المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توظيف الشائعات مرض مبارك نموذجا



سيد يوسف
31-08-2007, 03:16 AM
توظيف الشائعات مرض مبارك نموذجا

سيد يوسف

http://www.middle-east-online.com/opinion/?id=51745

تباينت مواقف الناس من شائعة وفاة الرئيس مبارك لا من حيث فرحة المصريين ولا من حيث خشيتهم من المستقبل لا سيما مع رفض التوريث ولا من حيث التصديق أو التكذيب وإنما من ناحية المبالاة أو اللامبالاة ذلك أن كثيرا من المصريين يدركون أن مصر لم يعد يحكمها من كان يحكمها مذ خمس سنوات خلت مثلا، ليس هذا فحسب بل لم يعد متواجدا على الساحة إلا فى مناسبات تتطلب ظهوره خشية القيل والقال لا سيما وقد رأى المصريون أن ملف الداخل وكل إلى النجل، وملف الخارج وكل للمخابرات، ولا مانع من ظهور الحاكم كل حين لتبيان أنه ما زال يحكم، لكن هذه الأوضاع لا يمكن أن تستمر هكذا دونما تساؤلات من قبيل : من يحكم مصر؟ أين مؤسسات الدولة؟ كيف تنزوى مؤسسات سيادية( كالجيش والمخابرات والقضاء) لتحل محلها مؤسسات أمنية- شديدة البطش والغباء - أضاعت مصر وجمدت الحياة السياسية والاجتماعية وكانت سببا فى تفشى ظاهرة البلطجة وانتشار العنف فى قطاعات كثيرة لم تكن موجودة هكذا من قبل ؟

والحق أن توظيف الشائعات عمل أمنى (مخابراتى فى الأساس) لرفع الواقع وقياس الرأى العام تمهيدا لاتخاذ الإجراء المناسب فى التوقيت المناسب لصانع القرار، ولنا فى كشف زيارة نجل مبارك لأمريكا ما نستأنس به ههنا.

وفى ظل غياب الشفافية، واعتبار صحة الرئيس سرا لا يجوز الكشف عنه، ووجود إحساس شعبى عام بكذب الصحف القومية بله أن الناس حين تصرح وسائل الإعلام العامة بأمر فإن الناس تلقائيا تميل لتصديق عكسه ...علمهم كذب النظام الحاكم ذلك مرارا وتكرارا ...أقول فى ظل هذا المناخ فإن انتشار الشائعات وتنوعها أمر وارد ويمكن توظيفه من قبل صانع القرار.

لماذا يميل الناس لتصديق شائعة مرض مبارك؟

هناك عدة عوامل تميل بالناس نحو تصديق تلك الشائعة منها : الأمنيات وأثرها اللاشعوري فى اتجاهات الناس نحو التصديق، حاجة الناس إلى الفرح باستبدال الطغاة، الرغبة فى التشفى من المنافقين، آثار الشيخوخة سواء النفسية أو الجسمية، ارتقاب الموت لمن بلغ السبعين فما فوق فأعمار هذه الأمة هكذا، القلق الذى يكتنف الناس على مصير البلاد لا سيما مع غياب نائب للرئيس وأثر ذلك على التفكير السوداوى للذين يعايشون القهر وغلاء الأسعار، ومنها عدم ظهور الرئيس فى لقاءات حية( على الهواء مباشرة) غير ممنتجة، ومنها ما رواه بعض الناس من وجود حوامات كثيرة وإجراءات أمن بلا مناسبة، ومنها أن زيارة الرئيس للقرية الذكية كانت محددة لرئيس الوزراء وليس لرئيس الجمهورية وحين أظهرها الإعلام المصرى أظهرها ممنتجة مما حدا بالناس إلى الميل إلى تصديق أنها صور أرشيفية، ومنها ما يراه الناس من تسارع خطى التوريث ورغبة نجل مبارك فيما يبدو من الانتهاء من هذا الأمر.

ولكن تبقى كل تلك العوامل مجرد تخمينات لا مصادر توثيق فكيف نتعامل مع مثل تلك الشائعات؟

كيف نتعامل مع مثل تلك الشائعات؟

الأصل أن يتثبت المرء مما يرد إليه من أخبار عملا بالقاعدة القرآنية((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) فالعاقل لا يثق فيما يلقى إليه من أخبار دون تمحيص وتثبت والبحث عن مصادر موثوقة تؤكد أو تنفى الخبر ولا سيما مع مراعاة تحديد نوع/وجنسية/وزمن/ووسيلة/وعنوان/ومصدر الخبر وناقله كلما أمكن ذلك مع تصنيف مصادر الأخبار حسب الصدق /المبالغة/ الكذب، حتى إذا جاء خبر منها عرفنا كيف نزن صحة الخبر، وحبذا عدم التحمس بالتعليق الإثباتى أو الإنكاري للخبر حتى نتبين صدقه، وإن كان ولابد من التعليق فليكن بافتراض تخمينات لا توكيدات وكنموذج على ذلك حينما جاء الهدهد نبى الله سليمان بخبر بلقيس قال نبى الله سليمان قولته العاقلة التى سجلها القرآن كقاعدة عامة نرجو لها التعميم قال تعالى (قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) ويوضح القرآن تلك القاعدة بجلاء حين يقرر(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) وفى الأثر كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع .

وفى هذا الصدد نشير إلى جملة قواعد نرجو بها مراعاة التعامل مع الشائعات نذكرها عرضا لا شرحا من ذلك مثلا:
* التثبت من أن تلك الأخبار صادقة صادرة عن ثقة وليست وليدة أمنيات أو رغبات.
* البعد عن المبالغة والتعسف فى الإثبات: إنى لأعلم أناسا مولعين بالمبالغة والإثبات من أجل زيادة وقع الكلام على نفوس السامعين أو القارئين أو ترويجا لمواقع محددة.
* عدم إصدار أحكام قاطعة بناء على ظنون وأوهام أو رغبات وأمانى.
*مراعاة المصلحة العليا للوطن على المصالح الشخصية فقد يتسبب إذاعة خبر ما ( وهو فى طور الإشاعة) فى بلبلة اجتماعية ثم يتضح لنا عدم صدقه بعد ذلك فيذهب ذلك بمصداقية الناقل.

سيد يوسف

الصباح الخالدي
31-08-2007, 09:20 AM
شكرا سيد يوسف

عبدالرحمن السليمان
31-08-2007, 10:13 AM
توظيف الشائعات مرض مبارك نموذجا
والحق أن توظيف الشائعات عمل أمنى (مخابراتى فى الأساس) لرفع الواقع وقياس الرأى العام تمهيدا لاتخاذ الإجراء المناسب فى التوقيت المناسب لصانع القرار، ولنا فى كشف زيارة نجل مبارك لأمريكا ما نستأنس به ههنا.

يا أخي سيد،
مقالاتك دائما في الصميم!
نحن نعيش في عصر سياسي هو "عصر توريث الحكم للأبناء". وبما أن ذلك عادي في الأنظمة الملكية التي يعد ولي العهد فيها إعدادا جيدا للحكم، فيكون استقرار ويكون استمرار لعملية التنمية والبناء، فإن التوريث في الجمهوريات شر كله لأن الرؤساء، بعكس الملوك، أكثرهم ضباط عسكر في جيوش أنشئت لقمع الشعب!
ولقد أدى توريث الرئيس السوري الراحل الحكم لابنه إلى سابقة في هذا الأمر تمهد الطريق للرئيس المصري والرئيس الليبي والرئيس اليمني أيضا لتوريث الحكم لأبنائهم. وبما أن العملية ليست شرعية من الأساس، فإن الغموض يكتنفها من جميع جوانبها. من ثمة دور الشائعات، والمخابرات!
وأما سلاسة عملية التوريث وتثبيت الحكم للمورث إليه فهذه تمر عبر أمريكا، وثمنها هو حماية أمن إسرائيل كما تعلم.
دمت كاتبا في الصميم!

خليل حلاوجي
31-08-2007, 01:04 PM
المرجفون في المدينة ... لهم دورهم في تشويه معالم وعي الجماهير :

السؤال الآن ؛ ماهو الحل ؟

\
بوركتم وعوفيتم

سيد يوسف
31-08-2007, 01:09 PM
أيها الأحبة
تعليق سريع لحين العودة لاحقا :
الحق أن المجتمعات التى تغيب فيها الشفافية عمدا فإن كثرة الشائعات وتنوعها أمر يكاد يكون حتمى، فالعيب ههنا على منظومة الحكم الدكتاتورية لكنا نرجو أن تكون الشعوب أكثر فهما وتحضرا من حكامها بالعمل بهذه النصائح وغيرها لعلها لا تسهم بجهل فى زيادة الكوارث.

عبدالرحمن السليمان
31-08-2007, 01:24 PM
المرجفون في المدينة ... لهم دورهم في تشويه معالم وعي الجماهير :
السؤال الآن ؛ ماهو الحل ؟
\
بوركتم وعوفيتم
بوركت وعوفيت أخي الحبيب:
الحل هو رفض الواقع بالثورة عليه!
هل تعرف أنت حلا آخر غير ذلك يكون فيه حل، فلقد أعياني البحث!
حياك الله.

خليل حلاوجي
01-09-2007, 01:54 PM
علينا إعادة التفكير فيما يلي :

1\
مراكز السلطة : ليست هي سياسية فقط بل هناك مراكز للسلطة الثقافية والدينية والاجتماعية والاقتصادية ولكن كل هؤلاء لا يتمتعون باستقلالية عن السلطة السياسية

ماأريده هنا ... ليس حلما ً طوباوياً بل ان نفكر في استقلال هؤلاء عن السلطة السياسية وليس بالطريقة التي ذكرتها أخي الحبيب ( الثورية ) بل بطريق أكثر سلاسة وهي طريق تجديد الوعي .

2\
اللجوء إلى تعاون بين فقهاء القانون وفقهاء الشريعة بلسان جديد يكون أكثر تبصرة بحقيقة فواجع واقعنا

3\
رأسملة الإقتصاد الإسلامي كسلاح نقاوم به عدونا الذي يأكل أكتافنا

4\

أخيرا ً

القادر على الواجهة هو ذلك الشخص القادر على تآزر المتنافر .

نحن على أعتاب نقلة نوعية ... بعد ماحصل في بغداد ... هاهي عواصمنا تنشد النهضة .. بأيدينا لا بأيدي عدونا ...

يارب سلم سلم

\

بوركت وعوفيت أخي الحبيب : السليمان