تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حبيبان على موعد



عزة عزالدين
01-09-2007, 11:28 AM
حبيبان...على موعد

بقلم :عزة عزالدين


نظرت إلى صورته في اشتياق فاضح..عيناها أفاضت دموع انتظار فسيح..أشاحت يديها قليلا، تحسّست الصورة برقة متناهية ممرّرة أناملها الحانية على ملامح وجهه ،وتعاركت في عناق حميمي مع ظل طيفه ........
قالت له:أنت لا تحب روحي ولا رسمي لأنك ذاهب إلى أحضان حب آخر وقد لا تعود.....طبع قبلة الوداع على جبهتها وذهب إلى موعده دونما تردد وكأن شموع فؤاده لا تعلن عن احتضار لحظاته معها.وكأنما تذكر شيئا مهما ،عاد وتفحّص مجرى الدموع في عينيها وبلّل يديه بهما ،وغادر...دون أن تهتز شفتاه بآثار كلمة.
أحداقها شدهت من شدة البكاء..ودقات قلبها تطايرت كشرارة من تقاذف النيران..فلم يمض سوى شهر واحد على رباط مقدس جمعهما بعد طول انتظار.....حبات المطر المتساقطة بغزارة، والتي تضرب النافذة بعنف شديد، نغّصت عليها وحدتها فسرعان ما أيقنت أنها كانت في حلم جميل عاشته ولم تعد تحياه...
حنت بظهرها قليلا على السرير،وجالت مرة أخرى في تخيل كلماته وصورته التي كانت تراها عندما تنظر في المرآة أو إذا ذهبت إلى أي ركن كان..تذكرت وبعمق أطياف الإستشهاد في مقلتيه، وهو يتحدث عن فلسطين والمقاومة..تناثرت الدموع كسيل جارف ، امتثلت أمامها" سخافتها" ،وتفكيرها "المهتريء" عندما أحسّت نيران الغيرة تلتهمها ،لأنه اختار أن يقدم حياته على طبق من الإخلاص لحبه الآخر ، ولم يختر البقاء إلى جانبها.
لم تنس تلك الإبتسامة الرقيقة التي كانت تترقرق على وجنتية ...بتورد غير مفهوم ، ليصمت طويلا عندما تسأله :هل تحب فلسطين أكثر؟.......
فتشت أوراقه بحنان ،تمعّنت في دعوة زواجهما من جديد..فإذا بحروف من أحمر أرجواني خُطّت عليه "أنت فلسطين ،وفلسطين أنت ...إن تهاونت بحقها خرقت عهد الوفاء لك..".شُدهت لوقع كلماته وتتابعت عبراتها ..تذكرت آخر لحظة وداع عندما غطّى أنامله بدموعها.
رسمت في مخيلتها صورته برونق آخر ، مشهد جسده المسجى على وريقات خضراء، ورائحة عطره تنبعث من جراحه التي أثخن بها.لمست أنامله المتورّدة بالدماء والتراب..."نعم لقد اختلطت مع آثار دموعي"...تابعت في شوق ساحر:فلسطين هي: هو،والتراب ،ودمعي أنا ، هذا لا يكفي ..
مرّغت أناملها بحبر كلماته، وغادرت غرفتها، إلى ذاك الموعد الذي لم يفرقهما لكي يجمعهما..

محمود الديدامونى
01-09-2007, 11:53 AM
الكاتبة الثائرة / عزة عز الدين
تحية لهذه المشاعر الجياشة وهذا الرسم للشخصيات
لكن أليس النص يحتاج لإتقان أكثر ... خاصة أنه وقع فى شرك المباشرة
كان النص جميلا عندما انطلق يتحدث عن تلك العلاقة بين الحبيب والحبيبة
ثم غلبت الفكرة فكان التوجه نحو توضيحها
المهم أنه نص به الكثير من الجهد الأدبى الكبير
لولا تأثره بوخز الفكرة لكان رائعا
لك الود وتقبلى مناوشاتى بصدر كبير
فما أنا إلا محب لكتاباتكم الأدبية
وما رأيى إلا وجهة نظر

عزة عزالدين
01-09-2007, 12:39 PM
أخي محمود يتراقص أريج الكلمات عطرا لمجرد أنك قرأت النص، الفكرة سندباد متوهج في فيافي الصحاري والبحار والوديان، ولولاها لما غزا الإلهام مخيلتني...أكتب لأني لدي عبق فكرة فإذن أنا موجود بإشراق فكرتي وهدفي، النص إبتدأ بالحبيب والحبيبة وهنا هي الزوجة التي تبعث من نفحات صدرها تأوهات العذاب والإشتياق والحبيبة قد تكون في أكثر من سياق.. الحبيبة هنا هي الزوجة التي كانت تدغدغها الغيرة حين أحست أن زوجها أحب فلسطين أكثر منها، قد تقول أنها كانت عندما اجتاحتها تلك المشاعر مراهقة ولكن هذه الزوجة والحبيبة التي شاقها غياب زوجها وحبيبها أدركت فيما بعد أن للوطن حب خاص لا يجاريه أي حب كما أن للزوجة الحبيبة حب لا يجاريه أي حب، فالحبيبة هنا لا تتعارض مع الفكرة بل مشاعر هذه الزوجة التي تذكرت بركان مشاعر وتجربة عاشتها قادت النص لتقول أني الحبيبة والزوجة والأم
أنا أحترم بشدة وجهة نظرك وأتمنى أن تبقى هذه المناوشات الأدبية دائما.
عزة عزالدين

عزة عزالدين
01-09-2007, 12:49 PM
شكرا لكل من تلتحغف حدقاتهم بالقراءة

جوتيار تمر
01-09-2007, 04:37 PM
العزيزة عزة..
اهلا بك في الواحة الخضراء..اتمنى لك طيب الاقامة فيها...

حبيبان على موعد..نص ادبي قيم من حيث المداليل الفكرية..فقد لامست فيه اشتغال جيد على تعميق وتكثيف الفكرة..وربما كان ذلك على حساب البناء السردي المحكم..الفكرة عميقة جدا..لم تحل لغة خطابها بالرغم مما شابها من بعض الاضطراب.. دون التفاعل مع دلالتها البعيدة الغور.. إذ انطلقت من حالة عاطفية.. تملكها رغبة الغيرة ..لدرجة الانفصال عن اللحظة في الزمان ..وصهر المكان في الروح..ومع ان القصة قد مزجت الحبيبة هنا برمزية دالة وواضحة بين الارض الزوجة..الا ان النص في رأي كان يحتاج الى ابعاد اكثر تعمقا.. واكثر تركيزا من اجل الخروج من دائرة الفكرة..الى واقع السرد..والحدث القصصي الملازم..
أعتقد أن القصة مالت إلى الوصف والاعتناء بتفاصيل الصورة و مؤثثاتها..لى خلفية المشاعر والأحاسيس أكثر مما اهتمت بملامسة خلفية الأزمة التي لم تأخذ نصيبها من التصعيد كما أخذته النهاية التي بقيت أجمل.. وفي الاول والاخير يبقى النص ذا قيمة فكرية كبيرة لكونه ركز على حالة ربنا تتكرر في الاجتماع كثيراً.

مرة اخرى اهلا بك

محبتي
جوتيار

محمود الديدامونى
02-09-2007, 12:34 AM
الكاتبة عزة عز الدين
اتفهم القصد
وأتمنى لك طيب الإقامة فى واحة الخير دائما

عزة عزالدين
04-09-2007, 12:29 PM
أختي جويتار: تهمس الكلمات بل تشدو بصخب لك : شكرا لأن كلمات روحك صدحت هنا ، أشكرك على نقدك هذا..ردي قد يكون سريعا فاللأسف لا يوجد عندي نت في البيت وكلما أتيحت لي فرصة تصفح المواقع، أقرأ لكم ولكني أأسف لأني لا يمكنني دائما الرد على مشاركاتكم أو حتى إبداء رأيي فيما تكتبون.
دمت ناقدة وكاتبة مبدعة
عزة عزالدين

فاطمة جرارعة
07-09-2007, 07:58 PM
أختي الغالية عزة...

تتدافع الأصداء واحدة تلو الأخرى لتترك في ذرات الذات وقعا لا نقوى على التحرّر منه بسهولة...

نص صادق...

و بعيدا عن كلّ النظرات الفلسفية أقول:

حسبه أنه خطّ بهذه الشاعرية...

بوركت وبورك مداد يراعك...

تحيتي و محبتي...

أختك

عزة عزالدين
08-09-2007, 07:47 AM
العزيزة فاطمة، أوتار بناني تعانق كل إحساس جميل خطته قرطاسيتك بل دفاتر وأقلام شفافة في الإحساس تسكن في ينبوع فؤادك........... الشكر موصول بشكر يتجاوز كل عبارات الشكر لمجرد أن خاطبت عيناك النص ولمجرد أن رست مجاذيف خفقاتقك على بحر يخالج أمواجه قمر الشفافية في الأعالي.
عزة عزالدين

سحر الليالي
08-09-2007, 12:32 PM
"عزة عز الدين":

قصة جميلة...,أكثر ما أعجبني هو العنوان....

عزة أهلا بك بيننا
لك خالص الود مع باقة ورد

محمد سامي البوهي
08-09-2007, 02:40 PM
عزة عز الدين

بنص مصاغ بإبريز منصهر ، لامع رقراق ، تحب النظر إليه ،ويروق لك منظره المتلاحم الانسيابي ، لكنك لا تستطيع مسه ، لهول حرارته .. وشدة وطأته ..

كانت البداية مموهه بثوب الغياب ، لكن اتضح بعد ذلك أن هذا الغياب هو غياب أبدي ، رحيل في سبيل حب آخر ، حب دائم ، النص يسعى إلى الخلود ، وإقامة أمسيات الموت المثمر ....

هي تبحث عنه ، بين أضلع التابلوة الذي يحمل ملامحه ، وتبحث عنه بين أشيائه وزأوراقه ، لكنه بحث دون انتظار المقابل من اللقاء ، هو بحث من أجل البحث ، من أجل اكمال صبغة اللوحة المرسومة له مسبقا ، لتظهر لها بمخيلتها ، أروع ، وأبدع صور الكون ...

النص متميز جداً ، وجاءت الصور موظفة ، ولعب عنصر التكثيف دوره على أكمل وجه ..

تحيتي

مأمون المغازي
08-09-2007, 04:37 PM
القاصة : عزة عز الدين ،

قصة تقوم على الكثير من العناصر الفنية القوية ، كانت محاولة التكثيف موفقة إلى حد كبير ، وقد لعب التصوير دوره الذي لم يكتمل تمامًا ، أما مباشرة العرض للفكرة فقد كانت سلاحًا ذو حدين ، فالبعض سيراه تنويرًا والبعض سيراه فضحًا ، إلا أن الأعمال المختلف حولها أعمال ناجحة .

أتمنى أن أرى ما هو أروع .

محبتي

مأمون

زياد موسى العمار
08-09-2007, 10:34 PM
.
حبيبان على موعد
الصديقة عزة عزالدين
إذاً هو حبّ الوطن يا عزّة هااا...؟ ذاك الحب الأسمى والأطهر والأروع في نفوس الشرفاء من أبناءه.
نصّ رائع في ترابط عباراته ومفهومه الأساسي الذي شابه مفهوم أوّلي كان سبّاقاً إلى أذهاننا من القرّاء. جاءت اللغة قوية ومترابطة لتنسج لنا عبارة جميلة وصادقة، مفعمة بالمشاعر والأحاسيس النبيلة تجاه الوطن الغالي.
................................................

عزة عزالدين
09-09-2007, 10:31 AM
أختي سحر الليالي ..الشكر متوج بأزكى الأمنيات....دام سحرك في أول النهار وآخر الليل


عزة عزالدين

عزة عزالدين
15-09-2007, 09:23 AM
عزة عز الدين
بنص مصاغ بإبريز منصهر ، لامع رقراق ، تحب النظر إليه ،ويروق لك منظره المتلاحم الانسيابي ، لكنك لا تستطيع مسه ، لهول حرارته .. وشدة وطأته ..
كانت البداية مموهه بثوب الغياب ، لكن اتضح بعد ذلك أن هذا الغياب هو غياب أبدي ، رحيل في سبيل حب آخر ، حب دائم ، النص يسعى إلى الخلود ، وإقامة أمسيات الموت المثمر ....
هي تبحث عنه ، بين أضلع التابلوة الذي يحمل ملامحه ، وتبحث عنه بين أشيائه وزأوراقه ، لكنه بحث دون انتظار المقابل من اللقاء ، هو بحث من أجل البحث ، من أجل اكمال صبغة اللوحة المرسومة له مسبقا ، لتظهر لها بمخيلتها ، أروع ، وأبدع صور الكون ...
النص متميز جداً ، وجاءت الصور موظفة ، ولعب عنصر التكثيف دوره على أكمل وجه ..
تحيتي
الأستاذ سامي: عبقت كلماتك في في خضراء الواحات فازدانت وأورقت فوق الخضار خضارا..كلماتك تنعش الغريق وتوقظ الوردة من سباتها لتتفتح أكمامها وهي تعانق حبات الندى...كلماتك جميلة جدا...فتقبل مني خالص الشكر...
عزة عزالدين

عزة عزالدين
15-09-2007, 09:25 AM
عزة عز الدين
بنص مصاغ بإبريز منصهر ، لامع رقراق ، تحب النظر إليه ،ويروق لك منظره المتلاحم الانسيابي ، لكنك لا تستطيع مسه ، لهول حرارته .. وشدة وطأته ..
كانت البداية مموهه بثوب الغياب ، لكن اتضح بعد ذلك أن هذا الغياب هو غياب أبدي ، رحيل في سبيل حب آخر ، حب دائم ، النص يسعى إلى الخلود ، وإقامة أمسيات الموت المثمر ....
هي تبحث عنه ، بين أضلع التابلوة الذي يحمل ملامحه ، وتبحث عنه بين أشيائه وزأوراقه ، لكنه بحث دون انتظار المقابل من اللقاء ، هو بحث من أجل البحث ، من أجل اكمال صبغة اللوحة المرسومة له مسبقا ، لتظهر لها بمخيلتها ، أروع ، وأبدع صور الكون ...
النص متميز جداً ، وجاءت الصور موظفة ، ولعب عنصر التكثيف دوره على أكمل وجه ..
تحيتي
الأستاذ سامي: عبقت كلماتك في في خضراء الواحات فازدانت وأورقت فوق الخضار خضارا..كلماتك تنعش الغريق وتوقظ الوردة من سباتها لتتفتح أكمامها وهي تعانق حبات الندى...كلماتك جميلة جدا...فتقبل مني خالص الشكر...
عزة عزالدين

عزة عزالدين
15-09-2007, 09:31 AM
كلماتي تهتف بصخب: شكرا على كل كلمة خطتها أناملكم... شكري يتجاوز قطرات الندى وكل قطرات مياه المحيطات.. أتمنى أن يدوم قلمكم
عزة عزالدين[

عزة عزالدين
15-09-2007, 09:42 AM
.
حبيبان على موعد
الصديقة عزة عزالدين
إذاً هو حبّ الوطن يا عزّة هااا...؟ ذاك الحب الأسمى والأطهر والأروع في نفوس الشرفاء من أبناءه.
نصّ رائع في ترابط عباراته ومفهومه الأساسي الذي شابه مفهوم أوّلي كان سبّاقاً إلى أذهاننا من القرّاء. جاءت اللغة قوية ومترابطة لتنسج لنا عبارة جميلة وصادقة، مفعمة بالمشاعر والأحاسيس النبيلة تجاه الوطن الغالي.
................................................
الأخ زياد
دام قلمك عابقا بصدق التعبير...كلماتك تبعث الأمل...دمت مبدعا
عزة عزالدين

آمال المصري
07-06-2013, 04:15 PM
هو حب الوطن الذي يسمو فوق كل حب
ونص جميل بفكرته ولغته الأنيقة وسرديته المائزة
بوركت واليراع أيتها الرائعة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ناديه محمد الجابي
07-06-2013, 06:00 PM
عندما يكون حب الزوجة هو جزء من عشق الوطن يصبح للحب طعما آخر
فالحبيبة هنا أصبحت جزء من كل . نص حمل فكرة عميقة ـ حب الوطن
هذه الغريزة التي تخالط الدم وينبض بها الوجدان , ومن أجله يبذل الغالي
ويرخص كل شئ آخر فداء له.

لانا عبد الستار
02-08-2013, 02:24 AM
قص ممتع وأسلوب مؤثر وفكرة جميلة
اشكرك

ربيحة الرفاعي
21-09-2013, 05:32 PM
الحبيب الأغلى .. الوطن
التلاشي في الحب .. الشهادة
التسامي عن الذات .. الفداء
ملامح أكيدة للحب الحقيقي الشامخ الذي تسقط امامه كل المعاني ويعلو ويعلو

فكرة قويّة وقصة ماتعة
لا حرمت البهاء

تحاياي

نداء غريب صبري
13-10-2013, 09:10 PM
القصة جميلة ومؤثرة
والأسلوب ممتع ومشوق

شكرا لك

بوركت