تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة نقدية لنصوص المبدع جوتيار/ ضحى بوترعة



ضحى بوترعة
29-07-2007, 01:16 PM
محاولة لتوغل في كلمات جوتيار تمر
جو........
لست ناقدة ولا باحثة في مجال القصة لكن إعجابي الشديد بكتاباتك جعلني أتوغل فيها
بنشوة......احاول من خلال هذا التوغل الى اختراق ما وراء السطور والى ذات جو
الحزينة المتعبة بحمل من القليل النادر ان نجده عند الاخرين نظرا لظروف
يعيشها تجمع معاناة شعب بأكمله ومعاناة شخصية كاتب ومبدع يبحث
ويصر على التحدي رغم اليأس الجارف وانسداد الدروب
فهذه المعاناة ولدت خصوبة اللغة لديه ككل مبدع يحمل اشتعال السؤال لكل ما يجري حوله.
ما ألاحظه في سلسلة كتباته هي عبارة عن ملحمة تطورت على شكل حوادث واقعية تعبر عن
ينابيع عميقة لدى أبطالها ووعيهم بذواتهم.....فنجد الوجع يتوغل فيهم بتوغل الكاتب
هناك علاقة جدلية بينه وبين أبطاله.
هذه السلسلة يصعب تصنيفها لأنها جمعت بين الشكل الدرامي والشكل القصصي والخاطرة
( كتابة عابرة للأجناس ...الكتابة اللقيطة بدون قيود ) اما من حيث الجانب الفكري
الدوافع متعددة دافع وجودي يعيشه الأبطال والراوي بحيث يعيش القارئ بين الواقع
والغيب.....فيطرح السؤال ألف مرة هل هناك معاناة سيزيف ام غريب ألبار كامو
أم زوربا الذي مات وهو واقفا ......هنا تكمن روعة النصوص وقيمتها الفلسفية
حيث نحتاج الى تأكيد أنفسنا فيها كما يحتاج أبطلها الى تأكيد وجودهم من خلال أحاسيسهم بألامهم ومعاناتهم يقول سارتر( يتألم الإنسان بوجوده ويعي حقيقة ألمه )
والى جانب هذا لا يفوتنا الجو الأسطوري الذي يخيم على جل نصوص جوتيار في وصفم للمكان والزمان معبد....صومعة....المرفأ.....صلا في محراب عتيق....
كما وضف الكاتب هنا الروح الصوفية في الكثير من نصوصه
فالخصوصية التي يمتاز بها هي توقفه على الشخصية
كما تتجسم الصوفية ايضا في استعماله الرؤيا ...(..! بعدها وفي ليلة شتوية مظلمة .. هائجة ريحها جاءني طيفها في حلمي زائراً حزيناً متلهفاً .. ردد في سمعي هذه الكلمات .. وأخرجتها بدوري على هذه الأسطر كما أتت…!) حيث ان ارؤيا في النص الصوفي هي التي ترسم جميع مفردات الحدث والشخصية
والمكان والزمان......
المكان في قصصه تلعب دورا هاما فهو ذو دلالات عميقة لما يتسم فيه من وصف معتم فيه كثيرا من الغموض
من الحزن رغم انه تابع من الواقع هذا الواقع الأليم الذي يعيشه الكاتب معاناة شعبه سنوات طويلة
هذا المكان الذي تتشابك فيه الحوادث والشخصيات الغامضة وتفاعلها مع مؤثراته ينفذ بنا الى قضايا سياسية واجتماعية وقد استعمل الكاتب كثيرا من الرمزية . لذلك نجد الغموض يخيم على جل نصوصه
رغم وضوحها من خلال السرد القصصي الأبطال يعيشون غموض عميق لكن هذا الغموض يجعلنا ندخل معهم في بحث عميق عن كنه الاشياء ونعيش التساءل الدائم تساءل ايجابي وليس بالسلبي
بحيث هو كتلة من التفاعلات الوجودية والاجتماعية والنفسية والوجدانية ( لذلك نجد جانب رومنسي كبير في اللغة لدى جوتيار) علاقة كثيفة مركبة بين الأبطال والكاتب متعبة من حيث اختلاف اتجاهات كل واحد منهم وهذا مانجده في نصه صلاة في محراب عتيق ويتجسم في اختلاف مفهوم الالم
بين فاطمة وحبيبها كل واحد منهم البطل والبيئة والكاتب .وكأننا بالكاتب هنا يرسخ النظرية
القائلة الأدب مأساة أو لا يكون للأديب المسعدي
تحقيق الذات لديه هي التعمق في الألم والوعي بهذا الألم وليس الم اعتباطي.
وهنا ينفذ جوتيار من الظاهر الحسي الى الباطن النفسي والروحي العميق في رحلة صوفية احيانا
ووجدانية وعقلية....
واخيرا تقبلوا اعتذاري لاني لم أفي حقه في هذه الكلمات البسيطة عن أبداعاته الرائعة
لذلك أطلبوا منكم ان تكتبوا كلمة هنا عن هذه النصوص كتكملة لما قدمته لكم
اسفة جو ان كنت مقصرة في هذه الكلمات المتواضعة لاني لا احسن
النقد ولا كتابة المقالات الادبية حول القصة
محبتي لك

جوتيار تمر
29-07-2007, 11:27 PM
العزيزة ضحى...

في البدء شكرا على المبادرة الطيبة والرقيقة منك...والتي اتسمت بخليط من الموضوعية والعاطفة والرؤى الشخصية..ومن ثم الاخذ بعمق الشخصيات في النصوص وتحليلها..(ظاهريا)..واحيانا.. بتعمق ملحوظ.. ونسج هذه الدراسة منها..لست هنا بصدد الحكم عليها..لكني كأي قارئ اريد ان اجد من ينصف ومن ينقد.. وهذا امر طبيعي جداً..المهم..ان كلمة الظروف ..الشعب..الشخصية..تكررت...ولا علم ينكر ان البيئة لها تأثير مزدوج على اي كاتب..ولكن احيانا علينا ان نضيف الى البيئة ذاتها الطابع الاجتماعي العام..ومن ثم التاريخي..ومن ثم الفلسفي..وربما الميثولوجي ايضاً..ومن خلال ذلك علينا ان نصدر الحكم..الذي بلاشك لن يكون قطعياً..بل محملا بسمة الاحتمالية.

مرة اخرى شكرا ضحى

لك محبتي وتقديري
جوتيار

د. عمر جلال الدين هزاع
30-07-2007, 01:52 AM
أحسنت أديبتنا المكرمة بهذا الغوص بين لآلىء الحبيب ( جو )
فلك التقدير
وله وافر الاعتزاز
تحيتي لكما

د. محمد حسن السمان
30-07-2007, 07:23 AM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة ضحى بوترعة

مما لاشك فيه , أن القراءة والنقد الأدبي , في أدب وفلسفة الأديب المفكر الفيلسوف جوتيار تمر , ليس من الأمور السهلة , بل هو من المواضيع الصعبة الشاقة , لما لهذا الأديب المفكر , من خصوصية متفردة , وأعماق فكرية وفلسفية , سواء في نصوصه الابداعية , أو حتى في كتاباته وقراءاته للنصوص الأدبية , فهو يكاد يمثل مدرسة أو اتجاها قائما بذاته , يميّز هذا الأديب المفكر , الذي يملك زخما موسوعيا من الثقافة والاطلاع , ومقدرة كبيرة على الاستحضار اللحظي لما يضمّ في جعبته الموسوعية , ثم القيام بعملية التوظيف البارع للمستحضرات , مضفيا دوما على كل شيء فلسفته الخاصة , واسباغا انسانيا ونفسيا , متوقد الحميمية , ولعل هذا ما قصدت به , حين قلت بأنه يمثل مدرسة أو اتجاها قائما بذاته , وعندما اطلعت على موضوعك بعنوان " قراءة نقدية لنصوص المبدع جوتيار " , دهشت بالنجاح الذي أحرزته إلى حد كبير في الابحار في نصوص هذا الأديب , والغوص في ملامح أدبه وفكره وفلسفته , والقراءة موفقة جدا , إذا ما أقرينا بصعوبة معالجة نصوصا متعددة , لأننا عندها نضيع في الشخصية , ولو أنك أخذت نصا واحدا , لقراءته ودراسته , لكان نجاحك أكبر وقعا , ولكان بالامكان الامساك بالخيوط بشكل أكثر موفقية , ومهما يكن من أمر , فقد قدمت لنا عملا رائعا .
تقبلي تقديري البالغ لك وللعمل .

أخوك
د. محمد حسن السمان

ضحى بوترعة
30-07-2007, 10:37 AM
اخي العزيز عمر


شكرا لمرورك هنا لقد اسعدني اهتمامك بابداعات العزيز جو...

محبتي وتقديري

نوف السعيدي
30-07-2007, 11:34 AM
الأديبة ضحى بوترعة

فرحت جدا بهذا الموضوع ...
فأنا أنظر بإعجاب الى أعمال الأديب والفيلسوف جوتيار تمر
وقد نجحت جدا في القراءة , وفي تحليل النصوص ...
ولك وللأديب المفكر الاستاذ جوتيار صاحب الفضل والخير ...
تحايا قلبية

نوف

جوتيار تمر
01-08-2007, 05:05 PM
بحيث هو كتلة من التفاعلات الوجودية والاجتماعية والنفسية والوجدانية ( لذلك نجد جانب رومنسي كبير في اللغة لدى جوتيار) علاقة كثيفة مركبة بين الأبطال والكاتب متعبة من حيث اختلاف اتجاهات كل واحد منهم وهذا مانجده في نصه صلاة في محراب عتيق ويتجسم في اختلاف مفهوم الالمبين فاطمة وحبيبها كل واحد منهم البطل والبيئة والكاتب .وكأننا بالكاتب هنا يرسخ النظريةالقائلة الأدب مأساة أو لا يكون للأديب المسعدي تحقيق الذات لديه هي التعمق في الألم والوعي بهذا الألم وليس الم اعتباطي.
وهنا ينفذ جوتيار من الظاهر الحسي الى الباطن النفسي والروحي العميق في رحلة صوفية احيانا
ووجدانية وعقلية....

د. نجلاء طمان
02-08-2007, 04:53 AM
العزيزة: ضحى

هى رؤية خاصة توغلت بها فى جانب من جوانب الحكى والسرد والنثر لأعمال العملاق الفيلسوف: جوتيار تمر. نجحت كثيرا فى تناول الطرح من الوجهة الإنسانية والشعورية التى أردت تناولها. يجدر بى الإشادة الى تعليق المبدع الناقد د. محمد السمان, فقد كانت شهادته فى حق العمل بحق رائعة. أما عن نصوص الفذ جوتيار تمر, فيكفينى أقتبس جزء كبير من عبارة لأخى د. السمان وأقول: هو يمثل بذاته مدرسة واتجاه جديد متفرد. لذا الكلام حول نصوص هذا العبقرى, أظنه لا يفرغ أبدا.

شذى الوردة يسجل هنا مرورا متواضعا

د. نجلاء طمان

أحمد عبدالرحمن الحكيم
02-08-2007, 06:06 PM
ربما أصعب موضوع يمكن أن أكتب فيه

فقط سأُعلق ليس عي نصوصه ولكن علي مدرسته الحاصه بالردود علي الكتاب
كما أسلف الدكتور الفاضل السمان فأنا أُضيف أن جو يمثل جانب التحفيز لدي الكتاب فهو حتي وإن أراد النقد فأنه يستطيع أن يوصل إليك نقده بفلسفة خاصه

ملحوظة
أنا أعشق ردود جو أكثر من نصوصه هذا ليس لشئ في كتاباته ولكن لآن كتابات جو تتعبني جداً لأنها تحاور الجزء الخاص في نفسك ووتوجه بك نحو صراع من نوع خاص مع نفسك حيثُ أنه يستطيع أن يكتشف ما كُنت تشعر به أنت أثناء الكتابه أكثر منك أنت نفسك
ولكن في ردود جو نجد إبداع من نوع خاص إبدلع القراءه حيث أنا وبوجهة نظر خاصة أعتقد أن قراءة النص أصعب بكثير من كتابة نص وجو من البسيطين الذين يجيدون قراءة النصوص


سأعود حتماً من أجل هذا الغالي علي قلبي

ضحى بوترعة
10-08-2007, 10:42 PM
استاذنا العزيز د محمد السمان
أكيد مرورك هنا أضاف لي معلومات تفيدني في دراستي لنصوص هذا المبدع المتألق
وربما ألتجأ اليك أثناء مواصلتي في هذه الدراسة لنصوص جوتيار....
لك شكري ومحبتي

ضحى بوترعة
10-08-2007, 10:47 PM
العزيزة نجلاء

شكرا لهذه الكلمة الرائعة عزيزتي نجلاء

فعلا جو هو يمثل بذاته مدرسة واتجاه جديد متفرد. لذا الكلام حول نصوص هذا العبقرى, أظنه لا يفرغ أبدا.

أتمنى أن يتناول كل من يمر هنا بعض من نصوصه لقراتها من وجهة نظره
كي نستفيد من دراستنا لنصوص جوتيار

محبتي لك

جوتيار تمر
12-08-2007, 11:50 AM
العزيزة ضحى...
لايمكن لنا ابداء اية اراء اذا ما قمنا بفصل الجانب النفسي الباطني عن شخصية الكاتب..لان ذلك يبعدنا عن الفن الذي يقدمه..في هذا النص وجدت حالة من التعبير الصريح عن الجانب النفسي.. وكأنك من اتخاذك لبعض النصوص كرمز دال على الشخصية ..تقومين كرسام بتصوير واقع ..تحاولين نقل الجمالية ونقل القيم..والفكر..وحتى الامور اللاجمالية..بغية رسم ملامح حية شاهدة على شخصية الكاتب.. وهذا امر ليس بسهل ابدأ..ويحتاج الى مقدرة فذة..ورؤية عميقة.. ومعرفية شخصية بالاخر..وهذه المعرفة الجانبية هي التي تساعد بلاشك على خلق نوع من الانسجام مابين الفكر المطروح والكلمات المسطورة..والواقع العياني للكاتب..لان الانسان يبقى في نظري كتاباً منغلقا..لايمكن فتحه بسهولة...وحتى عندما يفتح لايكون فتحاً كلياُ انما جزئي بسيط..ومن هنا اقول..أن الرؤية التي تطرح هنا هي استنباطية..ولكنها تحتاج الى مراجعة نصوص اكثر.. بسبب التغيرات التي تطرأ على الانسان لكون ليس شكلا ثابتاً.. الرؤية جميلة ودالة على جدية ضحى في الوصول الى عمق الشخصيات من اجل الكشف عن ماوراء هذه الذات التي سطرت..وهي محاولة تبقى تشكر عليها ............ وكهمسة رقيقة لاذن الغالية العزيزة ضحى..اقول..عليك ان تقرأي نصوص اخرى..لتضعي النقاط فوق الامور الثابتة هنا كالوجودية العمق الفلسفي..والتمرد والغربة كبعد انساني..واالبحث عن نقاء الروح وصفاء السريرة كبعد صوفي وجودي...وتحقيق الذات من خلال الالم الذاتي..ومنه الالم للذات الاخرى.

محبتي لك تدوم
جوتيار

ريمة الخاني
12-08-2007, 09:43 PM
تسجيل مرور
يملك استاذنا قلما سهلا ممتنعا
قل من استطاع حمله
\دمت استاذنا بود

د. نجلاء طمان
21-08-2007, 11:21 PM
العزيزة نجلاء
شكرا لهذه الكلمة الرائعة عزيزتي نجلاء
فعلا جو هو يمثل بذاته مدرسة واتجاه جديد متفرد. لذا الكلام حول نصوص هذا العبقرى, أظنه لا يفرغ أبدا.
أتمنى أن يتناول كل من يمر هنا بعض من نصوصه لقراتها من وجهة نظره
كي نستفيد من دراستنا لنصوص جوتيار
محبتي لك

إليك أيتها العزيزة ما طلبت:

دراسة نقدية تحليليلية متواضعة عن قصة "هما"

للفيلسوف المبدع : جوتيار تمر

هو..
استجمع قواه،بعد ليلة داهمت رؤاه الأشباح،تنفس الصعداء، التفت حوله، وجد قلما اسوداً وورقة بيضاء ،ردد في أعماقه هل يعقل ان تبقى الورقة بيضاء في زمن لاشيء فيه ثابت،في زمن لاقيمة للكلمة،في زمن الاقوال فيه لاتوزن بالأفعال،شاح بوجهه عن الورقة احتضن القلم وضمه لسواده، وقال لي هذا استغيثه في المحن،ارتمى على سرير خشبي،غفت عيناه،وهو يردد ليت الفجر لايأتي حتى لاتعانق عيناي النورلاني بدأت اخشاه.
هي وهو مرة اخرى..
رن هاتفه مرة،مرتين،ثلاث،مد يده نعم، الا تستيقظ من النوم..انها الثانية عشرة..؟
ازاح الستار قليلا خرق النور عيناه، أغمضهما،اعاد الستار لمكانه، اراد ان يعود لنومه لكن لا، النور انهى ما كان يخشاه، هتف في اذن الصمت لماذا علي ان اخشاه،هي تقول ولاتفعل، وانا افعل ولااقول..؟
هي..
فتحت درج مكتبها وجدت قصاصة ورق كانت ذات يوم قد كتبت عليها كلمات منه ،همست في سرها اني لأبكي في غمضة واحدة بدموع اكثر عدداً من كلماتك، وهي دموع من وجعي وخوفي ، وذلك الفاظ من قسوتك وعنادك.

القاص الرائع: جوتيار تمر

تمت صياغة هذه القصة القصيرة فى محورين يدوران فى مكانين مختلفين لشخصيتين أساسيتين فى زمن واحد وربط القاص المحورين بضمير الغائب الممثل لبطلى قصته, "هو" و "هى" , وجاء العنوان "هما" ليعبر عن الضميرين معا , فى لمحة عبقرية من القاص.


"هو..
استجمع قواه،بعد ليلة داهمت رؤاه الأشباح،تنفس الصعداء، التفت حوله، وجد قلما اسوداً وورقة بيضاء ،ردد في أعماقه هل يعقل ان تبقى الورقة بيضاء في زمن لاشيء فيه ثابت،في زمن لاقيمة للكلمة،في زمن الاقوال فيه لاتوزن بالأفعال،شاح بوجهه عن الورقة احتضن القلم وضمه لسواده، وقال لي هذا استغيثه في المحن،ارتمى على سرير خشبي،غفت عيناه،وهو يردد ليت الفجر لايأتي حتى لاتعانق عيناي النورلاني بدأت اخشاه.

هي وهو مرة اخرى..
رن هاتفه مرة،مرتين،ثلاث،مد يده نعم، الا تستيقظ من النوم..انها الثانية عشرة..؟
ازاح الستار قليلا خرق النور عيناه، أغمضهما،اعاد الستار لمكانه، اراد ان يعود لنومه لكن لا، النور انهى ما كان يخشاه، هتف في اذن الصمت لماذا علي ان اخشاه،هي تقول ولاتفعل، وانا افعل ولااقول..؟"


هنا المحور الأول الذى يدور حول البطل الأول للقصة, يبدأ هنا الكاتب باستهلال رائع لقصته حيث يبدأ فى العرض والاستهلال لمشاعر وجوانيات بطل قصته بكل العذاب والقلق المكتنفان لنفسه نتيجة لغياب الحبيبة أو للحنين اليها. كانت لغة القاص قوية وعبرة , وجاء السرد شيق وسلس, واستخدم القاص زمن الفعل الماضى للتعبير عن مشاعر بطل قصته , واستخدم الفعل المضارع فى عبارة واحدة الخاتمة للمحور الأول, فى تأكيدية رائعة منه لاستمرارية الألم للبطل.


"هي..
فتحت درج مكتبها وجدت قصاصة ورق كانت ذات يوم قد كتبت عليها كلمات منه ،همست في سرها اني لأبكي في غمضة واحدة بدموع اكثر عدداً من كلماتك، وهي دموع من وجعي وخوفي ، وذلك الفاظ من قسوتك وعنادك."


فى المحور الثانى -الذى يدور حول بطل القصة الثانى وهو الحبيبة الغائبة - أخذتنى الحيرة فى وصف مشاعر القاص الذى يحكى عنها مستخدما ضمير الغائب. فبالرغم من كونه عبر فى المحور الأول عن كل الوجع المكتنف بطل قصته والمتسبب له غياب الحبيبة أو هجرها, إلا أننا نجد هنا أن مشاعر الحكاء تحمل كل الشفقة على الحبيبة فى فجائية بدت محببة . يستعرض القاص مشاعر البطلة التى يغلب عليها هى الأخرى الحنين والوجع لغياب الحبيب وهو بطل القصة الأول-يستعرضها فى سهولة ممتنعة.


فى الحقيقة كانت فكرة القاص هنا عرض لمشاعر حبيبين يفصلهما البعد وكل منهما يتألم لغياب الآخر ويعتب عليه. وبالرغم من كون الكاتب قفز قفزات واسعة بين المحورين الا أن خيط الحبك ظل مشدودا طوال القصة , ساعد فى تقويته الاستخدام الذكى لضمير الغائب.


يبقى شىء مهم للغاية لابد من التأكيد عليه, وهو أن كل محور من المحورين يصلح أن يكون بذاته قصة قصيرة جدا, وتكون كلا منهما قصة مكتملة للأداء الحبكى بدءا من العنوان المميز لكل منهما , وتدرجا فى الحكاء, وانتهاءا بالخاتمة.


شذى الوردة لهما وللقاص الرائع.

د. نجلاء طمان

ضحى بوترعة
22-08-2007, 05:00 PM
الغالية نجلاء

سعيدة جدا لما قدمتيه هنا من دراسة قيمة لنص المبدع والفيلسوف العزيز جوتيار

نصوصه تستحق الدراسة لما فيها من عمق فكري وعاطفي وفلسفي....

محبتي لك يا د نجلاء وللعزيز جو

د. نجلاء طمان
24-08-2007, 05:16 PM
العزيزة نجلاء
شكرا لهذه الكلمة الرائعة عزيزتي نجلاء
فعلا جو هو يمثل بذاته مدرسة واتجاه جديد متفرد. لذا الكلام حول نصوص هذا العبقرى, أظنه لا يفرغ أبدا.
أتمنى أن يتناول كل من يمر هنا بعض من نصوصه لقراتها من وجهة نظره
كي نستفيد من دراستنا لنصوص جوتيار
محبتي لك

أيتها العزيزة

أعود مرة أخرى, عساها لا تكون الأخيرة!!

نظرة خاطفة في قصة " آسف" قصيرة جدا للمبدع الفذ جوتيار تمر

القصة

(آسف )

رن الهاتف..مرة..مرتين..ثلاث..أرب ع..مد يده من تحت غطاء فراشه..أمسك بالهاتف..
نعم.?
صوت ناعم يلامس منه حتى السريرة
-صباح الخير..
رد بصوت مشلول فيه من الرخاء ما يبعث الاشمئزاز
-صباح الخير
-الصوت: عفواُ لأني أيقظتك.
.قاطع الصوت:نعم لكنك فعلت..
-الصوت: أعتذر لكن المسألة إن لم تكن..
-قاطع:نعم نعم النهاية نهاية المسألة..
-الصوت :لاتواخذني لكنك لاتسمح..
-قاطع الصوت مرة أخرى:لا..لا..لن أسمح وليكن ما يكون..
-الصوت ملَ هذه الانقطاعات,وبشيء من التشنج: كفى وأسمعني في البدايةعفوًا لأني أيقظتك في هذا الوقت المبكر, وأعلم بأنها عطلتك..نعم أعتذر أنا لكن المسألة لو لم تكن تستحق وتخصك أنت بالذات لما فعلت, فلا تؤاخذني على هذه الصراحة التي أجابهك بها الآن لكن ابنك توفي قبل ربع ساعة عندنا في المستشفى , وعليك الحضور الآن لأستلام جثته..

تلى هذا الصوت صوت آخر أظنه كان صوت سماعة الهاتف وهي تعاد إلى مكانها..ذهل الآخر..صمت..دمعت عيناه..حتى أنه لم يجد ذلك الصوت ليواسيه.





نظرة تحليلية ... خاطفة وسريعة



رن الهاتف..مرة..مرتين..ثلاث..أرب ع..مد يده من تحت غطاء فراشه..أمسك بالهاتف..
نعم.?
صوت ناعم يلامس منه حتى السريرة
-صباح الخير..
رد بصوت مشلول فيه من الرخاء ما يبعث الاشمئزاز
-صباح الخير
-الصوت: عفواُ لأني أيقظتك.
.قاطع الصوت:نعم لكنك فعلت..
-الصوت: أعتذر لكن المسألة إن لم تكن..
-قاطع:نعم نعم النهاية نهاية المسألة..
-الصوت :لاتواخذني لكنك لاتسمح..
-قاطع الصوت مرة أخرى:لا..لا..لن أسمح وليكن ما يكون..


بداية تمهيدية جاءت مطولة ومسرحية قليلا, لكنها كانت لازمة لإفراز الجو الشعورى للبطل والرافض للصوت الآخر. جاءت هذه البداية تعكس كثيرا من الاشمئزاز والرفض للصوت الآخر.


-الصوت ملَ هذه الانقطاعات,وبشيء من التشنج: كفى وأسمعني في البداية عفوًا لأني أيقظتك في هذا الوقت المبكر, وأعلم بأنها عطلتك..نعم أعتذر أنا لكن المسألة لو لم تكن تستحق وتخصك أنت بالذات لما فعلت, فلا تؤاخذني على هذه الصراحة التي أجابهك بها الآن لكن ابنك توفي قبل ربع ساعة عندنا في المستشفى , وعليك الحضور الآن لأستلام جثته..


قلب الحبك وربما قلب العقدة, وتساؤل هنا!!. لم أصر الصوت الآخر -برغم كل الرفض المجابه له- على توصيل الرسالة؟؟؟ لم تحمل الرفض والمقاطعة طويلا طويلا , ليعطى فى النهاية هذه الصدمة لبطل القصة؟؟؟ أهو نوع من الانتقام المتدنى لجرح قديم؟؟؟؟ أهو تشفى فى غير محله؟؟؟؟ تتعدد التساؤلات وتظل معلقة من دون إجابة, تحفيزا لخيال المتلقى فى لمحة عبقرية من القاص.


تلى هذا الصوت صوت آخر أظنه كان صوت سماعة الهاتف وهي تعاد إلى مكانها..ذهل الآخر..صمت..دمعت عيناه..حتى أنه لم يجد ذلك الصوت ليواسيه.


هنا الخاتمة الرائعة والمروعة فى ذات الوقت, فالذهول لم يكن من نصيب البطل فقط وإنما كان من نصيبى أنا كقارئة وناقدة. منتهى التبلد والجمود من الصوت الآخر وهى توصل خبرا ربما فيه الموت نفسه للبطل, لكن بطريقة تكاد تكون لا آدمية , آلية لا حس فيها ولا شفقة, ليظهر التساؤل مرة أخرى لم؟؟؟؟؟


تستمر الخاتمة فى إظهار أبجدياتها المأساوية , فتتحول الصورة الى شاشة عرض مجسمة بالبعد الثلاثى متحدا مع البعد الرابع الزمنى, فشدة جمود الصوت الآخر وتبلده متحدة مع رفضى لموقفه, يتعانقا مع أسلوب السرد المعبر للقاص, فأشاهد بعينى البطل وكأنه أمامى وجها لوجه,ينتابه الذهول, تعانقه الفجيعة ...فيصمت, يقتله الوجع...فتدمع عيناه, يغرقه الإحتياج لكلمة مواساة أو لمسة دافئة إنسانية , حتى ولو من الصوت الآخر اللا إنسانى. وتكون النهاية الألم فى صمت ووحدة.


آسف, وضربة قوية على رأس الصفات اللاإنسانية , ومنها التبلد والجمود اللذان قد يشكلان بذاتهما سيوفا تقتل أقوى من الموت بذاته.والآن هل يكفيه هذا البطل المتألم أن نقول له نحن كلمة " آسف"؟؟؟. أظنها لا تكفى .


شذى الوردة لفكرة مبدعة من عقل مبدع.

د. نجلاء طمان

د. نجلاء طمان
13-09-2007, 02:55 AM
العزيزة نجلاء
شكرا لهذه الكلمة الرائعة عزيزتي نجلاء
فعلا جو هو يمثل بذاته مدرسة واتجاه جديد متفرد. لذا الكلام حول نصوص هذا العبقرى, أظنه لا يفرغ أبدا.
أتمنى أن يتناول كل من يمر هنا بعض من نصوصه لقراتها من وجهة نظره
كي نستفيد من دراستنا لنصوص جوتيار
محبتي لك


أيتها العزيزة: أعود من جديد


أمازلت تريد الهرب

أهكذا .. دائماً يعاودك الصداع فيفقدك توازنك وتنهار معه؟ أما زالت تلك الألام تطاردك ..؟ وتقض مضجعك أما زال ذلك الأنين .. أنين الوحدة يرافقك؟ مع أن هناك من ترافقك وتراقبك بكل حواسها.
أما زلت تستيقظ من نومك وتبحث عن حبة أسبرين وقدح ماء لتريح بها نفسك من حرية باتت تؤرقك أو كابوس يطاردك؟
أما زلت مقيداً بالرتابة ذاتها ، لم تهرب منك الحياة ولم تهرب أنت منها..؟ لِمَ كل هذا الخوف من الحياة .؟ لِمَ تفر منها .؟ ومني أنا بالذات ، لِمَ لا تأتي وتتبادل معي أطراف الحديث ؟ لِمَ تخشاني وتخشى أن تهرب منك وحدتك معي.. ألهذا الحد أدمنت الحزن وهمسات الأفكارالبليدة ؟
دائماً تخشى النظر إلى عيني .. دائماً تفر منها .. دائماً تخشى أن تقترب نفسك من نفسي وتحاول خلق حواجز بيني وبينك ، وتحاول دائماً أن تبقي المسافة بعيدة بيني وبينك .. فأنا لا أكاد أقترب منك حتى تثور وتهرب كأن وحشاً قد هجم عليك .. ولا أكاد ألمس أطراف أصابعك حتى أراك قد عقدت جلسة تأمل مع ذاتك لتبحث عن الخطأ والصواب في ذلك ولتكون النتيجة أن الشيطان أقترب معي..!
أنا التي تريد استئصال عروق الموت والخوف من أعماقك بأنوثتها فلماذا تخشاني ؟ وتخشى أن تحن عليّ وأن تشتاق إلي ، وأن تناجيني .. وتبحث عني.. وأن تنظر إلي وأن تلقاني .. لماذا تصر أن همستي دمار؟ وأبتسامتي فخ وأن تعلقك بي مرض وموت وأن رغبتك في العيش بين أحضاني ومعي إدمان مرّ..؟
وترى في أبتسامتي نهايتك وفي جمالي عذابك وفي صوتي المحب سياطاً تذيق روحك وتصليها جحيماً لم تلتمس الطريق إليه من قبل .
عيناك تسترقان النظر إلي .. ترتدان تتوسلان بي لأبقى بجوارك لكنك تأبى أن تعترف لنفسك بأنك بحاجة إلي .. فتهت بين جمرتين جمرة رسمتها صورة لي كبيرة تدفعك إلي وكبرياء غريبة تمنعك عني .. لماذا لا تأتي وتشاركني الحياة ؟ لماذا تصرعلى أن تعذب روحاً أنا توأمها ..؟ لماذا تحاول دائماً أن تجعل العذاب هو الصورة المشرقة لحياتنا ..؟ لماذا تقسو عليّ وترسم لعاطفتي سحراً أسوداً ..؟ وترى في جمالي ورقتي وأخلاصي وأنوثتي حبالاً تقيد حريتك..؟
قلت لي في لقاءنا الأخير .. لا أقول لقاءً بل كان صدفة عابرة رأيتك فيها.. أن لحواء ملمس أفعى وأن التفاحة بيدي تنتظر أن تدخل نار دنياك القلقة، ولم أهتم بما قلت ولم ابالي بما نطقت ومضيت وتركتني وحيدةً وهكذا أنت دائماً .. تهرب مني .. وتخشى النظر إلى عيني .!
قل لي بحق الرب .. ألا يمكن أن نغير نهاية تلك الدراما القديمة ..؟ ألا يمكن أن نغير نهاية قصة قديمة تتكرر..؟ تأتي حواء لتقلب حياة آدم وتدخله الدنيا .. ويجربان حياة فيها قسوة وحنان مرارة وألم .. فيها مغامرة فرضت عليهما وعلينا .
أتفر هكذا وتهرب دائماً من قدرك..؟ ولكن كيف .. والقدر لا يمكن الفرار منه ..؟ قد كتب علينا المغامرة وخوض غمارها .. وتأكد بأن رجولتك ستتعبك إن لم تقترب من دنياي .. لأنك ستكون أقرب إلى التيه من الحياة .. فأنا قد صرت أقرب إلى الموت منك إلى المنبع.
فكفاك هرباً .. الهرب مني لن يجدي والحجج التي تبحث عنها لتقنعني بها لن تجدي أيضاً .. ما دمت تهرب مني وما تلبث ان تأتي .. قلت لك منذ البداية لا تخشى .. لا تخشى شيئاً .. يا طفلي الوحيد .. وها أنا أناديك يا طفلي الحزين تعال ولنغير النهاية فحسب ولنعلنها هكذا كما أعلنها أنا .. وأقول هي أدخلته الدنيا وأنا سأدخلك جنتي الأبدية.
25-10-1996


الفذ جوتيار تمر

تعانق فكري متواضع على هامش نص "أما زلت تريد الهروب"


نص تأرجح بين الخاطرة وبين قصة من " تيار الشعور", وإن كان يميل كثيرا للجانب الأخير. يجدر بنا الانتباه إلى خاصية التيار المتدفق للشعور والوعي داخل السرديات في النص, والذي كان الخلط بينها وبين مصطلح " المونولوج الداخلي " كبيرا فيها انطلاقا من أن الذي يربط بين صياغتهما ونسقهما الخاص خيط رفيع للغاية . وإن كان ثمة اهتمام لا بأس به ظهر في ولوج الكاتب لجوانيات بطلته، وقد كان هذا التناول يتم من خلال الإتكاء على الناحية النفسية عند البطلة وتعانق هذا الإحساس في إبداع مع جوانيات البطل الغائب الذي قام الراوي بالتلميح له خلال بطلته خلال مواقفها الخاصة داخل النص .


اعتمد الكاتب نوع من السرد الروائي, يركز فيه الكاتب أساسا على ارتياد مستويات ما قبل الكلام من الوعي بهدف الكشف عن الكيان النفسي للشخصية الروائية من خلال مجموعة من التداعيات المركبة للخواطر عند هذه الشخصية. ولعل أشد ما يتميز به أسلوب السرد هنا في النص هو مضمونه، وهو الذي يميزه عن غيره من الأعمال السردية التقليدية وليس ألوان التكنيك فيه .


فالكاتب هنا لجأ إلى استخدام تكنيك المونولوج الداخلي أو مناجاة النفس مدمجا ذلك مع زمن آخر لعاطفة أخرى- وهي عاطفة البطل الغائب الحبيب- , ولج إليها الكاتب مستخدما السرد ألوصفي على لسان البطلة ، حيث كان الحب هو محور الإرتكاز لكلا العاطفتين.


تقنية النص هنا تقوم على التضمين والتناص في مقابلة تعمل على كشف منتهى العشق والخوف والإحباط التى تعيشه الشخصية المحورية، في مثل هذه التجربة الجوتيارية تلجأ الشخصية الثانية – الحبيب المناجى- تلجأ إلى التقوقع داخل ذاتها وتقديم وعيها، في حين تلجأ الشخصية الأولى –الحبيبة- تلجأ إلى ما يمور داخلها من صراعات وأفكار بالنداء المتوالي. ويختلط المونولوج الداخلي المباشر بالمونولج الغير مباشر مع الميل إلى كثير إلى المونولوج الداخلي غير المباشر حيث يتحقق فيه المزيد من أدوات الربط، وكذلك الوحدة الشكلية والترابط بين الأفكار وتقل البعثرة، يتضح ذلك من المونولوج الذى فاض به وعى الكاتب فتدفق على لسان البطلة ومنه الى السطور.




شذى الوردة يمر سريعا هنا, عساه المرور ليس ثقيلا!!


د. نجلاء طمان

جوتيار تمر
10-10-2007, 12:23 AM
ضحى..........


دكتورة نجلاء..............

شكرا لكما هذا الجهد الجميل والرقيق...................

اتمنى لكما المزيد من التوفيق..................

جوتيار

سحر الليالي
10-10-2007, 03:07 AM
الغ ــالية" ضحى":

بارك ربي بك وحفظك
نقد أقل ما يقال عنه انه متخم بالروعة..!!

سلمت
ولك ودي وتراتيل ورد

وللكبير جوتيار المتألق كل التقدير وقوافل ورد