مشاهدة النسخة كاملة : عند بئر زمزم
أحمد الرشيدي
27-07-2007, 02:14 AM
بعد أن أتما طواف الشوط السابع ، وصليا ركعتي الطواف خلف المقام قال عبد الكريم لابنه ـ وهما يسران نحو بئر زمزم : كلما زرت هذا المكان الطاهر ـ يا بني ـ تذكرت ذلك الرجل وقصته .
- من الرجل ؟ وما قصته يا أبي ؟
ـ قبل خمسة عشر عاما كنت طالبا في جامعة أم القرى ، وكنت أقضي جل أوقات فراغي في رحاب البيت الحرام ، وكان يروق لي ـ يا بني ـ بين الحين والآخر تأمل ذلك البئر الخالد النابض بالحياة منذ آلاف السنين ، وذات ليلة من ليالي الشتاء ، وقبيل صلاة الفجر شاء الله أن ألتقي به ، هنا رأيته يا بني ..
رجل أظنه تجاوز الستين ، متوسط القامة ، نحيف ، أسمر ، انتشر البياض في شعره ،أما عيناه الذابلتان ، فتوحيان بالصبر والكفاح ، قد رفع يديه بالدعاء والثناء ، يبكي تارة ، ويضحك أخرى !
وما إن وقع بصره علي حتى أحس بأن العجب ملء إهابي ، فما كان منه إلا أن أشار إلي أن أقبل ، فلما اقتربت منه مد يده وصافحني ، وقال :
يا بني هنا وقعت لي قصة عجيبة غريبة كأنها من وحي الخيال . قلت : ما هي يا عم ؟
قال : لقد كنت رجلا فقيرا إلا أني كنت غنيا بصحتي ، فكنت أعمل الساعات الطوال لكي أتجنب ذل السؤال ، فأنا العائل الوحيد ـ بعد الله ـ لزوجي وبنياتي الثلاث .
والمرؤ في عافية ـ يا بني ـ ما لم يتكالب عليه الفقر والمرض ، وهذا ما حل بي ، فبدأت أشعر بآلام شديدة في خاصرتي ، وبعد أن ألح علي الألم ذهبت إلى الطبيب الذي قال لي ـ بعد أن امتص دمي وما تبقى معي من نقود : يتحتم عليك الحضور إلى المستشفى مرتين في الأسبوع لعمل غسيل لكليتيك ، فأنت مصاب بالفشل الكلوي .
أيقول : غسيل ! هه .. هيهات ! وهل يجدي الغسيل في جسد بال مزقته المصائب والهموم ؟ وكان أشد ما أعانيه ـ يا بني ـ نظرات بنياتي تلك النظرات الحائرة الحاذرة العاذرة ، والتي لا أملك بعدها إلا أن أبذل وجهي عند الأبواب .. الأبواب التي إما أن توصد دوني كبرا واحتقارا ، وإما أن أتجرع مع كل دينار آخذه ذلا وألما وحسرة ، أما الأقارب والأصدقاء ، فانقلبوا أباعد وأعداء ، فمن يرغب ـ يا بني ـ في أن يكون قريبا ، أو صديقا للفقر والمرض ؟ وبعد أشهر تراكمت علي الديون ، وازدادت حالي سوءا من بعد سوء ، فلما ضاقت علي الأرض بما رحبت قصدت بيت الكريم الذي لا يخيب قاصده ، ووقفت في هذا المكان هنا هنا ـ يا بني ، وجعلت أدعو الله ـ عز وجل ـ واتضرع إليه ، واشكو له ، وبينما أنا على هذه الحال أحسست بأن الأرض تدور من حولي ، وبدأ جبيني يتصبب عرقا ، ويداي تبردان وترتعشان ، ثم أصابت عيني غشاوة وخيل إلي أني أسبح في الفضاء .. ، وما شعرت بنفسي بعدها يا بني إلا وأنا ممدد على سرير أبيض ، وبجانبي رجل لا يشك من يراه في أنه من ذوي الجاه والسلطان ، وحوله أطباء وخدم وحشم ، فإذا هو يبتسم لي ويقول :
كنت خلفك عند البئر ، ولقد سمعت كل ما قلته ، وقد أغمي عليك هناك ، ثم فقدت وعيك ، ، فأمرت بإحضارك إلى هذا المستشفى ، وقد أجريت لك البارحة عملية زراعة كلية بأيدي فريق طبي خاص ، وقد تكللت بالنجاح والحمد لله ، ثم أشار إلى أحد حاشيته ، فأخذ منه ظرفا ، ووضعه بجاني ، وقال :
قد كتبت لك مبلغا من المال ، فسدد به ديونك ، وأصلح شؤونك ، ثم التفت إلى حاشيته ، وقال : أما الآن ، فأظنه لا يريد إلا رؤية زوجه وبنياته ، ثم نظر إلي والابتسامة لا تفارق محياه ، وقال : فلتقر عينك هم الآن في طريقهم إليك ، فاشحذ همتك ، واستعد عافيتك ، ثم قام ، فلم أره إلى يومنا هذا ..
التفت عبد الكريم نحو ابنه ، والذكريات تستدر من عينيه الدموع ، وقال : هذه قصة ذلك الرجل يا بني .
- وهل يوجد من يفعل ذلك يا أبي ؟
- فما تقول - يا بني - لو أن ذلك الرجل عرف ذلك المحسن ، فما كان منه إلا التقاعس عن شكره بله التنكر والجحود .
- ما أظن أحدا يفعل ذلك يا أبي .
- فإياك يا بني أن تكون جاحدا لنعمة ربك ، وقد أعطاك كليتين لا واحدة ، وعافاك مما ابتلاه به ، ولم يحوجك لفضل أحد من خلقه .
منى الخالدي
27-07-2007, 03:03 AM
الأديب اللامع
أحمد الرشيدي
قرأتُ قصتك القصيرة الرائعة ، وحتى آخر حرفٍ تمسكت بصوت ذلك الرجل وكأنه يحاكيني أنا ، فقد تمكنت من إيصال رسالة نافعة على هيئة سرد القصصي ، وأظنك نجحت فيه بشكل لافت..
أحييك أخي
وأقول لك كقارئة
أحسنت اختيار الموضوع ، وسبك الأحداث المتسلسلة
رعاك ربي وحماك من كلّ سوء..
جوتيار تمر
27-07-2007, 04:22 AM
الرشيدي..
توظيف العنوان هنا جاء مبررا..وضرورة..من اجل ايصال الرسالة التي تضمنتها القصة..فالعنوان ذا نسق مبعث على الروحانية..والمضمون جاء مكملا لهذه الروحانية التي تنبعث من خلالها النفس..وتشد الوعي وتثير انتباهه الى الواقع..يتحكم في تنامي الخط السردي حضور قوي لتيار الوعي المهيمن على الساردة.. وبما اننا نتفق على كون القصة القصيرة هي ملحمة فردية.. على عكس الرواية التي اراها ملحمة جماعية .. لذا فهي تستقطب ثيماتها من تجارب المعيش اليومي في حالات التصدع النفسي والاجتماعي والاقتصادي وووو.. لكن دون انفصال عن قصدية الكاتب في رسم معالم الممكن في خضم الكائن.. بمعنى أن السارد المهيمن بحضور تيار وعيه.. لا يمكن أن يكتفي بالتعقب والتصوير.. و إنما عليه أن يمارس فعل التعرية بأقصى ما يمكن من اللغوص في الاعماق وفضح مكنونات النفس.. لكن بأقصى ما يمكن من التلميح الفني .
ومن هذا المنطلق اجد ان القصة هنا.. مالت إلى الوصف والاعتناء بتفاصيل الصورة و مؤثثاتها.. على خلفية المشاعر والأحاسيس ولكنها لم تهمل الجانب الاساسي من الحدث هنا.. بالطبع اقصد ملامسة خلفية الأزمة التي اخذت هي نفسها نصيبها من التصعيد كما أخذته النهاية التي جاءت برؤية عميقة وبرسالة مباشرة وواضحة للمتلقي..وربما بأسلوب المخاطبة المباشرة..وبلاشك الموضوع الذي تناوله النص قيم.. وذا اهمية بالغة من حيث البناء النفسي للافراد وللجماعات.
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار
وفاء شوكت خضر
27-07-2007, 04:38 AM
الأديب الرائع / أحمد الرشيدي ..
ما أروع هذه القصة ، مبنى ومعنى وهدف سامي ..
أسلوب شيق ، تسلسل رائع ، إرشاد وتذكير ، والهدف منها واضح جميل .
أسلوب قصصي جميل ، استخدمت مساحة السرد فيه لهدف سامي ، وبأسلوب أدبي راق .
سعدت بقراءة هذه القصة ..
شكرا لك أخي الكريم .
تقديري الكبير لشخصك المتواضع .
تحيتي .
د. محمد حسن السمان
27-07-2007, 06:56 AM
سلام الـلـه عليكم
قراءة صباحية خاصة في قصة " عند بئر زمزم " للأديب أحمد الرشيدي
في هذه الساعة الجميلة , من صباحي الجميل , أمارس طقوس اليوم الصباحية , ولصباح يوم الجمعة المباركة , نكهة ولون وروحانية , القهوة على طريقة أهل الشام , وقراءة الصحف المحلية , والاطلاع على الأخبار العربية والعالمية , سواء من الصحف , او من خلال شاشة التلفاز , وموسيقا هادئة تنبعث من بعيد , وأدخل الواحة المباركة , أمتع عيني ونفسي , بجميل نتاجات الأخوة والأخوات , من شعراء وأدباء الواحة المباركة , إنها متعة غامرة , ويتخلل كل هذا الاتصال بالأهل في دمشق , للأطمئنان عن الجميع , وقضاء بعض الوقت معهم , عبر الهاتف الجوال , وهذا تقليد اعتدت عليه , مذ أتيت دولة الكويت , يتنتظرني الجميع , صباح يوم الجمعة , وفي هذا الصباح الجميل , اكتملت سعادتي , عندما قرأت قصة " عند بئر زمزم " , فالأديب أحمد الرشيدي , عرفته منذ فترة وجيزة , التقيت به في أمسية جميلة , على شاطئ الخليج العربي , وبهرني بشخصيته الآسرة , أدبا وأخلاقا ودماثة , ولمست فيه نعم الأديب المتذوق لصنوف الأدب , ولمحت في عينيه التفوق الذكائي , أما العمل القصي " عند بئر زمزم " فوجدت فيه استكمالا للصورة , التي رسخت في ذهني عن الأديب الراقي أحمد الرشيدي , المفردات الرصينة , والجمل المتماسكة , بين القوة والرقة , وعذوبة البناء , كما هي عذوبة الحديث , لتقديم سرد لطيف راق , يشد القارئ من خلال ملامسة الجوانب الخيّرة , في النفس والعقل , عبر اعتماد حواريات واقعية الحدوث , وقوية الاقناع , في ترابط موفق , بين الابعاد المكانية والزمانية , مما يجعل القارئ , وكأنه في قلب الحدث , يرى ويسمع ويتابع بشوق , ينتشي نفسا وفكرا , بتلقي الجرعات الطيبة الخيّرة , التي وظفها الكاتب براعة , ثم ينتهي العمل , ليكمل الصورة , ويكرس الرسالة الفكرية السامية التي أراد , كم أنا فرح مستمتع بهذه القصة الرائعة , لقد أكملت سعادة صباحي .
د. محمد حسن السمان
أحمد الرشيدي
27-07-2007, 08:27 PM
الأديب اللامع
أحمد الرشيدي
قرأتُ قصتك القصيرة الرائعة ، وحتى آخر حرفٍ تمسكت بصوت ذلك الرجل وكأنه يحاكيني أنا ، فقد تمكنت من إيصال رسالة نافعة على هيئة سرد القصصي ، وأظنك نجحت فيه بشكل لافت..
أحييك أخي
وأقول لك كقارئة
أحسنت اختيار الموضوع ، وسبك الأحداث المتسلسلة
رعاك ربي وحماك من كلّ سوء..
الأديبة اللبقة الموقرة منى الخالدي حرسها الله
أحسن الله إليك ، لازلت أختا كريمة ناصحة
أحمد الرشيدي
28-07-2007, 03:56 AM
الرشيدي..
توظيف العنوان هنا جاء مبررا..وضرورة..من اجل ايصال الرسالة التي تضمنتها القصة..فالعنوان ذا نسق مبعث على الروحانية..والمضمون جاء مكملا لهذه الروحانية التي تنبعث من خلالها النفس..وتشد الوعي وتثير انتباهه الى الواقع..يتحكم في تنامي الخط السردي حضور قوي لتيار الوعي المهيمن على الساردة.. وبما اننا نتفق على كون القصة القصيرة هي ملحمة فردية.. على عكس الرواية التي اراها ملحمة جماعية .. لذا فهي تستقطب ثيماتها من تجارب المعيش اليومي في حالات التصدع النفسي والاجتماعي والاقتصادي وووو.. لكن دون انفصال عن قصدية الكاتب في رسم معالم الممكن في خضم الكائن.. بمعنى أن السارد المهيمن بحضور تيار وعيه.. لا يمكن أن يكتفي بالتعقب والتصوير.. و إنما عليه أن يمارس فعل التعرية بأقصى ما يمكن من اللغوص في الاعماق وفضح مكنونات النفس.. لكن بأقصى ما يمكن من التلميح الفني .
