى وجهه حرام عليك... حرام عليك... ألا تخجل من نفسك... من تظننى لتشاغلنى بحاجبيك هكذا وهكذا... أتظننى رخيصة إلى هذا الحد... حرام عليك... حرام عليك... أنا إنسانة محترمة... كان الرجل يرتعش من هول المفاجأة ويمسك بيديها يريد التخلص منها... وبينما نستعد للانقضاض عليه لنوسعه ضربا... صرخ صديقه وهو يحامى عنه ليمنعنا من الوصول إليه... قائلا حرام عليك أنت ألا تفهمين؟... ثم ألقى بنا فى مفاجأة كبيرة أسكتتنا جميعا.. وكانت فوق احتمالها... فلم تتحمل نظراتنا فسكتت برهة وهى مازالت تمسك بتلابيبه بإصرار غريب... ثم خبأت رأسها فى صدره وبدأ جسدها يرتعش وهى تنظر إليه برجاء والدموع تنهمر من عينيها تختلج شفتيها بشهيق مؤلم ثم بدأت تنتحب بصوت عال حتى صار صراخا ولم تسكت حتى سقطت مغشيا عليها... فقد اكتشفت كما اكتشفنا جميعا أن الرجل ذى النظارة السوداء لم يكن سوى... رجل كفيف.
22/7/2007

جوتيار تمر
23-07-2007, 01:44 AM
العزيز عصام..
النص جاء بلغة سردية متماسكة..وبدا لي وكأن النص يجرنا الى فواصل زمنية ترسم ملامح واقع..وتختصر عمراً.. يترواح بين رؤيا تنشق عن الزمن لتبث لنا كيفية صيرورة الزمنية والمكانية في الاحداث التي نعيشها كل يوم وكل لحظة... المنطلق لحظة ولادة وسط مكانية تخرج عن حيادها، لتسكن هناك في عمق اللقاء بالوجود... نحمل الكثير من صور الأماكن التي فيها ولادتنا وصارت ملاذ احلامنا ..وكأني بالسارد هنا يرسم لنا ملامح الشخصية ضمن اطار البناء القصصي المحكم..والذي وجدته يتناقل بين الاجواء حاملا معه ريشته من اجل نقل كل الوقائع والاحداث التي يمكن ان يظهر لنا قيمة الحدث الاساس..وبأسلوب شيق محكم، عباراته جاءت متراصة.. الراوي يمسك بثقة مقود السير.. ليحدثنا عما يخالج نفسه..وما يراه..( عنها هي).. ويصور ذلك بدقة متناهية فنراه مشدوها إلى الشخضية ذاتها.. فعلا قرأت قصة فيها المزج بين اللغة الراقية والأسلوب المتين وجمال العبارة .. وأنت تنهيها تشعر بأنها قد تركت أثرها .. ولعل من أبرز التحولات التي طرأت على الرؤية للشخصية في السرد .. كونها لم تعد قوة فاعلة بذاتها في الحدث وتطوراته ، بل صارت منفعلة متفاعلة في ذاتها مع الوعي ومفارقاته حتى لا أقول متناقضاته .. واعجبتني النهاية جدا لانها بالفعل كانت قوة للنص..وبرهنت على حرفية السارد هنا.
محبتي لك
جوتيار

د. نجلاء طمان
24-07-2007, 02:07 PM
الرائع : عصام

بالرغم من طول النص إلا إنه أخذنى تماما حتى النهاية, وهذا يعنى أن عنصر التشويق فرض نفسه بقوة على عقل المتلقى. صمت بعدها لفنى لفترة لألتقط أنفاسى وهذا يعنى أن القاص تمكن الأخذ بتلابيب تعاطف المتلقى لبطلة القصة. النص هو مشروع رواية هذا أكيد, فهو أطول من كونه قصة قصيرة, وأقصر من كونه رواية. بالرغم من طول النص إلا أنه - من وجهة نظرى- اختزل الكثير والكثير مما يمكن أن يقال ويوصف عن امرأة تعانى من هذيان الوحدة والاحتياج للحب الذى انقلب عندها بهذيان تخيلى مرضى. وعلاقة الطبيب بها وسفره عبر يومياتها كانت تحتاج المزيد من الكاتب الى مد الحبل السردى لانفعال برانيات وجوانيات كل من البطلة و الطبيب , وانفعال الأخير مع كل جوانيات البطلة التى تصل اليه عبر يوميات متقطعة, ورد فعله بعد كل قراءة لكل جزء من يومياتها وتفكيره وربطه الأحداث بعضهاببعض للعثور على الحل. أما عن عناصر القص فكانت كاملة بدءا من عنوان لافت وتدرجا فى الحكى وانتهاءا بنهاية صارخة معبرة بوضوح عن المأساة . وأمسك الراوى- عفوا وليس القاص- بحبل الحكى مشدودا قويا لكن مرنا انسيابيا فى ذات الوقت.

ربما أنت ثانى أديب -بعد الفيلسوف الفذ: جوتيار تمر- أشهد له فى الملتقى على قدرته الفائقة على التحدث بمشاعر المرأة والتغلغل داخلها بعبقرية ربما تفوق المرأة ذاتها إذا تحدثت عن نفسها. هذا العمل الراقى من وجهة نظرى التصنيفية هو مشروع رواية . أتمنى أن أقرأ لك رواية يوما , وواثقة أنك ستكون أحد الروائيين المشهورين.

شذى الوردة لهذا الرقى

د. نجلاء طمان

الطنطاوي الحسيني
25-07-2007, 11:20 AM
كما قلت لك ايها الحبيب بحر الحياة

اخذتنا مشدوها الي نهايتها

انت مبدع ورائع

شاعر في قالب ناثر

وناثر في قالب شاعر

قصة رائعة

ولو اني لن اكتب باحاسيس المرأة عنها فلتكتب هي عن نفسها فهي ادرى


ولاكتب عن ابناء جنسي فانا ادرى بهم كرجال

دمت متألقا مبدعا

حبيبي عصام عبد الحميد

الشربينى خطاب
27-07-2007, 08:47 AM
الأستاذ الفاضل / عصام عبد الحميد
أسجل حضوري مع النص ولي عودة
خالص بقديري واحترامي

ابن الدين علي
29-07-2007, 01:05 AM
عنصر التشويق ناجح جدا و هو ما جعلني لا أشعر بطولها . أنت مشروع أديب ممتاز بإذن الله تعالى . لا أبالغ.وفقك الله .تحياتي...

عصام عبد الحميد
30-07-2007, 11:44 AM
العزيز عصام..
النص جاء بلغة سردية متماسكة..وبدا لي وكأن النص يجرنا الى فواصل زمنية ترسم ملامح واقع..وتختصر عمراً.. يترواح بين رؤيا تنشق عن الزمن لتبث لنا كيفية صيرورة الزمنية والمكانية في الاحداث التي نعيشها كل يوم وكل لحظة... المنطلق لحظة ولادة وسط مكانية تخرج عن حيادها، لتسكن هناك في عمق اللقاء بالوجود... نحمل الكثير من صور الأماكن التي فيها ولادتنا وصارت ملاذ احلامنا ..وكأني بالسارد هنا يرسم لنا ملامح الشخصية ضمن اطار البناء القصصي المحكم..والذي وجدته يتناقل بين الاجواء حاملا معه ريشته من اجل نقل كل الوقائع والاحداث التي يمكن ان يظهر لنا قيمة الحدث الاساس..وبأسلوب شيق محكم، عباراته جاءت متراصة.. الراوي يمسك بثقة مقود السير.. ليحدثنا عما يخالج نفسه..وما يراه..( عنها هي).. ويصور ذلك بدقة متناهية فنراه مشدوها إلى الشخضية ذاتها.. فعلا قرأت قصة فيها المزج بين اللغة الراقية والأسلوب المتين وجمال العبارة .. وأنت تنهيها تشعر بأنها قد تركت أثرها .. ولعل من أبرز التحولات التي طرأت على الرؤية للشخصية في السرد .. كونها لم تعد قوة فاعلة بذاتها في الحدث وتطوراته ، بل صارت منفعلة متفاعلة في ذاتها مع الوعي ومفارقاته حتى لا أقول متناقضاته .. واعجبتني النهاية جدا لانها بالفعل كانت قوة للنص..وبرهنت على حرفية السارد هنا.
محبتي لك
جوتيار
الحبيب جوتيار تمر
لقد بذلت مجهودا خارقا فى كتابة هذا النص... كل جملة وعبارة وكلمة وحرف أخذ منى وقتا ومجهودا ذهنيا كبيرا... أتعبتنى بطلة النص جدا فوق الاحتمال... حتى امسك بأطراف بمشاعرها وأغوص فيها... حتى وأنا أختار عنوان النص بذلت ذات المجهود حتى أعنون لهذه المشاعر بعنوان يدل عليها...
تدرى ياصديقى العزيز لما أقول هذا؟
لأنه عندما قرأت تعليقك النبيل... شعرت أننى فزت فى مارثون طويل بالجائزة الكبرى... والتى يهون بجوار روعتها كل التعب والمجهود والسهر والشرود والغوص... شعرت أن لتعب الأديب قيمة كبيرة شعرت أن فتافيت امرأة وغيرها تستحق فعلا كل هذا العناء لتصل رسالة إنسانية إلى القارئ...
جوتياتمر...
أشكر لك مرورك واهتمامك وتعليقك...
شكر الله لك...

عصام عبد الحميد
30-07-2007, 08:22 PM
الرائع : عصام
بالرغم من طول النص إلا إنه أخذنى تماما حتى النهاية, وهذا يعنى أن عنصر التشويق فرض نفسه بقوة على عقل المتلقى. صمت بعدها لفنى لفترة لألتقط أنفاسى وهذا يعنى أن القاص تمكن الأخذ بتلابيب تعاطف المتلقى لبطلة القصة. النص هو مشروع رواية هذا أكيد, فهو أطول من كونه قصة قصيرة, وأقصر من كونه رواية. بالرغم من طول النص إلا أنه - من وجهة نظرى- اختزل الكثير والكثير مما يمكن أن يقال ويوصف عن امرأة تعانى من هذيان الوحدة والاحتياج للحب الذى انقلب عندها بهذيان تخيلى مرضى. وعلاقة الطبيب بها وسفره عبر يومياتها كانت تحتاج المزيد من الكاتب الى مد الحبل السردى لانفعال برانيات وجوانيات كل من البطلة و الطبيب , وانفعال الأخير مع كل جوانيات البطلة التى تصل اليه عبر يوميات متقطعة, ورد فعله بعد كل قراءة لكل جزء من يومياتها وتفكيره وربطه الأحداث بعضهاببعض للعثور على الحل. أما عن عناصر القص فكانت كاملة بدءا من عنوان لافت وتدرجا فى الحكى وانتهاءا بنهاية صارخة معبرة بوضوح عن المأساة . وأمسك الراوى- عفوا وليس القاص- بحبل الحكى مشدودا قويا لكن مرنا انسيابيا فى ذات الوقت.
ربما أنت ثانى أديب -بعد الفيلسوف الفذ: جوتيار تمر- أشهد له فى الملتقى على قدرته الفائقة على التحدث بمشاعر المرأة والتغلغل داخلها بعبقرية ربما تفوق المرأة ذاتها إذا تحدثت عن نفسها. هذا العمل الراقى من وجهة نظرى التصنيفية هو مشروع رواية . أتمنى أن أقرأ لك رواية يوما , وواثقة أنك ستكون أحد الروائيين المشهورين.
شذى الوردة لهذا الرقى
د. نجلاء طمان
د.نجلاء
حضورك البهى الجميل يملؤنى ثقة وقوة على المواصلة... قراءتك الواعية لجوانب القصة تجعلنى دائما أتطلع لمرورك وتعليقك...
بالنسبة لتعليقك على علاقة الطبيب بالمريضة... كانت رسالتى فى القصة تركز على أبعاد أخرى غير أن إشارتك بأن يتحول العمل إلى رواية ربما كانت تغطى تلك الأبعاد التى ذكرتيها
بمناسبة الرواية... أصدقك القول أننى حتى
الآن فى مهابة ضخمة من الولوج إلى بحر الرواية... اخاف أن تضل بوصلتى فى أمواج الرواية العاتية... وتتمزق أشرعتى... على الرغم من الكثيرين وجهنى لكتابة الرواية وشجعنى عليها...
يبدو أننى سأقدم...
د.نجلاء
حضورك الرائع يشرف قصتى ويشرف أى قصة تمرين عليها
دمت بخير

عصام عبد الحميد
06-08-2007, 11:01 AM
كما قلت لك ايها الحبيب بحر الحياة
اخذتنا مشدوها الي نهايتها
انت مبدع ورائع
شاعر في قالب ناثر
وناثر في قالب شاعر
قصة رائعة
ولو اني لن اكتب باحاسيس المرأة عنها فلتكتب هي عن نفسها فهي ادرى
ولاكتب عن ابناء جنسي فانا ادرى بهم كرجال
دمت متألقا مبدعا
حبيبي عصام عبد الحميد
أخى الحبيب الشاعر الطنطاوى الحسينى
أشكر لك مرورك الكريم واطرائك الراقى
دمت بخير اخى الحبيب

عصام عبد الحميد
06-08-2007, 11:03 AM
الأستاذ الفاضل / عصام عبد الحميد
أسجل حضوري مع النص ولي عودة
خالص بقديري واحترامي
الأستاذ الحبيب الشربينى خطاب سأنتظر عودتك للنص بالله عليك لاتحرمنا منها
دمت بخير

عصام عبد الحميد
16-08-2007, 03:00 PM
عنصر التشويق ناجح جدا و هو ما جعلني لا أشعر بطولها . أنت مشروع أديب ممتاز بإذن الله تعالى . لا أبالغ.وفقك الله .تحياتي...
الأستاذ والأخ الحبيب إبن الدين على
أشكرك على مرورك الجميل وتشجيعك الكريم وأتمنى أن أكون عند حسن ظنك

الشربينى خطاب
18-08-2007, 07:52 AM
الأستاذ الفاضل / عصام عبد الحميد


يجب أن تكون هناك علاقة حميمة شكلاَ وموضوعاً بين عنوان النص الذي هو عتبة " فتافيت امرأة "ومضمون القصة والمعني الكامن في الذاكرة والمورث من كلمة فتافيت ـ فتافيت السكر أو الخبز ـ والخبز والسكر طعام أساسي من مقومات الحياة للإنسان
يبدأ النص في الزمن الماضي علي لسان الطبيب النفسي كشخصية ثانوية غير فاعلة في الأحداث سوي قراءة الأوراق المعنونة في يوميات المرأة
{أغلقت زجاج الغرفة لأحمى نفسى من برودة الهواء المبكرة... مغمضا عينى فى محاولة للملمة شتات ذهنى... والتفكير بعمق كبير...}
{أوراق حياتها كانت الشئ الأساسى الذى وجدناه فى حقيبة يدها بجوار أغراضها الأخرى ولكنها كانت كفيلة لقراءة هذه المرأة... }[/COLOR[COLOR="red"]]
{أم أن قنبلة زمنية ظلت تعد دقائقها وثوانيها ولم ندركها إلا عندما انفجرت وتناثرت شظاياها معلنة انتحار حلم وموت روح تسكن جسد عليل منكسر... جسد ربما نستطيع تداركه... ولكن حتى لو أدركناه ولحقنا به ماذا يفيد لو حققنا له كل أمانيه وقد فات أوانها... وانتهت... وماتت. } جاءت هذه الجمل بصيغ تقريرية وهذا النوع من القصص الذي يستخدم فيه الكاتب أسلوب السير الذاتية يكون السرد فيه بلسان شخوصه التي تعرف نهاية قصتها قبل الكتابة وعلي المبدع أن يكون حريص ألا يتدخل في النص فلا مجال للراوي هنا وقد وقع المحظور وتدخل الراوي في النص مبدياً رأيه في الأحداث
{ ما أصعب أن يتحول إنسان إلى مجموعة من الأوراق... مجرد أوراق نقرأ نبحث فيها عن ملامحه... }
لو ترك الكاتب هذا للمتلقي لكان أوقع ، ثم تبدأ عناوين اليوميات بأسلوب السيرة الذاتية
{ عيد ميلاده00 0 أمي 000 أفتقدها00 عيد ميلادي 00 الحب الحقيقي 00 قبلة 00 أحبك 00 البحث عن كارثة 00 سكين 000 خوف 00 أين عقلي 00 هل يكون هو 00؟}
يعلم المتلقي أن بطلة النص قد ماتت لكن المبدع لعب علي حب الاستطلاع المسيطر علي القراء لمعرفة كيف ماتت وما أسباب الوفاة ، هذا الشكل من الكتابة بضمير الأنا ليس فيه حدث درامي ينمو متصاعداً فيكون الحبكة الدرامية فالنهاية معروفة سلفاً ، والكاتب هو الوحيد الذي يعرف نهاية القصة قبل تدوينها بعكس القص التقليدي الذي يكتشف فيه المبدع والمتلقي حل العقدة ونهاية القصة في وقت واحد ومن أمثلة هذا النوع التراجيديات المأساوية " هاملت ـ عطيل ـ أديب 00 " البطل فيها ميت ميت لكن كيف يصارع البطل قدره المحتوم
تلك هي الحبكة المشوقة التي يستغلها الكاتب عند المتلقي فهو يعلم حبة الشديد للاستطلاع ، لكن الخاتمة مفتعلة لإحداث نوع من المفارقة تصدم المتلقي أو تدهشه لذلك لم يدعي الكاتب أنها مدونة في يوميات بطلة القصة بل نقلها علي لسان شهود العيان ربما يكونوا غير صادقين
أعجبتني قصة " الحب الحقيقي "
منذ اللحظة التى وقعت عيناى عليه وأنا أعيش محنة جميلة... هذا الودود المبتسم دائما... الوسيم... لا لا ليست مسألة وسامة... إنه طاغية... رجولة مستفزة إلى أبعد حد... لأول مرة يثيرنى عطر رجالى إلى هذا الحد... لأول مرة أشعر أن العطر الرجالى يمكن أن يفتك بامرأة ويبعثرها هكذا... تقافزت المدرسات حوله... خاصة ممن لم يتزوجن بعد... أما أنا فقد سلكت طريقا آخر إلى قلبه... اتخذته صديقا أستشيره فى مشكلات أختلقها عن أناس ليس لهم وجود فى الحياة... فعشت لحظات بقربه جميلة... لم ينافسنى فيها أحد...
اكتشفنا بعد فترة وجيزة أنه متزوج... كانت مفاجأة للجميع... انهارت شبكة النساء من حوله... كم هن غبيات... أما أنا فقد تخليت من أجل نظرة عينيه التى يستقبلنى بها عن مبدئى فى الحياة ألا أكون زوجة ثانية أبدا... معه يمكننى أن أكون حتى الزوجة الثالثة عشر... فقط يضمنى إلى صدره... يمنحنى من ذراعيه هوية أنثوية... صار هذا الرجل هو أنيس غربتى ودفء ليالى وحدتى... من أجله أعيش... من أجله أرتب البيت... واشترى له وحده ملابسى... أنتقيها بعناية... أحادثه... أطعمه بيدى... وأضيئ ليلى بشمعتين حمراوان... أمنحه كل ما يشتهى... أحتفل بعيد ميلاده... وعيد أول لقاء لنا... وأعياد كثيرة أختلقها ليكون معى... ولا يقطع هذه السعادة عادة إلا هذا الثور... أخى الذى يمر على فى أوقات متفرقة ومفاجئة ليكتشف أننى أعد البيت لضيف... لن يأتى..
النص أنموذج للسير الذاتية المروي بضمير الأنا دون تدخل من الراوي في الأحداث ، فالبطلة تحكي تجربتها التي عايشتها وعرفت نهايتها " 000
{أعدت البيت لضيف 00 لن يأتي 00 "}

خالص تقديري واحترامي

عصام عبد الحميد
30-08-2007, 03:51 PM
الأستاذ الفاضل / عصام عبد الحميد


يجب أن تكون هناك علاقة حميمة شكلاَ وموضوعاً بين عنوان النص الذي هو عتبة " فتافيت امرأة "ومضمون القصة والمعني الكامن في الذاكرة والمورث من كلمة فتافيت ـ فتافيت السكر أو الخبز ـ والخبز والسكر طعام أساسي من مقومات الحياة للإنسان
يبدأ النص في الزمن الماضي علي لسان الطبيب النفسي كشخصية ثانوية غير فاعلة في الأحداث سوي قراءة الأوراق المعنونة في يوميات المرأة
{أغلقت زجاج الغرفة لأحمى نفسى من برودة الهواء المبكرة... مغمضا عينى فى محاولة للملمة شتات ذهنى... والتفكير بعمق كبير...}
{أوراق حياتها كانت الشئ الأساسى الذى وجدناه فى حقيبة يدها بجوار أغراضها الأخرى ولكنها كانت كفيلة لقراءة هذه المرأة... }[/COLOR[COLOR="red"]]
{أم أن قنبلة زمنية ظلت تعد دقائقها وثوانيها ولم ندركها إلا عندما انفجرت وتناثرت شظاياها معلنة انتحار حلم وموت روح تسكن جسد عليل منكسر... جسد ربما نستطيع تداركه... ولكن حتى لو أدركناه ولحقنا به ماذا يفيد لو حققنا له كل أمانيه وقد فات أوانها... وانتهت... وماتت. } جاءت هذه الجمل بصيغ تقريرية وهذا النوع من القصص الذي يستخدم فيه الكاتب أسلوب السير الذاتية يكون السرد فيه بلسان شخوصه التي تعرف نهاية قصتها قبل الكتابة وعلي المبدع أن يكون حريص ألا يتدخل في النص فلا مجال للراوي هنا وقد وقع المحظور وتدخل الراوي في النص مبدياً رأيه في الأحداث
{ ما أصعب أن يتحول إنسان إلى مجموعة من الأوراق... مجرد أوراق نقرأ نبحث فيها عن ملامحه... }
لو ترك الكاتب هذا للمتلقي لكان أوقع ، ثم تبدأ عناوين اليوميات بأسلوب السيرة الذاتية
{ عيد ميلاده00 0 أمي 000 أفتقدها00 عيد ميلادي 00 الحب الحقيقي 00 قبلة 00 أحبك 00 البحث عن كارثة 00 سكين 000 خوف 00 أين عقلي 00 هل يكون هو 00؟}
يعلم المتلقي أن بطلة النص قد ماتت لكن المبدع لعب علي حب الاستطلاع المسيطر علي القراء لمعرفة كيف ماتت وما أسباب الوفاة ، هذا الشكل من الكتابة بضمير الأنا ليس فيه حدث درامي ينمو متصاعداً فيكون الحبكة الدرامية فالنهاية معروفة سلفاً ، والكاتب هو الوحيد الذي يعرف نهاية القصة قبل تدوينها بعكس القص التقليدي الذي يكتشف فيه المبدع والمتلقي حل العقدة ونهاية القصة في وقت واحد ومن أمثلة هذا النوع التراجيديات المأساوية " هاملت ـ عطيل ـ أديب 00 " البطل فيها ميت ميت لكن كيف يصارع البطل قدره المحتوم
تلك هي الحبكة المشوقة التي يستغلها الكاتب عند المتلقي فهو يعلم حبة الشديد للاستطلاع ، لكن الخاتمة مفتعلة لإحداث نوع من المفارقة تصدم المتلقي أو تدهشه لذلك لم يدعي الكاتب أنها مدونة في يوميات بطلة القصة بل نقلها علي لسان شهود العيان ربما يكونوا غير صادقين
أعجبتني قصة " الحب الحقيقي "
منذ اللحظة التى وقعت عيناى عليه وأنا أعيش محنة جميلة... هذا الودود المبتسم دائما... الوسيم... لا لا ليست مسألة وسامة... إنه طاغية... رجولة مستفزة إلى أبعد حد... لأول مرة يثيرنى عطر رجالى إلى هذا الحد... لأول مرة أشعر أن العطر الرجالى يمكن أن يفتك بامرأة ويبعثرها هكذا... تقافزت المدرسات حوله... خاصة ممن لم يتزوجن بعد... أما أنا فقد سلكت طريقا آخر إلى قلبه... اتخذته صديقا أستشيره فى مشكلات أختلقها عن أناس ليس لهم وجود فى الحياة... فعشت لحظات بقربه جميلة... لم ينافسنى فيها أحد...
اكتشفنا بعد فترة وجيزة أنه متزوج... كانت مفاجأة للجميع... انهارت شبكة النساء من حوله... كم هن غبيات... أما أنا فقد تخليت من أجل نظرة عينيه التى يستقبلنى بها عن مبدئى فى الحياة ألا أكون زوجة ثانية أبدا... معه يمكننى أن أكون حتى الزوجة الثالثة عشر... فقط يضمنى إلى صدره... يمنحنى من ذراعيه هوية أنثوية... صار هذا الرجل هو أنيس غربتى ودفء ليالى وحدتى... من أجله أعيش... من أجله أرتب البيت... واشترى له وحده ملابسى... أنتقيها بعناية... أحادثه... أطعمه بيدى... وأضيئ ليلى بشمعتين حمراوان... أمنحه كل ما يشتهى... أحتفل بعيد ميلاده... وعيد أول لقاء لنا... وأعياد كثيرة أختلقها ليكون معى... ولا يقطع هذه السعادة عادة إلا هذا الثور... أخى الذى يمر على فى أوقات متفرقة ومفاجئة ليكتشف أننى أعد البيت لضيف... لن يأتى..
النص أنموذج للسير الذاتية المروي بضمير الأنا دون تدخل من الراوي في الأحداث ، فالبطلة تحكي تجربتها التي عايشتها وعرفت نهايتها " 000
{أعدت البيت لضيف 00 لن يأتي 00 "}

خالص تقديري واحترامي

الأستاذ الجميل الشربينى خطاب
أشكر لك وفاءك بوعدك لى فجزاك الله خير الجزاء
بالنسبة للعنوان هذا ماقصدته بالفعل فتافيت السكر الخبز وهى مقومات أساسية لحياة الإنسان وكذلك المرأة ياسيدى...

ملاحظتك على الجمل التقريرية جديرة بالاهتمام وأشكرك على هذه الملاحظة البناءة...
أشكر لك مرة اخرى ولمرات لانهائية مرورك الكريم
شكرا جزيلا

وفاء شوكت خضر
30-08-2007, 11:28 PM
ما أصعب أن يتحول إنسان إلى مجموعة من الأوراق... مجرد أوراق نقرأ نبحث فيها عن ملامحه..

الأخ الأديب / عصام ..

رغم طول القصة ، فقد كان تقسيمها إلى فقرات معنونة ، فيه بعض الإبهار ، وفنية في شد المتلقي ، فيحس بعض التغيير وهو نتقل من جزءإلى جزء، ليعايش العنوان من خلال الفقرة ، وكأنها قصة جديدة .
قد قرأت قصتكأكثر من مرة ، ولم يسعفني الوقت على أن أسجل مروري على صفحتها .
وقد سبقني من سبقني في التقليق الوافي والقراءات القيمة ، فلم يعد لدي ما أضيفه .

أسجل مروري وإعجابي بقدرتك على وصف مشاعر المرأة ومعاناتها بشكل دقيق ، وبقدرة أدبية سردية فائقة الروعة من خلال التصوير لكل موقف .

تقبل مروري ..
تحيتي .

عصام عبد الحميد
08-09-2007, 03:13 PM
ما أصعب أن يتحول إنسان إلى مجموعة من الأوراق... مجرد أوراق نقرأ نبحث فيها عن ملامحه..
الأخ الأديب / عصام ..
رغم طول القصة ، فقد كان تقسيمها إلى فقرات معنونة ، فيه بعض الإبهار ، وفنية في شد المتلقي ، فيحس بعض التغيير وهو نتقل من جزءإلى جزء، ليعايش العنوان من خلال الفقرة ، وكأنها قصة جديدة .
قد قرأت قصتكأكثر من مرة ، ولم يسعفني الوقت على أن أسجل مروري على صفحتها .
وقد سبقني من سبقني في التقليق الوافي والقراءات القيمة ، فلم يعد لدي ما أضيفه .
أسجل مروري وإعجابي بقدرتك على وصف مشاعر المرأة ومعاناتها بشكل دقيق ، وبقدرة أدبية سردية فائقة الروعة من خلال التصوير لكل موقف .
تقبل مروري ..
تحيتي .

شكرا لمرورك وتعليقك وفاء
سعدت جدا بقراءتك لنصى فتافيت امراة
دمت بخير وعافية
وكل عام وانت بخير

مأمون المغازي
08-09-2007, 04:18 PM
القاص الجميل : عصام عبد الحميد ،

هذا عمل قصي يستحق التقدير لما قام عليه من أدوات فنية ، وبراعة قاص خبر الحياة وعرف كيف يختار النسق المناسب لعمل صعب كهذا ، فهذا الترحال السهل في عالم هذه السيدة مرورًا بالأمكنة والزمن والناس ، والمحيطين الضيق والواسع للعلاقات ، وهذه القدرة على الوصف النفسي لا يمكن أن تكون إلا لمبدع بارع ، استطاع بأسلوبه الماتع أن ينقلنا بيسر ، ويشوقنا لمرحلة بعد مرحلة عبر مذكرات تركتها السيدة ، والرائع هذه الحركية وهذا التنوع في عرض المذكرات الذي جاء في تسلسل فاعل مؤثر في القارئ يكتنفه فلا يبرح الصفحات حتى يتم ما قد بدأ ليجد نفسه في حالة من المتعة غير المستفزة الجميلة .

أديبنا القاص البارع ،

محبتي واحترامي

مأمون

عصام عبد الحميد
13-09-2007, 10:53 AM
[QUOTE=مأمون المغازي;307184]القاص الجميل : عصام عبد الحميد ،
هذا عمل قصي يستحق التقدير لما قام عليه من أدوات فنية ، وبراعة قاص خبر الحياة وعرف كيف يختار النسق المناسب لعمل صعب كهذا ، فهذا الترحال السهل في عالم هذه السيدة مرورًا بالأمكنة والزمن والناس ، والمحيطين الضيق والواسع للعلاقات ، وهذه القدرة على الوصف النفسي لا يمكن أن تكون إلا لمبدع بارع ، استطاع بأسلوبه الماتع أن ينقلنا بيسر ، ويشوقنا لمرحلة بعد مرحلة عبر مذكرات تركتها السيدة ، والرائع هذه الحركية وهذا التنوع في عرض المذكرات الذي جاء في تسلسل فاعل مؤثر في القارئ يكتنفه فلا يبرح الصفحات حتى يتم ما قد بدأ ليجد نفسه في حالة من المتعة غير المستفزة الجميلة .
أديبنا القاص البارع ،
محبتي واحترامي
مأمون
الأستاذ الرائع مأمون المغازى
تحية من القلب بمناسبة الشهر الكريم فكل عام وانت وجميع المبدعين بخير وتقبل الله منكم سائر الأعمال الصالحة
طريقة قراءتك للنصوص رائعة جدا وعميقة كذلك جدا... صورة تحليلية رائعة عما يجرى فى نفس كاتب القصة
أشكر لك مرورك الكريم ودمت بخير أستاذنا الحبيب

د. نجلاء طمان
05-04-2009, 03:23 AM
الرائع : عصام
بالرغم من طول النص إلا إنه أخذنى تماما حتى النهاية, وهذا يعنى أن عنصر التشويق فرض نفسه بقوة على عقل المتلقى. صمت بعدها لفنى لفترة لألتقط أنفاسى وهذا يعنى أن القاص تمكن الأخذ بتلابيب تعاطف المتلقى لبطلة القصة. النص هو مشروع رواية هذا أكيد, فهو أطول من كونه قصة قصيرة, وأقصر من كونه رواية. بالرغم من طول النص إلا أنه - من وجهة نظرى- اختزل الكثير والكثير مما يمكن أن يقال ويوصف عن امرأة تعانى من هذيان الوحدة والاحتياج للحب الذى انقلب عندها بهذيان تخيلى مرضى. وعلاقة الطبيب بها وسفره عبر يومياتها كانت تحتاج المزيد من الكاتب الى مد الحبل السردى لانفعال برانيات وجوانيات كل من البطلة و الطبيب , وانفعال الأخير مع كل جوانيات البطلة التى تصل اليه عبر يوميات متقطعة, ورد فعله بعد كل قراءة لكل جزء من يومياتها وتفكيره وربطه الأحداث بعضهاببعض للعثور على الحل. أما عن عناصر القص فكانت كاملة بدءا من عنوان لافت وتدرجا فى الحكى وانتهاءا بنهاية صارخة معبرة بوضوح عن المأساة . وأمسك الراوى- عفوا وليس القاص- بحبل الحكى مشدودا قويا لكن مرنا انسيابيا فى ذات الوقت.
ربما أنت ثانى أديب -بعد الفيلسوف الفذ: جوتيار تمر- أشهد له فى الملتقى على قدرته الفائقة على التحدث بمشاعر المرأة والتغلغل داخلها بعبقرية ربما تفوق المرأة ذاتها إذا تحدثت عن نفسها. هذا العمل الراقى من وجهة نظرى التصنيفية هو مشروع رواية . أتمنى أن أقرأ لك رواية يوما , وواثقة أنك ستكون أحد الروائيين المشهورين.
شذى الوردة لهذا الرقى
د. نجلاء طمان
....

أيها القاص المبدع

اسمح لنا بالتثبيت للتذكير برائعتكَ هذه.

تقديري

عصام عبد الحميد
07-04-2009, 11:18 PM
....

أيها القاص المبدع

اسمح لنا بالتثبيت للتذكير برائعتكَ هذه.

تقديري

شكرا جزيلا للأخت الفاضلة المبدعة الدكتورة نجلاء طمان على تفضلك بتثبيت فتافيت امرأة :0014:

أحب أن أنوه فقط إلى أن فتافيت امرأة صدرت ضمن مجموعة قصصية بنفس العنوان فى معرض الكتاب عام 2008 وصدرت الطبعة الثانية منها في 2009 وقد لاقت قبولا جميلا لدى جمهور القراء والحمد لله.

مرحة عبد الوهاب
15-04-2009, 08:48 PM
[B][B][SIZE="4"][COLOR="DarkRed"]
هكذا قرأتها ، بعد مرات عديدة :
ملحمة ، وصراع من أجل البقاء
قرأت ما يشبه الرواية وفقا لأحداثها ، في صورة قصة قصيرة .
وأتصور أن هذا لا يتآتى إلا نِتَاجْ درجة عالية من تركيز الكاتب وتكثيفه للإحداث ـ بالرغم من طول زمن القصة وأحداثها ، وأشخاصها ـ وهذا فى رأيى أحد أركان القصة القصيرة .
القصة تُجبر القارئ على قرأتها أكثر من مرة وتفنيدها حتى يستطيع الوصول الى فكرتها الأساسية والهدف المرجو منها .
قصة إجتماعية ، كلاسيكية ، مُحكَمة ، مكتملة الجوانب .
ومع دقة الكاتب وتركيز فكره أثناء الكتابة ، أنتج لنا قصة قصيرة فى منتهى السلاسة .
قدرة فائقة من الكاتب ،
حيث جعلنى أشعر أن الطبيب النفسى ، هو الراوى ، والطبيب ، والكاتب فى ذات الوقت .
وكذلك قرأتها ـ ومع كامل التقدير للكاتب ـ وكأن أنثى هى مَن كتبتها وعَبرَتْ فيها عن مشاعرها وأحاسيسها فى جميع حالاتها النفسية والحياتية التى تمُر بها .
مدى الصدق والقدرة الفائقة من الكاتب فى
نقل ورسم وتصوير أحاسيس ومشاعر إمرأة فى جميع حالاتها ، حياه الفراغ ، الحرمان ، الإحتياج ، الفرح ، الحزن ، الإنتظار ، الرغبة فى الإنتقام ، الحب ، وفى النهاية بقاياها وأشلاء روحها .
وهذا أيضا لا يتآتى إلا بالتعايش مع شخصية البطلة ، وبجهد جبار فى تركيز العقل ، حتى يُخِرج لنا هذه الرائعة ، الذى فيها أخرج ما تكمنه وتخفيه النفس في نص ادبي راقي
نجاح الكاتب الى حد كبير فى أن جعل عقل القارئ وتفكيره يعملان بتروى حتى يصلا الى ما يصبو إليه الكاتب بفتافيت إمرأة . و يفكر فيها من زوايا وإتجاهات مختلفة ومتنوعة .
من فتافيت إمرأة ككل ، أظهر لنا الكاتب أن أحيانا يوجد ظلِ للإنسان سواء أكان رجل أو إمراة ، أى إن ظاهر الإنسان شئ ، وباطنه شيئا آخر أحيانا .
فى فتافيت إمراة .... لملم الكاتب جميع أدوات المخرج المبدع فى الإخراج السنيمائى المتعارف عليه .
أرى أن فتافيت إمرأة ....... ترمز الى حالة من حالات التردى الذى يحياها المجتمع الآن عن ذى قبل .
تحية لصاحب الفكر والعقل الذى بث الى الأنامل هذه الرائعة لتكتب فتافيت إمرأة .
:nj::noc:

د. مصطفى عراقي
15-04-2009, 09:00 PM
بالنسبة للعنوان هذا ماقصدته بالفعل فتافيت السكر الخبز وهى مقومات أساسية لحياة الإنسان وكذلك المرأة ياسيدى...



القاص المبدع الأستاذ عصام عبد الحميد

كنت أودّ أن تشير هنا إلى أن هذا العنوان مأخوذ من قصيدة شهيرة للشاعرة الكويتية سعاد الصباح من ديوان بالعنوان ذاته ، من باب الأمانة الأدبية



ودمت بكل الخير



مصطفى

عصام عبد الحميد
16-04-2009, 09:46 PM
القاص المبدع الأستاذ عصام عبد الحميد

كنت أودّ أن تشير هنا إلى أن هذا العنوان مأخوذ من قصيدة شهيرة للشاعرة الكويتية سعاد الصباح من ديوان بالعنوان ذاته ، من باب الأمانة الأدبية



ودمت بكل الخير



مصطفى

الأستاذ الفاضل مصطفى عراقي
للأمانة الأدبية والإنسانية والشرعية أمام الله تعالى لا أعرف أن للدكتورة سعاد الصباح قصيدة أو ديوان بذات الإسم وذلك ربما لأنني لم أقرأ لها إلا نصوص قليلة جدا وغير مطلع على انتاجها الشعري
وجزاك الله خيرا لهذا التنويه مع خالص اعتذاري

د. مصطفى عراقي
16-04-2009, 09:48 PM
الأستاذ الفاضل مصطفى عراقي
للأمانة الأدبية والإنسانية والشرعية أمام الله تعالى لا أعرف أن للدكتورة سعاد الصباح قصيدة أو ديوان بذات الإسم وذلك ربما لأنني لم أقرأ لها إلا نصوص قليلة جدا وغير مطلع على انتاجها الشعري
وجزاك الله خيرا لهذا التنويه مع خالص اعتذاري


وجزاك الله خير الجزاء يا اخي


وشكرا لاهتمامك المقدر


ودمت بكل الخير والسعادة والودّ

عصام عبد الحميد
12-05-2009, 08:33 AM
[b][b]
[size=4][color=darkred]هكذا قرأتها ، بعد مرات عديدة :
ملحمة ، وصراع من أجل البقاء
قرأت ما يشبه الرواية وفقا لأحداثها ، في صورة قصة قصيرة .
وأتصور أن هذا لا يتآتى إلا نِتَاجْ درجة عالية من تركيز الكاتب وتكثيفه للإحداث ـ بالرغم من طول زمن القصة وأحداثها ، وأشخاصها ـ وهذا فى رأيى أحد أركان القصة القصيرة .
القصة تُجبر القارئ على قرأتها أكثر من مرة وتفنيدها حتى يستطيع الوصول الى فكرتها الأساسية والهدف المرجو منها .
قصة إجتماعية ، كلاسيكية ، مُحكَمة ، مكتملة الجوانب .
ومع دقة الكاتب وتركيز فكره أثناء الكتابة ، أنتج لنا قصة قصيرة فى منتهى السلاسة .
قدرة فائقة من الكاتب ،
حيث جعلنى أشعر أن الطبيب النفسى ، هو الراوى ، والطبيب ، والكاتب فى ذات الوقت .
وكذلك قرأتها ـ ومع كامل التقدير للكاتب ـ وكأن أنثى هى مَن كتبتها وعَبرَتْ فيها عن مشاعرها وأحاسيسها فى جميع حالاتها النفسية والحياتية التى تمُر بها .
مدى الصدق والقدرة الفائقة من الكاتب فى
نقل ورسم وتصوير أحاسيس ومشاعر إمرأة فى جميع حالاتها ، حياه الفراغ ، الحرمان ، الإحتياج ، الفرح ، الحزن ، الإنتظار ، الرغبة فى الإنتقام ، الحب ، وفى النهاية بقاياها وأشلاء روحها .
وهذا أيضا لا يتآتى إلا بالتعايش مع شخصية البطلة ، وبجهد جبار فى تركيز العقل ، حتى يُخِرج لنا هذه الرائعة ، الذى فيها أخرج ما تكمنه وتخفيه النفس في نص ادبي راقي
نجاح الكاتب الى حد كبير فى أن جعل عقل القارئ وتفكيره يعملان بتروى حتى يصلا الى ما يصبو إليه الكاتب بفتافيت إمرأة . و يفكر فيها من زوايا وإتجاهات مختلفة ومتنوعة .
من فتافيت إمرأة ككل ، أظهر لنا الكاتب أن أحيانا يوجد ظلِ للإنسان سواء أكان رجل أو إمراة ، أى إن ظاهر الإنسان شئ ، وباطنه شيئا آخر أحيانا .
فى فتافيت إمراة .... لملم الكاتب جميع أدوات المخرج المبدع فى الإخراج السنيمائى المتعارف عليه .
أرى أن فتافيت إمرأة ....... ترمز الى حالة من حالات التردى الذى يحياها المجتمع الآن عن ذى قبل .
تحية لصاحب الفكر والعقل الذى بث الى الأنامل هذه الرائعة لتكتب فتافيت إمرأة .
:nj::noc:

الأخت الكريمة مرحة عبد الوهاب
أكثر مايسعد الكاتب هو القراءة العميقة للنص من ناحية القارئ..
يشعر معها الكاتب أن تعبه لم يذهب هباءا
وأن كل لحظة معاناة عاشها الكاتب مع شخوصه حتى يستطيع أن يقدمها للناس لتؤدي رسالتها ناحية المجتمع قد نجحت.
قراءتك وتحليلاتك بالغة العمق والنضج أسعدتني جدا وجعلتني أقرؤها لمرات عديدة.
نعم مرحة لقد عشت مع بطلة القصة معاناتها لحظة بلحظة وآهة بأهة.. وضحكت معها وبكيت معها.. ذلك لأن الإحساس بالوحدة والشعور بالاحتياج والمرارات الحياتية هو شعور إنساني.. ليس قاصرا على المرأة دون الرجل وإن كان يتجلى بعمق فى المرأة ولذلك كثيرا مانلجأ لتصوير تلك اللحظات الإنسانية المؤلمة من خلال المرأة...
شرف فتافيت امرأة مرورك وتعليقك
شكرا جزيلا على مرورك وأتمنى أن أرى تعليقاتك في نصوصي دائما...

ربيحة الرفاعي
07-04-2014, 01:38 AM
تهددك النصوص القصّيّة الطويلة بشئ من الملل أمام ما ينتظرك بين سطورها من إطالة، لكني هنا وجدتني في ظل سرد شائق وفي تفصيله جذب وفي طرحه محاكاة لنبض الرواح ملفت يزد من تمكن النص منك..

تتمتع بمهارة سردية عالية وتمكن من أدائك القصيّ يحسب لك أيها الرائع

دمت بخير

تحاياي

نداء غريب صبري
03-06-2014, 01:08 AM
قصة وصفت معاناة البطلة بمهارة جعلتنا نعيش أحاسيسها ونتقمصها
وأسلوب جميل مميز وسرد مشوق

شعرت بنفسي مأسورة للقصة حتى نهايتها

شكرا لك أخي

بوركت

ناديه محمد الجابي
10-02-2019, 06:02 PM
هذه ليست أول مرة أقرأ لك نصا تغوص فيه داخل مشاعر الأنثى وتعبر عنها
بمقدرة غير عادية تستطيع أن تتغلغل داخلها وتعبر عن كل أحاسيسها ومشاعرها.
وهنا ومن خلال تلك المذكرات جعلتنا نتعايش معها لحظة بلحظة ونستشعر وحدتها ، واحتياجها
للحب وآمالها في تكوين أسرة وألام الإنتظار .. وكل معاناتها
عشت امام سحر اللغة وبراعة التعبير متعة لا تدانيها متعة
لقلمك أسلوب جميل، ولخيالك القدرة على اقتناص المتلقي فتجعله يتذوق
ويذوب بين الحروف
القصة أكثر من رائعة لغة وأسلوبا وسردا وحبكة
كتبت فأبدعت وأمتعت فشكرا لك
ولك تحياتي وكل تقديري.
:0014::nj::0014:

علاء سعد حسن
12-02-2019, 10:16 AM
هذه ليست أول مرة أقرأ لك نصا تغوص فيه داخل مشاعر الأنثى وتعبر عنها
بمقدرة غير عادية تستطيع أن تتغلغل داخلها وتعبر عن كل أحاسيسها ومشاعرها.
وهنا ومن خلال تلك المذكرات جعلتنا نتعايش معها لحظة بلحظة ونستشعر وحدتها ، واحتياجها
للحب وآمالها في تكوين أسرة وألام الإنتظار .. وكل معاناتها
عشت امام سحر اللغة وبراعة التعبير متعة لا تدانيها متعة
لقلمك أسلوب جميل، ولخيالك القدرة على اقتناص المتلقي فتجعله يتذوق
ويذوب بين الحروف
القصة أكثر من رائعة لغة وأسلوبا وسردا وحبكة
كتبت فأبدعت وأمتعت فشكرا لك
ولك تحياتي وكل تقديري.
:0014::nj::0014:


أخي وصديقي الاستاذ عصام عبد الحميد أديب لامع وحاذق ومحلل اجتماعي من طراز فريد له أعمال أدبية عديدة منشورة منها مجموعات قصصية ( فتافيت امرأة) و(زوجتك نفسي) و(هان الود) وقصتان بعنوان (منازل للحب) وأخيرا رواية بعنوان: (عزة متلازمة القلب المنكسر) ناهيك عن المشاركات في المجموعات الجماعية
عصام يحرمنا منه طويلا هنا .. أتمنى لو يعود بإطلالته الشيقة ليمتعنا بسرده ونقده؛؛؛