تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حقيبة متربة وجورب أبيض



حسام القاضي
02-09-2007, 11:32 PM
حقيبة متربة وجورب أبيض

وضع أذنه اليمنى على الباب ، استرق السمع ، ثم وبحذر متناه أمسك بالمقبض وأداره، تحرك الباب تاركاً فرجة صغيرة سمحت له بإلقاء بصره إلى الداخل ، ظلام دامس ، انحنى ليسمح لضوء الردهة خلفه بالسقوط، حدق ملياً ، كانت هناك في فراشها ، وقد انحسر الغطاء عن ساقيها اللامعتين ، حرك الباب ببطء شديد حرص فيه أن يئد صريره قبل مولده .
بخطوات حذرة اتجه صوبها، تبدت أمامه كاملة، ثنت ساقها اليمنى فانزاح الغطاء أكثر، أمسك طرف الغطاء وهم بـ.... ولكنه خشي أن... تركه وتراجع ، جثا على ركبتيه يتأملها ..
غاص رأسها في الوسادة، انتشر شعرها عليها محيطاً برأسها في فوضى جميلة، قسمات وجهها الناعمة مستكينة مع ابتسامة..
ابتسامتها كانت تزلزل كيانه دائماً، تدك حصون قسوته المصطنعة، تنسف جبال انفعالاته الغاضبة؛ فيتبدل من حال إلى حال، يسرع متوارياً عن عينيها كي لا تلمح الشلال المنهمر من قمة الجبل.. من قطرات ساخنة..
شعر بسخونتها على وجنتيه، حاول إيقاف جريانها فازداد انهمارها..
"سامحيني فقد أجرمت في حقك، لكني لم أقصد والله، ما حدث كان رغماً عني ".....
ـ طاعتي عليك واجبة.
ـ في الحق فقط.
ـ لاتنس أني رئيسك في العمل.
ـ لا أحني رأسي إلا لله .
ـ رأسك الحجري هذا هو ما أطاح بك.
ـ لا يصح إلا الصحيح .
ـ إذاً ارحل..ولا تنس الحقيبة .
بيديها الصغيرتين كانت تحرص على تنظيفها يومياً، وتلميعها له ، ليحملها ويخرج ..
في طريقه كان ينظر إلى النافذة مبتسماً، ثلاث كفوف تلوح له، اثنتان صغيرتان بينهما واحدة كبيرة..
الآن هي في مكانها الدائم، ضاعت معالمها تحت أمواج الأتربة المتراكمة عليها، يدها تظهر بالكاد، باقي تفاصيلها انسحبت تحت وطأة هذا الهجوم المتكرر المزمن..
تحركت يدها لاإراديا تبحث تحت الوسادة عن شيء ما ..
انهمرت دموعه بغزارة .. " آه .. هل تكررين هذه الفعلة دائماً ؟ هل تبحثين عن قالب (الشيكولاتة)؟ رحماك يا ربي ..سامحيني ..كنت أريد لك الأفضل دائماً.. لم يكن بيدي .. لم أستطع أن أصير مثلهم..ليست بطولة مني ، ولكن هكذا خلقني الله ..يوماً ما ستدركين كم كنت أحبك برغم كل ما جرى "
تململت ،انكمشت متكورة على نفسها ..مد يده أمسك بطرف الغطاء ،جذبه لم يخش أن يوقظها هذه المرة.. سحبه على جسدها ، وأحكمه عليه ..راوغ يدها الممتدة الباحثة في الظلام، أفلت منها واقفاً، قفل عائداً للباب بظهره تتبعه قطرات ساخنة منهمرة عندما لمح تحت فراشها حذاءً صغيراً ممزقاً و..جوربًا أبيض .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
الكويت في 23/4/2007
جريدة القبس 3 / 5 / 2007

وفاء شوكت خضر
03-09-2007, 12:17 AM
أستاذي الأديب القاص القدير / حسام القاضي ..

قراءة أولية ومرور ترحيب بعودتك لواحة الخير ..
سعداء نحن بتواجدك بيننا مرة أخرى بعد طول غياب نتمنى أن لا يتكرر ..

لي عودة قريبة بإذن الله ..

تحيتي وتقديري وطاقة ورد ترحيبا بعودتك .

أحمد الرشيدي
03-09-2007, 12:31 AM
الأستاذ الكبير حسام القاضي

ليس لمثلي أيها الأديب أن يبدي رأيا في نصك المحترف الرائع هذا ، ولكني مررت لأسجل أعجابي ، وأرجو أن تكون لي عودة أسجل فيها إعجابي بشيء من التفصيل - إن شاء الله .

تحيتي ومودتي وتقديري

حسنية تدركيت
03-09-2007, 02:02 AM
اهلا بك اخي من جديد في الواحة
وان شاء الله عودة محمودة ومباركة
نص رائع كما عهدناك دوما
كل التقدير والاحترام لهذا العطاء

خليل حلاوجي
03-09-2007, 03:43 PM
اشتقنا لروائعك ... استاذنا الغالي ..

القصة تبث روح الشكوى عن أزمة الفقر حين يجعلنا نرقد ونتوجع ...

السرد ماتع لولا بعض الغموض الذي أحسسته كقارئ أراد التوصل إلى سر الجورب ...

\

نص مترع بالألق

بوركت وعوفيت

زياد موسى العمار
03-09-2007, 09:20 PM
.
حقيبة متربة وجورب أبيض
الأديب الرائع حسام القاضي
أقف مذهولاً أمام كل هذا الإبداع والله.
تضيع الحروف وتتلاشى من شنّة عقلي، فلا أجد ما يسعفني سوى الصمت، وقسمات إعجاب تبدّت على وجهي، وبقايا كلمات من شكرٍ وثناء.
ليس مثلي من يقيّم لأدباء من أمثالك أستاذي، ولكن اسمح لي بأن أبدي إعجابي.
أترك لك بعض نبض يهمس بمودّتي وتقديري واحترامي.
................................................

رنده يوسف
03-09-2007, 11:45 PM
الاستاذ الاديب حسام القاضي
تحيه وسلام
لا اجد الكلمات التي تفي قصتك حقها لأنه لايصح الا الصحيح ندفع ثمنه غاليا من الشده ولاكن
دونما يأس وليتأكد بأنها تعلم بـأنه لايريد لها الا الافضل دائما ..ولاكن..هي تريده كما هو
قويا عزيزا شامخا لا يحني رأسـه الا لله
لأنها امل وكل الأمل في عودتها لتنظف حقيبته وتلمعها يوميا
وتمسح قطرات ساخنه بابتسامتها الصغيره
ولا يسعني الا ان اقول سلمت وسلم قلمك
لك كل الاحترام

حنان الاغا
04-09-2007, 01:04 PM
لغة الفن أيا كان جنسه ، تشبه لغة العصافير.
من منا يريد فهم ما يقول العصفور لعصفورته أو لصغاره ؟

وهكذا السرد هنا بحواراته الملمحة لأشياءبعيدة في غور الشخصيات ، لم نعرف مبتداها وبالتالي لا نميز بحدة منتهاها .
لغة قص شاعرية هامسة
وروح شفيفة سامية .
وأهلا بنصوصك العائدة بألق .

محمد سامي البوهي
04-09-2007, 02:13 PM
حقيبة متربة وجورب أبيض

عنوان تصدره الرمز ، فدب الفضول في نفس المتلقي منذ لحظة الزمن صفر لبدء القراءة ، لكشف ماهية الرموز ، ورغم أن هناك رموزاً أخرى ظهرت لنا بعد ذلك ، إلا أن الرموز الرئيسة لخصها العنوان ..

ــــــــــ حقيبة متربة ــــــــــ
ــــــــ جورب أبيض ــــــــ
ولكن رمز من الرموز الرئيسة التي احتواها النص لم يشمله العنوان
ــــــ حذاء ممزق ـــــ
وذلك لأن إيراده بالعنوان كان سيسبب طولاً غير مرغوب في القراءة
ــــــــ حقيبة ممزقة و جورب أبيض ـــــــــ
ــــــــ حقيبة ممزقة وحذاء ممزق ، وجورب أبيض ــــ

عودة :
النص بدأ بإيهام القارىء بمشهد ربما اشتمل على ايحاءات كانت سبباً في إحداث المفارقة الداخلية للنص ، فبدا النص في أوله بشكل ، وانتهى بشكل آخر تماماً ...
وكان الفصل بين الشكلين موظفاً بحرفية عالية ، حيث جاء على هيئة الاسترجاع الزمني المتساوي مع الحدث ذاته ، فلم يشعر القارىء أبداً بأن نوعاً من الفصل قد تم ...
.
.
.
مدة الاسترجاع الزمني ، تخطت الزمانية ، والمكانية ، وهي مدة قصية ، هي مدة قريبة ، لذلك هي مازالت راسخة بالذاكرة المؤقته للبطل ،وقد دلت الأحداث التالية ، وثيات عمر الأطفال على ذلك ، ولكن الموقف الذي صنعه الحوار :
ـ طاعتي عليك واجبة.
ـ في الحق فقط.
ـ لاتنس أني رئيسك في العمل.
ـ لا أحني رأسي إلا لله .
ـ رأسك الحجري هذا هو ما أطاح بك.
ـ لا يصح إلا الصحيح .
ـ إذاً ارحل..ولا تنس الحقيبة .

كان هو الخالق الأول للأزمة ، أي أن الأزمة قد بدأت تنكشف تدريجياً ، من منتصف النص ، ولكن البداية الموحية لعبت دور التشويق .. ولكن هذه الحالة الإيحائية لا أعلم لمَ وقع عليها الإختيار هي بالذات(استرق السمع - سمحت له بإلقاء بصره إلى الداخل - كانت هناك في فراشها ، وقد انحسر الغطاء عن ساقيها اللامعتين-أمسك طرف الغطاء وهم بـ.... ولكنه خشي أن ... ) ، فكان يمكن صناعة المفارقة بشكل إيحائي آخر لا يشتمل على هذا النوع من الإيهام ، وكانت ستؤدي نفس الغرض ، ولكن أعود وأقول ربما أن نظرتي الشخصة لم تحصر السبب ، ، وهناك ما يكمن بنفس الكاتب ولم أره
، وهذا بالطبع هو مجر اقتراح ، ولكن في النهاية المفارقة موجودة وحليفة النص ...

فك الشفيرة :

بعد قراءة المتلقي لصلب النص بتأن بقي عليه أن يفك شفيرات الرموز ، سواء كان رموزاً لفظية، أم رموزاً وصفية..
الرموز اللفظية :
1- حقيبة متربة .......
.
.
.
حقيبة العمل التي أمره المدير ألا ينساها ..
.
.
.
متربة ... دليل على التراكم الزمني ..
.
.
.
حالة الحقيبة الخاصة إبدال بعض من كل للحالة العامة ، التي تتبع التقاعد من العمل ، خصوصاً الحالة الاقتصادية ..
2- جورب أبيض
يأتي ليلخص لنا صورة من تحمل المسئولية
.
.
.
طفلان وأمهما ـــــــــــــــ (ثلاث كفوف تلوح له، اثنتان صغيرتان بينهما واحدة كبيرة..)
.
.
.
مصاريف مدرسة + مصاريف البيت .
|
|
|
قالب الشيكولاتة
.
.
رغم رخص ثمنه ، إلا أنه أصبح غير قادر على ابتياعه لها ، وهذه النقطة ، أو هذا الرمز ، جاء ليسبب حالة الأزمة الكبرى ، وهي من إفرازات الأزمة الأساسية ، التي كانت سبباً في تقاعده عن العمل قهراً وتعسفاً ...
(هل تكررين هذه الفعلة دائماً ؟ هل تبحثين عن قالب (الشيكولاتة)؟ رحماك يا ربي ..سامحيني )
ورغم ذلك ، هو يشعر بالذنب ، وكأنه هو المتسبب في هذه الأزمة الإقتصادية التي انعكست بدورها على أهل البيت ....
.
.
.
حذاءً صغيراً ممزقاً
.
.
.
هذا الرمز يسمى بالرمز التأكيدي ، فجاء يؤكد حالة الضيق ، والأزمة الإقتصادية ، خصوصاً بعد إضافة صفة التمزيق ، وياليته كان :
حذاءً صغيراً بالياً ...
ولكن ربما جاءت صفة التمزق لتلعب دور المعادل الموضوعي ، لحالة القهر والظلم ، التي كانت السبب في هذه الحالة المتردية لهذه الأسرة ...
في النهاية ..
النص من النصوص الإجتماعية الرمزية ، والتي أديرت بحرفية ، ومهارة فائقة ...
ودي واحترامي الدائم
محمد

وفاء شوكت خضر
04-09-2007, 03:32 PM
حقيبة متربة وجورب أبيض

وضع أذنه اليمنى على الباب ، استرق السمع ، ثم وبحذر متناه أمسك بالمقبض وأداره، تحرك الباب تاركاً فرجة صغيرة سمحت له بإلقاء بصره إلى الداخل ، ظلام دامس ، انحنى ليسمح لضوء الردهة خلفه بالسقوط، حدق ملياً ، كانت هناك في فراشها ، وقد انحسر الغطاء عن ساقيها اللامعتين ، حرك الباب ببطء شديد حرص فيه أن يئد صريره قبل مولده .

بداية فيها تشويق ، تشد المتلقي ، السرد يأتي مبهم لوصف حالة ، خاصة في محاولة الإيحاء للمتلقي بالحذر ، حيث الظلمة والسكون وحالة الترقب القلقة ، ( كانت هناك في فراشها ، وقد انحسر الغطاء عن ساقيها اللامعتين ) ، إعطاء المتلقي مساحة أكبر للتخيل ، ربما يخالها البعض أنها لا تخدم النص ، وبها شبهة في التعبير ..

بخطوات حذرة اتجه صوبها، تبدت أمامه كاملة، ثنت ساقها اليمنى فانزاح الغطاء أكثر، أمسك طرف الغطاء وهم بـ.... ولكنه خشي أن... تركه وتراجع ، جثا على ركبتيه يتأملها ..
غاص رأسها في الوسادة، انتشر شعرها عليها محيطاً برأسها في فوضى جميلة، قسمات وجهها الناعمة مستكينة مع ابتسامة..
ابتسامتها كانت تزلزل كيانه دائماً، تدك حصون قسوته المصطنعة، تنسف جبال انفعالاته الغاضبة؛ فيتبدل من حال إلى حال،
اسمترارية السرد بتشويق أكثر من خلال الوصف ..
( جثا على ركبتيه يتأملها ..
غاص رأسها في الوسادة، انتشر شعرها عليها محيطاً برأسها في فوضى جميلة، قسمات وجهها الناعمة مستكينة مع ابتسامة.. )
أن يحثو شخص على ركبتية ، يوحي بالطاعة ، الإنكسار ، التودد ، هنا جثا على ركبتيه ليكون قريبا ، متوددا ، بمشاعر فياضة عميقة ، فخدم هذا التعبير حالة التشويق ، المتلقي لا زال يتابع الغموض الذي اكتنف السرد ، خاصة في ما أتى بعدها ..

ابتسامتها كانت تزلزل كيانه دائماً، تدك حصون قسوته المصطنعة، تنسف جبال انفعالاته الغاضبة؛ فيتبدل من حال إلى حال، يسرع متوارياً عن عينيها كي لا تلمح الشلال المنهمر من قمة الجبل.. من قطرات ساخنة..
قوة تأثير الشخصية الأخرى على بطل القصة من الناحية العاطفية ، ابتسامتها " تزلزل كيانه ، تدك حصون قسوته المصطنعة .. تنسف جبال انفعالاته الغاضبة ، فتبدل من حال إلى حال ..
تراها من تكون هذه التي لها كل هذا التأثير ؟؟
عامل التشويق يزداد عمقا هنا ، والبحث في مدارك المتلقي عن هذه الشخصية ..
( يسرع متوارياً عن عينيها كي لا تلمح الشلال المنهمر من قمة الجبل.. من قطرات ساخنة.. )
أي ضعف وأي خوف هنا يسيطر على البطل أمام تلك الشخصية الأخرى ، أي عاطفة هذه التي تجعل دموع رجل تنساب حرى .. ( قمة جبل شامخ ) هو بالنسبة لها جبل شامخ .. وتشبيه الدموع بالشلال الساقط من الجبل الشامخ هنا تأتي لخدمة الوصف ، غزارة الدموع ، وعظم حجم الألم ، هنا ألقي الكاتب الضوء على شخصية البطل ..

شعر بسخونتها على وجنتيه، حاول إيقاف جريانها فازداد انهمارها..
"سامحيني فقد أجرمت في حقك، لكني لم أقصد والله، ما حدث كان رغماً عني ".....
حوار داخلي بتأنيب للضمير واعتراف بالذنب ، وكأنه تمهيد لبداية كشف ما أبهم في البداية .

ـ طاعتي عليك واجبة.
ـ في الحق فقط.
ـ لاتنس أني رئيسك في العمل.
ـ لا أحني رأسي إلا لله .
ـ رأسك الحجري هذا هو ما أطاح بك.
ـ لا يصح إلا الصحيح .
ـ إذاً ارحل..ولا تنس الحقيبة .
حالة استرجاع .. أول نقطة ضوء على عقدة القصة ..
أساس المشكلة ، التي تعطينا لمحة عن طبيعة تكوين البطل ، التي كانت سبب في مشكلته ، وهي التمسك بالمبادئ ، حتى وإن كانت سببا في قطع سبل عيشه ، وطرده من العمل .

بيديها الصغيرتين كانت تحرص على تنظيفها يومياً، وتلميعها له ، ليحملها ويخرج ..
في طريقه كان ينظر إلى النافذة مبتسماً، ثلاث كفوف تلوح له، اثنتان صغيرتان بينهما واحدة كبيرة..
الآن هي في مكانها الدائم، ضاعت معالمها تحت أمواج الأتربة المتراكمة عليها، يدها تظهر بالكاد، باقي تفاصيلها انسحبت تحت وطأة هذا الهجوم المتكرر المزمن..
بدأ ينكشف الغموض عن ماهية الشخصية الأخرى في القصة ..
بيديها الصغيرتين .. ( أي أنها ليست امرأة ، ولكنها طفلة ) ، كانت تحرص على تنظيفها يوميا ، وتلميعها له ، ليحملها يوخرج ..
حالة استرجاع ، حين كانت تنظف الحقيبة يوميا ، حقيبة العمل ، التي ربما هي معدات أو أدوات ، أو أوراق ، هنا لا تحديد لنوع العمل ، لكنه مهنةكان يزاولها ، وتحتاج مهنته لهذه الحقيبة بمحتوياتها .
ثلاث كفوف تلوح له، اثنتان صغيرتان بينهما واحدة كبيرة..
ثلاثة كفوف .. هنا توضيح أكبر وأعمق ، لعلاقة البطل بالشخصية الثانية ، اثنتان صغيران ، أي أن لديه طفلين وواحدة كبيرة وهي يد الزوجة .
(الآن هي في مكانها الدائم، ضاعت معالمها تحت أمواج الأتربة المتراكمة عليها، يدها تظهر بالكاد، باقي تفاصيلها انسحبت تحت وطأة هذا الهجوم المتكرر المزمن..)
كناية عن طول فترة توقفه عن العمل ، ضاعت ملامح الحقيبة تحت أمواج الأتربة ، فلم تعد تلك الصغيرة تنظفها وتلمعها ، فما عاد لذلك حاجة طالما أنه لا يستخدمها ..

تحركت يدها لاإراديا تبحث تحت الوسادة عن شيء ما ..
انهمرت دموعه بغزارة .. " آه .. هل تكررين هذه الفعلة دائماً ؟ هل تبحثين عن قالب (الشيكولاتة)؟ رحماك يا ربي ..سامحيني ..كنت أريد لك الأفضل دائماً.. لم يكن بيدي .. لم أستطع أن أصير مثلهم..ليست بطولة مني ، ولكن هكذا خلقني الله ..يوماً ما ستدركين كم كنت أحبك برغم كل ما جرى "
عودة للحظة الآنية مع استمرار حالة الإسترجاع والتذكر ..
حوار ذاتي ، تأنيب للضمير ، وإحساس بالذنب ، عاصفة ألم ، انفعال أبوي ناتج عن الإحساس بالتقصير تجاه الإبن .. مع محاولة لتبرير الموقف ، لما كان سببا في تقوفه عن العمل ، وتدهور الحالة الإقتصادية ، حتى أن باتت قطعة الشوكولاته رغم بخس ثمنها ، صعبة المنال بعد أنكانت في يوم متوفرة بطريقة سخية حيث باتت عادة دائمة تعودتها في أن تحتفظ بها تحت الوسادة ، ولم تنسها ..

تململت ،انكمشت متكورة على نفسها ..مد يده أمسك بطرف الغطاء ،جذبه لم يخش أن يوقظها هذه المرة.. سحبه على جسدها ، وأحكمه عليه ..راوغ يدها الممتدة الباحثة في الظلام، أفلت منها واقفاً، قفل عائداً للباب بظهره تتبعه قطرات ساخنة منهمرة عندما لمح تحت فراشها حذاءً صغيراً ممزقاً و..جوربًا أبيض .
تأتي النهاية هنا ، بشكل متناغم مع السرد منذ بدايته ،
مشاعر الأبوة بما تحمله من عاكطفة تغلب كل خوف ، وتتغلب على كل حرج ، لتمتد يده تسحب الغطاء على جسدها ، تراوغ يده يدها الباحثة تحت الفراش ، أفلت منها واقفا ، رد فعل لشخص متوتر ، كأنه يخشى لسعة النار ، قفل عائدا للباب بظهره ، هنا لا يستطيع أن يبعد عينيه عنها ، وذلك مرده للعاطفة الطبيعية بين الأب والإبن ، والتي يمازجها الألم مع الحب العميق ، والحزن الذي يقهر الرجل حتى تغلبه دموعه فجري مدرارة حارقة على وجنتيه ..
( عندما لمح تحت فراشها حذاءً صغيراً ممزقاً و..جوربًا أبيض . )
هنا .. النهاية المؤلمة للقصة ، حذاء ممزقا ..
البالي مهترئ في بعض جوانبه لكن الممزق ، يكون بلى الحذاء حتى صار في حالة أسوأ من أن نطلق عليه صفة بالي ، ممزق ، ما بلي من الحذاء بات مزقا ، مما يوحي بأن الحالة المادية وصلت إلى مرحلة أكثر سوء من أن نطلق عليها احتياج ، وجورب أبيض ..هو نقاء الطفولة ، وبراءتها .

أستاذي الأديب القاص القدير / حسام القاضي ..
اعذر فقر حرفي إن قصرت في قراءة هذا النص ، الذي أعتبره نصا اجتماعيا بحتا ، فيه من جمال السرد وعذوبة المشاعر المحملة بالألم ما جعل قلوبنا تتفطر من خلال سردك الذي أتى بشكل مشوق ، عميق في وصف الحالة ..

مرحبا بعودتك أيها الأديب القاص الرائع ..
أسعدني المرور هنا ..
تقبل تحيتي وخالص الود ، واعتذاري إن قصرت .

جوتيار تمر
05-09-2007, 09:50 AM
المبدع الاستاذ القاضي..
ما جنح اليه القاص من تخيل هو مما لاشك فيه ما يوهم المتلقي في الوهلة الاولى....لما بدا على المادة الحكائية من اتصال بالخرق الذي يتعالى على منطق الإدراك بالواقع ..بل قد يجد المتلقي.. في التخيل الحدثي ارتباطا بما تتداوله خرافة ما..لكن في العودة الى القرأة مرة اخرى.. يجدالمتلقي ما يسعفه.. في إعادة النظر في المكونات السردية التي وظفها القاص.. على أساس رمزيتها المتصلة بما تحيل عليه في الواقع العياني.. انطلاقا من تصور العنوان الذي يتماهي في الرمزية..ومن ثم ولوجا في المضمون.. حين يكون له معنى.. ويكون بالتالي ملما..بالحقيبة المتربة/الحقيبة الممزقة/جورب ابيض/الحذاء الممزق...ومن ثم الالمام بالحوارية الداخلية/داخل اللحمة الحبكية..حيث النهل من المعيش اليومي بمآسيه وصوره التي تفجع.. اكتملت الصورة الحدثية في القصة..فهناك بلاشك كفوف ثلاث..اثنان صغيران وثالث كبير..والكبير هنا يقوم بدور الاعالة..ويبرز في حواراته القيمة الانسانية فيه..حيث الاستماتة من اجل البقاء..ولكن الصورة التي ادهشتني هي..اليد الصغيرة التي تمتمد وتبحث عن قالب الشكولا..وردة الفعل التي اتت من الثالث.. حيث تلك المناجاة الخفية/ الظاهرية اربكت المتلقي واوصلته الى حالة عصيبة من التفاعل والانسجام التام مع الحدث القصصي..العمل بأكمله يستوجب الوقوف والتامل اكثر..لم يرسمه لنا من صور عيانية من واقع المعيش.. الانساني الاقتصادي..والنفسي ايضا..حيث تتلاحم الصور هنا لتخلق وجوه ثلاث..تمثل الاغلبية من الناس في مجتمعاتنا..ولأن الصورة التي يرسمها القاص عميقة..متجذرة في الانسان وفي واقعه المعيشي..تستدعي توقفا مطولا عند رمزية جزئياتها ..قبل التوصل إلى إيحاءات ودلالات تلك الصورة في كليتها.
همسة/
اهلا بعودتك.......

محبتي لك
جوتيار

حوراء آل بورنو
05-09-2007, 07:32 PM
سعيد بعودتك منتدى القصة ؛ فقد اشتاق إليك و إلى تلك القصص التي تلقي - أيما قصدت - بظلال الفرح أنها ترجمان حس جميل و عنوان شعور إنساني كبير .. فما أبرعك قاصاً تعرف كيف تلوي عنق الكلمات حتى تقص كل صوراً لحيوات تلامس الوجدان .

ترحيبي الكبير و أمنياتي بإقامة بيننا دائمة تسعدنا فيها بقصصك السامية .

نور سمحان
05-09-2007, 11:44 PM
أستاذي الرائع حسام القاضي
قرأت قصتك قراءة سريعة
لكنني أعدك بعودة لأنني احب أن أحلل هكذا نصوص
تقديري لبديع ما نثرت هنا

حسام القاضي
06-09-2007, 01:05 PM
أستاذي الأديب القاص القدير / حسام القاضي ..
قراءة أولية ومرور ترحيب بعودتك لواحة الخير ..
سعداء نحن بتواجدك بيننا مرة أخرى بعد طول غياب نتمنى أن لا يتكرر ..
لي عودة قريبة بإذن الله ..
تحيتي وتقديري وطاقة ورد ترحيبا بعودتك .

أديبتنا الكبيرة الراقية / وفاء خضر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرورك الترحيبي أسعدني جداً
شرف وسعادة لي أنا أن أكون
بينكم هنا مع الأنقياء .
لك إحترامي وتقديري وشكري.

حسام القاضي
07-09-2007, 11:55 AM
الأستاذ الكبير حسام القاضي
ليس لمثلي أيها الأديب أن يبدي رأيا في نصك المحترف الرائع هذا ، ولكني مررت لأسجل أعجابي ، وأرجو أن تكون لي عودة أسجل فيها إعجابي بشيء من التفصيل - إن شاء الله .
تحيتي ومودتي وتقديري

أخي الفاضل الأديب / أحمد الرشيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك لهذا المرور الرائع
رأيك كأديب وناقد ـ مشهود له ـ أسعدني للغاية
أترقب عودتك لنصي المتواضع بكل الشوق
تقبل تقديري واحترامي.

مأمون المغازي
07-09-2007, 02:40 PM
الأستاذ القاص المبدع : حسام القاضي ،

كل الترحيب بك وبعودتك الميمونة أيها الحبيب الكريم .

ليست المرة الأولى التي ألتقي فيها قصتك الرائعة هذه ، والرأي هو الرأي : أنت تملك السيطرة على العمل القصي ببراعة المحترف ، وورهافة حس الفنان ، لذلك أتى العمل القصي كمنحوتة رائعة في ذات الإنسان .

أستاذنا الكريم ، عملك بارع .

محبتي واحترامي .

مأمون

حسام القاضي
09-09-2007, 01:56 AM
اهلا بك اخي من جديد في الواحة
وان شاء الله عودة محمودة ومباركة
نص رائع كما عهدناك دوما
كل التقدير والاحترام لهذا العطاء

أختي الفاضلة الأديبة / حسنية تدركيت ( ندى الصبار )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على ترحيبك الرائع الدافيء
ورأيك الذي اسعدني جداً
أرجو ان تتقبلي مني فائق احترامي وتقديري .

حسام القاضي
09-09-2007, 08:04 PM
اشتقنا لروائعك ... استاذنا الغالي ..
القصة تبث روح الشكوى عن أزمة الفقر حين يجعلنا نرقد ونتوجع ...
السرد ماتع لولا بعض الغموض الذي أحسسته كقارئ أراد التوصل إلى سر الجورب ...
\
نص مترع بالألق
بوركت وعوفيت

أخي الحبيب / خليل
وانا أيضا اشتقت لكم
نعم هي ازمة الفقر تلك التي تفجر كل أزمات البشر
وعندما يؤدي الفقر إلى مثل هذا العجز نصل إلى قمة الوجع
أما عن الجورب الأبيض فهو المعادل لتلك الطفولة البريئة..
سرني لقاؤك الجميل.
لك شكري وتقديري واحترامي .

حسام القاضي
10-09-2007, 08:39 PM
.
حقيبة متربة وجورب أبيض
الأديب الرائع حسام القاضي
أقف مذهولاً أمام كل هذا الإبداع والله.
تضيع الحروف وتتلاشى من شنّة عقلي، فلا أجد ما يسعفني سوى الصمت، وقسمات إعجاب تبدّت على وجهي، وبقايا كلمات من شكرٍ وثناء.
ليس مثلي من يقيّم لأدباء من أمثالك أستاذي، ولكن اسمح لي بأن أبدي إعجابي.
أترك لك بعض نبض يهمس بمودّتي وتقديري واحترامي.
................................................

اخي الفاضل الأديب / زياد عمار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعادتي لا توصف بلقائنا الأول
أشكرك على قرائتك المميزة
ورأيك الجميل ..
تواضع كبير منك قولك الرائع
تقبل مودتي وتقديري واحترامي .

حسام القاضي
10-09-2007, 08:51 PM
الاستاذ الاديب حسام القاضي
تحيه وسلام
لا اجد الكلمات التي تفي قصتك حقها لأنه لايصح الا الصحيح ندفع ثمنه غاليا من الشده ولاكن
دونما يأس وليتأكد بأنها تعلم بـأنه لايريد لها الا الافضل دائما ..ولاكن..هي تريده كما هو
قويا عزيزا شامخا لا يحني رأسـه الا لله
لأنها امل وكل الأمل في عودتها لتنظف حقيبته وتلمعها يوميا
وتمسح قطرات ساخنه بابتسامتها الصغيره
ولا يسعني الا ان اقول سلمت وسلم قلمك
لك كل الاحترام

الأديبة الراقية الأستاذة / رنده يوسف
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأنا بدوري لااجد الكلمات المناسبة التي تفيك حقك
قراءة عميقة متانية ، ونظرة ثاقبة مصيبة نفذت إلى
صميم القصة ..
تعقيبك الراقي أنار جنبات القصة ، وأضاف لها

وكل الأمل في عودتها لتنظف حقيبته وتلمعها يوميا
وتمسح قطرات ساخنه بابتسامتها الصغيره
ما أروع هذا المقطع..
أرجوأن تقبلي شكري وتقديري واحترامي.

حسام القاضي
12-09-2007, 01:24 AM
لغة الفن أيا كان جنسه ، تشبه لغة العصافير.
من منا يريد فهم ما يقول العصفور لعصفورته أو لصغاره ؟
وهكذا السرد هنا بحواراته الملمحة لأشياءبعيدة في غور الشخصيات ، لم نعرف مبتداها وبالتالي لا نميز بحدة منتهاها .
لغة قص شاعرية هامسة
وروح شفيفة سامية .
وأهلا بنصوصك العائدة بألق .

أختي الفاضلة الأديبة الكبيرة / حنان الاغا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيب لا يبدعه الا شاعر قدير
افتقدت مداخلاتك المميزة جداً
حقاً خير الكلام ما قل ودل
أشكرك على كل شيء..
ترحيبك الحار وقرائتك ورأيك
الذي يعني لي الكثير
تقديري واحترامي.

حسام القاضي
12-09-2007, 11:33 PM
حقيبة متربة وجورب أبيض
عنوان تصدره الرمز ، فدب الفضول في نفس المتلقي منذ لحظة الزمن صفر لبدء القراءة ، لكشف ماهية الرموز ، ورغم أن هناك رموزاً أخرى ظهرت لنا بعد ذلك ، إلا أن الرموز الرئيسة لخصها العنوان ..
ــــــــــ حقيبة متربة ــــــــــ
ــــــــ جورب أبيض ــــــــ
ولكن رمز من الرموز الرئيسة التي احتواها النص لم يشمله العنوان
ــــــ حذاء ممزق ـــــ
وذلك لأن إيراده بالعنوان كان سيسبب طولاً غير مرغوب في القراءة
ــــــــ حقيبة ممزقة و جورب أبيض ـــــــــ
ــــــــ حقيبة ممزقة وحذاء ممزق ، وجورب أبيض ــــ
عودة :
النص بدأ بإيهام القارىء بمشهد ربما اشتمل على ايحاءات كانت سبباً في إحداث المفارقة الداخلية للنص ، فبدا النص في أوله بشكل ، وانتهى بشكل آخر تماماً ...
وكان الفصل بين الشكلين موظفاً بحرفية عالية ، حيث جاء على هيئة الاسترجاع الزمني المتساوي مع الحدث ذاته ، فلم يشعر القارىء أبداً بأن نوعاً من الفصل قد تم ...
.
.
.
مدة الاسترجاع الزمني ، تخطت الزمانية ، والمكانية ، وهي مدة قصية ، هي مدة قريبة ، لذلك هي مازالت راسخة بالذاكرة المؤقته للبطل ،وقد دلت الأحداث التالية ، وثيات عمر الأطفال على ذلك ، ولكن الموقف الذي صنعه الحوار :
ـ طاعتي عليك واجبة.
ـ في الحق فقط.
ـ لاتنس أني رئيسك في العمل.
ـ لا أحني رأسي إلا لله .
ـ رأسك الحجري هذا هو ما أطاح بك.
ـ لا يصح إلا الصحيح .
ـ إذاً ارحل..ولا تنس الحقيبة .
كان هو الخالق الأول للأزمة ، أي أن الأزمة قد بدأت تنكشف تدريجياً ، من منتصف النص ، ولكن البداية الموحية لعبت دور التشويق .. ولكن هذه الحالة الإيحائية لا أعلم لمَ وقع عليها الإختيار هي بالذات(استرق السمع - سمحت له بإلقاء بصره إلى الداخل - كانت هناك في فراشها ، وقد انحسر الغطاء عن ساقيها اللامعتين-أمسك طرف الغطاء وهم بـ.... ولكنه خشي أن ... ) ، فكان يمكن صناعة المفارقة بشكل إيحائي آخر لا يشتمل على هذا النوع من الإيهام ، وكانت ستؤدي نفس الغرض ، ولكن أعود وأقول ربما أن نظرتي الشخصة لم تحصر السبب ، ، وهناك ما يكمن بنفس الكاتب ولم أره
، وهذا بالطبع هو مجر اقتراح ، ولكن في النهاية المفارقة موجودة وحليفة النص ...
فك الشفيرة :
بعد قراءة المتلقي لصلب النص بتأن بقي عليه أن يفك شفيرات الرموز ، سواء كان رموزاً لفظية، أم رموزاً وصفية..
الرموز اللفظية :
1- حقيبة متربة .......
.
.
.
حقيبة العمل التي أمره المدير ألا ينساها ..
.
.
.
متربة ... دليل على التراكم الزمني ..
.
.
.
حالة الحقيبة الخاصة إبدال بعض من كل للحالة العامة ، التي تتبع التقاعد من العمل ، خصوصاً الحالة الاقتصادية ..
2- جورب أبيض
يأتي ليلخص لنا صورة من تحمل المسئولية
.
.
.
طفلان وأمهما ـــــــــــــــ (ثلاث كفوف تلوح له، اثنتان صغيرتان بينهما واحدة كبيرة..)
.
.
.
مصاريف مدرسة + مصاريف البيت .
|
|
|
قالب الشيكولاتة
.
.
رغم رخص ثمنه ، إلا أنه أصبح غير قادر على ابتياعه لها ، وهذه النقطة ، أو هذا الرمز ، جاء ليسبب حالة الأزمة الكبرى ، وهي من إفرازات الأزمة الأساسية ، التي كانت سبباً في تقاعده عن العمل قهراً وتعسفاً ...
(هل تكررين هذه الفعلة دائماً ؟ هل تبحثين عن قالب (الشيكولاتة)؟ رحماك يا ربي ..سامحيني )
ورغم ذلك ، هو يشعر بالذنب ، وكأنه هو المتسبب في هذه الأزمة الإقتصادية التي انعكست بدورها على أهل البيت ....
.
.
.
حذاءً صغيراً ممزقاً
.
.
.
هذا الرمز يسمى بالرمز التأكيدي ، فجاء يؤكد حالة الضيق ، والأزمة الإقتصادية ، خصوصاً بعد إضافة صفة التمزيق ، وياليته كان :
حذاءً صغيراً بالياً ...
ولكن ربما جاءت صفة التمزق لتلعب دور المعادل الموضوعي ، لحالة القهر والظلم ، التي كانت السبب في هذه الحالة المتردية لهذه الأسرة ...
في النهاية ..
النص من النصوص الإجتماعية الرمزية ، والتي أديرت بحرفية ، ومهارة فائقة ...
ودي واحترامي الدائم
محمد

شكراً لك
على مرورك
وقراءتك
ورأيك

د. نجلاء طمان
13-09-2007, 12:27 AM
حقيبة متربة وجورب أبيض
وضع أذنه اليمنى على الباب ، استرق السمع ، ثم وبحذر متناه أمسك بالمقبض وأداره، تحرك الباب تاركاً فرجة صغيرة سمحت له بإلقاء بصره إلى الداخل ، ظلام دامس ، انحنى ليسمح لضوء الردهة خلفه بالسقوط، حدق ملياً ، كانت هناك في فراشها ، وقد انحسر الغطاء عن ساقيها اللامعتين ، حرك الباب ببطء شديد حرص فيه أن يئد صريره قبل مولده .
بخطوات حذرة اتجه صوبها، تبدت أمامه كاملة، ثنت ساقها اليمنى فانزاح الغطاء أكثر، أمسك طرف الغطاء وهم بـ.... ولكنه خشي أن... تركه وتراجع ، جثا على ركبتيه يتأملها ..
غاص رأسها في الوسادة، انتشر شعرها عليها محيطاً برأسها في فوضى جميلة، قسمات وجهها الناعمة مستكينة مع ابتسامة..
ابتسامتها كانت تزلزل كيانه دائماً، تدك حصون قسوته المصطنعة، تنسف جبال انفعالاته الغاضبة؛ فيتبدل من حال إلى حال، يسرع متوارياً عن عينيها كي لا تلمح الشلال المنهمر من قمة الجبل.. من قطرات ساخنة..
شعر بسخونتها على وجنتيه، حاول إيقاف جريانها فازداد انهمارها..
"سامحيني فقد أجرمت في حقك، لكني لم أقصد والله، ما حدث كان رغماً عني ".....
ـ طاعتي عليك واجبة.
ـ في الحق فقط.
ـ لاتنس أني رئيسك في العمل.
ـ لا أحني رأسي إلا لله .
ـ رأسك الحجري هذا هو ما أطاح بك.
ـ لا يصح إلا الصحيح .
ـ إذاً ارحل..ولا تنس الحقيبة .
بيديها الصغيرتين كانت تحرص على تنظيفها يومياً، وتلميعها له ، ليحملها ويخرج ..
في طريقه كان ينظر إلى النافذة مبتسماً، ثلاث كفوف تلوح له، اثنتان صغيرتان بينهما واحدة كبيرة..
الآن هي في مكانها الدائم، ضاعت معالمها تحت أمواج الأتربة المتراكمة عليها، يدها تظهر بالكاد، باقي تفاصيلها انسحبت تحت وطأة هذا الهجوم المتكرر المزمن..
تحركت يدها لاإراديا تبحث تحت الوسادة عن شيء ما ..
انهمرت دموعه بغزارة .. " آه .. هل تكررين هذه الفعلة دائماً ؟ هل تبحثين عن قالب (الشيكولاتة)؟ رحماك يا ربي ..سامحيني ..كنت أريد لك الأفضل دائماً.. لم يكن بيدي .. لم أستطع أن أصير مثلهم..ليست بطولة مني ، ولكن هكذا خلقني الله ..يوماً ما ستدركين كم كنت أحبك برغم كل ما جرى "
تململت ،انكمشت متكورة على نفسها ..مد يده أمسك بطرف الغطاء ،جذبه لم يخش أن يوقظها هذه المرة.. سحبه على جسدها ، وأحكمه عليه ..راوغ يدها الممتدة الباحثة في الظلام، أفلت منها واقفاً، قفل عائداً للباب بظهره تتبعه قطرات ساخنة منهمرة عندما لمح تحت فراشها حذاءً صغيراً ممزقاً و..جوربًا أبيض .

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
الكويت في 23/4/2007
جريدة القبس 3 / 5 / 2007

القاص المبدع: حسام القاضي

حقيبة متربة وأبوة فقيرة..... وجورب أبيض وطفولة مظلومة. إن الوالج في غور القص النفسي للقص ومن ثم للبطل, لابد له من أن يعاني بعض التشتت في بدء الولوج حتى يتعرف طريقه , ومن ثم يثبت في القاع على المحار الذي يحوى لؤلؤا نادرا.امتلك القاص الخيط الحبكي ولم يفلت منه خلال القص في ابداع متمكن , بالرغم من تخلل زمن القص لبعض لقطات من الفلاش باك, أضاءت جانبا هاما جدا في شخصية البطل. إن شخصية بطل القصة تتميز بالشرف الذي دائما ما يكون مصاحبا للفقر في الزمن الحالي, ومع كون البطل يتميز بالقوة والثبات والشموخ في حياته, إلا أنه كان ينهار تماما أمام طفلته- كما هو الحال مع كل أب حنون. إن تطبيق مبدأ القوة والسيطرة الشخصية على المجريات الحياتية , لايشترط معه قسوة على الآخرين -وخاصة مع هؤلاء في المحيط الأسري-بل على العكس دائما ما يكون مصاحبا برقة في القلب نحو الضعيف والقريب. تكاملت القصة منذ البداية ومع التدرج في الحبك وحتى النهاية, مع احتوائها على بعض الرمزية التي وضحت في الخاتمة.أما البعد النفسي للأب المرهف المشاعر نحو أسرته, والواقع بين مطرقة الفقر , والتزاماته الأسرية نحو أسرته, وبين سندانة التمسك بالمباديء والشرف في ظل فساد اجتماعي شامل, فقد عبر عنه القاص في إبداع فاق حدود الوصف-وخاصة في تطور مشاعره بجوار طفلته النائمة ومدى تمزقه النفسي الذي فاق تمزق جوربها وحذائها- وأدخلني كناقدة وقارئة, في متاهة عاطفية أخذت مني تمام الشفقة والعطف والإحترام في ذات الوقت للبطل.

شذى الوردة وقصة صافحت كف الإبداع

د. نجلاء طمان

حسام القاضي
16-09-2007, 08:54 PM
[quote=وفاء شوكت خضر;305652]بداية فيها تشويق ، تشد المتلقي ، السرد يأتي مبهم لوصف حالة ، خاصة في محاولة الإيحاء للمتلقي بالحذر ، حيث الظلمة والسكون وحالة الترقب القلقة ، ( كانت هناك في فراشها ، وقد انحسر الغطاء عن ساقيها اللامعتين ) ، إعطاء المتلقي مساحة أكبر للتخيل ، ربما يخالها البعض أنها لا تخدم النص ، وبها شبهة في التعبير ..
اسمترارية السرد بتشويق أكثر من خلال الوصف ..
( جثا على ركبتيه يتأملها ..
غاص رأسها في الوسادة، انتشر شعرها عليها محيطاً برأسها في فوضى جميلة، قسمات وجهها الناعمة مستكينة مع ابتسامة.. )
أن يحثو شخص على ركبتية ، يوحي بالطاعة ، الإنكسار ، التودد ، هنا جثا على ركبتيه ليكون قريبا ، متوددا ، بمشاعر فياضة عميقة ، فخدم هذا التعبير حالة التشويق ، المتلقي لا زال يتابع الغموض الذي اكتنف السرد ، خاصة في ما أتى بعدها ..
قوة تأثير الشخصية الأخرى على بطل القصة من الناحية العاطفية ، ابتسامتها " تزلزل كيانه ، تدك حصون قسوته المصطنعة .. تنسف جبال انفعالاته الغاضبة ، فتبدل من حال إلى حال ..
تراها من تكون هذه التي لها كل هذا التأثير ؟؟
عامل التشويق يزداد عمقا هنا ، والبحث في مدارك المتلقي عن هذه الشخصية ..
( يسرع متوارياً عن عينيها كي لا تلمح الشلال المنهمر من قمة الجبل.. من قطرات ساخنة.. )
أي ضعف وأي خوف هنا يسيطر على البطل أمام تلك الشخصية الأخرى ، أي عاطفة هذه التي تجعل دموع رجل تنساب حرى .. ( قمة جبل شامخ ) هو بالنسبة لها جبل شامخ .. وتشبيه الدموع بالشلال الساقط من الجبل الشامخ هنا تأتي لخدمة الوصف ، غزارة الدموع ، وعظم حجم الألم ، هنا ألقي الكاتب الضوء على شخصية البطل ..
حوار داخلي بتأنيب للضمير واعتراف بالذنب ، وكأنه تمهيد لبداية كشف ما أبهم في البداية .
حالة استرجاع .. أول نقطة ضوء على عقدة القصة ..
أساس المشكلة ، التي تعطينا لمحة عن طبيعة تكوين البطل ، التي كانت سبب في مشكلته ، وهي التمسك بالمبادئ ، حتى وإن كانت سببا في قطع سبل عيشه ، وطرده من العمل .
بدأ ينكشف الغموض عن ماهية الشخصية الأخرى في القصة ..
بيديها الصغيرتين .. ( أي أنها ليست امرأة ، ولكنها طفلة ) ، كانت تحرص على تنظيفها يوميا ، وتلميعها له ، ليحملها يوخرج ..
حالة استرجاع ، حين كانت تنظف الحقيبة يوميا ، حقيبة العمل ، التي ربما هي معدات أو أدوات ، أو أوراق ، هنا لا تحديد لنوع العمل ، لكنه مهنةكان يزاولها ، وتحتاج مهنته لهذه الحقيبة بمحتوياتها .
ثلاث كفوف تلوح له، اثنتان صغيرتان بينهما واحدة كبيرة..
ثلاثة كفوف .. هنا توضيح أكبر وأعمق ، لعلاقة البطل بالشخصية الثانية ، اثنتان صغيران ، أي أن لديه طفلين وواحدة كبيرة وهي يد الزوجة .
(الآن هي في مكانها الدائم، ضاعت معالمها تحت أمواج الأتربة المتراكمة عليها، يدها تظهر بالكاد، باقي تفاصيلها انسحبت تحت وطأة هذا الهجوم المتكرر المزمن..)
كناية عن طول فترة توقفه عن العمل ، ضاعت ملامح الحقيبة تحت أمواج الأتربة ، فلم تعد تلك الصغيرة تنظفها وتلمعها ، فما عاد لذلك حاجة طالما أنه لا يستخدمها ..
عودة للحظة الآنية مع استمرار حالة الإسترجاع والتذكر ..
حوار ذاتي ، تأنيب للضمير ، وإحساس بالذنب ، عاصفة ألم ، انفعال أبوي ناتج عن الإحساس بالتقصير تجاه الإبن .. مع محاولة لتبرير الموقف ، لما كان سببا في تقوفه عن العمل ، وتدهور الحالة الإقتصادية ، حتى أن باتت قطعة الشوكولاته رغم بخس ثمنها ، صعبة المنال بعد أنكانت في يوم متوفرة بطريقة سخية حيث باتت عادة دائمة تعودتها في أن تحتفظ بها تحت الوسادة ، ولم تنسها ..
تأتي النهاية هنا ، بشكل متناغم مع السرد منذ بدايته ،
مشاعر الأبوة بما تحمله من عاكطفة تغلب كل خوف ، وتتغلب على كل حرج ، لتمتد يده تسحب الغطاء على جسدها ، تراوغ يده يدها الباحثة تحت الفراش ، أفلت منها واقفا ، رد فعل لشخص متوتر ، كأنه يخشى لسعة النار ، قفل عائدا للباب بظهره ، هنا لا يستطيع أن يبعد عينيه عنها ، وذلك مرده للعاطفة الطبيعية بين الأب والإبن ، والتي يمازجها الألم مع الحب العميق ، والحزن الذي يقهر الرجل حتى تغلبه دموعه فجري مدرارة حارقة على وجنتيه ..
( عندما لمح تحت فراشها حذاءً صغيراً ممزقاً و..جوربًا أبيض . )
هنا .. النهاية المؤلمة للقصة ، حذاء ممزقا ..
البالي مهترئ في بعض جوانبه لكن الممزق ، يكون بلى الحذاء حتى صار في حالة أسوأ من أن نطلق عليه صفة بالي ، ممزق ، ما بلي من الحذاء بات مزقا ، مما يوحي بأن الحالة المادية وصلت إلى مرحلة أكثر سوء من أن نطلق عليها احتياج ، وجورب أبيض ..هو نقاء الطفولة ، وبراءتها .
أستاذي الأديب القاص القدير / حسام القاضي ..
اعذر فقر حرفي إن قصرت في قراءة هذا النص ، الذي أعتبره نصا اجتماعيا بحتا ، فيه من جمال السرد وعذوبة المشاعر المحملة بالألم ما جعل قلوبنا تتفطر من خلال سردك الذي أتى بشكل مشوق ، عميق في وصف الحالة ..
مرحبا بعودتك أيها الأديب القاص الرائع ..
أسعدني المرور هنا ..
تقبل تحيتي وخالص الود ، واعتذاري إن قصرت .[/ Quote]

أختي الأديبة الكبيرة والناقدة المتميزة / وفاء خضر ( دخون )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري ماذا أقول هنا..
حقاً يعجز لساني عن التعبير ازاء تلك الدراسة النقدية الرائعة
كانك أمسكت بمبضع جراح ماهر وقمت بتشريح النص بتلك الصورة المذهلة ( لي على الأقل )
قراءة دقيقة للغاية للنص وغوص عميق في أغواره ، ثم شرح متمكن واف لكل عناصر العمل
مما ألقى بضوء باهر على جنبات النص فأناره وكشف أبعاده كاملة بشكل رائع ربما يدعو إلى قراءات
جديدة ..
هنا أستطيع القول بأن دراستك القيمة هذه بمثابة نص مضاف إلى نصيي الأصلي المتواضع إن لم قد فاقته؛ فهي عمل نقدي متميز مكتملة عناصره .
شكراً لترحيبك الصادق
شرفني وأسعدني مرورك الثري
أرجو ان تتقبلي مني أسمى آيات الاحترام والتقدير .

حسام القاضي
19-09-2007, 11:27 PM
المبدع الاستاذ القاضي..
ما جنح اليه القاص من تخيل هو مما لاشك فيه ما يوهم المتلقي في الوهلة الاولى....لما بدا على المادة الحكائية من اتصال بالخرق الذي يتعالى على منطق الإدراك بالواقع ..بل قد يجد المتلقي.. في التخيل الحدثي ارتباطا بما تتداوله خرافة ما..لكن في العودة الى القرأة مرة اخرى.. يجدالمتلقي ما يسعفه.. في إعادة النظر في المكونات السردية التي وظفها القاص.. على أساس رمزيتها المتصلة بما تحيل عليه في الواقع العياني.. انطلاقا من تصور العنوان الذي يتماهي في الرمزية..ومن ثم ولوجا في المضمون.. حين يكون له معنى.. ويكون بالتالي ملما..بالحقيبة المتربة/الحقيبة الممزقة/جورب ابيض/الحذاء الممزق...ومن ثم الالمام بالحوارية الداخلية/داخل اللحمة الحبكية..حيث النهل من المعيش اليومي بمآسيه وصوره التي تفجع.. اكتملت الصورة الحدثية في القصة..فهناك بلاشك كفوف ثلاث..اثنان صغيران وثالث كبير..والكبير هنا يقوم بدور الاعالة..ويبرز في حواراته القيمة الانسانية فيه..حيث الاستماتة من اجل البقاء..ولكن الصورة التي ادهشتني هي..اليد الصغيرة التي تمتمد وتبحث عن قالب الشكولا..وردة الفعل التي اتت من الثالث.. حيث تلك المناجاة الخفية/ الظاهرية اربكت المتلقي واوصلته الى حالة عصيبة من التفاعل والانسجام التام مع الحدث القصصي..العمل بأكمله يستوجب الوقوف والتامل اكثر..لم يرسمه لنا من صور عيانية من واقع المعيش.. الانساني الاقتصادي..والنفسي ايضا..حيث تتلاحم الصور هنا لتخلق وجوه ثلاث..تمثل الاغلبية من الناس في مجتمعاتنا..ولأن الصورة التي يرسمها القاص عميقة..متجذرة في الانسان وفي واقعه المعيشي..تستدعي توقفا مطولا عند رمزية جزئياتها ..قبل التوصل إلى إيحاءات ودلالات تلك الصورة في كليتها.
همسة/
اهلا بعودتك.......
محبتي لك
جوتيار

أخي الأديب الفيلسوف / جوتيار تمر
كعادتك دائماً وأبداً
غوص عميق في اغوارالنص
وتحليل واف دقيق تمتزج فيه الفلسفة
بالحكمة بخلفيات ثقافية خاصة للغاية
تخص ( جوتيار ) وحده ، وتعطي لنقده
مذاقه الخاص الفريد ..
أسعدتني بقراءتك الرائعة وترحيبك الأخوي
تقبل مني شكري وتقديري واحترامي.

حسام القاضي
22-09-2007, 09:27 PM
سعيد بعودتك منتدى القصة ؛ فقد اشتاق إليك و إلى تلك القصص التي تلقي - أيما قصدت - بظلال الفرح أنها ترجمان حس جميل و عنوان شعور إنساني كبير .. فما أبرعك قاصاً تعرف كيف تلوي عنق الكلمات حتى تقص كل صوراً لحيوات تلامس الوجدان .
ترحيبي الكبير و أمنياتي بإقامة بيننا دائمة تسعدنا فيها بقصصك السامية .


أختي الفاضلة النقية الأديبة / حوراء آل بورنو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السعادة لي أنا بوجودي بمنتدى القصة
بل بواحة النقاء والإخاء
بين النخبة من أصحاب الأقلام الراقية
شهادتك في أعمالي أعتز جداً بها
لأ نها من قديرة مثلك ..
أشكرك على ترحيبك الصادق
امتناني واحترامي وتقديري لك .

حسام القاضي
28-09-2007, 01:00 AM
أستاذي الرائع حسام القاضي
قرأت قصتك قراءة سريعة
لكنني أعدك بعودة لأنني احب أن أحلل هكذا نصوص
تقديري لبديع ما نثرت هنا

الأديبة المبدعة / نور سمحان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرفني مرورك الكريم
أترقب عودتك بتحليل مميز
تقديري واحترامي.

حسام القاضي
19-10-2007, 12:14 AM
الأستاذ القاص المبدع : حسام القاضي ،
كل الترحيب بك وبعودتك الميمونة أيها الحبيب الكريم .
ليست المرة الأولى التي ألتقي فيها قصتك الرائعة هذه ، والرأي هو الرأي : أنت تملك السيطرة على العمل القصي ببراعة المحترف ، وورهافة حس الفنان ، لذلك أتى العمل القصي كمنحوتة رائعة في ذات الإنسان .
أستاذنا الكريم ، عملك بارع .
محبتي واحترامي .
مأمون

الأستاذ الأديب المبدع / مأمون المغازي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم هي ليست المرة الأولى التي تلتقي فيها مع قصتي..
ما زلت أذكر ما قلته عنها في تلك المرة
أشكرك جداً على رأيك وتقييمك لعملي.
تقديري واحترامي.

د. مصطفى عراقي
19-10-2007, 08:58 PM
حقيبة متربة وجورب أبيض
وضع أذنه اليمنى على الباب ، استرق السمع ، ثم وبحذر متناه أمسك بالمقبض وأداره، تحرك الباب تاركاً فرجة صغيرة سمحت له بإلقاء بصره إلى الداخل ، ظلام دامس ، انحنى ليسمح لضوء الردهة خلفه بالسقوط، حدق ملياً ، كانت هناك في فراشها ، وقد انحسر الغطاء عن ساقيها اللامعتين ، حرك الباب ببطء شديد حرص فيه أن يئد صريره قبل مولده .
بخطوات حذرة اتجه صوبها، تبدت أمامه كاملة، ثنت ساقها اليمنى فانزاح الغطاء أكثر، أمسك طرف الغطاء وهم بـ.... ولكنه خشي أن... تركه وتراجع ، جثا على ركبتيه يتأملها ..
غاص رأسها في الوسادة، انتشر شعرها عليها محيطاً برأسها في فوضى جميلة، قسمات وجهها الناعمة مستكينة مع ابتسامة..
ابتسامتها كانت تزلزل كيانه دائماً، تدك حصون قسوته المصطنعة، تنسف جبال انفعالاته الغاضبة؛ فيتبدل من حال إلى حال، يسرع متوارياً عن عينيها كي لا تلمح الشلال المنهمر من قمة الجبل.. من قطرات ساخنة..
شعر بسخونتها على وجنتيه، حاول إيقاف جريانها فازداد انهمارها..
"سامحيني فقد أجرمت في حقك، لكني لم أقصد والله، ما حدث كان رغماً عني ".....
ـ طاعتي عليك واجبة.
ـ في الحق فقط.
ـ لاتنس أني رئيسك في العمل.
ـ لا أحني رأسي إلا لله .
ـ رأسك الحجري هذا هو ما أطاح بك.
ـ لا يصح إلا الصحيح .
ـ إذاً ارحل..ولا تنس الحقيبة .
بيديها الصغيرتين كانت تحرص على تنظيفها يومياً، وتلميعها له ، ليحملها ويخرج ..
في طريقه كان ينظر إلى النافذة مبتسماً، ثلاث كفوف تلوح له، اثنتان صغيرتان بينهما واحدة كبيرة..
الآن هي في مكانها الدائم، ضاعت معالمها تحت أمواج الأتربة المتراكمة عليها، يدها تظهر بالكاد، باقي تفاصيلها انسحبت تحت وطأة هذا الهجوم المتكرر المزمن..
تحركت يدها لاإراديا تبحث تحت الوسادة عن شيء ما ..
انهمرت دموعه بغزارة .. " آه .. هل تكررين هذه الفعلة دائماً ؟ هل تبحثين عن قالب (الشيكولاتة)؟ رحماك يا ربي ..سامحيني ..كنت أريد لك الأفضل دائماً.. لم يكن بيدي .. لم أستطع أن أصير مثلهم..ليست بطولة مني ، ولكن هكذا خلقني الله ..يوماً ما ستدركين كم كنت أحبك برغم كل ما جرى "
تململت ،انكمشت متكورة على نفسها ..مد يده أمسك بطرف الغطاء ،جذبه لم يخش أن يوقظها هذه المرة.. سحبه على جسدها ، وأحكمه عليه ..راوغ يدها الممتدة الباحثة في الظلام، أفلت منها واقفاً، قفل عائداً للباب بظهره تتبعه قطرات ساخنة منهمرة عندما لمح تحت فراشها حذاءً صغيراً ممزقاً و..جوربًا أبيض .

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
الكويت في 23/4/2007
جريدة القبس 3 / 5 / 2007

=======

أخي الحبيب الأديب القاص المبدع الأستاذ حسام

اسمح لي أن أحييك تحية متأخرة لهذه القصة العبقرية التي جمعت ببراعة بين فنية الأداء ، وإنسانية الرؤية في قصةٍ معبرة مؤثرة

كما أرجو أن تتقبل خالص تقديري لهذا التوظيف الراقي للإضاءة في المقدمة الموفقة غاية التوفيق، التي جاءت وكأنها تأخذ بأيدينا إلى قلب القصة ببراعة مخرجٍ واعٍ، وإتقان مصوِّرٍ مُجيد.


ودمت بكل الخير والسعادة والإبداع


محبك: مصطفى

حسام القاضي
12-11-2007, 12:27 AM
القاص المبدع: حسام القاضي
حقيبة متربة وأبوة فقيرة..... وجورب أبيض وطفولة مظلومة. إن الوالج في غور القص النفسي للقص ومن ثم للبطل, لابد له من أن يعاني بعض التشتت في بدء الولوج حتى يتعرف طريقه , ومن ثم يثبت في القاع على المحار الذي يحوى لؤلؤا نادرا.امتلك القاص الخيط الحبكي ولم يفلت منه خلال القص في ابداع متمكن , بالرغم من تخلل زمن القص لبعض لقطات من الفلاش باك, أضاءت جانبا هاما جدا في شخصية البطل. إن شخصية بطل القصة تتميز بالشرف الذي دائما ما يكون مصاحبا للفقر في الزمن الحالي, ومع كون البطل يتميز بالقوة والثبات والشموخ في حياته, إلا أنه كان ينهار تماما أمام طفلته- كما هو الحال مع كل أب حنون. إن تطبيق مبدأ القوة والسيطرة الشخصية على المجريات الحياتية , لايشترط معه قسوة على الآخرين -وخاصة مع هؤلاء في المحيط الأسري-بل على العكس دائما ما يكون مصاحبا برقة في القلب نحو الضعيف والقريب. تكاملت القصة منذ البداية ومع التدرج في الحبك وحتى النهاية, مع احتوائها على بعض الرمزية التي وضحت في الخاتمة.أما البعد النفسي للأب المرهف المشاعر نحو أسرته, والواقع بين مطرقة الفقر , والتزاماته الأسرية نحو أسرته, وبين سندانة التمسك بالمباديء والشرف في ظل فساد اجتماعي شامل, فقد عبر عنه القاص في إبداع فاق حدود الوصف-وخاصة في تطور مشاعره بجوار طفلته النائمة ومدى تمزقه النفسي الذي فاق تمزق جوربها وحذائها- وأدخلني كناقدة وقارئة, في متاهة عاطفية أخذت مني تمام الشفقة والعطف والإحترام في ذات الوقت للبطل.
شذى الوردة وقصة صافحت كف الإبداع
د. نجلاء طمان

المبدعة الراقية / د. نجلاء طمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قراءة تفصيلية ومختلفة..
تعمقت في أدق التفاصيل وبحساسية شديدة أضفت على القصة رونقاً خاصاً
كم كنت أحتاج لمثل هذا الحس المرهف في التعامل مع هذا العمل بالذات..
مهما قلت فلن أوفيك حقك .
أرجو ان تتقبلي مني أسمى آيات الشكر والاحترام والتقدير .

حسام القاضي
12-11-2007, 12:35 AM
=======
أخي الحبيب الأديب القاص المبدع الأستاذ حسام
اسمح لي أن أحييك تحية متأخرة لهذه القصة العبقرية التي جمعت ببراعة بين فنية الأداء ، وإنسانية الرؤية في قصةٍ معبرة مؤثرة
كما أرجو أن تتقبل خالص تقديري لهذا التوظيف الراقي للإضاءة في المقدمة الموفقة غاية التوفيق، التي جاءت وكأنها تأخذ بأيدينا إلى قلب القصة ببراعة مخرجٍ واعٍ، وإتقان مصوِّرٍ مُجيد.
ودمت بكل الخير والسعادة والإبداع
محبك: مصطفى

أخي الحبيب وأستاذي / د. مصطفى عراقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرف لي مرورك الجميل الأثير
شهادتك الغالية أسعدتني
وأدخلت السرور على قلب أخيك
دمت اخاً كريماً ومبدعاً شاملاً وناقداً قدوة.

وفاء شوكت خضر
10-03-2008, 07:00 PM
أستاذي الأديب القاص / حسام القاضي ...

طال غيابك ..
عساك بخير ..
نشتاق لتواجدك بيننا ولسردك النابض ..

إلى أن تعود بخير ..
للرفع ...

حسام القاضي
28-03-2008, 07:30 PM
أستاذي الأديب القاص / حسام القاضي ...
طال غيابك ..
عساك بخير ..
نشتاق لتواجدك بيننا ولسردك النابض ..
إلى أن تعود بخير ..
للرفع ...

أديبتنا الكبيرة / الاستاذة وفاء
أشكرك جدا على تذكرك لي
شرف كبير لي مرورك
ورأيك في اعمالي المتواضعة

تقبلي تقديري واحترامي

د. مصطفى عراقي
06-06-2008, 11:22 PM
أخي الحبيب
عندما أعود إلى قصصك الشجية الثرية أدرك أن اللصوص لا يسطون إلا على البيوت العامرة

أخوك: مصطفى

حسام القاضي
09-06-2008, 03:03 PM
أخي الحبيب / د. مصطفى عراقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك دخول قصتي للمرة الثانية
وكذلك تقييمك لها ..
دمت بكل الخير.
تقديري واحترامي.

علاء عيسى
11-06-2008, 03:54 PM
ملكتنى الحيرة
وملكنى الاستمتاع
فقرأت النص مرات ومرات
ومازلت حائرا ومازلت مستمتعا
فقرأت جميع الردود
ولأول مرة
يحدث مثل هذا
أن أقرأ جميع الردود
ولكن ما جعلنى أسعد حالاً
أن جميع الرؤى للعمل
جاءت مملوءة بالحيرة
وهذا ثراء للعمل
وجميعها
جاء مستمتع بالعمل
وهذا سر من أسرار جماليات العمل
صديقى الأكبر
الجميل
حسام بك القاضى
قبل ان اشكرك
إسمح لى أن أقدم الشكر لكل من جاء برد على العمل
لأننى شعرت أن كل رد
هو اضافة للعمل
تحياتى
وخالص تقديرى لعملك
الذى فتح امامنا
كل هذه العلامات من " التعجب والاستفهام "
تحية بقدر
حبى لك

حسام القاضي
16-06-2008, 12:32 AM
ملكتنى الحيرة
وملكنى الاستمتاع
فقرأت النص مرات ومرات
ومازلت حائرا ومازلت مستمتعا
فقرأت جميع الردود
ولأول مرة
يحدث مثل هذا
أن أقرأ جميع الردود
ولكن ما جعلنى أسعد حالاً
أن جميع الرؤى للعمل
جاءت مملوءة بالحيرة
وهذا ثراء للعمل
وجميعها
جاء مستمتع بالعمل
وهذا سر من أسرار جماليات العمل
صديقى الأكبر
الجميل
حسام بك القاضى
قبل ان اشكرك
إسمح لى أن أقدم الشكر لكل من جاء برد على العمل
لأننى شعرت أن كل رد
هو اضافة للعمل
تحياتى
وخالص تقديرى لعملك
الذى فتح امامنا
كل هذه العلامات من " التعجب والاستفهام "
تحية بقدر
حبى لك

أخي العزيز وشاعرنا الجميل / علاء عيسى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرفني مرورك الكريم الجميل..
رأيك فيمن سبقك وفراءتك لما كتبوا
دليل اهتمام وتواضع منك..
لك كل الشكر والتقدير والاحترام

عدنان القماش
16-06-2008, 10:02 AM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم حسام،،،
القصة الرمزية تحتاج إلي فكر عميق وقدرات خاصة، وأراك تجيد هذا النوع وتكتبه بتمكن.
لقطات سريعة تحمل رموزا كثيرة، وحقا "خير الكلام ما قل ودل".
قرأت معظم الردود مثل أخي الكريم علاء عيسي، وأعجبتني كثيرا،
وقرأت للأستاذة "وفاء شوكت خضر" موضوع مستقل يشرح أحد نصوصك وهو "الحطام" وتحليل للرمز في أسلوبك،
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=22111

يسألني الكثيرون ممن لا يكتبون - ولا أعتبر نفسي كاتبا-، كيف تكتب القصص؟ من أين تأتيك الأفكار؟
وأجد نفسي أسألك نفس الأسئلة؟
قصة جميلة أمتعتنا كثيرا، دام لنا إبداعك،،،

وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

فدوى يومة
16-06-2008, 09:57 PM
شجرة الصفصاف جميلة
لكني أود أن أكون جدولا
على أن أكون شجرة صفصافٍ
حين يصل قطارنا لآخر المحطات
لـ أورخان لي
فهل بمقدورنا أن نكون كذلك الجدول سيد ـ حسام القاضي ـ
كي نجنب موت الزهور على ضفافنا نصك مشبع بغموض جميلـ
تحياتي لك وباقة ورد بلون حرفك

حسام القاضي
19-06-2008, 01:09 AM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم حسام،،،
القصة الرمزية تحتاج إلي فكر عميق وقدرات خاصة، وأراك تجيد هذا النوع وتكتبه بتمكن.
لقطات سريعة تحمل رموزا كثيرة، وحقا "خير الكلام ما قل ودل".
قرأت معظم الردود مثل أخي الكريم علاء عيسي، وأعجبتني كثيرا،
وقرأت للأستاذة "وفاء شوكت خضر" موضوع مستقل يشرح أحد نصوصك وهو "الحطام" وتحليل للرمز في أسلوبك،
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=22111
يسألني الكثيرون ممن لا يكتبون - ولا أعتبر نفسي كاتبا-، كيف تكتب القصص؟ من أين تأتيك الأفكار؟
وأجد نفسي أسألك نفس الأسئلة؟
قصة جميلة أمتعتنا كثيرا، دام لنا إبداعك،،،
وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

أخي الكريم / عدنان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك على الكثير هنا اخي العزيز
على قراءتك المميزة
وعلى تنقيبك عن اعمالي المتواضعة
والاهتمام بها ، وبالتأكيد رأيك فيها
اما عن السؤال فلعلني أنضم إلى السائلين
وإن كنت أؤمن بأن الأفكار تطرح نفسها
ويقتصر دورنا على انتقاء زاوية رؤية خاصة
وهي أهم ما يميز كاتباً عن غيره.
تقبل تقديري واحترامي.

دكتور محمد فؤاد
19-06-2008, 05:06 AM
أخي العزيز حسام القاضي
أجمل القصص هي تلك التي لاتبوح بكل شئ ، وأبرع الكتاّب هو من يمتلك وعي القارئ ويمسك بتلابيبه حتى نهاية النص وأنت فعلت الأمرين باقتدار كاتب متمكن من أدواته استطاع ببراعة أن يمضى بنا إلى حيث شاء..لغة عذبة جميلة وتصوير دقيق وكأنما نعايش الشخوص والأحداث ..سلمت وسلم قلمك المبدع.
د. محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

حسام القاضي
21-06-2008, 03:04 PM
شجرة الصفصاف جميلة
لكني أود أن أكون جدولا
على أن أكون شجرة صفصافٍ
حين يصل قطارنا لآخر المحطات
لـ أورخان لي
فهل بمقدورنا أن نكون كذلك الجدول سيد ـ حسام القاضي ـ
كي نجنب موت الزهور على ضفافنا نصك مشبع بغموض جميلـ
تحياتي لك وباقة ورد بلون حرفك


الأخت الفاضلة الأديبة / فدوى يومة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليتنا نستطيع ان نكون ذلك الجدول فعلاً
فما أغلى تلك الزهور
وما اجمل واعمق تعقيبك الثري
تقبلي كل التقدير والاحترام

حسام القاضي
24-06-2008, 11:32 PM
أخي العزيز حسام القاضي
أجمل القصص هي تلك التي لاتبوح بكل شئ ، وأبرع الكتاّب هو من يمتلك وعي القارئ ويمسك بتلابيبه حتى نهاية النص وأنت فعلت الأمرين باقتدار كاتب متمكن من أدواته استطاع ببراعة أن يمضى بنا إلى حيث شاء..لغة عذبة جميلة وتصوير دقيق وكأنما نعايش الشخوص والأحداث ..سلمت وسلم قلمك المبدع.
د. محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

أخي العزيز الأديب / د.محمد فؤاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على قراءتك الجميلة
رأيك شهادة كبيرة اعتز بها جداً

تقبل تقديري واحترامي

عبدو المصطفى فطيش
25-06-2008, 06:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في ......
الكاتب والاديب الكبير
الاستاذ
حسام القاضي
جميل ورب الكعبة

حسام القاضي
28-06-2008, 10:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في ......
الكاتب والاديب الكبير
الاستاذ
حسام القاضي
جميل ورب الكعبة


أخي الأديب المبدع / عبدو المصطفى فطيش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر لك هذا المرور الكريم
وهذا الرأي الجميل
تقبل تقديري واحترامي

أكرم الشرفاني
29-06-2008, 08:42 AM
استاذي الفاضل والكريم حسام القاضي
مررت هنا بين اسطرك لارى واتعلم ولو مثقال حبة حنطة في مزرعة واسعة وشاسعة.
كم اتمنى ان اتعلم منك

سلمت يا استاذنا الكبير
ودمت لنا بكل ما تملك من ابداع


تحية
اكرم

حسام القاضي
05-07-2008, 03:57 PM
استاذي الفاضل والكريم حسام القاضي
مررت هنا بين اسطرك لارى واتعلم ولو مثقال حبة حنطة في مزرعة واسعة وشاسعة.
كم اتمنى ان اتعلم منك
سلمت يا استاذنا الكبير
ودمت لنا بكل ما تملك من ابداع
تحية
اكرم

أخي الفاضل الأديب / أكرم الشرفاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على هذا المرور العطر
في رحلة الحياة..كلنا نتعلم

تقبل تقديري واحترامي

د. مصطفى عراقي
19-07-2008, 03:12 PM
[b][size="5"][color="red"]


لا يصح إلا الصحيح .





وهاهي ذي الأيام تثبت صحة مقولتك أيها الصادق النضير

وهاهم المدعون يتجرعون مرارة الخيبة


بوركت
ودمت بكل الخير والسعادة والنور

حسام القاضي
26-07-2008, 04:59 AM
وهاهي ذي الأيام تثبت صحة مقولتك أيها الصادق النضير
وهاهم المدعون يتجرعون مرارة الخيبة
بوركت
ودمت بكل الخير والسعادة والنور

أشكرك أيها القدير على هذا الاقتباس
الذي يلخص أشياء كثيرة ..
ربما يلخص حياة كاملة ، ولكن
أين من يتعظ ؟!!!
تقبل تقديري واحترامي

د. نجلاء طمان
05-04-2009, 02:27 AM
القاص المبدع: حسام القاضي
حقيبة متربة وأبوة فقيرة..... وجورب أبيض وطفولة مظلومة. إن الوالج في غور القص النفسي للقص ومن ثم للبطل, لابد له من أن يعاني بعض التشتت في بدء الولوج حتى يتعرف طريقه , ومن ثم يثبت في القاع على المحار الذي يحوى لؤلؤا نادرا.امتلك القاص الخيط الحبكي ولم يفلت منه خلال القص في ابداع متمكن , بالرغم من تخلل زمن القص لبعض لقطات من الفلاش باك, أضاءت جانبا هاما جدا في شخصية البطل. إن شخصية بطل القصة تتميز بالشرف الذي دائما ما يكون مصاحبا للفقر في الزمن الحالي, ومع كون البطل يتميز بالقوة والثبات والشموخ في حياته, إلا أنه كان ينهار تماما أمام طفلته- كما هو الحال مع كل أب حنون. إن تطبيق مبدأ القوة والسيطرة الشخصية على المجريات الحياتية , لايشترط معه قسوة على الآخرين -وخاصة مع هؤلاء في المحيط الأسري-بل على العكس دائما ما يكون مصاحبا برقة في القلب نحو الضعيف والقريب. تكاملت القصة منذ البداية ومع التدرج في الحبك وحتى النهاية, مع احتوائها على بعض الرمزية التي وضحت في الخاتمة.أما البعد النفسي للأب المرهف المشاعر نحو أسرته, والواقع بين مطرقة الفقر , والتزاماته الأسرية نحو أسرته, وبين سندانة التمسك بالمباديء والشرف في ظل فساد اجتماعي شامل, فقد عبر عنه القاص في إبداع فاق حدود الوصف-وخاصة في تطور مشاعره بجوار طفلته النائمة ومدى تمزقه النفسي الذي فاق تمزق جوربها وحذائها- وأدخلني كناقدة وقارئة, في متاهة عاطفية أخذت مني تمام الشفقة والعطف والإحترام في ذات الوقت للبطل.
شذى الوردة وقصة صافحت كف الإبداع
د. نجلاء طمان
التثبيت
للتذكير بهذا الأنموذج الرائع للقصة القصيرة المحكم حبكها.
تقديري

حسام القاضي
07-04-2009, 03:59 PM
التثبيت
للتذكير بهذا الأنموذج الرائع للقصة القصيرة المحكم حبكها.
تقديري

لك كل الشكر والتقدير
لانتشالك عملي المتواضع
من براثن النسيان
ورأيك الذي أسعدني
مع تثبيتك المميز
خالص احترامي لك

محمود الديدامونى
09-04-2009, 10:55 PM
نص جيد أخى المبدع الجميل / حسام القاضى
خالص تحياتى
لم أقرأ لك منذ زمن
استمتعت بما قرات
لا تحرمنا من إبداع بمثل إبداعكم
دمت بكل خير

حسام القاضي
13-04-2009, 09:54 PM
نص جيد أخى المبدع الجميل / حسام القاضى
خالص تحياتى
لم أقرأ لك منذ زمن
استمتعت بما قرات
لا تحرمنا من إبداع بمثل إبداعكم
دمت بكل خير
أخي المبدع والناقد / محمود الديداموني
سعدت جداً أن رأيت اسمك هنا في الواحة
وخاصة على نصي المتواضع
أشكرك لقراءتك ..
و لرأيك الذي يعني لي الكثير

تقبل تقديري واحترمي

شهد ماجد
13-04-2009, 10:54 PM
السلام عليك أستاذنا
******
راودني بعض غموض أثناء القراءة الأولى
لكنه انجلى و لله الحمد
*******
راقتني جدا
أسلوبها .. كلماتها
رقة تسلسلها
و تجسيدها لواقع مرير أصبحنا نلمسه في كل ركن من أركان الحياة
******
بوركت

حسام القاضي
17-04-2009, 09:38 PM
السلام عليك أستاذنا
******
راودني بعض غموض أثناء القراءة الأولى
لكنه انجلى و لله الحمد
*******
راقتني جدا
أسلوبها .. كلماتها
رقة تسلسلها
و تجسيدها لواقع مرير أصبحنا نلمسه في كل ركن من أركان الحياة
******
بوركت
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أديبتنا الفاضلة / شهد
أشكرك لقراءتك العميقة
وتعقيبك الجميل ..

تجسيدها لواقع مرير أصبحنا نلمسه في كل ركن من أركان الحياة
عبارتك الدقيقة هذه تخدم عملي كثيراً
تقبلي تقديري واحترامي

رشدي مصطفى الصاري
29-05-2009, 10:25 PM
حقيبة متربة وجورب أبيض

وضع أذنه اليمنى على الباب ، استرق السمع ، ثم وبحذر متناه أمسك بالمقبض وأداره، تحرك الباب تاركاً فرجة صغيرة سمحت له بإلقاء بصره إلى الداخل ، ظلام دامس ، انحنى ليسمح لضوء الردهة خلفه بالسقوط، حدق ملياً ، كانت هناك في فراشها ، وقد انحسر الغطاء عن ساقيها اللامعتين ، حرك الباب ببطء شديد حرص فيه أن يئد صريره قبل مولده .
بخطوات حذرة اتجه صوبها، تبدت أمامه كاملة، ثنت ساقها اليمنى فانزاح الغطاء أكثر، أمسك طرف الغطاء وهم بـ.... ولكنه خشي أن... تركه وتراجع ، جثا على ركبتيه يتأملها ..
غاص رأسها في الوسادة، انتشر شعرها عليها محيطاً برأسها في فوضى جميلة، قسمات وجهها الناعمة مستكينة مع ابتسامة..
ابتسامتها كانت تزلزل كيانه دائماً، تدك حصون قسوته المصطنعة، تنسف جبال انفعالاته الغاضبة؛ فيتبدل من حال إلى حال، يسرع متوارياً عن عينيها كي لا تلمح الشلال المنهمر من قمة الجبل.. من قطرات ساخنة..
شعر بسخونتها على وجنتيه، حاول إيقاف جريانها فازداد انهمارها..
"سامحيني فقد أجرمت في حقك، لكني لم أقصد والله، ما حدث كان رغماً عني ".....
ـ طاعتي عليك واجبة.
ـ في الحق فقط.
ـ لاتنس أني رئيسك في العمل.
ـ لا أحني رأسي إلا لله .
ـ رأسك الحجري هذا هو ما أطاح بك.
ـ لا يصح إلا الصحيح .
ـ إذاً ارحل..ولا تنس الحقيبة .
بيديها الصغيرتين كانت تحرص على تنظيفها يومياً، وتلميعها له ، ليحملها ويخرج ..
في طريقه كان ينظر إلى النافذة مبتسماً، ثلاث كفوف تلوح له، اثنتان صغيرتان بينهما واحدة كبيرة..
الآن هي في مكانها الدائم، ضاعت معالمها تحت أمواج الأتربة المتراكمة عليها، يدها تظهر بالكاد، باقي تفاصيلها انسحبت تحت وطأة هذا الهجوم المتكرر المزمن..
تحركت يدها لاإراديا تبحث تحت الوسادة عن شيء ما ..
انهمرت دموعه بغزارة .. " آه .. هل تكررين هذه الفعلة دائماً ؟ هل تبحثين عن قالب (الشيكولاتة)؟ رحماك يا ربي ..سامحيني ..كنت أريد لك الأفضل دائماً.. لم يكن بيدي .. لم أستطع أن أصير مثلهم..ليست بطولة مني ، ولكن هكذا خلقني الله ..يوماً ما ستدركين كم كنت أحبك برغم كل ما جرى "
تململت ،انكمشت متكورة على نفسها ..مد يده أمسك بطرف الغطاء ،جذبه لم يخش أن يوقظها هذه المرة.. سحبه على جسدها ، وأحكمه عليه ..راوغ يدها الممتدة الباحثة في الظلام، أفلت منها واقفاً، قفل عائداً للباب بظهره تتبعه قطرات ساخنة منهمرة عندما لمح تحت فراشها حذاءً صغيراً ممزقاً و..جوربًا أبيض .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
الكويت في 23/4/2007
جريدة القبس 3 / 5 / 2007
أديبنا القدير حسام القاضي
ضمير حي يصارع الإنسان في داخلنا , ومجتمع تلاشى فيه العدل, وغوغائية تحكم بلا موازين
أين المساواة ...؟
أعود إلى منزلي وعيون أطفالي ترمقني ماجنيت لهم من آمال مستقبلهم ---
هل يشبعهم ضميري الذي آثرته...!
أم يعصرني الألم ليفتت الإنسان في داخلي
بحق السماء أية مفارقات تلك --- الحاجة أم الضمير...؟
ولعمري --- أحلاهما مر
نص متخم بالإحساس وحروف تتوالى كالغيث علها تطفئ ظمأ المكلومين في هذا الزمن
ماأروعك ياأخي حسام

حسام القاضي
01-06-2009, 09:39 PM
أديبنا القدير حسام القاضي
ضمير حي يصارع الإنسان في داخلنا , ومجتمع تلاشى فيه العدل, وغوغائية تحكم بلا موازين
أين المساواة ...؟
أعود إلى منزلي وعيون أطفالي ترمقني ماجنيت لهم من آمال مستقبلهم ---
هل يشبعهم ضميري الذي آثرته...!
أم يعصرني الألم ليفتت الإنسان في داخلي
بحق السماء أية مفارقات تلك --- الحاجة أم الضمير...؟
ولعمري --- أحلاهما مر
نص متخم بالإحساس وحروف تتوالى كالغيث علها تطفئ ظمأ المكلومين في هذا الزمن
ماأروعك ياأخي حسام
أخي الفاضل الأديب / د. رشدي الصاري
سؤالك اعادني لمعايشة القصة من جديد

هل يشبعهم ضميري الذي آثرته...!
هنا تلك المعادلة الصعبة والمؤلمة ، والتي لا يستشعرها إلا هؤلاء فقط
الذين يحملون مبادئهم الحادة أينما حلوا ويحاربون من أجلها دائماً
ومهما كان الثمن..
أشكرك لقراءتك المتعمقة وتعقيبك الثري الذي أضاف الكثير
لنصي المتواضع
تقبل شكري وتقديري واحترامي

أحمد حاتم
04-06-2009, 06:48 AM
ـ طاعتي عليك واجبة.
ـ في الحق فقط.
ـ لاتنس أني رئيسك في العمل.
ـ لا أحني رأسي إلا لله .
ـ رأسك الحجري هذا هو ما أطاح بك.
ـ لا يصح إلا الصحيح .
ـ إذاً ارحل..ولا تنس الحقيبة .
................................
كان ينقصها هذه الجملة الصغيرة ( حياك الله )
.................................................. .....
الإصرار على عدم المخالفة أيا كانت النتيجة .... تعتبر فى عرف رافعى ذلك الشعار ( حياك الله ) ، غباء ....
أمر سائد هناك بشكل لافت لا تخطئه عين ... لا علاقة لصلاة تؤدى _ بحرص غريب _ فى وقتها وبين التطبيق ، ينتابك الضجر والملل والكآبة ، لتختال تلك الأنفس الصماء بلا مبرر ، واقع مرير ، مخادع ، منافق ، كاذب ، يلتزم الصمت ويبتلع شهادة رغم علمه بالحقائق ومعاينته لها ، والحفاظ على شربة الماء ، أو قطعة الشيكولا ، أو حذاء ، تستلزم فى هكذا مجتمع ، أن تدخل باب العمل خالعا عنك ثمة رداء يخالف أصول وقواعد لعبة الحفاظ والاستمرار ...
...............
تموت مع الوقت ومع معايشة التمرير والتغطية ، تلك الصلابة المرتكنة إلى ( لا يصح إلا الصحيح ) وتتلاشى شيئا فشيئا معها الإرادة الحرة ، لينتهى الأمر بالعادة اليوميه إلى أن يصبح الفرد كدجاجة _ داخل حظيرة _ ليس لها إلا أن تأكل وتبيض .
البطل هنا يرفض ذلك تماما ويؤكد ( لم أستطع أن أصير مثلهم ) يتواضع ( ليست بطولة مني ) ينسب الأمر لله ( ولكن هكذا خلقني الله ) وإلا لكان بمفهوم المخالفة جواز إسقاط ذات الحكم على السلوك الشائن لهؤلاء اللذين لم يستطع أن يصير مثلهم . وأعتقد أن البطل وإن كان قد أسبق ذلك بتأكيد ( لم يكن بيدي ) إلا أن المعنى االضمنى وحسن المقصد
يخفف من هذه الوقفة ، خاصة حين نتابع همسه الحزين ( سامحيني ..كنت أريد لك الأفضل دائماً ) إذن هو يملك القرار فها هو يرى طفلته تحلم أمام عينيه بقطعة الشيكولات وأسفل الفراش حذاؤها الممزق والجورب الأبيض الذى لا محالة سيظهر من تمزقات الحذاء أمام العيان فى دلالة قوية على مدى ما آل إليه الحال نتيجة الإصرار على عدم المخالفة ( رأسك الحجري هذا هو ما أطاح بك ) ورغم ذلك اختار ما يشبه دفن الحقيبة .
.................................................. ....
حسام بك
إستمتعت هنا كثيرا
أرجو أن تتقبل ما أدليت به فى متصفحك القيم

حسام القاضي
22-03-2010, 09:36 PM
ـ طاعتي عليك واجبة.
ـ في الحق فقط.
ـ لاتنس أني رئيسك في العمل.
ـ لا أحني رأسي إلا لله .
ـ رأسك الحجري هذا هو ما أطاح بك.
ـ لا يصح إلا الصحيح .
ـ إذاً ارحل..ولا تنس الحقيبة .
................................
كان ينقصها هذه الجملة الصغيرة ( حياك الله )
.................................................. .....
الإصرار على عدم المخالفة أيا كانت النتيجة .... تعتبر فى عرف رافعى ذلك الشعار ( حياك الله ) ، غباء ....
أمر سائد هناك بشكل لافت لا تخطئه عين ... لا علاقة لصلاة تؤدى _ بحرص غريب _ فى وقتها وبين التطبيق ، ينتابك الضجر والملل والكآبة ، لتختال تلك الأنفس الصماء بلا مبرر ، واقع مرير ، مخادع ، منافق ، كاذب ، يلتزم الصمت ويبتلع شهادة رغم علمه بالحقائق ومعاينته لها ، والحفاظ على شربة الماء ، أو قطعة الشيكولا ، أو حذاء ، تستلزم فى هكذا مجتمع ، أن تدخل باب العمل خالعا عنك ثمة رداء يخالف أصول وقواعد لعبة الحفاظ والاستمرار ...
...............
تموت مع الوقت ومع معايشة التمرير والتغطية ، تلك الصلابة المرتكنة إلى ( لا يصح إلا الصحيح ) وتتلاشى شيئا فشيئا معها الإرادة الحرة ، لينتهى الأمر بالعادة اليوميه إلى أن يصبح الفرد كدجاجة _ داخل حظيرة _ ليس لها إلا أن تأكل وتبيض .
البطل هنا يرفض ذلك تماما ويؤكد ( لم أستطع أن أصير مثلهم ) يتواضع ( ليست بطولة مني ) ينسب الأمر لله ( ولكن هكذا خلقني الله ) وإلا لكان بمفهوم المخالفة جواز إسقاط ذات الحكم على السلوك الشائن لهؤلاء اللذين لم يستطع أن يصير مثلهم . وأعتقد أن البطل وإن كان قد أسبق ذلك بتأكيد ( لم يكن بيدي ) إلا أن المعنى االضمنى وحسن المقصد
يخفف من هذه الوقفة ، خاصة حين نتابع همسه الحزين ( سامحيني ..كنت أريد لك الأفضل دائماً ) إذن هو يملك القرار فها هو يرى طفلته تحلم أمام عينيه بقطعة الشيكولات وأسفل الفراش حذاؤها الممزق والجورب الأبيض الذى لا محالة سيظهر من تمزقات الحذاء أمام العيان فى دلالة قوية على مدى ما آل إليه الحال نتيجة الإصرار على عدم المخالفة ( رأسك الحجري هذا هو ما أطاح بك ) ورغم ذلك اختار ما يشبه دفن الحقيبة .
.................................................. ....
حسام بك
إستمتعت هنا كثيرا
أرجو أن تتقبل ما أدليت به فى متصفحك القيم
أخي الفاضل الأديب / احمد حاتم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك جداً لهذه القراءة العميقة الواعية
وهذا التحيليل البارع الذي أضاف لقصتي الكثير

شرفت بك جداً في متصفحي المتواضع

عذراً لتاخري في الرد

تقبل تقديري واحترامي

نادية بوغرارة
29-03-2010, 01:25 AM
بعض القصص نمر عليها مر الكرام ، و بعضها نستمتع بين سطورها ،

و بعضها يجب أن نقرأها كل مرة لنتعلم من خلالها فن القصة و أدواتها .

و مثل هذا الصنف الأخير القصة التي بين أيدينا .

فتقبل مروري التلميذ أستاذ حسام .

وفاء شوكت خضر
29-03-2010, 07:01 AM
قصة تحفر في النفس أثرا ، فهي قصة ليست فقط لعرض مشكلة ولكن هي اجتماعية تأديبية ..
أن الغاية لا تبرر الوسيلة ، وأن الضمير الحي لا يقبل بتهوين الصغائر حتى لا تهون الكبائر ..
وأنا أعاود قراءة النص كانت مساحة الرؤيا أكبر وأوسع من خلال المعايشة الحسية فيه ..
كان العرض التصويري موفق ، بتصوير الصبر الشموخ والعلاقات الأسرية بعواطفها وتماسكها وتعاونها ..
نموذج لحياة إنسانية في المجتمع داخل إطار قصصي اتسع لكل المعاناة والألم والأمل ..
فكانت الصورة بنفس حجم الإطار بكل فنياته ..

أخي ومعلمي أستاذ حسام القاضي ..
في كل مرة أعود فيها لأحد نصوصك أجد المتعة الحقيقية في القراءة ..

شكرا لنادية على رفعها هذا النص الذي لن يكسوه التراب ..


تحيتي .

محمد ذيب سليمان
29-03-2010, 11:50 AM
الأستاذ الكبير حسام
هذه أول مصافحة لي لنص من نصوصك
وقفت مشدوها أما هذا الكم الكبير من المتناقضات المنسجمة
من القوة والضعف والرومنسية المفرطة ثم التنسيق بينها جميعا لتؤدي رسالة منسجمة
قصة اضطررت لقراءتها مرات عدة لاكتمال الأستمتاع
أغبطك سيدي على هذه المقدرة الفذة في التصوير الملون والتوجيه الذكي
كلام كثير أردت أن أقول ولكن الزملاء من قبلي أفاضوا فيما وددت أن أقول
دمت ودام صرير قلمك

د. سمير العمري
30-03-2010, 09:05 PM
براعة فنية في السرد بالاتكاء على اللحظة والاسترجاع حينا ، بالتضليل اللغوي للقصد حينا آخر ليحث العقل على تجميع المفردات في نسق واستشفاف المعاني المرادة.

والقصة تعالج حالة اجتماعية إذ يأبى المعيل أن يخضع للهوان في سبيل لقمة العيش وينتصر للكرامة والشموخ على حساب المطعم والملبس ولكنه يقع ضحية تأنيب الضمير وألم المسؤولية على مدى ما يدفعه من هم في كنفه من ثمن كبير لهذه الكرامة.

كانت عملا قصصيا راقيا في مجمله استخدمت فيه أدوات القص بشكل مميز وموفق بما يخدم النص ويوصل الفكرة.

دمت نبراسا أدبيا!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

حسام القاضي
31-03-2010, 10:23 PM
بعض القصص نمر عليها مر الكرام ، و بعضها نستمتع بين سطورها ،

و بعضها يجب أن نقرأها كل مرة لنتعلم من خلالها فن القصة و أدواتها .

و مثل هذا الصنف الأخير القصة التي بين أيدينا .

فتقبل مروري التلميذ أستاذ حسام .

أديبتنا الراقية الأستاذة / نادية بو غرارة
السلام عليكم

أشكرك لهذا الحضور الكريم المتميز
الذي شرفني و أسعدني للغاية
تواضع كبير منك ما قلتيه هنا

تقبلي فائق تقديري واحترامي

ربيحة الرفاعي
01-04-2010, 12:29 AM
بديع كان إمساكك بخيوط الحبكة منذ الخطوة الأولى، بسردية مشوقة تأسر القاريء، قبل حمله الى قراءة في مشاعر البطل تكشف أول خطوط الشخصية، ثم حوارية داخلية تسلط الضوء على أصل العقدة، فإدخال هاديء ل..هي أخرى تستعيدنا لمساحة النص من حيث أخرجتنا حواريتك القصيرة، ونعايش من جديد خلجات قلب أبوة عاجزة وإنسانية معذبة محرومة، وصراع مع الشر بأشكاله
غير أن لي وقفة عند

أمسك طرف الغطاء وهم بـ.... ولكنه خشي أن... تركه وتراجع ، جثا على ركبتيه يتأملها ..
شيء من الإقحام التصويري لتوجيه تصور القاري، لم يكن بسلاسة ما عداه في هذا النص البديع، فبدا لي مكشوفا حتى أنه تسبب عندي باكتشاف أنها ليست أنثى بالمعنى المراد تخيله
ولو قلت
أمسك طرف الغطاء وهم بتقبيلها ولكنه خشي أن يوقظها... تركه وتراجع ، جثا على ركبتيه يتأملها لكان باعتقادي أكثر معقولية وتأثيرا، إذ انه يتماشى بسلاسة مع النص قبله
قصة شائقة ماتعة
وإسقاطات من أروع ما يكون
دمت متألقا

حسام القاضي
03-04-2010, 10:56 PM
قصة تحفر في النفس أثرا ، فهي قصة ليست فقط لعرض مشكلة ولكن هي اجتماعية تأديبية ..
أن الغاية لا تبرر الوسيلة ، وأن الضمير الحي لا يقبل بتهوين الصغائر حتى لا تهون الكبائر ..
وأنا أعاود قراءة النص كانت مساحة الرؤيا أكبر وأوسع من خلال المعايشة الحسية فيه ..
كان العرض التصويري موفق ، بتصوير الصبر الشموخ والعلاقات الأسرية بعواطفها وتماسكها وتعاونها ..
نموذج لحياة إنسانية في المجتمع داخل إطار قصصي اتسع لكل المعاناة والألم والأمل ..
فكانت الصورة بنفس حجم الإطار بكل فنياته ..

أخي ومعلمي أستاذ حسام القاضي ..
في كل مرة أعود فيها لأحد نصوصك أجد المتعة الحقيقية في القراءة ..

شكرا لنادية على رفعها هذا النص الذي لن يكسوه التراب ..


تحيتي .
أختي الأديبة الكبيرة / وفاء خضر
السلام عليكم
مرة أخرى تضيفين بعداً بل أبعاداً جديدة لقصتي المتواضعة
ولا أنس تحليلك الدقيق الشامل يوم أن نشرت القصة لأول مرة

يظل لمرورك تأثير خاص على أعمالي

تقديري واحترامي

أحمد عيسى
04-04-2010, 01:59 AM
نص كبير من كاتب كبير ...

مبدع دائماً أستاذ حسام ..
كل من سبقوني وضعوا قراءات رائعة ، سبرت أغوار النص تماماً ..
البداية كانت خادعة ، وربما لم تكن تناسب النص تماماً ..
لكنها أدت دورها في جذب الانتباه ، والتحفز ، وشد الأعصاب لمعرفة المزيد .

ننتظر جديدك أستاذ حسام ..

حسام القاضي
05-04-2010, 08:36 PM
الأستاذ الكبير حسام
هذه أول مصافحة لي لنص من نصوصك
وقفت مشدوها أما هذا الكم الكبير من المتناقضات المنسجمة
من القوة والضعف والرومنسية المفرطة ثم التنسيق بينها جميعا لتؤدي رسالة منسجمة
قصة اضطررت لقراءتها مرات عدة لاكتمال الأستمتاع
أغبطك سيدي على هذه المقدرة الفذة في التصوير الملون والتوجيه الذكي
كلام كثير أردت أن أقول ولكن الزملاء من قبلي أفاضوا فيما وددت أن أقول
دمت ودام صرير قلمك

أخي الأديب الكبير الأستاذ / محمد ذيب سليمان
لا تتصور مدى سعادتي بزيارتك الأولى هذه


وقفت مشدوها أما هذا الكم الكبير من المتناقضات المنسجمة
من القوة والضعف والرومنسية المفرطة ثم التنسيق بينها جميعا لتؤدي رسالة منسجمة

عبارتك الموجزة الرائعة تلك تنم عن قراءة عميقة لعملي المتواضع
جميل منك هذا الاختزال..
اخجلني ثناءك والله،و تعجز كلماتي عن التعبير
أرجوأن تتقبل مني أسمى آيات التقدير والاحترام

حسام القاضي
07-04-2010, 01:11 PM
براعة فنية في السرد بالاتكاء على اللحظة والاسترجاع حينا ، بالتضليل اللغوي للقصد حينا آخر ليحث العقل على تجميع المفردات في نسق واستشفاف المعاني المرادة.

والقصة تعالج حالة اجتماعية إذ يأبى المعيل أن يخضع للهوان في سبيل لقمة العيش وينتصر للكرامة والشموخ على حساب المطعم والملبس ولكنه يقع ضحية تأنيب الضمير وألم المسؤولية على مدى ما يدفعه من هم في كنفه من ثمن كبير لهذه الكرامة.

كانت عملا قصصيا راقيا في مجمله استخدمت فيه أدوات القص بشكل مميز وموفق بما يخدم النص ويوصل الفكرة.

دمت نبراسا أدبيا!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.



تحياتي

قراءة عميقة من قدير مثلك بمثابة نص مضاف إلى نصي المتواضع..


والقصة تعالج حالة اجتماعية إذ يأبى المعيل أن يخضع للهوان في سبيل لقمة العيش وينتصر للكرامة والشموخ على حساب المطعم والملبس ولكنه يقع ضحية تأنيب الضمير وألم المسؤولية على مدى ما يدفعه من هم في كنفه من ثمن كبير لهذه الكرامة.

هذه الفقرة هي اختزال رائع بل وراق للقصة ..
تقييمك لفنيات العمل بهذه الدقة أعاد تقديم العمل مرة أخرى

أشكرك لترحيبك الجميل ومديحك لنصي المتواضع

تقبل أخي الكريم أسمى آيات التقدير والاحترام

حسام القاضي
20-04-2010, 08:49 PM
بديع كان إمساكك بخيوط الحبكة منذ الخطوة الأولى، بسردية مشوقة تأسر القاريء، قبل حمله الى قراءة في مشاعر البطل تكشف أول خطوط الشخصية، ثم حوارية داخلية تسلط الضوء على أصل العقدة، فإدخال هاديء ل..هي أخرى تستعيدنا لمساحة النص من حيث أخرجتنا حواريتك القصيرة، ونعايش من جديد خلجات قلب أبوة عاجزة وإنسانية معذبة محرومة، وصراع مع الشر بأشكاله
غير أن لي وقفة عند

شيء من الإقحام التصويري لتوجيه تصور القاري، لم يكن بسلاسة ما عداه في هذا النص البديع، فبدا لي مكشوفا حتى أنه تسبب عندي باكتشاف أنها ليست أنثى بالمعنى المراد تخيله
ولو قلت لكان باعتقادي أكثر معقولية وتأثيرا، إذ انه يتماشى بسلاسة مع النص قبله
قصة شائقة ماتعة
وإسقاطات من أروع ما يكون
دمت متألقا


المبدعة القديرة / ربيحة الرفاعي
السلام عليكم
قراءة اخرى متعمقة ومتخصصة أصبحت أترقبها ..
تشريح للفكرة وكأنه عرض جديد لها ولكن تحت أضواء مبهرة..
تقييم عال ومتخصص لفنيات العمل مع إشارة دقيقة للغاية لا تصدر إلا عن مبدع حساس يعرف قيمة الكلمة وموضعها ..بل قيمة الحرف..
أتفق معك تماماً في ملاحظتك الدقيقة وأجدها في محلها ، وللحق فقد فطنت إليها ولكن بعد شهور من نشر العمل فأقلقتني وجعلتني أشعر ببعض الصنعة في النص ، ولكن لم أستطع الاستغناء عنها فقد سبق السيف ... كما بقولون ، ولكني اخنلف معك في كيفية الحل المقترحة فلو حللت النص بهذا الشكل لما أصبحت هناك حاجة لتلك العبارة من الأساس ؛فقد قصدت منها نوع من الايهام والتعمية لمزيد من التوتر ..
لو عاد بي الزمن لوقت كتابتها مرة أخرى لفكرت طويلاً لتجنب هذه الثغرة ، ولكن من أين لي معايشة العمل بنفس ملابساته مرة أخرى.
أرحب دائماً بملاحظاتك الدقيقة الحساسة ونقدك البناء.

خالص شكري وتقديري واحترامي

ناريمان الشريف
20-04-2010, 08:57 PM
دقة لا متناهية في الوصف فقد أخذتني وإياك الى عمق المشهد
سعيدة بقراءتك
تحياتي ... ناريمان

حسام القاضي
23-04-2010, 04:12 PM
نص كبير من كاتب كبير ...

مبدع دائماً أستاذ حسام ..
كل من سبقوني وضعوا قراءات رائعة ، سبرت أغوار النص تماماً ..
البداية كانت خادعة ، وربما لم تكن تناسب النص تماماً ..
لكنها أدت دورها في جذب الانتباه ، والتحفز ، وشد الأعصاب لمعرفة المزيد .

ننتظر جديدك أستاذ حسام ..

أخي الأديب / أحمد عيسى
السلام عليكم
أشكرك لاهتمامك ورأيك
وأقدر جداً بل وأحترم وجهة نظرك
وأرحب بها دائماً

خالص تقديري واحترامي

حسام القاضي
02-05-2010, 12:39 PM
دقة لا متناهية في الوصف فقد أخذتني وإياك الى عمق المشهد
سعيدة بقراءتك
تحياتي ... ناريمان

أختي الأديبة / ناريمان الشريف
السلام عليكم

أشكرك لهذا المرور الكريم

الذي شرفني وأسعدني

تقديري واحترامي

آمال المصري
25-07-2012, 11:11 PM
لست هنا لإبداء الرأي ولكن لتسجيل إعجابي والحضور في رحاب هذا الألق الماتع
تابعت الردود فوجدت بها مايفي النص حقه من تحليل وتفنيد وقراءات رائعة استفدت واستمتعت بها
دام ألقك أديبنا الرائع
وكل عام وأنت للرحمن أقرب
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

حسام القاضي
19-06-2013, 12:05 PM
لست هنا لإبداء الرأي ولكن لتسجيل إعجابي والحضور في رحاب هذا الألق الماتع
تابعت الردود فوجدت بها مايفي النص حقه من تحليل وتفنيد وقراءات رائعة استفدت واستمتعت بها
دام ألقك أديبنا الرائع
وكل عام وأنت للرحمن أقرب
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

اختي الفاضلة الأديبة / آمال المصري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرور رائع عبق ..

أشكرك لقراءتك ورأيك الجميل

تقديري واحترامي

نداء غريب صبري
09-07-2013, 01:20 AM
في هذه القصة الجميلة كم من الحزن يغرق كل القلوب الحيّة التي لم يختم الله عليها بالقسوة
سردك جميل ومشوق أخي

شكرا لك

بوركت

حسام القاضي
25-11-2013, 12:23 PM
في هذه القصة الجميلة كم من الحزن يغرق كل القلوب الحيّة التي لم يختم الله عليها بالقسوة
سردك جميل ومشوق أخي

شكرا لك

بوركت

الأديبة الراقية / نداء غريب صبري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك لاهتمامك بالمتابعة والقراءة

وكذلك رأيك الجميل الذي يلخص القصة
ويعبر عنها برقي

مع تقديري واحترامي

خلود محمد جمعة
30-11-2013, 12:06 AM
صورت مشهد الأبوة المقهورة ، المكابرة،و الرقيقة بدقة توجع
مبدع من ألفك الى يائك
متجدد بروعة دائماً
دمت بخير
مودتي وتقديري

هشام النجار
23-01-2014, 03:49 PM
السؤال الذى يقفز لذهن المتلقى وهو يستقصى أحداث هذه القصة المغلفة بالوجع هو : لماذا هذا الغموض ولماذا لجأ اليه الكاتب ؟
ولماذا لا يقص علينا الحكاية كما هى واضحة ومفجعة ومباشرة وظاهرة التفاصيل بدون مراوغات ايحائية جعلتنا نظن أشياءاً على غير الحقيقة مع بداية القصة ، وبدون اغراق فى اخفاء شخصيات الأبطال مع البداية المثيرة ، وبدون ترميز واشارة الى الحقائق الموجعة بدلالات وعناصر قصية قد تبدو أحياناً مُبهمة ؟
وما أراه – فى محاولة للاجابة عن هذا السؤال – هو أن الكاتب أرادَ ألا نمر على هذه الحكاية الجديدة من حكايات " الألم والفقر والمبادئ " مرور الكرام كعادتنا ، وأن نقلب الصفحة فى الكتاب المتخم بالأحداث والقصص المشابهة .
هى قصة تتكرر كثيراً فى مجتمعاتنا .. هى قصة السعادة والرفاهية التى لا يستطيع الأب توفيرها لصغاره لتقاطع وتخاصم المبادئ مع المصالح الحرام .
ومن كثرتها وتكرارها قد نمر على أبطالها يومياً ولا نلتفت لهم ولا نبدى اهتماماً ، وهذا ما يؤرق الكاتب ويجعله يجتهد فى ابتكار مشاهد ومداخل غامضة للقصة لكى نقف طويلاً أمامها متأملين ولا نكرر خطيئتنا بالمرور على أوجاعها وأحزانها غير مبالين .
هل سألَ الواحد منا نفسه بعد قراءة كاملة متعمقة للقصة : لماذا هذه البداية الايحائية المراوِغة التى جعلت الأذهان تتخيل أشياءاً أخرى وكأن الرجل يتسرب الى غرفة شهية بالنزوة ، تسكنها امرأة جعلها البطل هدفاً لارتكاب الحرام ؟
لماذا ؟
لأن هذه هى القصة الأكثر تداولاً فى سوق الاهتمام الجماهيرى والنقدى – قصص الجسد والسرير - ، وهى الأكثر رواجاً على الألسنة وفى الأحاديث العامة والخاصة .
بمعنى أنه لو كانت يا مساكين قصة من تلك القصص الحمراء لاهتممتم بها وصنعتم منها أسطورة تستدعون تفاصيلها كل يوم .
أما حكاية الطفلة الفقيرة المدهشة مع أخيها وأمها وأبيها صاحب المبادئ والقيم ، والتى اعتادت تلميع حقيبة العمل لأبيها المناضل المكافح لتوفير لقمة عيش هنية لزوجته وأبنائه ، والتى اعتادت وداعه بكفها الصغير وابتسامتها الحانية مع كل خروج له الى عمله ، لتقطع هذه العادات وتلك السعادة المتواضعة أطماع صاحب العمل وتحريضاته على ارتكاب الحرام ومحاولات اغراء الأب بما يخالف ضميره وشرفه ليختلس أو يسرق أو ينهب من المال العام .. الخ .
لترقد حقيبته التى اعتادت اليد الصغيرة تلميعها فى البيت سنوات طوال بلا عمل وتتراكم عليها الأتربة ، فليس لها عمل بصحبة ضمير صاحبها الحى .
ضمير حى وقلوب ميتة ونفوس أصابها الطمع والتكالب على الدنيا فى مقتل ، لتترك هذا الرجل الأخلاقى بلا عمل ولا قدرة على اعاشة أولاده وادارة حياته الصغيرة ، فتتأخر الأسرة خطوات الى الوراء وينشب الفقر فيها أظافره ، فلا مقدرة على توفير ضروريات " حذاء صغير ممزق " ولا تحسينيات وبعض المشهيات " لوح الشيكولاتة " .
القصة أكثر من رائعة فى أسلوب تناولها المختلف والمميز لهذا المضمون والموضوع المُكرر ، وأظهرت براعة الكاتب فى اظهار المشاعر الانسانية وخلجات النفوس ، ومقدار الألم الذى يعتمل فى قلب هذا الأب المكلوم بمأساته وعجزه وحيرته الدامية بين مبادئه ومصالح أسرته الصغيرة .
كان مشهد النهاية فى منتهى القسوة ، فهو لا يقدر على مواجهة ابنته الصغيرة ، ولا يستطيع انتظار ثوان قليلة لتراه فى النور مفضلاً الانسحاب .
فربما لا تدرك ولا تعى الصغيرة فلسفته هذه اذا أراد أن يشرح لها ويبرر ، وهو يتركها للحياة والأيام لتكتشف يوماً أن أباها لم يحرمها ولم يقصر فى حقها ، انما كان حريصاً على ألا يطعمها من حرام .

حسام القاضي
16-05-2014, 12:19 PM
صورت مشهد الأبوة المقهورة ، المكابرة،و الرقيقة بدقة توجع
مبدع من ألفك الى يائك
متجدد بروعة دائماً
دمت بخير
مودتي وتقديري

الأديبة الراقية / خلود محمد جمعة
أولا أشكرك لمتابعتك الدائمة والراقية لأعمالي المتواضعة هنا
ثانيا لقراءتك العميقة الصائبة والتي سبرت بها أغوار القصة


صورت مشهد الأبوة المقهورة ، المكابرة،و الرقيقة بدقة توجع


كان تلخيصك للقصة بعبارتك المتقنة هذه موفقا للغاية ومفيدا للعمل ومن سيقرأه

تقديري واحترامي

حسام القاضي
16-05-2014, 12:39 PM
السؤال الذى يقفز لذهن المتلقى وهو يستقصى أحداث هذه القصة المغلفة بالوجع هو : لماذا هذا الغموض ولماذا لجأ اليه الكاتب ؟
ولماذا لا يقص علينا الحكاية كما هى واضحة ومفجعة ومباشرة وظاهرة التفاصيل بدون مراوغات ايحائية جعلتنا نظن أشياءاً على غير الحقيقة مع بداية القصة ، وبدون اغراق فى اخفاء شخصيات الأبطال مع البداية المثيرة ، وبدون ترميز واشارة الى الحقائق الموجعة بدلالات وعناصر قصية قد تبدو أحياناً مُبهمة ؟
وما أراه – فى محاولة للاجابة عن هذا السؤال – هو أن الكاتب أرادَ ألا نمر على هذه الحكاية الجديدة من حكايات " الألم والفقر والمبادئ " مرور الكرام كعادتنا ، وأن نقلب الصفحة فى الكتاب المتخم بالأحداث والقصص المشابهة .
هى قصة تتكرر كثيراً فى مجتمعاتنا .. هى قصة السعادة والرفاهية التى لا يستطيع الأب توفيرها لصغاره لتقاطع وتخاصم المبادئ مع المصالح الحرام .
ومن كثرتها وتكرارها قد نمر على أبطالها يومياً ولا نلتفت لهم ولا نبدى اهتماماً ، وهذا ما يؤرق الكاتب ويجعله يجتهد فى ابتكار مشاهد ومداخل غامضة للقصة لكى نقف طويلاً أمامها متأملين ولا نكرر خطيئتنا بالمرور على أوجاعها وأحزانها غير مبالين .
هل سألَ الواحد منا نفسه بعد قراءة كاملة متعمقة للقصة : لماذا هذه البداية الايحائية المراوِغة التى جعلت الأذهان تتخيل أشياءاً أخرى وكأن الرجل يتسرب الى غرفة شهية بالنزوة ، تسكنها امرأة جعلها البطل هدفاً لارتكاب الحرام ؟
لماذا ؟
لأن هذه هى القصة الأكثر تداولاً فى سوق الاهتمام الجماهيرى والنقدى – قصص الجسد والسرير - ، وهى الأكثر رواجاً على الألسنة وفى الأحاديث العامة والخاصة .
بمعنى أنه لو كانت يا مساكين قصة من تلك القصص الحمراء لاهتممتم بها وصنعتم منها أسطورة تستدعون تفاصيلها كل يوم .
أما حكاية الطفلة الفقيرة المدهشة مع أخيها وأمها وأبيها صاحب المبادئ والقيم ، والتى اعتادت تلميع حقيبة العمل لأبيها المناضل المكافح لتوفير لقمة عيش هنية لزوجته وأبنائه ، والتى اعتادت وداعه بكفها الصغير وابتسامتها الحانية مع كل خروج له الى عمله ، لتقطع هذه العادات وتلك السعادة المتواضعة أطماع صاحب العمل وتحريضاته على ارتكاب الحرام ومحاولات اغراء الأب بما يخالف ضميره وشرفه ليختلس أو يسرق أو ينهب من المال العام .. الخ .
لترقد حقيبته التى اعتادت اليد الصغيرة تلميعها فى البيت سنوات طوال بلا عمل وتتراكم عليها الأتربة ، فليس لها عمل بصحبة ضمير صاحبها الحى .
ضمير حى وقلوب ميتة ونفوس أصابها الطمع والتكالب على الدنيا فى مقتل ، لتترك هذا الرجل الأخلاقى بلا عمل ولا قدرة على اعاشة أولاده وادارة حياته الصغيرة ، فتتأخر الأسرة خطوات الى الوراء وينشب الفقر فيها أظافره ، فلا مقدرة على توفير ضروريات " حذاء صغير ممزق " ولا تحسينيات وبعض المشهيات " لوح الشيكولاتة " .
القصة أكثر من رائعة فى أسلوب تناولها المختلف والمميز لهذا المضمون والموضوع المُكرر ، وأظهرت براعة الكاتب فى اظهار المشاعر الانسانية وخلجات النفوس ، ومقدار الألم الذى يعتمل فى قلب هذا الأب المكلوم بمأساته وعجزه وحيرته الدامية بين مبادئه ومصالح أسرته الصغيرة .
كان مشهد النهاية فى منتهى القسوة ، فهو لا يقدر على مواجهة ابنته الصغيرة ، ولا يستطيع انتظار ثوان قليلة لتراه فى النور مفضلاً الانسحاب .
فربما لا تدرك ولا تعى الصغيرة فلسفته هذه اذا أراد أن يشرح لها ويبرر ، وهو يتركها للحياة والأيام لتكتشف يوماً أن أباها لم يحرمها ولم يقصر فى حقها ، انما كان حريصاً على ألا يطعمها من حرام .

أخي الأديب المبدع والمفكر المجدد والناقد البارع / هشام النجار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقف أمام ابداعك النقدي الفذ هذا موقف المتحير للغاية
وأقسم أنني منذ كتابة قصتي هذه منذ نحو سبع سنوات تقريبا
لم أر فيها ابداعا نقديا مثل ما سطره قلمك الجميل هنا..
بإشارتك الدقيقة هنا للبداية ولم اخترتها بهذه الكيفية كنت وكأنك معي لحظة كتابتها
فقد كان الهاجس المسيطر على عقلي وقتها هو كيف أجذب ـ لقراءة القصةـ من يفكر في نوعيات أخرى من الكتابة
وأقصد هنا من يسعى إلى الإثارة الجنسية وما شابهها ..لعلي بذلك أكسب قارئا وأستقطبه من خانة ما إلى خانة الأدب الهادف .
كان تحليلك الدقيق الحساس للقصة أكثر من رائع ؛فقد جعلني أو أعادني لنفس المرحلة الشعورية التي عشتها وقت كتابة القصة
تنقلك بين شخصية البطل الأب وشخصية الابنة بهذه البراعة كان مرسخا كبيرا للقصة ومفهومها .. دعوة لكل من لم يقرأها هنا أن يفعل
القلم لايطاوعني حقا في ذكر ما أريد هنا
ولكن ما أستطيع قوله وبصراحة ودون مجاملة
أن قراءتك هذه كانت أجمل تكليل للقصة بل ولعلها وسامي الأكبر الذي نلته على كتابتها .

جزيل شكري مع فائق التقدير والاحترام

ربيحة الرفاعي
06-01-2015, 11:49 PM
أجد من العدالة رفع بعض النصوص لينال متعة قراءتها من فاتته
وأستأذنكم برفع هذه الرائعة للمبدع حسام القاضي

دمت بألق
تحاياي

حسام القاضي
06-02-2017, 05:58 PM
أجد من العدالة رفع بعض النصوص لينال متعة قراءتها من فاتته
وأستأذنكم برفع هذه الرائعة للمبدع حسام القاضي

دمت بألق
تحاياي

جزيل الشكر لك أديبتنا الكبيرة وناقدتنا المبدعة / الأستاذة ربيحة الرفاعي
لاهتمامك الجميل

تنقديري واحترامي

ناديه محمد الجابي
07-02-2017, 08:29 PM
ماتعة كانت سهرتي مع قصتك العبقرية
قص محترف وكاتب عبقري متمكن، وقصة ماتعة مؤثرة
مشوقة مليئة بالإثارة.
وجبة دسمة مشبعة مع كل هذا الكم الهائل من النقد الرائع لفطاحل أدباء الواحة
وبعد كل ما قرأت من إبداع للكاتب والنقاد
لا يحق لمثلي إلا الصمت والتصفيق والإعجاب
تحية زاهرة عاطرة لك كاتبنا المتميز
ولجديدك نحن في انتظار.
:0014::v1::0014:

حسام القاضي
08-02-2017, 07:24 AM
ماتعة كانت سهرتي مع قصتك العبقرية
قص محترف وكاتب عبقري متمكن، وقصة ماتعة مؤثرة
مشوقة مليئة بالإثارة.
وجبة دسمة مشبعة مع كل هذا الكم الهائل من النقد الرائع لفطاحل أدباء الواحة
وبعد كل ما قرأت من إبداع للكاتب والنقاد
لا يحق لمثلي إلا الصمت والتصفيق والإعجاب
تحية زاهرة عاطرة لك كاتبنا المتميز
ولجديدك نحن في انتظار.
:0014::v1::0014:

الأديبة الكبيرة الأستاذة / نادية الجابي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعدني تعقيبك البديع هذا فوق ما تتصورين
تقديريك للقصة .. بمثابة تكريم لها
رأيت هنا تواضع الكبار ..
أشكرك جزيل الشكر
مع تقديري واحترامي .

عماد هلالى
08-02-2017, 07:47 AM
حقيبة متربة وجورب أبيض

وضع أذنه اليمنى على الباب ، استرق السمع ، ثم وبحذر متناه أمسك بالمقبض وأداره، تحرك الباب تاركاً فرجة صغيرة سمحت له بإلقاء بصره إلى الداخل ، ظلام دامس ، انحنى ليسمح لضوء الردهة خلفه بالسقوط، حدق ملياً ، كانت هناك في فراشها ، وقد انحسر الغطاء عن ساقيها اللامعتين ، حرك الباب ببطء شديد حرص فيه أن يئد صريره قبل مولده .
بخطوات حذرة اتجه صوبها، تبدت أمامه كاملة، ثنت ساقها اليمنى فانزاح الغطاء أكثر، أمسك طرف الغطاء وهم بـ.... ولكنه خشي أن... تركه وتراجع ، جثا على ركبتيه يتأملها ..
غاص رأسها في الوسادة، انتشر شعرها عليها محيطاً برأسها في فوضى جميلة، قسمات وجهها الناعمة مستكينة مع ابتسامة..
ابتسامتها كانت تزلزل كيانه دائماً، تدك حصون قسوته المصطنعة، تنسف جبال انفعالاته الغاضبة؛ فيتبدل من حال إلى حال، يسرع متوارياً عن عينيها كي لا تلمح الشلال المنهمر من قمة الجبل.. من قطرات ساخنة..
شعر بسخونتها على وجنتيه، حاول إيقاف جريانها فازداد انهمارها..
"سامحيني فقد أجرمت في حقك، لكني لم أقصد والله، ما حدث كان رغماً عني ".....
ـ طاعتي عليك واجبة.
ـ في الحق فقط.
ـ لاتنس أني رئيسك في العمل.
ـ لا أحني رأسي إلا لله .
ـ رأسك الحجري هذا هو ما أطاح بك.
ـ لا يصح إلا الصحيح .
ـ إذاً ارحل..ولا تنس الحقيبة .
بيديها الصغيرتين كانت تحرص على تنظيفها يومياً، وتلميعها له ، ليحملها ويخرج ..
في طريقه كان ينظر إلى النافذة مبتسماً، ثلاث كفوف تلوح له، اثنتان صغيرتان بينهما واحدة كبيرة..
الآن هي في مكانها الدائم، ضاعت معالمها تحت أمواج الأتربة المتراكمة عليها، يدها تظهر بالكاد، باقي تفاصيلها انسحبت تحت وطأة هذا الهجوم المتكرر المزمن..
تحركت يدها لاإراديا تبحث تحت الوسادة عن شيء ما ..
انهمرت دموعه بغزارة .. " آه .. هل تكررين هذه الفعلة دائماً ؟ هل تبحثين عن قالب (الشيكولاتة)؟ رحماك يا ربي ..سامحيني ..كنت أريد لك الأفضل دائماً.. لم يكن بيدي .. لم أستطع أن أصير مثلهم..ليست بطولة مني ، ولكن هكذا خلقني الله ..يوماً ما ستدركين كم كنت أحبك برغم كل ما جرى "
تململت ،انكمشت متكورة على نفسها ..مد يده أمسك بطرف الغطاء ،جذبه لم يخش أن يوقظها هذه المرة.. سحبه على جسدها ، وأحكمه عليه ..راوغ يدها الممتدة الباحثة في الظلام، أفلت منها واقفاً، قفل عائداً للباب بظهره تتبعه قطرات ساخنة منهمرة عندما لمح تحت فراشها حذاءً صغيراً ممزقاً و..جوربًا أبيض .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
الكويت في 23/4/2007
جريدة القبس 3 / 5 / 2007
تُضحّي المرأة ولا تجد التّقدير الكافي .. قصة جميلة جدا وماتعة أستاذنا حسام القاضي :0014::hat: