مشاهدة النسخة كاملة : لي ما يُـبـررُ وحـشـتي هذا الصباح (*)
يحيى السماوى
10-08-2007, 01:53 PM
ليْ ما يُبَرِّرُ وحْـشـتي هذا الصباحَ
كأنْ أغـضُّ الطـَرْفَ عن ورد ِ الحديقة ِ
وابْـتِهاج ِ بُُنـَيَّـتي الصغرى بأفـْـراخ ِ الحَمام ِ
*
ليْ ما يُبَرِّرُها ..
فأمِّـي تشتكي صَمَما ً وقدْ عَـشِـيَتْ ..
لماذا لا أكـفُّ عن اتـِّصالي الهاتفيِّ بها
وإرسالي المزيدَ من التصاوير ِ الحديثة ِ
هلْ يرى الأعمى من القنديل ِ أكثرَ من ظلام ِ ؟
*
ليْ ما يُبَرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
فإنَّ جارتنا "حسيبة َ" باعت ِ الثورَ الهزيلَ
وقايَضَتْ ثوبين ِ بالمحراث ِ
وابنتها ـ التي فـُُسِـخَتْ خطوبتها ـ اشـترتْ نولا ً
ولكنَّ الخِرافَ شحيحة ٌ..
كادتْ تـُزَفُّ إلى ثريٍّ جاوزَ السبعينَ
لولا أنَّ داءَ السُّكريِّ قضى عليه ِ
ولمْ يكنْ كتبَ " الكتابَ "
فلمْ تـَرِث غـيرَ العباءة ِ والسـُّوار ِ
ووَهْم ِ بيت ٍ من رُخام ِ
*
ليْ ما يبرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
كأنْ أُصيخُ السَـمْعَ
للماضي الذي لم يأت ِ بَعْـدُ ..
وأنْ أُعـيدَ صياغة َ النصِّ الذي أهْمَلته ُ عامين ِ..
لا أدري لماذا لا أكـُفُّ عن التلفـُّت ِ للوراء ِ
ولا أملُّ من التطلـُّع ِ في حطامي ؟
*
ليْ ما يُبَرِّرُ وحشتي حدَّ البكاء ِ
فإنَّ " نهلة َ" جاءها طفلٌ له رأسـان ِ..
"نهلة ُ" كانت القنديلَ في ليل ِ الطفولة ِ
ضاحَكـتـْني مرَّة ً .. فكبرْتُ !
أذكرُ أنني في ذات ِ عـشق ٍ
قد كتبتُ قصيدة ً عنها ..
وحينَ قرأتـُها في الصفِّ
صفـَّقَ ليْ المعلمُ
غير أنَّ بقيَّة َ الطلاب ِ أضحكـهم هيامي
*
ويقولُ " رفعتُ " في رسالته ِ الأخيرة ِ:
إنَّ " محمودَ بنَ كاظمَ " بات حُـرّا ً
(كان مُـتـَّهَـما ً وقد ثبتَتْ براءتهُ ) ولكنْ
صارَ يُطـنِبُ في الحديث ِ
عن التقدُّم ِ للوراء ِ
أو
التراجع ِ للأمام ِ
*
ويقولُ:
لا تبْلِغْ سلامي ...
أحدا ً..
إلى أنْ تكنِسَ الأنوارُ
أرصفة َ الظلام ِ
*
ليْ ما يبررُ وحشتي ..
مَـنْ لي ْ بـمِـصباح ٍ
يُضيءُ دجى السؤال ِ المُسْـتـَريب ِ..
يُـزيلُ عن جَـسَـد ِ الجواب ِ
مَـلاءَة َ الدَّم ِ خاطـها نـَصْـلُ الحُسـام ِ ؟
*
الناطِق ُ الرَّسْـمِيُّ باسم ِ القصْـر ِ
يُطـْنِبُ في الحديث ِ عن الربيع ِ ..
ونشـرَة ُ الأخبار ِ تـُنـْبِئُ عن خـَريف ٍ
قدْ يدوم ُ بحـقـل ِ دجلة َ ألف َ عام ِ ..
*
ورسائِلُ الأصحاب ِ
تسـألُ عن جوازات ٍ مُـزَوَّرَة ٍ
وعن سُـفـُن ٍ مُـهَـيّأة ٍ لِشـَحْـن ِ الهاربينَ
إلى جنائن ِ كـَهْـف ِ مُـغْـتـَرَب ٍ
وفِرْدوس ِ المنافي حيث أفياءُ الخِـيام ِ
*
مَنْ ذا أُصَـدِّق ُ ؟
ما يقولُ الناطق ُ الرسـميُّ باسم ِ القصر ِ ؟
أو
ما قالـه ُ الكوخ ُ المُـهَـدَّدُ بالضـَّرام ِ ؟
*
وأنا ورائي جُثـَّة ٌ تمشي ..
ومـَقـبرَة ٌ أمامي !
*
ليْ ما يُـبَـرِّرُ وحْـشـتي هذا الصباح َ
وما سَـيَذبَحُ في رياض ِ فـمي
أزاهيرَ ابْـتِسـامي
*
فـ " حَـمادة ُ الحَمّالُ " مات حِمارُهُ ..
وأنا أُرَجِّحُ أنْ يكون َ " حمادة ُ الحَـمّالُ "
قد قتلَ الحِمارَ
تَـدَبُّـرا ً لـ " بِـطاقـة ِ التموين ِ "
والـسُّـوق ِ التي كـَسُـدَتْ
وللحـَقـل ِ الذي ما عادَ يعرفُ خضرة َ الأعشاب ِ..
كان " حمادة ُ الحمالُ " مُخـتصّـا ً بنقل ِ الخضروات ِ
وكان أشـْهَـرَ في " السماوة ِ " من وزيـر ِ الخارجيَّـة ِ
غـيْر أنَّ حكومة َ البطل ِ المُـجاهد ِ عاقـَبَـتـْهُ
لأنه ُ :
تـَرَك َ الحمارَ يَـبـولُ تحتَ منـصَّـة ٍ
رُفِعَتْ عليها صورة ُ البطل ِ الحـبيبْ
و" حمادة الحمالُ " يجهلُ في السياسة ِ
لمْ يُشـارِكْ في انتِخـاب ِ البرلمان ِ..
وحينَ يُسـألُ لا يُجيبْ
ويُقالُ :
إنَّ كبيرَ مسـؤولي الحكومة ِ في " السماوة ِ "
كان يَـخـْطبُ في اجتماع ٍ حـاشِـد ٍ
في عيد ِ مـيلاد ِ الرئيس ِ
وكان صادَفَ أنْ يـَمُـرَّ " حمادة ُالحمالُ " ..
فارتبك الحمارُ
( وربما احتفل الحمارُ )
فكان أنْ غـطـّى النهيق ُ على الخـطيبْ
ولذا
أُرَجِّـحُ أنْ يكون " حمادة الحمالُ "
قد قـَتـَلَ الحمارَ
أو الحكومة ُ أرْغـَمَـتـْه ُ بأمْـر ِ قائِدِها اللبيبْ
فـ " حمادة الحمالُ " مُـتـَّهَـمٌ
بتأليب ِ الحمار ِ على الحكومـة ِ والنظام ِ
*
ويُقالُ :
إنَّ " حمادة َالحمالَ "
حاولَ أنْ يبيعَ حماره ُ غـيرَ المُـهَذب ِ
بَيْدَ أنَّ السـوقَ كاسِـدَة ٌ
ومات حمارُهُ من بعد ِ عام ِ
*
وأنا أُرَجِّـحُ أن يكون " حمادة ُ الحمالُ "
قد قـتـلَ الحمارَ
تَخـَلـُّصـا ً من تـُهْـمَة ٍ أُخـرى بمملكة ِ الـنـِّعام ِ
*
ليْ ما يُـبَـرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
وما يُـفـسِّـرُ خـشـْيَتي
من فتح ِ صندوق البريد ِ..
وغـلق ِ نافـذة ِ الكلام ِ
*
سـألوذ ُ من صَحْـو ِ الحقول ِ
برمل ِ صحراء ِ المنام ِ...
فأنا ورائي جثة ٌ تمشي
ومقبرة ٌ أمامي !!
***
(*) القصيدة لا تعدو كونها قراءة في رسائل من داخل الوطن . ..
ثمة ملاحظة ألفت اليها انتباه الأفاضل مشرفي الواحة الغراء ، وهي : إن تعليمات النشر في هذا المنتدى الثر لا تجيز نشر اكثر من مادتين للعضو اسبوعيا ـ وحسنا فعلت بغية إتاحة المجال للأعضاء الاخرين ... أما لماذا نشرت قصيدتين في يوم واحد ، فذلك لأنني سيتعذر عليّ النشر اسابيع عديدة لاعتزامي السفر ـ وللادارة رفع القصيدة ومن ثم نشرها في وقت آخرإن رغبت ، ولها الشكر من قبل ومن بعد .
• ( حمادة الحمال ) من أهالي مدينة السماوة يعمل حمالا بعربة يجرها حمار ،
تعرض للضرب المبرح في مديرية أمن البلدة لأن حماره تبول تحت أحد النصب .
أيمن كمال
10-08-2007, 02:03 PM
وقفت لأثبت أولويتي حتى قبل قراءتي لها
هذا شرف نصبو إليه جميعا
تحياتي وسأعود
أيمن كمال
أيمن كمال
10-08-2007, 02:14 PM
لك سيدي ما يبرر وحشتك هذا الصباح
وكل صباح
أراق هذا المقطع دمعاتي :
"......ٍ لِشـَحْـن ِ الهاربينَ
إلى جنائن ِ كـَهْـف ِ مُـغْـتـَرَب ٍ
وفِرْدوس ِ المنافي حيث أفياءُ الخِـيام ِ"
موغل هذا المقطع في وصف المعاناة
أما عن باقي مبررات الوحشة فأكثر من رائعة وأصدق من صادقة
بوركت سيد الشعر
أيمن كمال
حوراء آل بورنو
10-08-2007, 02:19 PM
لا بأس يا أخي عليك .. لا بأس ، و سنترك القصيدة مكانها حتى تعود بعون الله فنسعد بحرفك الشجي مرة و مرات .
الوحشة يا أخي لا تغادر لا في صباح أو مساء و ما نستعين عليها إلا بذكر الله العلي العظيم ، أزال الله وحشة نفسك و منحك السكينة كل حين .
كل التقدير لك .
خليل حلاوجي
10-08-2007, 02:51 PM
عملاق مشاعر أهل العراق : السماوي الجهبذ
ما تركت لنا سطرا ً في قصيدة الوجع لنحكي معك إليك .... شكوانا
ماتركت َ لنا هما ً نواسي بك إليك ... بلوانا
يابن العراق ...
أن تولد لنا نهلة العراق رجلا ً برأسين ... فذاك أنا كنا نحمل من الكبد في أجسادنا إثنين إثنين
نعم
كبدنا محقها الظلم وإنفجرت بوجه القساة والطغاة ... الذين إبتلعوا الضحكة من وجوه الأولاد ... أولادنا
ثم إبتلعونا ... قسرا ًَ وقهرا ً فصرنا في بطون الحوت نرتل آيات الفجيعة ...
وهاهي
التماسيح التي عبرت إلينا المحيطات ... والنسور التي جاءت إلى الجيف بعد أن تأكدت أن ثمة جسد مات في بلاد الفرات ..
وهاهي
طيور ظلامهم لا تبغي الهجرة عنا ... وتريد أن تضع أعشاشها فوق نخيلها
وهاهي
وهاهي
وهاهي
الحكايا تطول مديات صراخها
ونحن واقفون
وثمة دمعة عالقة في حناجرنا
أقول لك ... ياسيد المشاعر وفارس شعرنا :
أليس الله بكاف عبده ؟
عبدالله بيلا
10-08-2007, 04:05 PM
الشـاعر الكبير / يحيى السماوي ..
هكذا تهطلُ دائماً .. جمالاً ومعنىً .. وشجىً بامتـداد الوطنِ الجريـح ( العراق )
- والله - إنّ هذه القصيدة من أجمل قصائدك التي قرأتها لك في السابق ..
وكان لي الحظ بقراءتها مرةً أخرى في هذه الواحة الخصبة ..
كم تكونُ أيها الشاعر .. أجملَ .. وأجمل . عندما تكتب عن الوطنِ .. والمنفى .. وكلّ ما يتصلُ بالإنسانية ..
واشدُّ ما يعجبني في قصيدتك هذه أنها مكتوبة باللغةِ الشعرية الجديدة والنصِّ التفعيلي المُحكم السبك ..
لك أيها الشاعر .. ولنا جميعاً ... ما يُبرِّرُ وحشاتِنا في كلِّ الصباحاتَِ والمساءات ..
وإلى قصيدةٍ أخرى أروع وأجمل ..
وشُكراً لك ..
د. عمر جلال الدين هزاع
10-08-2007, 04:11 PM
يا سيدي
وأنا لي ما يبرر أن
أثبتها
وأن أحتفي بها
و أحتفظ بها في مفضلتي
كي أمتع نفسي بالأصالة
والصدق
كلما اشتقت لك
خالص ودي
ومحبتي
محمود موسى
10-08-2007, 05:30 PM
يحيى السماوى
أيها الرائع
نصٌ ثرى لا أريد أن أقتبس منه ما يظلم البقية
أجدت فى كل حرفٍ فيه
أعادك الله سالما غانما أخى الحبيب :0014:
ماجد الغامدي
10-08-2007, 07:39 PM
لي ما يبرّرُ وحشتي هذا الصباح !!
ولكن من يبرر للوحشة أن تستمر ومن يقرر لنا أن نتجرع مرارتها وأن نبقى في دجى القيد والطعامُ ضريعُ !!؟
من روائع الشاعر السوري عبدالله عيسى سلامة :
****
قال : ابتسم , فهممت أن أتبسما=فتسعّرَت كبدي فأطبقت الفما
ماذا دهى كبدي ؟ وماذا في فمي ؟=لاشيء... لست أطيقُ أن أتكلما
قال : ابتسم , وأعادها.. وأجادها=فتحفّزت شفتي .. فقلّصها الظما
ملحٌ دمي , ومطامحي ملحٌ , وفي=عيني ملحٌ مجتاه ... وما همى
قال : ابتسم , فسَرَت بقلبي بسمةٌ=ثم اختفت لما تذكرت الحمى
قلت : الحياة مريرةٌ , قال: انسها=فنسيتها, فنسيتُ أن أتبسما
قال : ارتشف شهد الحياة هنيهة=فرشفت.. لكني رشفت العلقما
قال : اطّرح عنك التألم انه=سر الضنى .. فحذار أن تتألما
قلت : انتزع لبي إذن وحشاشتي=واستل أعصابي ودق الأعظما
ياناصحي , لو كان قلبي صخرةً=لتحطمت ... أعجبت أن يتحطما
هبني رسمت على شفاهي بسمة=أيكون قلبي مسرحا أو مرسما؟
ياناصحي , أرأيت أرضك مرة=بعد الفخار , لدى عدوك مغنما؟
أرأيته يختال في جنباتها=تيها , وشعبك ينحني مستسلما؟
أوما شعرت بان قلبك مضغة=للقهر, والأحداق يسحقها العمى؟!
قال : ابتسم , فالأرض واسعةُ المدى=حسبي وحسبك أن نفر فنسلما
قلت : ابتسم عني وغب عن ناظري=إن كنت قد أقسمت ألا تفهما
لوكنت مثلك سادرا فلربما=ولربما لوكنت مثلك أعجما
ولربما لو كنت مدمن ذلةٍ=ولربما لو كنت أعمى أبكما
ولربما لو لم يكن لي عزةٌ=شماءُ ... تحلم أن تجوز الأنجما
ولربما لولم يرق دم مسلم=غدرا... ولاسحق الشقاء المسلما
فال : (( التجلد)) ! . قلت : ليس بان تُرى=متبطرا , ويجود غيرك بالدما
إن التبسم والحرائرُ تستبى=عارٌ , وشرُّ العارِ أن تتنعما
و(( الصبر)) في ظل الخميلة خسةٌ=إن كان غيرك للأسنةِ مطعما
مع وافر التحية والتقدير
زاهية
10-08-2007, 09:25 PM
ما أبدع ماتفضلت به أخي المكرم
شاعرنا الكبير يحيى السماوي
أتراها تترك هذه الوحشة الناسَ يومًا ؟
أرجو ذلك
أختك
بنت البحر
عبدالله المغري
10-08-2007, 10:01 PM
اخي العزيز الشاعر المبدع صوت الفصيح في عالم قد استعجم راائعة جدا القصيده دمت لنا اخي ومتعنا الله بك .
سـألوذ ُ من صَحْـو ِ الحقول ِ
برمل ِ صحراء ِ المنام ِ...
فأنا ورائي جثة ٌ تمشي
ومقبرة ٌ أمامي !!
فكم بين المقبره والجثه من ابداع لا ينضب .
يسرى علي آل فنه
11-08-2007, 09:22 PM
ليْ ما يُبَرِّرُ وحْـشـتي هذا الصباحَ
كأنْ أغـضُّ الطـَرْفَ عن ورد ِ الحديقة ِ
وابْـتِهاج ِ بُُنـَيَّـتي الصغرى بأفـْـراخ ِ الحَمام ِ
*
ليْ ما يُبَرِّرُها ..
فأمِّـي تشتكي صَمَما ً وقدْ عَـشِـيَتْ ..
لماذا لا أكـفُّ عن اتـِّصالي الهاتفيِّ بها
وإرسالي المزيدَ من التصاوير ِ الحديثة ِ
هلْ يرى الأعمى من القنديل ِ أكثرَ من ظلام ِ ؟
*
ليْ ما يُبَرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
فإنَّ جارتنا "حسيبة َ" باعت ِ الثورَ الهزيلَ
وقايَضَتْ ثوبين ِ بالمحراث ِ
وابنتها ـ التي فـُُسِـخَتْ خطوبتها ـ اشـترتْ نولا ً
ولكنَّ الخِرافَ شحيحة ٌ..
كادتْ تـُزَفُّ إلى ثريٍّ جاوزَ السبعينَ
لولا أنَّ داءَ السُّكريِّ قضى عليه ِ
ولمْ يكنْ كتبَ " الكتابَ "
فلمْ تـَرِث غـيرَ العباءة ِ والسـُّوار ِ
ووَهْم ِ بيت ٍ من رُخام ِ
*
ليْ ما يبرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
كأنْ أُصيخُ السَـمْعَ
للماضي الذي لم يأت ِ بَعْـدُ ..
وأنْ أُعـيدَ صياغة َ النصِّ الذي أهْمَلته ُ عامين ِ..
لا أدري لماذا لا أكـُفُّ عن التلفـُّت ِ للوراء ِ
ولا أملُّ من التطلـُّع ِ في حطامي ؟
*
ليْ ما يُبَرِّرُ وحشتي حدَّ البكاء ِ
فإنَّ " نهلة َ" جاءها طفلٌ له رأسـان ِ..
"نهلة ُ" كانت القنديلَ في ليل ِ الطفولة ِ
ضاحَكـتـْني مرَّة ً .. فكبرْتُ !
أذكرُ أنني في ذات ِ عـشق ٍ
قد كتبتُ قصيدة ً عنها ..
وحينَ قرأتـُها في الصفِّ
صفـَّقَ ليْ المعلمُ
غير أنَّ بقيَّة َ الطلاب ِ أضحكـهم هيامي
*
ويقولُ " رفعتُ " في رسالته ِ الأخيرة ِ:
إنَّ " محمودَ بنَ كاظمَ " بات حُـرّا ً
(كان مُـتـَّهَـما ً وقد ثبتَتْ براءتهُ ) ولكنْ
صارَ يُطـنِبُ في الحديث ِ
عن التقدُّم ِ للوراء ِ
أو
التراجع ِ للأمام ِ
*
ويقولُ:
لا تبْلِغْ سلامي ...
أحدا ً..
إلى أنْ تكنِسَ الأنوارُ
أرصفة َ الظلام ِ
*
ليْ ما يبررُ وحشتي ..
مَـنْ لي ْ بـمِـصباح ٍ
يُضيءُ دجى السؤال ِ المُسْـتـَريب ِ..
يُـزيلُ عن جَـسَـد ِ الجواب ِ
مَـلاءَة َ الدَّم ِ خاطـها نـَصْـلُ الحُسـام ِ ؟
*
الناطِق ُ الرَّسْـمِيُّ باسم ِ القصْـر ِ
يُطـْنِبُ في الحديث ِ عن الربيع ِ ..
ونشـرَة ُ الأخبار ِ تـُنـْبِئُ عن خـَريف ٍ
قدْ يدوم ُ بحـقـل ِ دجلة َ ألف َ عام ِ ..
*
ورسائِلُ الأصحاب ِ
تسـألُ عن جوازات ٍ مُـزَوَّرَة ٍ
وعن سُـفـُن ٍ مُـهَـيّأة ٍ لِشـَحْـن ِ الهاربينَ
إلى جنائن ِ كـَهْـف ِ مُـغْـتـَرَب ٍ
وفِرْدوس ِ المنافي حيث أفياءُ الخِـيام ِ
*
مَنْ ذا أُصَـدِّق ُ ؟
ما يقولُ الناطق ُ الرسـميُّ باسم ِ القصر ِ ؟
أو
ما قالـه ُ الكوخ ُ المُـهَـدَّدُ بالضـَّرام ِ ؟
*
وأنا ورائي جُثـَّة ٌ تمشي ..
ومـَقـبرَة ٌ أمامي !
*
ليْ ما يُـبَـرِّرُ وحْـشـتي هذا الصباح َ
وما سَـيَذبَحُ في رياض ِ فـمي
أزاهيرَ ابْـتِسـامي
*
فـ " حَـمادة ُ الحَمّالُ " مات حِمارُهُ ..
وأنا أُرَجِّحُ أنْ يكون َ " حمادة ُ الحَـمّالُ "
قد قتلَ الحِمارَ
تَـدَبُّـرا ً لـ " بِـطاقـة ِ التموين ِ "
والـسُّـوق ِ التي كـَسُـدَتْ
وللحـَقـل ِ الذي ما عادَ يعرفُ خضرة َ الأعشاب ِ..
كان " حمادة ُ الحمالُ " مُخـتصّـا ً بنقل ِ الخضروات ِ
وكان أشـْهَـرَ في " السماوة ِ " من وزيـر ِ الخارجيَّـة ِ
غـيْر أنَّ حكومة َ البطل ِ المُـجاهد ِ عاقـَبَـتـْهُ
لأنه ُ :
تـَرَك َ الحمارَ يَـبـولُ تحتَ منـصَّـة ٍ
رُفِعَتْ عليها صورة ُ البطل ِ الحـبيبْ
و" حمادة الحمالُ " يجهلُ في السياسة ِ
لمْ يُشـارِكْ في انتِخـاب ِ البرلمان ِ..
وحينَ يُسـألُ لا يُجيبْ
ويُقالُ :
إنَّ كبيرَ مسـؤولي الحكومة ِ في " السماوة ِ "
كان يَـخـْطبُ في اجتماع ٍ حـاشِـد ٍ
في عيد ِ مـيلاد ِ الرئيس ِ
وكان صادَفَ أنْ يـَمُـرَّ " حمادة ُالحمالُ " ..
فارتبك الحمارُ
( وربما احتفل الحمارُ )
فكان أنْ غـطـّى النهيق ُ على الخـطيبْ
ولذا
أُرَجِّـحُ أنْ يكون " حمادة الحمالُ "
قد قـَتـَلَ الحمارَ
أو الحكومة ُ أرْغـَمَـتـْه ُ بأمْـر ِ قائِدِها اللبيبْ
فـ " حمادة الحمالُ " مُـتـَّهَـمٌ
بتأليب ِ الحمار ِ على الحكومـة ِ والنظام ِ
*
ويُقالُ :
إنَّ " حمادة َالحمالَ "
حاولَ أنْ يبيعَ حماره ُ غـيرَ المُـهَذب ِ
بَيْدَ أنَّ السـوقَ كاسِـدَة ٌ
ومات حمارُهُ من بعد ِ عام ِ
*
وأنا أُرَجِّـحُ أن يكون " حمادة ُ الحمالُ "
قد قـتـلَ الحمارَ
تَخـَلـُّصـا ً من تـُهْـمَة ٍ أُخـرى بمملكة ِ الـنـِّعام ِ
*
ليْ ما يُـبَـرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
وما يُـفـسِّـرُ خـشـْيَتي
من فتح ِ صندوق البريد ِ..
وغـلق ِ نافـذة ِ الكلام ِ
*
سـألوذ ُ من صَحْـو ِ الحقول ِ
برمل ِ صحراء ِ المنام ِ...
فأنا ورائي جثة ٌ تمشي
ومقبرة ٌ أمامي !!
***
(*) القصيدة لا تعدو كونها قراءة في رسائل من داخل الوطن . ..
ثمة ملاحظة ألفت اليها انتباه الأفاضل مشرفي الواحة الغراء ، وهي : إن تعليمات النشر في هذا المنتدى الثر لا تجيز نشر اكثر من مادتين للعضو اسبوعيا ـ وحسنا فعلت بغية إتاحة المجال للأعضاء الاخرين ... أما لماذا نشرت قصيدتين في يوم واحد ، فذلك لأنني سيتعذر عليّ النشر اسابيع عديدة لاعتزامي السفر ـ وللادارة رفع القصيدة ومن ثم نشرها في وقت آخرإن رغبت ، ولها الشكر من قبل ومن بعد .
• ( حمادة الحمال ) من أهالي مدينة السماوة يعمل حمالا بعربة يجرها حمار ،
تعرض للضرب المبرح في مديرية أمن البلدة لأن حماره تبول تحت أحد النصب .
أخي الكريم الشاعر يحيى السماوي
مؤلمة مبرراتك وموحش جداً عالم يموج ظلماً وقسوة
لعل ما يضيف للقلب مساحة مشرقة للتفاؤل هو هذا
الإحساس بالآخرين والذي تسرب لنفوسنا من خلال قيمة
الصدق الساكنة في عمق الأفكار والصور
حفظك الله أخي الكريم شاعراً متميزاً وقلب صدق
ناصر البنا
12-08-2007, 02:44 AM
هكذا أنت كماعهدناك والدي العزيز يحيى
تحملنا على بساطك من ريح بين ثنايا حروفك
فكم أعجبتني هذه الخريدة وكم رددتها وكم وكم وكم
ولو أشبع نهمي منها
وحال قراءتي لها ارك بين حروفها أمامي تخاطبني
بما أوحشك هذا الصباح
لقد أثرت علي بشدة
لله درك
ولله أنت
وأنا هنا عاجز عن إيفاء ولو معشار حقك
ولكن لك بالقلب ملاتدركه الحروف
فكن ودم بكل خير وود
ولك قلبي المفعم بحبك
ابنك ناصر
نوف السعيدي
12-08-2007, 11:44 AM
الشاعر الكبير يحيى السماوي
دخلت ألقي التحية على الشاعر ...
وطبعا لأنعم بجمال الشعر والشاعرية ...
لقد حملتني معك الى معارج جميلة , كانت أشبّه ما تكون بشريط صور متحركة , أبدعت فيها وتألقت وهذا أنت الشاعر الكبير المتألق دائما .
تحايا قلبية
نوف
جوتيار تمر
12-08-2007, 11:57 AM
السماوي البديع...
لغتة بليغة.. ونص غارق في الوجع..ومن مآسي شعب اعتنق الوجع تاريخياً..وقدريا..والهياً..
قد يشعر الانسان أي كان بلذتين هما في مخاض الحياة التي يعيشها اولهما التجربة وثانيهما المتابعة..التي يمنحها شكلا ووضوحاً..والتجرية هذه تبنى على اسس كثيرة وكأني لااستطيع ان اتجاهل احدها الا وهي استعارة المواقف الانسانية الحياتية اليومية.. والتي لابد وان لاتكون اعتباطيا لان ذلك يحر م اعمالنا من الشرط الاساسي لكل عمل ابداعي وهو الصدق.. فالانسان له انتمائه الخاص قبل كل شيء..حيث هذا الانتماء تحتم عليه المعايشة اليومية والاتصال التاريخي..والوجودي.. وهذا ما يعطي الانسان مكانة خاصة في عالمه حيث المكانة هذه تولد فيه دماً انسانياً وجواً داخليا وقدرة تعبيرية تأخذ وضعها ضمن الامتدادات ..كوجود مرتبط متأثر بالعالم والتاريخ.. من هنا نقول بأن الانسان المحور الاساس في العملية الكونية والوجودية والخلقية اصلا عليه ان يكون ذا ادراك اولا واخيراً بهذه المسألة ومنها ينطلق الى عوالم اخرى اكثر اتساعا وفكرا وفهما لحقيقة الوجود الانسانيي والفكر الانساني، والتطلعات الانسانية،وتسخر القابلية القعلية لديه من اجل ترسيخ عقيدته المتممة لوجوده الفعلي.
محبتي لك
جوتيار
مروان المزيني
12-08-2007, 10:47 PM
الشاعر يحيى السماوي ..
شاعريتك لها سمو مختلف يسري في النفس بعذوبة تلهب المشاعر ..
تحيتي
د. سمير العمري
24-09-2007, 04:11 PM
أما الشعور أخي الإنسان النبيل فهو كما عهدناه منك صادقا وارفا عارفا خصوصا حين يتعلق الأمر بالعراق الجريح.
وأما الشعر أخي الشاعر الكبير فلا أزال أكرر بأنني أجدك في قصيدة البيت أجمل من قصيدة السطر.
نسأل الله أن يبعد عنك وعن الأمة كل سبب لوحشة وحزن وضيق.
محبتي
مجذوب العيد المشراوي
10-01-2008, 11:59 AM
ولي ما يبرر رعشتي هذا الصباح ..
موسيقاك الأصيلة وحرفك البهي وسماك ..
يحيى السماوى
16-01-2008, 02:04 AM
الإبن العزيز الشاعر المبدع أيمن كمال : بوركت شاعرا وابن شاعر وربيب فضيلة ..
ارجو ان تجود عليّ بعنوان أخي الحبيب ـ والدكم ـ عساني ألتقيه خلال مهرجان الجنادرية لأضع على مائدته آخر أرغفتي الورقية ..
لك ـ ولأخي اللواء الشاعر كمال : نهر محبة لا ينضب .
يحيى السماوى
16-01-2008, 02:08 AM
سيدتي الأخت الأديبة الفاضلة حوراء آل بورنو : أيتها الناسجة الفذة لمناديل الفضيلة ، شكرا لإطلالتك على سطوري ، فقد أسبغت ِ عليها من عطر ذائقتك الكثير .
لا أراك الله إلآ ما يبهجك .
يحيى السماوى
16-01-2008, 02:15 AM
أخي وصديقي الصدوق الأديب خليل حلاوجي : إيْ وربي .... إن الله كاف عبده ..
شكرا ليقينك ، أرجو أن نقيم معا في غد قريب ، صلاة الشكر لنظافة وطننا من رجس الاحتلال ..
طوبى لقلبي بك أخا ، ولشعري بك نديما ايها العزيز العزيز .
يحيى السماوى
16-01-2008, 02:20 AM
أخي الشاعر المتألق عبد الله بن بيلا : من أين لي بالفانوس السحري ، ليقف المارد بين يديّ ، فيحملني اليك هذه الساعة ، لأضع على مائدتك ، باقة من ورد المحبة أو رغيف خبز من تنور بيتي ؟؟
شرف لقلبي أن تقيم به أبدا يا صاحبي المبدع .
يحيى السماوى
16-01-2008, 02:25 AM
حبيبي الشاعر المبدع د . عمر هزاع : قلبك لا يكذب يا صديقي .... فاسأله لتعرف أية منزلة لك في قلبي ... إسأله يا عمر ، فوالله إن لي اصرارا على لقائك حتى لو كنت سآتيك مشيا ً على أهدابي ....
بمثل صداقتك تتباهى القلوب .
خليل حلاوجي
16-01-2008, 08:11 AM
هلْ يرى الأعمى من القنديل ِ أكثرَ من ظلام ِ ؟
\
وكيف إذا كان بعض النهار عند بعضنا ظلاماً ؟
والنور عند الجاهين ناراً ؟؟
كيف ؟
\
السماوي ... وشهقة ولاء ... للنقاء ...
لا عدمناك
يحيى السماوى
16-01-2008, 04:45 PM
هلْ يرى الأعمى من القنديل ِ أكثرَ من ظلام ِ ؟
\
وكيف إذا كان بعض النهار عند بعضنا ظلاماً ؟
والنور عند الجاهين ناراً ؟؟
كيف ؟
\
السماوي ... وشهقة ولاء ... للنقاء ...
لا عدمناك
****
أيها الحبيب : نحمد الله أن الذين يرون النهار ظلاما ، هم " بعض " وليسوا " الكل " ... وأما بالنسبة للجاهلين ، فما حاجتنا بهم ما دام أن حملة القناديل ـ أمثالك ـ هم السدنة النجباء لليقين ؟
بوركت فلاحا طاهرا في بستان الفضيلة .
نورية العبيدي
16-01-2008, 05:06 PM
الرائع ادبا وانسانية الاستاذ الشاعر يحيى السماوي
لي ما يبرر موقفي مما جاء بنصك البديع - من فكر، وبناء، ودلالات ، وحلاوة اسلوب وغيره ؛
وهو أني صرتُ أرى نجما يستوطن الارض !
الناطِق ُ الرَّسْـمِيُّ باسم ِ القصْـر ِ
يُطـْنِبُ في الحديث ِ عن الربيع ِ ..
ونشـرَة ُ الأخبار ِ تـُنـْبِئُ عن خـَريف ٍ
قدْ يدوم ُ بحـقـل ِ دجلة َ ألف َ عام ِ ..*
وهل يكترث النجم بموسم الخريف؟!
إذا كان هو من يمنح الخريف زهوه وبهاه !
تحياتي وتقديري ومتابعتي لادبك الراقي جدا ...
هشام مصطفى
16-01-2008, 08:44 PM
الأستاذ الشاعر يحيى السماوي
أعتقد جازما أن هذا النص لا تكفيه الكلمة العابرة فإننا حينئذ نكون قد ظلمناه كما ظلم حمادة في رائعتك هذه
النص يحتاج إلى أكثر من قراءة
فاختيار التفعيلة ثم السردية المتتابعة لتصوير الحياة في الوطن من خلال المشاهد لشخوصك و التي تسقط في نفس المتلقي الأثر المطلوب لتعيد تشكيل الصورة لمجتمع يحمل في طياته الملامح الساخرة والمؤلمة
كل هذه الجوانب لايجدي معها التصور التقليدي للقصيدة وإنما تحتاج إلى قراءة متقدمة تقدم النص وصدقا كان التوفيق التام في اختيار شكل التفعيلة لتقديمه ولتصبح بذاتها نصا ولتخدم امتداد الصورة وتفاعلها مع الحدث
مجرد رأي من عابر استهواه الجمال حتى سكر
مودتي واحترامي
ربيع جرارعة
16-01-2008, 09:18 PM
لكَ ما يُبرّرُ وحشتك ولي ما يبرّرُ صمتي
فهي أسمى من أنقشَ لي تعليقاً هنا
ولكنّها أعجبتني وفي كلّ مقطع
تحاياي
يحيى السماوى
17-01-2008, 08:52 AM
الشاعر محمود موسى : أرسي اليك من الودّ زورقا على سعة موانئك ... شراعه ورود بيضاء كأمانيك ..
ومجدافه نخلة فرايتة ..
سعيد بمرورك البهيّ ...
دمت على ما أتمناه لك من رغد وإبداع .
يحيى السماوى
17-01-2008, 08:59 AM
أخي الشاعر ماجد الغامدي : ستبقى لأعيادنا رائحة المراثي ما دامت خنازير البنتاغون ترعى في أكثر من بستان من بساتين الضاد ...
شكرا لك ومحبة يا صاحبي المبدع .... فلمرورك بأرض أبجديتي شكل المطر .
يحيى السماوى
17-01-2008, 09:02 AM
ما أبدع ماتفضلت به أخي المكرم
شاعرنا الكبير يحيى السماوي
أتراها تترك هذه الوحشة الناسَ يومًا ؟
أرجو ذلك
أختك
بنت البحر
****
لا ماء في فمي يا أخيّـتي زاهية ... لكنه كبير فضلك الذي بات أكبر من مساحة حنجرتي ...
بوركت أختا وشاعرة مضاءة بشمس اليقين .
يحيى السماوى
17-01-2008, 09:10 AM
العزيز الشاعر يسري علي آل فنه : من أين لنا بالخيط الذي يرتق جرحنا ـ إذا كان جرحنا يمتد من الخليج الى المحيط ؟
وكيف يحطّ " هدهد " الفرح على شبابيكنا ـ إذا كان العلم الاسرائيلي يرفرف في أكثر من سماء عربية ؟
أسأل الله أن ينقذنا منا ـ قبل أن ينقذنا من أعدائنا ...
بارك الله بك أخا ونديم حلم .
يحيى السماوى
17-01-2008, 09:14 AM
الأبن الشاعر المبدع ناصر البنا : القلوب لا تكذب يا ولدي ... فاسأل قلبك ، وسيخبرك كم أحبك في الله ...
دعني أتشرف بمناداتك يا ولدي ... فأنا لي قلب أدمن حبّ النجباء .
يحيى السماوى
17-01-2008, 09:18 AM
الأبنة المبدعة نوف السعيدي : حـيّـاك الله بلطفه ... وأعشـَبَ تحت قدميك مساربك ... وجعل المسرة والتوفيق مصطبحا لك ومغتبقا ...
لك مني زهرة بيضاء ، طاهرة كصلواتك .
يحيى السماوى
17-01-2008, 09:21 AM
لو سألوني يوما تعريفا لجوتيار تمر ، لقلت : هو المحبة العراقية تمشي على قدمين ...
لله درك ما أنقاك وأطيبك يا صديقي وأخي ونديم وجعي !
لله درك يا جوتيار !
يحيى السماوى
17-01-2008, 09:25 AM
الشاعر يحيى السماوي ..
شاعريتك لها سمو مختلف يسري في النفس بعذوبة تلهب المشاعر ..
تحيتي
****
عزيزي الشاعر مروان المزيني : هل رأيت في حياتك ، قنديلا ً يضوع عتمة ً وليس ألقا ً ؟
ما تراه بي ، هو انعكاس لسموّ روحك وعذوبتها يا صاحبي .... فمن الطبيعي أن يضوع قنديلك ألقا ـ لأنك ترى بروحك السامية .
شكري ومحبتي .
يحيى السماوى
17-01-2008, 09:30 AM
أما الشعور أخي الإنسان النبيل فهو كما عهدناه منك صادقا وارفا عارفا خصوصا حين يتعلق الأمر بالعراق الجريح.
وأما الشعر أخي الشاعر الكبير فلا أزال أكرر بأنني أجدك في قصيدة البيت أجمل من قصيدة السطر.
نسأل الله أن يبعد عنك وعن الأمة كل سبب لوحشة وحزن وضيق.
محبتي
****
وهل تتوقع أنني أمتلك الجرأة والصَـلـَف َ ، فأرى غير ما تراه ياصديقي الصدوق والشاعر الكبير ؟
شرف لمثلي ، أن يتعلم من مثلك يا أبا حسام ...
بالمناسبة : لقد اكتشفت أنّ العطرَ يمكن أن ينتقل عبر أسلاك الهاتف .... ها هي روحي مخضبة بعطرك مذ
دثـَّرت قلبي بدفء صوتك المبلل بندى الصلوات ...
شكرا لك بحجم ما تبقى في حقيبة عمري من زمن .
يحيى السماوى
17-01-2008, 09:33 AM
ولي ما يبرر رعشتي هذا الصباح ..
موسيقاك الأصيلة وحرفك البهي وسماك ..
**
أخي الحبيب المبدع شعرا ومحبة مجذوب : صداح أصابعك هو الأنغم من أنين حنجرتي ...
دمت مبدعا وناثر طيوب ايها العزيز العزيز .
يحيى السماوى
17-01-2008, 09:40 AM
أختي المبدعة نورية العبيدي : رفقا ً بي يا أخيّـتي ... فبين أضلاع أخيك الكهل ، طفل بَـكـّـاء .... طفل ٌ قد ينتحب من الفرح ...
أتباهى بحسن ظنك بي .... ولك عليّ العهد أن أبذل قصارى جهدي كي أكون جديرا ببخور حسن ظنك ..
لا أراك الله إلآ ما يملأ قوارير روحك بعبير الفرح والرغد والابداع الدائم .
يحيى السماوى
17-01-2008, 09:45 AM
أخي الأديب هشام مصطفى : قراءتك ليست عابرة يا صاحبي ... هي وربي ـ إضاءة لما هو معتم من تضاريس القصيدة ... وحسبي بقراءتك أنها طرّزت بالورد أغصاني اليبيسة ...
أهدي مائدتك خبز محبتي ونمير امتناني .
دمت مبدعا .
يحيى السماوى
17-01-2008, 09:51 AM
الشاعر ربيع جرارعة : قليلك كثيرٌ يا صاحبي ... فقد كانت سحابتك ثرّة النمير ...
شكرا لنميرك ... مع تمنياتي لحقولك الشعرية ببيادر على سعة الأفق .
محبتي وامتناني لك ايها الممطر ودّا ..
الشريف عبد الله آل جازان
17-01-2008, 12:31 PM
نص يثير الحزن
ويبعث الألم في النفوس
لم لا ؟!
وهو يصور واقعا مريرا ككابوس يجثم على الصدور .
وكلما زال كابوس جاء ما هو أثقل منه ..
ولكن لا بد أن تشرق شمس الصباح ، وينتشر النور
ويعم الدفء في كل الأرجاء
فلا تكون هناك وحشة ..
الشاعر الكبير يحيى السماوي
تتألق دائما ، وتشرق نفوسنا بما تنثر من درر فرائد ..
تحياتي لك وتقديري
الشاعر محمود آدم
17-01-2008, 02:55 PM
الأديب الكبير يحيى السماوي
لي ما يبرر دهشتي هذا المساء
لكن دهشتي تلاشت عندما لمحت اسمك
طبت و طاب قصيدك
أخوك : محمود آدم
يحيى السماوى
18-01-2008, 07:52 AM
أخي الشاعر الشريف عبد الله آل جازان : قرأتك شاعرا مبدعا ... وتنسّـمتكَ عرارا ... فما الذي أقوله عن مطرك وهو يطفئ عطش القصيدة ؟
أسأل الله أن يؤاخي بين خطاك والتوفيق ، وقلبك والمسرة ، ومدادك والابداع الدائم .
يحيى السماوى
18-01-2008, 07:57 AM
الأخ الشاعر محمود آدم : سأحترم قصيدتي ما دام أن رغيفها ، نال ‘عجاب ذائقة شاعر مبدع مثلك ...
جُدْ عليّ بقبول دعوتي للإقامة في قلبي أخا وصديقا ... ولك العهد عليَّ أنني سأدثرك بنبض محبة أخوية ولا أصدق .
سيلفا حنا حنا
18-01-2008, 08:21 AM
ليْ ما يبرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
...............................................
نعم لك ما يبرر وحشتك يا سيدي الفاضل هذا لأنك شاعر فحل
لأنك شاعر تشعر بألام غيرك .تشعر بانات من هم حولك
أنت جزء من ترتيلة الله يا سيدي يسكنك الحنان والعطاء
يا الله كم اعشق حروفك النيرة المغعمة بالاحساس
وكل هذا لأنك أصيل يا ابن بغدادتي .
باركك الله وحماك يا عزيزي
ليوفقنا الله
http://www2.0zz0.com/2008/01/09/16/223787046.gif
عبدالملك الخديدي
19-01-2008, 07:15 AM
ليْ ما يُبَرِّرُ وحْـشـتي هذا الصباحَ
كأنْ أغـضُّ الطـَرْفَ عن ورد ِ الحديقة ِ
وابْـتِهاج ِ بُُنـَيَّـتي الصغرى بأفـْـراخ ِ الحَمام ِ
*
ليْ ما يُبَرِّرُها ..
فأمِّـي تشتكي صَمَما ً وقدْ عَـشِـيَتْ ..
لماذا لا أكـفُّ عن اتـِّصالي الهاتفيِّ بها
وإرسالي المزيدَ من التصاوير ِ الحديثة ِ
هلْ يرى الأعمى من القنديل ِ أكثرَ من ظلام ِ ؟
*
ليْ ما يُبَرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
فإنَّ جارتنا "حسيبة َ" باعت ِ الثورَ الهزيلَ
وقايَضَتْ ثوبين ِ بالمحراث ِ
وابنتها ـ التي فـُُسِـخَتْ خطوبتها ـ اشـترتْ نولا ً
ولكنَّ الخِرافَ شحيحة ٌ..
كادتْ تـُزَفُّ إلى ثريٍّ جاوزَ السبعينَ
لولا أنَّ داءَ السُّكريِّ قضى عليه ِ
ولمْ يكنْ كتبَ " الكتابَ "
فلمْ تـَرِث غـيرَ العباءة ِ والسـُّوار ِ
ووَهْم ِ بيت ٍ من رُخام ِ
*
ليْ ما يبرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
كأنْ أُصيخُ السَـمْعَ
للماضي الذي لم يأت ِ بَعْـدُ ..
وأنْ أُعـيدَ صياغة َ النصِّ الذي أهْمَلته ُ عامين ِ..
لا أدري لماذا لا أكـُفُّ عن التلفـُّت ِ للوراء ِ
ولا أملُّ من التطلـُّع ِ في حطامي ؟
*
ليْ ما يُبَرِّرُ وحشتي حدَّ البكاء ِ
فإنَّ " نهلة َ" جاءها طفلٌ له رأسـان ِ..
"نهلة ُ" كانت القنديلَ في ليل ِ الطفولة ِ
ضاحَكـتـْني مرَّة ً .. فكبرْتُ !
أذكرُ أنني في ذات ِ عـشق ٍ
قد كتبتُ قصيدة ً عنها ..
وحينَ قرأتـُها في الصفِّ
صفـَّقَ ليْ المعلمُ
غير أنَّ بقيَّة َ الطلاب ِ أضحكـهم هيامي
*
ويقولُ " رفعتُ " في رسالته ِ الأخيرة ِ:
إنَّ " محمودَ بنَ كاظمَ " بات حُـرّا ً
(كان مُـتـَّهَـما ً وقد ثبتَتْ براءتهُ ) ولكنْ
صارَ يُطـنِبُ في الحديث ِ
عن التقدُّم ِ للوراء ِ
أو
التراجع ِ للأمام ِ
*
ويقولُ:
لا تبْلِغْ سلامي ...
أحدا ً..
إلى أنْ تكنِسَ الأنوارُ
أرصفة َ الظلام ِ
*
ليْ ما يبررُ وحشتي ..
مَـنْ لي ْ بـمِـصباح ٍ
يُضيءُ دجى السؤال ِ المُسْـتـَريب ِ..
يُـزيلُ عن جَـسَـد ِ الجواب ِ
مَـلاءَة َ الدَّم ِ خاطـها نـَصْـلُ الحُسـام ِ ؟
*
الناطِق ُ الرَّسْـمِيُّ باسم ِ القصْـر ِ
يُطـْنِبُ في الحديث ِ عن الربيع ِ ..
ونشـرَة ُ الأخبار ِ تـُنـْبِئُ عن خـَريف ٍ
قدْ يدوم ُ بحـقـل ِ دجلة َ ألف َ عام ِ ..
*
ورسائِلُ الأصحاب ِ
تسـألُ عن جوازات ٍ مُـزَوَّرَة ٍ
وعن سُـفـُن ٍ مُـهَـيّأة ٍ لِشـَحْـن ِ الهاربينَ
إلى جنائن ِ كـَهْـف ِ مُـغْـتـَرَب ٍ
وفِرْدوس ِ المنافي حيث أفياءُ الخِـيام ِ
*
مَنْ ذا أُصَـدِّق ُ ؟
ما يقولُ الناطق ُ الرسـميُّ باسم ِ القصر ِ ؟
أو
ما قالـه ُ الكوخ ُ المُـهَـدَّدُ بالضـَّرام ِ ؟
*
وأنا ورائي جُثـَّة ٌ تمشي ..
ومـَقـبرَة ٌ أمامي !
*
ليْ ما يُـبَـرِّرُ وحْـشـتي هذا الصباح َ
وما سَـيَذبَحُ في رياض ِ فـمي
أزاهيرَ ابْـتِسـامي
*
فـ " حَـمادة ُ الحَمّالُ " مات حِمارُهُ ..
وأنا أُرَجِّحُ أنْ يكون َ " حمادة ُ الحَـمّالُ "
قد قتلَ الحِمارَ
تَـدَبُّـرا ً لـ " بِـطاقـة ِ التموين ِ "
والـسُّـوق ِ التي كـَسُـدَتْ
وللحـَقـل ِ الذي ما عادَ يعرفُ خضرة َ الأعشاب ِ..
كان " حمادة ُ الحمالُ " مُخـتصّـا ً بنقل ِ الخضروات ِ
وكان أشـْهَـرَ في " السماوة ِ " من وزيـر ِ الخارجيَّـة ِ
غـيْر أنَّ حكومة َ البطل ِ المُـجاهد ِ عاقـَبَـتـْهُ
لأنه ُ :
تـَرَك َ الحمارَ يَـبـولُ تحتَ منـصَّـة ٍ
رُفِعَتْ عليها صورة ُ البطل ِ الحـبيبْ
و" حمادة الحمالُ " يجهلُ في السياسة ِ
لمْ يُشـارِكْ في انتِخـاب ِ البرلمان ِ..
وحينَ يُسـألُ لا يُجيبْ
ويُقالُ :
إنَّ كبيرَ مسـؤولي الحكومة ِ في " السماوة ِ "
كان يَـخـْطبُ في اجتماع ٍ حـاشِـد ٍ
في عيد ِ مـيلاد ِ الرئيس ِ
وكان صادَفَ أنْ يـَمُـرَّ " حمادة ُالحمالُ " ..
فارتبك الحمارُ
( وربما احتفل الحمارُ )
فكان أنْ غـطـّى النهيق ُ على الخـطيبْ
ولذا
أُرَجِّـحُ أنْ يكون " حمادة الحمالُ "
قد قـَتـَلَ الحمارَ
أو الحكومة ُ أرْغـَمَـتـْه ُ بأمْـر ِ قائِدِها اللبيبْ
فـ " حمادة الحمالُ " مُـتـَّهَـمٌ
بتأليب ِ الحمار ِ على الحكومـة ِ والنظام ِ
*
ويُقالُ :
إنَّ " حمادة َالحمالَ "
حاولَ أنْ يبيعَ حماره ُ غـيرَ المُـهَذب ِ
بَيْدَ أنَّ السـوقَ كاسِـدَة ٌ
ومات حمارُهُ من بعد ِ عام ِ
*
وأنا أُرَجِّـحُ أن يكون " حمادة ُ الحمالُ "
قد قـتـلَ الحمارَ
تَخـَلـُّصـا ً من تـُهْـمَة ٍ أُخـرى بمملكة ِ الـنـِّعام ِ
*
ليْ ما يُـبَـرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
وما يُـفـسِّـرُ خـشـْيَتي
من فتح ِ صندوق البريد ِ..
وغـلق ِ نافـذة ِ الكلام ِ
*
سـألوذ ُ من صَحْـو ِ الحقول ِ
برمل ِ صحراء ِ المنام ِ...
فأنا ورائي جثة ٌ تمشي
ومقبرة ٌ أمامي !!
***
الشاعر العربي القدير : يحي السماوي
أسعد الله جميع صباحاتك واوقاتك بالخير والمسرات .
وحشتك في صباحك الذي تراه موحش حينما تغض الطرف عن ورد الحديقة وعن وردتك الأخرى التي تداعب الحمام وكأنك تستدعي الأمن والسلام وتهدئ من روعة وحشتك ومن لوعة الحنين وذكريات الأمس والقلق ( الشديد ) على تلك الأم البعيدة التي تعاني من أمراض الشيخوخة ، فرقت بينكما شريعة الحياة وها أنت تخاطب حنانها وتبحث عن حضنها الدافئ لتضع وحشتك العميقة في كلمتين ودعوة أمٍّ ترفعها الى السماء تدعو لك بالتوفيق والسداد وأن يحفظك الله قرة عين .. ثم لم تنس أيها الشاعر الإنسان جارتك ( حسيبة ) التي عانت من مشاق الحياة وكادت أن تبيع ابنتها لثري توفي قبل أن يبلغ مناه .. بعد أن باعت محراثها الذي يأتيها بالرزق الشحيح .. بثوبين كسوة الشتاء وستر الصيف .. ثم مررت على ( نهلة ) ورأيتها تجلس وهي تقرأ أول قصائد الحياة وأمامها طفلها الذي خرج ليكون مختلفا وكأنه يرفض حياة الاختلاف..
وها أنت أيها الشاعر تسخر من قصر المتناقضات ومصدر غير مسؤول يخاف من صوته تستدعي له حمار الحمال لتبدأ قصة أخرى قرأتها بين سطور شاعر يلوذ من صحو الحقول برمل صحراء المنام.
بارك الله فيك أخي الكريم واعذرني في قراءتي المتأخرة .. جداً
محمد الفيصل
19-01-2008, 08:50 AM
هل ما زالت هناك حروفاً تُكتب ...
بعد هذه الحروف ..
لا أعتقد !!
سأدخل في الذاكرة !!
وأضع بها بعض الكلمات
علها تعلق بها ...
( لي ما يبرر وحشتي هذا الصباح )
صاغتها أنامل تتوهج نوراً ..
وتُعلمنا أسراراً جديدة
لدروبٍ جديدة
أستاذ يحيى السماوى
أديبنا الكبير
ظلمٌ .. إن لم تكتب .. وتكتب .. وتكتب !!
حازت صفحتك كل إعجابي
مودتي والورد
تحياتي
وإلى مزيد من التواصل
يحيى السماوى
20-01-2008, 08:35 AM
الشاعرة العذبة سيلفا حنا : لمثل هديل حنجرتك ، تفرش الأشجار أغصانها بالزهور ... وبمثل ندى ذائقتك
يغدو العوسجُ ريحانا ً ... فكيف لا تـُعشِـبُ دروب قصيدتي حين تمرُّ عليها سحائبك ؟
لك من حديقة روحي ، أنقى ورودها البيضاء أيتها الفاضلة المبدعة .
يحيى السماوى
20-01-2008, 08:45 AM
أخي الشاعر المبدع عبد الملك الخديدي : شكرا لقنديل بصيرتك .. فقد كحَّـلَ بسناه بصر القصيدة ..
قراءتك يا صديقي قراءة شاعر ٍ خبَرَ نبض الكلمات ، فلك من نبض قلبي بردة ً من رفيف المحبة أيها البهيّ شعرا وشعورا .
يحيى السماوى
20-01-2008, 08:51 AM
أخي المحبّ النقيّ محمد الفيصل : ها أنت تسترُ عورة َ أشواكي بورود محبتك ، وتـُخَـضـّبُ بنداك يبيس عشبي .. فلله درك من كريم !
أهدي محرابك بخور دعائي الحميم بالعافية والرغد والمسرة ، وبمداد ابداع لا ينضب .
درهم جباري
21-01-2008, 07:44 AM
ليْ ما يُبَرِّرُ وحْـشـتي هذا الصباحَ
كأنْ أغـضُّ الطـَرْفَ عن ورد ِ الحديقة ِ
وابْـتِهاج ِ بُُنـَيَّـتي الصغرى بأفـْـراخ ِ الحَمام ِ
*
ليْ ما يُبَرِّرُها ..
فأمِّـي تشتكي صَمَما ً وقدْ عَـشِـيَتْ ..
لماذا لا أكـفُّ عن اتـِّصالي الهاتفيِّ بها
وإرسالي المزيدَ من التصاوير ِ الحديثة ِ
هلْ يرى الأعمى من القنديل ِ أكثرَ من ظلام ِ ؟
*
ليْ ما يُبَرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
فإنَّ جارتنا "حسيبة َ" باعت ِ الثورَ الهزيلَ
وقايَضَتْ ثوبين ِ بالمحراث ِ
وابنتها ـ التي فـُُسِـخَتْ خطوبتها ـ اشـترتْ نولا ً
ولكنَّ الخِرافَ شحيحة ٌ..
كادتْ تـُزَفُّ إلى ثريٍّ جاوزَ السبعينَ
لولا أنَّ داءَ السُّكريِّ قضى عليه ِ
ولمْ يكنْ كتبَ " الكتابَ "
فلمْ تـَرِث غـيرَ العباءة ِ والسـُّوار ِ
ووَهْم ِ بيت ٍ من رُخام ِ
*
ليْ ما يبرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
كأنْ أُصيخُ السَـمْعَ
للماضي الذي لم يأت ِ بَعْـدُ ..
وأنْ أُعـيدَ صياغة َ النصِّ الذي أهْمَلته ُ عامين ِ..
لا أدري لماذا لا أكـُفُّ عن التلفـُّت ِ للوراء ِ
ولا أملُّ من التطلـُّع ِ في حطامي ؟
*
ليْ ما يُبَرِّرُ وحشتي حدَّ البكاء ِ
فإنَّ " نهلة َ" جاءها طفلٌ له رأسـان ِ..
"نهلة ُ" كانت القنديلَ في ليل ِ الطفولة ِ
ضاحَكـتـْني مرَّة ً .. فكبرْتُ !
أذكرُ أنني في ذات ِ عـشق ٍ
قد كتبتُ قصيدة ً عنها ..
وحينَ قرأتـُها في الصفِّ
صفـَّقَ ليْ المعلمُ
غير أنَّ بقيَّة َ الطلاب ِ أضحكـهم هيامي
*
ويقولُ " رفعتُ " في رسالته ِ الأخيرة ِ:
إنَّ " محمودَ بنَ كاظمَ " بات حُـرّا ً
(كان مُـتـَّهَـما ً وقد ثبتَتْ براءتهُ ) ولكنْ
صارَ يُطـنِبُ في الحديث ِ
عن التقدُّم ِ للوراء ِ
أو
التراجع ِ للأمام ِ
*
ويقولُ:
لا تبْلِغْ سلامي ...
أحدا ً..
إلى أنْ تكنِسَ الأنوارُ
أرصفة َ الظلام ِ
*
ليْ ما يبررُ وحشتي ..
مَـنْ لي ْ بـمِـصباح ٍ
يُضيءُ دجى السؤال ِ المُسْـتـَريب ِ..
يُـزيلُ عن جَـسَـد ِ الجواب ِ
مَـلاءَة َ الدَّم ِ خاطـها نـَصْـلُ الحُسـام ِ ؟
*
الناطِق ُ الرَّسْـمِيُّ باسم ِ القصْـر ِ
يُطـْنِبُ في الحديث ِ عن الربيع ِ ..
ونشـرَة ُ الأخبار ِ تـُنـْبِئُ عن خـَريف ٍ
قدْ يدوم ُ بحـقـل ِ دجلة َ ألف َ عام ِ ..
*
ورسائِلُ الأصحاب ِ
تسـألُ عن جوازات ٍ مُـزَوَّرَة ٍ
وعن سُـفـُن ٍ مُـهَـيّأة ٍ لِشـَحْـن ِ الهاربينَ
إلى جنائن ِ كـَهْـف ِ مُـغْـتـَرَب ٍ
وفِرْدوس ِ المنافي حيث أفياءُ الخِـيام ِ
*
مَنْ ذا أُصَـدِّق ُ ؟
ما يقولُ الناطق ُ الرسـميُّ باسم ِ القصر ِ ؟
أو
ما قالـه ُ الكوخ ُ المُـهَـدَّدُ بالضـَّرام ِ ؟
*
وأنا ورائي جُثـَّة ٌ تمشي ..
ومـَقـبرَة ٌ أمامي !
*
ليْ ما يُـبَـرِّرُ وحْـشـتي هذا الصباح َ
وما سَـيَذبَحُ في رياض ِ فـمي
أزاهيرَ ابْـتِسـامي
*
فـ " حَـمادة ُ الحَمّالُ " مات حِمارُهُ ..
وأنا أُرَجِّحُ أنْ يكون َ " حمادة ُ الحَـمّالُ "
قد قتلَ الحِمارَ
تَـدَبُّـرا ً لـ " بِـطاقـة ِ التموين ِ "
والـسُّـوق ِ التي كـَسُـدَتْ
وللحـَقـل ِ الذي ما عادَ يعرفُ خضرة َ الأعشاب ِ..
كان " حمادة ُ الحمالُ " مُخـتصّـا ً بنقل ِ الخضروات ِ
وكان أشـْهَـرَ في " السماوة ِ " من وزيـر ِ الخارجيَّـة ِ
غـيْر أنَّ حكومة َ البطل ِ المُـجاهد ِ عاقـَبَـتـْهُ
لأنه ُ :
تـَرَك َ الحمارَ يَـبـولُ تحتَ منـصَّـة ٍ
رُفِعَتْ عليها صورة ُ البطل ِ الحـبيبْ
و" حمادة الحمالُ " يجهلُ في السياسة ِ
لمْ يُشـارِكْ في انتِخـاب ِ البرلمان ِ..
وحينَ يُسـألُ لا يُجيبْ
ويُقالُ :
إنَّ كبيرَ مسـؤولي الحكومة ِ في " السماوة ِ "
كان يَـخـْطبُ في اجتماع ٍ حـاشِـد ٍ
في عيد ِ مـيلاد ِ الرئيس ِ
وكان صادَفَ أنْ يـَمُـرَّ " حمادة ُالحمالُ " ..
فارتبك الحمارُ
( وربما احتفل الحمارُ )
فكان أنْ غـطـّى النهيق ُ على الخـطيبْ
ولذا
أُرَجِّـحُ أنْ يكون " حمادة الحمالُ "
قد قـَتـَلَ الحمارَ
أو الحكومة ُ أرْغـَمَـتـْه ُ بأمْـر ِ قائِدِها اللبيبْ
فـ " حمادة الحمالُ " مُـتـَّهَـمٌ
بتأليب ِ الحمار ِ على الحكومـة ِ والنظام ِ
*
ويُقالُ :
إنَّ " حمادة َالحمالَ "
حاولَ أنْ يبيعَ حماره ُ غـيرَ المُـهَذب ِ
بَيْدَ أنَّ السـوقَ كاسِـدَة ٌ
ومات حمارُهُ من بعد ِ عام ِ
*
وأنا أُرَجِّـحُ أن يكون " حمادة ُ الحمالُ "
قد قـتـلَ الحمارَ
تَخـَلـُّصـا ً من تـُهْـمَة ٍ أُخـرى بمملكة ِ الـنـِّعام ِ
*
ليْ ما يُـبَـرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
وما يُـفـسِّـرُ خـشـْيَتي
من فتح ِ صندوق البريد ِ..
وغـلق ِ نافـذة ِ الكلام ِ
*
سـألوذ ُ من صَحْـو ِ الحقول ِ
برمل ِ صحراء ِ المنام ِ...
فأنا ورائي جثة ٌ تمشي
ومقبرة ٌ أمامي !!
***
(*) القصيدة لا تعدو كونها قراءة في رسائل من داخل الوطن . ..
ثمة ملاحظة ألفت اليها انتباه الأفاضل مشرفي الواحة الغراء ، وهي : إن تعليمات النشر في هذا المنتدى الثر لا تجيز نشر اكثر من مادتين للعضو اسبوعيا ـ وحسنا فعلت بغية إتاحة المجال للأعضاء الاخرين ... أما لماذا نشرت قصيدتين في يوم واحد ، فذلك لأنني سيتعذر عليّ النشر اسابيع عديدة لاعتزامي السفر ـ وللادارة رفع القصيدة ومن ثم نشرها في وقت آخرإن رغبت ، ولها الشكر من قبل ومن بعد .
• ( حمادة الحمال ) من أهالي مدينة السماوة يعمل حمالا بعربة يجرها حمار ،
تعرض للضرب المبرح في مديرية أمن البلدة لأن حماره تبول تحت أحد النصب .
لله أنت أيها الشاعر العربي الأصيل / يحيى السماوى ..
كم أنت خصب وكم أنت غني !!
رافقتك السلامة في حلك وترحالك
ولك الحب والإجلال .
يحيى السماوى
22-01-2008, 01:10 PM
أخي الشاعر المبدع درهم جباري : بمثل أفق محبتك ، تسمو نافذة قلبي وهي تطلّ عليك أخا وصديقا وفلاحا جليلا في واحة الودّ والابداع ومكارم الأخلاق ..
دمت مبدعا أيها المخضـّب بعطر الفضيلة .
الشاعر محمود آدم
22-01-2008, 10:03 PM
الأخ الشاعر محمود آدم : سأحترم قصيدتي ما دام أن رغيفها ، نال إعجاب ذائقة شاعر مبدع مثلك ...
جُدْ عليّ بقبول دعوتي للإقامة في قلبي أخا وصديقا ... ولك العهد عليَّ أنني سأدثرك بنبض محبة أخوية ولا أصدق .
الشاعر الفحل
يحيى السماوي
لي ما يبرر فرحتي هذا المساء
لقد أقمت هنا في ظلال و عيون
:os:
في دفء مشاعرك
يسامرني نبض قلبك
و يشرفني أن أكون لك أخا و صديقا
:noc:يا حاتمي الهوي
أما قلبي فـ يحيى في مضاربك
و أما ودك فسماوي مثلك
تقبل ودي و محبتي
:001:
أخوك : محمود آدم
يحيى السماوى
23-01-2008, 05:37 PM
الشاعر الفحل
يحيى السماوي
لي ما يبرر فرحتي هذا المساء
لقد أقمت هنا في ظلال و عيون
:os:
في دفء مشاعرك
يسامرني نبض قلبك
و يشرفني أن أكون لك أخا و صديقا
:noc:يا حاتمي الهوي
أما قلبي فـ يحيى في مضاربك
و أما ودك فسماوي مثلك
تقبل ودي و محبتي
:001:
أخوك : محمود آدم
*******
أخي الشاعر محمود آدم : أنعمْ بك وأكرم .... لك عليّ العهد أنني سأصون نخلة صداقتك في بستان قلبي ، وسأسقيها ماء العين لو جفت جداولي ..
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir