تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المقلاة الصغيرة والسمكة الكبيرة



ريمة الخاني
18-08-2007, 07:29 AM
المقلاة الصغيرة والسمكة الكبيرة


--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم




كم هي حجم مقلاتك

هذه الفكرة مقتبسة من الكاتب ستيف جودير "منقول عن د/ ياسر بكار "

يروى أن صياداً كان السمك يعلق بصنارته بكثرة. وكان موضع حسد بين زملائه الصيادين. وذات يوم, استشاطوا غضباً عندما لاحظوا أن الصياد المحظوظ يحتفظ بالسمكة الصغيرة ويرجع السمكة الكبيرة إلى البحر، عندها صرخوا فيه "ماذا تفعل هل أنت مجنون لماذا ترمي السمكات الكبيرة
عندها أجابهم الصياد "لأني أملك مقلاة صغيرة"

قد لانصدق هذه القصة

لكن للأسف نحن نفعل كل يوم ما فعله هذا الصياد
نحن نرمي بالأفكار الكبيرة والأحلام الرائعة والاحتمالات الممكنة لنجاحنا خلف أظهرنا على أنها أكبر من عقولنا وإمكانيتنا –كما هي مقلاة ذلك الصياد



هذا الأمر لا ينطبق فقط على النجاح المادي, بل أعتقد أنه ينطبق على مناطق أكثر أهمية نحن نستطيع أن نحب أكثر مما نتوقع, أن نكون أسعد مما نحن عليه أن نعيش حياتنا بشكل أجمل وأكثر فاعلية مما نتخيل

يذكرنا أحد الكتاب بذلك فيقول أنت ما تؤمن به)لذا فكر بشكل أكبر, احلم بشكل أكبر, توقع نتائج أكبر, وادع الله أن يعطيك أكثر
ماذا سيحدث لو رميت بمقلاتك الصغيرة التي تقيس بها أحلامك واستبدلت بها واحدة أكبر
ماذا سيحدث لو قررت أن لا ترضى بالحصول على أقل مما تريده وتتمناه
ماذا سيحدث لو قررت أن حياتك يمكن أن تكون أكثر فاعلية وأكثر سعادة مما هي عليه الآن
ماذا سيحدث لو قررت أن تقترب من الله أكثر وتزداد به ثقة وأملا
ماذا سيحدث لو قررت أن تبدأ بذلك اليوم

ولا ننس حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى"



ولكن قد يتبادر إلى الذهن هذا التساؤل
ولكن ماذا لو بالفعل استبدلنا مقلاتنا بمقلاة اكبر
ثم لم نجد سمكا بحجم مقلاتنا
هل تعتقد أن السمك الصغير سيكون له طعم في تلك المقلاة الكبيرة
كلامي ليس سلبي ولا أحب أن اطرح شيئا يحمل نوعا من التشاؤم
ولكن ماذا يفعل صياد صغير لديه مقلاة كبيره لم تر سوى صغار صغار السمك,
رغم تفاؤله كل صباح وهو ذاهب لصيد
وتفاؤله أيضا عند رجوعه وليس بحوزته سوى سمكات صغيرة
فعل كل ما بوسعه غير البحيرة والصنارة و ..... وفي الأخير نفس النتيجة هل يظل يمشي وراء تفاؤل مظلم
إما ينهزم ويصغر مقلاته

والجواب

واحدة من أهم الحقائق التي وصل إليها علم النفس في عصرنا أن الإنسان لديه القدرة على أن يعيش الحياة التي يريدها هو
لدينا القدرة أن نعيش كما نشاء.. والخطوة الأولى هي الحلم..
لنا الحق أن نحلم بما نريد أن نكونه وبما نريد أن ننجزه .الحلم الكبير سيضع أمامنا أهدافاً وهذه الخطوة الثانية..
هدف يشغلنا صباح مساء لتحقيقه وانجازه


ليس لنا عذر..

هناك العشرات من المقعدين والضعفاء حققوا نجاحات مذهلة ..
هناك عاهة واحدة فقط قد تمنعنا من النجاح والتفوق وتحويل التفاؤل إلى واقع..

هل تود معرفتها ..

إنه الحكم على أنفسنا بالفشل والضعف وانعدام القدرة
الصياد الذي لا يجني إلا السمكات الصغيرة لا بد أن يتخذ خطوة إيجابية..
أن يغير مكان الاصطياد أن يستخدم صنارة أخرى أن يتخير وقتاً آخر


التفاؤل وحده لا يغني ولا يسمن ..

لكن التشاؤم هو القاتل الذي أجرم في حق عشرات من الشباب والشابات الذين نراهم هنا وهناك تعلوهم نظرة الحيرة واليأس

عن

Copy&Paste

خليل حلاوجي
25-08-2007, 04:11 PM
ما يفرق بين الأحلام الكبيرة والصغيرة ... هو الممكن

ولا علاقة للتفاؤل أو للتشاؤم في الموضوع ....

الأنبياء وحدهم يحملون أحلام وأهداف كبيرة ... لأن السماء تؤازرهم ...

أما نحن فيجب - أكرر يجب - أن لا ننخدع وراء سراب الأحلام الكبري وليكن شعارنا ... الممكن قادم

يقول د. عبد الكريم بكار : ماهو ممكن لا نريده وما نريده غير ممكن ...

\

بالغ تقديري

أبوبكر سليمان الزوي
25-08-2007, 10:46 PM
فكرة الموضوع كبيرة ومساحة الردود صغيرة


ولذا فلِكي أُعبر عن وجهة نظري بوضوح وباختصار فإنني مضطر لركوب السذاجة والسطحية في التعبير - مجازاً ..


بعد الإذن من القـُرّاء ومن العزيزة كاتبة المقال .. أقول ..


إنسان عربي مسلم .. لديه من المحظورات الاجتماعية ما لا يـُعَـدُّ ولا يُحصى ، وعليه من القيود الإدارية السياسية - حدث ولا حرج ، ويعلم أنه ما خـُلِقَ إلا لعبادة الله ويؤمن بالقضاء والقدر ويعلم أن الأمور بمقادير ، وثقافته تمتدح الزهد والزاهدين ، ونشأ في بيئة متخلفة فقيرة .. فأي أحلام وأي آمال كبيرة أو صغيرة ننصح هذا الإنسان بها ..؟


إنسان آخـر غربي ليس مسلماً .. لديه حرية اجتماعية شبه مطلقة ، وأوضاع سياسية ودساتير واضحة مستقرة تـُغنيه عن الروابط الاجتماعية التي لا يريد ، ولا قيود دينية عليه ، ودروب العلم والعمل أمامه واضحة وجلية ، وَجَـدَ البيئة مهيأة ممهدة أمامه .. فهل ما يُحققه وما ينجزه بهذه المعطيات والتسهيلات يُحسب له من قبيل تحقيق الأحلام ..!


أعتقد أن الحديث عن الإنسان بالمطلق وحثه ومقارنته نظرياً ، دون النظر إلى الفروق العملية الواقعية .. إن ذلك سيُربك الفكر والعقل لدى من لا يُحالفه الحظ .!


والفكر المنطقي يقول .. إنه على كل من يتبنى نظرية فكرية ويدعو لها بصورة عامة دون شروط - مما يعني أن تطبيقها ممكن ومتاح للجميع ..
عليه أن يرسم صورة فكرية منطقية - خيالية - لواقع البشرية في إطار تلك النظرية .. وكأنما الكل اقتنع بها وأفلح في تطبيقها .. فإذا لم يتعارض ذلك مع المنطق العملي والخيال المنطقي .. فإن الفكر عندها يُجيز تلك النظرية ويؤيدها المنطق ويحق له حينها أن يدعو إلى نظريته ..!


ولكني أعتقد أن فشل إنسان هو ضروري لنجاح آخر ، وفقر هذا ضروري لغنى ذاك .. وهكذا
حيث أنه لم يُسجل التاريخ الإنساني على امتداده أن شعباً ما في حقبة ما قد حقق كل أفراده كل طموحاتهم ..!
ويكفينا مثالاً أن المرض والصحة والجبن والشجاعة والبخل والكرم والفلسفة والغباء وقوة الذاكرة .. الخ .. كلها معطيات يجدها الإنسان مولودة معه .. ولا يستطيع مالكها تصديرها .. كما لا يستطيع فاقدها استيرادها ..!
وبما أننا مسلمين مؤمنين فإننا نعلم ونصـدّق أن الفقراء والأغنياء باقون ما بقيت الحياة .. ولذلك فُـرِضت الزكاة ..! قـُضِيَ الأمـر ..!


مقالاتك وأفكارك .. تضرب على أوتارٍ حساسة ..


كل الود ومنتهى الاحترام .. أيتها العزيزة ..

ريمة الخاني
26-08-2007, 04:05 PM
ما يفرق بين الأحلام الكبيرة والصغيرة ... هو الممكن
ولا علاقة للتفاؤل أو للتشاؤم في الموضوع ....
الأنبياء وحدهم يحملون أحلام وأهداف كبيرة ... لأن السماء تؤازرهم ...
أما نحن فيجب - أكرر يجب - أن لا ننخدع وراء سراب الأحلام الكبري وليكن شعارنا ... الممكن قادم
يقول د. عبد الكريم بكار : ماهو ممكن لا نريده وما نريده غير ممكن ...
\
بالغ تقديري
دعني استعير عبارة الاستاذ بكار لصباحي الجديد...
فهذا مايحصل فعلا
احلام ..غير قابله للتنفيذ...نشبعها مناقشة فالى اي مدى وصلت كلمتنا؟ نعود الى مرفئنا...
تحيه وتقدير

ريمة الخاني
26-08-2007, 04:07 PM
فكرة الموضوع كبيرة ومساحة الردود صغيرة
ولذا فلِكي أُعبر عن وجهة نظري بوضوح وباختصار فإنني مضطر لركوب السذاجة والسطحية في التعبير - مجازاً ..
بعد الإذن من القـُرّاء ومن العزيزة كاتبة المقال .. أقول ..
إنسان عربي مسلم .. لديه من المحظورات الاجتماعية ما لا يـُعَـدُّ ولا يُحصى ، وعليه من القيود الإدارية السياسية - حدث ولا حرج ، ويعلم أنه ما خـُلِقَ إلا لعبادة الله ويؤمن بالقضاء والقدر ويعلم أن الأمور بمقادير ، وثقافته تمتدح الزهد والزاهدين ، ونشأ في بيئة متخلفة فقيرة .. فأي أحلام وأي آمال كبيرة أو صغيرة ننصح هذا الإنسان بها ..؟
إنسان آخـر غربي ليس مسلماً .. لديه حرية اجتماعية شبه مطلقة ، وأوضاع سياسية ودساتير واضحة مستقرة تـُغنيه عن الروابط الاجتماعية التي لا يريد ، ولا قيود دينية عليه ، ودروب العلم والعمل أمامه واضحة وجلية ، وَجَـدَ البيئة مهيأة ممهدة أمامه .. فهل ما يُحققه وما ينجزه بهذه المعطيات والتسهيلات يُحسب له من قبيل تحقيق الأحلام ..!
أعتقد أن الحديث عن الإنسان بالمطلق وحثه ومقارنته نظرياً ، دون النظر إلى الفروق العملية الواقعية .. إن ذلك سيُربك الفكر والعقل لدى من لا يُحالفه الحظ .!
والفكر المنطقي يقول .. إنه على كل من يتبنى نظرية فكرية ويدعو لها بصورة عامة دون شروط - مما يعني أن تطبيقها ممكن ومتاح للجميع ..
عليه أن يرسم صورة فكرية منطقية - خيالية - لواقع البشرية في إطار تلك النظرية .. وكأنما الكل اقتنع بها وأفلح في تطبيقها .. فإذا لم يتعارض ذلك مع المنطق العملي والخيال المنطقي .. فإن الفكر عندها يُجيز تلك النظرية ويؤيدها المنطق ويحق له حينها أن يدعو إلى نظريته ..!
ولكني أعتقد أن فشل إنسان هو ضروري لنجاح آخر ، وفقر هذا ضروري لغنى ذاك .. وهكذا
حيث أنه لم يُسجل التاريخ الإنساني على امتداده أن شعباً ما في حقبة ما قد حقق كل أفراده كل طموحاتهم ..!
ويكفينا مثالاً أن المرض والصحة والجبن والشجاعة والبخل والكرم والفلسفة والغباء وقوة الذاكرة .. الخ .. كلها معطيات يجدها الإنسان مولودة معه .. ولا يستطيع مالكها تصديرها .. كما لا يستطيع فاقدها استيرادها ..!
وبما أننا مسلمين مؤمنين فإننا نعلم ونصـدّق أن الفقراء والأغنياء باقون ما بقيت الحياة .. ولذلك فُـرِضت الزكاة ..! قـُضِيَ الأمـر ..!
مقالاتك وأفكارك .. تضرب على أوتارٍ حساسة ..
كل الود ومنتهى الاحترام .. أيتها العزيزة ..
تمام كما توقعت مناقشتك تاتينا بسمك طازج...لكنه مر ...
اشكر قرائتك العميقه ...
واعتذؤ ان دسنا على وتر مؤلم لكنه يؤرقنا...
فكيف ننفذ ولو من فرجة ضئيله؟
تحيه لك واكبار

أبوبكر سليمان الزوي
26-08-2007, 10:42 PM
لا يمكنني أن أصف لكِ كم سَعِـدتُ وسُرِرتُ بأن وجدت بيننا من يسمح للآخرين بالمشاركة والمناقشة والمحاورة في موضوعاته بحرية وصراحة تامتين ..


أختي العزيزة صدقيني قد حاولت وفشلت وترددت كثيراً قبل أن أستجمع قواي وما أوتيت من عزم .. لأقرأ ردكِ على مشاركتي في مقالتك .!


وأرجو المعذرة والصفح .. فقد هاجمتني الظنون واستسلمت لبعضها فدخلت نفسي واتحدت مع قلة خبرتي بالناس فوسوست لي أن ( ريمة الخاني ) لن تكون بأفضل من سابقيها ، وستغضب من عدم مجاملتك لها ، ويكمن ذنبي في أني صدقت بعضاً من ذلك ..


فقد خبرت معظم الأخوة سامحهم الله أنهم لا يقبلون إلا المشاركات المادحة والمتوافقة مع رؤاهم ..!


أنا الذي عليه يشكر لك شجاعتك الفكرية وروحكِ الأدبية وبعد آفاقك الإنسانية ..


أرجو أن لا تكوني الوحيدة بيننا التي تمتلك هذه المساحة من الفكر ورجاحة العقل التي تتسع لاختلاف وجهات النظر ..


أشكرك كثيراً .. لعلك لا تتصورين كم سرني ردك النابع من فكر لطالما بحثت عنه لأحاوره ..


كل التقدير والاحترام والمودة

ريمة الخاني
28-08-2007, 08:10 AM
اشكرك كبير الشكر فقل من خاض حوارا برحابة صدر وانا ممتنة جدا لك
ولكل من شارك

الصباح الخالدي
28-08-2007, 01:46 PM
هي رائعة جدا فعلا مميز هذا النص

ريمة الخاني
30-08-2007, 09:26 AM
اشكر مرورك العطر
تحية وتقدير

ناديه محمد الجابي
13-12-2022, 04:55 PM
موضوع جميل وأكثر من رائع
وأؤكد على أن هناك العشرات من المقعدين والضعفاء حققوا نجاحات مذهلة ..
والعاهة التي تمنعنا من النجاح هى الحكم على أنفسنا بالفشل
بالأرادة والتصميم والمثابرة يستطيع الإنسان أن يغير واقعه ـ
وبالعمل الجاد يصل إلى تحقيق أحلامه الكبيرة.
شكرا لك ــــ ولك تحياتي وودي.
:002::004::wow:

ريمة الخاني
29-03-2023, 01:33 PM
مرورك يسعدني كما دوما. بوركت وحييتِ أستاذة نادية.