المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيدٍ برائحة الخبز



أحلام الزعيم
24-08-2007, 04:30 AM
أيدٍ برائحة الخبز

< هناك أشياء لا تزول>
- أعرف الناس من أكلهم للخبز .. الفقير تصل أسنانه لمنتصف الرغيف قبل أن يتذوق أطرافه, والغني يقطعه أرباعا بحد سكين ثم يأكله , أما الذي يقطع أطراف الرغيف بيديه فاعلم أنه عفيف يتصنع الشبع !!
صباحا كان يدعوني لداخل مخبزه الصغير بحارة النور ليقدم لي كعكا وفنجان قهوة يواصل أثناءها غناءه مع فيروز بطلاقة وانسجام تاركا ليديه مداعبة كيس طحين يرشه بالماء من حين لآخر وهو يؤدي تمرينات العجن باعتياد ..
- لو أن سميراً هنا لأصبحتما صديقين بالتأكيد ..هو الآن بعمرك !
ويعاود الغناء وهو يفرك الطحين بدلال ثم يقطعها أجزاء متساوية يرميها بفرنه فتثور خجلا وتنتفخ بحرارة الفرن ليتلقفها مشتاقا ..
كان بحاجة أن يتحدث عن هذا السمير _ الذي تركه صبيا ليهاجر مع عمته إلى لندن ويصبح فيما بعد طبيبا يغدق عليه شهريا ما يفيض عن حاجته فيدخره لحين عودته _ ولم أكن أسأله عن سمير أبدا ..
- العالم كله يتحرك احتراما للرغيف .. الحروب تقوم وتقعد وفي كواليسها رغيف !!
في حزن يوم ما لم يدو به صوت فيروز في المخبز ؛ أخبرني أن رسالة سمير الأخيرة تطالبه ببيع المخبز وشراء بيت أنيق في حارة نظيفة . كانت المرة الأولى التي أرى بها ملامح الزمن على وجهه كرغيف لم يخبز جيدا !!
أصبح يجلس أمام فرن الشقة الأنيقة – وقد عاد سمير و زوجته ليعيشا فيها - , يشعل الفرن ويراقب اللهب الأزرق يرغب في قطع أجزاء عجين لا يجدها حوله ..
تذكرت هذا فقط حين أخبرني المغسل أنه ضاعف كمية المسك وهو يغسله ولم تذهب رائحة الخبز المشعة من يديه ...

فبراير 2006

جوتيار تمر
24-08-2007, 01:57 PM
العزيزة احلام..
في البدء اهلا بك في الواحة الخضراء..

ايد برائحة الخبز..عمل ادبي زاخر..من حيث الاسلوب..والومضات التي تخترق السردية من حين الى اخر..
الفكرة عميقة جدا.. لم تحل لغة خطابها بالرغم مما شابها من بعض الاضطراب.. دون التفاعل مع دلالتها البعيدة الغور .. إذ انطلقت من حالة معرفية دالة على تمازج واقعي بين الساردة والمعيش اليومي.. واستحضار ليوميات اشبه ما تكون بمذكرات..ومن الغوص في عالم اخر مرئي واخر غير مرئي..في الاول ترى العين وتشاهد.. وهنا تبرز مشهدية الومضات هذه..وفي الثاني يبدأ التخيل..وهنا تبرز اهمية التفكير.. واستدراج المتلقي الى ذلك العالم..الموضوع بلا شك انساني في طرحه الاول..ومن ثم ثمة علاقة بين الظروف التي تؤل بالانسان للهجرة..وكذلك عميلة التغيير الانساني قبل الواقع العياني المادي..حيث الانسان يصبح هو اداة بيد المادة..وتقبر الجوانيات القديمة التي رافقت الانسان في رحلته..الاولى واوصلته الى ماهو عليه..لست هنا انتقد الصراع هذا..القديم الحديث..لكني اقول بانه لم يزل حاميا.

محبتي لك
جوتيار

مازن سلام
24-08-2007, 02:12 PM
الأديبة د. أحلام الزعيم المحترمة
في هذه القصة قرأت, رأيت و سمعت, و استمتعت بأغنيات فيروز ...
أجمل ما في أي قصة, هو أن نكون عناصر حية في لبّ الحكاية.
أحيي قلماً أدبياً راقياً أفخر بمتابعته
كل التحية
مازن سلام

علاء الدين حسو
25-08-2007, 01:13 PM
د. احلام تحية وود
نص رومانسي رفيع ..الابن يريد مسح الماضي دون نكران الجميل والاب يرفض ويرضخ ولكنه يحن للعمل ..علاقة بين الاب والابن رفيعة المستوى فيه تضحية ووفاء فلا الابن تنصل ولا الاب كسر الخاطر
انها علاقة صعبة ..و اعتقد ان المقدمة كانت قصة قصيرةجدا عن الفقر بحد ذاتها .. وان قصة الفران وابنه الطبيب دونها اقوى ..

تحية وتقدير

تحياتي

محمود الديدامونى
27-08-2007, 05:11 PM
القاصة الأديبة د/ أحلام الزعيم
تحية لهذا النص الراقى
نص بمثل هذا الجمال لجدير بالقراءة والاحترام

د. محمد حسن السمان
27-08-2007, 11:06 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة القاصة أحلام الزعيم

اسمحي لي بالترحيب بك في الواحة المباركة , في مشاركتك الجميلة , في قصة " أيد برائحة الخبز " , وكنت قد قرأتها أكثر من مرة , أتابع قدرتك الأدبية , وأتحرى تقنيتك الناجحة في القص , وقد أعجبت جدا في اسلوب السرد الموفق , والبناء المشوّق , والربط بين المشهد المرئي , والابعاد النفسية , ومن ثمّ استخدام القفل السهل اللافت .
تقبلي احترامي وتقديري

أخوك
د. محمد حسن السمان

حسنية تدركيت
28-08-2007, 02:24 AM
قصة معبرة جدا
اهلا بك اختي الاديبة أحلام الزعيم

حنان الاغا
28-08-2007, 04:57 PM
أهلا بك د. أحلام

نص زاخر بالمشاعر التي تحاول الاختباء خجلا أحيانا ، وحيْرة أحيانا أخرى.

التغيير هو ريح تهب ، ليست ضارة بالضرورة ، وكذلك الأمربالنسبة للتشبث بالواقع الموجود ، المبني على
العادات والتقاليد .
الأب والإبن وعلاقة إيجابية جميلة تربطهما ، وكل يحاول تقديم الأفضل للآخر لكن كما يراه من وجهة نظره.

نص جميل ولغة راقية وحبك متماسك
تحياتي

ناديه محمد الجابي
26-05-2013, 07:42 PM
إن هذه اليد المشعة برائحة الخبز أطعمت الناس سنواتا طوالا
بأهم غذاء على الإطلاق .. وقد رأى الأبن الذي عاش مغتربا
إن البر بوالده هو في بيع المخبز وشراء بيت أنيق .. لم يستطع
أن يفهم أن العجين والفرن وصوت فيروز هما مكونات حياة والده.
قالب قصصي بهي ـ بسرد سلس وممتع ومكثف .
تحياتي وودي.

ربيحة الرفاعي
12-06-2013, 01:54 AM
فكرة ملفتة وعزف ذكي على وتر إنساني فائق الحساسية
لماذا يتصور الأبناء إذ يشيحون عن الماضي أن سفينه سابح في أوردة الآباء، يعيشونه ويتنفسونه ؟!
سرد قصّي شائق وبناء قوي محكم ببراعة في الأداء
وقفلة بالغة التأثير

دمت بألق

تحاياي

نداء غريب صبري
30-08-2013, 04:12 PM
جعلتني أعيش مع أبي سمير هذا أحلامه التي قتلها سميره بأنانيته

عجيب أمرنا حين نتخيل أن هؤلاء الذي تعبوا وجاهدوا في تربيتنا أشياء ننقلها حيثما شئنا وننسى أنهم بشر لهم أحلامهم بنا وأحلامهم قبل أن نكون

قصة جميل

شكرا لك

بوركت

آمال المصري
28-02-2015, 10:15 AM
اجتماعية جميلة الفكرة والحكمة التي في ثناياها
سرد شائق ولغة طيعة وحبكة قوية
بوركت أديبتنا الفاضلة واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

خلود محمد جمعة
20-03-2015, 07:00 PM
ربما سيدرك الأبناء ما يفعلون في تاريخ ابائهم حين يصبح تاريخهم منسيا
قصة جميلة ومؤثرة
بوركت

رويدة القحطاني
14-06-2015, 01:02 AM
لا أعرف لماذا يصرّ الكبار على التشبث بماضيهم ، ولكن من حقهم احترام اصرارهم هذا
هذا ما قالته القصة بمهارة تعبيرية