مشاهدة النسخة كاملة : جسد باتساع البياض
حنان الاغا
29-07-2007, 09:28 AM
جسد باتساع البياض
امتدت يده تتحسس رأسه الذي تقاسمته مساحات من السواد وذؤابات من البياض دون انتظام ، حتى كأنها دروب التغرب تجعله في بلبلة بين الإقدام والتراجع.
هكذا كانت حاله كلما كان مقبلا على أمر لا يحس براحة تجاهه.لكن صوتا مخنوقا صادرا من معدته جعلته يضع راحته القوية فوقها ويمسدها بحركة دائرية .هو يعرف هذا الصوت ويخجل منه ، بل لم يكن يتخيل يوما أن هذا قد يحدث له.
عزم أمره وضم كفيه أمام شفتيه الجافتين ونفخ فيهما بعض الدفء ، فتسرب البخار من بين أصابعه لينضم إلى البياض المحيط به .أدار رأسه للحظة وتأمل الأفق الممتد بلا حدود ولا تقاطعات سوى خطوط عمودية مظللة منتظمة تمثل قامات الأشجار الصنوبرية المنتصبة عموديا فوق خط الأفق الأبيض ، وقد ارتدت هاماتها أثوابا من الثلج الأبيض حتى كأنها وصيفات لعروس ملكية لا يدري أحد متى تصل حفل عرسها .
هز رأسه فيما كانت عيناه ترتدان إلى الباب المقابل ، وتتوقفان بتوتر فوق اللافتة التي قرأها كثيرا من قبل إلا أن هذه المرة كان لقراءتها وقع خاص استدر غدد اللعاب فأفرزت في حلقه مرارة اهتز لها جسده.
دخل بسرعة قبل أن يغيّر رأيه . فتلقفت أذناه الصوت النسائي الذي كان مشغولا بمكالمة هاتفية وصل له منها بضع كلمات عن حاجة المكتب إلى مواد دعائية للتعريف بخدماته التي يوفرها للمهاجرين الجدد !
ارتعد جسده بفعل الدفء المفاجىء ، في اللحظة التي رفعت فيه المرأة وجهها الذي يحمل بقايا جمال وشحته ثلوج الاغتراب فاكتسب برودة يدركها الشعور قبل العين ، ودون لمس .ألقى التحية ، وسحب لنفسه مقعدا متجاهلا عيني المرأة االمصوبتين نحوه بنظرة ليست أدفأ من وجهها .
_ أهلا . قالت بابتسامة فشلت في إخفاء ضيقها .لم يكن صعبا على مثله إدراك هذا ، فأجاب بهزة من رأسه فيما قفزت من عينيه العميقتين نظرة ساخرة تحمل الكثير من الأنفة والكبرياء وجّهها إلى عينيها بحدة فسحبت ابتسامتها وأسقطت جفنيها ، وعدلت نبرة صوتها المفرغ من العاطفة .
_ تفضل . قهوة ساخنة.
مد يده وتناول الكوب صامتا وشربه في رشفات متلاحقة.
قبل شهور كانت حاله غير الحال ، كان الوطن دائما هاجسه ، وكان مصدر رعب للمنافقين والمرتزقة والمتاجرين بالوطنية ولصوص مقدرات الناس.
ها هو النبل للمرة الأولى يهزم أمام الانحطاط .
ضاقت به الأرض على وسعها ، وشرعت في وجهه النصال ، وأحس بأنه لن يحصل على مترين من تراب الوطن على وسعه، لاحتضان جسده لو حضره الموت ، أو لو فكر هو باستحضاره .فرحل وارتحل وتابع السفر ، حتى ساقته باخرة غاشمة إلى هذه الأصقاع دون هوية . لا يعرفه أحد إلا هذا الوجه البارد والصوت البليد والنظرة المتجمدة أمامه.ها هو عاجز أمامها رغم ما يحاول إظهاره من سطوة تشفعها له معرفتها بمن كان .
يبدو أنه سيكون الارتحال الأخير ، وأن الثلج سيكون محطته الأخيرة . حدّث نفسه بضيق دونما استسلام .لا أوراق ولا طوابع ولا أختام ترجى الآن . فقط ما يحتاجه الآن هو بضع لقيمات يسكتن هذا الألم الذي يعتصر معدته . هو الألم ، أقنع نفسه ، وليس شيئا آخر ، فلطالما منح غيره ما هو له كي يحقق راحة نفسه التي فقدها الآن .
نظر في عيني المرأة مباشرة ، ففهمت للمرة الأولى دون تجاهل : آسفة لا يوجد لدينا . ثم وهي تسحب بحركة متسللة طبقا من الشطائر وتخفيه داخل درج مكتبها : المؤونة نفدت .
كان الصوت البليد في الوجه الذي يحمل بقايا جمال بارد ينطلق من إحدى الشاشات قائلا : افتقدناه في اليوم التالي ، ثم جاء من أخبرنا أنه وجد ممددا في الحديقة الوطنية تحت مقعد الحديقة الطويل .
أغلقتُ الجهاز وأنا أقبض على دمعة ساخنة : وُجد متيبسا ممددا على الأرض التي لا يبين ترابها ،وقد أبى أن يتوسد المقعد الخشبي ، لعله اعتقد أنه لو نام على الأرض فستمتزج ذراته بترابها المختبىء البكر ، وكأنما قرر أن يهب روحه لشجرة ، من تلك الأشجار الواقفة الصامدة في طرف الكرة البعيد .
_______________ _____
حنان الأغا
21-7-2007
مأمون المغازي
29-07-2007, 12:26 PM
نعم هو جسد باتساع البياض ، وبياض باتسع السماء ، وجذر بعمق الأرض .
أما التعليق فله حينه .
الرائعة الأديبة : حنان الآغا
لوحتك تناهت انسجامًا .
محبتي
حنان الاغا
29-07-2007, 12:39 PM
نعم هو جسد باتساع البياض ، وبياض باتسع السماء ، وجذر بعمق الأرض .
أما التعليق فله حينه .
الرائعة الأديبة : حنان الآغا
لوحتك تناهت انسجامًا .
محبتي
___________________
الأخ الأديب مأمون
سعيدة هذا الصباح حقا
من دمشق ومن جوار قاسيون أحييك
الحمد لله لم تخذلني النت ،
بل مكنتني من وضع هذه القصة لأحظى بردك الصباحي
شكرا لك ومرحبا في أي وقت
مودتي
أحمد الرشيدي
29-07-2007, 05:01 PM
جسد باتساع البياض
امتدت يده تتحسس رأسه الذي تقاسمته مساحات من السواد وذؤابات من البياض دون انتظام ، حتى كأنها دروب التغرب تجعله في بلبلة بين الإقدام والتراجع.
هكذا كانت حاله كلما كان مقبلا على أمر لا يحس براحة تجاهه.لكن صوتا مخنوقا صادرا من معدته جعلته يضع راحته القوية فوقها ويمسدها بحركة دائرية .هو يعرف هذا الصوت ويخجل منه ، بل لم يكن يتخيل يوما أن هذا قد يحدث له.
عزم أمره وضم كفيه أمام شفتيه الجافتين ونفخ فيهما بعض الدفء ، فتسرب البخار من بين أصابعه لينضم إلى البياض المحيط به .أدار رأسه للحظة وتأمل الأفق الممتد بلا حدود ولا تقاطعات سوى خطوط عمودية مظللة منتظمة تمثل قامات الأشجار الصنوبرية المنتصبة عموديا فوق خط الأفق الأبيض ، وقد ارتدت هاماتها أثوابا من الثلج الأبيض حتى كأنها وصيفات لعروس ملكية لا يدري أحد متى تصل حفل عرسها .
هز رأسه فيما كانت عيناه ترتدان إلى الباب المقابل ، وتتوقفان بتوتر فوق اللافتة التي قرأها كثيرا من قبل إلا أن هذه المرة كان لقراءتها وقع خاص استدر غدد اللعاب فأفرزت في حلقه مرارة اهتز لها جسده.
دخل بسرعة قبل أن يغيّر رأيه . فتلقفت أذناه الصوت النسائي الذي كان مشغولا بمكالمة هاتفية وصل له منها بضع كلمات عن حاجة المكتب إلى مواد دعائية للتعريف بخدماته التي يوفرها للمهاجرين الجدد !
ارتعد جسده بفعل الدفء المفاجىء ، في اللحظة التي رفعت فيه المرأة وجهها الذي يحمل بقايا جمال وشحته ثلوج الاغتراب فاكتسب برودة يدركها الشعور قبل العين ، ودون لمس .ألقى التحية ، وسحب لنفسه مقعدا متجاهلا عيني المرأة االمصوبتين نحوه بنظرة ليست أدفأ من وجهها .
_ أهلا . قالت بابتسامة فشلت في إخفاء ضيقها .لم يكن صعبا على مثله إدراك هذا ، فأجاب بهزة من رأسه فيما قفزت من عينيه العميقتين نظرة ساخرة تحمل الكثير من الأنفة والكبرياء وجّهها إلى عينيها بحدة فسحبت ابتسامتها وأسقطت جفنيها ، وعدلت نبرة صوتها المفرغ من العاطفة .
_ تفضل . قهوة ساخنة.
مد يده وتناول الكوب صامتا وشربه في رشفات متلاحقة.
قبل شهور كانت حاله غير الحال ، كان الوطن دائما هاجسه ، وكان مصدر رعب للمنافقين والمرتزقة والمتاجرين بالوطنية ولصوص مقدرات الناس.
ها هو النبل للمرة الأولى يهزم أمام الانحطاط .
ضاقت به الأرض على وسعها ، وشرعت في وجهه النصال ، وأحس بأنه لن يحصل على مترين من تراب الوطن على وسعه، لاحتضان جسده لو حضره الموت ، أو لو فكر هو باستحضاره .فرحل وارتحل وتابع السفر ، حتى ساقته باخرة غاشمة إلى هذه الأصقاع دون هوية . لا يعرفه أحد إلا هذا الوجه البارد والصوت البليد والنظرة المتجمدة أمامه.ها هو عاجز أمامها رغم ما يحاول إظهاره من سطوة تشفعها له معرفتها بمن كان .
يبدو أنه سيكون الارتحال الأخير ، وأن الثلج سيكون محطته الأخيرة . حدّث نفسه بضيق دونما استسلام .لا أوراق ولا طوابع ولا أختام ترجى الآن . فقط ما يحتاجه الآن هو بضع لقيمات يسكتن هذا الألم الذي يعتصر معدته . هو الألم ، أقنع نفسه ، وليس شيئا آخر ، فلطالما منح غيره ما هو له كي يحقق راحة نفسه التي فقدها الآن .
نظر في عيني المرأة مباشرة ، ففهمت للمرة الأولى دون تجاهل : آسفة لا يوجد لدينا . ثم وهي تسحب بحركة متسللة طبقا من الشطائر وتخفيه داخل درج مكتبها : المؤونة نفدت .
كان الصوت البليد في الوجه الذي يحمل بقايا جمال بارد ينطلق من إحدى الشاشات قائلا : افتقدناه في اليوم التالي ، ثم جاء من أخبرنا أنه وجد ممددا في الحديقة الوطنية تحت مقعد الحديقة الطويل .
أغلقتُ الجهاز وأنا أقبض على دمعة ساخنة : وُجد متيبسا ممددا على الأرض التي لا يبين ترابها ،وقد أبى أن يتوسد المقعد الخشبي ، لعله اعتقد أنه لو نام على الأرض فستمتزج ذراته بترابها المختبىء البكر ، وكأنما قرر أن يهب روحه لشجرة ، من تلك الأشجار الواقفة الصامدة في طرف الكرة البعيد .
_______________ _____
حنان الأغا
21-7-2007
الأساتذة الأديبة حنان
نص كتب بحرفنة ، وكأنه لوحة كتبها أديب قصة ، أو قصة رسمها فنان ، من أمتع ما قرأت فيها ذلك التحليل الرائع لحركات الوجه وإيماءاته ، وجدت فيه سبرا لأغوار النفس ، ووعيا ذكيا لواقعنا الذي نعيشه ، أما لغتك فتتباها بها بنت عدنان .
******
" لكن صوتا مخنوقا صادرا من معدته جعلته " هل الضمير في ( جعلته ) يعود على الصوت .
دمت بخير من الله
جوتيار تمر
29-07-2007, 06:21 PM
حنان...
البياض هنا جاء معبرا..ومغرقا في الوقت ذاته الفكر في متاهات التفكير..والاحتمالية..كنت اقرأ لك هذا النص واردد في نفسي ترنيمة تعودت ان ارددها هل تسمعينها معي:افتش عن نبضي داخل نفسي،ابحث عن يدي،لايد لي،فراغ شاهق يتعالى،يحتل المكان،يأخذ عدته وعتاده،هذه سورته تزداد،كأنما هو غاضب،بله هو حاد،اتلوى ذات اليمين وذات الشمال،يجري القلب مذبوحا،يزاور داخل الاضلاع،يوداد وجيبه شراية،كانما الان اصاعد هذه السماوات العلا ليس لها نهاية..اني في البياض..ياذا البياض الذي ليس له شبيه..لست وحدي هولاء الاحبة.
نحن اذا اخذنا النصث وتكلمنا عنه نجد انفسنا هنا مضطريت لان نتكلم ياضا عن ا القاصة .. لاننا ونحن نتكلم عن الكلمة نريد ان نتفق على زمنين منهما تنبثق هذه الكلمة لذا علينا هنا ادراك الزمنين سواء أكان الزمن الصوري او الزمن الاخر، وفي الاول هو الزمن الذي تنبثق فيه الكلمة ويكون مملوءاً باعتمالات معينة او بافعال ترسم انعكاساتها على الكاتبة، وهذا الزمن بالضبط هو زمن ميلاد الكلمة، والصورية فيها لكونها جزءا من الزمن العام، والزمن الاخر هو ايضا لايقل اهمية عن الاول، لانه زمن الكلمة الانطولوجي والذي يستم رمع الكلمة عبر اجوائها وحركتها وهو عموما يرافقها في الكينونة والتصير والانقطاع.
نصك جاء محملا بهذه المعية الزمنية، وبلغة ذات نسيج محبك، فتناغمت الاحرف وتناسقت، لتشكل لنا لوحة وجدانية عميقة، مكثفة.
دمت بألق
محبتي لك
جوتيار
حنان الاغا
30-07-2007, 12:28 AM
الأساتذة الأديبة حنان
نص كتب بحرفنة ، وكأنه لوحة كتبها أديب قصة ، أو قصة رسمها فنان ، من أمتع ما قرأت فيها ذلك التحليل الرائع لحركات الوجه وإيماءاته ، وجدت فيه سبرا لأغوار النفس ، ووعيا ذكيا لواقعنا الذي نعيشه ، أما لغتك فتتباها بها بنت عدنان .
******
" لكن صوتا مخنوقا صادرا من معدته جعلته " هل الضمير في ( جعلته ) يعود على الصوت .
دمت بخير من الله
-________________________
الأديب أحمد الرشيدي
سعيدة بقراءتك أيها الأخ الفاضل ، ولست أدري هل كوني تشكيلية أصبح عبئا على نصي أم لا. حتى اللحظة أنا لا أعرف ، وكل ما أعرفه أن اللغة واحدة ، تشكيليا وأدبيا لذا تختلط الأمور تلقائيا ، وقد يكون هذا من حسن حظي !
أشكرك من قلبي أخي أحمد للفتتك
والفعل جعلته أصيب بخطأ طباعي والأصل جعله وهو عائد للصوت .
تحياتي لك
وفاء شوكت خضر
30-07-2007, 01:30 AM
الأديبة الفنانة ، حنان الأغا ..
من ضاق عليه وطنه ، لن يتسع له الكون بأكمله ..
من عاش الغربة ، لو أكل الشهد لكان مرا ..
والغربة هي أكثر من الثلج برودة وصقيعا ، وعواصفها أكثر تدميرا .
لا أدري ما أقول في نص أبدعت في تصوير أبعاد فكرته بشكل عميق وجميل .
مثلك يخلجل القلم أن يقول رأيا في نصها الأدبي ..
لك التقدير والحب والود ..
كوني دائما بخير أيتها المتألقة .
محمد سامي البوهي
30-07-2007, 10:02 AM
يمثل النص بعداً منشورياً ، لنظرة أبعد لمفهوم الجوع ، جاء النص ذاتياً نفسياً ، يتعامل مع المشكلة من أبعادها النفسية والفسيولوجية ، وكأن الكاتبة تفكك لنا هرم الحاجات عن (ماسلو ) ، فكرة الجوع في حد ذاتها ليست فكرة جديدة ، ولكن طريقة التناول هنا أشهد أنها مختلفة ، فقد تناولتها الكاتبة من زاوية دقيقة ، تكاد لا ترى ، ولا ينفذ إليها الضوء عادة ، لأنها منطقة ضيقة جداً حد سنم الخياط ، صار النص بمحاورة ذاتية ، تعبر عن الكثيرين ، وعن قاعدة عامة تعاني من نفس الكأس المتجرع ، الذي يقبض عليه الساعون خلف سلال الرزق الخاوية ، فيأتون خماصاً كما يروحون، ، ويبقى الحظ الأوفر للسادة ، والمتجبرين ، التي أصبحت بطونهم كالجبال..
الأستاذة حنان الأغا
كلما قرأت لك ، وددت أن أكتب
احترامي
د. نجلاء طمان
30-07-2007, 02:49 PM
الرائعة الحبيبة
كلما دخلت نصا لك, أصابنى الذهول. فأنت تتقنين حقا فن اللعب على أوتار الذات الداخلية وخاصة المعذبة. جسد باتساع البياض, أم هو جسد باتساع الفراغ, أم تراه بياض باتساع الجسد. الغربة والاغتراب داخل الوطن, والموت بعزة وكرامة داخل الأرض التى هى الرحم والجذر الأصلى لفروعنا المشتتة فى بقاع الأرض. قذفته سفينة الضياع الى بقعة التشرد فى الزمان والمكان , الى مكان وزمان كل الألوان فيه هى اللون الأبيض, أم هى روحه ضاعت داخل وطنه , فأصبحت كل الألوان هى اللا لون. أما عن الحبك فقد كان مناسبا للحالة الشعورية بدءً من عنوان رائع, مدخل تمهيدى طال قليلا نتيجة لحالة القاص الشعورية, تدرجا هادئا فى الحبك ثم قفلة رائعة جاءت مؤكدة لفكرة القاصة فى البحث عن الهوية المفقودة.
شذى الوردة لرائعتك.
د. نجلاء طمان
حنان الاغا
31-07-2007, 01:00 AM
حنان...
البياض هنا جاء معبرا..ومغرقا في الوقت ذاته الفكر في متاهات التفكير..والاحتمالية..كنت اقرأ لك هذا النص واردد في نفسي ترنيمة تعودت ان ارددها هل تسمعينها معي:افتش عن نبضي داخل نفسي،ابحث عن يدي،لايد لي،فراغ شاهق يتعالى،يحتل المكان،يأخذ عدته وعتاده،هذه سورته تزداد،كأنما هو غاضب،بله هو حاد،اتلوى ذات اليمين وذات الشمال،يجري القلب مذبوحا،يزاور داخل الاضلاع،يوداد وجيبه شراية،كانما الان اصاعد هذه السماوات العلا ليس لها نهاية..اني في البياض..ياذا البياض الذي ليس له شبيه..لست وحدي هولاء الاحبة.
نحن اذا اخذنا النصث وتكلمنا عنه نجد انفسنا هنا مضطريت لان نتكلم ياضا عن ا القاصة .. لاننا ونحن نتكلم عن الكلمة نريد ان نتفق على زمنين منهما تنبثق هذه الكلمة لذا علينا هنا ادراك الزمنين سواء أكان الزمن الصوري او الزمن الاخر، وفي الاول هو الزمن الذي تنبثق فيه الكلمة ويكون مملوءاً باعتمالات معينة او بافعال ترسم انعكاساتها على الكاتبة، وهذا الزمن بالضبط هو زمن ميلاد الكلمة، والصورية فيها لكونها جزءا من الزمن العام، والزمن الاخر هو ايضا لايقل اهمية عن الاول، لانه زمن الكلمة الانطولوجي والذي يستم رمع الكلمة عبر اجوائها وحركتها وهو عموما يرافقها في الكينونة والتصير والانقطاع.
نصك جاء محملا بهذه المعية الزمنية، وبلغة ذات نسيج محبك، فتناغمت الاحرف وتناسقت، لتشكل لنا لوحة وجدانية عميقة، مكثفة.
دمت بألق
محبتي لك
جوتيار
____________________________
الأخ جوتيار
تدري؟
أستمتع بقراءة ردك دائما بغض النظر عن كونه ردا على نص لي
فأنت بارع في الغوص وراء الفكرة واللفظ والمعنى
وماهر في اقتناص مفردة الزمن غير المحسوسة
جميلة هي قراءة البياض أعلاه
وكأن الأبيض له قدرة مميزة على حمل الأشياء ونقائضها
فقد يكون الموت وقد يكون الحياة
والبرودة الكئيبة والبرودة المنعشة
النقاء والرياء
الامتلاء والفراغ
وهكذا
ها قد أوقعت بي في فخ ردودك المتفردة
مودتي
حنان الاغا
31-07-2007, 01:05 AM
الأديبة الفنانة ، حنان الأغا ..
من ضاق عليه وطنه ، لن يتسع له الكون بأكمله ..
من عاش الغربة ، لو أكل الشهد لكان مرا ..
والغربة هي أكثر من الثلج برودة وصقيعا ، وعواصفها أكثر تدميرا .
لا أدري ما أقول في نص أبدعت في تصوير أبعاد فكرته بشكل عميق وجميل .
مثلك يخلجل القلم أن يقول رأيا في نصها الأدبي ..
لك التقدير والحب والود ..
كوني دائما بخير أيتها المتألقة .
__________________________
صديقتي الغالية
صدقت والله
ردك لخص كل شيء وفاء فما بقي لي من شيء أضيفه
لك كل الحب والاعتزاز يا صاحبة القلم الذي يقطر صدقا وعاطفة ونقاء
تحيات
حنان الاغا
31-07-2007, 04:23 PM
يمثل النص بعداً منشورياً ، لنظرة أبعد لمفهوم الجوع ، جاء النص ذاتياً نفسياً ، يتعامل مع المشكلة من أبعادها النفسية والفسيولوجية ، وكأن الكاتبة تفكك لنا هرم الحاجات عن (ماسلو ) ، فكرة الجوع في حد ذاتها ليست فكرة جديدة ، ولكن طريقة التناول هنا أشهد أنها مختلفة ، فقد تناولتها الكاتبة من زاوية دقيقة ، تكاد لا ترى ، ولا ينفذ إليها الضوء عادة ، لأنها منطقة ضيقة جداً حد سنم الخياط ، صار النص بمحاورة ذاتية ، تعبر عن الكثيرين ، وعن قاعدة عامة تعاني من نفس الكأس المتجرع ، الذي يقبض عليه الساعون خلف سلال الرزق الخاوية ، فيأتون خماصاً كما يروحون، ، ويبقى الحظ الأوفر للسادة ، والمتجبرين ، التي أصبحت بطونهم كالجبال..
الأستاذة حنان الأغا
كلما قرأت لك ، وددت أن أكتب
احترامي
_______________________________
القاص البوهي
وبالطبع الجوع هنا هو نتيجة من نتائج كثيرة يسببها مؤثر كبير هو انقلاب المفاهيم وطمس الحقائق وكسر الكلمة الصادقة وبالتالي الهروب إلى منافي الاغتراب المكاني إضافة لغربة الروح داخل جسدها
شكرا أخي محمد ودمت
سعيد أبو نعسة
01-08-2007, 01:51 PM
أما أنا فقرأت هاهنا لوحة تشكيلية رائعة القسمات و الأبعاد
شعرت بقشعريرة الثلج تهب علي من بين السطور و حزنت لمنظر الرجل المسكين ملتصقا بأمه الأرض يلتمس دفئها بعد أن غزاه ثلج البشر الذين لا يرحمون .
نص موزاييكي حمال أوجه كلها تبعث المتعة و السعادة في نفس القارئ
دمت مبدعة
حنان الاغا
05-08-2007, 11:58 AM
الرائعة الحبيبة
كلما دخلت نصا لك, أصابنى الذهول. فأنت تتقنين حقا فن اللعب على أوتار الذات الداخلية وخاصة المعذبة. جسد باتساع البياض, أم هو جسد باتساع الفراغ, أم تراه بياض باتساع الجسد. الغربة والاغتراب داخل الوطن, والموت بعزة وكرامة داخل الأرض التى هى الرحم والجذر الأصلى لفروعنا المشتتة فى بقاع الأرض. قذفته سفينة الضياع الى بقعة التشرد فى الزمان والمكان , الى مكان وزمان كل الألوان فيه هى اللون الأبيض, أم هى روحه ضاعت داخل وطنه , فأصبحت كل الألوان هى اللا لون. أما عن الحبك فقد كان مناسبا للحالة الشعورية بدءً من عنوان رائع, مدخل تمهيدى طال قليلا نتيجة لحالة القاص الشعورية, تدرجا هادئا فى الحبك ثم قفلة رائعة جاءت مؤكدة لفكرة القاصة فى البحث عن الهوية المفقودة.
شذى الوردة لرائعتك.
د. نجلاء طمان
_________________________
د. نجلاء
أيتها العزيزة
يشرفني مرورك الراقي دائما
ورأيك هو مبعث اعتزاز يا صديقة
ربما طال المدخل كما تفضلت ، ولكن تعلمين . هي أمور تتمركز في أعماقنا فيأتي الحرف من كانه في داخلنا إلى مكانه فوق الورق.
سعدت بردك جدا
الطنطاوي الحسيني
05-08-2007, 01:56 PM
يا للروعة اختنا حنان الاغا
اديبتنا الفاضلة القاصة المبهرة
طبعا التهمت القصة التهاما
بل ودمعت عيناي في اكثر من موقف
وتذكرت اخواننا في العراق وفلسطين وخصوصا غزة
اكرمك الله على هذا النص
وليس لي ان اعلق
ولكن همسة هلا توقفت عند صاحبة الوجه البارد والصوت الابرد عندما بثت الخبر المشؤم
التي هي سبب فيه على التلفاز وفقط هنا كانت تكون النهاية متسقة مع رائعتك و تحدث بها المفاجئة
انا كقارئ ومتذوق وهذه رائعتك على كل
فلك ما تئشائين بها
ابدعت وعيشتنا روائع الخيال والصورة وحسن الخاتمة
وايضا رمزالذل ابناء الوطن الذي اصبح الغريب فيه هو صاحبه وصاحبه ابن الشتات
دمت مبدعة
حنان الاغا
05-08-2007, 09:48 PM
أما أنا فقرأت هاهنا لوحة تشكيلية رائعة القسمات و الأبعاد
شعرت بقشعريرة الثلج تهب علي من بين السطور و حزنت لمنظر الرجل المسكين ملتصقا بأمه الأرض يلتمس دفئها بعد أن غزاه ثلج البشر الذين لا يرحمون .
نص موزاييكي حمال أوجه كلها تبعث المتعة و السعادة في نفس القارئ
دمت مبدعة
___________________-------------
الأديب الصديق أبو نعسة
بوركت سعيد
هذا إحساس لا أستغربه منك
وقراءتك مبعث على الاعتزاز
تحياتي لك
حنان الاغا
05-08-2007, 09:51 PM
يا للروعة اختنا حنان الاغا
اديبتنا الفاضلة القاصة المبهرة
طبعا التهمت القصة التهاما
بل ودمعت عيناي في اكثر من موقف
وتذكرت اخواننا في العراق وفلسطين وخصوصا غزة
اكرمك الله على هذا النص
وليس لي ان اعلق
ولكن همسة هلا توقفت عند صاحبة الوجه البارد والصوت الابرد عندما بثت الخبر المشؤم
التي هي سبب فيه على التلفاز وفقط هنا كانت تكون النهاية متسقة مع رائعتك و تحدث بها المفاجئة
انا كقارئ ومتذوق وهذه رائعتك على كل
فلك ما تئشائين بها
ابدعت وعيشتنا روائع الخيال والصورة وحسن الخاتمة
وايضا رمزالذل ابناء الوطن الذي اصبح الغريب فيه هو صاحبه وصاحبه ابن الشتات
دمت مبدعة
___________________________________
الطنطاوي الفاضل
سعدت بقراءتك المستفيضة
حقا أنا سعيدة للموضوعية التي تبدي رأيك من خلالها
معك حق وربما أحذف الفقرة الأخيرة عند تجهيز مجموعتي للطبع والنشر بإذن الله .
كل الود
دكتور محمد فؤاد
05-08-2007, 10:59 PM
الأخت العزيزة حنان الأغا
مرة أخرى نلتقى حول نص من نصوصك التى تمزج الشجن بالألم، فى شاعرية مفرطة رسمت لنا صورة للأنسان حين يفقد الوطن فلايفتقده الوطن ولاأبناء الوطن فى الغربة اولئك الذين يكتسبون من مناخ الغربة بلادة الحس وجمود المشاعر ..أما من تسببوا فى وصول الإنسان العربى إلى هذه الحال فذلك حديث آخر ..سعدت بنصك الشجى الذى أقضّ مضجعى ..سلمت يداك.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية
الطنطاوي الحسيني
06-08-2007, 12:48 PM
___________________________________
الطنطاوي الفاضل
سعدت بقراءتك المستفيضة
حقا أنا سعيدة للموضوعية التي تبدي رأيك من خلالها
معك حق وربما أحذف الفقرة الأخيرة عند تجهيز مجموعتي للطبع والنشر بإذن الله .
كل الود
الأديبة الفاضلة حنان الأغا
دمت مبدعة أختاه
أرفع القبعة لإبداعك وقبله سامق تواضعك
نعم هكذا هم العظماء يقبلون الرأي الصحيح حتى ولو من عامة المسلمين - فهم يسعى بذمتهم أدناهم
تقبلي فائق احترامي والحمد لله ان جعلني سببا في اظهار هذه الفريدة - جسد باتساع البياض- بالصورة التي تليق بها
دمت لنا مبدعة متألقة
حنان الاغا
07-08-2007, 11:38 AM
الأخت العزيزة حنان الأغا
مرة أخرى نلتقى حول نص من نصوصك التى تمزج الشجن بالألم، فى شاعرية مفرطة رسمت لنا صورة للأنسان حين يفقد الوطن فلايفتقده الوطن ولاأبناء الوطن فى الغربة اولئك الذين يكتسبون من مناخ الغربة بلادة الحس وجمود المشاعر ..أما من تسببوا فى وصول الإنسان العربى إلى هذه الحال فذلك حديث آخر ..سعدت بنصك الشجى الذى أقضّ مضجعى ..سلمت يداك.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية
_______________________________
قراءة دقيقة وبلا رتوش كما يقال ، وهذا جميل جدا أيها الأخ الفاضل ، السفر والغربة كم يمتعنا أحدهما وكم يشقينا الآخر !
تحياتي دكتور محمد فؤاد
أهلا بك مرة أخرى
مجذوب العيد المشراوي
07-08-2007, 12:39 PM
أعطيت عينايَ هذه المرة كل ما في أسلوبك من حِبـْـك يلامس تأديبه ، أنت ِ تدركين اختزال ما لا يجب أن يكون في الأسلوب . صدقي أنه في هذه المرحلة لا يهمني من القاص سوى الأسلوب مادام أن الحِبك عند الآلاف مكرر كأنما يخطون بنفس الطريقة ..
حنان أخيتي كنت ِ قريبة جدا منهما وأتخيلك ستصبحين في القريب قاصة من طراز رفيع .. هزي إليك إذن بجذع الأدب ..
علي أسعد أسعد
08-08-2007, 02:48 PM
لاشئ يصيبني بدوار اللغة
كقلمك ياحنان ..
لك تحياتي أيتها المبدعة
حنان الاغا
10-08-2007, 10:32 PM
أعطيت عينايَ هذه المرة كل ما في أسلوبك من حِبـْـك يلامس تأديبه ، أنت ِ تدركين اختزال ما لا يجب أن يكون في الأسلوب . صدقي أنه في هذه المرحلة لا يهمني من القاص سوى الأسلوب مادام أن الحِبك عند الآلاف مكرر كأنما يخطون بنفس الطريقة ..
حنان أخيتي كنت ِ قريبة جدا منهما وأتخيلك ستصبحين في القريب قاصة من طراز رفيع .. هزي إليك إذن بجذع الأدب ..
_____________________________
الأخ الأديب المشراوي
هذه شهادة سأذكرها دائما وأشكرك .
وأتمنى أن أكون في المستوى المطلوب
تحياتي وتقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir