تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أريد أن أعيش



محمد الحامدي
21-08-2007, 11:33 PM
أريد أن أعيش ......
جمع شتات نفسه ودريهمات العمل سنة كاملة . كان كل جزء منه يرتعش وحده ." غدا في مثل هذا الوقت أراها ، لا بل ألمسها .. " وضع كل شيء في الحقيبة بنظام وترتيب : الذهب والعطور والملابس و " لا تنس اللإكسسوارات " . وهل ينسى جملة واحدة أو توصية في رسائلها ؟؟؟ ربّت بحنان على لحاف حريري " يناسب لون بشرتها تماما " وأغلق الحقيبة بإحكام .
في الطائرة أمضى الوقت يستعيد آخر عهده بها يودّعها . كان يجهد النفس حتى لا ترى دمعة أفلتت من رجولته ، وتراءت له دمعتها قطرة عظيمة كأول أمطار الوسم تنزلق على خدها وتصل زاوية شفتها العليا اليمنى ، فابتلعتها وأخفت وجهها في مخدة صفراء . غمغم بكلام بينه وبين نفسه فقالت جارته في المقعد : نعم ؟ فردّ : لا شيء .. دعاء السفر .
وصل . وهمّ بالذهاب إليها وهو يلوم النفس أن لم يمرّ بها قبل بلوغ منزل أبويه ، فنادته أخته وأمسكت بوجهه بين كفيها قائلة : افهم جيدا لقد بيعت بعدك لثري وطارت به فرحا فاحفظ ماء حبّك وانسها وغيرها كثيرات .
" أنساها ؟؟؟ " .. وذهب إليها ، وكان يعرف أين يلقاها ، فردت ببرود : أريد أن أعيش .

أحمد المنصوري
21-08-2007, 11:49 PM
كل يريد ان يعيش لكن كيف ؟
نعم تختلف الوجهات في الطريقة .
نفس رائع .

محمد الحامدي
22-08-2007, 01:24 PM
نعم أخي " أحمد " كل يريد أن يعيش والمعضلة كما قلت هي في " كيف " هذه .
شكرا على المرور ، جعلك الله ممن يسعدون بعيش الدنيا وىلآخرة

جوتيار تمر
22-08-2007, 05:14 PM
الحامدي.....
العنوان جاء موحياً بما يمكن ان نجده ضمن سياق مشهدي هو الاخر موحي بدلالات مركزة ومكثفة من حيث الاسقاطات..والارتكاز على قاعدة الاجتماع والنظرة الدالة على مثل هذه المواقف..هناك تناسب موفق بين الفكرة اللقطة..واللغة التعبيرية التصوير..ودائما اقول بانك تملك امكانيات كبيرة في التحكم في البناء السردي..حيث دائما تجمع مجمل مكوناته وبشكل مكثف وشفاف ضمن سياق الحدث القصصي..القصة ارتكزت على معالم هي في الاساس تتصل بالعمق الوجودي للانسان من حيث القيم والاخلاق..وربما هي رسالة موجهة ضمن سياق القصة الى الحالات التي تكررت وتتكرر في مثل هذا السياق وهذا النمط المعيشي الذي يعتمد على الهجرة من اجل التكوين وترك الحبيبة..والعودة ومن ثم الدخول في جيبة امل وحزن وكآبة قد تلازم الانسان طيلة حياته..ومما لاشك من اسباب متداخلة في نمطية هذا المعيش..لكون الاخرى المنتظرة.. تعيش واقعا وليس خيال ووهم القصص والروايات التي تبحث في موضوع الحب والانتظار والزواج..وهذا الواقع يملي عليها اشياء ربما هي لاترضاها مبدئيا..لكنها تلزم بها كواقع عياني..وسواء اكانت طوعية..ام فرضا..انها تخلف في الاجتماع مشاكل كثيرة تنجم عن تنامي السلوكيات العدائية..وكذلك مشاكل اخرى تعني بالمرأة نفسها بالخروج على المألوف من اجل العيش..والبحث عن ممكنات الحياة الرغيدة على حساب الجسد..وغيرها من هذه المشاكل التي هي مخاض ونتاج طبيعي لمثل هذه المشاهد الدرامية الحياتية الواقعية..اجد بأنه كان بامكانك ان تتخلى عن السطر الاخير من القصة فيما يتعلق بالذهاب اليها..لانها اضفت جوا تمثيلياً على القصة..فكان بالامان ترك العبارة الدالة والموحية مع الاخت.

دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

زاهية
22-08-2007, 06:49 PM
متطلبات الحياة الكثيرة والباهظة التكاليف تجعل الكثيرين من الناس يفكرون بطريقة عيش لاتتناسب مع قناعتهم ، فنحن نرى ونسمع عن مثل هذه الفتاة التي تتزوج رجلا بعمر جدها هروبًا من الفقر ،أو ربما محبة بالرفاهية ، فتنسى تفسها بمال الآخر ،كالرجل الذي يتزوج مكرهًا امرأة ليست هي من يود الزواج بها من أجل مالٍ أو عمل أو مركز اجتماعي، فنرى بعضها معقولا ،وبعضها الآخر منكرًا ،وهذا يعود لرأي صاحب المشكلة ،وأظن خير الأمور أوسطها بكيفية العيش والله أعلم..طرق جميل لمثل هذا الموضوع الذي تجري أحداث مماثلة له بكثرة في مجتمعاتنا وفي غيرها من بلدان العالم ..
أختك
بنت البحر

محمد الحامدي
22-08-2007, 07:08 PM
الأخ جوتيار ، نعم قد يكون السطر الأخير كما قلت " تمثيلي " ... وأنا معك في ذلك ولكن أرى أن القص يحتاج أحيانا إلى ذلك ليدفع القارئ لإعمال الرأي في الحدث لا في تصور نهايته أو تبرير بلوغه تلك النهاية .

محمد الحامدي
22-08-2007, 07:11 PM
الأخت " زاهية " مرور يشرفني ونظر في القصة يقنعني
ولكن ما لا يقنعني في هذا العصر أنّ بعضهم يبرر سلوكا لا مبرر له كمن يؤمن وهو يضمر التوبة بعد أن يقضي من ذنبه أربا .. على كلّ هي الحياة وكل يراها بمنظوره ..

الشربينى خطاب
22-08-2007, 07:53 PM
الصديق العزيز / محمد الحامدي
بين عنوان النص " أريد أن أعيش " وهو عتبته رجاء بطله النص وبين موت الحب الخيالي الذي لن يموت ، علاقة جاذبة ، تشد المتلقي لمتابعة القراءة ومعرفة القصة ، ووسيلة القاص أسلوب شيق 00
محب مغترب يعود وكله أمل للقاء محبوبته ، قيكتشف { فنادته أخته وأمسكت بوجهه بين كفيها قائلة : افهم جيدا لقد بيعت بعدك لثري وطارت به فرحا 000 }
هذه العبارة تتناقض مع السياق فهي بيعت لثري 00 امر وارد من أهلها 00 وطارت به فرحاً 00 أي أنها لم تكن تحبه والدموع التي انسكبت لحظة الوداع كانت خادعة
والكشف هنا علي لسان شخصية ثانوية ظهرت في النص فجأة 00 ربما تكون مغردة 000 فهي ما تزال تحبه 00 والدليل أنه يعرف اين يقابلها 00 وكر غرامهم ومرتع هواهم 00 وتمت المقابلة وطرحت عليه رجائها " أريد أن أعيش "
الجميل في أسلوب السرد الديالوج الداخلي لبطل النص والمقابلة المترسبة في الذكريات لحظة الوداع
دمعة تنساب علي خد البطلة واخري تنساب علي خد البطل ، تظهر مكنون الشخوص وانفعالاتهم الداخلية
لو كانت النهاية غير مباشرة وأوحي بها المبدع دون تصريح لزادت القصة جمال
كل قراءة احتمال 000
خالص تحياتي

محمد الحامدي
22-08-2007, 08:19 PM
أخي الشربيني أنا معك في أن كل قراءة احتمال ولكن ذلك لا يعني إعفاء النص من مسؤولية أن يعين قارئه على قراءة مستقيمة . دائما أقول إذا فهم النص بغير الوجه الذي يريده كاتبه فالعيب ليس في القارئ إطلاقا بل التقصير في النص ، والعيب - بوضوح - في صاحبه . فعندما عجزتُ على أن أفهمك أن " بيعت " قد تشمل أن الفتاة قد باعت نفسها أيضا " طارت به فرحا " فالخطأ من جهتي لا من جهتك باعتبارك قارئا ، وكذا الأمر عندما عجزت عن إظهار القصد من هذا التناقض بين الحب ومقتضيات الحياة فكأن الحب موت والمال حياة ، فهذا أيضا تقصير في النص .. وكذلك الأمر مع كل ملاحظاتك ...
أعترف لك بهذا القصور لمجرد أن قارئا طرحه .. وأي قارئ وأي طرح
ولكن دعني أهمس لك أن النهاية صرحت بها عمدا - وقد يكون هذا بدوره قصورا لا أعفى منه - لأني أردت من القارئ أن يفكر في القضية لا أن يلتذ بتصور الخاتمة ...
شكرا أخي منك نستفيد

ابن الدين علي
22-08-2007, 09:59 PM
أخي محمد : الأقصوصة وصلت رسالتها . "قالت ببرودة: أريد أن أعيش" هذه العبارة تستوقف المتلقي .
هل هي أنانية أم هي واقعية .صراع مرير بين ما هو كائن و ما ينبغي ان يكون. بين الامر الواقع و بين ما نحلم به. أريد أن أعيش عبارة بريئة أم غير ذلك . و هو المغترب المسكين الم تؤهله مدة تعرفه عليها على فهم سلوكها و طبيعة تفكيرها .

عمر علوي
22-08-2007, 11:38 PM
الأخ الكريم الحامدي
استوقفني العنوان"أريد أن أعيش" لأنه تعبير صادق عن لغة الحاضر المعيش،
و استوقفتني جملة المقدمة" جمع شتات نفسه..." التي تتجمع فيها المسأساة التي عاشها أو يعيشها البطل
اغترب و كد و جمع المال من أجل لحظة الالتحام التي تعلق أمله بها،
و لكنها الحياة دائما تخبئ المفاجآت
النهاية ليست مقلبا مسرحيا كما يقال بل هي مشهد يتكرر أمام أعيننا يوميا
أخلص التحيات لك أخي الحامدي
أخوك عمر

محمد الحامدي
23-08-2007, 01:04 AM
أخي ابن الدين علي ، جميل جدا أن تثير فيك المحاولة هذه الأسئلة وهذا أمر يسعدني
شكرا على المرور وعلى التساؤل
وإلى لقاء

محمد الحامدي
23-08-2007, 01:07 AM
أخي عمر ، تحياتي أولا
هذه قراءة أخرى ورؤية في النص مخالفة
ما يهمني من هذه المحاولة أن أجرب كيف أشد انتباه القارئ إلى " فكرة " من خلال السرد . أو على الأقل أن أثير انتباه لينظر معي في حدث يتكرر كثيرا كما تفضلت وقلت ، نحن قوم نقدر التدوين والمدون ، أما المعيش الشفوي فنجد له ألف مبرر ..
شكرا أخي ، وإلى لقاء