تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كاسة شاي بالميرميّة ...



إياد عاطف حياتله
08-08-2007, 03:41 AM
إلى كميل عيلبوني
صديقي الميّت
في ذكراه الحيّة
http://www.maktoobblog.com/user_files/iyadhayatleh/images/s2.jpg
سأعود بالذاكرة إلى الوراء ما يقارب الثلاثة عقود
إلى إحدى السهرات التي كانت تجمعنا مع الختيارة أم خليل ، والدة صديقي القديم الذي كان يدرس الأدب العربي في جامعة دمشق ، والذي خطفته يد المنون قبل زمن طويل
كانت عائلتهم هي العائلة الوحيدة المسيحيّة في المخيّم ، ولم نكن نشعر البتّة ونحن ندلف إلى بيتهم ، نسهر ونتمازح ونتشارك المائدة ، أنّهم مختلفون عنّا ، كنّا كلّنا أبناء جليل واحد ، وأبناء نكبة واحدة ، وأبناء مخيّم واحد ، ولطالما تبادلنا التهاني في الأعياد
ولطالما حلمنا سويا بالتحرير والعودة
ضحكنا معا مراراكثيرة
وبكينا معا مرارا أكثر
تحلّقنا في تلك الليلة الكانونية حول الصّوبة ، ودارت أكواب الشاي على الحاضرين ، واستقر الإبريق على الصّوبة ليحتفظ بحرارته
الله
شاي خمير بالميرميّة
قال أحدنا
ردّت أم ميلاد
المريميّة يا ابنيّي ، مش الميرميّة
شو هالحكي ؟؟
هاتي خبّرينا ماعندك يا أم
(( هذي الحكاية سمعتها من حياة أبوي في عيلبون قبل الله أعلم شي خمسين سنة ، لمّا كانت ستّنا مريم رايحة تدوّر عالمحل اللي بدها تخلّف فيه ، نازلة جبال وطالعة جبال ، كانت تتكمّش بنبتة صغيرة على الأرض ، عشان تساعدها بالطلوع والنزول ، قام ربّ العالمين بارك بهالنبته بجاه ستنا مريم ، وجعل فيها الشّفا لكثيرمن الأمراض ، وهيك صارت العالم من يومها تغلي هالنبتة وتشربها ، وسمّتها المريميّة ))
أذكر أنّ أحدا منّا لم يعلّق
تابعنا حديثنا المتلفّع بالوجع والذكريات والأمل المنتظر
أتـينا على الإبريق كاملا
حتى كدنا أن نعصره
غادرنا في آخر الليل
لكن
بقيّة منّا ظلّت هناك
في الدّار المشرفة على شارع القسطل
وما تزال
إلى الآن

ريمة الخاني
08-08-2007, 10:15 AM
نعم دوما نترك بقايانا هناك
تحية لقلمك الشجي
ورحم الله كل مؤمن

نور سمحان
08-08-2007, 10:32 AM
جميل
تحياتي

جوتيار تمر
08-08-2007, 11:35 AM
الحياتلة..الرائع..

بوح امتزج فيه الخاطرة بالقصة..حيث اعتمدت اسلوب السرد في البدء..بل المقدمة التي قلتها تنقلنا للنصوص الحكائية...وما اعجبني في النص انه غاص في الزمنية..وادجبره على الاقتناء اللزامي بالمكان.. ومنهما انطلق البوح..فجاء محملا برائحة المكان..وبروح الزمن..حيث اللقاء..حيث الاحاديث.. حيث الاماني..حيث الدفء..حيث كل شيء كان انسانياً..ورائعا بحق..حتى الافكار التي تداهم المرء انذاك لن تخرج من دائرة الانسانية.

تحية لصديقك ولتتغمد السماء روحه في جنانها..

وتحية لك هذا الاحياء والوفاء...

محبتي لك
جوتيار

يسرى علي آل فنه
08-08-2007, 12:47 PM
إلى كميل عيلبوني
صديقي الميّت
في ذكراه الحيّة
http://www.maktoobblog.com/user_files/iyadhayatleh/images/s2.jpg
سأعود بالذاكرة إلى الوراء ما يقارب الثلاثة عقود
إلى إحدى السهرات التي كانت تجمعنا مع الختيارة أم خليل ، والدة صديقي القديم الذي كان يدرس الأدب العربي في جامعة دمشق ، والذي خطفته يد المنون قبل زمن طويل
كانت عائلتهم هي العائلة الوحيدة المسيحيّة في المخيّم ، ولم نكن نشعر البتّة ونحن ندلف إلى بيتهم ، نسهر ونتمازح ونتشارك المائدة ، أنّهم مختلفون عنّا ، كنّا كلّنا أبناء جليل واحد ، وأبناء نكبة واحدة ، وأبناء مخيّم واحد ، ولطالما تبادلنا التهاني في الأعياد
ولطالما حلمنا سويا بالتحرير والعودة
ضحكنا معا مراراكثيرة
وبكينا معا مرارا أكثر
تحلّقنا في تلك الليلة الكانونية حول الصّوبة ، ودارت أكواب الشاي على الحاضرين ، واستقر الإبريق على الصّوبة ليحتفظ بحرارته
الله
شاي خمير بالميرميّة
قال أحدنا
ردّت أم ميلاد
المريميّة يا ابنيّي ، مش الميرميّة
شو هالحكي ؟؟
هاتي خبّرينا ماعندك يا أم
(( هذي الحكاية سمعتها من حياة أبوي في عيلبون قبل الله أعلم شي خمسين سنة ، لمّا كانت ستّنا مريم رايحة تدوّر عالمحل اللي بدها تخلّف فيه ، نازلة جبال وطالعة جبال ، كانت تتكمّش بنبتة صغيرة على الأرض ، عشان تساعدها بالطلوع والنزول ، قام ربّ العالمين بارك بهالنبته بجاه ستنا مريم ، وجعل فيها الشّفا لكثيرمن الأمراض ، وهيك صارت العالم من يومها تغلي هالنبتة وتشربها ، وسمّتها المريميّة ))
أذكر أنّ أحدا منّا لم يعلّق
تابعنا حديثنا المتلفّع بالوجع والذكريات والأمل المنتظر
أتـينا على الإبريق كاملا
حتى كدنا أن نعصره
غادرنا في آخر الليل
لكن
بقيّة منّا ظلّت هناك
في الدّار المشرفة على شارع القسطل
وما تزال
إلى الآن

أخي الكريم إياد عاطف حياتله

هنا نص مشوق سكبت فيه من ذاكرة الحنين كأس وفاء فاحت

منه نكهة الأحاديث الساخنة ، حيث قلب البساطة ودفء الإنتماء

يدفع بالصورة لتتوغل في عمق الوعي بشكل تفصيلي

وتعاود الظهور كلما عاد الإنسان بشوق للفرح لتأمل أجمل لحظات العمر

أخي الكريم

أتعلم ؟.. لفظة مريمية أسهل وأجمل ويبدو أنني لن

أنساها بعد قراءة نصك الجميل هذا

دمت بكل خير

زاهية
08-08-2007, 03:08 PM
إياد عاطف حياتلة أخي المكرم
لاأدري لماذا شعرت هنا باختراق الماضي إلى دفء لايكون إلا بوجود العجائز ،والمنقل والحكايا التي تنعش الروح ..لك شكري على جمال ماقدمته لنا ..
أختك
بنت البحر

ابو رضا
08-08-2007, 03:46 PM
نعم قصة
روت عن الماضي
اخي بارك الله فيك وبقلمك

إياد عاطف حياتله
10-08-2007, 12:47 AM
نعم دوما نترك بقايانا هناك
تحية لقلمك الشجي
ورحم الله كل مؤمن
ومنانا أن نجدها عندما نعود أيتها الفاضلة
حيّا الله ابنة الشام أم فراس:0014:

إياد عاطف حياتله
10-08-2007, 03:18 AM
جميل
تحياتي


حيّاك الله أيتها الفاضلة

إياد عاطف حياتله
11-08-2007, 05:49 PM
الحياتلة..الرائع..
بوح امتزج فيه الخاطرة بالقصة..حيث اعتمدت اسلوب السرد في البدء..بل المقدمة التي قلتها تنقلنا للنصوص الحكائية...وما اعجبني في النص انه غاص في الزمنية..واجبره على الاقتناء اللزامي بالمكان.. ومنهما انطلق البوح..فجاء محملا برائحة المكان..وبروح الزمن..حيث اللقاء..حيث الاحاديث.. حيث الاماني..حيث الدفء..حيث كل شيء كان انسانياً..ورائعا بحق..حتى الافكار التي تداهم المرء انذاك لن تخرج من دائرة الانسانية.
تحية لصديقك ولتتغمد السماء روحه في جنانها..
وتحية لك هذا الاحياء والوفاء...
محبتي لك
جوتيار


الأخ الحبيب جوتيار
أوجدت كلّ هذا في نصّي المتواضع أيّها المبدع
أقول صادقا أنني بحت فقط ببعض ذكرى عنّت على بالي في ليلة شتائية باردة هنا ، عن ليلة شتائية دافئة هناك
أشكر لك اهتمامك واحتفائك
ودمت بودٍ وألق

حسنية تدركيت
11-08-2007, 08:29 PM
نرحل عن اماكن عديدة ونفارق ناسا نحبهم لكن
يبقى جزء منا هناك لا يرحل ولايفارق ابدا
هو الحنين والشوق والمحبة الصافية
اعجبني هذا البوح الممتع والشيق جدا

عتيق بن راشد الفلاسي
11-08-2007, 10:33 PM
أخي إياد سعدت بهذه الإطلالة على عالم مضى..الشكر لك.

إياد عاطف حياتله
13-08-2007, 01:24 AM
أخي الكريم إياد عاطف حياتله
هنا نص مشوق سكبت فيه من ذاكرة الحنين كأس وفاء فاحت
منه نكهة الأحاديث الساخنة ، حيث قلب البساطة ودفء الإنتماء
يدفع بالصورة لتتوغل في عمق الوعي بشكل تفصيلي
وتعاود الظهور كلما عاد الإنسان بشوق للفرح لتأمل أجمل لحظات العمر
أخي الكريم
أتعلم ؟.. لفظة مريمية أسهل وأجمل ويبدو أنني لن
أنساها بعد قراءة نصك الجميل هذا
دمت بكل خير

الأخت الفاضلة يسرى
أشكر لك مرورك الكريم
ودمت بخير مع الشاي بالمريميّة

وفاء شوكت خضر
13-08-2007, 01:31 AM
وطن يسكننا فيكف نستطيع الرحيل عنه ؟؟

إياد عاطف حياتله
13-08-2007, 02:02 AM
إياد عاطف حياتلة أخي المكرم
لاأدري لماذا شعرت هنا باختراق الماضي إلى دفء لايكون إلا بوجود العجائز ،والمنقل والحكايا التي تنعش الروح ..لك شكري على جمال ماقدمته لنا ..
أختك
بنت البحر

وهل أجمل من سهرات العجايز والختياريّة أيتها الفاضلة

حيّاك الله ودمت بخير

إياد عاطف حياتله
19-08-2007, 03:38 AM
نعم قصة
روت عن الماضي
اخي بارك الله فيك وبقلمك
هو الماضي الذي يسكننا ونسكنه
حيّاك الله أخي أبا رضا ومرحبا بك

إياد عاطف حياتله
19-08-2007, 03:41 AM
نرحل عن اماكن عديدة ونفارق ناسا نحبهم لكن
يبقى جزء منا هناك لا يرحل ولايفارق ابدا
هو الحنين والشوق والمحبة الصافية
اعجبني هذا البوح الممتع والشيق جدا
بعض الأماكن لا تفارقنا حتى ولو غادرناها
وبعض البشر يظلّون قريبن من القلب حتّى ولو ابتعدوا عن العين

جزيل الشكر لك أيتها الفاضلة على طيّب مرورك

إياد عاطف حياتله
19-08-2007, 03:43 AM
أخي إياد سعدت بهذه الإطلالة على عالم مضى..الشكر لك.

أسعد الله أوقاتك بالخير دائما أخي أحمد
ولا حرمنا من عاطر لفتاتك

إياد عاطف حياتله
19-08-2007, 03:45 AM
وطن يسكننا فيكف نستطيع الرحيل عنه ؟؟

إختصرت في جملة واحدة ذاكرة عقود من الزمن
بوركت أختي الفاضلة
وبورك الوطن الذي أنجبك