المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث الأربعين



أيمن كمال
11-08-2007, 02:51 PM
حديث الأربعين

قُـل ما بدا لك إن علمتَ بِدائِيَهْ=واقرأ إذا ما شئتَ بوْحَ عِتابيهْ
هذا كتـابي للشبـاب أسـوقُـه=أُبْدي لهم بالشِّعر حُرْقةَ ما بِيَهْ
سطَّـرتُ فيه تجارِبـي فلعلَّنـي=أَلقى عزاءً في رحيلِ شبابيهْ
* *
عشـرون عامًا ما وجدتُ بظِلِّها=غيثـًا يداعبُ ظامئـاتِ تُرابِيَهْ
مرَّتْ مرورَ البرقِ ، يسبقُ خيلُها=خيلي ، وأعدو في لِحاقِ سَرابِيَهْ
حتى طواني الجهدُ تحت ردائه=وجَثَتْ بقايا الهمِّ تحت رِدائيهْ
سامرتُ فيها كلَّ أحلام الصِّبا=وبنيتُ ، لكنْ بالخيـالِ بِنائيَهْ
وزرعتُ في رَحِمِ الظُّنونِ عزائمي=ودَفنتُ في وهمِ الشَّبابِ نِتاجِيَهْ
حتى رأيتُ المستحيــلَ كأنه=جاثٍ مع الأوهامِ يطرقُ بابِيَهْ
* *
ثم انطوت عشرون تتبع أختَها=همَّت بميثاقِ العزيمة ثانيةْ
لولا بقايا من إبــاءِ خلائقي=لاحْتَلَّ لحنُ النادمين غِنائيَهْ
دارت رَحَى الأيام ، ليتَ نعيمَها=يبقى طِوالَ العُمْرِ بين رِحاليَهْ
ويظلُّ يرقص بالورود ، ويحتسي=كأسـًا يظلِّلـهُ حنـانُ خِبائيَهْ
أتلو لديها كلَّ مؤتَـلِـقِ المُنى=وأصوغها صرْحًا بقِمَّةِ رابيةْ
وأسوقها من عالم الأحلام كي=تنجو من استيطانِهـا بخياليـهْ
تلقى على يُمْنايَ عَزْمَةَ واثقٍ=بالمجدِ ، والآمالَ فوق شِماليَهْ
إن غرَّدَتْ تغريدَها فلأنها=مَسَّتْ عبيرَ المجدِ في أنساميَهْ
وأتت من الأجداثِ تُقْسِمُ أنَّها=لَبَّتْ من الأجداث صَوْتَ نِدائيهْ
* *
ما بين أحلامِ الشَّبابِ وبين ما=يجني بُناةُ المجدِ حَرْبٌ داميةْ
لو كانت الأحلامُ تَمنحُ ربَّها=قَطْرًا لَعَدُّوا المُعْجِباتِ ثمانيةْ (1)
تأبى رُبَى الأمجادِ كلَّ مُعَلَّقٍ=بالوهمِ ، يحلُم بالقصور العاليةْ
يغفو على أحلامه ، ويظنُّها=تبقى بأكناف التَّخـاذُلِ غافيـةْ
فإذا استفاق أحسَّ لَذْعَ ندامةٍ=لاقى بها الكَسْعِيُّ نارًا حاميةْ (2)
* *
هذا حديثُ الأربعين ، سردتُه=شِعرًا ، وصُغْتُ حروفَه بدمائيهْ
فلعلَّ من يغفو بِصُبْحِ شَبابه=يَلقى بِداجي اللَّيل نَجْمَ سَمائيهْ
ليقودَه نحو السَّـنـا بضيائه=لـو كان يُبْصِرُ دَرْبَهُ بضِيائيهْ
ولعلَّ من يرعى الندامةَ والأسى=يحنـو عليَّ إذا أحـسَّ بدائيهْ
(1) المعجبات : عجائب الدنيا السبع
(2) الكسعي : مضرب المثل في الندامة يقولون :
ندمتُ ندامة الكسعيّ لمّا
رأت عيناه ما صنعت يداهُ
وقصته مسردة في كتب الأمثال

خليل حلاوجي
11-08-2007, 03:25 PM
ما بين أحلامِ الشَّبابِ وبيـن مـا
يجني بُناةُ المجـدِ حَـرْبٌ داميـةْ
لو كانت الأحـلامُ تَمنـحُ ربَّهـا
قَطْرًا لَعَدُّوا المُعْجِباتِ ثمانيـةْ (1)
تأبى رُبَى الأمجـادِ كـلَّ مُعَلَّـقٍ
بالوهمِ ، يحلُم بالقصـور العاليـةْ
يغفو علـى أحلامـه ، ويظنُّهـا
تبقى بأكنـاف التَّخـاذُلِ غافيـةْ
فإذا استفاق أحـسَّ لَـذْعَ ندامـةٍ
لاقى بها الكَسْعِيُّ نارًا حاميةْ


\

قصيدة مهمة .... وشاعر يحلق في فضاء الروعة .... وغيمات حبره تمدنا بالغيث بعد التصحر


لاعدمناك

أيمن كمال
11-08-2007, 03:37 PM
الأستاذ خليل
أشكرك بقدر لطفكم وأكثر
أيمن كمال

أيمن كمال
11-08-2007, 07:27 PM
طائف واحد فقط ؟
زائر واحد فقط ؟
ألأني أعلنت فيها شيبتي ؟
حسبت أنها ستثير كوامن من سبقوني إلى رحى الأربعين ، ولا أبحث عن الإطراء ، إنما أردت من يعزيني في رحيل شبابي
فهل من معزٍّ ؟ وإلا فلن أعود
أيمن كمال
عذرا أخي خليل في ردك كفاية ولكن ،،،،،

فارس جميل الهيتي
11-08-2007, 07:58 PM
هذا حديثُ الأربعيـن ، سردتُـه
شِعرًا ، وصُغْتُ حروفَه بدمائيـهْ
فلعلَّ من يغفـو بِصُبْـحِ شَبابـه
يَلقى بِداجي اللَّيل نَجْـمَ سَمائيـهْ
ليقـودَه نحـو السَّنـا بضيـائـه
لو كان يُبْصِـرُ دَرْبَـهُ بضِيائيـهْ
ولعلَّ من يرعى الندامةَ والأسـى
يحنـو علـيَّ إذا أحـسَّ بدائيـهْ


الله الله الله


باسق أنت وسامق
سلم قلبك ويراعك
كلمات تلامس شغاف القلب
دمت للشعر الجميل

أيمن كمال
11-08-2007, 10:44 PM
اسم حبيب "فارس"
أكبر أبنائي هو فارس وأنا أبو فارس
أشكر تعليقك الجميل أخي فارس
أدام الله المودة بيننا وسقاها بماء الغمام
أيمن كمال

علي أسعد أسعد
11-08-2007, 10:50 PM
والله إنها لرائعة

متحفة


بارك الله بك

أيمن كمال
11-08-2007, 11:05 PM
وبارك بك أخي الشاعر المبدع
شكرا بقدر الامتنان لك
أيمن كمال

ناصر البنا
11-08-2007, 11:19 PM
أعجبتي الى حد الدهشة والإنبهار
لله أنت ورائعتك هذه اخي ايمن

فقد انسابت كلحن على شفتي كنار
دمت بكل خير وود
ولك خالص تحيتي على الدوام

أيمن كمال
11-08-2007, 11:26 PM
سلمت من الدهشة والانبهار فأنت يا ابن البنا ربهما
ألم تدهشنا قبل بوروفيتك الرائعة؟
عموما أشكرك من صميم القلب
دمتم بخير
أيمن كمال

أهداب الليالي
12-08-2007, 12:01 AM
رائـع ما قرأت أخي أيمن
دام لك بهاء القصيد و رونقه
وسلمت روحك المحلقة بالذائقة

تقديري

أيمن كمال
12-08-2007, 01:45 PM
من نافلة القول يا أهداب الليالي أن أقول شكرا
فذوقك وحسن أدبك يستلزم أن أقول المزيد
بوركت وبورك حسك المهذب
تحياتي
أيمن كمال

د. سمير العمري
14-06-2010, 06:54 PM
نص شعري باذخ وجدير.

كنت هنا رائعا وأكثر أخي الشاعر المبدع أبا فارس.

سعدت القراءة لك لا فض فوك!

أهلا بك دائما في أفياء واحة الخير.



تحياتي

محمود فرحان حمادي
14-06-2010, 08:04 PM
قصيدة رصينة على درجة عاليو من الرقي الأدبي المميز
بورك النبض الشاعري لشاعر متمكن من الأداء وجودة السبك
تحياتي