المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمن تأخذون البلاد ؟ شعر منير محمد خلف ( بواسطة يحيى السماوي)



يحيى السماوى
31-07-2007, 04:56 AM
( أدرك أنني لا أملك حق إهداء الأحبة القراء ما ليس لي ... غير أن الشعر الحقيقي ليس ملك قائله ... لذا أجزت لنفسي إهداءكم قصيدة الشاعر السوري المبدع منير محمد خلف ، لتشاركوني ارتشاف هذا الرحيق )
يحيى السماوي
لمنْ تأخذون
البلادَ الجميلةَ‏
يا أيُّها الأصدقاءْ..؟‏
لمن تأخذونَ يَدِيْ..‏
وهوائي ومائي‏
وهذا النداءَ الذي‏
قد تبقّى لديَّ‏
من الحلْمِ والانتماءْ..؟‏
لمن سأوزّعُ باقاتِ قلبي‏
وأنتمْ ترونَ البلادَ‏
تُوزَّعُ مثل سبايا الخريفْ،‏
تُساقٌ إلى المقصلاتِ‏
بلا شارعٍ..‏
أو رصيفْ...؟‏
لماذا أجرُّ أمامي‏
مواقفكم‏
يا انتظاراتِ مَنْ لا يجيء !؟‏
لماذا تُقيمون في جسدي‏
رايةً لاحتواءِ الصقيعِ‏
وناياً يلمُّ طيورَ الغروبْ؟!

لماذا تظلّ‏
أصابعُكم‏
مثل أشجار حزنيَ‏
تخنقُ فيَّ عصافيرَ زهرٍ وماءْ؟‏
لمن تأخذون‏
البلادَ الجميلةَ‏
يا أيّها الأصدقاءْ؟‏
"حلبجةُ" كانت ردائي‏
وكانت يَدِي في "أريحا"‏
وقلبي تساقطَ‏
بيني وبين الجزيرَهْ،‏
وضاعتْ يَدِي من يدي،‏
دمي كان ينقشُ ظلَّ الغيابِ‏
على شرفةٍ‏
في مداهُ المُخيفْ .‏
وحيداً..‏
أنا مثلما كنتُ مازلتُ‏
أبحثُ عن كسرةٍ‏
من رغيفٍ نظيفْ،‏
وما زلتُ أسقطُ‏
قبل النهوضِ‏
وأصرخُ قرْبَ يَدِي‏
كي أرى‏
أنني أنحني للإلهْ.‏
تسافرُ فيَّ جهاتُ الفناءِ‏
تُلملمُ مالم أَقلْهُ‏
وما كنتُ يوماً‏
أظنُّ‏
بأني أراهْ‏ .
أسائِلُ‏
أين طيورُ البلادِ‏
التي خبَّأتْ في زوايا الكلام انتمائي‏
وجرحي وملحي‏
وأين الذي‏
كان قلبي يدلّ عليهْ؟‏
أُسائِلُكُمْ‏
يا الذين تُحيطون بي من بعيدٍ‏
وتقتلعونَ صباحي‏
من الوهج والابتهاجْ!‏
سأخلعُ جلدي‏
وأبني خرائبَ روحي،‏
أراكم بلا قامةٍ‏
والحرائقُ‏
لمّا تُكنِّسْ حرائقَها‏
ذكرياتُ الذين‏
عَدَوا خلفكم من قديم الجراح.‏
أرى أنني رحلةٌ‏
لا تعيدُ الحياةُ طفولة أحلامها وهواها،‏
تحاصرُ كُلَّ الحمامِ‏
حماقاتُكم يا خزائنَ‏
مِنْ ورطةٍ وانحناءْ!‏
لمن تأخذونَ‏
البلادَ الجميلةَ‏
يا أيّها الأصدقاءْ‏
تجاوَزْتُمُ يارفاقَ الغيابِ‏
حدودَ الخرابِ،‏
أقول للِيلى: سلاماً!‏
أنا لا أجيدُ الزّهورَ‏
فُرشِّي بلاداً عليَّ‏
ورشي العراقَ ـ بدون أصابعَ ـ‏
نخلاً وخبزاً وماءْ‏
أقول: امنحيني موتاً جديداً‏
وحزناً لعصفورةٍ‏
من ندىً وارتقاءْ‏
لمن تأخذونَ‏
البلادَ الجميلةَ‏
يا أيها الأصدقاءْ؟‏
أنا المتشرّد مثل بلادي‏
أرى زورقي‏
في مهبّ الضياع الأليفْ‏
وأملأ ظلّي صوتاً بعيداً‏
يخفّفُ أوقاتَهُ من ظلامي‏
ويُعلِنُ أنَّ النوافذ لا زهرَ فيها‏
وأنّيَ لا أستطيعُ اغتسال كلامي‏
من الطائر الحائر المتشظّي‏
الذي يحتويني‏
ويذبحُ فيَّ الحياهْ.‏
أَلمُّ خُطايَ‏
فترحلُ عنّي المسافاتُ‏
تُلبِسُني طعناتِ الوداعِ‏
تُرتِّبُ ما يشتهيني‏
من الجرحِ والنزف والانتهاءْ‏
لمن تأخذونَ‏
البلادَ الجميلة‏
يا أيَّها الأصدقاءْ ؟‏
بلادي تمدُّ لكُمْ‏
يارفاقَ الهواء‏
تمدّ لكم من خلال شبابيك هذا الأَبَدْ‏
طيورَ الكلامِ‏
وملحَ ازدهارِ الأسى‏
في بقايا الحمامِ‏
ورؤيا غَرَقْ.‏
بلادي الخجولةُ تأتي‏
لِتُكْمِلَ أحلامها من جديدٍ‏
تعانقُ خصْرَ الأغاني‏
وتأتي‏
كوجهِ المياه الجريحَهْ‏
تشيلُ مواويلَ أُمّي الذبيحَهْ،‏
وتطوي‏
بيارقَ حريّةٍ من وَرَقْ‏
تُدمِّرني من بعيدٍ‏
وتنهبُ من شفتي طفلةً‏
حلمُها فرحةٌ وعَبَقْ‏
***‏
أُكوِّنُ لي من وجودكِ قربيَ‏
فاكهةً للنقاءِ‏
وخارطةً للبقاءِ‏
وأُخرى لـ لا لافتقادِكِ‏
يارحلةً من قَلَقْ،‏
وحين تكونين قُربي‏
أناديكِ...‏
حتّى أحسَّ بأنَّكِ‏
مازلتِ قربي‏
وكي لا تصيري بعيدَهْ‏
وحتّى أُحقِّقَ لي ما أشاءْ‏
لمن تأخذونَ‏
البلادَ الجميلة يا أيَّها الأصدقاءْ؟‏
كعادتِكُمْ‏
لا تجيئونَ إلاَّ غياباً غيابْ‏
ولا تحملونَ إلينا‏
سوى باقةٍ من عذابْ،‏
وكم لا تعودون‏
إلاَّ وتُلبِسُكُمْ شهقةُ الانطفاءْ‏
ويحرسكم جبنكم من جيوشِ البكاءْ‏
لماذا أخذتُمْ بلادي‏
وقلتُمْ: هي الآن في سلّةِ الأنبياءْ..؟‏
لماذا أخذتم بلاديَ‏
يا أيّها الأصدقاءْ؟‏
لمن تأخذونَ‏
البلادَ الجديدة‏
يا أيَّها الأصدقاءْ ؟‏
لمن تأخذونَ‏
البلادَ الجميلة‏
يا أيُّها الأ.......؟‏
***

د. محمد حسن السمان
31-07-2007, 08:03 AM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الغالي والصديق الشاعر الكبير الاستاذ يحيى السماوي

أسعد الـلـه صباحك , أشعر وكأني معك , نقرأ القصيدة , ونحتسي قهوة الصباح , على شرفات الودّ والحميمية , نستمتع بجمال الرسم بالاحرف , كيف تكونت القصيدة , نتذوّق الشاعرية , وندخل في أعماق الشاعر , نتلمس الاحاسيس والافكار , هي هدية منك , وأنت الشاعر الكبير , والانسان الذي أحب , فأنا بين محبتك , ومحبة الهدية , التي انتقاها الشاعر الكبير , فالقصيدة رائعة فعلا , فيها روح الاصالة الشعرية , وخطرات الحالة الشاعرية , حلقت معها , وتجولت في حنايا صورها , ومرتسماتها النفسية , لأعود إليك قائلا , شكرا لك هذه الهدية الجميلة .
تقبل محبتي

أخوك
د. محمد حسن السمان

د. عمر جلال الدين هزاع
31-07-2007, 04:00 PM
أهديتنا الجمال
و درساً شعرياً لن نمله
بوركتما
وبورك النقاء
خالص تقديري

د. سمير العمري
02-08-2007, 01:08 AM
حيرتي والله أيها الشاعر الكبير فيما فعلت.

لقد انتقيت درة تشرئب لها أعناق الحروف وتهوي إليها أفئدة المشاعر وهذا يدل على شاعرية نعرفها وذائقة نتعرف عليها ففله أن شاعرا ناقدا!

ثم نشرت قصيدة لشاعر آخر نراه من خلال هذه القصيدة مبدعا متألقا ونشرك لغيرك يدل على رفعة وسمو همة وأب عظيم يزينك وتواضع يرفعك فلك أنت إنسانا راقيا!

ثم إنك لم تهدنا قصيدة بعطر زهر بري نقي لا يشوبه كدر ولا يضع به وزر فحسب بل أهديتنا شاعرا بقامة سامقة وحروف باسقة فلله أنت جوادا كريما!


فهل بعد كل هذا الأدب في الحرف وفي الخلق تحسبنا نجد من حروف الأدب أو أدب الحروف ما يفيك الثناء في هذا وذاك؟؟


بوركت بوركت أيها الكبير.



تحياتي

محمود فرحان حمادي
24-06-2010, 12:16 PM
أحسنت الاختيار فبارك الله بك
فقد أمتعنا جمال الشاعرية الآسر
لشاعر تربع عرش القمة
تحياتي شاعرنا المبدع