ومن هذا المنطلق اجد ان القصة هنا.. مالت إلى الوصف والاعتناء بتفاصيل الصورة و مؤثثاتها.. على خلفية المشاعر والأحاسيس ولكنها لم تهمل الجانب الاساسي من الحدث هنا.. بالطبع اقصد ملامسة خلفية الأزمة التي اخذت هي نفسها نصيبها من التصعيد كما أخذته النهاية التي جاءت برؤية عميقة وبرسالة مباشرة وواضحة للمتلقي..وربما بأسلوب المخاطبة المباشرة..وبلاشك الموضوع الذي تناوله النص قيم.. وذا اهمية بالغة من حيث البناء النفسي للافراد وللجماعات.
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار
عزيزي جو
تعلم كم أحبك وأجل فكرك ، ما طرحته وجهة نظر وجيهة ، ورأي جدير بالإصغاء إليه إلا أن طبيعة النصوص ليست واحدة من حيث الغاية والموضوع ، وطبيعة الكاتب نفسه مما يجعله يجنح لطريقة تتسق مع مجموعة من الاعتبارات التي تكونت بين يديه قبل الشروع في الكتابة كما أني شخصيا أميل إلى الكتابة العربية الأصيلة فكرا ونمطا مع مراعاة العصر الذي نعيش فيه .
دمت بخير
ولك المحبة دوما
نوف السعيدي
28-07-2007, 12:27 PM
الأديب الأستاذ أحمد الرشيدي
عندما قرأت القصة ... غصت في مشاعر إيمانية عالية ...
شغلتني عن جميل الاستمتاع باللغة الرصينة ... والسبك البنائي العالي ...
كنت متشوقة لمتابعة القصة , وهذه مهارة منك في استدراج القارئ ...
جعلتني أعيش بئر زمزم ... بما رسمت من جميل المشهد ...
والتفصيلات الناجحة ... ثم استحوذت على تفكيري بهذه الحواريات الايمانية ...
لتقدم رسالة رائعة سامية , وتقدم قصة من طراز رفيع المستوى .
تحايا قلبية
نوف
مأمون المغازي
28-07-2007, 04:03 PM
اديبنا : أجمد الرشيدي ،
قرأت قصتك الجميلة ، وما تبعها من تعليقات ، ولقد فرحت بلقائكِ بالكبير ، الدكتور السمان ، قلد التقيت الروعة فأنت جميل .
نرجع إلى القصة التي قرأتها بكل تركيز وقد لمحت فيها هذه الجوانب الإيمانية والأخلاقية ، التي بنيت عليها الأحداث ، وانتقيت اللفظ المناسب تمامًا ، ولم تفتك الحبكة ، ولم يفلت منك الخيط ، وقد أتت القصة سهلة بسيطة تعليمية في المقام الأول ، ونحن في حاجة لهذا النوع من الأعمال الراقية التي تحمل العبرة والعظة إلى جانب الإبداعات القوية المغتمدة على الأدوات والفكر والعمق والبصمة الخاصة .
أديبنا الجميل ، استمتعت هنا ، وسأتابع أكثر
ألى لقاء بإذن الله
محبتي واحترامي
مأمون
عطاف سالم
28-07-2007, 07:59 PM
تحية طيبة أيها الأديب الراقي / أحمد الرشيدي
عند بئر زمزم ...
ياالله كم استحوذ على نفسي هذا العنوان كثيرا وساقني طوعا لأرتشف من معين النص المترقرق حقيقة رقة وصفاء وروحانية عالية ولطف بيان يشاكل المعنى ....
وما أصدق البوح من مجرب !
لقد أحسنت أخي الكريم الفاضل حسن السرد في عفوية عاليه استطعت بها أن تجذب القاريء كيلا يتقلت أو يتململ
لله درك !
لقد استحوذ نصك على الروح والفكر فلا الأولى قدرت على الشرود ولا الثاني سمح لنفسه بالخروج ...
سعدت بقراءة هذا النص وغمرتنى الألفة والابتهاج عندما قرأته وهاأنا ذا أخرج بنفس الشعور
شكرا على ما أهديته لنا هنا
تقبل أيها الأديب الفرد كل تحاياي وكل تقديري
وكن بخير
وليحفظك الرحمن تعالى
أحمد الرشيدي
28-07-2007, 08:15 PM
الأديب الرائع / أحمد الرشيدي ..
ما أروع هذه القصة ، مبنى ومعنى وهدف سامي ..
أسلوب شيق ، تسلسل رائع ، إرشاد وتذكير ، والهدف منها واضح جميل .
أسلوب قصصي جميل ، استخدمت مساحة السرد فيه لهدف سامي ، وبأسلوب أدبي راق .
سعدت بقراءة هذه القصة ..
شكرا لك أخي الكريم .
تقديري الكبير لشخصك المتواضع .
تحيتي .
أختي الغالية وفاء
حروفك تبعث في نفسي الطمأنينة والأمل ، سبحان من جمع فيك صفوة السجايا الكريمة ، وروعة البيان .
زياد موسى العمار
28-07-2007, 08:27 PM
مررت لأحييك أخي أحمد
ولي عودة إنشاء الله
فما هكذا يكون المرور وللتّو قمت بكتابة نقد على مثل هذهِ الظاهرة السلبية
مودتي لقلبك ريثما أنتهي من قراءة مادتك بعمق.
أحمد الرشيدي
28-07-2007, 09:25 PM
سلام الـلـه عليكم
قراءة صباحية خاصة في قصة " عند بئر زمزم " للأديب أحمد الرشيدي
في هذه الساعة الجميلة , من صباحي الجميل , أمارس طقوس اليوم الصباحية , ولصباح يوم الجمعة المباركة , نكهة ولون وروحانية , القهوة على طريقة أهل الشام , وقراءة الصحف المحلية , والاطلاع على الأخبار العربية والعالمية , سواء من الصحف , او من خلال شاشة التلفاز , وموسيقا هادئة تنبعث من بعيد , وأدخل الواحة المباركة , أمتع عيني ونفسي , بجميل نتاجات الأخوة والأخوات , من شعراء وأدباء الواحة المباركة , إنها متعة غامرة , ويتخلل كل هذا الاتصال بالأهل في دمشق , للأطمئنان عن الجميع , وقضاء بعض الوقت معهم , عبر الهاتف الجوال , وهذا تقليد اعتدت عليه , مذ أتيت دولة الكويت , يتنتظرني الجميع , صباح يوم الجمعة , وفي هذا الصباح الجميل , اكتملت سعادتي , عندما قرأت قصة " عند بئر زمزم " , فالأديب أحمد الرشيدي , عرفته منذ فترة وجيزة , التقيت به في أمسية جميلة , على شاطئ الخليج العربي , وبهرني بشخصيته الآسرة , أدبا وأخلاقا ودماثة , ولمست فيه نعم الأديب المتذوق لصنوف الأدب , ولمحت في عينيه التفوق الذكائي , أما العمل القصي " عند بئر زمزم " فوجدت فيه استكمالا للصورة , التي رسخت في ذهني عن الأديب الراقي أحمد الرشيدي , المفردات الرصينة , والجمل المتماسكة , بين القوة والرقة , وعذوبة البناء , كما هي عذوبة الحديث , لتقديم سرد لطيف راق , يشد القارئ من خلال ملامسة الجوانب الخيّرة , في النفس والعقل , عبر اعتماد حواريات واقعية الحدوث , وقوية الاقناع , في ترابط موفق , بين الابعاد المكانية والزمانية , مما يجعل القارئ , وكأنه في قلب الحدث , يرى ويسمع ويتابع بشوق , ينتشي نفسا وفكرا , بتلقي الجرعات الطيبة الخيّرة , التي وظفها الكاتب براعة , ثم ينتهي العمل , ليكمل الصورة , ويكرس الرسالة الفكرية السامية التي أراد , كم أنا فرح مستمتع بهذه القصة الرائعة , لقد أكملت سعادة صباحي .
د. محمد حسن السمان
الأستاذ الدكتور محمد السمان حفظه الله
كدت أقول : إن هذا من مثلك لكثير في مثلي ، ولكني عدلت ، ألست ذلك الرجل الذي رأيته يتدفق علما وتواضعا ، وظرافة حلوة لماحة ، وذهنا متوقدا واعيا ، وأدبا نادرا عزيزا ...
تبادر محدثك والابتسامة لا تفارق محياك ، ولله درك كم أنصت للحديث وأنت أعلم به ، ما أسعد جليسك بك ،
ليس بمستغرب منك ما ذكرت ، فما هو إلا بعض سجاياك .
متعك الله بالصحة والعافية وقرن بك السعادة والفلاح والنجاح
أحمد الرشيدي
29-07-2007, 07:20 PM
الأديب الأستاذ أحمد الرشيدي
عندما قرأت القصة ... غصت في مشاعر إيمانية عالية ...
شغلتني عن جميل الاستمتاع باللغة الرصينة ... والسبك البنائي العالي ...
كنت متشوقة لمتابعة القصة , وهذه مهارة منك في استدراج القارئ ...
جعلتني أعيش بئر زمزم ... بما رسمت من جميل المشهد ...
والتفصيلات الناجحة ... ثم استحوذت على تفكيري بهذه الحواريات الايمانية ...
لتقدم رسالة رائعة سامية , وتقدم قصة من طراز رفيع المستوى .
تحايا قلبية
نوف
الأستاذة الموقرة نوف
أحسن الله إليك ، تقولين في كلمات تعد ما نحاوله في أسطر طويلة ولا نصل إليه .
دمت بخير من الله
أحمد الرشيدي
29-07-2007, 07:31 PM
اديبنا : أجمد الرشيدي ،
قرأت قصتك الجميلة ، وما تبعها من تعليقات ، ولقد فرحت بلقائكِ بالكبير ، الدكتور السمان ، قلد التقيت الروعة فأنت جميل .
نرجع إلى القصة التي قرأتها بكل تركيز وقد لمحت فيها هذه الجوانب الإيمانية والأخلاقية ، التي بنيت عليها الأحداث ، وانتقيت اللفظ المناسب تمامًا ، ولم تفتك الحبكة ، ولم يفلت منك الخيط ، وقد أتت القصة سهلة بسيطة تعليمية في المقام الأول ، ونحن في حاجة لهذا النوع من الأعمال الراقية التي تحمل العبرة والعظة إلى جانب الإبداعات القوية المغتمدة على الأدوات والفكر والعمق والبصمة الخاصة .
أديبنا الجميل ، استمتعت هنا ، وسأتابع أكثر
ألى لقاء بإذن الله
محبتي واحترامي
مأمون
الأستاذ الأديب مأمون
لقد أثلجت صدري يا أخي الكريم حتى كدت أجمد ، فغدت الكتابة كأنها نحت جبل ، ولكم أسعدتني هذه القراءة المتأنية لما كتبت ، وكم أنا أتلهف لإطلالتك النافعة العاطرة رقة وجمالا .
ولك من أخيك التوقير والتقدير
سمو الكعبي
29-07-2007, 11:54 PM
وعند بئر زمزم ازدان إبداعك وتزمزمت في عقد بهيج لتكتب بمداد زمزمي .
في بداية القصة تسوقنا التمتمات إلى سماع الأصوات التي تترد في ساحات الحرم وقد أعشتنا معها.
في حوارك مصداقية رغم تواضعه وخلوه من أي تنميق أو تدبيج ؛لأن لُب ما تتحدث عنه الأقصوصة لا يقتضي ذلك.
حقا إن نظرة من المُغني تغني في ساعة الشدة وفي الرخاء أيضا .
وفي الحديث " عجب ربنا من قنوط عباده ينظر إليكم أزلين قنطين فيضحك يعلم أن فرجكم قريب"حديث حسن .
إنها السعادة الحقيقة حقا, وهذا هو برد اليقين أيضا .
أحسن قلمك المسار والمدار, فجاء النص مُتوهجا بالروحانيات العالية ,مُتلبساً صيغ الجمال الغير مُتكلَف .
تحياتي لك زمزمية قمرية .
محمد سامي البوهي
30-07-2007, 10:32 AM
الأديب الأستاذ
أحمد الرشيدي
لو حللنا النص ، لوجدناه به نوع من التداخلات ، التداخل الحكائي ، والتداخل الزمني ، القصة جاءت بمقدمة تصاعدية ، خلقها الأب للابن ، لجلب انتباهه ، وتحفيزه على الإنصياع للإستماع ، لكننا كنا مع الابن ، نتحفز ، وتتصاعد الأحداث أمام الكشف القرائي ، والتخيلي لنا ، نجحت جدا في فعل هذه التقنية الرائعة الذكية ....
جاء النص ليلف لنا داخله نوعاً من أنواع العظة ، والحكمة التي نفتقد إليها كثيرا هذه الأيام ، كم نحن في حاجة إليها ، وإلى التقرب إلى الله ، وبث الثقة في قلوب الدعاه ، الذين يرفعون أكفهم تضرعا للواحد الأحد ..
قصتك من الممكن ان يطلق عليها أنه قصة منبرية ، تأتي لترصع خطبة دينية .
اعتمدت القصة على المباشرة ، الملازمة لعنصر التشويق ، والتدرج الكشفي ، وهذا أهم ما ميز القصة ، وإن كانت جاء الأسلوب يحمل الصفة الخبرية ، لكانت قصة مكررة ، لعبتك هنا هي التشويق الحكائي ، وصنعتك القصصية استطاعت أن تتقن هذا بمهارة فائقة ، بهذا الأسلوب المائز ...
تحية واحترام
أحمد الرشيدي
08-08-2007, 06:00 PM
تحية طيبة أيها الأديب الراقي / أحمد الرشيدي
عند بئر زمزم ...
ياالله كم استحوذ على نفسي هذا العنوان كثيرا وساقني طوعا لأرتشف من معين النص المترقرق حقيقة رقة وصفاء وروحانية عالية ولطف بيان يشاكل المعنى ....
وما أصدق البوح من مجرب !
لقد أحسنت أخي الكريم الفاضل حسن السرد في عفوية عاليه استطعت بها أن تجذب القاريء كيلا يتقلت أو يتململ
لله درك !
لقد استحوذ نصك على الروح والفكر فلا الأولى قدرت على الشرود ولا الثاني سمح لنفسه بالخروج ...
سعدت بقراءة هذا النص وغمرتنى الألفة والابتهاج عندما قرأته وهاأنا ذا أخرج بنفس الشعور
شكرا على ما أهديته لنا هنا
تقبل أيها الأديب الفرد كل تحاياي وكل تقديري
وكن بخير
وليحفظك الرحمن تعالى
أيتها الأديبة إن ما تفضلت به على أخيك خرج من معين خلقك الكريم لا من معين ما قرأت .
حفظك الرحمن ورفع قدرك في الدارين
أحمد الرشيدي
08-08-2007, 06:58 PM
مررت لأحييك أخي أحمد
ولي عودة إنشاء الله
فما هكذا يكون المرور وللتّو قمت بكتابة نقد على مثل هذهِ الظاهرة السلبية
مودتي لقلبك ريثما أنتهي من قراءة مادتك بعمق.
أخي الحبيب زياد
إني لأسعد بحرف تكتبه مبدعا وناقدا .
يا صاحبي لقد أسكنتُك قلبي ، فلا حاجة لعودتك إلى النص لتكتب فيه كلمات كتبتَها في سويداء قلبي .
أحمد الرشيدي
08-08-2007, 07:11 PM
وعند بئر زمزم ازدان إبداعك وتزمزمت في عقد بهيج لتكتب بمداد زمزمي .
في بداية القصة تسوقنا التمتمات إلى سماع الأصوات التي تترد في ساحات الحرم وقد أعشتنا معها.
في حوارك مصداقية رغم تواضعه وخلوه من أي تنميق أو تدبيج ؛لأن لُب ما تتحدث عنه الأقصوصة لا يقتضي ذلك.
حقا إن نظرة من المُغني تغني في ساعة الشدة وفي الرخاء أيضا .
وفي الحديث " عجب ربنا من قنوط عباده ينظر إليكم أزلين قنطين فيضحك يعلم أن فرجكم قريب"حديث حسن .
إنها السعادة الحقيقة حقا, وهذا هو برد اليقين أيضا .
أحسن قلمك المسار والمدار, فجاء النص مُتوهجا بالروحانيات العالية ,مُتلبساً صيغ الجمال الغير مُتكلَف .
تحياتي لك زمزمية قمرية .
أختي الموقرة سمو
لكم أسعدتني الكلمات التي تفضلت بها ، أحسن الله إليك يا نجية القمر .
أحمد الرشيدي
13-08-2007, 03:58 PM
الأديب الأستاذ
أحمد الرشيدي
لو حللنا النص ، لوجدناه به نوع من التداخلات ، التداخل الحكائي ، والتداخل الزمني ، القصة جاءت بمقدمة تصاعدية ، خلقها الأب للابن ، لجلب انتباهه ، وتحفيزه على الإنصياع للإستماع ، لكننا كنا مع الابن ، نتحفز ، وتتصاعد الأحداث أمام الكشف القرائي ، والتخيلي لنا ، نجحت جدا في فعل هذه التقنية الرائعة الذكية ....
جاء النص ليلف لنا داخله نوعاً من أنواع العظة ، والحكمة التي نفتقد إليها كثيرا هذه الأيام ، كم نحن في حاجة إليها ، وإلى التقرب إلى الله ، وبث الثقة في قلوب الدعاه ، الذين يرفعون أكفهم تضرعا للواحد الأحد ..
قصتك من الممكن ان يطلق عليها أنه قصة منبرية ، تأتي لترصع خطبة دينية .
اعتمدت القصة على المباشرة ، الملازمة لعنصر التشويق ، والتدرج الكشفي ، وهذا أهم ما ميز القصة ، وإن كانت جاء الأسلوب يحمل الصفة الخبرية ، لكانت قصة مكررة ، لعبتك هنا هي التشويق الحكائي ، وصنعتك القصصية استطاعت أن تتقن هذا بمهارة فائقة ، بهذا الأسلوب المائز ...
تحية واحترام
أخي الأديب الأستاذ محمد البوهي
هذه الجهد الذي بذلته ، والوقت الذي استقطعته لقراءة ما كتبت يحفزني إلى ما هو أفضل لأكون جديرا بمتابعتك الواعية الكريمة .
لا حرمت من إطلالتك النافعة وحسك المرهف ، وحضورك المشرق ، ودمت بخير من الله
عبدالملك الخديدي
13-08-2007, 04:17 PM
عند بئر زمزم .. بقلم الأديب الأستاذ : أحمد الرشيدي
قصة فيها عِبرة وعَبرة .. لا يسع المرء إلا أن يشكر الله سبحانه وتعالى أن أنعم علينا بالصحة والعافية ولم يحوجنا لأحد من خلقه.
ونسأل الله العلي القدير لمن هم حاجة إلى غسيل الكلى أو من لديه عارض صحي أن يعينهم ويشفيهم مما هم فيه ويهيء لهم القلوب الرحيمة التي تأخذ بأيديهم.
خالص التحية والتقدير لهذه القطعة الأدبية الرائعة وهذا الأسلوب الجميل.
أحمد الرشيدي
13-08-2007, 06:08 PM
عند بئر زمزم .. بقلم الأديب الأستاذ : أحمد الرشيدي
قصة فيها عِبرة وعَبرة .. لا يسع المرء إلا أن يشكر الله سبحانه وتعالى أن أنعم علينا بالصحة والعافية ولم يحوجنا لأحد من خلقه.
ونسأل الله العلي القدير لمن هم حاجة إلى غسيل الكلى أو من لديه عارض صحي أن يعينهم ويشفيهم مما هم فيه ويهيء لهم القلوب الرحيمة التي تأخذ بأيديهم.
خالص التحية والتقدير لهذه القطعة الأدبية الرائعة وهذا الأسلوب الجميل.
أخي الأديب عبد الملك الخديدي
مرورك الكريم ، وتعليقك النافع الماتع مما أسعد به ، متعك الله بالصحة والعافية ، ودمت بخير من الله .
زياد موسى العمار
16-08-2007, 02:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عند بئر زمزم:
قصة جميلة وممتعة تلازمت فيها عدة عناصر ارتقت بها إلى مصاف الروعة والإبداع الحقيقي.
1- قدسية المكان وأثره في النفوس، أخلاقياً وعقائديّاً.
2- الزمن الذي وقع فيه الحدث، (قبيل صلاة الفجر)، في موسمٍ شتائي يبشّر بالخير والخصب.
3- اللغة الأدبية المستخدمة بكل ما تحمله من جمال في الوصف والتعبير.
4- الأسلوب الروائي الجذّاب لقلب القارئ منذ الوهلة الأولى، والنبرة العاطفية الملازمة للنص....... وغيرذلك.
فكل هذا قد أضاف إلى الهدف التعليمي والموعظة المبتغاة من قبل الكاتب، جمالاً وإبداعاً ارتقيا بالعمل إلى عرش الإبداع في العمل الأدبي.
في الخاتمة: لم يترك الكاتب – الأديب أحمد الرشيدي – فرصة أو مجالاً للتأويل والاجتهاد في اقتباس البعد الأخلاقي والهدف التعليمي للقصة، فقد أعلنها وبوضوح جازم أنّ على المرء أن يرد الإحسان بالإحسان قطعاً. منكراً أي جدال في هذهِ المسألة. وهذا في:
(- فإياك يا بني أن تكون جاحدا لنعمة ربك ، وقد أعطاك كليتين لا واحدة ، وعافاك مما ابتلاه به ، ولم يحوجك لفضل أحد من خلقه).
وهذا بتصوري انعكاس لشخصية الكاتب وذاته الأخلاقية النبيلة (سواءً ابتغى ذلك واعياً، أو لم يبغ).
وفي الختام، فأنا لست محللاً أدبياً، ولا ناقداً، ولكنّي حاولت الاجتهاد في عملٍ أحببته وترك أثره في نفسي.
...........................
الأخ الغالي أحمد الرشيدي:
أترك لك - من القلب - بعض النبض، يوشي لك بمحبتي وتقديري واعتزازي بك.
د. نجلاء طمان
18-08-2007, 03:04 PM
الرشيدى الراقي
"عند بئر زمزم" وقص راقى اعتمد على السرد الهادىء البطىء. فى أسلوب خبرى رصين تم حياكة الجمل , لتقرير رسالة روحية وهدف تعليمي .تخلل الأسلوب الإنشائي الاستفاهمي بعض أماكن القص للتشويق وحث الذهن فى مبادرة ناجحة من القاص أصابت هدفها. اعتمدت الفكرة القصية على راوٍ يحكى عن راوٍ آخر فكانت هناك ثنائية جديدة فى العنصر الروائي لكن مقبولة.
" عند بئر زمزم ووعظ ديني روحي , يقدم فكرة أخلاقية مفادها الشكر لا الجحود , وقدم المتن الحكائي ما يبرر التنفير من الأخيرة والحث على الأولى فى جمال وذكاء من القاص.
شذى الوردة لنص راقي
د. نجلاء طمان
علاء الدين حسو
19-08-2007, 10:56 AM
قال لي صديق يوما الادب الذي تكتبه لا تخجل او تخشى من اطلاع اولادك عليه .. وهذا نص هادف مفعم بالايمان ونموذج رائع لتهذيب النفوس ..فتحية وشكر للاديب المبدع
أحمد الرشيدي
20-08-2007, 08:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عند بئر زمزم:
قصة جميلة وممتعة تلازمت فيها عدة عناصر ارتقت بها إلى مصاف الروعة والإبداع الحقيقي.
1- قدسية المكان وأثره في النفوس، أخلاقياً وعقائديّاً.
2- الزمن الذي وقع فيه الحدث، (قبيل صلاة الفجر)، في موسمٍ شتائي يبشّر بالخير والخصب.
3- اللغة الأدبية المستخدمة بكل ما تحمله من جمال في الوصف والتعبير.
4- الأسلوب الروائي الجذّاب لقلب القارئ منذ الوهلة الأولى، والنبرة العاطفية الملازمة للنص....... وغيرذلك.
فكل هذا قد أضاف إلى الهدف التعليمي والموعظة المبتغاة من قبل الكاتب، جمالاً وإبداعاً ارتقيا بالعمل إلى عرش الإبداع في العمل الأدبي.
في الخاتمة: لم يترك الكاتب – الأديب أحمد الرشيدي – فرصة أو مجالاً للتأويل والاجتهاد في اقتباس البعد الأخلاقي والهدف التعليمي للقصة، فقد أعلنها وبوضوح جازم أنّ على المرء أن يرد الإحسان بالإحسان قطعاً. منكراً أي جدال في هذهِ المسألة. وهذا في:
(- فإياك يا بني أن تكون جاحدا لنعمة ربك ، وقد أعطاك كليتين لا واحدة ، وعافاك مما ابتلاه به ، ولم يحوجك لفضل أحد من خلقه).
وهذا بتصوري انعكاس لشخصية الكاتب وذاته الأخلاقية النبيلة (سواءً ابتغى ذلك واعياً، أو لم يبغ).
وفي الختام، فأنا لست محللاً أدبياً، ولا ناقداً، ولكنّي حاولت الاجتهاد في عملٍ أحببته وترك أثره في نفسي.
...........................
الأخ الغالي أحمد الرشيدي:
أترك لك - من القلب - بعض النبض، يوشي لك بمحبتي وتقديري واعتزازي بك.
أخي الأديب الحبيب زياد عمار
لقد حظي كلامي المتواضع بقراءتك أيها الأديب اللوذعي ، فأزلت عنه غبرته ، وسلطت نور قلبك وبصيرتك ، فرأيت فيه ما تحب لأخيك أن يصل إليه ، فأخذت بيد النص ، فارتقيت به من وهدته إلى آفاق ما كان يتطلع إليها .
يا لروعتك شاعرا وأديبا وناقدا ، وليتك دللت أخاك على هناته ؛ فأنا - لا شك - بأنك ستلتقطها واحدة واحدة ، ولكنك أغضيت ، فياليتك ذكرت واحدة حتى استفيد منكم .
