تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كل شئ تمام(قصة قصيرة)



دكتور محمد فؤاد
27-07-2007, 06:26 AM
كل شئ تمام
بقلم: دكتور/محمد فؤاد منصور

كنت قد أنهيت يومى تقريباً..لم يبق رسمياً سوى نصف ساعة على إنقضاء اليوم الأخير من الأسبوع أو بالأحرى الساعة الأخيرة من اليوم الأخير من الأسبوع..معظم العاملين بالذات النساء منهم كنّ فى حالة تأهب للإنصراف ..كالمعتاد دفعن صفية سكرتيرتى لجس النبض.. تشاغلت فى الأوراق أمامى وأنا أسمع وقع خطواتها ذات الأيقاع المثير يرن فوق أرضية السيراميك..بدأت السيناريو المحفوظ بالسؤال المعتاد:
_ تحب أساعد حضرتك ياكمال بيه ؟
بأقتضاب قلت:
_ متشكر ياصفية أنا خلصت تقريباً.
تضاحكت وهى تنثنى لترتب الأوراق المتناثرة فوق المكتب
_مش معقول كده ياكمال بيه ..حضرتك بتبذل مجهود كبير فى الشغل.
نظرت إليها من فوق النظارة المعلقة بأرنبة أنفى.. وقفت بحيث يبدو قوامها الممشوق وجسدها البض مثيراً للخيال والأحلام..أشحت ببصرى وأعدت الحملقة في أوراقى وأنا أردد:
_ المسئولية ياصفية .. المسئولية صعبة.
بدا الحوار مكرراً ومحفوظاً وكأنما أستدرجتنى للمقدمة المعتادة.
_كفاية كده النهاردة..ممكن الباقى يتأجل ليوم السبت النهاردة الخميس وحضرتك ماأرتحتش من الصبح.
كأنما لمحت شبح أبتسامة ماكرة وذات مغزى وهى تضغط على عبارة"النهاردة الخميس"
_خلاص..فاضل حاجة بسيطة.
_طيب بعد أذن حضرتك ممكن أحنا نستأذن..حضرتك عارف مسئوليات الستات بالذات يوم الخميس..
مرة أخرى ضغطت على كلمة "الخميس" عادت للكلام الموحى والأبتسامة الماكرة وأنحنت فى حركة مثيرة بدت عفوية لتلتقط ورقة أطاحت بها المروحة إلى منتصف الغرفة فلم يعد هناك بد للتخلص من الموقف سوى أن أشيح بيدى بنفاد صبر
_خلاص..خلاص ياصفية أتفضلوا ..مع السلامة.
كأنما نطقت بكلمة السر فلم أكد أنهى العبارة حتى لف الصمت المكان..غادر الجميع المبنى وحتى الرجال لم يعدموا الحيل,مندوب الصرف تعلل بالذهاب لتفقد الشيكات المتأخرة بالبنك وأمين المخزن أستأذن هو الآخر ليراجع الطلبيات التى لم ترد من المخازن ..لم يبق عملياً فى الإدارة سواى أنا والحاج حامد المعاون المكلف بغلق المكاتب بعد إنتهاء العمل..حتى حامد نفسه لم يلبث أن جاء يتمسح بباب الغرفة كأنما يستعجلنى لكى أنصرف بدورى فقال وهو يفرك أصابعه:
_أعمل لسعادتك قهوة؟
_متشكر ياحامد هات كباية ميه.
أنصرف اللعين بعد أن تأكد أنه ليس فى الوقت متسع لقهوة ولا لشاى ولم تمض لحظات حتى عاد بكوب الماء وأبتدرنى قائلا ً:
_سيادتك مش هاتروّح بقى.؟
زغرت إليه مستغربا.ً.
_ جرى أيه ياحامد حتى أنت مستعجل.
_أبدا بس سيادتك النهاردة الخميس..
لم أدعه يكمل.
_فيه أيه ياحامد أحنا فى مدرسة والا أيه ؟
_أبداً ياباشا.. بس آخر الأسبوع الواحد بيبقى هلكان علي الآخر.
أشرت له بيدى ليصمت ..لم يبق فى المكان سوانا أذن ويبدو أنه لامفر من الإنصراف بالفعل..لفّ الصمت المكان وأنا أجمع ماتبقى من أوراق..فى هذه اللحظة بالذات قطع الصمت من حولى رنين التليفون المتصل وكأنما هو الآخر يتعجلنى للرحيل ,فى تكاسل من أنهى للتو أسبوعاً مشحوناً بالمعاناة وحرق الدم رفعت سماعة التليفون لأجد المدير العام يصرخ على الطرف الآخر:
_ أرفعوا درجة الأستعداد..لاينصرف أحد.. الوزير هنا وهو يمر على بعض الوحدات الآن ..ومن الجائز أن يمر عليكم .. أرجوك ياكمال..لاتدع أحداً ينصرف قبل الوقت .. الكل يلزم مكانه.. النظافة,أهتموا بالنظافة ..كل موظفة على مكتبها وكل موظف كذلك لاداعى للتجمع والرغى بلا مناسبة...
مرت عينى سريعاً على المكاتب الفارغة من أصحابها وبقايا السندويتشات وأكواب الشاى الفارغة متناثرة فى كل مكان ,وكأنما أصابتنى عدوى الصراخ فى التليفون فصحت:
_اطمئن يافندم كل شئ تمام..نحن جميعاً موجودون ونؤدى عملنا على خير وجه..أطمئن تماماً.
عاود الصراخ من جديد حتى أرتعشت أسلاك التليفون.
_وحياة أبوك ياكمال مش عايز مشاكل..ولادقيقة مبكراً ..مفهوم ولادقيقة, إن أمكن بعد الوقت المحدد بدقائق ..من يدرى ربما كانت ساعة الوزير غير مضبوطة ..أعنى .. أقصد.. ربما كانت ساعاتنا نحن غير مضبوطة..فاهم ياكمال إنه يمر الآن.
_ فاهم يافندم أطمئن تماماً..أنهم جميعا أمامى ويسمعوننى جيداً ..كل واحد فى مكانه,معالى الوزير هنا وربما يمر علينا الآن ..
ثم صرخت ليسمعنى المدير العام على الطرف الآخر.
_نعم الآن ..ماالغريب فى ذلك ..كل واحد يلزم مكتبه..أطمئن يافندم..كل شئ تمام..
دكتور/محمد فؤاد منصور
الإسكندرية

د. محمد حسن السمان
27-07-2007, 08:03 AM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الفاضل الأديب الدكتور محمد فؤاد

قدمت لنا في قصتك " كل شيء تمام " مشهدا قصيا موفقا , لحالة الانهيار الوظيفي , في بنيتنا الادارية , مغطيا ملامح المشكلة , ابتداء من قاعدة الموظفين الصغار , حتى طبقة الموظفين الكبار, مرورا بالمفاصل الادارية , والبناء في العمل , ناجح جدا , يجعل القارئ يعيش العمل , ويلمح تفصيلاته المألوفة , مما يدفع للتشويق والمتابعة , وعلى الرغم من استعمال القوالب العامية أحيانا , في نقل المشاهد , لتكريس واقعية المشهد , فإن اللغة والصياغة جاءت رصينة موفقة , وأقرّ بالبراعة في انهاء المشاهد بشكل بسيط , لم أتوقّعه لدى متابعة الأحداث , لتستكمل الصورة في تقديم الفكرة .
تقبل احترامي

أخوك
د. محمد حسن السمان

زاهية
27-07-2007, 08:32 AM
أهلا ومرحبًا بك أخي المكرم د.محمد فؤاد منصور في الواحة أسعدني لقاؤك هنا ..قصة جميلة واقعية قرأتها سابقًا وعدت إليها الآن وكله تمام ياافندم .ماالعمل والدنيا كده؟
أختك
بنت البحر

عصام عبد الحميد
27-07-2007, 09:57 AM
الدكتور أحمد
قصة جميلة جدا... وفكرتها رائعة...
لقطة وظيفية سردتها بإبداع عال وحرفية واضحة... حملت معها بتفاصيلها الصغيرة حجم ضخم من المشكلة والكبرى فى دوائرنا الحكومية...
النهاية جاءت رائعة... أتاحت لى كقارئ أن ينساح فكرى فيما يمكن أن يحدث فى الدقائق المتبقية من عمر اليوم الوظيفى..
سلمت يداك أخى الفاضل ودمت مبدعا

محمد سامي البوهي
27-07-2007, 12:29 PM
الدكتور / أحمد

أهلا ومرحبا بك في واحتنا ، نرحب بك ، ونتشرف بإقامتك بيننا .......

