المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مــُســْـكــِــرَه



غيداء الأيوبي
01-08-2007, 02:35 PM
مُسـْكِرَه=
*********************=
ثـَمِلٌ وفي قلبي استوى خـمرُ الهوى=إذْ عتـّقَ الآهـات سُـكرًا فالْتَوَى
بينَ الحـنايا بعـثرَ الحـسَّ الـّذي=قـدْ كانَ وردًا يانعـًا حتـّى ذوى
يا ليتني حـينَ انتـشيْتُ بسكـرتي=ما غبتُ عنْ أرضِ الحياةِ بذي الدّوا
فالمـُدْلهات تـورّمتْ منْ حـرقتي=فغدوتُ محبوسـًا بذيـّاكَ الجـوى
أسـريرتي لبـّي نـداءَ مُتـَيـَّمٍ=وتحـرّري قبلَ اغـترابي بالغـَوى
لو كنتُ أدري أنَّ كُلـّي مُغـْرمٌ=ما استنشقتْ روحي تباريحَ الهوى
هيَ قطـرةٌ ذابتْ بقلبي فاسـتوتْ=كالبحـرِ مـدًّا وانحسارًا بالنـّوى
فإذا بجـسمي ضاحـلٍ وكأنـّني=نشفتْ عظامي رغمَ كاساتِ الرّوى
بدمي تمـرّدَ عـاصفٌ فأحـالني=مُتسكّعـًا مثلَ الشّريدِ إذا انزوى
وكأنـّني بعدَ الخـضوعِ لسكْرتي=سلّمتُ للإعصارِ مُـنهارَ القِـوى
أيظـنُّ منْ شبَّ الحـريقَ بمنيـتي=سيحنُّ قلبُ مُخدَّرٍ حينَ انكوى
هو خندريسٌ في شغـافي قـابعٌ=يسري بدمّي مُسْكِرًا منذُ احتوى
لا ترتعدْ واجـثمْ مكانكَ طالمـا=قلبي تشبـّعَ سكرةً فيكَ انطوى
******************=
شعر=
غيداء الأيوبي=
تحياتي=

مجذوب العيد المشراوي
01-08-2007, 02:45 PM
غيداء أيتها الشاعرة الأنيقة ممتع ما أقرأ هنا لله درك من رقيقة تحسنين النغم والإيقاع وتملكين عذوبة الأنثى حقا

النواري محمد الأمين
01-08-2007, 02:46 PM
لله درك يا غيداء..

أسكرتنا معك بروعة إنتاجك ..

لو كنتُ أدري أنَّ كُلّـي مُغْـرمٌ
ما استنشقتْ روحي تباريحَ الهوى

علي أسعد أسعد
01-08-2007, 10:21 PM
غيداء الراقية


الفنانة والشاعرة


قلتها سابقاً

أصابعك من الذهب

وأقولها الآن

د. عبدالله حسين كراز
02-08-2007, 12:32 AM
الرائعة الشاعرة/ غيداء الأيوبي

مُــــسْــــكِــــرَه
ثَمِلٌ وفي قلبي استوى خمرُ الهـوى
إذْ عتّقَ الآهات سُكـرًا فالْتَـوَى
بينَ الحنايا بعثـرَ الحـسَّ الّـذي
قدْ كانَ وردًا يانعًـا حتّـى ذوى
يا ليتني حينَ انتشيْـتُ بسكرتـي
ما غبتُ عنْ أرضِ الحياةِ بذي الدّوا
فالمُدْلهات تورّمـتْ مـنْ حرقتـي
فغدوتُ محبوسًا بذيّـاكَ الجـوى
أسريرتـي لبّـي نـداءَ مُتَـيَّـمٍ
وتحرّري قبـلَ اغترابـي بالغَـوى
لو كنتُ أدري أنَّ كُلّـي مُغْـرمٌ
ما استنشقتْ روحي تباريحَ الهوى
هيَ قطرةٌ ذابتْ بقلبـي فاستـوتْ
كالبحرِ مدًّا وانحسـارًا بالنّـوى
فإذا بجسمـي ضاحـلٍ وكأنّنـي
نشفتْ عظامي رغمَ كاساتِ الرّوى
بدمي تمـرّدَ عاصـفٌ فأحالنـي
مُتسكّعًا مثلَ الشّريدِ إذا انـزوى
وكأنّني بعدَ الخضـوعِ لسكْرتـي
سلّمتُ للإعصارِ مُنهـارَ القِـوى
أيظنُّ منْ شـبَّ الحريـقَ بمنيتـي
سيحنُّ قلبُ مُخدَّرٍ حينَ انكـوى
هو خندريسٌ فـي شغافـي قابـعٌ
يسري بدمّي مُسْكِرًا منذُ احتـوى
لا ترتعدْ واجثـمْ مكانـكَ طالمـا
قلبي تشبّعَ سكرةً فيـكَ انطـوى

كيف نقرأ نصاً تتلون فيه اللغة على بديعها وتصويرها السامقين و فكرتها التي قد تتوه في معمعان المفردات الجديدة و التعبيرات التي تحتاج لقراءات حتى نضع المبضع النقدي في بداية الجرح. ومع ذلك يبوح النص بفكرة أراها تستهوي الأنا الشاعرة في اختلاجات الذات و تأثرها في "الهو" – الأخر، متمثلة في حالة الخمود و السكر و الذبول و الجوى و التألم و المعاناة، وكأنّا أمام مشهد لمقهى ليلي عند منتصف الليل يتيه فيه الغافل و الصاحي من هول ما يرى. فمن الناحية الشكلية للنص، نرى إتقان مهاري للغة الشاعرة التي عبرت بها الشاعرة عن تجربة انطباعية وتأثيرية عميقة لا تدع القناع الشاعري من الإفلات من قبضة نص مسكون بصور الخمر والسكر و الخدر والتسكع والحبس والثمالة. صورٌ لا تخرج بهذا البوح المباشر إلا بعد تجربة حقيقية مع الحدث أو التعامل مع القناع وظله.
كل شئ في النص يتحرك أفقياً حيث المدى المكاني و منعطفاته، ورأسياً حيث التسامي – و التكثيف – في تصوير حالة أشبه ما تكون بسريالية تستبيح المألوف و الضمني و الخبئ من القول، كل هذا يأتي على شكل لوحات تلوكها الألوان الشعورية الممزوجة بصوت موحد هو صوت التأمل الوصفي للحالة قيد التحريك و التوصيف، و تتحرك الصور من بؤرة إلى أخرى حسب أهواء الأنا الشاعرة، بتقنيات متعددة و موظفة جيداً تناسب و طقوس النص وعنوانه "مسكره،" منها التشخيص للأشياء المجردة و الساكنة و الجامدة: استوى خمرُ الهـوى و عتّقَ الآهات سُكـرًا فالْتَـوَى، ثم التشبيه الإنزياحي من حالة إلى أخرى مثل:
"بعثـرَ الحـسَّ" و "كانَ وردًا يانعًـا" و " قطرةٌ ذابتْ بقلبـي فاستـوتْ
كالبحرِ مدًّا وانحسـارًا" و "فأحالنـي مُتسكّعًا مثلَ الشّريدِ" ...
جميل هذا البوح على صعوبة التقاط الأنفاس و نحن نغوص في خبايا خباياه و ظلال ظلاله.

إعجابي و تحيتي
د. عبدالله حسين كراز
أستاذ الأدب الإنجليزي و النقد المقارن المساعد

زياد موسى العمار
02-08-2007, 12:55 AM
الشاعرة غيداء
هنا سمعت للحرف أنّاته الثملة
حتّى تملكني خمر الهوى
حرفٌ له عزفه البديع
لك الودّ

د. عمر جلال الدين هزاع
02-08-2007, 07:33 PM
إنها قصيدة من عصر آخر
قصيدة الجمال و الشاعرية الكاملة
أحسنت مداخلها ومخارجها
و لونتها بألوان الطيف
فكانت لوحة ماتعة
وحروفاً تستحق القراءة مرات ومرات
ـــــــــــــ
بك الاعتزاز
ولك التقدير كله

ابن الدين علي
02-08-2007, 09:27 PM
ممتع ما قرأت من الانسيابية في الكلمات غلى الايقاع الجميل إلى الأثر الذي تتركه لدى المتلقي.

غيداء الأيوبي
06-08-2007, 10:37 AM
غيداء أيتها الشاعرة الأنيقة ممتع ما أقرأ هنا لله درك من رقيقة تحسنين النغم والإيقاع وتملكين عذوبة الأنثى حقا

عزيزي الفاضل الكريم
مجذوب العيد المشراوي
سلام الله عليك
يا الله ما أجمل وأرق قولك
أسعدتني بعذوبة حروفك المترقرقة هنا
أشكرك من القلب أيها الكريم
مودتي وأزهاري
تحياتي

محمد الأمين سعيدي
06-08-2007, 12:03 PM
ثَمِلٌ وفي قلبي استوى خمرُ الهـوى
إذْ عتّقَ الآهات سُكـرًا فالْتَـوَى
بينَ الحنايا بعثـرَ الحـسَّ الّـذي
قدْ كانَ وردًا يانعًـا حتّـى ذوى
....

قصيدة تقطر عذوبة ورقة ..

لله درك يا غيداء ..

شكرا

د. سمير العمري
20-09-2007, 01:23 AM
قصيدة وجدانية جميلة.

لا فض فوك أيتها الشاعرة المميزة.



تحياتي

حازم محمد البحيصي
20-09-2007, 01:43 AM
يا ويلتى لما فؤادى قد هوى = فى نار عشق ليس يشفيها الدوا

رائعة واللهى اخت غيداء وللامام

خشان محمد خشان
31-01-2008, 05:44 AM
شعر ولا أجمل
فإذا بجسمـي ضاحـلٍ وكأنّنـي

ضاحل لا تصح نعتا لجسمي ، هي على الأرجح حال ( ضاحلا )

ولكن يصح القول ( فإذا بجسمٍ ضاحلٍ )

يرعاك الله.