مشاهدة النسخة كاملة : حقائبُ الرحيلِ ..
منى الخالدي
17-08-2007, 02:42 AM
البوح بعد منتصف الليل له طعمه الخاص ، تتلولب فيه الحروفُ ، مثل نافورةٍ تتراشق حباتها على أرواحنا جذلى ، ما أن أمسكنا بأولها ، حتى بدأت السطور الفارغة بالتيمم ومن ثم السقيا..
حاولت أن أكتب الكثير ، لكنني لم أفلح ، ففي داخلي نسيجٌ معقد التشابك ، كأوردة الدماغ التي تشبه المتاهة لو رأيتَ تفاصيلها..
سهامٌ من الوجعِ مغروسة في دمي ، وكأنني لا أبرأ منه حتى لحظات ابتسامتي ، فكم تمنيت أن أكتب السعادة في سطورٍ يفرح لها كلّ من يقرأ لي ، لكن.. هل يستطيع الموجوع أن يزرع البسمة في قلوب الآخرين ، وإن كان ممن داسوا على قلوبهم، وصار صراخهم أنيناً خافتاً ، لا يبث بأوجاعه حتى للقمر في ليلة اكتماله بدرا !
تلك الحياة التي أعيشها بكلّ تفاصيل غربتها ، قد وهبتني من كرمها كل ما يحلم به المرء المتشائم ، وما لا تتمناه نفسي من أوتار وجعٍ ، يعزف فيها صوت الفراق في كلّ ليلة على أوتار الرحيل..
رحيل طفولتي ..وأجمل مراحل عمري التي أفنيتها خوفاً تحت جنح الظلامِ ، ووابل من رصاصات البكاء ، تخترق نهارا أجواء براءتي ، وتسلبني حق الطفولة الحقّة..
رحيل أبي ..قبل أن تعانق عيناه وجهي ، وقبل أن أردّ عليه ، عندما ناداني باسمي ، ولم أكن بجانبه لحظة رحيله..
رحيل ربيعي الذي تمزق فستان عرسهِ على هجرٍ ظاهر ، وآخر باطن ، وأكفّ تصفع ، وأخرى تجرح ولا تبلسمُ
و... وقوفي على أبواب وطنٍ آيلٍ للفناء ، يحمل على ظهره حقائب البكاء ، وعويل صدري يكاد يمزق فلول السحبِ المتراكمة سواداً على جدرانِ غربته (وطني) حتى بين أقرانه الأحبّاء ..
الوطن..
معضلتي الكبرى ، ووجعي الأعمق ، وحلم كنت أشيّد فيه كلّ ليلةٍ قصراً من الأمل ، ولم أكن أعلم أنني أبني على الرملِ أحلاماً ، تتكسرُ مع أول موجةٍ صباحية بأحداثٍ يصوغها الآخرون ، وندفع ثمنها من دمائنا وحياتنا و..ترابنا
وأخيراً.. حقائب رحيلي تنادي ، وتزرع في أرض جفوني مراسيم البكاء ، على روحِ أنثى قد ودّعتها فراشات الفرحِ ، وصارت كالآخرين ، وردة تتنفس ، تحت أنقاض الوطن ، وتنفلق من بين مساماتها بذرة حبّ واحدةٍ تنادي باسم الوطن المسلوب ، فكيف تغفو عيون القلبِ وأرض روحها تئنّ ، وتصرخُ كل ليلةٍ من الألمِ !
نبضه الدائم
منى الخالدي
16\08\07
علي أسعد أسعد
17-08-2007, 02:47 AM
غريب أن تكون هناك حقائب للرحيل
مع أننا نحن الحقائب
نحمل الوطن في أهدابنا ونرحل به
هذا الوطن الذي ينام بين رموشنا
كآية النور
الأديبة الكبيرة منى ..
يسبح الحزن في عينيك كالأسماك
أعادك الله لترابك
أيتها الزهرة
د. عمر جلال الدين هزاع
17-08-2007, 04:30 AM
أيتها المنداة بعطر اللغة
و المتشحة بإزار الضوء
مابالك فتحت أبواب جهنم لتحرقينا
وربي
لقد أثرت في كلمات
وزرعت بداخلي مشاعر من نار ودخان
فاحترقت
قد أعود بعد أن تهدأ نفسي
ولك التحايا لحينها
د. محمد حسن السمان
17-08-2007, 07:26 AM
سلام الـلـه عليكم
أطلالة سريعة على نص " حقائب الرحيل " للأديبة منى الخالدي
قرأت " حقائب الرحيل " , فوجدت عنوانا , يحمل صورة حركية مركبة , لها ابعادها الواقعية والنفسية والرمزية , ولجت طويلا في الابعاد , ثم ومن حيث لم أغادر , رحت بين حنايا خفقات الألم والحزن والمعاناة , التي حفلت بها كل كل كلمة من النص الجميل الحزين , الذي جاء في فترة بعد منتصف الليل , حيث يضعف حاجز السيطرة الواعية لدى الفرد , لمصلحة تنامي الشعور اللاواعي , فتسيطر المشاعر الداخلية , ولعل الصورة جاءت واضحة معبّرة من خلال مشهد نافورة ماء غير منتظمة:
" تتلولب فيه الحروفُ ، مثل نافورةٍ تتراشق حباتها على أرواحنا جذلى ، ما أن أمسكنا بأولها ، حتى بدأت السطور الفارغة بالتيمم ومن ثم السقيا.." , وفي هذه الحالة اللاواعية , تتضرم المشاعر والصور والاحاسيس , ويصعب تنظيما في صياغات واضحة , فهي أشبه ما تكون بمتاهة :
" حاولت أن أكتب الكثير ، لكنني لم أفلح ، ففي داخلي نسيجٌ معقد التشابك ، كأوردة الدماغ التي تشبه المتاهة لو رأيتَ تفاصيلها.. "
يالها من براعة في التعبير عن الحالة ووصفها , ومع غياب الضبط الواعي للافكار والمشاعر , يصبح الانسان في خضم الاحاسيس والمشاعر وصور التجربة الانسانية التي هي نسيج نفسه وتكوينه :
" سهامٌ من الوجعِ مغروسة في دمي ، وكأنني لا أبرأ منه حتى لحظات ابتسامتي ، فكم تمنيت أن أكتب السعادة في سطورٍ يفرح لها كلّ من يقرأ لي ، لكن.. هل يستطيع الموجوع أن يزرع البسمة في قلوب الآخرين .."
"تلك الحياة التي أعيشها بكلّ تفاصيل غربتها ، قد وهبتني من كرمها كل ما يحلم به المرء المتشائم ، وما لا تتمناه نفسي من أوتار وجعٍ ، يعزف فيها صوت الفراق في كلّ ليلة على أوتار الرحيل.."
ومن البديهي أن يرتفع مستوى التوتر النفسي , من خلال مشاهد أكثر تفصيلية وتحديدا , هي الذكريات والتاريخ الشخصي :
"رحيل طفولتي ..وأجمل مراحل عمري التي أفنيتها خوفاً تحت جنح الظلامِ ، ووابل من رصاصات البكاء ، تخترق نهارا أجواء براءتي ، وتسلبني حق الطفولة الحقّة.."
"رحيل ربيعي الذي تمزق فستان عرسهِ على هجرٍ ظاهر ، وآخر باطن ، وأكفّ تصفع ، وأخرى تجرح ولا تبلسمُ "
وفي محاولة منطقية لاستقراء اسباب الحالة والتوتر والحزن , ترجع الكاتبة الأمر الى ما مرّ به , وما يمر به الوطن , ومحاولة ايجاد الميرر والمسوّغ , حتمية نفسية , يلجأ ايها اللاشعور لتخفيف الضغط عن النفس البشرية , تأمين منافذ تنفيس لخفض التوتر :
"الوطن..
معضلتي الكبرى ، ووجعي الأعمق ، وحلم كنت أشيّد فيه كلّ ليلةٍ قصراً من الأمل ، ولم أكن أعلم أنني أبني على الرملِ أحلاماً ، تتكسرُ مع أول موجةٍ صباحية بأحداثٍ يصوغها الآخرون ، وندفع ثمنها من دمائنا وحياتنا و..ترابنا "
وأخيرا , في محاولة لاعادة توازن الصورة , وضبط الحالة , تعود بنا الكاتبة بشكل طبيعي , إلى نقطة البداية , إلى صورة حقائب السفر , ثم تقوم بتمازج بين الحقائب والحالة النفسية والوجدانية , لتنهي هذه الهواجس والاحاسيس والمشاعر الانسانية , بعد منصف الليل :
"وأخيراً.. حقائب رحيلي تنادي ، وتزرع في أرض جفوني مراسيم البكاء ، على روحِ أنثى قد ودّعتها فراشات الفرحِ ، وصارت كالآخرين ، وردة تتنفس ، تحت أنقاض الوطن ، وتنفلق من بين مساماتها بذرة حبّ واحدةٍ تنادي باسم الوطن المسلوب ، فكيف تغفو عيون القلبِ وأرض روحها تئنّ ، وتصرخُ كل ليلةٍ من الألمِ ! "
وفي النهاية , يمكن القول , إن نص " حقائب الرحيل " , يرسم صورة معاناة ذاتية , تتداخل فيها الشخصانية والوطن , لاتنتهي عند شخصية الكاتبة فقط , بل تعدى النص ذلك ليرسم ملامح المرأة العراقية , بصورة عامة , في هذه المرحلة من التاريخ , بل أكاد أجزم , أن النص يعبّر عن ملايين النساء في عالمنا العربي , والنص يشكل لوحة أدبية راقية , تفيض بحرارة النبض , وصدق المشاعر , وبراعة التعبير .
د. محمد حسن السمان
جوتيار تمر
17-08-2007, 11:17 AM
منى.......
بوح ذاتي.. يعانق في الاعماق.. الروح بحب قدسي يتلذذ الم الحنين..وبلغة انسيابية تجبرنا على مزاولة ألالم معها..وعلى ان نعيش الحالة فيها ومعها..الغربة..وكأنك منى ..هنا ترسمين صور حقيقية لملامحنا..لوجوهنا..لذواتنا.. وتحملينا على الاستسلام لمسار الرؤية الذاتية لك..ومنطقك المخصوص... هذه الصور الغربوية المنبعثة من الوجدان..تداهمنا حتى ونحن بين احضان الوطن..تبحث لها عن ملاذ بين اروقة الذات..وازقة القلب المبعثر فوق ارصفة الزمن الممتدد من البدء الى ...زمن ما...وفق معايير تريد ولكنها تصطدم بالوجود.. حيث لاثابت فيه ..ولاشيء له قيمة الا اللاشيء بحد ذاته..وتبقى المسيرة مستمرة..ويبقى قلبك يلهف.. ويزداد فيه قيمة الالم بالالم ذاته..وقيمة الغربة..وقيمة الحنين الى الوطن.. الى الحضن..الى الامان..الى الحياة..ولاشيء يوقف مد هذا الحنين..لانه مغلف بطبقة اوزونية ان اخترقناها اخترقتنا واذابت فينا ما تبقى لنا من حياة.
لك كل المحبة
جوتيار
للتثبيت
ابن الدين علي
17-08-2007, 12:19 PM
أختي منى سلام الله عليك:
... نعم نعد الحقائب و لكن إين؟ ... إلى المجهول..؟ نعيش زمننا مستلبين.
إذا رحلنا و نحن نحمل الهموم ذاتها فلا داعي للرحيل. الرحيل هو الرحيل عن الهموم و ليس عن المكان .
راودتني هذه الافكار و انا اقرأ نصك المشحون جدا.دمت في رعاية الله.
يسرى علي آل فنه
17-08-2007, 12:53 PM
ياحبة المطر
للحياة مواسم حزن وفرح
وفي حقائب الرحيل تسكن ألوان مشاعر دافئة تعانق الحياة بأمل بعد كل وداع
فاخترقي بنورك كل ضباب الحزن وجددي مع البوح ترتيب
حقيبة الحياة لترين كم أهداك الصبر من خير
الراقية منى الخالدي:-
لن أقول نصك رائع
بل أنتِ رائعة :0014:
عطاف سالم
17-08-2007, 02:00 PM
يامنى النفس ... يامنى
ما لي أرى حبة المطر معفرة بتراب الوجع ؟
سلم الله قلبك ياحبيبة أيتها الغالية ..
حقائب الرحيل ..
أنت يامنى تحسنين الإفصاح عن وجعك وألمك في سطور جهنمية تتلظى حرقا مثل سطورك هذه!
ولعل في ذلك مايخفف عنك...
لله درك على صور تقتنصيها بغتة من وراء اللغة بينما هي تصفق لك على براعة الأخذ في خطف والشرود بها إلى روابي الوجدان حيث تضطرم المشاعر وتضطرب..
وبعد منتصف الليل أخرجت من صندوق كنزك تلك الروائع التي رصعت بها صدورنا وخرجنا من نصك رغم وجعك بشيء يشبه حلوى العيد ...
ولقد كفاني الأديب الرائع الفاضل د/ محمد السمان الكثير الكثير مما أود قوله
بورك قلمك وقلبك وبورك قلمه وقلبه
أحييك منى.......................................وأ بك :0014:
لا أرهق الله لك قلب ولا أراق لك دمع ولا أذاب لك أمنية ولاروع لك حس
كوني بخير:001:
وليحفظك الرحمن تعالى ياحبيبتي:tree:
أحمد عبدالرحمن الحكيم
17-08-2007, 04:03 PM
شاعر العراق الجميل كان يسأل سؤالاً منذ زمن
وطني هل أنت بلاد الاعداء
فلله درك بنت الخالدي وأنت تعيدين السؤال بصورة أُخري
تحيةٌ من وجعٍ إلي وجع
يمنى سالم
17-08-2007, 04:40 PM
منى الخالدي
رائعة جداً غاليتي بكل هذا النوف الموجع للرحيل..
تحيتي
وفاء شوكت خضر
18-08-2007, 12:12 AM
أيتها الغالية ..
سكنتك الغربة ولم تسكنيها ، وسكنك الوطن رغم الرحيل ..
سقيت الصفحة بمداد الوجع ، واستفززت الدموع الهاجعات خلف أهداب الليل ، حتى القمر توشح الغمام يخفي دموعه .
نعم منى ..
إنه نص موجع ، حملت حروفه هموم الغربة والوحدة ، فما أصعب أن نفقد وطن ..
منى ..
كل الكلمات أبت أن تتخطى حدود ألمك في هذا النص ..
فاعذري انحسارها خلف حاجز الصمت .
كيف أواسيكي أيتها البعيدة القريبة ؟؟
لك محبتي واشتياقي ..
د. نجلاء طمان
18-08-2007, 12:31 AM
منى الغالية
لا تعلمى كم لامست وجعا بداخلى سكن فترة؟؟؟
أيتها السمكة الحزينة الملونة داخل حوضك الزجاجى
يقبع المحيط على مسافة قدم
ربما يأتى اليوم وتقفزى فيه فتتحررى!!
لا يعلم أحد ماسيأتى به الغد
شذى الوردة ينتظر معك الفرج أيتها النورانية
د. نجلاء طمان
سمو الكعبي
18-08-2007, 03:55 AM
البوح بعد منتصف الليل له طعمه الخاص ، تتلولب فيه الحروفُ ، مثل نافورةٍ تتراشق حباتها على أرواحنا جذلى ، ما أن أمسكنا بأولها ، حتى بدأت السطور الفارغة بالتيمم ومن ثم السقيا..
حاولت أن أكتب الكثير ، لكنني لم أفلح ، ففي داخلي نسيجٌ معقد التشابك ، كأوردة الدماغ التي تشبه المتاهة لو رأيتَ تفاصيلها..
سهامٌ من الوجعِ مغروسة في دمي ، وكأنني لا أبرأ منه حتى لحظات ابتسامتي ، فكم تمنيت أن أكتب السعادة في سطورٍ يفرح لها كلّ من يقرأ لي ، لكن.. هل يستطيع الموجوع أن يزرع البسمة في قلوب الآخرين ، وإن كان ممن داسوا على قلوبهم، وصار صراخهم أنيناً خافتاً ، لا يبث بأوجاعه حتى للقمر في ليلة اكتماله بدرا !
تلك الحياة التي أعيشها بكلّ تفاصيل غربتها ، قد وهبتني من كرمها كل ما يحلم به المرء المتشائم ، وما لا تتمناه نفسي من أوتار وجعٍ ، يعزف فيها صوت الفراق في كلّ ليلة على أوتار الرحيل..
رحيل طفولتي ..وأجمل مراحل عمري التي أفنيتها خوفاً تحت جنح الظلامِ ، ووابل من رصاصات البكاء ، تخترق نهارا أجواء براءتي ، وتسلبني حق الطفولة الحقّة..
رحيل أبي ..قبل أن تعانق عيناه وجهي ، وقبل أن أردّ عليه ، عندما ناداني باسمي ، ولم أكن بجانبه لحظة رحيله..
رحيل ربيعي الذي تمزق فستان عرسهِ على هجرٍ ظاهر ، وآخر باطن ، وأكفّ تصفع ، وأخرى تجرح ولا تبلسمُ
و... وقوفي على أبواب وطنٍ آيلٍ للفناء ، يحمل على ظهره حقائب البكاء ، وعويل صدري يكاد يمزق فلول السحبِ المتراكمة سواداً على جدرانِ غربته (وطني) حتى بين أقرانه الأحبّاء ..
الوطن..
معضلتي الكبرى ، ووجعي الأعمق ، وحلم كنت أشيّد فيه كلّ ليلةٍ قصراً من الأمل ، ولم أكن أعلم أنني أبني على الرملِ أحلاماً ، تتكسرُ مع أول موجةٍ صباحية بأحداثٍ يصوغها الآخرون ، وندفع ثمنها من دمائنا وحياتنا و..ترابنا
وأخيراً.. حقائب رحيلي تنادي ، وتزرع في أرض جفوني مراسيم البكاء ، على روحِ أنثى قد ودّعتها فراشات الفرحِ ، وصارت كالآخرين ، وردة تتنفس ، تحت أنقاض الوطن ، وتنفلق من بين مساماتها بذرة حبّ واحدةٍ تنادي باسم الوطن المسلوب ، فكيف تغفو عيون القلبِ وأرض روحها تئنّ ، وتصرخُ كل ليلةٍ من الألمِ !
نبضه الدائم
منى الخالدي
16\08\07
حبيبتي منى الخالدي
على أي أوتار الحزن عزفت؟.
وأي حقائب هذه التي حَمَلتْ الرحيل قبل أن يحملها ؟؟؟؟؟!.
بصراحة نص بقدر ما لامس شغاف قلبي بكثره ما أسال دموع الحزن , حيث تشابهت الهموم وقد تشدد عند بعضنا وقد تخف عند الآخر .
نعم رحيل الطفولة ,ورحيل الوالد, ورحيل الربيع والنهار ولا أخالك تعنين إلا العمر الذي يتفلت من بين أيدينا .
الأديبة منى بصراحة خاطرتك جعلتي أتذكر الراحلين والراحلات .
نصك نجم تألق في سماء الإبداع هنا في واحتي .
نور سمحان
18-08-2007, 11:10 AM
القريبة منى :
إذا دخلت صفحتك وحاولت قراءة تعليقي
ووجدت المساحة بيضاء فارغة
فلا تقولي إن نور تكتب بحبر سريّ
لكن تأكدي تماما ان الحروف فرّت خجلا ووجلا من جمال حرفك
وتوارت أمام ضياء كلماتك
فلا طاقة لها بمجاراة روعة خلقت فقط لتكسو حرفك البهي
سيدتي التمسي لقلمي العذر
واغفري لي عجزا ليس لي يد فيه
لكن دعيني أقول لك
أبدعت ورب الكعبة أيتها الأنيقة
يا الله كم كان نصك راااااااااااائعا
فلله درّك ما أعظمه من حرف
محبتي لك متدفقة
منى الخالدي
18-08-2007, 03:13 PM
الأديب الخلوق
علي أسعد
أسأل نفسي كثيراً..لماذا نبدع حين نكتب في الحزن ؟ هل لأنه قد تمكّن منّا حتى آخر فسحة في قصيباتنا الهوائية ؟ أم أننا نبالغ في حزننا ؟ ولماذا لا تكتمل لحظات السعادة في حياتنا ؟
فاين أنا الآن؟
في غربة تغطيني الثلوج ، أشعل عود ثقاب من حروفٍ ، لا تكاد تذيب قطرة من الثلج المتراكم بيني وبين أرضي مقدار ألف عامٍ ، وعام..
أعذر هذياني هذا اليوم
فالوجع باقٍ يزلزل حرفي ويوقد في طريق كتابتي ألف شمعة محترقة..
لك طيبي ومودتي يا أول القادمين أرض أوجاعي..
مازن سلام
18-08-2007, 04:00 PM
سيدتي
هزّني النص , فتساقطت ألملم أشلاء ذكريات موجعة... و غرقت في محيطات الدموع و الدماء المنادية " كفى "
حتى عندما نقدر على استخراج صورة نادرة لضحكة من ذاكرتنا , تعقبها دون وعي أو قصد دمعة أسى... نخاف أن نخفيها في حقيبة كي لا تـُجبـَر هي أيضاً على الرحيل...
صار الفرح يبكينا , و الحزن يبكينا, كأننا خـُلِقنا في مطارات القهر و مكتوب علينا السفر الدائم على متن طائرات الفاجعة اليومية.
سيدتي,
شكراً لهذه الصفعة التي توقظ فينا الإنسان الملقى على عتبات الألم , لا حول و لا .
كل الاحترام و التحية
حنان الاغا
18-08-2007, 07:10 PM
منى العزيزة
لنشكر الرحيل في زمن الحرب
فأن نلتصق ببقعة من الأرض منفى هي ، ويحكم علينا بتمثيل الانتماء لهو أصعب من حمل الحقائب في دروب الاغتراب
هكذا نبتلع الوقت على قارعة الأماكن ، قبل أن يبتلعنا على مسمع ومرأى من عيون الأرض.
هذا هو زمن ابتلاء لن يرحم اللاعبين بمصائر الإنسان
مؤثر ما كتبت ويحتاج الكثير من الوقوف حده.
محبتي لك
مأمون احمد مصطفى
19-08-2007, 12:53 AM
منى العزيزة
كنت تقتربين ، لكنك ابتعدت.
كنت تبتعدين ، لكنك اقتربت.
كنت بين القرب وبين الابتعاد....
بين البين وبين البين.
مع خالص المودة
الصباح الخالدي
19-08-2007, 01:09 AM
حقائب ترهق الكتفين اي جسد يتحمل كل هذا الثقل
نصك معبر جدا
بابيه أمال
19-08-2007, 02:16 AM
أديبتنا البابلية..
تأتي الحروف حزينة متى ما كان الوجع غائرا بين ثنايا قلب يعيش ليرى الفرح متجسدا في كل شيء حوله..
منى أيتها المتدثرة بوشاح الوجع رفقا.. ألا رفقا بقلبك كيما لا تسقي شجرة حزنه حروفا حزينة لتمتد فروعها بين طيات نفسك الجميلة.. واحملي بين حقائب رحيلك منديل أمل في رحمة الله بك وبالوطن..
نادرا ما أترك دموعي بين صفحات الواحة.. وهنا سأترك دموعي ودعاء إلى الله بأن تجدي البسمة برحمته يا منى لتضعي حقائب حزن ثقيلة لا طاقة لكاهلك الأنثوي الرقيق بها..
حبا بالله كوني بخير..
عتيق بن راشد الفلاسي
19-08-2007, 03:20 PM
الروعة ،والجمال ،والألق،ونفائس من حر القلب ،ودمعة العين ،ومشاعر جياشة تكاد تستعبد صمامات قلبي فلا تدعها تضخ إلا لها كأنما صارت معزوفة من المقام الحزين تردد معك يا منى نشيد الرحيل ..يالله كم أتيه وأنا أقرأ منى ودمعها ،ومنى وبسمتها ،كم أعجب لهذا القلم الذي نبع في وسط الفرات فتجاوب معه النيل وأقرانه...
منى ..أديبتي الرائعة السابقة السامقة ذات الحس العالي ،والشعور الفياض رحمة بنا فما أبقت حروفك بين قفص الصدر قلبا ،ولا أبقت بين المحاجر دمعا ...هكذا أنت كما عرفتك وقرأتك أدب مستقل لا يؤمن بتبعية ولا ينهج صورة معينة ..إنه إبداع قلم ،ودم قلب يسقيه.
خليل حلاوجي
19-08-2007, 03:55 PM
و... وقوفي على أبواب وطنٍ آيلٍ للفناء ......
سكت الكلام في فمي ...
ودمع العين ... في الفرات قراه .. ياوطني
منى الخالدي
20-08-2007, 01:02 PM
الشاعر الكبير ، والمتألق
د.عمر جلال الدين
من حيث تأتي حروفك جذلى ، تتعلق بقطراتها أناملي ، فتعزف على أوتارها لحن الجمال المعتق بعذوبة ما تكتب دوماً ..
أشكر لك هذا الولوج المتخم بالشفافية الممتزجة بلون الورد
وعلى موعدٍ دائم بانتظار عودتك الكريمة أيها الفاضل الكريم..
لك تحيتي وكل احتراماتي..
منى الخالدي
20-08-2007, 01:40 PM
لعلّها من إحدى مكارم الله عليّ ، ان أجدك في نصي المتواضع ، تتعمق في أوصاله وتصول وتجول فيه ، تجعله لعينيك واحة غنّاء ، وتحيل عطر حرفكِ واحتي المتواضعة بكرم حضورك إلى جنّة خضراء ، تنبع أنهاراً متدفقة من لدن حرفك المتوقد وقاراً وجمالاً لا نظير له ، تشاطر روعتك عصافير الشفقِ ، تستمد العطاء منك ، فتزقزق فرحة بما أتاها من خيرٍ دون سبقٍ أو تعمّد..
أشكر لك هذا الحضور
وتلك القراءة التي أسهبت بها ، وكانت من قمم سعادتي أن أجد لك توقيعاً في إحدى نصوصي
فكم كنت كريماً معي..!
أحمد الرشيدي
20-08-2007, 02:02 PM
البوح بعد منتصف الليل له طعمه الخاص ، تتلولب فيه الحروفُ ، مثل نافورةٍ تتراشق حباتها على أرواحنا جذلى ، ما أن أمسكنا بأولها ، حتى بدأت السطور الفارغة بالتيمم ومن ثم السقيا..
حاولت أن أكتب الكثير ، لكنني لم أفلح ، ففي داخلي نسيجٌ معقد التشابك ، كأوردة الدماغ التي تشبه المتاهة لو رأيتَ تفاصيلها..
سهامٌ من الوجعِ مغروسة في دمي ، وكأنني لا أبرأ منه حتى لحظات ابتسامتي ، فكم تمنيت أن أكتب السعادة في سطورٍ يفرح لها كلّ من يقرأ لي ، لكن.. هل يستطيع الموجوع أن يزرع البسمة في قلوب الآخرين ، وإن كان ممن داسوا على قلوبهم، وصار صراخهم أنيناً خافتاً ، لا يبث بأوجاعه حتى للقمر في ليلة اكتماله بدرا !
تلك الحياة التي أعيشها بكلّ تفاصيل غربتها ، قد وهبتني من كرمها كل ما يحلم به المرء المتشائم ، وما لا تتمناه نفسي من أوتار وجعٍ ، يعزف فيها صوت الفراق في كلّ ليلة على أوتار الرحيل..
رحيل طفولتي ..وأجمل مراحل عمري التي أفنيتها خوفاً تحت جنح الظلامِ ، ووابل من رصاصات البكاء ، تخترق نهارا أجواء براءتي ، وتسلبني حق الطفولة الحقّة..
رحيل أبي ..قبل أن تعانق عيناه وجهي ، وقبل أن أردّ عليه ، عندما ناداني باسمي ، ولم أكن بجانبه لحظة رحيله..
رحيل ربيعي الذي تمزق فستان عرسهِ على هجرٍ ظاهر ، وآخر باطن ، وأكفّ تصفع ، وأخرى تجرح ولا تبلسمُ
و... وقوفي على أبواب وطنٍ آيلٍ للفناء ، يحمل على ظهره حقائب البكاء ، وعويل صدري يكاد يمزق فلول السحبِ المتراكمة سواداً على جدرانِ غربته (وطني) حتى بين أقرانه الأحبّاء ..
الوطن..
معضلتي الكبرى ، ووجعي الأعمق ، وحلم كنت أشيّد فيه كلّ ليلةٍ قصراً من الأمل ، ولم أكن أعلم أنني أبني على الرملِ أحلاماً ، تتكسرُ مع أول موجةٍ صباحية بأحداثٍ يصوغها الآخرون ، وندفع ثمنها من دمائنا وحياتنا و..ترابنا
وأخيراً.. حقائب رحيلي تنادي ، وتزرع في أرض جفوني مراسيم البكاء ، على روحِ أنثى قد ودّعتها فراشات الفرحِ ، وصارت كالآخرين ، وردة تتنفس ، تحت أنقاض الوطن ، وتنفلق من بين مساماتها بذرة حبّ واحدةٍ تنادي باسم الوطن المسلوب ، فكيف تغفو عيون القلبِ وأرض روحها تئنّ ، وتصرخُ كل ليلةٍ من الألمِ !
نبضه الدائم
منى الخالدي
16\08\07
الأديبة الموقرة منى
كم يعز علي أن أقدم إلى صفحاتك متأخرا قائلا هذه الكلمة لأول مرة :
" لعل الله ييسر لي عودة قريبة ".
حفظكِ الله ورعاكِ
منى الخالدي
20-08-2007, 05:37 PM
الأديب الفيلسوف
جوتيار
لعلك من أقرب الذين يفهمون حالتي ، ووضع الاغتراب الذي يسكن روحي ، وأنا بين جدران لا حصر لها من المتاهة والتغيّب عن أرض روحي ، وكأنني أنا أمها ، ولم تلدني هي ..!
حضوركَ برعمٌ وسط صحرائي المتعطشة لقطرة ماء
فكنت أنت وغيمتك الماطرة
تمرّ من فوق أرض لتمطرها بوابلٍ من رقة وحنين
شكراَ لك
وشكراً أخرى لتثبيتك النص المتواضع..
تحية تعبق عطراً يشبه حرفك أخي..
منى الخالدي
21-08-2007, 05:14 PM
نعم يا أخي
صدقت ، فإن كان الرحيل من وجعٍ إلى وجع
فما ستكون فائدته؟
بل كان رحيلي هنا إلى قلب أرضي ، لعلي أهديها بعض الحنان الذي تحتاجه أكثر من أيّ وقت مضى..
الأخ الفاضل
ابن الدين علي
أشكر لك مرورك الكريم
وكلماتك المطببة للنفس
تحيتي واحترامي..
سحر الليالي
21-08-2007, 05:57 PM
نص يحمل في طياته وحروفه الكثير من الالم والدموع...!!
منى لي عودة بكل تاكيد بع ــد عودتي من السفر.
نص أكثر من رائع ومؤلم حد الثمالة...!!!
لكمــ اشتقت لنبضك..!
لكـ حبي الع ــميق وألف باقة ورد
مجذوب العيد المشراوي
22-08-2007, 10:54 PM
ما أجمل تلك العوالم المختفية فينا وما أعجبها ، تتجسد جنانا وجهنم ولا أحد يشعر بك إلا أنت ..
منى أخيتي أبدعتِ وأوجزت الجمر
شكرا
محمد سامي البوهي
23-08-2007, 12:51 PM
الأديبة المتألقة / منى
ربما أقف هنا كطفل يحبو بالقلم ، يعدو به على جدران المنزل ، يرتل بطلاسم وحده من يفهمها ...
من السم يخرج الترياق المنقذ ، ومن القلب الممتلىء بالدماء ينفذ الحب ، أراك هنا تحاولين أن تصنعين من الليمون الحامض عصيرا حلواً ...
لكنه رحيل ليس كأي رحيل ... رحيل جاء قبل أن تأتي الذكريات ، فحل ضيفاً ثقيلاً ، نحصد من أعماقه الألم ... لكن سلوانا الوحيدة هو الحرف ..
تحيتي لك منى
منى الخالدي
23-08-2007, 08:46 PM
الحبيبة الغالية
يسرى علي آل فنه
كل مواسم الحياة مررتُ بها
فرحاً ، حزناً ، شوقاً ، ألماً
وكانت أطولها لحظات حنيني إلى أرض الوطن
وحبي له لا تعادله كل مشاعر الكون
لذا كان رحيلي إليه..
أشكر لكِ حضوركِ الغالية
وكلماتكِ الجميلة بحقي
لكِ حبي وورودي..
إكرامي قورة
23-08-2007, 09:14 PM
يـــــــــــــا الله
شدني العنوان فدخلت للقراءة ولم أكن أدري مقدار الحزن الذي سيحتل نفسي
أي غربتك تسكنك أيتها المبدعة ؟
أتعبتني يا صاحبة المفردات التي اصطفت في صفوف الحزن تبكي وهي تتقبل العزاء في أحلامها التي تختنق
رأيتك طفلة حزينة ووطنا يتألم
هنا أبكتني مقدرتك على الكتابة وروعة بوحك
تقديري وخالص الأمنيات بصباحات سعيدة لا تنتهي وعودة بعز لوطن حبيب
منى الخالدي
27-08-2007, 03:27 AM
عطاف الخير
واالرقة ، والمحبة
تدخلين وكأنكِ أميرةٌ تتحدث ، وبين يديها باقات من ورود تشبهها
كم أنت رائعة يا غالية ، في إطرائكِ الذي يجعلني أسابق السحب
وأغني مع الفراشات لحناً ، غير ذي حزنٍ
لأنك تطببين الجرح حين تمرّين
فما أجملكِ يا أخيتي الحنونة العذبة
وما أسعد حروفي المتواضعة بكلماتكِ الأرقى والأجمل دوما
لكِ محبة لا تنتهي
وسلام ممتزج بعطر الوردِ وألوانه..
منى الخالدي
27-08-2007, 03:32 AM
الأخ الفاضل
أحمد عبد الرحمن الحكيم
قد تكوت الأسئلة متتعدة ، لكنها تفضي إلى وجعٍ واحد
وهو
إلى متى ..؟
أشكر لك حضورك الغالي عليّ وعلى حروفي المتواضعة
مع أجمل تحية وأعطر باقة ورد..
منى الخالدي
27-08-2007, 03:34 AM
منى الخالدي
رائعة جداً غاليتي بكل هذا النوف الموجع للرحيل..
تحيتي
تستقبلكِ حروفي خجلى إذ مررتِ بها
ورفعتِها فوق أرقى طبقات السماء
شكراً لكِ أخيتي يمنى على مروركِ الغالي والنفيس..
محمد إبراهيم الحريري
27-08-2007, 10:14 AM
الأخت منى
تحية طيبة
لعل الوجع قاسم مشترك بين خلايا وصبغيات بني الشرق إلا ما وقع مسكنه تحت خط الحزن اصلا فله مكانة التاقلم مع الحزن في صبغيات وجعه ، وكما يقال : كلنا بالهم عرب ،
حقائبك ستبقى مهيأة الانتظار على رصيف الغربة ، داخل الوطن وخارج اسوار حزنه ، فالعربي يا أختاه يعيش الغربة جرحا أبدي النزف ، خارج الوطن غربة جسد ، وداخل السجن أقصد الوطن غربة روح ، وكلا الغربيتني قاصمة للفكر إلا من خلف اسواره فللقلم ثغر يبوح .
أعادك الله لوطنك ، وفك اسر حقائبك من غلالة الترقب ،
وأعاد لك وطنك ، ولقلبك سعادة لا يعكرها غبار أنين .
أخوك المغترب
لاجئ أدبي
منى الخالدي
28-08-2007, 12:13 PM
وفاء الحبيبة
حروفكِ كانت هنا أكبر مواساة لقلبي المغترب
فما أرقّ قلبكِ غاليتي وأنت تحتضنين وجعي بكل دفءٍ وحنان
وما أسعدني بكِ ، إذ كنت وستبقين الصديقة القريبة المقربة إلى نفسي..
أشكركِ بل لا يكتفي الشكر من أن يعانق جبينكِ الوضّاء
فلكِ أجمل تحياتي وباقات من الورود أطيبها عطرا..
منى الخالدي
28-08-2007, 12:17 PM
نجلاء الغالية
أبعد الله قلبكِ حبيبتي عن أيّ وجعٍ أو غربة ،
أحييكِ على مروركِ العذب ، وأشكر لكِ كلماتكِ الطيبة ، والتي تشبه روحكِ الرائعة..
لكِ مني أجمل تحية وأعذب باقة وردٍ تحيي صباحاتكِ ومساءاتكِ..
أحمد الرشيدي
28-08-2007, 12:27 PM
البوح بعد منتصف الليل له طعمه الخاص ، تتلولب فيه الحروفُ ، مثل نافورةٍ تتراشق حباتها على أرواحنا جذلى ، ما أن أمسكنا بأولها ، حتى بدأت السطور الفارغة بالتيمم ومن ثم السقيا..
حاولت أن أكتب الكثير ، لكنني لم أفلح ، ففي داخلي نسيجٌ معقد التشابك ، كأوردة الدماغ التي تشبه المتاهة لو رأيتَ تفاصيلها..
سهامٌ من الوجعِ مغروسة في دمي ، وكأنني لا أبرأ منه حتى لحظات ابتسامتي ، فكم تمنيت أن أكتب السعادة في سطورٍ يفرح لها كلّ من يقرأ لي ، لكن.. هل يستطيع الموجوع أن يزرع البسمة في قلوب الآخرين ، وإن كان ممن داسوا على قلوبهم، وصار صراخهم أنيناً خافتاً ، لا يبث بأوجاعه حتى للقمر في ليلة اكتماله بدرا !
تلك الحياة التي أعيشها بكلّ تفاصيل غربتها ، قد وهبتني من كرمها كل ما يحلم به المرء المتشائم ، وما لا تتمناه نفسي من أوتار وجعٍ ، يعزف فيها صوت الفراق في كلّ ليلة على أوتار الرحيل..
رحيل طفولتي ..وأجمل مراحل عمري التي أفنيتها خوفاً تحت جنح الظلامِ ، ووابل من رصاصات البكاء ، تخترق نهارا أجواء براءتي ، وتسلبني حق الطفولة الحقّة..
رحيل أبي ..قبل أن تعانق عيناه وجهي ، وقبل أن أردّ عليه ، عندما ناداني باسمي ، ولم أكن بجانبه لحظة رحيله..
رحيل ربيعي الذي تمزق فستان عرسهِ على هجرٍ ظاهر ، وآخر باطن ، وأكفّ تصفع ، وأخرى تجرح ولا تبلسمُ
و... وقوفي على أبواب وطنٍ آيلٍ للفناء ، يحمل على ظهره حقائب البكاء ، وعويل صدري يكاد يمزق فلول السحبِ المتراكمة سواداً على جدرانِ غربته (وطني) حتى بين أقرانه الأحبّاء ..
الوطن..
معضلتي الكبرى ، ووجعي الأعمق ، وحلم كنت أشيّد فيه كلّ ليلةٍ قصراً من الأمل ، ولم أكن أعلم أنني أبني على الرملِ أحلاماً ، تتكسرُ مع أول موجةٍ صباحية بأحداثٍ يصوغها الآخرون ، وندفع ثمنها من دمائنا وحياتنا و..ترابنا
وأخيراً.. حقائب رحيلي تنادي ، وتزرع في أرض جفوني مراسيم البكاء ، على روحِ أنثى قد ودّعتها فراشات الفرحِ ، وصارت كالآخرين ، وردة تتنفس ، تحت أنقاض الوطن ، وتنفلق من بين مساماتها بذرة حبّ واحدةٍ تنادي باسم الوطن المسلوب ، فكيف تغفو عيون القلبِ وأرض روحها تئنّ ، وتصرخُ كل ليلةٍ من الألمِ !
نبضه الدائم
منى الخالدي
16\08\07
نبضنا الدائم منى
نص حزين ، ومؤلم ، ولكنه متشح بالجمال جمال روحك وقلبك وحرفك ، ليتني يا منى استطيع أن أعلق على النصوص بتأوهات لأطلقت منها عشرات بيد أني لا أحبذها ، لذا سأجعل حروفي تحدو بحروفك لتخرجها من الحزن إلى الفرح ، ألم تري الفجر ، و تسمعي شدو البلابل ، وتستنشقي عبق الورد ، الحزن طارئ يا بريئة الحرف براءة الطفل الرضيع سيفتر ثغر حرفك ، ويشع النور من جبينه ليبدد الحزن والألم عما قريب عما قريب عما قريب ، فابتسمي له ..
منى الخالدي
30-08-2007, 07:52 PM
الحبيبة الغالية
سمو الكعبي
قد عزف قلبي على أوتار الوجع منذ ولادة الألم في أرضي
وكنت كالآخرين ، ابكي وأشد الرحال إليها
فكل شيء بعدها راحل ..أحبها حتى آخر قطرةٍ في دمي..
شكراً لكِ أخيتي الصغيرة على مروركِ الغالي
وكلماتكِ التي أسعدت قلبي الموجوع بالوطن
لكِ أجمل باقات ورودي معطرة..
منى الخالدي
30-08-2007, 08:00 PM
غاليتي نور سمحان
قريبة حروفكِ من قلبي ودمي دوماً
لذلك أحب مروركِ يا حبيبة على كلّ نصٍ أكتبه
ففيكِ من وطني الكثير الكثير تشبهين فيه الحنان
بالرقة المنسكبة منكِ
أحبكِ في الله والله..
تحيتي لكِ واحترامي
وأجمل باقة وردٍ عطرة..
منى الخالدي
30-08-2007, 08:09 PM
صار الفرح يبكينا , و الحزن يبكينا, كأننا خـُلِقنا في مطارات القهر و مكتوب علينا السفر الدائم على متن طائرات الفاجعة اليومية.
الله يا أخي الرائع
كم كان بليغاً هذا السطر ، وكم جلعني أستغرق في قرائته ، حتى غرقت في عذوبته
فلله درّك أيها الأديب الرائع مازن سلام
على تلك الدرر التي نثرتها في متصفحي..
شكراً لك تلفّها ألف وردة ..
منى الخالدي
30-08-2007, 08:16 PM
منى العزيزة
لنشكر الرحيل في زمن الحرب
فأن نلتصق ببقعة من الأرض منفى هي ، ويحكم علينا بتمثيل الانتماء لهو أصعب من حمل الحقائب في دروب الاغتراب
في كلّ الأحوال نتوجع يا حنان
فالغربة في أرض الوطن أو خارجه لهي الاشد قسوة لمحبي الأرض..!
حياكِ ربي يا غالية على مروركِ الغالي
وكم أشعر بالحبّ حين تمرّين..
أشكركِ من كل قلبي
ولا عدمتكِ أختاً رقيقةً عذبة..
منى الخالدي
30-08-2007, 08:24 PM
منى العزيزة
كنت تقتربين ، لكنك ابتعدت.
كنت تبتعدين ، لكنك اقتربت.
كنت بين القرب وبين الابتعاد....
بين البين وبين البين.
مع خالص المودة
أخي الكريم
أشكر لك هذا التعليق الممزوج بفلسفات حرفك الأنيق
فما كان بُعدي عن الوطن إلا التصاقاً أكثر به..
تحيتي واحترامي لك..
منى الخالدي
30-08-2007, 08:26 PM
حقائب ترهق الكتفين اي جسد يتحمل كل هذا الثقل
نصك معبر جدا
هو ذاك جسدي المنهك بحبّ الوطن يا الصباح
أخي العزيز
أشكر لك هذا الحضور الذي يشبهك إلى حدّ بعيد في الحنوّ..
تحيتي لك وكل احترامي..
منى الخالدي
30-08-2007, 08:30 PM
قد تركتِ منديلاً يشي بحنانكِ غاليتي الحبيبة
وأنت لا تكفين عن تطبيب جرحي ، سواءً بالحرفِ أو بالمشاعر
صدقاً أنت رائعة..
وأحتاج للكثير من الوقت كي أصبح مثلكِ
أنثى بطعم الأمومة وعنفوان الشباب..
بابيه
أيتها العذبة الخلوقة
سبحان من كمّلكِ بهذا الخُلق الكريم
لكِ أجمل باقات ورودي..
منى الخالدي
30-08-2007, 08:42 PM
الروعة ،والجمال ،والألق،ونفائس من حر القلب ،ودمعة العين ،ومشاعر جياشة تكاد تستعبد صمامات قلبي فلا تدعها تضخ إلا لها كأنما صارت معزوفة من المقام الحزين تردد معك يا منى نشيد الرحيل ..يالله كم أتيه وأنا أقرأ منى ودمعها ،ومنى وبسمتها ،كم أعجب لهذا القلم الذي نبع في وسط الفرات فتجاوب معه النيل وأقرانه...
منى ..أديبتي الرائعة السابقة السامقة ذات الحس العالي ،والشعور الفياض رحمة بنا فما أبقت حروفك بين قفص الصدر قلبا ،ولا أبقت بين المحاجر دمعا ...هكذا أنت كما عرفتك وقرأتك أدب مستقل لا يؤمن بتبعية ولا ينهج صورة معينة ..إنه إبداع قلم ،ودم قلب يسقيه.
هنا أحببت أن أقتبس كلّ ردكَ ، فقد عزّ عليّ والله أن أغادر حرفاً دون أن يرافق ردي عليك هنا
فأنت في الجوار دوماً ، تسقي حروفي شهداً ، وتحنو عليها تارةً أخرى..
فلله درّك أيها الأديب المختلف أحمد الفلاسي
كم انتشت حروفي بالرغم من أوجاعها ، إلا أنك عرفت كيف تخترق حاجز الصمت وتحيل يباسها إلى واحة مخضرّة بكنوز أدبك الراقي..
أحييكَ .. وأهديك أجمل باقة وردٍ عطرة..
منى الخالدي
30-08-2007, 08:46 PM
و... وقوفي على أبواب وطنٍ آيلٍ للفناء ......
سكت الكلام في فمي ...
ودمع العين ... في الفرات قراه .. ياوطني
هل أخبرت الفرات حين ناجيته كم تاقت له نفسي يا ابن الوطن؟
أخي العزيز
خليل
مروركَ الغالي
له أثرٌ كبير في نفسي
فيكفيني أنك تحمل بين شرايينك دمي..
تحيتي لك وأجمل باقات ورودي..
منى الخالدي
30-08-2007, 08:49 PM
الأديبة الموقرة منى
كم يعز علي أن أقدم إلى صفحاتك متأخرا قائلا هذه الكلمة لأول مرة :
" لعل الله ييسر لي عودة قريبة ".
حفظكِ الله ورعاكِ
أعلم حق العلمِ أنك لا تتأخر في الرد إن تواجدتَ
فأشكرك في كل الأحوال أخي العزيز..
منى الخالدي
30-08-2007, 08:52 PM
حبيتي وصديقتي الغالية سحر
والله أن سفركِ وغيبتكِ قد آلماني إلى حدّ لا تتوقعينه
فعودي لعن الله غربتي وبعدكِ عني..
اشتقتكِ جداااااااااااااا
تقبلي مني أجمل الورود لقلبكِ الرائع والمحب..
منى الخالدي
30-08-2007, 08:54 PM
جهنم بُعدي عن الوطن
وجنة شوقي الدائم له..
وجهان لعمة وجعي ..
أخي مجذوب
تكتب الدرر في جملٍ قصيرة
فما أسعدني بك دوماً..
تقبل أجمل ورودي..
منى الخالدي
30-08-2007, 09:05 PM
أخي الأديب القاص
محمد البوهي
هي الحروف دوماً تغنينا عن بعض البكاء
ما أن نكتب ما يعتلي خواطرنا ، حتى تتراشق الهمومُ التي تثقل صدورنا قليلاً
وددت الرحيل في هذا النص ، إلى حبّ أكبر وأعمق من أي حبّ على وجه الأرض
وقد كان حب الوطن..
أشكر لك هذا الحضور
وكلماتك الرقيقة بحق نصي المتواضع
تقبل أجمل تحيتي وأعطر سلامي..
منى الخالدي
30-08-2007, 09:12 PM
يـــــــــــــا الله
شدني العنوان فدخلت للقراءة ولم أكن أدري مقدار الحزن الذي سيحتل نفسي
أي غربة تسكنك أيتها المبدعة ؟
أتعبتني يا صاحبة المفردات التي اصطفت في صفوف الحزن تبكي وهي تتقبل العزاء في أحلامها التي تختنق
رأيتك طفلة حزينة ووطنا يتألم
هنا أبكتني مقدرتك على الكتابة وروعة بوحك
تقديري وخالص الأمنيات بصباحات سعيدة لا تنتهي وعودة بعز لوطن حبيب
هذا هو حضورك الأول
وكان الأجدر بي أن أقيم احتفالاً على شرفك..!
د. إكرامي الرائع
قد وصفتني في ردك بالطفلة الحزينة ، والوطن ، والمبدعة ، فأوجدت في نفسي مسحة من الأمل في أن تنال نصوصي بعض رضاك مستقبلاً..
وكانت دعوتكَ بعودة عزّ الوطن من أجمل ما لامس قلبي المنفرطة حبات عقدهِ نحو الوطن..
أعترفُ أنكَ سكنتَ النصّ والحروف وأرضها..!
أتمنى أن لا تكون زيارتك الأولى والأخيرة
فكررها يا كريم
تحيتي لكِ وأجمل باقات ورودي..
منى الخالدي
30-08-2007, 09:48 PM
أديبنا المغترب
محمد إبراهيم الحريري
تعلم أن لبوحك صهيلٌ يبعث حروفي دوماً على الإنصات لها..
فمهما كتبتُ لن أعبّر عن سطرٍ واحد قد اختصر به كلّ المسافاتِ علوّاً وتموسقاً..
كنت رائعاً في حضورك الكريم
وطلّتك البهية
خصوصاً في هذا المقطع:
فالعربي يا أختاه يعيش الغربة جرحا أبدي النزف ، خارج الوطن غربة جسد ، وداخل السجن أقصد الوطن غربة روح ، وكلا الغربيتني قاصمة للفكر إلا من خلف اسواره فللقلم ثغر يبوح .
الله ما أروعك أخي الطيب الغالي..
منى الخالدي
30-08-2007, 09:57 PM
مرة أخرى أخي العزيز
أحمد الرشيدي
تطلّ من بين جنائن البوح
فتلقي بورودك الغالية هنا
لتتزين بها مرابعي ، وتفرح لها حروفي وتنسى معها بعض الأحزان
أن لثنائكَ شرفٌ كبير
سوف أعلقه كشهادة فخرٍ بين جدران ذاكرتي..
فلله درّك أيها الأديب الراقي دوماً وأبدا
وشكراً لك من القلب على هذا الهطول الكريم..
د. سمير العمري
12-08-2010, 08:54 PM
نص نثري راق حالم بين لذة الحرف ومتعة الوصف والتنقل بين لحظات الرحيل وحقائبه.
لا يزال حرفك منذ ولد مترقيا ومتسامقا نحو قمم عالية وقيم جميلة!
دمت في ألقك الدائم!
وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.
تحياتي
ربيحة الرفاعي
25-04-2014, 12:52 AM
تلك الحياة التي أعيشها بكلّ تفاصيل غربتها ، قد وهبتني من كرمها كل ما يحلم به المرء المتشائم ، وما لا تتمناه نفسي من أوتار وجعٍ ، يعزف فيها صوت الفراق في كلّ ليلة على أوتار الرحيل..
تهذي بنا الحروف حين تنطلق بلا ضابط عدا الانفعال الذي يستمطرها، وتستنزف قلوبنا بوحا في لوحات استرجاع ومشاهد حلم وأمل ونتيه بين تفاصيلها
دمت بخير
تحاياي
نداء غريب صبري
20-06-2014, 12:09 AM
نثر أدبي جميل زاخر بالشعور
أمتعتني قراءته
شكرا ك أختي
بوركت
خلود محمد جمعة
22-06-2014, 06:58 AM
فاض الحزن من سطورك فأغرقنا
نزف المداد حروفا من وجع
رائعة في حزنك سيدتي
ابعد الله عنك الاحزان
دمت فرحة
مودتي
ناديه محمد الجابي
19-03-2021, 05:10 PM
قرأت هنا نثرا يخفق بأجنحة الأحاسيس الصادقة
أحاسيس مدفونة موجعة تخترق أفق الكتابة بسهام من وجع
تخترق الجروح الغائرة في العقل والقلب على أنقاض الوطن السليب
محملة بالشعور بالغربة ، وبالحنين إلى الوطن وبحب له لا تعادله كل مشاعر الكون
أعادك الله لوطنك ـ وأعاد وطنك لك ، وأبعد عنك الحزن وأسكن الفرح قلبك.
:014::009::009::014:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir