مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى ولدي الذي لم يأتِ بعد !!
هبة الأغا
11-08-2007, 08:27 AM
رسالة إلى ولدي الذي لم يأتِ بعد !!
http://smilies.sofrayt.com/1/sg/doves%20with%20a%20flag.gif
ولدي الحبيب :
أيــام ٌ قلائل ، وسوف يأتي موعدك مع الحياة ، ها نحن على أعتاب شهر الميلاد ، وقد أخبرتني الطبيبة ، أنه بمجرد دخولي في الشهر التاسع ، سوف أضع مولوداً جميلاً هو أنت .
أي بنى :
إذا أتيت إلى الدنيا ولم تجدني ، فاعلم أن هذا قدرك ، أن تحيا بلا أم ، واعلم أن رسولنا الكريم ، قد عاش طفولته يتيم الأم والأب .. أقول لك هذا الحديث ، وأنا أعرف أنه يؤذيك ، ولكنني لم أشأ أن أفاجئك ، فقد أخبرتني الطبيبة ، أن حالتي الصحية تسوء ، وأن ميلادي ، ربما سوف ينهي حياتي هذه المرة .
فيا ولدي الحبيب ، أيها القريب إلى قلبي ، يا حلماً كنت أرقبه ، لا تجزع لموتي ، واعلم أن كل ما يصيبك هو خيرٌ لك ، وأن ما كتب لنا لم يكن ليخطئنا ، فلا تشعر يوماً بذلة اليتم ، ولا حاجة اليتيم ، وإياك أن تشعر أن حياتك عند جدتك ، ضعفٌ أو وفقر أوقلة حيلة ، لا يا ولدي ، فجدتك امرأة رؤوم ، فكم كانت لجدك وأخوالك قلباً حانياً صادقاً ، وعقلاً حكيماً !!
صغيري :
كم كنت أتمنى أن أحملك بيدي هاتين ، وأقبلك بين جبينك الصغير ، وأقرأ عليك سورة الفلق والناس ، وكم كنت أتمنى أن يكون أباك حياً ، ليكبر لك في أذنيك الصغيرتين ، ولكنها الأقدار يا صغيري ، هكذا أراد الله لك أن تحيا ، كي تصبح رجلاً قوياً ، تغدق بالحب على كل من تقابل وتعرف .
سوف أخبر جدتك أن تعلمك كلمة " أمي " ، حتى لا تحرم منها ، وأن تناديها بها ، وأن تقول لخالك (علي) : "أبي " ، فهذا أقرب أخوالك لقلبي ، وأحبهم لنفسي ، فهو مثلك تماماً ، طيب القلب والروح والنفس ، ويبدو أنك ستصبح مثله بإذن الله فكثيراً ما دعوت الله أن يرزقني بطفل مثل خالك علي .
فلذة كبدي :
كم كنت أحب الحديث معك ، أتذكر منذ أن بدأت تتحرك في أحشائي ، بدأت أناجيك ، أتسامر معك ، وكم ضحكنا على جدتك ، وهي تجري خلف الدجاجات الصغيرات وتقول لي : حينما يكبرن سوف أعطي أحمد واحدة ، وكنت أشعر بحركتك ابتهاجاً وسروراً ، غداً يا عزيزي يمكنك أن تحصل على كل الدجاجات ، فهذه الدجاجات دجاجاتك ، وأنت من سيرعاها بدلاً من جدتك العجوز , ولكن لا تنسى أن تعطي ابن خالتك ( كريم ) دجاجة ، فقد كانت خالتك تمني نفسها بواحدة لكريم حينما تلد هي الأخرى !!
لا أدري ما الذي دفعني لكتابة هذه الرسالة لك ، وأنا أعلم أنك لن تقرأها إلا بعد سبع سنوات أو أكثر ، حينما تجيد القراءة ، وأنا لن أدع أحداً يقرأها لك ، بل ستقرأها بنفسك ، وهذا ما دفعني لإخبار خالك علي ، بأن يعلمك القراءة مبكراً جداً كي لا يطول انتظارك أيها الولد الغالي .
أوصيك بالتزام خالك علي ، لا تتركه ، فهو سيكون لك أباً وأخاً وصديقاً ، وسيعلمك كتاب الله ، فهو حافظ متمكن ، ورجل تقي ، وسيعلمك الصلاة ، فاسمع منه ، وتعلم من فيض علمه ، سيكون صديقاً جميلاً يا أحمد !!
وإياك أن تغضب جدتك ، داوم على طاعتها ، لا تجعل قلبي يؤلمني وأنا في مكان آخر بعيد عنك ، الجدة دائماً تحب الأطفال الصغار ، وتحبهم أكثر وهم يسمعون الكلام.
أعز من روحي :
أخبرتني الطبيبة أمس أن اليوم هو اليوم المناسب لميلادك ، الساعة الآن السادسة صباحاً ، لقد استيقظت مبكرة ً كي نقضي هذا اليوم سوياً قبل أن أرحل ، لقد صنعت لك الحليب الذي تحب ، وقطعة من البسكويت ، أشعر أنني أطعمك بيديّ هاتين ، هل تسمع دقات قلبي ؟ هل تشعر بي ؟ أنا أشعر بك يا ولدي تماماً ، أشعر بك وكأنك معي الآن ..
إذا ما ضاقت بك الدنيا فاهرع إلى الله ، أو إلى خالك علي ، أو إلى رسالتي هذه ، علك تجد فينا سلوى لروحك ، واطمئناناً لقلبك ، لا تجعل الدنيا أكبر همك ، ولا مبلغ علمك ، بل اجعلها محطة للعبور إلى الآخرة ، وطريقاً للجنة بإذن الله .
صغيري الحبيب :
إذا ما استعصى عليك من الفهم شيئاً فالجأ لخالك علي ، يفسر لك ما تريد ، ولا تتردد في سؤاله عما تريد ، فكما اتفقنا أن تناديه " أبي " وأن تخبره بكل ما يحدث لك ، فسوف يكون لك نعم الأب والصديق ..
أستودعك الله يا بني الحبيب ، سوف نذهب بعد قليل للمشفى ، ونسأل الله أن يكتب لنا الخير الذي اختار ، فإن عشتُ مزيداً فذلك فضل ٌ من الله علي ّ ، وإن جاء أجلي ساعة الميلاد ، فاعلم أن الله قد اختار لي ألا أرافقك رحلة الحياة ، لا تنساني من الدعاء بالرحمة يا ولدي ، وأسأل الله أن نلتقي في الفردوس الأعلى يوم أن نعرض على جبار السماوات والأرض .
أمك الراحلة
مع الحب
حوراء آل بورنو
11-08-2007, 09:41 AM
أيتها الفاضلة
لا أدري أأنظر إلى هذه الرسالة على أنها نص نثري ثري عابق أم أنظر إليها على أنها رسالة أم تودع وليدها الذي لم يولد بعد فأعزي الأمهات !
أيتها الفاضلة
رصيد إلى رسائل الأدب جديد هي رسالتكِ ؛ فما قرأت بعد رسالة وداع لحاضر لم يصل بعد ! فهي الحب و هي الوصية و هي الأمنيات .
إن كان للواقع منها نصيب فما أراكِ إلا عائدة به إلى داركِ ، و باقية له الأم الراعية و الحضن الدافئ و الحصن الحصين .
هي للتثبيت تقديراً لقلب أم رؤوم .
كوني بخير دائماً و أبداً .
عتيق بن راشد الفلاسي
11-08-2007, 10:20 AM
ياسيدتي متعك الله بالعافية لتري وليدك وقد صار قرة عين لك..الحقيقة قرأتها بعين دامعة ،وهي من روعة فكرتها تحتل الصدارة في التميز ،غير أنها- وللفائدة-تلزمها مراجعة لغوية طفيفة ،وكنت أتمنى لو حليتها ببعد خيالي تصويري تخلصا من سآمة السرد ...كل الشكر لك .
هبة الأغا
11-08-2007, 10:57 AM
أيتها الفاضلة
لا أدري أأنظر إلى هذه الرسالة على أنها نص نثري ثري عابق أم أنظر إليها على أنها رسالة أم تودع وليدها الذي لم يولد بعد فأعزي الأمهات !
أيتها الفاضلة
رصيد إلى رسائل الأدب جديد هي رسالتكِ ؛ فما قرأت بعد رسالة وداع لحاضر لم يصل بعد ! فهي الحب و هي الوصية و هي الأمنيات .
إن كان للواقع منها نصيب فما أراكِ إلا عائدة به إلى داركِ ، و باقية له الأم الراعية و الحضن الدافئ و الحصن الحصين .
هي للتثبيت تقديراً لقلب أم رؤوم .
كوني بخير دائماً و أبداً .
لا أدري ، ربما ساقني القلم إلى هذا النوع من الرسائل ، منذ فترة ...
أحاول أن أتقمص كل الشخصيات الموجودة ، في الحياة .. جربت مرارة الزوجة التي رحل عنها زوجها للجهاد ، والخطيبة التي لم تفرح بعرسها ، والأم التي سرقوا طفلها ، والمراة التي تنتظر وفاتها وفي بطنها هذا الجنين ...
الكثير يظن أنه ولدي ، لكنني لا أعتقد أنني بوسعي أن أكتب عن حالة خاصة تمر بي ، إنما كتبت هذا ، استشعاراً بنســــاء ٍ آخرين ...
حوراء ...
لكِ الحب وضحكات الصغار :001:
هبة الأغا
11-08-2007, 10:58 AM
أشكركِ على التثبيت ...
:)
هبة الأغا
11-08-2007, 11:04 AM
ياسيدتي متعك الله بالعافية لتري وليدك وقد صار قرة عين لك..الحقيقة قرأتها بعين دامعة ،وهي من روعة فكرتها تحتل الصدارة في التميز ،غير أنها- وللفائدة-تلزمها مراجعة لغوية طفيفة ،وكنت أتمنى لو حليتها ببعد خيالي تصويري تخلصا من سآمة السرد ...كل الشكر لك .
تحية لمرورك أ. أحمد الفلاسي ..
ونحن لانزال على بداية الطريق ، نتعلم ومنك نستفيد ...
هل لك في أطلاعي على الأخطاء اللغوية ؟
أما بخصوص السرد ، أدرك أنني أطلت ، وهذا يشعر القارئ بالملل ، أتمنى على نفسي أن تنتبه للمرات القادمة ، وأن تنوع في الأسلوب ...
تحيتي :001:
خليل حلاوجي
11-08-2007, 02:17 PM
أبكتني حروفك أيتها الفاضلة ...
وأحرقت قلبي ذكرى الفراق ...
من يدري لعلنا كلنا نيام الآن .... إذا متنا إستفقنا
ولله در ... الراحلين الذين سبقونا إلى مقعد الصدق عند المليك المقتدر ... ياخير جار
ونحن اليوم جارنا .... الشنار والشقاء والعناء ودموع الأبرياء
غوثك ربي
نور سمحان
11-08-2007, 02:45 PM
العزيزة هبة
لا اخفيك أنني الآن أنتفض كما انتفضت حين قرأت نصك هذا في بيت المقدس
لا أعلم وكأن حرفك في كل مرة تكسوه حلة جديدة
فيشعر القارئ وكأنه يلمحه للمرة الأولى
لن أقول لك تأثيره عليّ في المرة الأولى كان أشد
لأنني الآن مازلت انتفض رغم أنك أخبرتني أن القصة متخيلة
وليست واقعا تعيشينه
أريد أن أهنئك على اختيار المفردات التي استطعت بها استمالة القارئ
وجذب عاطفته والتأثير به
أيضا عندك قدرة على تقمص الشخصيات ولحرفك قدرة على إظهار وإبراز صدق لا مثيل له إلا بواقع معاش
حتى العنوان جاء لافتا
فمن الطبيعي أن نكتب رسالة
لكن الغريب عندك أنك كتبت رسالة لمن لم يأت وهنا يكمن الإبداع
كان نصك رااااااااااااائعا لدرجة جعلتني أعلّق عليه هنا أيضا رغم تعليقي الطويل هناك
أتذكرين؟؟؟؟؟؟؟؟
تقديري لك
زاهية
11-08-2007, 04:35 PM
هبة الآغا أختي المكرمة
تأثرت كثيرًا برسالتك هذه المتخيلة كما قلت فما رأيك بأنني كتبت رسالة لأولادي الصغار وأنا ذاهبة إلى المستشفى للولادة وكتبت لمن سيأتي ولكن والحمد لله عدت أحمله قمرًا بين يدي لأعلمه وأربيه أفضل تربية ..بارك الله بك وبهذا الإبداع الرائع
أختك
بنت البحر
يكون أباك حياً::يكون أبوك حيًا
جوتيار تمر
11-08-2007, 04:43 PM
هبة...
من وجوه الجمال في الحياة..حنين الامهات.. وهو حظ رفيع ومرتبة سرية ودرجة عالية.. وسعد طالع بل هو الحياة المجددة.. والعيش السني والسرور الدائم.......ولولا ان الدنيا دار ممر ومحنة وكدر..والجنة دار جزاء وامان من المكاره..لقلنا ان حنان الامهات هو الصفاء الذي لا كدر فيه ..والفرح الذي لاشائبة فيه ولاحزن معه ..وكمال الاماني ومنتهى الاراجي..(عذرا لاني حرفت كلمات ابن حزم من اجل نصك المهيب هذا)
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار
أحمد الرشيدي
11-08-2007, 07:10 PM
أيتها الأخت الكريمة نادرا ما أقرأ نصا دون أن أصرف شيئا من اهتمامي لصحة السبك والضبط ، ولكني في هذا النص كنت عن ذلك في شغل ...
" فإن عشتُ مزيداً فذلك فضل ٌ من الله علي ". كم وددت لو همست لتلك الأم بهذه الكلمات :
ستعيشين إن شاء الله وسترين أبناءه وستكونين جدة .
أطال الله بقاءك بالصحة والعافية وحسن العمل
حسنية تدركيت
11-08-2007, 08:13 PM
أخذت نفسا عميقا بعدانتهائي من قراءة هذا النص الرائع ,فقد تغلغل كل حرف الى مسام روحي وأنعشها
سلمت أناملك أيتها الأديبة الرقيقة ,وجزاك ربي الجنة على رسالتك السامية
عتيق بن راشد الفلاسي
11-08-2007, 08:45 PM
كل الشكر لك أختي هبة ..والحقيقة هي هنات بسيطة لكن التنبيه عليها ضروري لتحتفظ مثل هذه النصوص الرائعة بكيانها المكتمل...
-وأقبلك بين جبينك الصغير...أعتقد لو كانت فوق جبينك أفضل.
-ولكن لا تنسى ..هي لا تنسَ فحذف حرف العلة علامة الجزم هنا..هذا باعتبار لا ناهية.
-يكون أباك حياً ..هي أبوك.
-أن يرزقني بطفل مثل خالك علي ..الأصل في هذا الفعل التعدية ،فنقول :يرزقني طفلا..مالم تكن هناك نكتة بلاغية لديك تحتم تعديته بالباء ،والحقيقة هو استعمال أقرب إلى العامية حيث درجوا عليه.
-إذا ما استعصى عليك من الفهم شيئاً فالجأ لخالك علي ...هي شيء باعتبارها فاعلا.
-لا تنساني من الدعاء بالرحمة يا ولدي ...هي لا تنسني باعتبار لا ناهية جازمة.
هذا والله أعلم .
هبة الأغا
13-08-2007, 08:32 AM
أبكتني حروفك أيتها الفاضلة ...
وأحرقت قلبي ذكرى الفراق ...
من يدري لعلنا كلنا نيام الآن .... إذا متنا إستفقنا
ولله در ... الراحلين الذين سبقونا إلى مقعد الصدق عند المليك المقتدر ... ياخير جار
ونحن اليوم جارنا .... الشنار والشقاء والعناء ودموع الأبرياء
غوثك ربي
أخي الفاضل خليل
يبدو أن النوم ، هوايتنا المفضلة ، للهروب من الآلام
ننام لنصحو على ألم ، وننام بألم ، ليبقى الشيء الوحيد الذي ربما يحمل لنا الأمل .. ( الحلم )
وليبقى الحلم ..
دمت بخير أخي خليل:001:
هبة الأغا
13-08-2007, 08:38 AM
العزيزة هبة
لا اخفيك أنني الآن أنتفض كما انتفضت حين قرأت نصك هذا في بيت المقدس
لا أعلم وكأن حرفك في كل مرة تكسوه حلة جديدة
فيشعر القارئ وكأنه يلمحه للمرة الأولى
لن أقول لك تأثيره عليّ في المرة الأولى كان أشد
لأنني الآن مازلت انتفض رغم أنك أخبرتني أن القصة متخيلة
وليست واقعا تعيشينه
أريد أن أهنئك على اختيار المفردات التي استطعت بها استمالة القارئ
وجذب عاطفته والتأثير به
أيضا عندك قدرة على تقمص الشخصيات ولحرفك قدرة على إظهار وإبراز صدق لا مثيل له إلا بواقع معاش
حتى العنوان جاء لافتا
فمن الطبيعي أن نكتب رسالة
لكن الغريب عندك أنك كتبت رسالة لمن لم يأت وهنا يكمن الإبداع
كان نصك رااااااااااااائعا لدرجة جعلتني أعلّق عليه هنا أيضا رغم تعليقي الطويل هناك
أتذكرين؟؟؟؟؟؟؟؟
تقديري لك
أتذكر يانور ، وهل ينسى رحيق القلم !!
كتبتِ في حقي كثيراً ، هنا وهنـــاك ، وأنا لا أجدني أستحق هذا الحديث ، فما كتبته تعبير عن حالة ٍ من الدنيا ، شعرت بمشاعرها لحظة ، فبدأ قلمي ينهال ألماً ..
لكِ التحية دوماً أيها العزيزة :001:
هبة الأغا
13-08-2007, 08:48 AM
هبة الآغا أختي المكرمة
تأثرت كثيرًا برسالتك هذه المتخيلة كما قلت فما رأيك بأنني كتبت رسالة لأولادي الصغار وأنا ذاهبة إلى المستشفى للولادة وكتبت لمن سيأتي ولكن والحمد لله عدت أحمله قمرًا بين يدي لأعلمه وأربيه أفضل تربية ..بارك الله بك وبهذا الإبداع الرائع
أختك
بنت البحر
يكون أباك حياً::يكون أبوك حيًا
العزيزة زاهية
يبدو اننا اشتركنا في ذات الفكرة ، بيّد أنّي كتبتها قبل أن أصبح أماًً أو حتى زوجة ... !!
بارك الله فيكِ على الرد ، وحفظ لكِ أولادك وأولاد المسلمين ...
تقبلي احتراماتي :001:
هبة الأغا
13-08-2007, 08:50 AM
هبة...
من وجوه الجمال في الحياة..حنين الامهات.. وهو حظ رفيع ومرتبة سرية ودرجة عالية.. وسعد طالع بل هو الحياة المجددة.. والعيش السني والسرور الدائم.......ولولا ان الدنيا دار ممر ومحنة وكدر..والجنة دار جزاء وامان من المكاره..لقلنا ان حنان الامهات هو الصفاء الذي لا كدر فيه ..والفرح الذي لاشائبة فيه ولاحزن معه ..وكمال الاماني ومنتهى الاراجي..(عذرا لاني حرفت كلمات ابن حزم من اجل نصك المهيب هذا)
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار
تحية لابن حزم :NJ:
أحب هذا الرجل كثيراً ، وأحب رؤاه ...
وتحية لمرورك الفاضل ...
:001:
هبة الأغا
13-08-2007, 08:53 AM
أيتها الأخت الكريمة نادرا ما أقرأ نصا دون أن أصرف شيئا من اهتمامي لصحة السبك والضبط ، ولكني في هذا النص كنت عن ذلك في شغل ...
" فإن عشتُ مزيداً فذلك فضل ٌ من الله علي ". كم وددت لو همست لتلك الأم بهذه الكلمات :
ستعيشين إن شاء الله وسترين أبناءه وستكونين جدة .
أطال الله بقاءك بالصحة والعافية وحسن العمل
أحسن الله لك أخي أحمد الرشيدي ، وبارك في عملك ..
هي تشعر بالموت ، وأخرى تشعر بالحياة ، وأملنا في الله كبير ...
ربما أكتب رسالة ذات مرة ، أخبركم فيها أن الأم لم تمت ، وأن وليدها كبر وقرأ الرسالة ، وردّ عليها :011:
لك التحية مجدداً أخي أحمد :001:
هبة الأغا
13-08-2007, 08:56 AM
أخذت نفسا عميقا بعدانتهائي من قراءة هذا النص الرائع ,فقد تغلغل كل حرف الى مسام روحي وأنعشها
سلمت أناملك أيتها الأديبة الرقيقة ,وجزاك ربي الجنة على رسالتك السامية
الأخت حسنية ...
سلّم الله أنفاسك الأدبية .. وسلم روحكِ التي تغلغل بها نصي .
وسلم أناملك الرقيقة التي كتبت على الكيبورد ، وحماكِ من كل مكروه
ومرور طيب أقدره :001:
هبة الأغا
13-08-2007, 09:25 AM
كل الشكر لك أختي هبة ..والحقيقة هي هنات بسيطة لكن التنبيه عليها ضروري لتحتفظ مثل هذه النصوص الرائعة بكيانها المكتمل...
-وأقبلك بين جبينك الصغير...أعتقد لو كانت فوق جبينك أفضل.
-ولكن لا تنسى ..هي لا تنسَ فحذف حرف العلة علامة الجزم هنا..هذا باعتبار لا ناهية.
-يكون أباك حياً ..هي أبوك.
-أن يرزقني بطفل مثل خالك علي ..الأصل في هذا الفعل التعدية ،فنقول :يرزقني طفلا..مالم تكن هناك نكتة بلاغية لديك تحتم تعديته بالباء ،والحقيقة هو استعمال أقرب إلى العامية حيث درجوا عليه.
-إذا ما استعصى عليك من الفهم شيئاً فالجأ لخالك علي ...هي شيء باعتبارها فاعلا.
-لا تنساني من الدعاء بالرحمة يا ولدي ...هي لا تنسني باعتبار لا ناهية جازمة.
هذا والله أعلم .
سأبدأ بتصحيحها معكم هنـــا :
رسالة إلى ولدي الذي لم يأتِ بعد !!
ولدي الحبيب :
أيــام ٌ قلائل ، وسوف يأتي موعدك مع الحياة ، ها نحن على أعتاب شهر الميلاد ، وقد أخبرتني الطبيبة
أنه بمجرد دخولي في الشهر التاسع ، سوف أضع مولوداً جميلاً هو أنت .
أي بنى :
إذا أتيت إلى الدنيا ولم تجدني ، فاعلم أن هذا قدرك ، أن تحيا بلا أم ، واعلم أن رسولنا الكريم ، قد عاش طفولته يتيم الأم والأب ..
أقول لك هذا الحديث ، وأنا أعرف أنه يؤذيك ، ولكنني لم أشأ أن أفاجئك ، فقد أخبرتني الطبيبة ، أن حالتي الصحية تسوء ، وأن ميلادي ، ربما سوف ينهي حياتي هذه المرة .
فيا ولدي الحبيب ، أيها القريب إلى قلبي ، يا حلماً كنت أرقبه ، لا تجزع لموتي ، واعلم أن كل ما يصيبك هو خيرٌ لك ، وأن ما كتب لنا لم يكن ليخطئنا ، فلا تشعر يوماً بذلة اليتم ، ولا حاجة اليتيم ، وإياك أن تشعر أن حياتك عند جدتك ، ضعفٌ أو وفقر أوقلة حيلة ، لا يا ولدي ، فجدتك امرأة رؤوم ، فكم كانت لجدك وأخوالك قلباً حانياً صادقاً ، وعقلاً حكيماً !!
صغيري :
كم كنت أتمنى أن أحملك بيدي هاتين ، وأقبلك فوق جبينك الصغير ، وأقرأ عليك سورة الفلق والناس ، وكم كنت أتمنى أن يكون أبوك حياً ، ليكبر لك في أذنيك الصغيرتين ، ولكنها الأقدار يا صغيري ، هكذا أراد الله لك أن تحيا ، كي تصبح رجلاً قوياً ، تغدق بالحب على كل من تقابل وتعرف .
سوف أخبر جدتك أن تعلمك كلمة " أمي " ، حتى لا تحرم منها ، وأن تناديها بها ، وأن تقول لخالك (علي) : "أبي " ، فهذا أقرب أخوالك لقلبي ، وأحبهم لنفسي ، فهو مثلك تماماً ، طيب القلب والروح والنفس ، ويبدو أنك ستصبح مثله بإذن الله فكثيراً ما دعوت الله أن يرزقني طفلاً مثل خالك علي .
فلذة كبدي :
كم كنت أحب الحديث معك ، أتذكر منذ أن بدأت تتحرك في أحشائي ، بدأت أناجيك ، أتسامر معك ، وكم ضحكنا على جدتك ، وهي تجري خلف الدجاجات الصغيرات وتقول لي : حينما يكبرن سوف أعطي أحمد واحدة ، وكنت أشعر بحركتك ابتهاجاً وسروراً ، غداً يا عزيزي يمكنك أن تحصل على كل الدجاجات ، فهذه الدجاجات دجاجاتك ، وأنت من سيرعاها بدلاً من جدتك العجوز , ولكن لا تنس أن تعطي ابن خالتك ( كريم ) دجاجة ، فقد كانت خالتك تمني نفسها بواحدة لكريم حينما تلد هي الأخرى !!
لا أدري ما الذي دفعني لكتابة هذه الرسالة لك ، وأنا أعلم أنك لن تقرأها إلا بعد سبع سنوات أو أكثر ، حينما تجيد القراءة ، وأنا لن أدع أحداً يقرأها لك ، بل ستقرأها بنفسك ، وهذا ما دفعني لإخبار خالك علي ، بأن يعلمك القراءة مبكراً جداً كي لا يطول انتظارك أيها الولد الغالي .
أوصيك بالتزام خالك علي ، لا تتركه ، فهو سيكون لك أباً وأخاً وصديقاً ، وسيعلمك كتاب الله ، فهو حافظ متمكن ، ورجل تقي ، وسيعلمك الصلاة ، فاسمع منه ، وتعلم من فيض علمه ، سيكون صديقاً جميلاً يا أحمد !!
وإياك أن تغضب جدتك ، داوم على طاعتها ، لا تجعل قلبي يؤلمني وأنا في مكان آخر بعيد عنك ، الجدة دائماً تحب الأطفال الصغار ، وتحبهم أكثر وهم يسمعون الكلام.
أعز من روحي :
أخبرتني الطبيبة أمس أن اليوم هو اليوم المناسب لميلادك ، الساعة الآن السادسة صباحاً ، لقد استيقظت مبكرة ً كي نقضي هذا اليوم سوياً قبل أن أرحل ، لقد صنعت لك الحليب الذي تحب ، وقطعة من البسكويت ، أشعر أنني أطعمك بيديّ هاتين ، هل تسمع دقات قلبي ؟ هل تشعر بي ؟ أنا أشعر بك يا ولدي تماماً ، أشعر بك وكأنك معي الآن ..
إذا ما ضاقت بك الدنيا فاهرع إلى الله ، أو إلى خالك علي ، أو إلى رسالتي هذه ، علك تجد فينا سلوى لروحك ، واطمئناناً لقلبك ، لا تجعل الدنيا أكبر همك ، ولا مبلغ علمك ، بل اجعلها محطة للعبور إلى الآخرة ، وطريقاً للجنة بإذن الله .
صغيري الحبيب : إذا ما استعصى عليك من الفهم شيء فالجأ لخالك علي ، يفسر لك ما تريد ، ولا تتردد في سؤاله عما تريد ، فكما اتفقنا أن تناديه " أبي " وأن تخبره بكل ما يحدث لك ، فسوف يكون لك نعم الأب والصديق ..
أستودعك الله يا بني الحبيب ، سوف نذهب بعد قليل للمشفى ، ونسأل الله أن يكتب لنا الخير الذي اختار ، فإن عشتُ مزيداً فذلك فضل ٌ من الله علي ّ ، وإن جاء أجلي ساعة الميلاد ، فاعلم أن الله قد اختار لي ألا أرافقك رحلة الحياة ، لا تنسني من الدعاء بالرحمة يا ولدي ، وأسأل الله أن نلتقي في الفردوس الأعلى يوم أن نعرض على جبار السماوات والأرض
والشكر موصول للأخت زاهية والأخ أحمد الفلاسي ، وإن كان هناك المزيد أرجو اطلاعي عليه ..
:001:
بنت التل
14-08-2007, 01:24 AM
حروف رائـــعة بل أكثــر من رائعــة ..
أثارت شجوني ،،
فجعلت الدموع تفــر من عيوني ..
رســالة لوليد لم يأتي بعــد !!
ما هــذا إلا دليل على إحســاس مرهف وقلم مبــدع .. أهنئـــك ..
المبدعــة هبة الآغا ،،
الأخوة الكــرام لم يدع لنا كلام ..
أدامك الله وأدام قلمــك الذي يبحـــر ويغــوص ليأتي لنا بأجمل اللآلئ ..
تقبلي تحيتي ..
رؤى محمد
14-08-2007, 03:37 AM
سيدتي : هبه
:NJ:
هكذا أريد أن أستقبل قلمك لأنك حقاً رائعة ومبدعه..
هنيئاً لكل من سيحوي الأمومة بين يديك
جميل ذلك التقمص كنت ممثلة بارعة جداً
لدرجة أنني تأثرت وأستوقفت لحظة بأن أرى نفسي بالمستقبل
ما الشعور الذي ينتاب كل أم في لحظة مماثلة لهذه ولو كنت مكانها مالذي سيحدث؟
وكيف كنت سأعبر عنها؟
الأمومة فلسفة جميلة تلد فرد وتربي مجتمع وتبني وطن ...
للذهول عنوان هو أنت ..
لك طوق منـ:0014:تتويجاً لما كان تحت اسمك.
حنان الاغا
14-08-2007, 12:43 PM
هكذا هو شعبنا يولد الطفل وهو يعرف ما يريد وما سيكون
وهكذا هم نساؤنا يقمن بالأدوار كلها
لا أدري كيف استحضر نصك الآن الطفلة ذات السنوات العشر التي استشهد والديها وتركت بحفظ الله لترعى أربعة أطفال ما بين تلميذ ورضيع
هي نفسها تلك الأم وهي أنت وأنا
بارك الله لك قلما نابضا كالقلب وحسا يتدفق على الورق.
لست أدري من أين أبدأ بكلماتي أو كيف أخطها في حق رسالتك المؤلمة
كيف وقلمي يقف عاجزا عن الكتابة رغما عنه .. والصمت أصاب حروفي
عجزا في وصف جمال وحسن حروف رسالتك المؤلمة ..
أختي العزيزة هبة ..
كتبت فأبدعت في رسم حروف رسالتك بدموع تلك الام ..
وعيشتنا لحظات ألم فقد الأم لوليدها .. رغم شوقها للقاءه
أدام الله قلمك الرائع عزيزتي ..
بانتظار جديدك .. دمتي بود
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir