تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صباح الخير (91) الإبداع الجامعي



ريمة الخاني
26-07-2007, 08:39 AM
السلام عليكم


http://www.moq3.com/img/uploads/RNc38328.gif

أثار مقال قراته في مجلة الغد الالكترونية
ملف حول الدور الثقافي للجامعات
عدد223 9/6/2007
تساؤلات عديدة عن سبب انحسار دور الجامعات في الابداع العلمي والثقافي عامة...
رغم انها لم تقطع شوطا كبيرا بعد...لو قارناها بإبداع طلاب الجامعات الغربيه التي تشحذ العقول وتستخرج المميز فيها ...

اقتطف قسما مهما فيها وهو

وأكدت الافتتاحية أن ندوة افكار التي شاركت فيها نخبة ممن عانوا الهم الجامعي والهم الاكاديمي طرحت آراء قيمة,
شخصت الوضع من الداخل, بوجهات نظر مختلفة, لكنها متفقة على ان هناك خللاً في اداء الجامعات, وفي اداراتها,
هذا الخلل الذي ينتج عنه انغلاق الجامعات على ذاتها, وغياب الطموح الثقافي فيها.

ربما كان يخص الجامعات العربيه وحصرا الاردنية لكن رغم محاولات خليجية الا انني ارى اننا لم نقطع اشواطا قوية بعد
فقد حاولت البحث عن مواقع بحوث علمية لجامعات عربيه عبر النت ووجدت قصورا لافتا مرضيا رهيبا....
الواجهة الأدبية لم تعد تهمنا ..لأنها تضخمت على حساب العلم الذي فيه انتصارنا...
المشكلة ان المفاهيم تغيرت للأسوأ وأصبح الماجعي على مفترق طرق
إما يبحث عن عمل وهدفه اللقمة
أو السفر وهذا هدر للطاقات
أو أن تكون الشهادة واجهة اجتماعية فقط وينحو في الحياة منحى أكثر ربيحه ..وهذا هو الأغلب....

لنقل أن الخطا الاول من إمكانيات غير متواجدة في بلادنا ولكن السؤال ...
هل هناك حل آخر؟
نحاول تحديث المناهج والمقررات ولا نغير طريقة التفكير والإمكانيات بعدها..ماذا بعد الجامعة؟
ذكرت لي أستاذه جامعية في دمشق...وفيب كلية العلوم تحديدا ان هناك محاولات لتطوير أسس التعليم...عامة ولكن ماذا عن البحث العلمي الذي يبقى طي الادراج؟
أو لنقل لانها مجتهدة ربما نشرت أبحاثا كتبا..
والسؤال أيضا :
هل هناك من سيقرأ؟ من سيترجمها عمليا؟ من سيستغلها للصالح العام؟
طيب لو تنحينا عن الجامعات لنجد بعض دول الخليد تشجع الافكار الإبداعية وتمولها...
لكننا نراها تتجع أفقيا بمعنى عمرانيا غالبا وليس علميا تطوريا يناطح ما نرى ونسمع رغم كل الوادر الرائعة التي نراها
المشكلة ان شباب بلادنا بعد كل عراك الثقافة المتواضع وبعد هطول زخ الجامعات الخاصة عندنا مازالت فر ص العمل المتوفرة لاتحقق الطموح الكبير المتواجد....
الإبداع حالة موهبه لاتزرع زرعا لكن نحاول لكشف الخبايا...
سألتني صديقتي وهي عمود أساسي في منتداي
اعطني فكرة أصوغها لك موضوعا....
فكيف تبدعين في صباح الخير؟
فقلت لها الفكرة هي أساس الإبداع وتدعمها الإرادة والتصميم والطموح....
أجد مواضيعي في عيون البشر....
أترك الموضوع مفنوحا ..فربما وجدنا له مخرجا محليا يوما ما....
http://omferas4.jeeran.com/حقوق-الحفظ(نهائي).gif
الخميس 26 تموز 2007- 11 رجب 1428
الترجمه

Bye effects of an article I read in the magazine tomorrow's electronic file on the role played by the universities number 223 9/6/2007 many questions about the reason for decline the role of universities in scientific and cultural creativity general ... Although it did not go a long way yet ... if we compare creativity Western university students sharpen minds and extracted the distinctive ... He quoted an important part in the inaugural and stressed that the symposium ideas involving the elite who suffered anxieties and worries university academic opinions value, the diagnosis of the situation from the inside, and different points of view, but they agree that there are flaws in the performance of universities and departments, this imbalance, resulting in the closure of universities themselves, and the absence of cultural ambition. Perhaps the Arab universities and exclusively Jordanian But despite attempts Gulf but I think we did not go after powerful strides have tried searching for sites for scientific research universities across the internet as a tool Arab castles and found pointing satisfactory awesome .... Literary front no longer us .. because it mushroomed at the expense of science in which our victory ... The problem is that the concepts have changed for the worse and became Almagai at a crossroads, either looking for work or Morsel and purpose of travel and the huge waste of resources or a certificate experienced only social life tends to be more Rabiha .. This is the most .... To say that the first mistake of possibilities exist in our country, but the question ... Is there another solution? Try updating curricula and decisions and we do not change the way of thinking and possibilities .. Why then after university? Lee said university professor in Damascus ... and VIPP Sciences College specifically that attempts are being made to develop the foundations of public education ... But what about the scientific research which kept inside inclusion? Or for the transfer because it may diligent research published books .. The question is : Does anyone read? From translate practically? From brings to the public interest? Ok, Tnhina the universities to find some of the enhanced overall economic performance encourages creative ideas and funded ... We see horizontally sense Ttja residential often not scientifically evolutionary hard to see and hear what despite all Alouadr wonderful that we see the problem is that our young people after each fight culture modest after torrential Zach private universities still have fled Al-action available to verify the great ambition randomly .... Creativity state talent to Atzera herbage but try to uncover the subtleties ... My friend is a fundamental pillar in Menenday Asogha you give me the idea of the subject .... How Tbdein in Good morning? I told them the idea is the basis of creativity and supported by the will and determination and ambition .... I find thematic in the eyes of human beings .... Leave the subject Mphnouha .. probably found him a way out locally day ....


http://www.moq3.com/img/uploads/RNc38328.gif

أبوبكر سليمان الزوي
26-07-2007, 09:49 PM
يجب أن يعلم المواطن البسيط ، وأن يشعـر المـُكابر العبيط ، وأن نفضح المعاند العربيد ..
.. لنتفق جميعاً على أننا متخلفون وواقفون - حتى نبدأ المسير ..

عطاؤك كبير أختي الكريمة .. أرجو له الاستمرار ، وأرجو لك دوام العـزيمة والإرادة .

أصدق تحياتي ..

ريمة الخاني
26-07-2007, 10:41 PM
يجب أن يعلم المواطن البسيط ، وأن يشعـر المـُكابر العبيط ، وأن نفضح المعاند العربيد ..
.. لنتفق جميعاً على أننا متخلفون وواقفون - حتى نبدأ المسير ..

عطاؤك كبير أختي الكريمة .. أرجو له الاستمرار ، وأرجو لك دوام العـزيمة والإرادة .

أصدق تحياتي ..
اشكرك استاذي
وكلنا على ذات الدرب نسير
تحيتي وتقديري
ودعائي لك ولجمبع المخلصين بالتوفيق

زياد موسى العمار
26-07-2007, 11:01 PM
الصديقة ريما الخاني
أحيي فيكِ هذا الجهد وهذه الإشارة إلى هكذا فكرة
فقد أثقل الفكر العربي ربما بأمورٍ أحدثت له لإعاقة
ونتمنى أن يجتاز هذهِ الوعكة لعلّه يلحق بالركب
سواءً في مجال الإبداع العلمي أو في مجال البحث العلمي
فكلاهما موازين للتطور والتقدم الحضاري
مودتي وتقديري لفكرك النير وقلمك الفيّاض بالكلم الراقي

ريمة الخاني
28-07-2007, 09:25 AM
الصديقة ريما الخاني
أحيي فيكِ هذا الجهد وهذه الإشارة إلى هكذا فكرة
فقد أثقل الفكر العربي ربما بأمورٍ أحدثت له لإعاقة
ونتمنى أن يجتاز هذهِ الوعكة لعلّه يلحق بالركب
سواءً في مجال الإبداع العلمي أو في مجال البحث العلمي
فكلاهما موازين للتطور والتقدم الحضاري
مودتي وتقديري لفكرك النير وقلمك الفيّاض بالكلم الراقي
اشكرك من كل قلبي
وتحيه لمتابعتك النقيه
اتمنى ان تصل كلمتي لهدفها
ممتنة

سارة محمد الهاملي
28-07-2007, 11:19 AM
محال أن يكون للجامعات دور في التنمية وتطوير البحث العلمي في ظل هذه الأوضاع السياسية والاقتصادية التي نعاني منها، وفي ظل تسلط الدولة على المؤسسات المجتمعية، وهيمنتها على كل ما يقال وما ينشر، ناهيك عن التخلف الضارب في الجذور والذي يمنع الإبداع ويحد من التقدم. لن يكون للجامعات دور ما لم تأخذ بزمام الأمور وتساهم فعلياً في تطوير المجتمع، أي أن يكون بينها وبين المجتمع تواصل دائم لا يقتصر فقط على التعليم، بل يتعداه إلى بحث مشاكل المجتمع والمساهمة في حلها، والكثير من الأمور الأخرى التي يصعب ذكرها في هذه العجالة.
لك كل الشكر والتقدير على طروحاتك القيمة، أختي الفاضلة ريمة.

نوف السعيدي
28-07-2007, 11:48 AM
الأديبة ريمة الخاني

وأنا أقرأ بوحك الصباحي بعنوان - الإبداع الجامعي -
تذكرت قول الشاعر العربي :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وفي ظل حالة عدم الكفاية الحياتية والمعيشية التي يحياها
الاستاذ الجامعي والباحث العلمي ... في معظم البلدان العربية ...
حيث يعتمدون على القول والتصريحات الاعلامية فقط ...
وحالة التشتت وعدم وجود الخطط الحكومية والاكاديمية المناسبة...
في بعض البلدان العربية ذات الكفاية المعيشية والحياتية ...
لايمكن أن يكون هناك أبحاثا أو نتاجات أكاديمية حقيقية
وتحايا قلبية

نوف

ريمة الخاني
28-07-2007, 05:41 PM
محال أن يكون للجامعات دور في التنمية وتطوير البحث العلمي في ظل هذه الأوضاع السياسية والاقتصادية التي نعاني منها، وفي ظل تسلط الدولة على المؤسسات المجتمعية، وهيمنتها على كل ما يقال وما ينشر، ناهيك عن التخلف الضارب في الجذور والذي يمنع الإبداع ويحد من التقدم. لن يكون للجامعات دور ما لم تأخذ بزمام الأمور وتساهم فعلياً في تطوير المجتمع، أي أن يكون بينها وبين المجتمع تواصل دائم لا يقتصر فقط على التعليم، بل يتعداه إلى بحث مشاكل المجتمع والمساهمة في حلها، والكثير من الأمور الأخرى التي يصعب ذكرها في هذه العجالة.
لك كل الشكر والتقدير على طروحاتك القيمة، أختي الفاضلة ريمة.
نعم تماماورعم هذا يجب ان نجد فرجه ونفكر معا الى متى تموت افكارنا وابداعاتنا ولاتجد متنفسا امن المعقول ان ندفنها ام نلغيهاام نبيعها دوما للخارج؟
تحية ولك

ريمة الخاني
28-07-2007, 05:42 PM
الأديبة ريمة الخاني
وأنا أقرأ بوحك الصباحي بعنوان - الإبداع الجامعي -
تذكرت قول الشاعر العربي :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وفي ظل حالة عدم الكفاية الحياتية والمعيشية التي يحياها
الاستاذ الجامعي والباحث العلمي ... في معظم البلدان العربية ...
حيث يعتمدون على القول والتصريحات الاعلامية فقط ...
وحالة التشتت وعدم وجود الخطط الحكومية والاكاديمية المناسبة...
في بعض البلدان العربية ذات الكفاية المعيشية والحياتية ...
لايمكن أن يكون هناك أبحاثا أو نتاجات أكاديمية حقيقية
وتحايا قلبية
نوف
نعم صدقت قتلت في مهدها ونحن نبحث عن فرجه...
فمن يجد لها ذلك؟
تحية وتقدير للاهتمام
اشكرك

خليل حلاوجي
11-08-2007, 08:32 AM
المجتمع يرفض أن يعطي دورا ً يليق بمكانة الجامعة ورجالها

نحن نحترم بائع البصل أكثر من الأستاذ الجامعي حينما يعوزنا البصل ويقل في الأسواق ويغلى سعره

\

أتذكر حكاية العبقري ول ديورانت حينما كتب كتابه الهام وهو مجلد واحد ( قصة الفلسفة ) فأعطاه المجتمع جائزة ثمينة تقدر ( مبلغا نقديا كبيرا ) فما كان من الرجل إلا أن إشترى عزبة وتفرغ ليكتب سفره الخالد ( قصة الحضارة ) وهو 22 مجلد

هذه هي الأمة التي تقدر علماءها !!!!!!!!


وياحسرة على العلم ورجاله

ريمة الخاني
11-08-2007, 09:42 AM
المجتمع يرفض أن يعطي دورا ً يليق بمكانة الجامعة ورجالها
نحن نحترم بائع البصل أكثر من الأستاذ الجامعي حينما يعوزنا البصل ويقل في الأسواق ويغلى سعره
\
أتذكر حكاية العبقري ول ديورانت حينما كتب كتابه الهام وهو مجلد واحد ( قصة الفلسفة ) فأعطاه المجتمع جائزة ثمينة تقدر ( مبلغا نقديا كبيرا ) فما كان من الرجل إلا أن إشترى عزبة وتفرغ ليكتب سفره الخالد ( قصة الحضارة ) وهو 22 مجلد
هذه هي الأمة التي تقدر علماءها !!!!!!!!
وياحسرة على العلم ورجاله
نعم صدقت....
نحن حمال الاقلام وكاننا نحمل عبئا ثقيلا بكلمتنا....
ربما نترك صدى.. الاهم ان نرفع الحجة عنا امام الله

حتى الجامعي سيختنق عندما يواجه الحقيقة
اشكر اهتمامك استاذي

فدى رحيم العراق
11-08-2007, 11:10 PM
حاشا ان نكون امة متخلفة ولكن

الا يفترض تشخيص حالة القصور قبل اطلاق الحكم على سبب التراجع لدور الجامعات
عن التجربة العراقية اقول حاليا نلاحظ انتشار الجامعات الاهلية والخاصة بشكل اكثر ما هو الحال عليه قبل الاحتلال وهذه الجامعات انسانية بالدرجة الاولى اي ذات الختصصات الادبية اللغات , الاداب , الادارة والاقتصاد , وكذلك هندسة الحاسوب , فهل هذا توجيه لم نشهد اقامة جامعة تتخصص بعلوم ربما نكون بامس الحاجة اليها , ليس لدينا مثلا معمل جنائي حديث ,لم ينشيء مختبر باي اختصاص
زحتى لا يوجد معمل انشئ او مصنع واحد جديد

فهل هو توجيه عالمي لتهميش طاقات شبابنا ام تراه تكاسل حكومي خشية ان يغضب ذوي العقد والحل

مثلما تفضلت سديتي يبقى راي ربما يبقي الباب مفتوحا

قد يفكر غودو بالمرور يوما ما

لاغلاقه او اصلاحه لافرق

ريمة الخاني
30-08-2007, 09:57 AM
حاشا ان نكون امة متخلفة ولكن
الا يفترض تشخيص حالة القصور قبل اطلاق الحكم على سبب التراجع لدور الجامعات
عن التجربة العراقية اقول حاليا نلاحظ انتشار الجامعات الاهلية والخاصة بشكل اكثر ما هو الحال عليه قبل الاحتلال وهذه الجامعات انسانية بالدرجة الاولى اي ذات الختصصات الادبية اللغات , الاداب , الادارة والاقتصاد , وكذلك هندسة الحاسوب , فهل هذا توجيه لم نشهد اقامة جامعة تتخصص بعلوم ربما نكون بامس الحاجة اليها , ليس لدينا مثلا معمل جنائي حديث ,لم ينشيء مختبر باي اختصاص
وحتى لا يوجد معمل انشئ او مصنع واحد جديد
فهل هو توجيه عالمي لتهميش طاقات شبابنا ام تراه تكاسل حكومي خشية ان يغضب ذوي العقد والحل
مثلما تفضلت سديتي يبقى راي ربما يبقي الباب مفتوحا
قد يفكر غودو بالمرور يوما ما
لاغلاقه او اصلاحه لافرق
صدقت واظن ان هناك عوامل عدة تضافرت لخيبة امل الجامعي فكيف الخروج حتى لانضيع تلك الكوادر الغاليع لتصل اخيرا لو لم نعي قيمتها لمرفا الكسل والتفاهه
تحيه لك

عبدالرحمن السليمان
30-08-2007, 10:31 AM
أشكر الأستاذة ريمة الخاني على طرحها هذا الموضوع المهم الذي يعتبر من أهم أسباب تخلفنا. ويطيب لي أن أساهم فيه بكلمة كنت نشرتها في موقع الجمعية والملتقى عل ذلك يعين في تشخيص الداء المستفحل.


تأملات في مسألة تخلف الجامعات العربية

قبل أشهر ناقشنا قضية عدم ورود أسماء جامعات عربية بين أسماء أفضل خمسمائة/ثلاثة آلاف جامعة في العالم. رد بعض المتحاورين مشكلة تخلف الجامعات العربية إلى الفساد المستشري في تلك الجامعات، بينما رد آخرون تخلفها والمستوى المتدني في أدائها إلى انعدام وجود الشروط الأساسية لعمل الجامعات العربية بطريقة طبيعية، ولتطورها وتطور العلم معها، لأن العلم مثل النبات، لا ينمو ولا يتطور إلا في الأرض الصالحة.
هنالك سبب ثالث لتخلف الجامعات العربية وتعثرها في أدائها، أريد أن أتطرق إليه في هذه المشاركة، هو إقصاء جميع الأساتذة والعلماء ذوي التوجه الديني منها بطريقة بنيوية. إن المراقب يلحظ عملية إقصاء لأكثرية المتدينين من الجامعات العربية، ومن مراكز القرار فيها، ومن هيئة التدريس، وحتى من الوظائف الإدارية، مما يجعل أكثر الجامعات العربية (ما عدا جامعات المملكة العربية السعودية) "معاقل عَلمانية" بامتياز.
يرافق هذا الإقصاء للدين وأهله من الجامعات العربية محاولات تهدف إلى الربط بين التخلف والدين من جهة، والتشجيع على انتهاج "منهج العلمانية" من جهة أخرى. وهذا الفكر ليس جديدا، فقد طرح في الماضي كثيرا، وكان أبرز من طرحوه بهذه الصيغة الدكتور فؤاد زكريا في كتابه "التفكير العلمي". ولكن الذي يلفت نظري في هذا الطرح هو اعتقاد شريحة كبيرة من المثقفين أن العَلمانية "منهج علمي" لا بد من انتهاجه لتحقيق النهضة العلمية والخروج من مستنقع التخلف. لذلك ينطقونها بكسر اللام اعتقادا منهم أن الكلمة ـ أي العَلمانية ـ منسوبة إلى العِلم، وناهيكم بذلك جهلا، ذلك لأنه لا علاقة تربط بين العِلم (بكسر اللام) ومذهب العَلمانية إلا في الأحلام .. [1]
يبقى الربط بين العلمانية (بفتح اللام) وهي "اللادينية" من جهة، والتفكير العلمي والتقدم العلمي من جهة أخرى. إن هذا الربط غير منطقي أصلاً لأنه لا علاقة ـ من حيث المبدأ ـ بين حرية التفكير العلمي من جهة، والمعتقد الفكري للعالم والمتعلم من جهة أخرى. ومخطئ من يظن أن التفكير العلمي هو نتيجة حتمية للادينية، أو لأي مذهب فكري آخر، وإلا لجاز لنا أن ننفي صفة الإسلام عن الحضارة الإسلامية، ولجاز لنا أيضا اعتبار كل علماء تلك الحضارة عَلمانيين "لادينيين".
وعودة إلى موضوع الجامعات وتقدمها، أقول إن تقدم الجامعات المرموقة في العالم يعود إلى ثلاثة عوامل يجب أن نفهمها جيداً قبل طرح مسألة العلم والتفكير العلمي:
1. توفير الدولة الأرضية الجيدة للجامعة كي تؤدي دورها بشكل جيد.
2. الاستقلالية المطلقة في العمل والتعيين والبحث العلمي وتطبيق نتائج البحث العلمي!
3. جذب الطاقات العلمية إليها بغض النظر عن الأصل والدين والمعتقد الفكري لتلك الطاقات.
ونحن إذا نظرنا في جامعاتنا العربية وجدنا أن هذه الشروط غير متوفرة فيها!
إذن ليس الدين، بل الفساد وتدخل ذوي السلطان وتعيين الناس حسب الحزب والطائفة والملة والاتجاه الفكري هو سبب تخلف جامعاتنا. ونكون ظالمين للحقيقة إذا اختزلنا الأمر بالدين وحده، أو بمذهب فكري معين. ومن المستحيل تحسين أداء جامعاتنا دون القضاء على الفساد، بإخراج ذوي السلطان منها، وإقالة كل من تم تعيينهم بقضاء وقدر، وتحريرها من كل القيود المفروضة عليها، مهما كانت تلك القيود.
فالأمر لا يتعلق هنا بالحقيقة، بل بحقائق مرة منها أن أكثر الجامعات العربية بات في قبضة العلمانيين الذين يقصون المتدينين منها بالقوة وبالتواطؤ مع السلطان. وغني عن القول إن التدين منتشر في بلاد العرب، وإن إقصاء المتدينين من المراكز العلمية يعني تعطيل دور شريحة واسعة من شرائح المجتمع في عملية التنمية الملحة. إن العلم والفكر ـ أي علم وأي فكر ـ لا يتطوران إلا بمشاركة الجميع وبحرية مطلقة. وهذا هو بيت القصيد الذي يستعصي على فهم وزراء التعليم في بلاد العرب، ويجعلهم لا يفهمون مبدأ حرية الفكر للجميع، ومبدأ تطبيع مبدأ حرية الفكر للجميع، فلا يعون نتائج إقصاء كوادر علمية بسبب توجهاتها العقائيدة، الوخيمة على تطور جامعاتنا. إن تلك الكوادر العلمية تهاجر إلى الغرب، فتزدهر فيه، وتتبوأ فيه مناصب علمية عليا، بينما لا يبقى في الجامعات العربية عقول يعول عليها في شيء، إلا من رحم ربي! إن هذه الحرية، وهذا التطبيع، غير متوفرين في الجامعات العربية، التي نصب السلطان في أكثرها أصحاب التيارات العلمانية الذين أقصوا أصحاب الأديان والفكر السياسي المختلف وسائر المخالفين منها، فجعلوا منها أسوء جامعات في العالم!
أما الجامعات المتطورة في العالم، فهي جامعات مستقلة استقلالية تامة: تستلم إدرتها سنويا من وزير التعليم "ظرفا" فيه ميزانية الجامعة، ثم تقوم إدارة الجامعة بإدارة ذلك باستقلالية تامة، فتعين الأساتذة دون العودة إلى أية سلطة خارج سلطة الجامعة، وتقيلهم، وتجذب الباحثين، وتنشئ الشركات (شركات الـ Spin-offs) شراكة مع الشركات التجارية والمصانع الكبيرة، وتستثمر الأرباح في ما يعود على الجامعة والبحث العلمي والأساتذة والطلاب والباحثين والمجتمع بالخير، وذلك في استقلالية تامة كما ذكرت. ولكل أستاذ جامعي ميزانية مالية سنوية لدعوة الأساتذة من الخارج وللسفر الخ. والقرار ـ قرار الدعوة والسفر إلى الخارج ـ بيده وحده لا يتدخل فيه أحد كائنا من يكن. لذلك يقوم كل واحد بدوره على أكمل وجه بعيدا من البيروقراطية والتدخل في عمل الجامعة والأساتذة ومراكز البحث العلمي. للأستاذ ما يريد بشرط واحد هو: قيامه بالبحث العلمي والنشر الدائم وإلا أقيل من العمل بلا رحمة!
والسؤال الآن: كيف نجعل من جامعاتنا جامعات متطورة؟
أعتقد أن تحرير الجامعة من أية تبعية للسلطة السياسية هو الخطوة الأولى لذلك. وأعتقد أن إيجاد تمويل مناسب لعمل الجامعة هو الخطوة الثانية لذلك، وأعتقد أن اعتماد نظام محاسبة صارم بعيدا من المحسوبية هو الخطوة الثالثة. وأعتقد أن جذب الأكفاء من الأساتذة والباحثين بغض النظر عن تياراتهم الفكرية ومعتقداتهم الشخصية هي الخطوة الرابعة. وأعتقد أن إشراك المجتمع بشرائحه الفكرية والاقتصادية في عمل الجامعات هو الخطوة الخامسة. وهذه الخطوات تكفي لتطهير الجامعات من الفساد وبدء تحقيق نهضة علمية. إذ لا بد للجامعات المتطورة من ممارسة دور اجتماعي أيضا، فهي لم تعد مؤسسات نخبوية كما كانت في في الماضي، بل باتت تشرك الجمهور معها وتجذبه إليها عبر وسيلتين:
1. تنظيم دروس مسائية في كل فروع العلوم والمعرفة يتابعها الجمهور العام في المساء (وهذا الإجراء إجباري فرض على أكثر الجامعات الغربية منذ حوالي خمس سنوات)؛
2. تطبيق النظريات والمكتشفات العلمية في ما يفيد المجتمع. (مثال: يقوم طالب ببحث علمي يؤدي إلى وضع تصور لاختراع كرسي مفيد للظهر في الجلوس، فتقوم الجامعة بإنشاء شركة Spin-off شراكة مع مصنع أثاث وتترجم التطور النظري إلى الواقع فتفيد المجتمع من وجوه كثيرة أهمها تقديم اختراع جديد وتوفير عمل لليد العاملة وضخ جديد في الحركة الاقتصادية).
ولا شك في أن المجتمع يفرض طرائق تفكير معينة بعضها سلبي للغاية، لكن تغيير تلك الطرائق السلبية لا يكون إلا بالإبداع وطرح الفكر الجديد والمفيد للمجتمع. فأي اهتمام يكون للمجتمع في الجامعات إذا كانت مؤسسات حكومية نخبوية مشبوهة يتصرف الأساتذة فيها وكأنهم أنصاف آلهة؟! وأي اهتمام للمواطن العادي في الجامعات إذا كانت لا تعتني به في أية مرحلة من مراحل عملها؟ وأي اهتمام للمواطن العادي في الجامعة إذا كان القائمون عليها أبواقا للنظام السياسي، سواء أكان ذلك النظام صالحا أم طالحا؟
إن المشكلة متشعبة، بعضها يأتي نتيجة لبعض، ولكن حلها في متناول اليد، وهو ترك الجامعات تمارس دورها باستقلالية، لأن في ذلك مخرجا لها وللعلم والثقافة من مستنقع التخلف. والاستقلالية والتمويل الجيد كفيلان بإقناع أصحاب رأس المال في الاستثمار في البحث العلمي كما يحصل اليوم في الغرب. وهما أيضا كفيلان بجذب المجتمع إليها والتأثير فيه بطريقة إيجابية بعد إشراكه في عملية التنمية. ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
[1] العَلْمانِيَّة ـ بفتح العين ـ مشتقة من الكلمة عَلْم (بفتح العين)، وهي مرادفة لكلمة عالَم، ولا علاقة لها بالعِلْم (بكسر العين)، لا من قريب، ولا من بعيد، لا في اللغة العربية، ولا في أية من لغات البشر المعروفة. (قارن الإنكليزية Laicism والفرنسية Laïcisme وهما مشتقتان من الكلمة اليونانية /Λαος: لاوُس/ "شعب"، "رعاع" أي عكس "الكهنة" وهم النخبة في الماضي. من ثمة صارت الكلمة تدل على القضايا الشعبية "الدنيوية"، بعكس الكهنوتية "الدينية". وكلمتنا العربية هي ترجمة مستعارة من السريانية لأن السريان اشتقوها أولا في لغتهم ترجمة مستعارة عن اليونانية أيضا. (قارن السريانية: /ܥܠܡܐ: عَلْما/ "العالم، الدهر، الدنيا"، فالعلماني في السريانية هو "الدنيوي، الدهري"، ولا علاقة لهذا المعنى بالعلم (بكسر العين). وخلاصة القول إنه لا علاقة بين مفهوم العلمانية (بفتح اللام) ومعناه "الدنيوية، الدهرية" ومن ثمة "اللادينية"، من جهة، والعلم والمعرفة من جهة أخرى. [/align]

ريمة الخاني
30-08-2007, 01:43 PM
سعيدة بمرورك استاذنا سليمان
واظن ان المقال المدرج من قبلكم اوفى بما كنت سأقول وباسهاب
واظن ان الجامعات الخاصه حصرا
والنظر اليها بتفاؤل يجعل مهمتها خطيرة ومهمة في ذات الوقت فهلا بات الامر باكرا على ابداء الراي فيها ام نتفائل خير؟
تحية وتقدير

عبدالرحمن السليمان
30-08-2007, 01:54 PM
شكرا لك أستاذة ريمة.

وأظن أن الجامعات الخاصة/الأجنبية/شبه الأجنبية (وأنا على اطلاع من الداخل بخصوص بعضها) ستدمر كل ما تبقى لدى العرب من أصالة، وستنتج جيلا بشتا ممسوخا مثل جيل المدارس الأمريكية والفرنسية، لأن من يدرس العلم بلغته يملكه، ومن يدرسه بلغة غيره يصبح مملوكا له كما قال طه حسين فيما أظن.

الغريب جدا في الأمر أن الناس تهرب من فساد الجامعات العربية إلى الجامعات الأجنبية التي تنتشر في البلاد العربية، بدلا من إصلاح الجامعات العربية!

سمعت أن بلدا خليجيا يريد فتح فرع لجامعة السوربون الفرنسية وبأموال طائلة بدلا من إصلاح جامعاته. تأملي هذا الجنون!

شكرا لك.

ريمة الخاني
30-08-2007, 02:12 PM
اخفتني اخي الاستاذ سليمان جدا...
فابني فراس يدرس هندسة اتصالات في جامعه خاصة بدمشق
ووصل للسنه الثالثه بامان...
ومازال يحتفظ بعروبته ودينه
ربما كانت المناهج غربيه خالصه...
وهذا امر فعلا لافت....
لي عودة
اشكر اهتمامك