دمت لي أخا تقر عيني برؤيته حرفا تتباهى به واحتنا بيانا وخلقا وفكرا .
أحمد المنصوري
21-08-2007, 11:37 PM
قصة حضر فيها النفس الايماني بقوة أحييك .
يسرى علي آل فنه
23-08-2007, 06:40 AM
بعد أن أتما طواف الشوط السابع ، وصليا ركعتي الطواف خلف المقام قال عبد الكريم لابنه ـ وهما يسران نحو بئر زمزم : كلما زرت هذا المكان الطاهر ـ يا بني ـ تذكرت ذلك الرجل وقصته .
- من الرجل ؟ وما قصته يا أبي ؟
ـ قبل خمسة عشر عاما كنت طالبا في جامعة أم القرى ، وكنت أقضي جل أوقات فراغي في رحاب البيت الحرام ، وكان يروق لي ـ يا بني ـ بين الحين والآخر تأمل ذلك البئر الخالد النابض بالحياة منذ آلاف السنين ، وذات ليلة من ليالي الشتاء ، وقبيل صلاة الفجر شاء الله أن ألتقي به ، هنا رأيته يا بني ..
رجل أظنه تجاوز الستين ، متوسط القامة ، نحيف ، أسمر ، انتشر البياض في شعره ،أما عيناه الذابلتان ، فتوحيان بالصبر والكفاح ، قد رفع يديه بالدعاء والثناء ، يبكي تارة ، ويضحك أخرى !
وما إن وقع بصره علي حتى أحس بأن العجب ملء إهابي ، فما كان منه إلا أن أشار إلي أن أقبل ، فلما اقتربت منه مد يده وصافحني ، وقال :
يا بني هنا وقعت لي قصة عجيبة غريبة كأنها من وحي الخيال . قلت : ما هي يا عم ؟
قال : لقد كنت رجلا فقيرا إلا أني كنت غنيا بصحتي ، فكنت أعمل الساعات الطوال لكي أتجنب ذل السؤال ، فأنا العائل الوحيد ـ بعد الله ـ لزوجي وبنياتي الثلاث .
والمرؤ في عافية ـ يا بني ـ ما لم يتكالب عليه الفقر والمرض ، وهذا ما حل بي ، فبدأت أشعر بآلام شديدة في خاصرتي ، وبعد أن ألح علي الألم ذهبت إلى الطبيب الذي قال لي ـ بعد أن امتص دمي وما تبقى معي من نقود : يتحتم عليك الحضور إلى المستشفى مرتين في الأسبوع لعمل غسيل لكليتيك ، فأنت مصاب بالفشل الكلوي .
أيقول : غسيل ! هه .. هيهات ! وهل يجدي الغسيل في جسد بال مزقته المصائب والهموم ؟ وكان أشد ما أعانيه ـ يا بني ـ نظرات بنياتي تلك النظرات الحائرة الحاذرة العاذرة ، والتي لا أملك بعدها إلا أن أبذل وجهي عند الأبواب .. الأبواب التي إما أن توصد دوني كبرا واحتقارا ، وإما أن أتجرع مع كل دينار آخذه ذلا وألما وحسرة ، أما الأقارب والأصدقاء ، فانقلبوا أباعد وأعداء ، فمن يرغب ـ يا بني ـ في أن يكون قريبا ، أو صديقا للفقر والمرض ؟ وبعد أشهر تراكمت علي الديون ، وازدادت حالي سوءا من بعد سوء ، فلما ضاقت علي الأرض بما رحبت قصدت بيت الكريم الذي لا يخيب قاصده ، ووقفت في هذا المكان هنا هنا ـ يا بني ، وجعلت أدعو الله ـ عز وجل ـ واتضرع إليه ، واشكو له ، وبينما أنا على هذه الحال أحسست بأن الأرض تدور من حولي ، وبدأ جبيني يتصبب عرقا ، ويداي تبردان وترتعشان ، ثم أصابت عيني غشاوة وخيل إلي أني أسبح في الفضاء .. ، وما شعرت بنفسي بعدها يا بني إلا وأنا ممدد على سرير أبيض ، وبجانبي رجل لا يشك من يراه في أنه من ذوي الجاه والسلطان ، وحوله أطباء وخدم وحشم ، فإذا هو يبتسم لي ويقول :
كنت خلفك عند البئر ، ولقد سمعت كل ما قلته ، وقد أغمي عليك هناك ، ثم فقدت وعيك ، ، فأمرت بإحضارك إلى هذا المستشفى ، وقد أجريت لك البارحة عملية زراعة كلية بأيدي فريق طبي خاص ، وقد تكللت بالنجاح والحمد لله ، ثم أشار إلى أحد حاشيته ، فأخذ منه ظرفا ، ووضعه بجاني ، وقال :
قد كتبت لك مبلغا من المال ، فسدد به ديونك ، وأصلح شؤونك ، ثم التفت إلى حاشيته ، وقال : أما الآن ، فأظنه لا يريد إلا رؤية زوجه وبنياته ، ثم نظر إلي والابتسامة لا تفارق محياه ، وقال : فلتقر عينك هم الآن في طريقهم إليك ، فاشحذ همتك ، واستعد عافيتك ، ثم قام ، فلم أره إلى يومنا هذا ..
التفت عبد الكريم نحو ابنه ، والذكريات تستدر من عينيه الدموع ، وقال : هذه قصة ذلك الرجل يا بني .
- وهل يوجد من يفعل ذلك يا أبي ؟
- فما تقول - يا بني - لو أن ذلك الرجل عرف ذلك المحسن ، فما كان منه إلا التقاعس عن شكره بله التنكر والجحود .
- ما أظن أحدا يفعل ذلك يا أبي .
- فإياك يا بني أن تكون جاحدا لنعمة ربك ، وقد أعطاك كليتين لا واحدة ، وعافاك مما ابتلاه به ، ولم يحوجك لفضل أحد من خلقه .
الحمد لله على نعمه التي لاتحصى ومنها تواجدك النقي الطيب
أيها الناصح الأريب
بئر زمزم قصة حملت في عمقها قصتين لكل منهما نفحاته الإيمانية المنعشة
خلتني كنت هناك أسمع وأرى وأزهو بوالدٍ مسلم يُحسن لولده
النصح تشويقاً وترسيخاً ، ومسلمٌ آخر تعاظمت نعمة الله تعالى
فما تولى بل عاد شاكراًمترجماً قوله تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث)
فقاسم الآخرين من حلاوة إيمانه مايجدد الإيمان ويواسي المكروبين
بأن باب رحمة الله تعالى وكرمه مفتوح فلاتحزن إذا أوصد الناس
عنك أبوابهم .
أخي الأديب الراقي أحمد الرشيدي
مع آخر فكرة تداعى إلى ذهني قول أبو العتاهية :-
توكل على الله واعمل ولا *** ترد فضل من فضله أنكدُ
وإن جمدت عنك أيدي العباد*** فإنّ يد الله لا تجمدُ
فتقبل مني إدراجهما فما هما إلا بعض أثر قصتك المميزة في نفسي
احترامي وتقديري لك
الصباح الخالدي
23-08-2007, 10:11 AM
معبرة جدا ياكريم
أحمد الرشيدي
28-08-2007, 12:03 PM
الرشيدى الراقي
"عند بئر زمزم" وقص راقى اعتمد على السرد الهادىء البطىء. فى أسلوب خبرى رصين تم حياكة الجمل , لتقرير رسالة روحية وهدف تعليمي .تخلل الأسلوب الإنشائي الاستفاهمي بعض أماكن القص للتشويق وحث الذهن فى مبادرة ناجحة من القاص أصابت هدفها. اعتمدت الفكرة القصية على راوٍ يحكى عن راوٍ آخر فكانت هناك ثنائية جديدة فى العنصر الروائي لكن مقبولة.
" عند بئر زمزم ووعظ ديني روحي , يقدم فكرة أخلاقية مفادها الشكر لا الجحود , وقدم المتن الحكائي ما يبرر التنفير من الأخيرة والحث على الأولى فى جمال وذكاء من القاص.
شذى الوردة لنص راقي
د. نجلاء طمان
د. نجلاء لمرورك مذاق مختلف ، ولقراءتك خصوصيتها ، فشكرا لك .
أحمد الرشيدي
24-09-2007, 12:22 AM
قال لي صديق يوما الادب الذي تكتبه لا تخجل او تخشى من اطلاع اولادك عليه .. وهذا نص هادف مفعم بالايمان ونموذج رائع لتهذيب النفوس ..فتحية وشكر للاديب المبدع
جميل منكَ أيها الأخ الفاضل هذه الكلمات ، والله كأني أمر الآن على كلماتك بعد موتي !
شكر الله لك
أحمد الرشيدي
24-09-2007, 12:48 AM
قصة حضر فيها النفس الايماني بقوة أحييك .
السمي أذكر أنك كتبتَ أول حرف لكَ في الواحة في صفحة من صفحاتي المتواضعة ، ولست أدري إن كنتَ اطلعتَ على ردي ، ليتك تفعل تكرما وتفضلا .
حضوركَ حبيب إلى نفسي ، دمت بخير من الله وحفظ .
أحمد الرشيدي
24-09-2007, 02:17 AM
الحمد لله على نعمه التي لاتحصى ومنها تواجدك النقي الطيب
أيها الناصح الأريب
بئر زمزم قصة حملت في عمقها قصتين لكل منهما نفحاته الإيمانية المنعشة
خلتني كنت هناك أسمع وأرى وأزهو بوالدٍ مسلم يُحسن لولده
النصح تشويقاً وترسيخاً ، ومسلمٌ آخر تعاظمت نعمة الله تعالى
فما تولى بل عاد شاكراًمترجماً قوله تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث)
فقاسم الآخرين من حلاوة إيمانه مايجدد الإيمان ويواسي المكروبين
بأن باب رحمة الله تعالى وكرمه مفتوح فلاتحزن إذا أوصد الناس
عنك أبوابهم .
أخي الأديب الراقي أحمد الرشيدي
مع آخر فكرة تداعى إلى ذهني قول أبو العتاهية :-
توكل على الله واعمل ولا *** ترد فضل من فضله أنكدُ
وإن جمدت عنك أيدي العباد*** فإنّ يد الله لا تجمدُ
فتقبل مني إدراجهما فما هما إلا بعض أثر قصتك المميزة في نفسي
احترامي وتقديري لك
لله أنت يا يسرى تسرين عن نفسي حين أقرأ حروفكِ ، أذكر أيتها الأديبة أن أول ردٍّ لك كان على محاولتي المتواضعة التي سولت لي نفسي أن أسميها ( مقامة ) فعرفتُ أنك تقرئين جيدا حتى خشيتُكِ ، ليتني استطيع الكتابة بشكل أفضل لأكون جديرا بمتابعتكِ .
حرسك الله يا يسرى
د. محمد الشناوي
24-09-2007, 05:23 AM
أستاذ أحمد رائعة مبنى ومعنى
كتبنا الله في الشاكرين
وكل عام وأنت بخير
أحمد الرشيدي
24-09-2007, 10:11 PM
معبرة جدا ياكريم
جميل أنت حين تحط كالعصفور ، أيها الصقر الحر .
أحمد الرشيدي
17-12-2007, 06:56 PM
أستاذ أحمد رائعة مبنى ومعنى
كتبنا الله في الشاكرين
وكل عام وأنت بخير
الدكتور محمد الشناوي
الروعة في حضورك المشرق ، وكلماتك المعطرة بالطهر
آمين
وكل لحظة وأنت بخير
ابراهيم عبد المعطى
18-12-2007, 09:02 AM
الأستاذ الفاضل / احمد الرشيدى
عندما يلجأ الإنسان إلى الخالق العظيم يناجيه ويزرف الدموع بإخلاص
فإنه سبحانه لايتخلى عنه أبدا , وصاحبنا إختار أطهر بقعة على ظهر الأرض
فحدثت المعجزة وجنًد له المولى سبحانه وتعالى من يحقق له كل ماتمناه .
درس عميق الأثر فى الإعتماد على الخالق العظيم
سلمت أناملك التى أبدعت هذا النص الرائع
وتقبل خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى داود
ربيحة الرفاعي
24-07-2014, 12:11 AM
قص هادف إيجابي المحمول والطرح بسرد شائق وأداء قصّي متقن ونفس إيماني راق
دمت بخير أيها الكريم
تحاياي
كاملة بدارنه
26-07-2014, 04:41 PM
أسلوب سرديّ حكائيّ لعرض فكرة سامية وموعظة حسنة
بوركت
تقديري وتحيّتي
ناديه محمد الجابي
28-03-2022, 08:41 PM
سرد واقعي يقدم فكرا بحس عميق في قصة جميلة قوية الفكرة جميلة المضمون
بديعة تعبيرا وتصويرا بأسلوب شيق استحوذ على القارئ لتترك أثرا عميقا في نفسه
ما أجمل قصتك وما حوت من رسالة هادفة فلله در قلمك
وتحية لوعيك وعنفوان قلمك.
:0014::0014:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir