أيمن كمال
07-08-2007, 03:10 AM
حكايتي
الحزن يُوشِكُ أن يقضي على كبدي
وقد غَدَوْتُ أسيرَ الهم والكمَدِ
هاذي حكاية محزون ستكتبها
مَحابِرُ القلب – كي تُروَى – وليس يدي
رفَعْتُ في الحب راياتي فنكَّسها
من كنت أحسبه في رحلتي عضُدي
من كنت أحسبه أُنسي إذا عَصَرتْ
قلبي الهمومُ وأوهت ريحُها جسدي
من كان لي أملاً شاهدته ، فغدا
- وما أردتُ – سرابًا دام للأبدِ
من كان لي وطناً في غربتي ، فلقد
أعادني اليوم مطرودا بلا بلدِ
صحائفُ الحب لم تكتب سوى قصصي
حروفُها البيض تُغْنيها فلم تَزِدِ
وكيف تكتب عن غيري وقد ملأَتْ
حكايتي الكونَ أحداثًا بلا عددِ ؟
فصولها البحرُ كم طافت به سفني
وما الشراعُ سوى آماليَ الجُدُدِ
وكم سَرَيْتُ على أمواجه ، ولكم
رمى بيَ الموج في دوَّامة النَّكَدِ
أسابق الريح للشطآن بي وَجَلٌ
بأن يَنال سباق الريح من جَلَدي
يلومني البعض : ما هَمٌّ تُكابِدُه :
أليس عندك للأفراح من سَنَدِ ؟
فكان ردِّيَ أني في مُكابدتي
أُصَبِّرُ النفس بالأحلام في خَلَدي
وهل لديَّ سوى الأحلام أنثُرُها
وما ظَفَرْتُ من الأحلام بالرَّغَدِ
بحثتُ في القلب عن فرْحٍ ألوذُ به
من الهموم إذا هلَّتْ فلم أَجِدِ
كأنما الفرح لما زارني حَلَفَتْ
سرائر القلب أن تلقاه بالصَّلَدِ
فما عرفت سوى الأحزان تسحقني
وكم أردت بأن أنجو فلم أُجِدِ
أنَّى تغاضيتُ عن ذكراه تجذِبُني
إلى رُبَى الأمس أبكي حاضري وغدي
ففِيَّ للأمس أشواق تبرِّحُني
برغم ما فيه من أنَّات مُضطهَدِ
أتوق للأمس أن أرعى خمائله
وإن تُوُفِّيتُ لم أحفَلْ ولم أَجِدِ
فكم تساءلتُ عن خِلِّي أيَذْكُرُني ؟
فقد سكبتُ له عشقي فلم يَرِدِ
وكم أضفْتُ جميع العاشقين إلى
موائد الحب في قلبي فلم يَفِدِ
وكم أناديه أستجديه في أملٍ
بأن نعود كما كنا فلم يَعُدِ
وكم عزفتُ على ألحانه فمضت
فرائد اللحن لم تُطرِب ولم تَكَدِ
وكم ترحَّلْتُ في مَرْضاته زمناً
فما رجعت سوى بالأعيُن الرُّمُدِ
وكم تفاءلتُ بالميلاد إذ حَمَلَتْ
بشائرُ الأُنس في قلبي فلم تَلَدِ
من ابتغى الهم فليتْبع خُطى قلمي
فإنما الهم من صُلْبي ومن ولدي
أُسَتِّرُ الوجه كي أنجو فيعرفُني
إذا تستَّرْتُ شأنَ الأم للولد
فإن سريتُ بعيدًا جال في أُفُقي
وإن غفوتُ أتى يغفو على وُسُدي
وإن صحوتُ صحا قبلي ليسبقَني
ويستبيحَ حُصونَ القلب والكَبِدِ
كأنما الهم والأحزان قد حلفا
عليَّ بالله أن أبكي إلى الأبدِ
1426هـ
الحزن يُوشِكُ أن يقضي على كبدي
وقد غَدَوْتُ أسيرَ الهم والكمَدِ
هاذي حكاية محزون ستكتبها
مَحابِرُ القلب – كي تُروَى – وليس يدي
رفَعْتُ في الحب راياتي فنكَّسها
من كنت أحسبه في رحلتي عضُدي
من كنت أحسبه أُنسي إذا عَصَرتْ
قلبي الهمومُ وأوهت ريحُها جسدي
من كان لي أملاً شاهدته ، فغدا
- وما أردتُ – سرابًا دام للأبدِ
من كان لي وطناً في غربتي ، فلقد
أعادني اليوم مطرودا بلا بلدِ
صحائفُ الحب لم تكتب سوى قصصي
حروفُها البيض تُغْنيها فلم تَزِدِ
وكيف تكتب عن غيري وقد ملأَتْ
حكايتي الكونَ أحداثًا بلا عددِ ؟
فصولها البحرُ كم طافت به سفني
وما الشراعُ سوى آماليَ الجُدُدِ
وكم سَرَيْتُ على أمواجه ، ولكم
رمى بيَ الموج في دوَّامة النَّكَدِ
أسابق الريح للشطآن بي وَجَلٌ
بأن يَنال سباق الريح من جَلَدي
يلومني البعض : ما هَمٌّ تُكابِدُه :
أليس عندك للأفراح من سَنَدِ ؟
فكان ردِّيَ أني في مُكابدتي
أُصَبِّرُ النفس بالأحلام في خَلَدي
وهل لديَّ سوى الأحلام أنثُرُها
وما ظَفَرْتُ من الأحلام بالرَّغَدِ
بحثتُ في القلب عن فرْحٍ ألوذُ به
من الهموم إذا هلَّتْ فلم أَجِدِ
كأنما الفرح لما زارني حَلَفَتْ
سرائر القلب أن تلقاه بالصَّلَدِ
فما عرفت سوى الأحزان تسحقني
وكم أردت بأن أنجو فلم أُجِدِ
أنَّى تغاضيتُ عن ذكراه تجذِبُني
إلى رُبَى الأمس أبكي حاضري وغدي
ففِيَّ للأمس أشواق تبرِّحُني
برغم ما فيه من أنَّات مُضطهَدِ
أتوق للأمس أن أرعى خمائله
وإن تُوُفِّيتُ لم أحفَلْ ولم أَجِدِ
فكم تساءلتُ عن خِلِّي أيَذْكُرُني ؟
فقد سكبتُ له عشقي فلم يَرِدِ
وكم أضفْتُ جميع العاشقين إلى
موائد الحب في قلبي فلم يَفِدِ
وكم أناديه أستجديه في أملٍ
بأن نعود كما كنا فلم يَعُدِ
وكم عزفتُ على ألحانه فمضت
فرائد اللحن لم تُطرِب ولم تَكَدِ
وكم ترحَّلْتُ في مَرْضاته زمناً
فما رجعت سوى بالأعيُن الرُّمُدِ
وكم تفاءلتُ بالميلاد إذ حَمَلَتْ
بشائرُ الأُنس في قلبي فلم تَلَدِ
من ابتغى الهم فليتْبع خُطى قلمي
فإنما الهم من صُلْبي ومن ولدي
أُسَتِّرُ الوجه كي أنجو فيعرفُني
إذا تستَّرْتُ شأنَ الأم للولد
فإن سريتُ بعيدًا جال في أُفُقي
وإن غفوتُ أتى يغفو على وُسُدي
وإن صحوتُ صحا قبلي ليسبقَني
ويستبيحَ حُصونَ القلب والكَبِدِ
كأنما الهم والأحزان قد حلفا
عليَّ بالله أن أبكي إلى الأبدِ
1426هـ