كل شىء تمام

اللغة البسيطة ، الفصحى المعممة ، التي يألفوها الكثيرون من القراء ، جاء الحوار باللهجة المصرية ، لجرف لنا حالة مقطعية من قلب المجتمع المصري داخل المؤسسات ، ضارباً أعشاش للعصافير بحجر واحد :

1- عمل المرأة .
2- الكادر الوظيفي .
3- يوم ما قبل الأجازة في المؤسسات .
4- التدرج الوظيفي .
5- وضع المؤسسات الحكومية المتهالكة .

أعجبني جداً الحوار الأخير ، مع المدير العام ، وحالة الهلع التي يحدثها المسؤول الكبير ، بين صفوف الإدارات ... إلى أن وصلنا إلى الكلمة المعهودة (كل شىء تمام)....
فقط هناك بعض مازاد من حشو في الوصف ، كنت أتمنى أن يتقلص ...

تحيتي لك

دكتور محمد فؤاد
27-07-2007, 03:35 PM
أخى الكريم الدكتور محمد حسن السمان
أشكرك على إهتمامك بمتابعة أعمالى وهو شرف كبير أعتز به وأفاخر، كلماتك الرقيقة وإشادتك بالعمل أوسمة تزين صدرى فشكرى لك فى كل حين وتقبل تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

دكتور محمد فؤاد
27-07-2007, 03:39 PM
الأخت العزيزة زاهية
بل أنا المحظوظ أن ألتقى بك فى الواحة ومحظوظ أكثر حين أحظى منك بتعليق آخر على هذا العمل ..أشكرك أيتها الأخت الكريمة الزاهية على حفاوتك وكرمك الذى لامزيد عليه وتقبلى تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

محمد الحامدي
27-07-2007, 04:21 PM
قدرة على التقاط مشهد من الحياة فائقة ولا شك .. جعلتني أكتب في خيالي قصة أخرى تبدأ منذ يدخل الوزير فعلا ولا يجد أحدا ... ماذا سيحدث ؟ هنا دور القارئ الإيجابي الذي يسهم في إنتاج الحدث أو على الأقل يحرك القص فيه رغبة في إتمام النقص المتعمد .. أحيانا على النص ألا يقول كل شيء وفي ذاك حوار محبب بين القاص وقارئه ...
لا أوافق على هذه القوالب اللغوية العامية ولا على ربطها بالواقعية ،، بل في رأيي المتواضع جدا ذلك خطر يتهدد الأدب .. وفرق بين التبسيط التركيبي وبين المفردة العامية .. إن هو إلا رأي وقد لايعتد به ..
شكرا سيدي أمتعتنا بنصك

جوتيار تمر
27-07-2007, 04:23 PM
دكتور محمد..
عنوان دال على الثقة..ومنه ندخل النص ونحن نعلم بأنك تجيد دائما رسم ملامح الواقع بريشة فنان محترف.. ذائق لجوانيات الواقع..ومتمرس في فك طلاسمه..ووضع الامور التي تحتاج الى رؤيةاوضح تحت المجهر العين الانساني..التعامل مع الشخصيات كان في منتهى الدقة.. من خلال التحليل الجيد والدقيق للشخصية ومن جميع الجوانب تقريبا.. بحيث تحقق الاستطرادات التي تتخلل النص تراكما هائل نستطيع ان نحدد من خلاله معالم الشخصية التي يتناولها النص ...السرد سار وفق منتظم.. بحيث هناك انضباط كبير في ايقاع السرد وفي تحمله لمعاناة الاستدراجات والتلاعب الكبير بعنصري الزمان والمكان مما حقق نوعا من التكامل المتميز داخل اللحمة العامة للنص.. هناك اختراقات هائلة من خلال التنويع الجميل على مستوى المروي له داخل فضاء النص بحيث لا يوجه الراوي حديثه الى القارىء لانه وببساطة ليس مرويا له بل يتعامل مع الشخصيات كمروي لهم من خلال التحليل الدقيق والغني الذي يحاول تجاوز كل المنظومات والهياكل الجاهزة ..وتناول موضوع القص مشكلة ربما لاتخفى على احد معالمها واثارها التي تعدت الانسان داخل هذه المؤوسسات الوظيفية الى عامة الاجتماع..وهناك التفاتة اخرى داخل النص رائعة وهو بلاشك عمل المرأة..وفي خضم هذه المعمعة الوظيفية خرجت لنا بقصة رائعة.

محبتي لك
جوتيار

ابن الدين علي
27-07-2007, 04:50 PM
الاخ د محمد فؤاد
و انا اقرأ قصتك الرائعة شدني الوصف البليغ لدرجة بدا لي كأني أشاهد الابطال و هم يتحايلون للخروج قبل الوقت الرسمي,, وصف وائع

دكتور محمد فؤاد
28-07-2007, 10:44 PM
أخى الأستاذ عصام عبد الحميد
أشكر مرورك الكريم بهذا العمل وتشجيعك الذى هو بلاشك وسام يزين صدرى .
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

دكتور محمد فؤاد
28-07-2007, 10:49 PM
الأستاذ الفاضل محمد سامى البوهى
بل إننى سعيد بتواجدى بينكم فى واحة الفن والأدب وأعتبر إنتمائى لهذا المكان شرف عظيم حظيت به مؤخراً وأشكرك على مرورك بصفحتى وإطرائك للعمل وهو ماضاعف حجم سعادتى فشكراً لك .
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

دكتور محمد فؤاد
30-07-2007, 11:04 PM
أخى الأستاذ عصام عبد الحميد
كلماتك الرقيقة ومرورك المعطر أضاءا صفحتى فشكراً لإطرائك وتقبل تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

دكتور محمد فؤاد
30-07-2007, 11:21 PM
الأخ الأستاذ محمد الحامدى
أشكر لك تعليقك ومداخلتك الكريمة وأظن أن مجرد مرورك قد أثرى العمل وأضاف إليه ، أتفق معك على ضرورة التخلص كلما أمكن ذلك من القوالب العاميةخاصة حين نكتب للعالم العربى بشرقه وغربه ولكن أحياناً تفرض اللغة أو قل اللهجة نفسها على العمل لتكون أقرب إلى روح الحدث وأكثر تعبيراً عن الموقف وإلا بدا الأمر برمته مفتعلاً وفاقداً للروح.لكنى أوافقك على أننا كعرب يجب أن نتمسك أكثر بما يجمعنا وأظن أنها مرحلة آتية عن قريب حين تتوحد لغة التعبير عندنا جميعاً ، التغير يحدث ولكن ببطء فلاتنسى أننا عرفنا الشبكة العنكبوتية حديثاً فلنصبر قليلاً حتى تكتمل أدواتنا وتتقلص المسافة بين العامية والفصحى وهى بلاشك رسالة الأجيال القادمة.تقبل تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

دكتور محمد فؤاد
01-08-2007, 09:26 PM
الأخ الكريم جوتيار
مرورك بالنص وتحليلك الواعى وغوصك لإلتقاط مابداخله من لفتات إضافة إليه تثريه وتبرزه ، أنا من الذين ينتظرون دائماً مرورك بأعمالهم فأنت كاتب ذو رؤية ثاقبة وقلم له مكانته فشكراً لك على ماحظيت به من نبض قلمك. وتقبل تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :noc:

دكتور محمد فؤاد
03-08-2007, 05:56 AM
أخى الأستاذ الكريم أبن الدين على
شرفتنى زيارتك وأسعدنى تعليقك وأرجو أن نلتقى دائماً على خير فأنا متابع لإبداعاتك الجميلة وسوف يكون من دواعى سرورى ان أتشرف بالتعليق عليها .تقبل تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

سارة محمد الهاملي
03-08-2007, 09:34 AM
دكتور محمد فؤاد
أثرت الكثير من الشجون بهذه القصة فقد قرأت الواقع بحذافيره هنا وكأنني أشاهد مشهداً درامياً لما يحدث في دوائرنا ومؤسساتنا الحكومية في العالم العربي التي قد تختلف قليلاً من بلد إلى بلد، ولكنها في النهاية تعطي ملامح واضحة ومخيفة لحالة اللانظام السائدة. في بعض البلدان استعانوا بالمستشارين والخبراء الأجانب للقضاء على هذه المشكلة وكأن هؤلاء يمتلكون عصاً سحرية يغيرون بها الواقع. وفي النهاية كل شيء لم يكن تمام والوزراء مازالوا يقومون بجولاتهم المفاجئة ولا حياة لمن تنادي.
لك كل الشكر والتقدير.

دكتور محمد فؤاد
05-08-2007, 11:07 PM
الأخت العزيزة سارة الهاملى
تشريفك للنص بالتعليق عليه أدخل على نفسى السعادة ، أشكر تفضلك بزيارة صفحتى وأرجو ألا ينقطع التواصل فآرائك القيمة لها حضور وعبق خاص وإضافة حقيقية للنص.تقبلى تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية.

مأمون المغازي
06-08-2007, 12:59 AM
الأديب الدكتور : محمد فؤاد

اسمح لي أن أكون ضمن الكوكبة الرائعة من الأدباء والأساتذة الذين كتبوا في هذا المتصفح الجميل .

حقيقة قرأت هذا العمل القصصي النقدي لأكثر من مرة ، وقد لاحظت فيه هذه البساطة في العرض واستعمال العامية ـ التي ربما زادت بعض الشيء ـ ومن المنظور الصحفي هذه قصة صحفية انتقادية لحالات عدة بعضها مفرد وبعضها مجمع ، أما المفرد فحال كل موظف وعامل بترتيب درجاتهم الوظيفية ، أما الجماعي فحالة الطاقم الإداري في المصلحة الحكومية ، هذا الأمر الذي بدأ كمرض ثم تفاقم ورمًا في عضد المؤسسة العمالية ، هذا التسيب الداخلي ، ثم التسيب العام الذي يطوع القانون لخدمته من باب ( تطييب الخاطر ، الرحمة الكاذبة ، التجاوز عما يعتقد أنه أمر بسيط ، عدم احترام قيمة الوقت ، عدم تقدير الدور الاجتماعي والاقتصادي لكل فرد مهما كانت مرتبته ) هذه المنظومة من التخريب بدت جلية في هذا العمل القصصي النقدي الذي يظهر لنا الواقع في صورة حكائية لا تعتمد على التكثيف بقدر ما تعتمد على اختصار الزمن في مشهد متتابع اللقطات ، لذلك نجح الأسلوب الحكائي الذي اعتمده القاص في عمله ، وإن كانت القصة قدمت حالات متباينة إلا أنها تجتمع في الاستهتار المنظم ، ليأتي دور المدير العام الذي ينظم عملية التهريج الوظيفي ، وخداع من فوقه في الرتبة ومن دونه ، وتأتي صيغ الرجاء لتوضح أنه شريك ؛ لذلك كان القاص موفقًا في اختزال دور السيد الوزير حين افترض على لسان المدير العام أن تكون ساعته مهرجة هي الأخرى ، وكأنه يجمع بين الزمن والمكان والشخوص في مجمل الاتهام الذي يشكل قضية ملحة تحتاج لحلول باتة .

أديبنا الدكتور : محمد فؤاد

كانت هذه قراءة سريعة في عملك الجميل


محبتي واحترامي


مأمون

دكتور محمد فؤاد
06-08-2007, 11:05 PM
أخى الأستاذ مأمون المغازى
أشكر مرورك العطر وتحليلك الذى بعث النور فى جنبات العمل ويقينى أن كلماتك الرقيقة وثناءك على هذا العمل يعطى قوة دفع جديدة فلك منى عظيم التقدير وفائق الإحترام.
دكتور/ محمد فؤاد منصور

ناديه محمد الجابي
22-08-2016, 08:08 PM
في دوائرنا الحكومية .. والمشهد يتكرر في معظم دولنا العربية
لا يمكن ان يكون ( كل شيء تمام) ـ وقد شغلني التفكير في كيفية
التخلص من هذا المأذق إذا حضر الوزير فعلا.
شكرا لقلمك الذي أهدانا قصة قصيرة عميقة الطرح رائعة الحرف
بمشهد صيغ بإقتدار من أديب أمتلك حرفا سامقا.
بوركت ـ ولك تحياتي. :001:

عباس العكري
22-01-2017, 12:04 PM
https://1.bp.blogspot.com/-DF8R0-ciBUk/WISReib29MI/AAAAAAAAFgA/ScBhZ0Aj3Zs61v5VZsf-vZlvVwovyRUFgCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 1.PNG

https://3.bp.blogspot.com/-OGCsJRi_Zeg/WISReqKteHI/AAAAAAAAFf4/XkPo4oC0DZsFF1rkcs8qxNuVmGwBtxCfQCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 2.PNG

https://1.bp.blogspot.com/-CpJQQNEGVss/WISRepCBODI/AAAAAAAAFf8/eY0S_31AhPQXOuNG_q6hNAy_WGEah51dgCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 3.PNG