تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ( بغدادُ تختصرُ الحنينْ)



هاجر البريكي
02-08-2007, 08:21 PM
( بغدادُ تختصرُ الحنينْ)

شعر : هاجر البريكي
(1)
الشارعُ المختالُ في وجعي طويلٌ ،
ينتهي معناهُ ؛
أرصفةً مخضّبةً بماءِ القحطِ ,
لا خبزٌ يسدِّدُ بعض جوعِ اليومِ للذكرى ,
ولا فرحٌ يُراقصُ في الزوايا شرفةَ الآلامِ في جسدي,
أنا ؛ جسدي عُبابُ البحرِ في قاموس حوذيٍّ ,
وألفُ فضيلةٍ وئدت على شريانِ سِكَّتهِ ،
وكم عصفورةٍ ذُبحت على مرمى تخومِ القريةِ الثكلى .. !!
(2)
بغدادُ تختصرُ الحنينَ على يديَّ ,
أمرُّ شارعنا الذي زرناهُ في عهدِ الرسائلِ ,
كم بريداً قد حفظنا جرحهُ المفتوحَ في ظرفٍ ,
أَتَذْكُرُ كم تزوجنا بهذي الدربِ ، كم سِرنا طريقاً نصفهُ طفلانْ !؟
تذكرُ كيف خبأت النشيدَ الأخضرَ المجنونَ في شفتيَّ آلهةً ؟!
مَضَغْتُ اللهفةَ العَجْلى ، ضَحِكْتَ ؛
ووعدتني يوماً بأن نبقى لصيقينِ ؛
تواعدنا بأن نبقى حبيبينِ !!
ومرَّ الوعد في خِدر السنين الهاجعاتِ السود كالموتِ ,
وخُنتكَ بضعَ مراتٍ مع القلقِ , وطارحتُ الأسى والخوفَ ..
أنت بقيت كالفانوسِ مشتعلاً تُضِيءُ خنادقَ النسيانِ في روحي .. !!
(3)
بغدادُ قد مرَّتْ على شفتيَّ ,لم ترحلْ ..
تسامت للرحيلِ المرِّ ,
آهٍ كم عشقناها !
وأنتَ بقيت كالقنديل مهتدياً ,
وحُبُّكَ في بلادِ الحزن مزروعٌ كسكينٍ .. !!
فلا هو قادرٌ أن يُسعدَ الحزن الذي آوى إليهِ ,
و ليسَ بقادرٍ أن يقطع الروحَ التي عشقت جنوناً مُشتهى .
(4)
و أقولُ : ماتَ الضوءُ و انطفأتْ زوايانا ,
هنا كنا حبيبينِ !
يداكَ غرستها كالذنبِ في وجعي ,
حَملتُ بأكثر الأطفال تعقيداً على التكوينِ ,
أجهضتَ (الأنا) يا أنتَ ..
كيفَ أخبِّئُ الأطفالَ في جيبي ,
هنا طفلٌ من الذكرى ، وآخَرُ من شظايانا وقصتنا / حماقتِنا من الوهمِ
يتامى كيفَ أرضعهم بلا كَفٍّ , تهادن ثورةَ الأشواقِ في صدري , لنبقى ؛ مثلما كنّا ... حبيبينِ .. !!
(5)
و أنا ألوكُ وصيةً نشوى ,و أتلوني ..
رأيتك تحمل الأزهارَ تتبعني ,
وأركضُ عنكَ في غنجٍ ؛ وتتبعني ,
وعند بكاءِ مفترقٍ لحلميَ ,فاضتِ الذكرى ..
ولمْ تكُ أنتَ ؛ ما كنّا .. !!
أمرُّ الشارعَ المدفونَ تحت فمي ,
أرى الماضي يحلِّق فوق أمنيتي ,
وتبكي ثم تضحك ثم
تبكي بعدُ منتظراً لقاء المنِّ و السَلوى ,
وما كنّا .. !!

د. عمر جلال الدين هزاع
03-08-2007, 01:31 AM
أهذا شعر
أم
سحر ؟!
ــــــــــــــ
وجع يستنزف طاقاتي عندما أمر بحرفك
لأنه ينبثق من ذات شفيفة
ولأنه يعبر عن حال أمة
هذا جمال منقطع النظير
و نص متكامل بكل المقاييس
ــــــــــــ
فلأثبتنه
ــــــــــــ
محتفياً بك
متمنياً لك الخير كله
مودتي
وعطر الورد

د. محمد حسن السمان
03-08-2007, 01:39 AM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الشاعرة الكبيرة هاجر البريكي
" بغداد تختصر الحنين "
شاعرية متدفقة , وتناغم في المفردات , صور رائعة , واستعارات مدهشة , شكلت لوحات ابداعية , تراوحت بين جمال الابعاد المنظورة , والتوغل في الابعاد النفسية , ما يسمى الغوص في الحالة , تجولت معك , في مرابع الشاعوية , ولايقدر على هذا إلا شاعر كبير .
تقبلي احترامي

أخوك
د. محمد حسن السمان

نور سمحان
03-08-2007, 11:01 AM
أعود حين أجد كلّي المسلوب مني
ذهلني حرفك حد الثمالة
لا اجد ما اخطه هنا سوى أنك
رااااااااااااااائعة
مودتي وتقديري

د. عبدالله حسين كراز
03-08-2007, 04:36 PM
الشاعرة المرهفة/ هاجــــر البريكي

نصٌّ يبوح ببؤرٍ حالمة و شاعرية تخرج من زحام الوجع و الألم و القلق التي جربته الأنا الشاعرة، بلغةٍ تنوعت جمالياتها من بديع الكلام و التعبير فنهض النص من ذاك الزحام متسارعاً وقوياً ومؤثراً....
ولو رددنا صوت المقطع الأول لقال لنا الكثير من مدفون المعنى و المكنون تحت حروف النص كله:

الشارعُ المختالُ في وجعي طويلٌ ،
ينتهي معناهُ ؛
أرصفةً مخضّبةً بماءِ القحطِ ,
لا خبزٌ يسدِّدُ بعض جوعِ اليومِ للذكرى ,
ولا فرحٌ يُراقصُ في الزوايا شرفةَ الآلامِ في جسدي,
بدايةٌ تعج بشئ من التفاصيل، حيث المكان شارعٌ مختال يمتد من بداية المشوار والتحول على وجع عميق و ومزمن، ثم الأرصفة التي تئن لأنها أتت في صورة أرض مخضبة بماء "القحط" وهنا جدلية التعبير في التجاور بين مخضبة بالماء و القحط بحد ذاته وذلك للتأكيد على عمق القلق والوجع المضني، ثم تأتي صورة الجسد الذي تحول لساحة مكانية صامتة و بلا فرح إنساني يبدد أتراحه.

ويعد هذا المفتتح نأتي على المقطع الأخير:

أمرُّ الشارعَ المدفونَ تحت فمي ,
أرى الماضي يحلِّق فوق أمنيتي ,
وتبكي ثم تضحك ثم
تبكي بعدُ منتظراً لقاء المنِّ و السَلوى ,
وما كنّا .. !!

هنا تحاول الأنا الشاعرة المرور بحذر وريبة وقلق في ذات الشاعر الذي أضحى مختفياً تحت"فم" الشاعر والذي يجتر معناه من عمق المعاناة و الألم، ثم استدعاء الماضي بكل ما يكتنز من مشاعر و أحاسيس تعتمل في الذات الشاعرة علة مدار التجربة الشعورية، تنتظر فاكهتها من المأمول العبثي والذي يتأرجح في ثنائية البكاء و الضحكلأ لتستقر الحكاية كلها على البكاء لأن الوجع أكبر و المعاناة متواصلة و مقلقة.
والنص ما زال يحتاج مزيداً من الإبحار كي تحدث حالة من تفكيك المزيد من النصوص و المعاني تحت "فم الشاعرة".....

ولكن بانتظار انفراجة أقوى أيتها الشاعرة الفذة

دمت بألق وخير
د. عبدالله حسين كراز

أستاذ الأدب الإنجليزي و النقد المقارن المساعد

أحمو الحسن الإحمدي
03-08-2007, 07:52 PM
إيـــه

إن هذا إلا سحــر مبيــن

قرأتهـــا مرارا فما وجدتهــا إلا صهباء بابل أو تغريد البلابل ...

دمت - كما أنت دوما -

متحلقة .. متألقة ..

زاهية
04-08-2007, 01:37 PM
(1)
الشارعُ المختالُ في وجعي طويلٌ ،
ينتهي معناهُ ؛
أرصفةً مخضّبةً بماءِ القحطِ ,
لا خبزٌ يسدِّدُ بعض جوعِ اليومِ للذكرى ,
ولا فرحٌ يُراقصُ في الزوايا شرفةَ الآلامِ في جسدي,
أنا ؛ جسدي عُبابُ البحرِ في قاموس حوذيٍّ ,
وألفُ فضيلةٍ وئدت على شريانِ سِكَّتهِ ،
وكم عصفورةٍ ذُبحت على مرمى تخومِ القريةِ الثكلى .. !!

ماأبدع شعرك هاجر
سحر سحر
أتمنى لك التوفيق أختاه
أختك
بنت البحر

د. سمير العمري
04-08-2007, 10:04 PM
قصيدة حيكت بخيوط مذهبة وبأيدي ماهرة لتنسج لنا بردة شعر مخملية زينتها صور بكر وأسلوب مبتكر لتشعرنا بجمالية الحرف المنتقى بعناية وتحري الصورة بشكل أدهش كثيرا وإن بدا متكلفا في بعض مواضع.

سمغتها منك أيتها الشاعرة فكان إلقاؤك جميلا ، والقصيدة بدت لوحة فنية مبهرة وسعدنا بتأهلك ونتمنى لك التوفيق في المقبل من المراحل.

لعلني وقد تمتعت بالمعنى وغصت فيه كباقي الأحبة هنا إلا أنني استوقفني البناء في هذه السطور والتي أظن أنها بحاجة لمراجعة لتستقيم مع وزن هذا النص "متفاعلن" الكامل:
مَضَغْتُ اللهفةَ العَجْلى ، ضَحِكْتَ ؛
ووعدتني يوماً بأن نبقى لصيقينِ ؛
تواعدنا بأن نبقى حبيبينِ !!
ومرَّ الوعد في خِدر السنين الهاجعاتِ السود كالموتِ ,
وخُنتكَ بضعَ مراتٍ مع القلقِ , وطارحتُ الأسى والخوفَ ..



أتمنى لك الخير وننتظر منك انطلاقات شعرية أكثر جمالا وإبداعا

أهلا بك كريمة في أفياء واحة الخير


تحياتي

النواري محمد الأمين
05-08-2007, 12:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله
كتابة راقية وحس مرهف في إطار قصيدة راقية صنعت بدقة واتزان
لله درك يا شاعرة
قصيدة أحسست بالنشوة لمعانقة مدادها الحزين، وكيف لا علها ترد النفس عن حزنها، وتقتل للحرية الحنين ..
لله درك
جمال في الحرف وجمال في الكلم وجمال في النسج .
قالب بديع خليق بإنتاج صورة تستحق التركيز والمشاهدة ذرة ذرة..
أدعو الله لك بالتوفيق
ولك تحاياي

مجذوب العيد المشراوي
05-08-2007, 07:43 PM
أيتها الشاعرة إبرتك كانت جد رقيقة فكانت الخياطة جد رفيعة .. شكرا

عمر زيادة
05-08-2007, 11:27 PM
الله الله ...
ما أجمل ما خط يراعك ...
بوركت
و لا فض فوك..

علي أسعد أسعد
06-08-2007, 12:39 AM
سقط الليل وأشرق النهار ..

أيتها الأخت

لا أقل من أن أعود إلى هنا


بوركت

هاجر البريكي
30-03-2009, 06:56 AM
أهذا شعر
أم
سحر ؟!
ــــــــــــــ
وجع يستنزف طاقاتي عندما أمر بحرفك
لأنه ينبثق من ذات شفيفة
ولأنه يعبر عن حال أمة
هذا جمال منقطع النظير
و نص متكامل بكل المقاييس
ــــــــــــ
فلأثبتنه
ــــــــــــ
محتفياً بك
متمنياً لك الخير كله
مودتي
وعطر الورد



أخي الكريم عمر

كلماتك تشعل في داخلي الشعر وسأعطي الشعر الكثير من روحي

شكراً ولا أظنها تكفي

..

هاجر البريكي
30-03-2009, 07:14 AM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الشاعرة الكبيرة هاجر البريكي
" بغداد تختصر الحنين "
شاعرية متدفقة , وتناغم في المفردات , صور رائعة , واستعارات مدهشة , شكلت لوحات ابداعية , تراوحت بين جمال الابعاد المنظورة , والتوغل في الابعاد النفسية , ما يسمى الغوص في الحالة , تجولت معك , في مرابع الشاعرية , ولايقدر على هذا إلا شاعر كبير .
تقبلي احترامي
أخوك
د. محمد حسن السمان

د.محمد
يسعدني جداً أن أقترب من شخصك الكريم عبر صفحات هذا المكان العابق بالشعر
ويشرفني هذا الرد
أعذب تحية
..

مجذوب العيد المشراوي
30-03-2009, 09:17 AM
( بغدادُ تختصرُ الحنينْ)

شعر : هاجر البريكي
(1)
الشارعُ المختالُ في وجعي طويلٌ ،
ينتهي معناهُ ؛
أرصفةً مخضّبةً بماءِ القحطِ ,
لا خبزٌ يسدِّدُ بعض جوعِ اليومِ للذكرى ,
ولا فرحٌ يُراقصُ في الزوايا شرفةَ الآلامِ في جسدي,
أنا ؛ جسدي عُبابُ البحرِ في قاموس حوذيٍّ ,
وألفُ فضيلةٍ وئدت على شريانِ سِكَّتهِ ،
وكم عصفورةٍ ذُبحت على مرمى تخومِ القريةِ الثكلى .. !!
(2)
بغدادُ تختصرُ الحنينَ على يديَّ ,
أمرُّ شارعنا الذي زرناهُ في عهدِ الرسائلِ ,
كم بريداً قد حفظنا جرحهُ المفتوحَ في ظرفٍ ,
أَتَذْكُرُ كم تزوجنا بهذي الدربِ ، كم سِرنا طريقاً نصفهُ طفلانْ !؟
تذكرُ كيف خبأت النشيدَ الأخضرَ المجنونَ في شفتيَّ آلهةً ؟!
مَضَغْتُ اللهفةَ العَجْلى ، ضَحِكْتَ ؛
ووعدتني يوماً بأن نبقى لصيقينِ ؛
تواعدنا بأن نبقى حبيبينِ !!
ومرَّ الوعد في خِدر السنين الهاجعاتِ السود كالموتِ ,
وخُنتكَ بضعَ مراتٍ مع القلقِ , وطارحتُ الأسى والخوفَ ..
أنت بقيت كالفانوسِ مشتعلاً تُضِيءُ خنادقَ النسيانِ في روحي .. !!
(3)
بغدادُ قد مرَّتْ على شفتيَّ ,لم ترحلْ ..
تسامت للرحيلِ المرِّ ,
آهٍ كم عشقناها !
وأنتَ بقيت كالقنديل مهتدياً ,
وحُبُّكَ في بلادِ الحزن مزروعٌ كسكينٍ .. !!
فلا هو قادرٌ أن يُسعدَ الحزن الذي آوى إليهِ ,
و ليسَ بقادرٍ أن يقطع الروحَ التي عشقت جنوناً مُشتهى .
(4)
و أقولُ : ماتَ الضوءُ و انطفأتْ زوايانا ,
هنا كنا حبيبينِ !
يداكَ غرستها كالذنبِ في وجعي ,
حَملتُ بأكثر الأطفال تعقيداً على التكوينِ ,
أجهضتَ (الأنا) يا أنتَ ..
كيفَ أخبِّئُ الأطفالَ في جيبي ,
هنا طفلٌ من الذكرى ، وآخَرُ من شظايانا وقصتنا / حماقتِنا من الوهمِ
يتامى كيفَ أرضعهم بلا كَفٍّ , تهادن ثورةَ الأشواقِ في صدري , لنبقى ؛ مثلما كنّا ... حبيبينِ .. !!
(5)
و أنا ألوكُ وصيةً نشوى ,و أتلوني ..
رأيتك تحمل الأزهارَ تتبعني ,
وأركضُ عنكَ في غنجٍ ؛ وتتبعني ,
وعند بكاءِ مفترقٍ لحلميَ ,فاضتِ الذكرى ..
ولمْ تكُ أنتَ ؛ ما كنّا .. !!
أمرُّ الشارعَ المدفونَ تحت فمي ,
أرى الماضي يحلِّق فوق أمنيتي ,
وتبكي ثم تضحك ثم
تبكي بعدُ منتظراً لقاء المنِّ و السَلوى ,
وما كنّا .. !!


أذكر ما قال أحدهم يوم الأمير ...لقد أخطأ في فهم كم تزوَّجْنَا أنت ِ تقصدين تخالطْنَا على ما أظن وتفسيرها
هو ذاك اللعب الصبياني المفهوم .

أحمد وليد زيادة
30-03-2009, 10:16 AM
بلغ مني هذا ما بلغ..



(بغداد تختصر الحنين)



تحيتي لكما

محمود فرحان حمادي
01-03-2010, 09:29 PM
الشاعرة المبدعة هاجر البريكي
هذا حرف له سحره وقصيد يضوع من جوانبه المسك
لحق تلك إحدى الرائعات
يحياتي لنبضك الشاعري

هاجر البريكي
27-02-2014, 08:17 AM
يا الله

كيف لم أرتشف شهد معانقتكم من قبل يا أرباب الحرف

مضى وقت طويل وعدت ...

ارتشفت ردودكم حد ثمالتي
أنا لا أقوى
لا أقوى على الرد

عبدالحكم مندور
12-03-2014, 08:12 PM
أهلا بالرقة والإبداع والشاعرية والحس المرهف
كم من السنون مضت
مسرور إذ رأيتك هنا
مازالت قصيدت هاجر محفوظة لدي هل تسمحين بنشرها هنا
دعواتي لك بدوام الرقي والإبداع والازدهار